
هدوء نسبي في السويداء والشرع يتسلم «التحقيق» في أحداث الساحل
أعلنت الرئاسة السورية أن الرئيس أحمد الشرع تسلم تقرير اللجنة الوطنية المستقلة المكلفة التحقيق في أحداث الساحل مارس الماضي، وذلك تزامنا مع عودة الهدوء الحذر إلى محافظة السويداء جنوب البلاد.
وطلبت الرئاسة من اللجنة عرض نتائج تحقيقاتها في مؤتمر صحافي، وأكدت ـ في بيان صحافي ـ أنها بدأت فحص النتائج الواردة في التقرير النهائي حول أحداث الساحل الذي تسلمه الرئيس الشرع.
وأضاف البيان أن الرئاسة «ستقوم بفحص النتائج الواردة في التقرير بدقة وعناية فائقتين لضمان اتخاذ خطوات من شأنها الدفع بمبادئ الحقيقة والعدالة والمساءلة ومنع تكرار الانتهاكات في هذه الوقائع وفي مسار بناء سورية الجديدة».
من جهة اخرى، وغداة إعلان وقف إطلاق النار عقب أسبوع من الاشتباكات الدامية بين مسلحين دروز ومقاتلين من العشائر والبدو، عاد الهدوء النسبي إلى محافظة السويداء، وأكدت وكالة «فرانس برس» عدم سماع أصوات إطلاق نار أو اشتباكات، وخلو طريق دمشق درعا من مقاتلي العشائر. ورصدت انتشارا لقوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية في قرى ريف السويداء، دون دخولها إلى المدينة.
في السياق، نددت وزارة الخارجية السورية بمنع دخول قافلة المساعدات الإنسانية الحكومية إلى السويداء، محذرة من تداعيات أمنية خطيرة لذلك.
واتهمت الوزارة، في بيان، «الميليشيات» التابعة لحكمت الهجري ـ احد مشايخ عقل الطائفة الدرزية ـ بمنع دخول القافلة، وقالت انه على الرغم من المحاولات المتكررة منذ يوم الأربعاء، منعت الميليشيات الخارجة عن القانون التابعة لحكمت الهجري دخول القافلة مرة اخرى والتي تشمل ثلاثة وزراء ومحافظ من الحكومة السورية وسمحت لعدد محدود من سيارات الهلال الاحمر العربي السوري بالعبور.
وتعهدت الوزارة بمواصلة «الجهود لضمان عودة جميع الأهالي والنازحين بأمان للسويداء» ولإيصال جميع المساعدات اللازمة لها. واعربت عن قلقها «ازاء استمرار اختفاء رئيس مركز الدفاع المدني بالسويداء بعد اختطافه». واعتبرت الوزارة ان تدهور الوضع الأمني بالسويداء نتيجة للتدخل الإسرائيلي السافر، واعلنت تأمين إجلاء عدد من موظفي المنظمات الإنسانية والدولية بالسويداء.
في المقابل، طالبت الرئاسة الروحية لدروز السويداء بـ «سحب كل القوات التابعة للحكومة السورية من جبل العرب وجميع بلداته وقراه»، لكنها طالبت في الوقت ذاته «بتوفير الاتصالات لضمان تواصل الأهالي تمهيدا لتبادل الموقوفين».
وقد حض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو السلطات السورية على «محاسبة أي شخص مذنب بارتكاب الفظائع وتقديمه إلى العدالة، بمن فيهم من هم في صفوفها». وقال روبيو في بيان على منصة «إكس»: «إذا كانت السلطات في دمشق تريد الحفاظ على أي فرصة لتحقيق سورية موحدة وشاملة وسلمية (...) يجب عليها المساعدة في إنهاء هذه الكارثة من خلال استخدام قواتها الأمنية لمنع تنظيم «داعش» وأي مقاتلين عنيفين آخرين من دخول المنطقة وارتكاب مجازر». كما قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس براك أمس، إن سورية تمر «بلحظة حرجة»، داعيا إلى أن «يسود السلام والحوار». وكتب على منصة «إكس»: «يجب على جميع الفصائل إلقاء أسلحتها»، منددا بـ «الأعمال العنيفة» التي تقوض سلطة الدولة. وكان وزير الصحة مصعب العلي قال ان الهجري رفض دخول الوفد الصحي الحكومي برفقة قافلة المساعدات المكونة من 20 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل مع فرق طبية متخصصة وعالية الجهوزية، وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الإسعافية.
وأعلن المكتب الإعلامي في وزارة الصحة، بحسب وكالة الانباء الرسمية (سانا)، عودة الوفد الحكومي الرسمي برفقة قافلة المساعدات إلى دمشق بعد رفض الهجري دخولها إلى محافظة السويداء، والسماح بدخول الهلال الأحمر العربي السوري فقط.
من جهته، قال وزير الداخلية أنس خطاب إنه «بعد أيام دامية مرت على محافظة السويداء، نجحت قوى الأمن الداخلي في تهدئة الأوضاع ضمن المحافظة بعد انتشارها في المنطقة الشمالية والغربية منها، وتمكنت من إنفاذ وقف إطلاق النار داخل مدينة السويداء، تمهيدا لمرحلة تبادل الأسرى والعودة التدريجية للاستقرار إلى عموم المحافظة».
واعتبر، حسبما نقلت عنه «سانا»، ان «انتشار قوى الأمن الداخلي في محافظة السويداء صمام أمان للاستقرار والتهدئة، وخطوة أولى في ضبط فوضى السلاح وترسيخ حالة الأمن، وبوصلتنا هي وقف إطلاق النار بشكل كامل، بما يتيح للدولة مباشرة دورها في إعادة الحياة إلى طبيعتها بمدينة السويداء وسائر أرجاء المحافظة».
في غضون ذلك، ارتفع عدد النازحين جراء الاشتباكات بين المسلحين الدروز والمقاتلين من العشائر إلى أكثر من 128 ألف شخص خلال أسبوع، حسبما أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في بيان أمس. وقالت المنظمة ان نحو 128.571 شخصا نزحوا منذ بدأت الأعمال العدائية، مضيفة أن «وتيرة النزوح ارتفعت بشكل كبير في 19 يوليو، إذ نزح أكثر من 43 ألف شخص في يوم واحد».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 3 ساعات
- الأنباء
قافلة مساعدات جديدة تدخل السويداء
دخلت قافلة مساعدات جديدة إلى محافظة السويداء في جنوب سورية أمس، في وقت حذرت الأمم المتحدة من أن المنطقة تعاني من وضع إنساني صعب وشح في المواد الرئيسية. وأفادت قناة «الإخبارية» السورية عن وصول القافلة، وهي الثالثة من نوعها، إلى المحافظة عبر معبر بصرى الشام، وبثت صورا لعبور الشاحنات التي تحمل شعار الهلال الأحمر السوري إلى المحافظة. ونقلت عن مدير إدارة الشؤون الأميركية في الخارجية السورية قتيبة إدلبي قوله ان القافلة هي الثالثة ضمن سلسلة المساعدات الإنسانية المستمرة المخصصة لمدينة السويداء والمناطق الشرقية بالمحافظة. وقال انه يتم العمل والتنسيق الوثيق مع المؤسسات الحكومية السورية والمنظمات الدولية لضمان وصول الإمدادات الضرورية كافة لمجتمعاتنا في السويداء. وكشف ان القافلة حملت 200 طن من الطحين تكفي احتياجات المدينة وأقسام المحافظة لأيام، بالإضافة إلى تشكيلة واسعة من المعدات الطبية والمواد الغذائية الأساسية. بدورها، قالت وكالة الأنباء السورية «سانا» ان القافلة، تألفت من «27 شاحنة تحوي 200 طن من الدقيق، و2000 سلة إيواء، و1000 سلة غذائية، ومواد طبية وغذائية متنوعة»، وذلك بتعاون بين «المنظمات الدولية والحكومة السورية والمجتمع المحلي». ورغم صمود وقف إطلاق النار إلى حد كبير، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في تقرير له أمس إن «الوضع الإنساني» في المحافظة لا يزال «حرجا في ظل حالة عدم الاستقرار المستمرة والأعمال العدائية المتقطعة». ولفت التقرير إلى أن «الوصول الإنساني إلى السويداء ما زال مقيدا بشدة بسبب الحواجز الأمنية وانعدام الأمان وغيرها من العراقيل، مما يحد من القدرة على تقييم الاحتياجات وإيصال المساعدات الأساسية المنقذة للحياة». وأعلنت «محافظة السويداء» من ناحيتها إدخال 40 ألف ليتر من مادة الديزل إلى المحافظة لتأمين احتياجات المشافي والأفران ودعم القطاعات الخدمية الحيوية بتنسيق بين وزارة الطاقة ومديرية محروقات السويداء. وقالت انه سبق أن دخل إلى المحافظة 14 ألف ليتر من مادة الديزل لتشغيل أبراج ومحطات الاتصالات وضمان استمرارية الخدمة الاتصالية للمواطنين.


الأنباء
منذ يوم واحد
- الأنباء
الشرع يتسلّم النسخة النهائية من النظام الانتخابي المؤقت ويوجّه بضمان مشاركة شاملة
تسلم الرئيس السوري أحمد الشرع النسخة النهائية من النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب من اللجنة العليا لانتخابات أعضاء مجلس الشعب. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان الشرع وجه بمواصلة التقدم في مسار العمل لضمان مشاركة شاملة تعبر عن إرادة الشعب السوري. وفي تصريح لرئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد نقلته وكالة الأنباء «سانا» قال انه: بعد توقيع المرسوم الخاص بالنظام الانتخابي المؤقت، سنحتاج إلى مدة أسبوع لاختيار اللجان الفرعية، ثم نمنح هذه اللجان 15 يوما لاختيار الهيئة الناخبة، بعد ذلك نفتح باب الترشح مع منح المرشحين مدة أسبوع لإعداد برامجهم الانتخابية، ومن ثم تجرى مناظرات بين المرشحين وأعضاء اللجان والهيئات الناخبة. وأضاف أنه: من المتوقع أن تجرى العملية الانتخابية لاختيار أعضاء مجلس الشعب بين 15 و20 سبتمبر القادم، ونسبة مشاركة المرأة في الهيئات الناخبة تصل إلى 20% على الأقل. وتابع: سيسمح بمراقبة العملية الانتخابية من قبل المجتمع والمنظمات الدولية بالإشراف والتنسيق مع اللجنة العليا للانتخابات إضافة إلى ضمان حرية الطعن في القوائم والنتائج. وكانت اللجنة العليا أعلنت الانتهاء من إعداد المسودة النهائية للنظام الانتخابي المؤقت، وقال المتحدث باسمها نوار نجمة: سلمنا النسخة النهائية من النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب إلى رئيس الجمهورية ونتوقع أن تكون نهاية عمل اللجنة بداية شهر سبتمبر. وأفادت عضو اللجنة حنان البلخي بأن تشكيل اللجان الفرعية سيبدأ فور التصديق على النظام الانتخابي، مشيرة إلى أنه «تم وضع جميع التعليمات التنفيذية الخاصة بإجراءات الترشح، واللجنة ملتزمة بمعايير النزاهة والشفافية في جميع مراحل عملها». وأضافت البلخي: «العملية الانتخابية ستجرى وفق المعايير الدستورية والجدول الزمني المقرر، والنظام الانتخابي يحرص على تمثيل جميع أطياف المجتمع دون استثناء»، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا».


الأنباء
منذ يوم واحد
- الأنباء
ويتكوف: التوترات في سورية طريقها إلى التسوية
أعرب المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عن تفاؤله حيال الأوضاع في سورية، وأكد أنها تتجه نحو «التسوية». وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية الأميركية أمس، قال المبعوث الأميركي: «كان هناك توتر في سورية مؤخرا لكن الأمر في الطريق إلى التسوية بالفعل». وتحدث ويتكوف خلال المقابلة عن تطورات في ملفات دولية وعربية فيما يخص الملف السوري، وقال: إنه يرغب في التوصل إلى سلام طويل الأمد في الشرق الأوسط قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئاسية. تصريحات ويتكوف جاءت بعد أيام من لقاء جمع وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والمبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس باراك في باريس، حيث أشارت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان مشترك صدر عقب اللقاء، إلى ان سورية وفرنسا والولايات المتحدة أكدت مواصلة التعاون لضمان وحدة سورية واستقرارها وسيادتها على كامل أراضيها، ودعم قدرات الدولة السورية ومؤسساتها للتصدي للتحديات الأمنية.