
قراءة في تقييم وتحكيم الجوائز العالمية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


السوسنة
منذ 6 أيام
- السوسنة
قراءة في تقييم وتحكيم الجوائز العالمية
في جلسة عصفٍ ذهنيٍّ عبر المنصات الرقمية، مع خبراء في إدارة وتحكيم الجوائز بمختلف أشكالها ومستوياتها، من مختلف الدول العربية، وخاصةً ممن لديهم تجارب طويلة في إدارة وتحكيم الجوائز،استعدتُ من الذاكرة بعض تجاربي الشخصية المتواضعة، وتعلّمتُ منها الكثير الكثير من أساتذة كبار، وعلى رأسهم المرحوم بإذنه تعالى معالي الدكتور محمد خير مامسر، ومعالي الدكتور عاطف عضيبات، والدكتور عبد اللطيف البخاري، و الدكتور علي الجفري، والدكتور حسن النبلي، والدكتور أحمد سعد الشريف، وغيرهم ممن عملوا في إدارة وتحكيم جوائز عربية عديدة.ولذلك أجد من المناسب أن أسلّط الضوء على ما استطعت أن أتوصل إليه من هذه التجارب مع قامات وطنية وعربية وإقليمية، والاطلاع على الأدب النظري والبحوث والدراسات في هذا المجال.في ميزان المؤسسات، لا تُقاس قيمة الجوائز بمقدار قيمتها المادية، ولا بحجم الاحتفاء الإعلامي الذي يصاحب الإعلان عنها، وإنما تُقاس بسلامة الإجراءات، وشفافية المعايير، واستقلالية الجهات المخوّلة بالتحكيم. إذ إن الجوائز، في جوهرها، تعبيرٌ مؤسسيٌّ عن الإقرار بالتميّز، والاعتراف بالاستحقاق، وتكريس العدالة والإنصاف.وفي هذا الإطار، فإن لجان التقييم والتحكيم تُمثّل السلطة الفنية المستقلة التي تُناط بها صلاحية البتّ في ملفات الترشيح، استنادًا إلى معايير محددة مسبقًا، ومعلنة، ومتوافقٍ عليها. وهي لجان يُفترض أن تعمل في بيئة مهنية محصّنة من أيّ تأثير، وتُمنح صلاحياتها بعيدًا عن أيّ سلطة تنفيذية أو إدارية داخل الجهة المالكة للجائزة.ويُعدّ أيّ تدخّل من قبل مجالس الأمناء، أو لجان الجائزة المختلفة، في أعمال لجنة التقييم والتحكيم – سواء من خلال التوجيه، أو الإيحاء، أو مراجعة النتائج – خرقًا صريحًا لمبدأ استقلالية القرار التحكيمي، ويُخالف أبسط القواعد الناظمة للحوكمة الرشيدة. فالمبدأ المستقرّ في النظم الإدارية واللوائح الناظمة للجوائز العالمية هو أن الجهة التي ترسم السياسات ليست هي الجهة التي تبتّ في النتائج، والجهة التي تُنفّذ ليست هي الجهة التي تُقيّم.وتجدر الإشارة إلى أن تدخّل أيّ جهة في عمل لجان التحكيم لا يُعدّ مخالفةً إجرائيةً فقط، بل ينطوي على أبعاد قانونية وأخلاقية خطيرة. فمن الناحية القانونية، فإن مثل هذا التدخّل يُشكّل تضاربًا في المصالح، وقد يُفضي إلى إساءة استخدام السلطة، خاصةً إذا ترتّب عليه منح الجائزة لغير مستحق، أو إقصاء مرشّح دون مبرّر فني. وفي بعض السياقات، ولا سيّما في حال كانت الجائزة مُموّلة من المال العام، قد يُشكّل ذلك مخالفة تستوجب المساءلة الإدارية أو حتى القضائية.أما من الناحية الأخلاقية، فإن تدخّلًا من هذا القبيل يُجهِز على حيادية الجائزة، ويفرغها من مضمونها، ويفقدها الشرعية، ويُلحق الضرر بسمعتها، وبثقة الجمهور، وبكرامة الفائزين. إذ لا قيمة لجائزة يفوز بها من رُشّح بناءً على توصية، لا من خضع لتقييمٍ نزيهٍ وشفّاف.ولذلك، فإن أبرز الجوائز العالمية، وفي مقدّمتها جوائز نوبل، والجوائز التابعة لليونسكو، وجوائز الأوسكار الأكاديمية، تُكرّس في لوائحها مبدأ استقلالية لجنة التحكيم باعتباره قاعدة وخطًّا أحمر، وتنصّ صراحة على أن قرارات اللجنة نهائية وملزمة، ولا يجوز مراجعتها أو التدخّل في مجرياتها.إن احترام استقلالية لجان التقييم والتحكيم ضرورةٌ قانونية، ومؤسسية، وأخلاقية. وأيّ إخلال بهذا الاستقلال من شأنه أن يُفقد الجائزة مشروعيتها، ويُلغي أثرها المعنوي.وعليه، فإن صيانة هذه الاستقلالية تستلزم وضع مدوّنات سلوكٍ واضحة، تنصّ على عدم جواز التدخّل في أعمال التحكيم، وتُحدّد آليات التعامل بين لجنة التقييم والتحكيم وبقية مكوّنات منظومة الجائزة، وتُرسّخ الفصل بين الجهات الراعية والتنظيمية والفنية، بما يضمن الحياد، ويصون العدالة، ويرفع من قيمة الجائزة أمام الرأي العام والمجتمع المستهدف.الجائزة التي تُمنح باستحقاق، هي شهادة قيمة، لا للفائز وحده، بل للمؤسسة التي تحمي معاييرها، وتصون استقلال لجانها، وترفض المساومة على نزاهة قراراتها.أما على مستوى بعض الجوائز الوطنية، فكيف يُترك الأمر لمن لا يمتلك معرفةً ولا خبرة في إدارة الجوائز، ثم يستعيض عن الخبرة والاختصاص بذكاءٍ اصطناعيٍّ ينسخ ما لا يُدرك؟! أبهذا تُصاغ المعايير؟! أبهذا تُبنى الأدلة؟! فأيّ رجاءٍ يُعلَّق على نتائج تبدأ بالنسخ وتنتهي باللصق؟!لقد تحوّلت بعض الجوائز الوطنية إلى ساحة عبث، تُدار بغير أهلها، وتُفرَّغ من رمزيتها على أيدي مراهقين يتصدّرون مشهدها، بدعمٍ من لا يفقه شيئًا في طبيعتها، ولا يدرك جوهر إدارتها. فصاروا ينسخون من الذكاء الاصطناعي، ويلصقون، وكأنّ الجائزة تُصاغ بنقرة، لا بفكرة.


السوسنة
منذ 6 أيام
- السوسنة
ضاع في الإسكندرية
كان لورانس داريل من أشهر كتاب الإنجليزية أواسط القرن الماضي. لكنه لسبب ما، ظل من أوائل كتاب الدرجة الثانية، إذا صح التعبير. رُشح لجائزة نوبل للآداب 11 مرة. وفي عام 1962 كاد يعلن فوزه، لكن الجائزة ذهبت يومها إلى الأميركي جون شتانبيك، الذي كان يعتبر أيضاً من أوائل الدرجة الثانية. وحورب كثيراً بسبب ميوله الشيوعية.طارت شهرة داريل بسبب «رباعية الإسكندرية»، الروايات الأربع التي تصف الحياة المثيرة في أكثر مدن المتوسط تعددية: العربية، والأوروبية، واليهودية، وغيرها. يصف الشمس في جزيرة كورفو قبل أن يحتلها الألمان بـ«البحر الأبيض المتوسط بأكمله». المنحوتات، النخيل، الخرز الذهبي، الأبطال، الأفكار، السفن، ضوء القمر، الرجال الملوَّحون بالشمس، الفلاسفة. كل هذا موجود في طعم الحياة. طعم قديم أقدم من اللحم والنبيذ.لم يكن داريل كاتب سفر بالمعنى التقليدي. بدلاً من الانطلاق من بريطانيا، المكان الذي أطلق عليه اسم «جزيرة البودينغ»، مقتنعاً بأن طعامها وطقسها يخنقان أي عمل إبداعي، كان منفياً دائماً، يسعى إلى الانتماء إلى كل مكان يستقر فيه. لم تكن اليونان مليئة بعد بمنازل الأثرياء الأوروبيين. وعلى الرغم من ثروتها من المواقع الكلاسيكية، لم يكن البلد يزوره سوى قلة قليلة. بين الحربين العالميتين، كانت اليونان «متخلفة جداً ووحشية جداً»، كما قال داريل. «أعتقد أنه لم يكن هناك سوى نحو 20 سائحاً في السنة»، حتى انضمت البلاد إلى الاتحاد الأوروبي.في عصر لم يكن فيه تلفزيون ملون، ناهيك عن المواد اللامعة التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، استطاع مؤلفون مغتربون مثل داريل التقاط صور حيّة لأماكن أجنبية لأشخاص محاصرين في بريطانيا ما بعد الحرب الباهتة. ومع ذلك، فإن سهولة السفر في العصر الحديث تعني أن الروايات المبالغ فيها عن الحياة في بلاد الشام، يمكن الآن مقارنتها بالواقع. في الوقت نفسه، أدى الطيران الاقتصادي، والسياحة الجماعية، إلى إفراغ الكثير من السحر الموجود في المجتمعات اليونانية التقليدية. وأصبح أسلوب داريل الأدبي الفخم، يحافظ الآن على شرق البحر الأبيض المتوسط، الذي اختفى منذ زمن طويل – إن كان قد وُجد.في عام 1977، عاد المؤلف إلى الإسكندرية مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بحثاً عن أي أثر للمدينة الكوزموبوليتانية التي عرفها قبل ثورة ناصر المصرية، لكنه لم يعثر عليها.


صراحة نيوز
٢٠-٠٧-٢٠٢٥
- صراحة نيوز
تيدكس ….وإبداع الشباب
صراحة نيوز- بقلم / د.عبدالمهدي القطامين بالأمس امضيت سحابة اليوم في رحاب جامعة اليرموك في ملتقى تيدكس …شاهدت شبابا بعمر الورود يروون قصص نجاحهم واحلامهم وكيف انطلقوا من نقطة الصفر إلى التأثير الحقيقي في مجتمعاتهم وشاهدت شبابا طلابا وطالبات ينظمون الملتقى من الألف إلى الياء بحيوية يتنقلون في اروقة الملتقى وابتسامة لا تخفت على وجوههم رغم العناء والمشقة التي بدت ظاهرة . اغمضت عيني قليلا فكرت بما ان العقبة فيها مفوضية ريادة وإبداع لماذا لا تنظم تيدكس في العقبة ليسرد المبدعون حكاياتهم على مسمع الجميع ليقولوا أن المستحيل سيكون ممكنا اذا توفرت الارادة والعزم والتصميم . في تيدكس اليرموك كانت الكابتن نادين القطامين تروي قصتها ثم تؤشر بفخر صوب شيخ يدرج في عامه الثاني والستين وصوب امرأة في عامها الخمسين وتعلن هذان سر نجاحي …أدرك أن شهادة الابنة بوالديها مجروحة قليلا لكن ما أدركه أن ثمة فرح خفي في داخلي كان يهتف الحمد لله لم نخلف مالا وعقارا ولكننا بشق الأنفس وتعب السنين سنترك أثرا على الأرض يشير إلى أننا كنا هنا . في اروقة الملتقى التقيت بمبدع اردني جميل كتب أولى احرفه تحت شجرة حرجية في 'حنينا ' مادبا في سرده لقصة حياته كانت البؤساء أولى اطلالة له على العالم في حين كان يعتقد أن العالم يبدأ وينتهي في قرية حنينا التي تنام وادعة على جفن مادبا ويحلم رعاتها دوما بالمطر ….جلال برجس صاحب 'دفاتر الوراق' الفائزة بارفع الجوائز جائزة البوكر تحدث عن نشأته الأولى التي تشبهنا تماما فقد كنا جميعا نتقاسم وجع السنين ونستغرب كثيرا أننا إذ نجلس تحت شجرة تين في قرية موغلة في القدم وموغلة في الناس نسمع من يقول هنا لندن . شباب طلاب وطالبات اليرموك من نظمتم هذا الملتقى الرائع لقد ابدعتم في التنظيم رغم ضيق ذات اليد . بقي أن أقول أن الملتقى كان برعاية وزير الشباب لكن الشباب حضروا وغاب وزيرهم وحين يغيب وزير الشباب عن فعالية محترمة مثل تيدكس فأن من حق الشباب ان يسألوا اين وزيرنا ؟ تأسست تيدكس في عام 1984 كحدث لمرة واحدة. وقد بدأ المؤتمر السنوي في عام 1990، في مونتري، كاليفورنيا. كان تركيز تيدكس المبكر على التكنولوجيا والتصميم متوافقاً مع نشأتها في وادي السيليكون. وتعقد الفعاليات اليوم في لونغ بيتش ولونغ سبرنغ في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وآسيا مترافقة مع بث حي للمحادثات التي تتناول مجموعة واسعة من المواضيع في مجال البحث والممارسة العملية للعلم والثقافة، ويتم ذلك غالباً بطريقة سرد القصص. يعطى المتحدثون 18 دقيقة كحد أقصى لعرض أفكارهم في أكثر الوسائل ابتكاراً وإثارة للاهتمام. تتضمن قائمة المتحدثين السابقين بيل كلينتون، جين جودل، مالكوم جلادويل، آل غور، جوردون براون، ريتشارد داوكينز، بيل غيتس، المربي سلمان خان، مؤسسا غوغل لاري بيج وسيرجي برين، والعديد من الفائزين بجائزة نوبل. تتوفر مؤتمرات تيدكس للمشاهدة المجانية على الإنترنت برخصة التشارك الإبداعي على موقع ' وذلك منذ عام 2006. وقد تم ترجمة المقاطع الي مختلف اللغات من بينها اللغة العربية. يبلغ عدد مشاهدي ملتقيات تيدكس أكثر من ٥٠٠ مليون مشاهد في العالم لكل ملتقى .