logo
"سيناريوهات" الحرب على إيران... هل أصبح "إسقاط النظام" عنوانها؟!

"سيناريوهات" الحرب على إيران... هل أصبح "إسقاط النظام" عنوانها؟!

النشرةمنذ 5 ساعات

منذ فجر الجمعة الماضي، تعيش المنطقة بأسرها استنفارًا واسعًا، وسط ترقّب لمآلات المواجهة غير المسبوقة بين ​ إسرائيل وإيران ​، في أعقاب الضربة المباغتة التي شنّتها الأولى على الثانية، بما لا يشبه أيّ ضربة سابقة في تاريخ الصراع الطويل بينهما، والتي كانت مجرّد "جولة افتتاحية" لحربٍ أخرى أضيفت إلى سجلّ حروب "طوفان الأقصى"، لا يُخشى أن تكون طويلة فحسب، بل أن تتحوّل إلى حرب إقليمية شاملة، كثر الحديث عنها في السنوات السابقة.
وبالفعل، ازداد "الغليان" على مدى الأيام اللاحقة، حيث بدا واضحًا أنّ المسافة بين طهران وتل أبيب لم تعد عائقًا، ف​ الضربات الإسرائيلية ​ على طهران وضواحيها تكاد لا تتوقف على مدار الساعة، كما حال القصف الإسرائيلي لقطاع غزة مثلاً، وفي المقابل، تحوّلت تل أبيب نفسها إلى ساحة حرب، لم تشهد مثلها على مستوى معظم الجبهات التي فُتِحت في الأشهر الماضية، مع الضربات الصاروخية التي طالتها في العمق، وما أحدثته من دمار واسع فيها.
وبالتوازي مع "الغليان"، يبدو أنّ الحرب أخذت أيضًا منحى تصاعديًا، على الرغم من التحرّكات الدبلوماسية التي رُصِدت في محاولة لوضع حدّ لها، ولعلّ ذلك تجلّى على المستوى العسكري مثلاً، باستهداف مبنى التلفزيون الإيراني، مع ما ينطوي عليه من رمزية بوصفه منشأة مدنية لا عسكرية، ولكن أيضًا على المستوى السياسي، في ضوء الموقف الأميركي، الذي ترقّى من مجرّد "أخذ العلم" بالهجمات، إلى "تبنّي" النظريات الإسرائيلية، وصولاً إلى التلميح "الجدّي" لاحتمال الانخراط المباشر في الحرب، على أكثر من مستوى.
ولعلّ تصريحات الرئيس الأميركي ​ دونالد ترامب ​ في هذا الصدد تبدو مثيرة للجدل، فهو الذي أراد في اليوم الأول الإبقاء على "فرصة" ​ المفاوضات النووية ​ مع إيران، بات اليوم يطلب "الاستسلام غير المشروط" من جانب طهران، فيما يعلن الإسرائيلي أنّ "إسقاط النظام" نتيجة طبيعية لهذه الحرب، ويلوّح باغتيال المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، فأيّ أفق لهذه المواجهة "المجنونة"، إن صحّ التعبير، وما هي السيناريوهات المحتملة لها؟!.
في المبدأ، يؤكد العارفون أنّ الثابت حتى الآن في المواجهة القائمة بين إسرائيل وإيران، هو أنّها لا تشبه أيّ مواجهة سابقة، وبالتالي أنّ العودة إلى الوراء لم تعد مطروحة، خصوصًا بعد تجاوز كلّ "الخطوط الحمراء" في هذه الحرب، ليس فقط على مستوى الهجوم الإسرائيلي الأول، والاغتيالات التي طالت كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين دفعة واحدة، ولكن أيضًا ما أعقبها من هجمات، طالت مواقع سكنية ومنشآت مدنية، كما عند استهداف التلفزيون الإيراني.
وإذا كانت الهجمات الإيرانية في المقابل تندرج في خانة "الدفاع عن النفس" في مواجهة العدوان، استنادًا إلى مبدأ أنّ "الحرب فُرِضت" على طهران، ولم تكن هي التي بادرت إليها، فإنّ العارفين يشيرون إلى أنّها وصلت إلى مكان لا عودة فيه إلى الوراء أيضًا، حتى لو كانت إيران تبدي "انفتاحها" على العودة إلى المفاوضات، وذلك باعتبار أنّ أحداث الأيام الأخيرة نسفت كلّ ما تمّ التوصّل إليه من تفاهمات في وقت سابق، على مستوى النووي أو غيره.
ولعلّ نقطة التحوّل الأساسية على هذا الصعيد تكمن في الموقف الأميركي، الذي بدا "متضعضعًا"، وهو ينتقل من ضفّة إلى أخرى، فالرئيس دونالد ترامب نفى في اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي "تورّط" الولايات المتحدة، بل حاول الإيحاء بأنّه قد لا يكون موافقًا عليه بالمُطلَق، وأبدى تمسّكًا بجولة المفاوضات التي كانت مفترضة يوم الأحد، حتى إنّه تحدّث عن "فرصة" لتحقيق تقدّم على خطّ هذه المفاوضات بعد الضربة الإسرائيلية.
لكن، مع مرور الأيام، بدأ موقف ترامب يأخذ هو الآخر منحى تصاعديًا، فالرجل يقول إنّه لم يعد لديه "مزاج جيد" للخوض في المفاوضات، وبات منفتحًا أكثر فأكثر نحو التعاون المباشر مع إسرائيل، وصولاً إلى حدّ الانخراط في العدوان الإسرائيلي، لتحقيق الضربة "القاضية"، نتيجة ضغوط إسرائيلية، حتى إنّه لم يتوانَ عن دعوة إيران إلى "الاستسلام غير المشروط"، مهدّدًا المرشد الإيراني بشكل غير مباشر، بقوله "نعرف أين يختبئ".
إزاء ما تقدّم، تطرح الكثير من علامات الاستفهام عن سيناريوهات ومآلات المواجهة الإيرانية الإسرائيلية المتصاعدة، فماذا بعد تجاوز كل المحظورات والخطوط الحمراء؟ هل يمكن القول إنّ دخول الولايات المتحدة على الخط أصبح "حتميًا"، وأيّ تبعات لذلك على مستوى الإقليم والعالم؟ وهل تبقى المواجهة "محصورة" في هذه الحالة، بين هذه الأطراف الثلاثة، أم تتوسّع لتشمل الإقليم، خصوصًا إذا ما أصبح مصير النظام الإيراني على المحكّ؟.
حتى الآن، تبقى كلّ الاحتمالات والخيارات واردة وفق ما يقول العارفون، فإذا كان الإسرائيليون يرفعون شعار "​ إسقاط النظام الإيراني ​" ككلّ، كنتيجة للقضاء على القدرات النووية والصاروخية الإيرانية، وفق الأهداف المُعلَنة لحرب يقولون إنّهم يريدون أن تغيّر وجه الشرق الأوسط، ثمّة من يعتقد أنّ اللاعب الأميركي لا يتبنّى بالضرورة هذا الهدف، لكنه يريد توظيف الضربات الحالية، من أجل "فرض" الشروط عل الإيرانيين، بعيدًا عن تصلّب الجولات السابقة.
في المقابل، ثمّة قناعة لدى كثيرين بأنّ "رأس النظام" بات فعلاً مطلوبًا بالنسبة للإسرائيليين والأميركيين على حدّ سواء، وهناك من يقول إنّ الرئيس دونالد ترامب الذي وصل إلى البيت الأبيض "رافضًا للحروب العسكرية"، بات اليوم "يحشد" قواته في منطقة الشرق الأوسط، من أجل أن يسجّل لنفسه وعهده "إنجاز" القضاء على البرنامج النووي الإيراني، الذي لطالما اعتُبِر "تهديدًا" في الغرب، وهو يدرك أنّ ذلك لا بدّ أن يمرّ بـ"إسقاط" النظام الإيراني.
لكن هذا السيناريو قد لا يكون بالسهولة التي يوحي بها ترامب وغيره، إذ ثمّة من يعتقد أنّ الدخول الأميركي المباشر على خطّ الحرب، ولو اقتصر على مساعدة عسكرية مباشرة تحتاجها إسرائيل لحسم حربها، يقرع جرس الإنذار بتحوّل المواجهة، إلى حرب إقليمية شاملة، قد يدخل على خطّها الكثير من "أصدقاء إيران" في المنطقة، الذين لن يسمحوا بأيّ تهديد حقيقيّ للنظام، وسط مخاوف من أن تتفاقم الأمور أكثر، في ضوء الموقف الروسي اللافت وغيره.
في النتيجة، إذا كان هناك من يعتقد أنّ "سيناريو" تهديد النظام الإيراني سيؤدّي إلى اتساع نطاق الحرب، ودخول جهات محسوبة على إيران على خطّها، كـ"​ حزب الله ​" في لبنان وجماعة الحوثي في إيران، فإنّ هناك من يخشى من سيناريوهات أكثر خطورة، قد يُعرَف كيف تبدأ، لكن لا يُعرف كيف يمكن أن تنتهي، بما يؤدي إلى "تغيير وجه العالم" برمّته، وليس "وجه الشرق الأوسط" فقط، كما يريد نتنياهو ومؤيّدوه!.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تضارب مواقف ترامب يُربك إسرائيل… هل تعود المفاوضات سرّاً؟!
تضارب مواقف ترامب يُربك إسرائيل… هل تعود المفاوضات سرّاً؟!

بيروت نيوز

timeمنذ 31 دقائق

  • بيروت نيوز

تضارب مواقف ترامب يُربك إسرائيل… هل تعود المفاوضات سرّاً؟!

كشفت مصادر مقرّبة من دوائر القرار في واشنطن أن التباين المتصاعد في مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه الأمني بات يشكّل عائقاً حقيقياً أمام اتخاذ قرار واضح بشأن التصعيد العسكري ضد إيران، ما أعاد طرح خيار المفاوضات غير المباشرة على الطاولة، ولو بشكل موضعي ومشروط. وبحسب هذه المصادر، فإن الساعات الأخيرة شهدت نقاشات داخلية حادّة في البيت الأبيض ووزارة الدفاع، حول جدوى الدخول في مواجهة مفتوحة في هذا التوقيت، في ظل تقديرات استخبارية تشير إلى أن الرد الإيراني قد يتجاوز حدود المسرح الإسرائيلي، بما يُهدد بانفجار إقليمي واسع يصعب احتواؤه. وتؤكد المعلومات أن التضارب الظاهر في مواقف ترامب ليس مجرّد مناورة سياسية، بل يعكس انقساماً فعلياً داخل دائرته الضيقة، حيث يدفع بعض مستشاريه باتجاه توجيه ضربة محدودة تحفظ الهيبة الأميركية، في حين يُحذّر آخرون من الانجرار إلى مسار استنزاف طويل قد يُخرج الوضع عن السيطرة. وتضيف المصادر أن ما وصفته بـ 'الارتباك السياسي' في إدارة الملف لا يُقرأ كضعف، بقدر ما يعكس ضغوطاً متشابكة داخل واشنطن، سيّما من مراكز التأثير الاقتصادي التي تُبدي قلقاً متزايداً من تداعيات حرب مفتوحة على الاستقرار الداخلي والأسواق. وفي هذا السياق، تؤكد المصادر أن قنوات تواصل غير مباشرة فُتحت خلال الساعات الماضية، عبر وسطاء خليجيين وأوروبيين، بهدف استكشاف إمكانيات خفض التصعيد، وتفادي أي تصعيد ميداني قد يفرض على واشنطن دخولاً مباشراً غير محسوب. وتلفت المصادر الى أنّ المشهد داخل الإدارة الأميركية لا يوحي باتجاه حاسم حتى اللحظة، وأنّ الخيار العسكري لا يزال مطروحاً من دون غطاء سياسي موحّد. وبين مشهد سياسي متوتر، ومخاوف أمنية واقتصادية متشابكة، تبدو خيارات واشنطن على الطاولة أكثر هشاشة من أي وقت مضى. وإذا استمر هذا التردد، فإنه على الأرجح، وفق مصادر مطّلعة على مسار الاتصالات الجارية أن يُنتج الميدان هدنة بلا إعلان، ومفاوضات بلا صورة.

ترقّب لبناني "حَذِر".. كلّ الاستحقاقات مؤجّلة لما بعد انتهاء حرب إيران!
ترقّب لبناني "حَذِر".. كلّ الاستحقاقات مؤجّلة لما بعد انتهاء حرب إيران!

ليبانون 24

timeمنذ 38 دقائق

  • ليبانون 24

ترقّب لبناني "حَذِر".. كلّ الاستحقاقات مؤجّلة لما بعد انتهاء حرب إيران!

لا صوت يعلو فوق صوت القصف الإسرائيلي على إيران ، والردّ الصاروخي الإيراني عليه، ولا صوت يعلو أيضًا فوق صوت الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي "يحيّر" بموقفه العالم كلّه، وسط تكهّنات حول احتمالات انخراطه المباشر في الحرب، سواء على مستوى تقديم المساعدة المباشرة لإسرائيل، أو على مستوى التعاون معها لحسم الحرب، أو حتى على مستوى تنفيذ ضربة "منفصلة" لإيران، تكمّل ما بدأته إسرائيل. وفي لبنان أيضًا، لا صوت يعلو فوق صوت الحرب الإسرائيلية على إيران، سواء على مستوى موقف " حزب الله" الصامت حتى الآن إزاءها، واحتمالات إعلانه معركة "إسناد" لطهران، في حال خروج الصراع عن الضوابط، وتجاوزه الخطوط الحمراء، أو على مستوى ترقّب تبعات هذه الحرب وتداعياتها على لبنان كجزء من المنطقة ككلّ، خصوصًا أنّ الهدف المُعلَن إسرائيليًا منها هو "تغيير وجه الشرق الأوسط"، ما قد يكون للبنان حصّة منه. إزاء ذلك، يترقّب لبنان كسائر دول المنطقة "مصير" هذه الحرب، في وقت تُطرَح علامات الاستفهام عن استحقاقاته وملفّاته التي كانت قد وصلت إلى "ذروة" النقاش، ومنها مثلاً مصير اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، فضلاً عن ملف السلاح الفلسطيني الذي كان يفترض أن يشهد خطوات ملموسة هذا الشهر، فضلاً عن ملف سلاح "حزب الله" المجمَّد على ما يبدو لما بعد تكشّف نتيجة الحرب الحالية، التي يصفها كثيرون بالمفصليّة للمنطقة برمّتها.. ترقّب لبناني "حَذِر" قبل أن تندلع الحرب الإسرائيلية على إيران، كان هناك في لبنان من يدعو لانتظار نتائج المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، وسط رهانات كانت قائمة عليها من أجل تغيير بعض المعادلات أو قواعد الاشتباك، باعتبار أنّ هذه المفاوضات يمكن أن تؤسّس لواقع جديد مختلف عمّا أفرزته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، بل إنّ انطباعًا ساد لدى البعض بأنّ ملف لبنان قد يكون مطروحًا على طاولة البحث بين الولايات المتحدة وإيران. وعلى الرغم من أنّ الرهانات قد انقلبت رأسًا على عقب مع اندلاع هذه الحرب، فإنّ أجواء "الانتظار" بقيت نفسها، بل لعلّها زادت، في ظلّ اعتقاد كثيرين بأنّ العدوان الحالي سيكون مفصليًا وحاسمًا، أكثر من كلّ محطات "طوفان الأقصى" السابقة، بما فيها الحرب الدمويّة على لبنان، ولا سيما مع الموقف الأميركي اللافت، الذي أخذ منحى تصاعديًا، وصولاً إلى "تبنّي" الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمعركة بصورة أو بأخرى. إزاء ذلك، يبدو أنّ "الترقّب الحَذِر" سيبقى عنوان المرحلة لبنانيًا، فهناك من لا يزال يخشى من تغيير في موقف "حزب الله"، خصوصًا إذا ما شعر بوجود تهديد حقيقيّ وجدّي للنظام الإيراني، ما ينذر في هذه الحالة بإقحام لبنان في صلب المعركة المستجدّة، وهناك من يخشى في المقابل، من أن تبادر إسرائيل إلى "توريط" لبنان مجدّدًا، عبر "ضربة استباقية" ضدّ الحزب، وسط اعتقاد بأنّها مصمّمة على استكمال مهمّة " القضاء" على الحزب، عاجلاً أم آجلاً. الاستحقاقات "مجمّدة" هكذا، يبدو لبنان في حالة انتظار، وملفاته في حالة مراوحة، بانتظار نضوج ظروف هذه الحرب، وتكشّف معطياتها، سواء انتهت إلى "تسوية" أو "صفقة" تعيد إيران إلى طاولة المفاوضات، وإن بدا مثل هذا السيناريو "مستبعَدًا" في الوقت الحالي، أو إلى "هزيمة" عسكرية لهذا الطرف أو ذاك، أو حتى سياسيّة، بعدما أصبح واضحًا أنّ الإسرائيلي يريد إسقاط النظام الإيراني، وهو ما يفترض أن يترك تداعيات "ثقيلة" على المنطقة بأسرها. استنادًا إلى ذلك، يصبح واضحًا أنّ الاستحقاقات الداخلية ستبقى "مجمّدة"، وهي التي كانت شبه مؤجَّلة أصلاً حتى ما قبل اندلاع المواجهة الأخيرة، فملف السلاح الفلسطيني وإن تمّ تحريكه مؤخرًا، يبدو أنّه يواجه العديد من المشاكل والعقبات، والأمر نفسه يسري على ملف سلاح "حزب الله"، الذي يرفض الأخير نقاشه قبل الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وإن يبدي انفتاحًا على الحوار بشأنه في إطار استراتيجية دفاعية تُناقَش مع رئيس الجمهورية. وفي حين يعتقد البعض أنّ ملفي سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني سيُطرَحان على الطاولة مجدّدًا خلال الأيام المقبلة، وخصوصًا خلال زيارة الموفد الأميركي توماس برّاك، الذي يملأ مؤقتًا الفراغ الذي تركته المبعوثة مورغان أورتاغوس، يشدّد العارفون على أنّ هذين الملفّين يمكن أن يندرجا في إطار مقاربة جديدة تنتج عن مرحلة حروب "طوفان الأقصى" المتنقلة، وبالتحديد المعادلات التي ستنبث عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية الحالية. باختصار، يمكن القول إنّ الحرب الإيرانية الإسرائيلية، التي قد تتوسّع وتنضمّ إليها أطراف أخرى، هي حرب مفصلية وحاسمة، ليس على مستوى الملف النووي الإيراني فحسب، ولكن على مستوى المنطقة ككلّ، ولبنان من ضمنها. ولذلك، فإنّ كل الاستحقاقات تبدو مؤجَّلة لما بعدها، باعتبار أنّ النتائج التي ستفرزها قد "تفرض" معادلات جديدة، تترجَم على مستوى التحديات الكبرى المُنتظرة...

إسرائيل تقصف آراك ونطنز.. وصواريخ إيرانية تضرب تل أبيب وحيفا
إسرائيل تقصف آراك ونطنز.. وصواريخ إيرانية تضرب تل أبيب وحيفا

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

إسرائيل تقصف آراك ونطنز.. وصواريخ إيرانية تضرب تل أبيب وحيفا

في اليوم السابع من المواجهات الإيرانية الإسرائيلية، شهدت طهران، فضلاً عن أصفهان والبرز، بالإضافة إلى منطقة كرج قرب العاصمة، دوي انفجارات عدة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم ليلا موقعا يستخدم لتطوير السلاح النووي في نطنز، وآخر في آراك. بدوره أكد التلفزيون الرسمي الإيراني أن إسرائيل هاجمت مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل. إلا أنه أشار إلى عدم "وجود أي خطر إشعاعي على الإطلاق". وشدد على أن المنشأة قد تم إخلاؤها بالفعل قبل الهجوم. في المقابل دوت انفجارات في تل أبيب وحيفا والقدس، بعد إطلاق نحو 20 صاروخا إيرانياً، وفق ما أفاد مراسل العربية/الحدث اليوم الخميس. وأفيد بسقوط صاروخين قرب تل أبيب وآخر في النقب جنوبا، بينما سجلت إصابة مباشرة على مستشفى سوروكو في بئر السبع. بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل، مؤكدا أنه عمل على اعتراض بعض تلك الصواريخ في تل أبيب وحيفا. فيما أكدت أجهزة الإسعاف الإسرائيلية إصابة ما لا يقل عن 32 شخصا بجروح في الضربات الصاروخية الإيرانية. تحذير إسرائيلي وكان الجيش الإسرائيلي حذر في وقت سابق اليوم المدنيين الإيرانيين من البقاء في محيط مفاعل آراك للماء الثقيل الذي يقع على بُعد 250 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة طهران، داعيا إلى إخلاء المنطقة. وأورد المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي التحذير في منشور عبر منصة إكس، تضمن صورة أقمار اصطناعية للمفاعل محاطة بدائرة حمراء، على غرار التحذيرات التي سبقت ضربات جوية سابقة. في حين تطابق القسم المحدد بدائرة حمراء في البيان الإسرائيلي مع صور الأقمار الصناعية التي التقطتها غوغل لمنشأة أراك النووية، والتي تتكون من مفاعل للماء الثقيل ومحطة لإنتاج الماء الثقيل. الماء الثقيل وقد أثار هذا الموقع قلق الغرب سابقا لأن الماء الثقيل (أو أكسيد الديوتيريوم) يمكن استخدامه لإنتاج البلوتونيوم - وهو المسار الثاني لقنبلة نووية محتملة. إذ يُستخدم الماء الثقيل في تبريد المفاعلات النووية، لكنه ينتج كمنتج ثانوي مادة البلوتونيوم، التي يمكن استخدامها في صناعة الأسلحة النووية، ما يمنح إيران مسارا آخر نحو إنتاج قنبلة نووية، إلى جانب تخصيب اليورانيوم، في حال قررت المضي في هذا الطريق. وكانت إيران قد وافقت بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية على إعادة تصميم مفاعل آراك لتقليل المخاوف المتعلقة بانتشار الأسلحة النووية. وفي عام 2019، بدأت إيران تشغيل الدائرة الثانوية لمفاعل آراك، وهو ما لم يعتبر حينها انتهاكا للاتفاق النووي، وفق ما أفادت وكالة أسوشييتد برس. أتى هذا التحذير بعدما شنت إسرائيل خلال الساعات الماضية سلسلة غارات على مواقع إيرانية عدة، طالت طهران وأصفهان والبرز. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 60 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو ضربت أكثر من 20 هدفا عسكريا في طهران خلال الساعات الماضية. وأوضح أن من بين الأهداف التي تعرضت للقصف "منشآت لتطوير الأسلحة النووية" و"منشآت لإنتاج الصواريخ". كما جاء التحذير الجديد، بينما يرتقب أن يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعا ثالثاً في "غرفة العمليات "، حيث سيتلقى إحاطة استخباراتية أخرى من فريق مستشاريه في غرفة العمليات حول الخيارات والمخاطر أيضا، وفق ما أفادت مراسلة العربية/الحدث. فيما أفادت مصادر مطلعة، بأن مسؤولين أميركيين كبارا يستعدون لاحتمال توجيه ضربة لإيران خلال الأيام المقبلة. ومنذ 13 يونيو، شنت إسرائيل سلسلة غارات وهجمات على مناطق إيرانية عدة، مستهدفة مواقع عسكرية، ومنصات إطلاق صواريخ فضلا عن منشآت نووية. كما اغتالت عشرات القادة العسكريين الإيرانيين الكبار، فضلا عما لا يقل عن 10 علماء نوويين. في المقابل، ردت طهران عبر إطلاق صواريخ ومسيرات نحو إسرائيل، متوعدة بالمزيد، في أول مواجهة مباشرة بين البلدين على الإطلاق. وأكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن الشعب الإيراني لن يستسلم، لاسيما أنه لم يبادر إلى الحرب، واصفاً تصريحات ترامب بالاستسلام غير المشروط بـ "السخيفة". يشار إلى أنه منذ بدء عملية "الأسد الصاعد" ضد إيران، كما أسمتها إسرائيل أطلقت طهران "نحو 400 صاروخ بالستي"، أصابت 20 منها مناطق مدنية، وألف مسيّرة، وفق أرقام أعلنها مسؤول إسرائيلي عسكري مساء أمس الأربعاء. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store