logo
مرض أجسام ليوي: ماذا نعرف عنه؟ ولماذا يخلط أطباء بينه وبين الزهايمر؟

مرض أجسام ليوي: ماذا نعرف عنه؟ ولماذا يخلط أطباء بينه وبين الزهايمر؟

BBC عربية٠٤-٠٣-٢٠٢٥

عاش فؤاد ست سنوات مع تشخيص خاطئ لطبيب ظن أنه مصاب بمرض الزهايمر.
عند سفر طبيبه المعالج خارج البلاد، قصد فؤاد طبيباً آخر أخضعه لفحوصات جديدة، كشفت عن إصابته بمرض يدعى مرض أجسام ليوي Body of Levy dementia .
تشمل أعراض هذا المرض ارتجاف أعضاء الجسد، واختلال التوازن، وفقدان الذاكرة، ما قد يؤدي إلى تشخيصه خطأً على أنه الزهايمر أو باركنسون.
شاع اسم هذا المرض عالميًا بعد الإعلان عن إصابة الممثل الأمريكي الشهير روبن ويليامز به. لكن ويليامز أقدم على الانتحار نتيجة الاكتئاب، دون أن يعلم بإصابته بمرض "أجسام ليوي". وكان تشخيص أطبائه قبل وفاته أنه مصاب ببداية مرض باركنسون.
فماذا نعرف عن مرض "أجسام ليوي"، ما مدى خطورته وما هو علاجه؟
ما هي "أجسام ليوي"؟
عام 1912، لاحظ طبيب الأعصاب الألماني فريتز هاينريش ليوي (1885 – 1950) وجود شوائب عصبية في أدمغة من يعانون من الشلل التشنجي أو الرعاشي (مثل مرض باركنسون). هذه الشوائب هي عبارة عن تجمعات غير طبيعية من البروتين تتراكم وتتطور داخل الخلايا العصبية.
أطلق فريتز، الذي غيّر اسمه لاحقاً إلى فريديريك هاينريش ليوي، اسم "أجسام ليوي" على هذه التجمعات. وهي جسيمات تحتوي على بروتينات، أبرزها ألفا-سينوكلاين، المسؤول عن تلف الخلايا العصبية في الدماغ.
هاجر ليوي من ألمانيا عام 1933 هرباً من النظام النازي، واستقر لاحقاً في الولايات المتحدة حيث طوّر أبحاثه. واستمرت الأبحاث بعد وفاته عام 1955، حتى تمكن مجموعة من الأطباء من إصدار معايير تشخيص "مرض أجسام ليوي" عام 1996.
ويُعرّف مرض أجسام ليوي اختصاراً على أنه مرض يتلف الخلايا العصبية في الدماغ نتيجة تراكم بروتينات تعرف باسم "أجسام ليوي".
أعراض مرض أجسام ليوي
أولى الأعراض التي عانى منها فؤاد (اسم مستعار) هي عدم قدرته على توقيع اسمه، وفق ما روت ابنة شقيقه ليال.
"في إحدى المرات، لم يتمكن من تذكر كيفية توقيع اسمه على الأوراق في المصرف".
وأضافت ليال قائلة إنه كان أحياناً يسقط أرضاً بشكل مفاجئ أثناء سيره. وبعد أن لاحظت العائلة أكثر من مرة أنه ينطق بصعوبة، قصدت طبيب أعصاب طلبا للمشورة.
يقول طبيب الأعصاب المحاضر في جامعة البلمند في لبنان، البروفسور سهيل جبيلي في لقاء مع بي بي سي عربي، إنّ أجسام ليوي تنتشر في خلايا أعصاب الجسم قبل أن تتراكم وتؤثر في أعصاب الدماغ.
والدليل بالنسبة لجبيلي هو أنّ أولى أعراض مرض أجسام ليوي هي فقدان حاسة الشمّ. ويشير جبيلي إلى أنّ معظم فاقدي حاسة الشمّ لا يدركون إلا بعد إجراء فحوصات.
الأعراض الأخرى التي تظهر في بدايات المرض هي تقلبات أثناء النوم، لا سيما في فترة الأحلام، أو ما يعرف باضطراب حركة العين السريعة.
ويذكر جبيلي عارضاً ثالثاً قبل الانتقال إلى ضرب خلايا الدماغ، وهو إصابة الأعصاب المسؤولة عن ضغط الدم، فيسقط الشخص أرضاً عند محاولته الوقوف.
"هذه هي الأسباب التي تدفعني عند التشخيص إلى العودة مع المريض عشر سنوات إلى الوراء".
يتابع جبيلي قائلاً إنّ هناك أعراضاً أخرى تظهر مع تطوّر المرض مثل ارتجاف الأعضاء والتشنّج والهذيان.
ويوضح أنّ الهلوسة التي ترافق مرض أجسام ليوي "غريبة، ولا تزعج المريض". ويشير إلى أنّه في حالة الهلوسة أو الهذيان يكون المريض متفرجاً وكأنه شاهد على أشياء تحدث أمامه، أمّا في حالة الزهايمر، يشعر المريض أنه معني أو منخرط في ما يراه أو يتهيأ له.
تغيّر السلوك أو الشخصية هو من أعراض ليوي أيضاً. وقد يغضب المريض أو يصاب بالاكتئاب أو يميل إلى الانعزال أو يتحول إلى شخص مفرط النشاط.
ويلفت إلى أنّ هذا هو ما حدث مع روبن ويليامز في إشارة إلى إصابته باكتئاب شديد قبل إقدامه على الانتحار.
ويقول طبيب الأعصاب المختص السعودي هيثم الطيّب، العضو في الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر في اتصال مع بي بي سي إنّ مرض أجسام ليوي يُصنف من ضمن الأمراض الضمورية العصبية التي تصيب الإنسان في مرحلة متأخرة من العمر، أي بعد سن الستين.
ويضيف قائلاً إنها من الأمراض البطيئة، لكن أعراضها تتدهور وتتزايد وتؤدي مع الوقت إلى فقدان الإنسان كامل إدراكه وكامل حركته، "ويتحول إلى معتمد على ذويه بشكل تام، ويصبح فريسة للالتهابات".
التشخيص الخاطئ
تروي ليال (اسم مستعار) أن أحد الأطباء وصف لفؤاد دواءً لمرض الصرع وأطلق تشخيصه بناءً على حوادث سقوط عمّها أرضاً مراراً بشكل مفاجئ. وأوصى طبيب الأعصاب الذي عالجه لاحقاً، والذي شخّص أنه يعاني من الزهايمر، بمتابعة هذا الدواء.
وأشارت ليال إلى أن الدواء ترك أثراً سلبياً على عمّها، إذ فقد القدرة على السير والكلام، إلى أن خضع بعد سنوات لكشف آخر مع الدكتور سهيل الجبيلي.
أولاً، أخضعه جبيلي لكشف تخطيط للدماغ ليجد أنه لا أثر لمرض الصرع، فأوصى بإيقاف الدواء تدريجياً. وبعد ملاحظة تحسن حالة فؤاد واستعادة القدرة على السير والنطق، قال الدكتور جبيلي إنه بالتأكيد لا يعاني من الزهايمر، وشخّص بعد عدة اختبارات أن فؤاد يعاني من مرض أجسام ليوي.
ويؤكد سهيل جبيلي أن تشخيص "مرض أجسام ليوي" لم يكن محدداً وكان يُصنف على أنه باركنسون. والسبب في ذلك هو أن تجمع البروتين في خلايا الدماغ العصبية هو نفسه المسؤول عن باركنسون ومرض أجسام ليوي، لكن توزيعها في الدماغ يختلف. ففي حالة الإصابة بالباركنسون، تنتشر هذه البروتينات في الموقع المسؤول عن حركة الجسم في الدماغ، بينما في حالة مرض أجسام ليوي، تنتشر البروتينات في كافة أنحاء الدماغ.
ويؤكد جبيلي أن صدور معايير التشخيص ساهمت بشكل كبير في تحديد المرض. ويجمع أكثر من مركز أبحاث خاص بأمراض الخرف على أن "مرض أجسام ليوي" يصعب تشخيصه. وإلى جانب الخلط بينه وبين باركنسون، يُشخّص مرض أجسام ليوي في حالات عديدة على أنه الزهايمر، لأن أعراضه تشمل فقدان الذاكرة.
ويشير الطبيب السعودي الدكتور هيثم الطيّب إلى أنه "من الخصائص العرضية لمرض أجسام ليوي وجود أعراض باركنسونية" (أي مشتقة من مرض باركنسون). ويؤكد أن مرض أجسام ليوي مختلف، لكن هناك تشابهًا في الأعراض الحركية بين الاثنين. ويضيف الطيّب بالقول: "التشابه يتعدى الأعراض، ويشمل نوعية البروتينات المترسبة".
ويقول إنه في حال مرض أجسام ليوي تظهر الأعراض الإدراكية قبل الأعراض الحركية، أما في حالة الإصابة بباركنسون يحدث العكس. "لذلك يصعب علينا أحيانًا تحديد أي الأعراض ظهرت أولاً، لأن هذه الأمراض بطيئة في ظهورها، وبالتالي قد يأتينا مريض بعد فترة من ظهور الأعراض ويعاني الجانبين منها، دون أن نتمكن من تحديد أيهما بدأ قبل الآخر".
ويشير الدكتور هيثم إلى أن حالات التشخيص الخاطئة لا حصر لها، وجزء من أسبابها قلة المختصين في تشخيص هذا النوع من الأمراض. "لا يتعدى عددنا مثلاً في السعودية 15 طبيبًا مختصًا".
ويقول الدكتور جبيلي إنه بسبب صعوبة التشخيص ووجوب العودة مع المريض إلى أعراض ظهرت منذ خمس سنوات على الأقل، "قد يتساهل المجتمع الطبي مع مسألة التشخيص ويذهب سريعًا نحو تحديد المريض على أنه زهايمر أو باركنسون". لكنّ تطور المرض يدفع إلى التشكيك بتشخيص الزهايمر أو الباركنسون، بحسب جبيلي.
يتابع جبيلي بالقول: "إن طبيب الأعصاب يُستدعى عادة حين تنتقل أجسام ليوي إلى الدماغ. كنا نعتقد سابقًا أنه (المرض) الزهايمر أو نوع مشابه، لكن لم يتم التشخيص إطلاقًا للأمور التي ليس لها علاقة بالدماغ، وهي مهمة جدًا".
أما الفرق الأكثر وضوحًا بينه وبين الزهايمر، وفق جبيلي، فهو أن مريض الزهايمر يفقد ذاكرته تدريجيًا دون عودة. "أما المريض بأجسام ليوي، تجده طبيعيًا، قد يخطئ أثناء القيام ببعض أعماله أو تركيب بعض الأشياء". ويوضح قائلاً إن أولى عوارض الزهايمر هي النسيان، بينما عوارض النسيان أو فقدان الذاكرة لدى مرضى أجسام ليوي تأتي لاحقًا.
ما هي آليات التشخيص الطبي لمرض أجسام ليوي؟
يقول الدكتور هيثم إن هناك فحوصات سريرية في البداية يجريها مختصون يستطيعون التفريق بين الأمراض الضمورية وبين أنواع أمراض الباركنسون.
"هناك بعض الاختبارات مثل اختبار الأشعة البوزيترونية Pet scan وتحديداً اختبار يتضمن نوع من الأشعة النووية Dat scan وهي ذات حساسية عالية للكشف عن التغيرات المرضية التي تحدث في نسيج الدماغ لمرضى أجسام ليوي".
أسباب تتعلق بأسلوب حياتنا
يلفت جبيلي إلى أن جميع الأمراض العصبية التنكسية مثل الألزهايمر، باركنسون، وأجسام ليوي تنتج عن تراكم مواد ناتجة عن أسلوب حياتنا اليومي، مثل تناول اللحوم والمنتجات الكيميائية، خاصة مع التطور والابتعاد عن الطبيعة، مما حول حياتنا إلى حياة صناعية مليئة بالمواد الكيميائية. وهذا يؤدي إلى تراكم مواد نطلق عليها اسم "مواد سامة"، لا يستطيع الجسم التخلص منها إذا كانت مستمرة وبأعداد كبيرة. ويضيف جبيلي أن حالات الاكتئاب واليأس قد تكون عوامل محفزة، لكنها ليست السبب الرئيسي.
هل يوجد علاج؟
ليس لمرض "أجسام ليوي" علاج نهائي، لكنّ دكتور جبيلي يلفت إلى أنّ هناك دواء يستخدم في مرض الزهايمر يساعد المريض " على التحسن قليلاً أو الحفاظ على استقرار وضعه".
"أولاً يجب طمأنة المريض والأهل بأنه لا يعاني من الزهايمر، وأنه يستطيع متابعة القيام بأعماله في المرحلة الأولى بشكل طبيعي. لأن مرض "أجسام ليوي" بطيء وأعراضه خاصة تلك المرتبطة بفقدان الذاكرة، مختلفة تماماَ عن الزهايمر.
في مرحلة لاحقة لن يستطيع القيام بأعماله وعلى المريض والعائلة التأقلم مع الوضع الجديد.
و"على المريض أن يبقى تحت المراقبة لأنك لا تعلم متى يقوم بأعمال غير إرادية".
يقول د. جبيلي إنه لا يعالج الهلوسة الناتجة عن "أجسام ليوي" لأنها قد تؤثر سلبياً على المريض. بل يعمد د. جبيلي إلى التحدث عن الهلوسة مع المريض ومع عائلته التي يقلقها الأمر. وعادة يسمع من المريض أنّ "الهلوسة لا تضايقه. فهو (المريض) يحسب نفسه متفرجاً لا أكثر".
ويضيف أنه من المهم إعطاء المريض الأدوية التي تساعد على النوم، "سيشعر بتحسن إن استطاع أن ينام بشكل أفضل". والأدوية التي تساعد على العلاج من حالة اليأس أو الإحباط.
الأهمّ بالنسبة لجبيلي هو التذكير بأنه من ضمن تشخيص هذا المرض، توصية بعدم إعطاء الأدوية التي تعالج الهلوسة أو الهذيان لأنها تؤدي إلى تداخلات لا يتحملها المريض بأجسام ليوي. "في حال تناول مريض دواء خاص بالباركنسون أو الزهايمر وأغمي عليه، عليك أن تفكر هنا بأجسام ليوي".
يستقبل جبيلي حالات مرض أجسام ليوي بمعدّل مريض واحد كل شهر.
حين عالج فؤاد، صادف أنه كان يعالج مريضين أو ثلاثة يعانون من المرض ذاته
ورافق سهيل جبيلي فؤاد وعائلته أكثر من سبع سنوات، ورأى تحسناً واضحاً في بداية مرافقته، وبعد إلغاء التشخيص الأول، وتغيير نوع الأدوية.
الأمر ذاته بالنسبة للدكتور هيثم الطيّب في السعودية، فهو يرى أنّ مضادات الذهان التي قد تكون مغرية للاستخدام عند بعض مرضى أجسام ليوي الذين يعانون من الهلوسة.
"قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، فمن أعراضها الجانبية بطئ حركة الباركنسون، فإذا استخدمت قد ينتج عنها تدهور شديد في قدرة المريض على الحركة بما في ذلك العضلات التنفسية وقد يؤدي ذلك الى الوفاة".
وتحدث بدوره عن بعض المهدئات ومضادات الاكتئاب وبعض الادوية التي تستخدم في علاج الزهايمر تفيد في وضع مرض ليوي.
ويضيف الطيّب قائلاً إنّ "هناك بعض التركيبات التي تساعد على إزالة بروتين السينوكلين من الدماغ، في محاولة لإبطاء تدهور الأعراض . لكن حتى الآن لم ينجح أي من هذه التركيبات أن يغير من مسار المرض، جميعها تجارب فاشلة للأسف الشديد".
دور العائلة
قد يقلب مرض أجسام ليوي حياة عائلة المريض رأساً على عقب.
تقول ليال إنّ العائلة كانت بجانبه 24 ساعة في اليوم.
بالإضافة إلى العناية والمساعدة ووجود ممرض ومعالج فيزيائي وتدخل أخصائية في معالجة النطق، كان على العائلة الاهتمام بممارسة فؤاد النشاطات التي يحبها وبرفع معنوياته طوال الوقت.
تقول إن المريض بحاجة إلى تمارين وإلى ترفيه وإلى خلق روتين في حياته. وأضافت أنه بحاجة أيضاً إلى أن يكون محاطاً من أفراد العائلة.
وتؤكد أنّ هذه الوسائل كانت ناجحة مع عمّها الذي حافظ على روح إيجابية في معظم مراحل المرض.
تدهور وضع فؤاد تدهور سريعاً في الأيام الأخيرة قبل وفاته، وفق ما روت ليال، لا سيما خلال فترة الحرب الأخيرة بين إسرائيل ولبنان، وسفر بعض الأقارب الذي كانوا إلى جانبه.
"زادت الهلوسات وفقد القدرة تماماً على التحرك والنطق".
فقد فؤاد القدرة حتى على ابتلاع الطعام والأدوية، وأصيب بعد ذلك بالتهاب الرئة. وتوفي عن عمر يناهز 87 عاماً.
يؤكد جبيلي في مسألة العلاج أنه على العائلة تأمين "محيط آمن" للمريض. وذلك لأنه سيعاني "من تقلبات، أي أنه قد يغادر المنزل ولا يعود، قد ينطق بكلام غريب أو يقع عن سريره...".
ويوصي جبيلي في موضوع العلاج أولاً توعية العائلة والمجتمع. وثانياً مسألة التعامل مع المريض، وإخضاعه للعلاج السلوكي المعرفي (cognitive behaviour therapy)، الذي يضع المريض في جوّ معيّن يمكّنه من الاستفادة من قدراته العقلية ليهتم في حياته ويبقى منتجاً ولا يشعر بعزلة، وخاصة أن مريض أجسام ليوي يستطيع معرفة نفسه وعائلته والمجتمع من حوله بعكس مرض الزهايمر.
ويرفض استخدام مصطلح "خرف أجسام ليوي" لما للكلمة من تأثير سلبي على المريض وفي المجتمع.
ويضيف البروفسور جبيلي قائلاً إنّ هناك مرحلة تكون فيها جودة الحياة أمراً مهمّاً، نستطيع معها أن نؤمن حياة يومية مقبولة رغم الإصابة بمرض ليوي.
ويقول الدكتور هيثم الطيّب إنّ أفراد العائلة هم شركاء المريض في رحلة معاناة طويلة.
"بعد التشخيص يضع الأطباء مع المريض وعائلته برنامجاً لرفع جودة الحياة وتخفيف العبء عنه".
ويتحدث عن تدخل بعض العلاجات التأهيلية مثل التأهيل النفسي والتأهيل السلوكي.
ويؤكد أن توجيه الفريق المعالج للعائلة ودعمها ومساعدتها على الحفاظ على الرابط الإنسان المعنوي بين أفرادها وبين المريض، "أهمّ من ما يقدمه الفريق المعالج".
ويذكّر بأنّ مرضى أجسام ليوي يفقدون الكثير من القدرات الإدراكية، "لكنهم يتذكرون ولو جزئيا الشخص الذي يعرفونه جيداً ويحبونه".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لوبي أدوية أميركا... الشركات تنتفض ضد ترامب وتوظف 1455 جماعة ضغط
لوبي أدوية أميركا... الشركات تنتفض ضد ترامب وتوظف 1455 جماعة ضغط

العربي الجديد

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

لوبي أدوية أميركا... الشركات تنتفض ضد ترامب وتوظف 1455 جماعة ضغط

منذ توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً، يوم الأحد، يعطي شركات الأدوية مهلة 30 يوماً لخفض أسعار أدويتها في الولايات المتحدة بنسب ما بين 59 و90% أو مواجهة عقوبات، والحديث يدور في الأوساط الأميركية حول حجم هذه الشركات وقوتها، واستثماراتها وصادراتها، وكيف سيتصدى "لوبي الدواء" في الولايات المتحدة لإدارة البيت الأبيض. وتعتبر أسعار الأدوية في الولايات المتحدة أعلى بثلاث مرات تقريباً من أسعارها في الدول المتقدمة الأخرى، وفقاً لبيانات الحكومة الأميركية ، وتزيد أسعار الأدوية ذات العلامات التجارية بأكثر من ثلاثة أضعاف. ويستند قرار ترامب إلى أن الحكومة الاتحادية تنفق مئات المليارات من الدولارات على الأدوية الموصوفة والحقن وعمليات نقل الدم والأدوية الأخرى كل عام عبر برنامج الرعاية الطبية، والتي تغطي نحو 70 مليوناً من كبار السن، ومن ثم فهي تتمتع بقدر كبير من السلطة في تحديد السعر الذي تدفعه مقابل الأدوية التي يغطيها برنامجي الرعاية الطبية "ميدي كير" و"ميديك أيد". ووصف اللوبي البارز المحتكر لتجارة الأدوية في أميركا قرار ترامب بأنه "اتفاق سيئ" للمرضى الأميركيين، وحذر من أن أي تهديدات لأرباحهم يمكن أن تؤثر على الأبحاث التي يقومون بها لتطوير أدوية جديدة، وهو ما سخر منه الرئيس الأميركي. ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" في 11 مايو/ أيار، عن مصادر في شركات صناعة الدواء قولها إن "فرض هذه السياسة سيلحق ضرراً كبيراً بقدرات الشركات على تمويل الأبحاث والتطوير". وقال أحد التنفيذيين من دون كشف اسمه إنّ "سياسات ضبط الأسعار بهذا الشكل ستقضي على قدرتنا على الابتكار في المستقبل". اقتصاد دولي التحديثات الحية ارتفاع التضخم في أميركا وسط ضغوط الرسوم الجمركية وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إن هذا التوجه "قد يؤدي إلى انسحاب بعض الشركات من برامج التأمين الحكومية ويؤثر سلباً على الابتكار وتطوير العلاجات"، بعدما أثار قرار ترامب فرض سياسة "الدولة الأكثر تفضيلاً" في تسعير الأدوية "صدمة واسعة في أسواق الأدوية العالمية". وفي محاولة للحفاظ على أرباحها في الولايات المتحدة، قد تنسحب شركات الأدوية من الدول الأخرى التي تبيع منتجاتها فيها بأسعار أرخص، وفقاً لما قال الباحثان في جامعة جنوب كاليفورنيا داريوس لاكداوالا ودانا غولدمان، لموقع بي بي سي، أمس. وقال البيت الأبيض إن تطبيق قواعد تفرض تسعير الدولة الأكثر رعاية سيدفع وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي جونيور إلى أن "يتخذ تدابير عدوانية أخرى لخفض كلفة الأدوية الموصوفة بشكل كبير للمستهلك الأميركي وإنهاء الممارسات المناهضة للمنافسة". ويوضح محللون اقتصاديون لمجلة بارونز أن السياسة الجديدة ستعتمد في تسعير أدوية "ميدي كير" على مقارنة الأسعار في الولايات المتحدة مع تلك المعتمدة في دول مثل ألمانيا وكندا، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في تعويضات شركات الأدوية. وبحسب مسؤولين في شركات أدوية، قد تزيد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب لتهديد الدول الأخرى التكاليف في صناعة الدواء. وكان ترامب قد صرّح سابقاً بأنّه سيفرض ضرائب على الأدوية المستوردة إلى الولايات المتحدة. وقالت مجموعة الضغط في قطاع الأدوية "فارما" إنّ "تحديد الحكومة للأسعار، بأي شكل من الأشكال، يضر بالمرضى الأميركيين"، وأضافت أنّه "لخفض تكاليف الأدوية على الأميركيين، يجب معالجة تزايد حصة تكاليف الأدوية التي تذهب إلى الوسطاء في النظام"، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز. وأشار موقع ديلي بيست إلى أن قرار ترامب يعيد إحياء سياسة كان يعتزم تنفيذها خلال ولايته الأولى عام 2020، قبل أن يُوقفها قاض فيدرالي بسبب خلل في الإجراءات، ثم ألغيت نهائياً في عهد الرئيس السابق جو بايدن. هل تأثر لوبي الدواء؟ عقب قرار ترامب، حدث تراجع حاد لأسعار أسهم شركات الأدوية في أميركا وحول العالم، تحسباً لانخفاض أرباحها، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال. وجاء التراجع بعدما كشف ترامب، الأحد، عن سياسة جديدة بشأن الأدوية اعتبر أنها ستخفض أسعارها في الولايات المتحدة بنسبة تراوح بين 30 و80%. وسجلت أسهم الشركات الأميركية تراجعاً ملحوظاً، فحسب وكالة بلومبيرغ هبطت أسهم شركات "فايزر" و"ميرك" و"أمجين" ما بين 3% إلى 6%. وأكدت منصة ماركيت ووتش أن الإعلان أثار مخاوف المستثمرين من تقلص الهوامش الربحية وغياب الوضوح بشأن آليات التطبيق. وكان من بين أسهم شركات الأدوية العالمية المتراجعة أسهم إيلي ليلي (LLY)، وفايزر (PFE)، وأبفي (ABBV)، وميرك (MERK)، ونوفو نورديسكوالتي (NVO). وأكد موقع إنفيستوبيديا الاستثماري أن سبب عودة أسهم شركات الأدوية العالمية للارتفاع والقفز مجددا يرجع لتيقن المستثمرين من وجود عقبات ستواجه تنفيذ خطة ترامب لخفض أسعار الأدوية بقرار رئاسي. ووفق محللين في مجموعة سيتي غروب المصرفية، فإنّ تطبيق الأمر التنفيذي لترامب سيواجه "تحديات تطبيقية ورياحاً معاكسة محتملة في المحاكم"، وهو ما أدى إلى انتعاش أسهم الأدوية في وقت لاحق. سيارات التحديثات الحية خيبة أمل أميركية.. الاتفاق التجاري مع بريطانيا يضر بصناعة السيارات وقال روب سميث، محلل الرعاية الصحية والشريك الإداري في "كابيتال ألفا بارتنرز"، إن الأمر الجديد الذي أصدرته إدارة ترامب "يفتقر إلى أي نوع من تفاصيل السياسة الاقتصادية لخفض السعر، ما يجعل من الصعب تقييم احتمال تنفيذه". وتشكَّكَ كريس ميكينز، المحلل في شركة رايموند جيمس، في تنفيذ القرار قائلاً: "كلما كانت الإجراءات التنفيذية التي يقترحها ترامب أكثر ضخامة، كلما قل احتمال تنفيذها، حيث ستكون الطعون القضائية الناجحة أكثر احتمالاً". ويرى العديد من الخبراء الآخرين أن تنفيذ قرار ترامب يصطدم بعقبات قانونية وتشريعية، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الاستثمار في قطاع الأدوية العالمي. حجم صناعة الأدوية في الولايات المتحدة هناك أكثر من 5000 شركة أدوية تعمل في صناعة الأدوية في الولايات المتحدة، التي تشكل أكبر سوق للأدوية في العالم، وقُدر حجم سوق الأدوية الأميركي عام 2023 بـ602.19 مليار دولار، مع توقعات تشير إلى نمو كبير يصل إلى 1.093.79 مليار دولار، وهو ما يعكس معدل نمو سنوي مركب قدره 6.15%. ويعود هذا النمو في المقام الأول إلى شيخوخة السكان، مع تركيز ملحوظ بنسبة 60% من استخدام الأدوية بين البالغين الذين تراوح أعمارهم بين 40 و79 عاماً. وهناك تقديرات أخرى تفيد بأن قيمة صناعة الأدوية في الولايات المتحدة تصل لأكثر من تريليون دولار، من بين 1.2 تريليون دولار هي قيمة صناعة الأدوية العالمية. ويشير تقرير إحصائي لموقع ماغنيتابا إلى أن سوق الأدوية الأميركي يلعب دوراً محورياً في الساحة العالمية، حيث يمثل نحو 30-40% من إجمالي السوق، ومن حيث المبيعات، يرتفع الرقم إلى نحو 45% من مبيعات الأدوية العالمية و22% من الإنتاج العالمي. وتشير التوقعات إلى أن سوق الأدوية قد يرتفع إلى 2.363.25 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو ما يعكس الطلب القوي والحيوي على الأدوية في السنوات القادمة. ووفقاً للتقرير ذاته، استثمرت شركات الأدوية الأميركية نحو 102 مليار دولار في البحث والتطوير، للحلول الطبية، دون تحديد تاريخ هذه المساهمة، لكن تقديرات أخرى أشارت الى إنفاق 40 مليار دولار كل عام على البحث والتطوير. وحققت صناعة الأدوية الأميركية إيرادات تجاوزت 550 مليار دولار في عام 2021، ويبلغ متوسط معدل النمو السنوي لصناعة الأدوية في الولايات المتحدة 55.4%، بحسب موقع كروس، في فبراير/ شباط الماضي. ووفق هذه الإحصاءات، من المتوقع أن تنفق الولايات المتحدة ما بين 605 و635 مليار دولار على الأدوية في عام 2025. 1455 لوبي دواء بحسب إحصاءات شركة أوبن سيكريتس، واستناداً إلى بيانات من مكتب السجلات العامة بمجلس الشيوخ لعام 2025، يبلغ عدد جماعات الضغط التابعة لشركات الدواء الأميركية والمنتجات الصحية، 1455 جماعة ضغط. وأكبر جماعات ضغط هي البحوث الصيدلانية، ومصنّعو أميركا، وويرك وشركاه، وفايزر، وباير إيه جي. ويشير تقرير آخر لموقع ستاتيستا في فبراير/ شباط الماضي، إلى أنه في عام 2024 أنفق قطاع الأدوية والمنتجات الصحية في الولايات المتحدة أكبر مبلغ على جهود الضغط، بإجمالي نحو 293 مليون دولار، وفي العام نفسه، أنفق قطاع التأمين نحو 117.31 مليون دولار على جهود الضغط. ويقدر موقع الإحصاءات زيبيا أن أكبر خمس شركات دواء أميركية عملاقة ستدخل في صراع مع ترامب، هي: "جونسون آند جونسون" وأرباحها السنوية 82.1 مليار دولار، و"فايزر" وأرباحها 51.8 مليار دولار، و"روش" (63.5 مليار دولار)، و"نوفارتس" (47.5 مليار دولار)، و"ميرك وشركاه" (46.8 مليار دولار). ووفقاً لهذه الإحصاءات، تعد صناعة الدواء في الولايات المتحدة واحدة من أكبر الصناعات من حيث حجم السوق، ومن بين نحو 500 مليار دولار هي قيمة صناعة الأدوية الحيوية العالمية، تمثل صناعة الدواء في الولايات المتحدة ما يقرب من ثلث سوق الأدوية الحيوية العالمية، وتشكل شركات الأدوية الحيوية العشر الكبرى الأميركية ما يزيد عن 25% من السوق العالمية. ويوضح تقرير لموقع بوليتيكو، في إبريل/ نيسان الماضي، أن شركات الأدوية تهيمن على أكبر حجم للإنفاق على جماعات الضغط، وأن 17 من بين 29 شركة ومجموعة أدوية أنفقت 500 ألف دولار أو أكثر في الربع الأول من عام 2024 على جماعات الضغط. على سبيل المثال، نمت نفقات مجموعة فارما الصناعية للأدوية على جماعات الضغط بنسبة 20% في الربع الأول من عام 2024 مقارنة بالربع الأول من عام 2023، وأنفقت شركة نوفارتس 44% أكثر على الضغط في الربع الأخير مقارنة بعام 2023، لتقفز إلى قائمة أكبر عشرة منفقين على الضغط في مجال الصحة لأول مرة منذ سنوات. اقتصاد دولي التحديثات الحية قاضية أميركية تجمّد مؤقتاً خطط ترامب لتقليص الموظفين الحكوميين ويبلغ إجمالي الإنفاق في أميركا على الأدوية 118.549.436 دولاراً، وعدد جماعات الضغط مقارنة بنسبة الموظفين الحكوميين 1455 (قرابة 56%)، وتشكل شركات الأدوية العشر الأميركية الكبرى ما يزيد عن 35% من سوق الأدوية العالمية، وتولّد صناعة الأدوية العالمية إيرادات تزيد عن تريليون دولار سنوياً، وتوظف صناعة الأدوية في الولايات المتحدة أكثر من 1.3 مليون شخص، وذلك من بين أكثر من خمسة ملايين يعملون في صناعة الأدوية العالمية، بحسب موقع كروس ريفر ثيرابي، في فبراير الماضي. وتنفق الولايات المتحدة ما يزيد عن 323 مليار دولار على الأدوية الموصوفة طبياً كل عام، ويتصدر قطاع المنتجات الصيدلانية والصحية (مُصنّعو الأدوية وتجار المنتجات الطبية والمكملات الغذائية والغذائية)، باستمرار قائمة المنفقين في الحملات الانتخابية ونفقات جماعات الضغط. لذا ينفق مُصنّعو الأدوية وتجار المنتجات الطبية والمكملات الغذائية مبالغ طائلة للضغط على الحكومة الفيدرالية، وهو ما يخشى منه ترامب، خاصة إذا جرى التصويت في الكونغرس على قراراته، حيث يدعم اللوبي نواب الحزب الديمقراطي بنسبة 61% منهم، و55% من نواب الحزب الجمهوري، وفق مجموعة "دي شو للأبحاث".

"بي بي سي" تُغيّر عنوان خبرها حول قصف "المعمداني" في غزة بعد انتقادات
"بي بي سي" تُغيّر عنوان خبرها حول قصف "المعمداني" في غزة بعد انتقادات

العربي الجديد

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

"بي بي سي" تُغيّر عنوان خبرها حول قصف "المعمداني" في غزة بعد انتقادات

غيّرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عنوانها الرئيسي لخبر القصف الإسرائيلي الذي استهدف المستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، الذي كان المستشفى المركزي الوحيد الذي يقدم الخدمة الطبية في مدينة غزة ومناطق شمالي القطاع، منذ تدمير مجمع الشفاء الطبي ومستشفى كمال عدوان و المستشفى الإندونيسي . القصف أخرج المستشفى عن الخدمة وأثار تنديداً دولياً، لكن "بي بي سي" قدّمت عنواناً يشكّك في صحة الخبر. عنوان "بي بي سي" شكّك في خبر قصف المعمداني تلقّت "بي بي سي" انتقاداتٍ لاذعة خلال الأيام الأخيرة بعدما نشرت الخبر بعنوان "مستشفى غزة يُصاب بغارة إسرائيلية، كما تقول وزارة الصحة التي تُديرها حماس". وتناول الخبر الغارة الإسرائيلية على المستشفى المعمداني، التي تركت المرضى في حالة حرجة في الشارع بعد فرارهم من الهجوم في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي. وأورد العنوان عبارة "كما تقول وزارة الصحة التي تُديرها حماس "، بما يوحي أن الخبر غير صحيح ومجرّد ادعاء، وكأن العالم كله لم يَرَ أثر القصف ولم يُدِنه. ‼️BBC, @BBCWorld you are not just complicit—you are disgraceful.‼️ 🔴A hospital is obliterated. The wounded are burnt alive. Children are pulled out in pieces. And you still have the audacity to write: 'Gaza hospital hit by israeli strike, Hamas says'? 🔴Hamas says? No. Gaza… — shameen suleman (@shameensuleman) April 13, 2025 إعلام وحريات التحديثات الحية "بي بي سي" لا تدفع مستحقات متعاونين معها في غزة أثار العنوان، بهذه الصيغة، ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف الغاضبون "بي بي سي" بأنها متواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه. جاء في تعليق: "لقد دُمر مستشفى بالكامل. أُحرق الجرحى أحياءً. انتُزع الأطفال أشلاءً. وما زلتم تتجرّؤون على كتابة: "مستشفى غزة تعرّض لغارة إسرائيلية، كما تقول حماس؟. تقول حماس؟ لا. غزة تصرخ. العالم يراقب. وأنتم تعمّقون الجرح بعنوانكم المُصمّم بعناية"، "بوصلتكم الأخلاقية غائبة، والتاريخ لن ينسى دوركم في إخفاء هذا الرعب". ووصف آخرون العنوان بأنه "هزلي"، و"مُضلّل"، وأضافوا سياقاً على "إكس" يفيد بأن إسرائيل نفسها اعترفت باستهداف المستشفى. "بي بي سي" تغيّر العنوان وتبرّر بعد غضب رواد مواقع التواصل، غيّرت "بي بي سي" العنوان إلى "غارة جوية إسرائيلية تُدمّر جزءاً من آخر مستشفى عامل في مدينة غزة" . وقالت "بي بي سي" إنّ العنوان قد تغيّر بعد أن "تأكدت" من أن إسرائيل شنّت غارة جوية. ونقلت صحيفة ناشيونال الإسكتلندية عن متحدث باسم "بي بي سي" قوله إنّ الأخيرة "مُنعت، إلى جانب مؤسسات إخبارية دولية أخرى، من الوصول المستقل إلى غزة (بقرار من الاحتلال). ولذلك، يُعدّ نسب الأقوال إلى أصحابها مهماً في تقاريرنا الأولية. بمجرد أن تأكدنا من شنّ إسرائيل غارة جوية، تغيّر العنوان".

هجرة الأطباء من مصر، مكسب مادي أم هرب من ظروف عمل قاسية؟
هجرة الأطباء من مصر، مكسب مادي أم هرب من ظروف عمل قاسية؟

BBC عربية

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • BBC عربية

هجرة الأطباء من مصر، مكسب مادي أم هرب من ظروف عمل قاسية؟

لا يتخيل الطبيب محمد محيسن العودة لممارسة الطب في مصر في وقت قريب، كان محمد من أوائل دفعته، عمل كطبيب مقيم في أحد المستشفيات الجامعية في مصر لسبع سنوات قبل أن يسافر إلى بريطانيا لاستكمال دراسته العليا في عام 2016، ثم قرر الاستقرار ومواصلة عمله هناك. يعمل محيسن، حاليا كاستشاري لأمراض القلب في مستشفى "سومرست" التابعة لهيئة الصحة الوطنية البريطانية، ويقول في حديث مع بي بي سي إن السفر لم يكن هدفه من البداية، لكنه وجد ظروف العمل في مصر صعبة وطاردة. ويضيف أن "ظروف عمل الأطباء سيئة للغاية، إضافة إلى ذلك نتعرض لاعتداءات متكررة، إذا مر علينا أسبوع دون التعرض لاعتداء كنا نحمد الله، إضافة إلى تعرضنا للضرب، كثيرا ما تعرضنا للشتم والإهانة من أهالي المرضى". محمد واحد من آلاف الأطباء المصريين الذين هجروا الطب في مصر في السنوات الأخيرة، حيث يشتكي الأطباء من رواتب متدنية للغاية وبيئة عمل قاسية واعتداءات متكررة على الطواقم الطبية ونقص في فرص التدريب والتعلم. وتشير الأرقام إلى أن أكثر من 60 في المئة من الأطباء المصريين باتوا يعملون بالخارج، بحسب وزارة الصحة المصرية، كما تتزايد أعداد الأطباء الذين يتقدمون باستقالاتهم من وزارة الصحة سنويا بغرض السفر، إذ يسافر أغلب الأطباء للعمل في دول الخليج، وبريطانيا، وألمانيا، وأمريكا. وفي بريطانيا، يحتل الأطباء المصريون المركز الثالث في عدد الأطباء الأجانب العاملين بالنظام الوطني الصحي في المملكة المتحدة، حيث يبلغ عددهم نحو 4 آلاف طبيب. "تجربة صعبة لكن علمتني" يصف محمد سنوات عمله في الطب في مصر بالتجربة "الصعبة"، لكنه يقول إنه تعلم منها الكثير، ويضيف أن "الدخل المادي للطبيب حديث التخرج لا يكفيه حتى لشراء طعام من المستشفى خلال ساعات العمل، ليس لبناء أو بدء حياة، أهالينا يستمرون في دفع مصاريفنا حتى بعد تخرجنا من الجامعة"، وتابع أن رواتب الأطباء في مصر، أو حتى ظروف العمل لا يمكن مجرد مقارنتها براتب أي طبيب يسافر للعمل في الخارج". يتذكر محيسن أنه في بداية عمله كان لا يعود لمنزله إلا مرة واحدة أسبوعيا، "في مصر كنت مقيماً في المستشفى كانت هناك غرفة فوق العناية المركزة كنا نعيش بها، في بداية عملي كنت أذهب إلى المنزل مرة واحدة في الأسبوع، وبعد نحو عامين أصبحت أذهب للمنزل مرتين". إضافة إلى ذلك يتذكر محمد اعتداءات متكررة تعرض لها أو شهدها، حيث يقول: "طوارئ أي مستشفى حكومي أو جامعي هي مكان مرعب، في وقت ما كنت أعمل كنائب إداري وهو الشخص الذي يكون مسؤولا عن المستشفى بعد رحيل مدير المستشفى، أحيانا كنت أخبيء الأطباء خوفا على حياتهم، وفي إحدى المرات اضطررت للسفر لمدينة بورسعيد (نحو 220 كيلو مترًا بعيدا عن القاهرة) لإنقاذ طبيب من أهالي مريض تُوفي أثناء تلقيه العلاج". ويفسر محيسن الاعتداءات المتكررة على الأطباء، بغياب نظام يحمي الأطباء والمرضى، ويقول: "الناس في مصر لا تثق في النظام، فالمريض يأتي فاقداً الثقة في المستشفى والطبيب والمنظومة الصحية بأكملها، أيضا لا أحد يعاقب على جريمة إهانة الأطباء والتعدي عليهم، يتم التعامل مع الاعتداءات على أنها أمر عادي"، كما يطالب محيسن بمسار واضح ومعروف يمكن لأهالي المرضي الشكوى من خلاله في حالة حدوث مشكلة، "حق المريض معرفة طرق المحاسبة، بدلا من صب الغضب على الأطباء". رغم "صعوبة التجربة" يقول محيسن إنه تعلم منها الكثير، "فالضغط والعدد الكبير من المرضى الذي كان يتعامل معهم يوميا رفع من مهارته الطبية بشكل ملحوظ" كما يقول. محاولات مبكرة للخروج منذ التحاقها بكلية الطب تخطط الطبيبة نهى (اسم مستعار) للخروج من البلاد فور تخرجها، تعمل نهى الآن كمعيدة في إحدى الجامعات الخاصة، بعدما رفضت العمل كطبيبة في وزارة الصحة واختارت هذا المسار لأنه يوفر لها دخلا أعلى يمكنها من خلاله الادخار لإجراء امتحانات المعادلات اللازمة للسفر. تقول نهى في حديث مع بي بي سي إن "ممارسة الطب في مصر صعبة، وأنا لا أريد أن أقضي حياتي كلها أعمل اليوم بأكمله فقط لأتمكن من توفير الحد الأدنى للحياة" . وتتذكر نهى أنها فور تخرجها عملت كمساعدة في عدد من عيادات التجميل، تقول: "كنت أعمل لنحو 16 ساعة يوميا لأحصل على ما يوازي 20 دولارا في اليوم الواحد، وفي طريق عودتي للمنزل كنت استخدم المواصلات العامة، مهما كان الوقت متأخرا، حتى أتمكن من ادخار المبلغ". وتبلغ رسوم امتحانات المعادلة التي تسعى نهى للتقدم لها للسفر إلى الولايات المتحدة نحو 1000 دولار، إضافة إلى تكاليف الدورات التدريبية والاختبارات التقييمية التي تحتاجها إلى السفر للعمل هناك. تقول نهى إن غالبية زملائها من الأطباء إما يستعدون للسفر أو يفكرون في السفر، "حتى في الجامعة أشجع طلابي على إجراء اختبارات المعادلات اللازمة للسفر في وقت مبكر، وأخبرهم أن هناك طريقاً للخروج إذا كانت الظروف في مصر صعبة". تشجيع حكومي وبينما تتعالى التحذيرات من الارتفاع المستمر في أعداد الأطباء المصريين المهاجرين سنويا، وتأثيره على النظام الصحي بالبلاد، تشجّع الحكومة المصرية هذا الاتجاه، وتقول إنها تعمل على رفع رواتب الأطباء وزيادة أعداد الخريجين من كليات الطب لسد العجز في أعداد الأطباء بالداخل. ويبلغ معدل الأطباء في مصر نحو 9 أطباء لكل 10 آلاف مواطن وهو أقل من نصف المعدل العالمي المحدد ب 23 طبيبا، بحسب النقابة العامة لأطباء مصر. وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي إن الحكومة المصرية تعمل على زيادة عدد خريجي كليات الطب من نحو 10 آلاف طالب سنويا في الوقت الحالي إلى 29 ألف خريج سنويا بعد 6 سنوات. وأضاف مدبولي: "إذا هاجر منهم 7 أو 8 آلاف طبيب سنويا، فهذا شيء جيد، أن يخرج جزء من شباب مصر وقوتها الناعمة للعمل بالخارج، ويحقق عائداً مالياً واقتصادياً، هذا يعود بالنفع على الدولة، نحن نرى ارتفاعاً في تحويلات المصريين بالخارج". وأوضح مدبولي أن "هذا جزء من سياسة الدولة، أن نشجع شبابنا على السفر وإيجاد فرص عمل جيدة في كل مكان". كما تقول الحكومة إنها أقرت قانون المسؤولية الطبية الذي شدد من عقوبة الاعتداء على الطواقم الطبية، وينظم عمل الأطباء ومسارات لشكوى المرضى في حال وقوع الأخطاء الطبية، كما يضع القانون تعريفات محددة للأخطاء الطبية. زيادة الأعداد ليست حلا على الجانب الآخر، تقول نقابة الأطباء في مصر إن الزيادة في أعداد خريجي كلية الطب دون توفير التدريب اللازم ومعالجة الأسباب التي تدفع الأطباء للسفر، هو أمر قد يفاقم المشكلة ولا يحلها. ويقول نقيب الأطباء المصريين أسامة عبد الحي في حديث مع بي بي سي إن "أي زيادة في أعداد طلاب كليات الطب يجب أن تكون مشروطة بزيادة في فرص التدريب والتعليم، لأنه بدون التدريب ستضر هذه الزيادة بالنظام الصحي، وستؤثر على مهارة الطبيب، لأن هؤلاء الأطباء لن يتلقوا تعليما أو تدريبا كافيا، ولن يكون هناك إقبال على جذبهم للعمل من الدول الخليجية أو الأوروبية". وأضاف عبد الحي: "حاليا نرى أطباء يهاجرون فور تخرجهم، وقبل حتى أن يبدأوا العمل في مصر، يعملون على الإعداد للشهادات المطلوبة للسفر وهم في مراحل الدراسة، ويسافرون فور التخرج". ويطالب نقيب الأطباء بضرورة تحسين بيئة عمل الأطباء ومعالجة الأسباب التي تدفعهم للهجرة، ويقول إن الدخل المادي ليس هو السبب الوحيد لهجرة الأطباء، أيضا الاعتداءات المتكررة في المستشفيات من أهم أسباب هجرتهم، يجب تأمين المستشفيات وتحسين وتنظيم العمل فيها لتخفيف العبء على الأطباء، سيحسن ذلك من بيئة العمل ويقلل من الأسباب التي تدفع الأطباء للهجرة". استمرار هجرة الأطباء المصريين بهذه المعدلات يطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل القطاع الصحي في مصر، ومدى تأثر حق المصريين في تلقي العلاج على أيدي أطباء يشعرون بالأمان والتقدير أثناء تأدية عملهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store