
شهيدان بهجمات مستوطنين بالضفة
وقال شبكة قدس الإخبارية إن الشهيد الأول عودة محمد الهذالين ارتقى برصاص مستوطن خلال التصدي لأعمال تجريفٍ إسرائيلية في خربة أم الخير بمسافر يطا جنوب الخليل، في حين ارتقى الشهيد الآخر محمد سامر الجمل برصاص جيش الاحتلال قرب المدخل الشمالي لمدينة الخليل.
وأوضح شهود أن الحادث وقع بعد مشادة بين أهالي القرية والمستوطن الذي كان يقود جرافة ويجرّف أراضي تعود ملكيتها للسكان، في حين طوّق جيش الاحتلال الإسرائيلي المنطقة واعتقل 3 فلسطينيين.
وقالت وكالة "وفا" إن شابا أصيب برصاصة في يده جراء هجوم شنه مستوطنون على منطقتي "المناطير" و"الكسارة" شرق كفر مالك، ومزارع دجاج على أطراف البلدة التابعة لرام الله.
تنديد
وفي السياق، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية باعتداء مستوطنين على بلدة الطيبة، ذات الغالبية المسيحية، شرقي رام الله، وعدّته استخفافا بردود الفعل الدولية على هجمات سابقة.
وقالت إنها تتابع مع الدول ومكونات المجتمع الدولي وهيئاته القضائية استباحة مليشيات المستوطنين لعموم الضفة الغربية المحتلة ونهب الأراضي الفلسطينية.
وطالبت الوزارة بإجراءات دولية رادعة تجبر الحكومة الإسرائيلية على وضع حد لتلك "الاعتداءات والجرائم واعتقال ومحاسبة مرتكبيها".
وعقب الهجوم زار بلدة الطيبة عدد من بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس ودبلوماسيون من أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، نفذ المستوطنون خلال النصف الأول من العام الجاري 2153 اعتداءً، تسببت في استشهاد 4 مواطنين.
تصريحات غوتيريش
ومن جانب آخر، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الاثنين، إن ضم إسرائيل الضفة الغربية تدريجيا أمر غير قانوني، وإن التدمير الشامل لقطاع غزة لا يُطاق.
وأضاف -خلال مؤتمر في الأمم المتحدة- أن "الإجراءات الأحادية التي من شأنها تقويض حل الدولتين إلى الأبد غير مقبولة، ويجب أن تتوقف".
إلى ذلك، قالت منظمتان إسرائيليتان، الاثنين، إن تل أبيب تنقل الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة إلى الضفة الغربية المحتلة، و"تستبيح الفلسطينيين من النهر إلى البحر".
وقالت منظمتا بتسيلم وأطباء لحقوق الإنسان (حقوقيتان) -في تقرير مشترك- إن إسرائيل بدأت فعليا بنسخ أنماط التدمير والإبادة التي تطبق ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى الضفة الغربية أيضا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 22 دقائق
- الجزيرة
22 شهيدا في قصف إسرائيلي لشقق سكنية وخيم نزوح بغزة
واصلت إسرائيل اليوم الخميس قصف المنازل وخيم النزوح في قطاع غزة ، مما أدى إلى سقوط 22 شهيدا، وفق حصيلة أولية. وأفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 22 عشر فلسطينيا في غارات على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم. واستشهد 4 فلسطينيين، بينهم طفلتان، في قصف إسرائيلي على شقة سكنية غربي مخيم النصيرات وسط القطاع. كما استشهد 3 آخرون في قصف إسرائيلي على شقة سكنية بحي الشيخ رضوان شمالي غزة. وأعلن مجمع ناصر الطبي سقوط 6 شهداء في قصف من مسيرة إسرائيلية على خيمة نازحين بمنطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأدت غارة إسرائيلية على شقة سكنية بمخيم الشاطئ إلى سقوط 4 شهداء. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية باستشهاد مواطن وزوجته وأبنائه جراء قصف الاحتلال منزلهم في المعسكر الغربي غرب مدينة خان يونس. وأشارت إلى استشهاد 5 مواطنين وإصابة آخرين من منتظري المساعدات شرق مدينة دير البلح وسط القطاع، بعد أن استهدفهم جيش الاحتلال منتصف الليلة الماضية. وفي تطورات أزمة المجاعة ، أفاد مجمع ناصر الطبي بوفاة طفل من مدينة خان يونس نتيجة سوء التغذية وعدم توفر العلاج. وذكر مدير الإغاثة الطبية في غزة للجزيرة أن القطاع يحتاج إلى 600 شاحنة مساعدات يوميا لمواجهة المجاعة. من جهته، قال مسؤول بالاتحاد الأوروبي لرويترز، اليوم الخميس، إن الوضع الإنساني في غزة لا يزال خطيرا جدا، مبينا أن غياب بيئة عمل آمنة يقوض العمليات الإنسانية وإيصال المساعدات. وأوضح أن هناك تطورات إيجابية بشأن الاتفاق الذي توصل إليه التكتل الأوروبي مع إسرائيل الشهر الماضي بما يتعلق بالمساعدات الإنسانية لغزة. وأضاف أن هذه التطورات تشمل توريد الوقود وإعادة فتح بعض الممرات وارتفاع عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يوميا وإصلاح بعض البنى التحتية الحيوية. ورغم الوعود الإسرائيلية والأميركية بإدخال المساعدات إلى المجوعين بغزة، لا يزال سكان القطاع يعانون مجاعة قاتلة أزهقت أرواح العشرات حتى اليوم. إعلان ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة 61 ألفا و158 شهيدا و151 ألفا و442 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ودمارا هائلا شمل معظم مدن القطاع.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
شرطة برلين تتوعد بملاحقة مؤيدي فلسطين
أعلنت شرطة برلين عزمها التدخل عندما يردد أفراد الشعار المؤيد لفلسطين "من النهر إلى البحر، فلسطين حرة في حين"، في حين أعلن حزب اليسار الألماني في منطقة نويكولن في العاصمة الألمانية تمسكه بتنظيم فعالية تضامن مؤيدة للفلسطينيين، رغم الإعلان عن مشاركة مجموعة لها صلة بحركة حماس ، بحسب تقديرات هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية). وقالت المتحدثة باسم الشرطة، أنيا ديرشكه، إن"الشرطة ملزمة بتسجيل هوية المشتبه بهم في ضوء افتراض الادعاء العام الألماني أن ترديد الشعار يستوجب المساءلة الجنائية" مضيفة "إذا وجدت شكوك أولية حول جريمة، فنحن ملزمون بملاحقتها ومنع استمرارها". ونظرا لاختلاف أحكام صادرة من محاكم في برلين بشأن تجريم الشعار، الذي يشكك في حق إسرائيل في الوجود، يسود عدم يقين بين الشرطة بشأن التعامل مع مثل هذه الحالات. وأوضحت ديرشكه أنه "طلب من الادعاء العام تقييم الوضع القانوني الراهن"، ولا يزال مكتب المدعي العام يرى أن "ترديد الشعار ينطوي على شبهة جنائية أولية". وقالت ديرشكه "صدور إيضاح من محكمة عليا بشأن المسؤولية الجنائية سيكون مهما للغاية لنا جميعا". وفي برلين، برأت محكمة تيرغارتن الابتدائية مؤخرا ناشطة رددت الشعار. وقد استأنف مكتب الادعاء العام هذا القرار، في المقابل أدانت المحكمة الإقليمية في برلين في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 امرأة أخرى بنشر الشعار بـ"اعتباره استخداما لرمز منظمة إرهابية" بحسب وصفها، وحكمت عليها بغرامة والحكم غير قابل للطعن. وتنظر مكاتب ادعاء عام في ولايات ألمانية أخرى -مثل بافاريا وزارلاند وسكسونيا وتورينجن- إلى الشعار على أنه ينطوي على شبهة جنائية أولية، وتلاحق مردديه جنائيا بناء على ذلك. فعالية تضامن وقال هيرمان نيلس، المشارك في رئاسة فرع حزب اليسار في منطقة نويكولن أمس الأربعاء "أعتقد اعتقادا راسخا أن فعالية تضامن مؤيدة للفلسطينيين ستقام في 9 أغسطس/آب". وأضاف نيلس "لم نخطط مطلقا للتعاون مع أي منظمات أو أفراد لديهم صلة بحماس"، وتابع"أفترض أن جميع الضيوف المدعوين ليسوا قريبين من حماس"، ولفت إلى أنه مع ذلك تم إلغاء حجز القاعات التي كان مقررا إقامة الفعالية فيها. وبحسب فرع الحزب في نويكولن، فإن "اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة" مدرجة في ملصق على تطبيق تليغرام ضمن قائمة المتحدثين، مع شعارها أيضا. وكان مكتب حماية الدستور في ولاية برلين تحدث في تقريره لعام 2024 عن وجود أتباع لحركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يعملون معا في برلين تحت مظلة "اللجنة الوطنية الفلسطينية الموحدة"، ووصفتهم الاستخبارات الداخلية بأنهم "خصوم للدستور يتبنون مواقف معادية لإسرائيل".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى!
لا نبالغ إن قلنا إن يوم الأحد الثالث من أغسطس/ آب الجاري، كان أسوأ يوم يمر على المسجد الأقصى المبارك منذ احتلاله في السابع من يونيو/ حزيران 1967. فهذا اليوم شهد تغييرات جذرية غير مسبوقة في المسجد الأقصى، لم تكن متخيلة منذ احتلاله، وثبّتت واقعا جديدا أنهى الوضع القائم في المسجد واقعيا، ولا يمكن تصور وضع أو يوم أسوأ منه إلا فيما لو تمكن الاحتلال من تقسيم المسجد، أو بناء كنيس داخله، لا قدر الله. هذا اليوم شهد أكبر عدد من المقتحمين في يوم واحد في تاريخ المسجد الأقصى منذ الاحتلال، حيث اقتحمه 3969 مستوطنا حسب إحصاء دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس. وللمفارقة، فإن جماعات المعبد المتطرفة اعترضت على هذا العدد، حيث اعتبر المتطرف (أساف فريد) أن هذا العدد أكبر من عدد المقتحمين الحقيقي الذي سجله اتحاد منظمات المعبد، وهو 3527، أي بفارق حوالي 400 مستوطن. وفي الحقيقة فإن تعداد دائرة الأوقاف الإسلامية أكثر دقة؛ لأنها تحتسب المقتحمين جميعا بمن فيهم الذين يقتحمون المسجد باعتبارهم "سياحا"، لا من نشطاء جماعات المعبد المتطرفة فقط، كما تفعل هذه الجماعات. وهذا حق، لأن ما يسمى "السياحة" في المسجد الأقصى تتم منذ 2003 برعاية جيش الاحتلال دون أي موافقة أو ترتيب مع الأوقاف الإسلامية. لكن ما تمكنت جماعات المعبد المتطرفة من إنجازه في هذا اليوم لم يكن مقصورا على العدد الأكبر من المقتحمين في تاريخ الأقصى، بل تعداه إلى الكيفية التي جرى بها هذا الاقتحام؛ حيث حفل اليوم بأحداث في غاية الخطورة من المقتحمين؛ فقد استولوا على ساحات المسجد الأقصى المبارك بشكل كامل، واختاروا إقامة ما يسمى "صلاة شماع" التي تعتبر الصلاة الأساسية في الديانة اليهودية في ساحة المصلى المرواني، إلى جانب الجامع القِبلي لأول مرة في تاريخ الصراع أيضا. وأقيمت صلوات "بركات الكهنة" وصلاة الصباح والظهيرة في المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك، والتي بات الاحتلال اليوم يعاملها باعتبارها كنيسا معنويا غير معلن، ويَمنع المسلمين من الصلاة فيها أو الاقتراب منها حتى في غير أوقات الاقتحامات. كما كررت جماعات المعبد المتطرفة في هذا اليوم المحاولات المحمومة لإدخال أدوات خاصة للصلاة وعلى رأسها لفائف التوراة، وقد نشر المتطرف (تومي نيساني) زعيم منظمة "بيدينو" المتطرفة صورة لنفسه، وهو يحمل لفائف التوراة الكبيرة ويدور بها في البلدة القديمة؛ احتجاجا على عدم تمكينه من إدخالها إلى المسجد الأقصى. وبادر بعض أعضاء هذه الجماعات إلى إدخال أداة "التيفلين" التي تلف على الأيدي والرؤوس وتستعمل للصلاة إلى داخل المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى أداء ما يسمى "السجود الملحمي" الجماعي. إلى جانب هذه النقاط المتعلقة بالشكل الديني للمناسبة، باعتبارها تتعلق بذكرى خراب المعبدين؛ الأول والثاني حسب الأسطورة الدينية، جنح المستوطنون إلى "قومنة" هذا اليوم الديني؛ أي صبغه بصبغة قومية، وهذا يجري للمرة الأولى، في مقابل حرصهم المسبق على صبغ المناسبات القومية بصبغة دينية. فقد لوحظ هذا العام رفع الأعلام الإسرائيلية بشكل جماعي داخل المسجد الأقصى، الأمر الذي يختص به في العادة ما يسمى "عيدَ الاستقلال" ذا الطابع القومي. إن وضعنا هذه العملية في سياق ما يتم خلال الأعياد القومية بالمقابل كما ذكرنا، فإننا نجد أنفسنا أمام عملية منظمة لخلط طبيعة المناسبات التي يحتفل بها المستوطنون في المسجد الأقصى، وصبغها بشكل موحد جديد "ديني- قومي". وهذا يهدف لجعل قضية السيطرة على المسجد مسألة لا تخص التيارات الدينية في إسرائيل فحسب، وإنما تجتذب حتى بعض أنصار التيارات القومية العلمانية التي تعتبر مسألة المعبد رمزية تاريخية قومية فقط. بمعنى آخر: نحن الآن أمام نقطة تحول تاريخية عملت فيها جماعات اليمين الإسرائيلي وتيار الصهيونية الدينية على تحويل الصراع على المسجد الأقصى ليشمل الكل الإسرائيلي بشقيه: المتدين والعلماني، الذي تجمعه قومية الدولة اليهودية حسب رؤية هذه الجماعات. وذلك بعد أن كان صراعا يبدو محدودا مع قسم صغير من تيار متدين في دولة الاحتلال، كانت تمثله جماعات المعبد المتطرفة المعزولة عن المجتمع والحكم، وبعيدا عن التدخل المباشر للمستوى السياسي في إسرائيل. هذا التحول الإستراتيجي في شكل الصراع مثّله حرص المقتحمين على أن يكون ممثلو المستوى السياسي الإسرائيلي موجودين على رأس كافة محطات الاقتحام؛ فوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قاد بنفسه عملية الاقتحام من ثلاث نقاط: بدأها بمنطقة باب القطانين مع المتدينين الحريديم، ثم انتقل لقيادة الاقتحام بل وقيادة صلاة جماعية داخل المسجد الأقصى، وختمها بالانتقال إلى أداء الصلوات في منطقة حائط البراق. وأما عضو الكنيست عن حزب الليكود، عميت هاليفي، وهو عراب مشروع تقسيم المسجد الأقصى الذي قدمه للكنيست قبل عملية طوفان الأقصى بثلاثة أشهر، فقد قاد عملية رفع الأعلام الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى، وذلك برفقة عضوة الكنيست السابقة عن حزب البيت اليهودي شولي موعلام التي قادت غناء النشيد الوطني الإسرائيلي "هاتيكفا" في الأقصى. بينما قاد عضو الكنيست عن حزب الليكود أيضا أوشر شيكليم عملية السجود الملحمي داخل المسجد. هذا المستوى غير المسبوق من التداخل الإسرائيلي بين الرسمي والشعبي والقومي والديني في قضية المسجد الأقصى المبارك، يجعل أي حديث عن الوضع القائم في المسجد اليوم مجرد وهم. فمكتب بنيامين نتنياهو الذي اعتاد العبث بهذه القضية لم يتأخر في سخريته المعهودة بإصدار بيان بعد كل ما جرى في المسجد- برعاية المستوى السياسي- ليدعي أن إسرائيل "متمسكة بالحفاظ على الوضع القائم" في المسجد الأقصى. وهذا التصريح لم يعد اليوم أكثر من هراء لا يهدف إلا لذر الرماد في العيون، حيث يبدو واضحا أن تفسير مكتب نتنياهو لفكرة "الوضع القائم" يختلف عن المعنى القانوني لهذا التعبير، إذ يشير نتنياهو إلى أن فهمه للوضع القائم هو كل واقع جديد يفرضه الاحتلال في المسجد الأقصى، وبالتالي فلا معنى لادعاءات مكتبه بالحفاظ على الوضع القائم والتمسك به. لا ننسى هنا أن قراري السماح للمستوطنين بأداء الصلوات علنا في المسجد الأقصى عام 2024 ثم السماح بالرقص والغناء علنا في المسجد عام 2025، كلاهما صدرا عن الحكومة الإسرائيلية التي يرأسها نتنياهو- ممثلةً بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير- فعن أي وضع قائم يتحدث مكتب رئيس الحكومة؟ هذا المنطق الإسرائيلي لا يمكن فهمه إلا في نطاق استخفاف نتنياهو بالمستوى الرسمي العربي والإسلامي الذي يهتم بالتصريحات كما يبدو أكثر مما يهتم بالوقائع على الأرض. وهذا أمر لم يعد مقبولا ولا مفهوما، إذ لا بد أن يكف المسؤولون العرب والمسلمون عن وضع الرؤوس في الرمال والادعاء أن ما يجري مجرد "سحابة صيف" يمينية متطرفة ستزول مع سقوط حكومة نتنياهو الحالية. أقصى اليمين المتطرف في إسرائيل بات يحكم الدولة بالكامل، وشكل الآن فيها دولة عميقة عبر التغييرات الجذرية التي قامت بها حكومة نتنياهو الحالية على مدى السنوات الثلاث الماضية، ولا سيما منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة. وينبغي أن نعلم أن المسجد الأقصى ليس بعيدا عن هذه التغييرات التي تستهدفه الآن بشكل مباشر، وقد بات الاحتلال يشعر بالراحة في تنفيذ هذه الأجندة؛ لأنه لا يجد أي مقاومة في المكان أو في الإقليم كاملا، وهو لا يخفي هذه الراحة. ففي السابع عشر من شهر يوليو/ تموز الماضي انتشر فيديو لعضو الكنيست السابق عن حزب "زيهوت" موشيه فيجلين، الذي أعتبره للحقيقة أوضح من يكشف نوايا الاحتلال وطبيعة نظرته للمسجد الأقصى دائما، حيث قال في كلمة له في المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى: (إن أول من أدرك أننا انتصرنا في هذه الحرب- في المسجد الأقصى- هي الأوقاف الإسلامية). وأضاف: (قيل لنا على مدار سنوات إن صعودكم إلى جبل المعبد "المسجد الأقصى" سيشعل الشرق الأوسط، والواقع أنه كلما زاد صعودنا إلى المكان وأداء الصلوات بصوت مرتفع بالغناء والرقص، فإن الوضع في الأقصى يصبح بالنسبة لنا أكثر هدوءا، فلم ينفجر الشرق الأوسط ولم يحترق شيء). محصلة كل هذه الحقائق أن الاحتلال نجح في هذا اليوم في تسجيل محطة انتقالية مركزية في الصراع على المسجد الأقصى المبارك باتجاه فرض هوية يهودية موازية تماما للهوية الإسلامية للمسجد، بل وتسمو عليها في حالات الصراع، وذلك تمهيدا لإيجاد موطئ قدم دائم في المسجد الأقصى يكون بداية السيطرة الكاملة على المسجد، كما جرى في المسجد الإبراهيمي في الخليل. لن نمل من تكرار أن الحل الوحيد لهذه القضية يبدأ من التأزيم، وكلام فيجلين الذي نقلناه يؤكد هذه الحقيقة، فتأزيم الوضع في القدس شعبيا ورسميا على حد سواء هو الطريق الوحيد- وليس الأمثل فقط- ليشعر الاحتلال أن الاقتراب من الأقصى يجب أن يكون له ثمن مرتفع لا يستطيع دفعه. وإلا فإنه سيتقدم بسرعة غير مسبوقة مستغلا الحضيض الذي تعيشه المنطقة والإقليم إلى أبعد حد قبل أن نستيقظ من الصدمة على واقع جديد لا نحب حتى أن نتخيله، وعند ذلك لن ينفع الندم.