logo
السفينة "حنظلة" تحد جديد لكسر حصار غزة

السفينة "حنظلة" تحد جديد لكسر حصار غزة

الجزيرةمنذ 6 أيام
يواصل تحالف أسطول الحرية استعداداته لإطلاق سفينة جديدة تحمل اسم "حنظلة" في 13 يوليو/تموز الجاري من ميناء سرقوسة الإيطالي، في مهمة تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة في ظل حرب الإبادة المستمرة على القطاع.
ويأتي إطلاق هذه السفينة بعد أسابيع فقط من استيلاء قوات الاحتلال على السفينة مادلين التابعة للتحالف في عرض البحر، وهو ما مثّل وفقا للمنظمين تصعيدا إضافيا في مواجهة المبادرات المدنية التي تسعى لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر منذ نحو 18 عاما.
لأجل أطفال غزة
وتسعى "حنظلة" -بحسب المنظمين- إلى لفت أنظار العالم للكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، في ظل الحصار والإبادة الجماعية المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما خلّف أكثر من 50 ألف طفل بين شهيد وجريح، وتشريد ما يقارب مليون طفل من منازلهم.
وتحمل السفينة شحنة رمزية من المساعدات الإنسانية، إلى جانب رسالة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني، خاصة الأطفال الذين يشكلون أكثر من نصف سكان القطاع.
وفي حديثها للجزيرة نت، قالت العضوة المؤسسة في تحالف أسطول الحرية هويدة عراف "حنظلة ليست مجرد سفينة، بل صرخة مدنية في وجه الصمت العالمي، نبحر من أجل أطفال غزة، من أجل العدالة، ومن أجل حق كل فلسطيني في أن يعيش حرا وآمنا".
وأضافت "نرفض أن نقف متفرجين فيما تُدفن غزة تحت الركام، ويُترك أطفالها يواجهون الجوع والمرض والصدمة".
اختار التحالف اسم "حنظلة" لسفينته الجديدة نسبة إلى الشخصية الكاريكاتيرية الشهيرة التي ابتكرها الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، والتي ترمز إلى الطفل اللاجئ الفلسطيني الذي أدار ظهره للعالم رافضا الظلم.
وأوضحت عراف أن "هذه السفينة تحمل روح حنظلة، وتحمل معها أيضا أرواح أطفال غزة الذين حُرموا من الأمن والكرامة والفرح، وتُركوا يواجهون مجازر متواصلة بلا حماية".
وأشار بيان صادر عن التحالف لإعلان موعد انطلاق السفينة إلى الواقع الذي تتزايد صعوبته في غزة، ولا سيما منذ 18 مارس/آذار 2025 عقب خرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار، حيث استشهد منذ ذلك الحين أكثر من 6572 فلسطينيا وأصيب أكثر من 23 ألفا.
كما استشهد أكثر من 700 فلسطيني من المجوعين أثناء انتظارهم الحصول قرب نقاط توزيع المساعدات الغذائية التي تديرها ما تعرف بـ" مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويصف تحالف أسطول الحرية هذه المبادرات بأنها "خديعة إنسانية"، إذ تحولت نقاط الإغاثة إلى " مصائد موت"، في حين أكدت عراف أن "ما نشهده في غزة ليس مجرد سياسة حصار، بل أدوات منهجية لارتكاب جرائم جماعية، والسكوت عنها يعد تواطؤا مباشرا".
رسالة متجددة
وفي يونيو/حزيران الماضي تعرضت السفينة "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية لهجوم في المياه الدولية، حيث احتجزتها القوات الإسرائيلية واعتقلت 12 ناشطا، من بينهم عضو في البرلمان الأوروبي وأطباء وصحفيون ومدافعون عن حقوق الإنسان، قبل أن يتم ترحيلهم بعد احتجازهم وتعريضهم للتحقيق وسوء المعاملة.
ورغم ذلك فإن التحالف يصر على مواصلة جهوده، إذ أوضح رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة زاهر بيراوي في تصريح للجزيرة نت قائلا "ردنا على القرصنة التي تعرضت لها "مادلين" هو بإطلاق "حنظلة"، هذه رسالة واضحة بأننا لن نتراجع، وأن إرادتنا المدنية أقوى من سلاح الاحتلال".
وأضاف بيراوي "لا بد من استمرار محاولات كسر الحصار عبر البحر لتثبيت الحق الفلسطيني بممر بحري، وليس فقط ممرا إنسانيا -على أهميته في هذه المرحلة- لكن لتثبيت حق الفلسطينيين بالتواصل مع العالم بحرية عبر البحر".
وبشأن إمكانية التعرض للسفينة كما حصل مع سابقاتها، قال بيراوي "نحن نعلم بإمكانية تعرّض السفينة للهجوم، لكن لا بد من الاستمرار في ضرب جدار الحصار والصمت العالمي حتى يتم كسره من قبل جماهير العالم الذين يرفضون استمرار جريمة الحرب والإبادة والحصار، فالمحاولة والاستمرار بها فرض عين على كل مقتدر، وهي رفض للتطبيع مع الجريمة الحاصلة".
كسر الحصار الإعلامي
وقبل توجهها نحو غزة نفذت "حنظلة" خلال عامي 2023 و2024 جولة في عدد من موانئ شمال أوروبا والمملكة المتحدة، حيث نظمت فعاليات جماهيرية وصحفية لفتت الانتباه إلى معاناة الفلسطينيين تحت الحصار.
وقال الناشط الإعلامي في التحالف هاي شا وييا للجزيرة نت "حنظلة لم تبحر فقط لكسر الحصار البحري، بل كسرت أيضا الحصار الإعلامي والسياسي المفروض على غزة في أوروبا في كل ميناء رسونا فيه".
وأضاف "التقينا بجماهير متضامنة، نظمنا فعاليات صحفية فنية، وأطلقنا حملات توعية سياسية، هذا التفاعل أعاد فلسطين إلى مقدمة النقاش العام في مجتمعات غربية تغيب فيها أحيانا هذه الرواية والآن، آن الأوان لأن تنطلق حنظلة إلى وجهتها الطبيعية: غزة".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

2150 اعتداء في 7 أشهر.. المستوطنون يصعّدون بالضفة وغياب دعم السلطة
2150 اعتداء في 7 أشهر.. المستوطنون يصعّدون بالضفة وغياب دعم السلطة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

2150 اعتداء في 7 أشهر.. المستوطنون يصعّدون بالضفة وغياب دعم السلطة

رام الله-"عشت لحظات رعب حقيقية، لولا رحمة الله لكنت الشهيد الثالث" بهذه الكلمات وصف سليمان عصفور لحظات الرعب التي عاشها خلال محاولته إسعاف أحد المصابين من قريته سنجل بالضفة الغربية المحتلة بعدما حاصرته مجموعة من المستوطنين المسلحين وفتحوا النار عليه. وتعيش قرية سنجل شمال رام الله منذ أشهر تحت حصار غير معلن تتعرض فيه لاعتداءات متكررة من المستوطنين، وسط غياب أي حماية فعلية، ففي مواجهة عنف منظم ومدعوم من جيش الاحتلال يقف الأهالي وحدهم بوسائل بسيطة وجهود فردية للدفاع عن أنفسهم. وقال عصفور للجزيرة نت إن أكثر من 20 مستوطنا هاجموه خلال توجهه لإجلاء مصاب في المنطقة التي وقعت فيها الاعتداءات مساء أمس الأول الجمعة واستشهد فيها اثنان جراء الاعتداء عليهما من قبل المستوطنين. وتابع "القوات الإسرائيلية كانت في المنطقة وخلال دقائق تركتنا لمصيرنا مع المستوطنين، ثم أغلقت مداخل القرية بالكامل والطرق المؤدية إلى المنطقة ومنعت المواطنين من الوصول لمساندة الشباب، مما مكن المستوطنين من الاستفراد بهم". عصفور (32 عاما) -الذي يعمل في مجال الخدمة المدنية بالقرية منذ سنوات- يرى أن اعتداءات المستوطنين خلال الفترة الفائتة خطيرة وتنذر بخطر أكبر على القرية والمناطق المحيطة بها "في كل مرة تكون أكثر حدة، لم نعد نتحدث عن اعتداءات بقصد التخريب والترهيب، بل بقصد القتل". سجن كبير وخلال الأشهر الفائتة تعرضت قرية سنجل إلى اعتداءات مباشرة ومتكررة من قبل المستوطنين، وتزامن ذلك مع انتهاء قوات الاحتلال الإسرائيلي من بناء جدار عازل حوّل القرية إلى سجن كبير، فالدخول والخروج منها يتم عبر بوابات يتحكم بها جنود الاحتلال، مما عزلها عن محيطها الفلسطيني. القرية التي يسكنها 8 آلاف فلسطيني يحيط بها عدد من المستوطنات، بعضها بني منذ عقود، ولكنها بعيدة عن المناطق العمرانية في القرية، لكن بناء بؤرتين استيطانيتين في منطقة جبل الباطن والتل أدخل القرية في حلقة جديدة من هذه الاعتداءات. وخلال نضال أهالي القرية المستمر استطاعوا تفكيك البؤرة الاستيطانية الموجودة على منطقة التل، وبقي النضال منصب على البؤرة الثانية المقامة على أرض مشتركة مع قرية المزرعة الشرقية المجاورة، والتي كانت مسرحا لجريمة المستوطنين ضد الأهالي وأدت إلى استشهاد الفلسطينييْن الاثنين وإصابة أكثر من 20 فلسطينيا. ويقول مسؤول الدائرة القانونية في بلدية سنجل المحامي أنور غفري إن الأرض المقامة عليها هذه البؤر هي أراض تخضع بشكل مباشر للسلطة الفلسطينية -أراض مصنفة وفقا لتقسيمات أوسلو"أ" و"ب"- حيث قام المستوطنون قبل شهرين تقريبا بنصب خيام عليها. مساندة من الاحتلال ويضيف غفري للجزيرة نت أن الأهالي في البداية ظنوا أنه تصرف فردي، وتواصل المسؤولون المحليون مع الارتباط العسكري الفلسطيني لمعالجة الأمر مع الارتباط العسكري الإسرائيلي، لكن الأمر كان أكبر من ذلك، فقد كانت هذه البؤر نقطة انطلاق لاعتداءات جماعية من قبل المستوطنين على الأهالي والمنطقة وبحماية كاملة وإسناد من قبل قوات الاحتلال. وأوضح المسؤول الفلسطيني أن الخطورة في هذه الاعتداءات تكمن في أنها تجري بصورة منظمة ومنهجية، في المقابل فإن مواجهتها تكون بجهود فردية وغير رسمية من قبل أهالي القرية والقرى القريبة منها دون تدخل من السلطة الفلسطينية. وتابع "نحن الآن أمام خيارين، أفضلهما سيئ، التصدي الفردي سيجعلنا عرضة لخسارة المزيد من الأرواح، وفي حال قام أحدهم بالتصدي للمستوطنين يكون مصيره الاعتقال والاعتداء عليه من قبل جيش الاحتلال". ومن خلال خبرته الطويلة في المتابعة القانونية ضد هذه الممارسات وقناعته بالعجز الفلسطيني عن مواجهة الأدوات الإسرائيلية في المحاكم يرى غفري أن المطلوب تكاتف جهود المواطنين في كل المناطق، وليس في المناطق المهددة ب الاستيطان فقط، إلى جانب تفعيل دور المؤسسات الرسمية من خلال دعم ممنهج ومستدام للأفراد والمؤسسات التي تخوض هذه المعركة. تحرك سياسي فاعل تصاعد اعتداءات المستوطنين لا يقتصر على بلدة سنجل، فقد شهدت الضفة الغربية تصاعدا كبيرا في الاعتداءات، وبحسب وحدة التوثيق في هيئة مقاومة الجدار فإن عدد اعتداءات المستوطنين منذ بداية العام الحالي تجاوزت الـ2150 اعتداء وهو يقارب عدد هذه الاعتداءات خلال العام الفائت كله، أي أن هذه الاعتداءات زادت الضعف مقارنة بالعام 2024. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أصيب منذ بداية 2025 نحو 350 فلسطينيا جراء اعتداءات المستوطنين، أي بمتوسط يقارب مصابين يوميا. ويرى الحقوقي شعوان جبارين مدير مؤسسة الحق (مؤسسة حقوق إنسان غير حكومية ومستقلة) أن سياسة التصعيد والاعتداءات ضد الأهالي هي إحدى أدوات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لتطبيق سياستها لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على الأراضي. وتابع جبارين في حديث للجزيرة نت "هؤلاء المستوطنون راسخ في أذهانهم ما حدث عام 1948 بأن قتل الفلسطينيين في قراهم والاعتداء عليهم أديا إلى تهجيرهم، فهم يرون الآن أن مزيدا من العنف يمكن أن يحقق الهدف بشكل أسرع". إعلان وبحسب جبارين، فإنه من المهم التوضيح أن هؤلاء المستوطنين لا ينطبق عليهم مفهوم المستوطنين بصفتهم المدنية وإنما العسكرية، فمعظمهم مسلحون ويخدمون في الجيش، فهي مليشيات منظمة تتبع بشكل مباشر للحكومة. ويرى جبارين أن السؤال الأهم الآن هو: أين دور السلطة الفلسطينية في مواجهة هذه الاعتداءات؟! وتابع "رغم كل هذه الاعتداءات فإن السلطة لم تتخذ خطوة سياسية واحدة، ولا يزال التنسيق الأمني مستمرا، على السلطة التحرك سياسيا لفضح هذه الممارسات، واستغلال المواقف المتقدمة من بعض الدول الأوروبية لفرض عقوبات جدية على إسرائيل للضغط عليها لوقف هذه الاعتداءات".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store