logo
من أفغانستان إلى غزة.. ما الدور الخبيث لقاعدة العديد الأميركية في المنطقة؟

من أفغانستان إلى غزة.. ما الدور الخبيث لقاعدة العديد الأميركية في المنطقة؟

تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية//
في قلب الصحراء القطرية، وعلى بعد أميال قليلة من العاصمة الدوحة، تقبع واحدة من أخطر القواعد العسكرية الأميركية في العالم 'قاعدة العديد الجوية' التي تحوّلت على مدار العقود الماضية إلى منصة رئيسية لإدارة الحروب الغربية المدمرة في المنطقة، وذراع تنفيذي للسياسات العدوانية لواشنطن وتل أبيب.
يحمل الكثير من الباحثين هذه القاعدة المسؤولية المباشرة عن مئات الآلاف من الضحايا في العراق وأفغانستان وسوريا واليمن وفلسطين وإيران، عبر ضربات جوية وحشية، وعمليات اغتيال خارج القانون، وإمداد الاحتلال الإسرائيلي بأحدث الأسلحة لمواصلة جرائمه بحق الفلسطينيين.
منذ تأسيسها بشكل سري عام 1996، تحولت قاعدة العديد إلى مركز قيادة للقوات الأمريكية في المنطقة، حيث شهدت أولى جرائمها الكبرى مع غزو أفغانستان عام 2001، عندما انطلقت من مدرجاتها مئات الطائرات الحربية لقصف مدن وقرى أفغانية تحت ذريعة 'مكافحة الإرهاب'، بينما كانت النتيجة مذابح جماعية بحق المدنيين الأبرياء، وتدمير كامل للبنية التحتية لدولة مزقتها الحرب لعقود.
فكانت العديد قاعدة حيوية لإعادة تزويد الطائرات بالوقود، وتوفير الدعم اللوجستي المستمر للقوات المنتشرة هناك، وتنسيق العمليات الجوية المعقدة على مدار عقدين من الزمن.
حتى في لحظة الانسحاب الفوضوية عام 2021، تحولت العديد إلى محطة عبور رئيسية لآلاف المدنيين والعسكريين الذين تم إجلاؤهم، لتُنهي بذلك فصلًا طويلًا من التدخل العسكري الذي ترك أفغانستان في حالة من الفوضى والاضطراب.
تكتسب العديد أهميتها لدى واشنطن من كونها تضم مقر القيادة المركزية الأميركية الوسطى المعنية بإدارة الأساطيل والقواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.
في فترة الغزو الأميركي للعراق عام 2003، قادت قاعدة العديد واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ الحديث، حيث نفذت عشرات الآلاف من الطلعات الجوية التي قصفت المنازل والمستشفيات والجسور، بل وحتى حفلات الزفاف، تحت شعارات كاذبة عن 'تحرير العراق'، بينما كان الهدف الحقيقي هو نهب ثرواته وتفتيت وحدته الوطنية، فضلًا عن استغلاله لتأسيس قواعد عسكرية متقدمة لاستهداف ما يسمى بـ 'محور المقاومة'، الذي بدأ يتشكل في تلك الفترة ويتخذ من إيران عمقًا استراتيجيًا له، ويمتد إلى فلسطين.
لم تتوقف جرائم العديد عند العراق وأفغانستان، بل امتدت إلى سوريا واليمن، حيث تحولت القاعدة إلى منصة لإدارة حرب الإبادة ضد الشعب السوري تحت ذريعة محاربة داعش، بينما كانت الضربات 'المخطئة' تتكرر بشكل مريب ضد المدنيين والبنى التحتية الحيوية، في إطار استراتيجية واضحة لتمزيق النسيج الاجتماعي للمنطقة.
وفي اليمن، لعبت القاعدة دورًا رئيسيًا في الاعتداءات الأميركية على مناطق واسعة وسط البلاد منذ ما عرفت بحادثة 'المدمرة يو إس إس كول' في خليج عدن، ثم المشاركة في التحالف بقيادة السعودية والإمارات، على مدى عشرة أعوام متتالية منذ العام 2015، عبر توفير المعلومات الاستخبارية والتموين اللوجستي للطائرات التي قصفت الأحياء السكنية والأسواق الشعبية، في جريمة حرب مستمرة منذ سنوات.
لكن الدور الأخطر لقاعدة العديد بلغ ذروته في دعمها المباشر للكيان الإسرائيلي، فقد تحولت القاعدة منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 إلى جسر جوي لنقل عشرات الشحنات العسكرية المحملة بأحدث الأسلحة الأميركية إلى قواعد الاحتلال في فلسطين المحتلة ومنها نيفاتيم، بحسب مراكز الدراسات والرصد الدولية.
من ذلك يتضح دور القاعدة العسكرية في جرائم الحرب الأخيرة للاحتلال في غزة، التي شهدت استخدام أسلحة محرمة دوليًا، أودت بحيات عشرات الآلاف من الأطفال والنساء في القطاع المحاصر، ومثل ذلك استخدامها لشن هجمات جوية مدمرة في لبنان وسوريا واليمن ومؤخرًا إيران، وهو ما أضطر إيران للرد على مصدر الإعتداء.
وبينما تدعي واشنطن أنها 'تسعى للسلام'، كانت طائرات النقل العسكري تقل بشكل مستمر شحنات من القنابل والذخائر الموجهة عبر العديد إلى الكيان المحتل، لتمكينه من مواصلة سياسته التوسعية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وراء هذه الجرائم العلنية، تقبع حقائق أكثر إثارة للصدمة، فالقاعدة لم تكن مجرد منشأة عسكرية، بل تحولت إلى مركز للعمليات السرية واغتيالات الـ CIA؛ حيث انطلقت منها طائرات بدون طيار لتنفيذ عمليات قتل خارج نطاق القانون في باكستان واليمن والصومال، دون أي اعتبار للسيادة الوطنية أو حقوق الإنسان.
كما كشفت وثائق ويكيليكس أن القاعدة استخدمت في مراقبة اتصالات دول خليجية، بما في ذلك الحكومة القطرية نفسها، في سابقة تكشف زيف التحالفات الأميركية وطبيعتها الاستعمارية.
اليوم، وبينما تواصل العديد عملها كقلب للنفوذ العسكري الأميركي في المنطقة، تتضح الرؤية جلية لتجيب عن أسئلة مصيرية حول الدور الحقيقي لهذه القاعدة: فهل هي أداة لمكافحة 'الإرهاب' كما تزعم واشنطن، أم أنها مصدر رئيسي للإرهاب واللاستقرار في الشرق الأوسط؟
وتبقى الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أن العديد لم تكن سوى منصة للقتل والتدمير، وأداة خبيثة في يد السياسة الأميركية التي لا تعرف سوى لغة القوة والهيمنة، بينما تدفع الشعوب العربية الثمن غاليًا: دمارًا وشتاتًا واحتلالًا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عملية "بشارة الفتح" تهز الخليج: إيران تقصف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة "قاعدة العديد الجوية في قطر"
عملية "بشارة الفتح" تهز الخليج: إيران تقصف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة "قاعدة العديد الجوية في قطر"

المشهد اليمني الأول

timeمنذ ساعة واحدة

  • المشهد اليمني الأول

عملية "بشارة الفتح" تهز الخليج: إيران تقصف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة "قاعدة العديد الجوية في قطر"

أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي، مساء الاثنين، بدء عملية 'بشارة الفتح'، وهي ضربة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، في تصعيد عسكري غير مسبوق في منطقة الخليج، يأتي بعد أقل من 48 ساعة على الضربات الأمريكية ضد منشآت نووية إيرانية. وأعلن حرس الثورة الإسلامية في إيران، تنفيذه هجوماً صاروخياً مباشراً على قاعدة 'العديد' الأمريكية في قطر، في إطار عملية وُصفت بـ'الانتقامية' تحت اسم 'بشارة الفتح'، رداً على الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية قبل أيام. في الأثناء، أفادت شبكة 'فوكس نيوز' الأمريكية بسماع دوي انفجارات قوية في العاصمة القطرية الدوحة، وسط أنباء عن تفعيل أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية، دون تأكيدات رسمية من الجانب الأمريكي أو القطري حتى الآن بشأن حجم الأضرار أو الخسائر. وجاء في البيان الرسمي الصادر عن الحرس أن القصف تم تنفيذه بعد تخطيط من المجلس الأعلى للأمن القومي وتوجيه من المقر العملياتي الأعلى 'خاتم الأنبياء'، واستهدف القاعدة التي تعد أكبر موقع عسكري أمريكي في غرب آسيا، ومركزاً رئيسياً للعمليات الجوية واللوجستية الأمريكية في الشرق الأوسط. الضربة الإيرانية، التي وصفت بالدقيقة والمدمرة، جاءت رداً مباشراً على 'العدوان الأمريكي على السيادة الإيرانية' الذي اعتبرته طهران انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. واعتبر حرس الثورة أن الولايات المتحدة تجاوزت كل الخطوط الحمراء بقصف منشآت نووية تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهماً واشنطن بتنفيذ الهجوم دعماً لإسرائيل، ومحاولةً لإنقاذ رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو من مأزقه السياسي والعسكري. البيان الإيراني حمل لغة تحذيرية عالية السقف، إذ أكد أن استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة لن يكون حادثاً عرضياً بل تحولاً استراتيجياً في الردع الإيراني. واعتبر أن القواعد العسكرية الأمريكية تحوّلت من رموز قوة إلى نقاط ضعف، يمكن استهدافها بسهولة من قبل القوات الإيرانية أو حلفائها في 'محور المقاومة'. العملية، التي نُفذت مع اقتراب شهر محرم، حملت بُعداً رمزياً واضحاً، حيث شبّه الحرس الثورة بـ'مدرسة الحسين عليه السلام'، مهدداً بأن أي تكرار للهجوم على إيران سيقود إلى زوال الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، وتحقق 'التطلعات التاريخية للشعوب الإسلامية' في إنهاء الوجود الصهيوني. في الأثناء، لم تصدر الولايات المتحدة بياناً رسمياً حول العملية، فيما اكتفى مسؤولون عسكريون بالإشارة إلى أن هناك 'مراجعة للضرر والتحقق من نتائج القصف'، وسط حالة استنفار في قاعدة العديد والمواقع العسكرية الأمريكية الأخرى في الخليج. الرد الإيراني يعكس نقطة تحول في مسار المواجهة المفتوحة التي باتت تمتد من غزة وسوريا ولبنان والعراق، وصولاً إلى الخليج. وبينما تتجه الأنظار إلى رد الفعل الأمريكي المحتمل، تبدو طهران مصمّمة على فرض معادلة جديدة في المنطقة، مفادها أن استهداف أراضيها لن يبقى دون كلفة، وأن قواعد أمريكا وحلفائها باتت في مرمى النار.

ترامب: الرد الإيراني على محو منشآتها النووية كان ضعيفا للغاية وأشعرونا بالرد مبكرا
ترامب: الرد الإيراني على محو منشآتها النووية كان ضعيفا للغاية وأشعرونا بالرد مبكرا

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

ترامب: الرد الإيراني على محو منشآتها النووية كان ضعيفا للغاية وأشعرونا بالرد مبكرا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، إن الضربات الإيرانية التي استهدفت القوات الأميركية ردًا على قصف منشآت نووية في إيران كانت ضعيفة جداً، مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية الأميركية أسقطت 13 صاروخاً من أصل 14 أطلقتها طهران. وفي منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، شكر ترامب إيران على ما وصفه بـ"الإشعار المبكر"، الذي قال إنه ساعد في تجنّب وقوع إصابات في صفوف القوات الأميركية، مشيرًا إلى أن "أي أميركي لم يُصب بأذى، ولم تُسجّل أضرار كبيرة". وأضاف: "ربما يمكن لإيران الآن أن تتجه نحو السلام والوئام في المنطقة، وسأشجع إسرائيل بحماسة على أن تقوم بالمثل". وأكد ترامب أن الرد الإيراني لم يكن مفاجئاً للولايات المتحدة. وقال: "لقد ردّت إيران رسميًا على تدميرنا لمنشآتها النووية بردّ ضعيف جداً... أطلقوا 14 صاروخاً – تمكّنا من إسقاط 13، وتركنا واحداً لأنه لم يكن يشكّل تهديداً". وفي وقت سابق أكد ترامب أن المواقع النووية الإيرانية "دُمرت بالكامل"، واصفًا تقارير إعلامية تشكك في حجم الدمار بأنها "أخبار كاذبة". وكتب: "المواقع التي ضربناها في إيران دمرت بالكامل، والجميع يعلم ذلك... حتى هم قالوا إنها 'دُمرت بشكل جيد جدًا'". وجاءت تصريحات ترامب عقب أكبر عملية عسكرية تنفذها الولايات المتحدة ضد أهداف إيرانية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها استخدمت أكثر من 182 طناً من المتفجرات و75 سلاحاً في غارات استمرت 25 دقيقة، نفذتها طائرات الشبح "بي-2"، واستهدفت منشآت نووية في فوردو وأصفهان ونطنز. وبحسب البنتاغون، شاركت في العملية 125 طائرة عسكرية، بما في ذلك سبع قاذفات من طراز "بي-2" أطلقت 14 قنبلة خارقة للتحصينات. وفي المقابل، أعلنت إيران أنها أطلقت عدة صواريخ على قاعدة "العديد" الجوية الأميركية في قطر، وقال التلفزيون الرسمي إن القصف جاء "ردًا على العدوان الأميركي". وذكرت تقارير إعلامية، بينها موقع "أكسيوس"، أن إيران أطلقت ستة صواريخ على القاعدة. وأكد مسؤول أميركي أن الرئيس ترامب اجتمع بفريق الأمن القومي، بينهم وزير الدفاع ورئيس الأركان، في غرفة العمليات لمتابعة التطورات. وتواصل الإدارة الأميركية تقييم الأضرار التي خلفتها الضربات الإيرانية، فيما لم تصدر طهران حتى الآن تفاصيل عن حجم الخسائر التي لحقت بها نتيجة الضربات الأميركية أو تلك التي استهدفتها من جانب إسرائيل. وقال ترامب في منشور آخر: "الهيكل الأبيض الظاهر مغروس بعمق في الصخر... وقع أكبر ضرر على عمقٍ كبيرٍ تحت مستوى الأرض. هدف محقق!". وشددت واشنطن على أن العملية لم تكن تهدف إلى تغيير النظام في طهران، بل لضرب البرنامج النووي الإيراني. وقال نائب الرئيس جيه دي فانس، في مقابلة مع قناة NBC ، إن الولايات المتحدة "ليست في حالة حرب مع إيران، بل مع برنامجها النووي". وذكرت مصادر أميركية أن عملية "مطرقة منتصف الليل" كانت سرية للغاية، ولم يكن على علم بها سوى عدد محدود من المسؤولين في واشنطن ومقر القيادة المركزية الأميركية في تامبا، فلوريدا.

من قاعدة سرية إلى مركز قيادة عالمي.. قصة 'العديد' من التأسيس إلى الاستهداف
من قاعدة سرية إلى مركز قيادة عالمي.. قصة 'العديد' من التأسيس إلى الاستهداف

اليمن الآن

timeمنذ 4 ساعات

  • اليمن الآن

من قاعدة سرية إلى مركز قيادة عالمي.. قصة 'العديد' من التأسيس إلى الاستهداف

في خطوة تعكس تصاعد التوتر الإقليمي، استهدفت إيران، يوم الإثنين، قاعدة "العديد" الجوية في قطر، والتي تُعد من أكثر المنشآت العسكرية الأميركية تحصينًا في منطقة الخليج. وتشكّل القاعدة مركز الثقل الإقليمي للقيادة المركزية الأميركية، وتضم قرابة 10 آلاف جندي أميركي، إلى جانب قوات قطرية وبريطانية. ووفقًا لما أوردته صحيفة نيويورك تايمز ، فإن قاعدة "العديد" تتمتع بموقع استراتيجي وقدرات دفاعية متقدمة، حيث تحتوي على مجموعة متكاملة من أنظمة الدفاع الجوي، إضافة إلى مركز للعمليات الجوية المشتركة يُعتبر العمود الفقري للمهام الأميركية في المنطقة، ويغطي مجال عملياته نحو 21 دولة تمتد من شمال شرق إفريقيا إلى وسط وجنوب آسيا. بنية استراتيجية وتاريخ حافل أنشأت قطر القاعدة عام 1996، وواصلت منذ ذلك الحين تطويرها وتوسعتها بوتيرة متسارعة، بتكلفة إجمالية تجاوزت 8 مليارات دولار. وتُستخدم القاعدة حاليًا بشكل مشترك من قِبل القوات المسلحة القطرية، والجيش الأميركي، وسلاح الجو الملكي البريطاني، ما يعزز من مكانتها كمركز تعاون دفاعي إقليمي ودولي. بدأت الولايات المتحدة باستخدام "العديد" بشكل موسع عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث تحولت إلى منصة رئيسية لانطلاق العمليات ضد تنظيم "القاعدة" في أفغانستان. وفي عام 2003، أصبحت القاعدة مركزًا رئيسيًا للعمليات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط. وخلال حربي العراق وأفغانستان، لعبت القاعدة دورًا محوريًا في تنسيق المهام العسكرية، بما في ذلك الضربات الجوية ومهام المراقبة والدعم اللوجستي، باستخدام أسطول متنوع من الطائرات يتضمن مقاتلات متقدمة، وقاذفات بعيدة المدى، وطائرات مسيّرة، وأخرى للتزود بالوقود في الجو. محور لوجستي في أوقات الأزمات برزت "العديد" أيضًا كنقطة محورية في عمليات الإجلاء الأميركية من أفغانستان عام 2021، عندما ساهمت في إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان والمواطنين الأميركيين في أعقاب الانسحاب الأميركي من كابل. ويؤدي مركز العمليات الجوية المشتركة داخل القاعدة دورًا بالغ الأهمية في إبراز القوة الجوية الأميركية في المنطقة، من خلال التنسيق مع الحلفاء وتنفيذ مهام استراتيجية عابرة للحدود. كما تستضيف القاعدة عددًا من القيادات العسكرية الأميركية، بما فيها وحدات من قيادة القوات الخاصة، ما يعكس تطورها إلى مركز متكامل للقيادة والسيطرة في منطقة الشرق الأوسط. من السرية إلى العلن الجدير بالذكر أن موقع القاعدة ظل طيّ الكتمان حتى عام 2013، حين قرر وزير الدفاع الأميركي آنذاك، تشاك هيغل، رفع السرية عنها، ما سلط الضوء على أهميتها المتزايدة في الاستراتيجية العسكرية الأميركية في المنطقة. تأتي الهجمات الأخيرة لتضع هذه القاعدة الاستراتيجية مجددًا في دائرة الضوء، وسط مخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية وتوسّع دائرة الاشتباك العسكري، في وقت تتزايد فيه أهمية "العديد" كركيزة أساسية في السياسة الدفاعية الأميركية بالشرق الأوسط.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store