
سوريا.. حراك في ذروة التصعيد الإقليمي
في ظل التصعيد الإقليمي الكبير بين إسرائيل وإيران، ومع تصاعد المخاوف من أن يطول أمد الصراع بما يؤثر على مسار التعافي السوري المتعثر، تحرك أول ملف داخلي مهم منذ اندلاع المواجهات، وهو ملف الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي لم يُحدد موعدها بعد، لكن تحضير آلياتها دخل حيز التنفيذ.
وعقدت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، أول لقاء رسمي لها في العاصمة دمشق، بحضور فعاليات اجتماعية واقتصادية ودينية وأكاديمية، حيث جرى عرض الرؤية الأولية للنظام الانتخابي المؤقت، واستعراض آلية العمل المقترحة للجنة خلال المرحلة الانتقالية.
تتألف اللجنة من عشرة أعضاء، سبعة منهم من أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهو الجسم السياسي الرئيسي للمعارضة السورية قبل الإطاحة بنظام الأسد.
تم خلال هذه اللقاءات تداول مقترحات، من بينها ما ظهر خلال اجتماع اللجنة مع فعاليات دمشق، حيث شدد المشاركون في الاجتماع على ضرورة الانتقال إلى الاقتراع المباشر، مع منع كل من شارك في الحياة النيابية خلال العقود الماضية من الترشح، في إشارة إلى رموز المرحلة السابقة، كما طُرحت مقترحات لاعتبار مكان الإقامة معياراً للترشح بدلاً من مكان القيد.
ووفق المعطيات، سيكوّن البرلمان القادم على أساس فئتين رئيسيتين: الأكاديميون بنسبة %70 ووجهاء المناطق بنسبة %30، على أن يتمتع جميع المرشحين بخبرة علمية ومهنية كافية. كما تقرر أن يتم اختيار أعضاء المجلس على أساس المناطق الجغرافية، بحيث يمثل كل منطقة نائب واحد.
على أن هناك إشكاليات داخلية عديدة أمام اللجنة، وهو أولاً منطقة الإدارة الذاتية التي سيتم تمثيل محافظة الحسكة بـ 6 نواب، ودير الزور 6 نواب والرقة 3 نواب، وهي حصة تراها أوساط الإدارة الذاتية لا تتناسب مع متطلبات هذه المحافظات وأهميتها وإسهاماتها، يضاف إلى ذلك أن ديرالزور أساساً مقسومة إلى منطقتين، الأولى وفيها المدن الكبرى تحت سيطرة الحكومة السورية، أما الجزء الواقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات فتحت سيطرة قسد وهي مناطق ريفية وليس فيها مدن يزيد عدد سكانها على 70 ألف نسمة.
وينعكس التباين في المواقف بشأن الانتخابات على مسار الحوار الداخلي، حيث أصدرت الإدارة الذاتية قراراً إدارياً بشأن مطار القامشلي وتأسيس هيئة للمطار في الإدارة الذاتية، الأمر الذي أثار حفيظة دمشق، حيث أصدرت هيئة الطيران المدني بياناً أكدت فيه أن مطار القامشلي الدولي مغلق حالياً لأسباب تشغيلية.
يبقى هذا الحراك الانتخابي، الذي يأتي في ذروة تصعيد إقليمي ينذر بتشتيت الموارد والانتباه، يشير إلى رغبة الحكومة الانتقالية في المضي قدماً بترسيخ مؤسسات المرحلة الجديدة، حتى لو لم تكتمل البيئة السياسية بعد. غير أن نجاح هذه العملية، كما يرى مراقبون، سيعتمد على قدرة اللجنة في تقديم نموذج شفاف يقطع مع إرث الانتخابات الشكلية السابقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

خليج تايمز
منذ 3 ساعات
- خليج تايمز
20 قتيلاً و 52 جريحاً حصيلة هجوم كنيسة دمشق
سوريا: ارتفاع حصيلة قتلى هجوم كنيسة دمشق إلى 20 قتيلاً و 52 جريحاً نشرت في: الأحد 22 يونيو 2025، 8:30 مساءً بقلم: وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) / رويترز صورة: أشخاص وعناصر إنقاذ يتفقدون الأضرار في موقع هجوم انتحاري مُبلغ عنه في كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلة في دمشق يوم الأحد. الصورة: وكالة الأنباء الفرنسية. قالت وزارة الصحة السورية إن هجومًا على كنيسة في دمشق يوم الأحد أودى بحياة 20 شخصًا، حسبما أفادت وسائل الإعلام الرسمية، مما رفع حصيلة سابقة للدفاع المدني بلغت 15 قتيلاً. جاء في بيان لوزارة الصحة نقلته وكالة الأنباء الرسمية سانا: "ارتفع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلة بدمشق إلى 20 قتيلاً و 52 جريحًا". أول هجوم انتحاري في دمشق بعد سقوط الأسد يمثل الحادث أول تفجير انتحاري داخل دمشق منذ الإطاحة ببشار الأسد على يد تمرد للمعارضة في ديسمبر. وقالت وزارة الداخلية السورية إن الانتحاري كان عضواً في منظمة متطرفة. وأضافت الوزارة في بيان أن الانتحاري دخل الكنيسة، وفتح النار ثم فجر سترته الناسفة. ابق على اطلاع بأحدث الأخبار. تابع "كي تي" على قنوات الواتساب. وقال مصدر أمني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن رجلين تورطا في الهجوم، أحدهما فجر نفسه. أظهر بث مباشر من الموقع للدفاع المدني السوري، "الخوذ البيضاء"، مشاهد دمار من داخل الكنيسة، بما في ذلك أرضية ملطخة بالدماء ومقاعد كنيسة محطمة ومبانٍ متصدعة. وقد أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي قاد الهجوم ضد الأسد قبل توليه السلطة في يناير لمرحلة انتقالية، مرارًا وتكرارًا أنه سيحمي الأقليات خلال فترة ولايته. إدانات دولية ودعوات للحماية فرنسا تدين الهجوم أدانت وزارة الخارجية الفرنسية الهجوم "البغيض والإرهابي". وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستوف ليموين التزام فرنسا بـ "انتقال في سوريا يسمح للسوريين، بغض النظر عن دينهم، بالعيش بسلام وأمان في سوريا حرة وموحدة وتعددية ومزدهرة ومستقرة وذات سيادة". "اتخاذ إجراء فوري" قالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان: "ندين بشكل لا لبس فيه التفجير الإرهابي الانتحاري الشنيع الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في دمشق، سوريا". "نطالب السلطات الانتقالية السورية باتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة المتورطين وتنفيذ تدابير لضمان سلامة المجتمعات المسيحية وجميع الجماعات الدينية، مما يسمح لهم بالعيش دون خوف."


الإمارات اليوم
منذ 3 ساعات
- الإمارات اليوم
الإمارات تدين التفجير الإرهابي بكنيسة مار إلياس في دمشق
أدانت دولة الإمارات، بشدة، التفجير الإرهابي الذي وقع بكنيسة مار إلياس في العاصمة السورية دمشق، وأسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص الأبرياء. وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وأعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي ضحايا هذه الجريمة الإرهابية، وللحكومة السورية وشعبها الشقيق، وتمنياتها الشفاء العاجل لجميع المصابين. وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت، أمس، مقتل وإصابة عشرات الأشخاص جراء تفجير انتحاري نفذه تنظيم «داعش» الإرهابي، داخل كنيسة بمنطقة الدويلعة في العاصمة السورية دمشق، وقالت وزارة الداخلية السورية إن انتحارياً يتبع لتنظيم «داعش» الإرهابي أقدم على الدخول إلى كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة في العاصمة دمشق، حيث أطلق النار، ثم فجر نفسه بوساطة سترة.


سكاي نيوز عربية
منذ 5 ساعات
- سكاي نيوز عربية
سوريا: تنظيم "داعش" الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
وأضاف البابا: "نعمل مع الجهات المعنية لجمع المعلومات وإجراء التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث وكشف المنفذين". وأشار إلى أن "وزارة الداخلية تؤكد أن أمن دور العبادة خط أحمر، وسوريا اليوم هي أقوى من أي وقت مضى". وتابع قائلا: "ستتم محاسبة جميع المتورطين في هذا العمل الإجرامي، وسنعمل على ترميم الكنيسة وإعادتها إلى ما كانت عليه". وأوضح أن "المستهدف من هذا الهجوم الإرهابي هو كل السوريين وليس طائفة فقط، وهدفه إظهار الدولة السورية أنها عاجزة عن حماية مواطنيها". واختتم حديثه قائلا إن "فلول النظام البائد لديهم مصلحة في إشاعة الفوضى في سوريا إضافة إلى تنظيم داعش الإرهابي". من جهة أخرى، قالت وزارة الصحة السورية أن حصيلة التفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس، ارتفعت إلى 20 قتيلا و52 مصابا . وتقع كنيسة مار إلياس الى جانب عدد من الكنائس في حي دويلعة والذي يعتبر اغلب سكانه من اتباع الديانة المسيحية. وهذا اول تفجير يطال دورا للعبادة إسلامية ومسيحية منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي.