logo
أخطار الذكاء الاصطناعي... هل نحتاج إلى كارثة لنستيقظ؟

أخطار الذكاء الاصطناعي... هل نحتاج إلى كارثة لنستيقظ؟

Independent عربية٢٨-٠٤-٢٠٢٥

اللحظة الأخطر التي اقتربت فيها البشرية من شفا الفناء نجمت عن خطأ حاسوبي. ففي ليلة الـ26 من سبتمبر (أيلول) عام 1983 في أوج الحرب الباردة، كان ستانيسلاف بيتروف البالغ من العمر 44 سنة، يؤدي نوبة عمله في محطة رادار سوفياتية خارج موسكو، عندما ظهرت أمامه على الشاشة خمسة صواريخ باليستية عابرة للقارات.
كان البروتوكول يقتضي إبلاغ القيادات العليا بالتهديد الوشيك، مما كان سيؤدي إلى هجوم انتقامي ضد الولايات المتحدة، بالتالي نشوب حرب نووية شاملة. إلا أن بيتروف رفض اتباع الإجراءات، لأنه لم يثق بالكمبيوتر. وقد كان محقاً، إذ اتضح أن نظام الإنذار المبكر، الذي جرى تركيبه حديثاً، أخطأ في تفسير انعكاس أشعة الشمس على السحب على أنه إطلاق صواريخ.
ويعد هذا الحدث أول حادثة مسجلة في "قاعدة بيانات حوادث الذكاء الاصطناعي"، التي أنشئت عام 2018 لتوثيق اللحظات الخطرة الناتجة من أنظمة الحوسبة والذكاء الاصطناعي. وتشير البيانات إلى أن هذه الحوادث في تزايد مستمر، إذ أبلغ عن 253 حادثة خلال عام 2024، مع توقعات بازدياد العدد خلال عام 2025.
بعض هذه الحوادث كانت أودت بحياة أشخاص، مثل الحادثة التي سحق فيها روبوت عاملاً حتى الموت في مصنع "فولكسفاغن" بألمانيا، أو حالات الوفاة المتزايدة المرتبطة بالسيارات ذاتية القيادة. وثمة مجموعة من الحوادث الأخرى التي تعد مجرد مشكلات، مثل أداة التوظيف التابعة لـ"أمازون" التي أظهرت تحيزاً ضد النساء، أو تقنية التعرف على الوجوه الخاطئة التي أدت إلى اعتقالات بالخطأ.
ومع ذلك، وعلى رغم تزايد عدد الحوادث، يخشى بعض أن يظل التهديد الذي يشكله الذكاء الاصطناعي غير مأخوذ بجدية حتى وقوع كارثة حقيقية. ويسمي الدكتور ماريو هيرغر الباحث في اتجاهات التكنولوجيا والمقيم في وادي السيليكون، هذا السيناريو بـ"بيرل هاربر الذكاء الاصطناعي"، في إشارة إلى الهجوم المفاجئ المدمر الذي شنته الطائرات اليابانية على قاعدة بحرية أميركية عام 1941، والذي أسفر عن مقتل 2400 شخص ودفع الولايات المتحدة أخيراً إلى دخول الحرب العالمية الثانية.
وفي تدوينة نشرت عام 2021، كتب هيرغر أن سلامة الذكاء الاصطناعي لن تصبح أولوية إلا عندما "يتسبب هجوم في جعل الذكاء الاصطناعي يقتل آلاف الأشخاص أو يسرق مئات المليارات من اليوروهات" من حكومة ما. وخلص إلى القول "قدوم بيرل هاربر خاص بالذكاء الاصطناعي ليس أمراً حتمياً، لأننا لا نستطيع الاستعداد له والدفاع ضده، بل لأنه -كما هي الحال دائماً- لا نأخذه على محمل الجد حتى يحدث".
وتكهن بأن الحادثة قد تأتي في صورة روبوتات بشرية تهاجم البشر جماعياً بسبب خلل ما، أو أن ذكاءً اصطناعياً خبيثاً قد يسيطر على بنية تحتية حيوية ليتسبب في انقطاعات مميتة للتيار الكهربائي أو فوضى اقتصادية.
ومنذ كتابته تلك التدوينة، أدى ظهور "تشات جي بي تي" ونماذج متقدمة أخرى إلى جعل الذكاء الاصطناعي أكثر انتشاراً من أي وقت مضى، مما أدى إلى زيادة هائلة في الطرق التي قد يحدث بها ذلك.
يقول هيرغر لـ "اندبندنت"، "الذكاء الاصطناعي موجود في كل مكان، وسنشهد أشكالاً عديدة أخرى من الكائنات الاصطناعية تحتل مساحاتنا"، مشيراً إلى الروبوتات البشرية التي تصنع الآن على نطاق تجاري، إضافة إلى الارتفاع المستمر في استخدام الطائرات المسيرة عالية التقنية. وهذا يعني أن مسارات الهجوم المحتملة تتزايد. وكما هي الحال دائماً، فإن أسوأ سيناريو ممكن الحدوث لا يزال غير مرجح جداً، لكنه أكثر احتمالاً مما قد يخبرك به الخبراء".
ولمواجهة مثل هذه التهديدات، وضعت شركات رائدة على غرار "أوبن أي آي" و"غوغل" و"ميتا" سياسات خاصة بسلامة الذكاء الاصطناعي لضمان تطويره بمسؤولية. وكثفت الحكومات حول العالم جهودها لمعالجة مسألة سلامة الذكاء الاصطناعي خلال الأعوام الأخيرة. ولكن، كما هي الحال مع جميع التقنيات، فإن التنظيم يظل دائماً في حال سعي مستمر للحاق بوتيرة الابتكار.
وخلال فبراير (شباط) 2025، اجتمع قادة من أكثر من 100 دولة في قمة العمل من أجل الذكاء الاصطناعي في باريس لوضع نهج منسق لتطوير الذكاء الاصطناعي وسلامته. وبينما وقعت 60 دولة على إعلان لضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي "مفتوحاً، وشاملاً، وشفافاً، وأخلاقياً، وآمناً، ومحل ثقة"، امتنعت دولتان بارزتان عن التوقيع هما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ويزعم خبراء في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي من بينهم ديفيد لزلي الذي يعمل في "معهد آلن تورينغ"، أن مؤتمر باريس أكثر من التركيز على تقديم فرص للنمو الاقتصادي، مقارنة بمدى اهتمامه في التعامل مع الأخطار التي تهدد العالم الفعلي من الذكاء الاصطناعي.
كما أن الظهور الأخير لنماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة من الصين على غرار "ديب سييك" و"مانوس"، كثف أيضاً التركيز على المنافسة بدلاً من التريث والحذر. [يعد مانوس أول وكيل رقمي للذكاء الاصطناعي يعمل باستقلالية ذاتية كبيرة].
يلاحظ خبير سلامة الذكاء الاصطناعي الدكتور شون ماكغريغور الذي أنشأ قاعدة بيانات حوادث الذكاء الاصطناعي قبل سبعة أعوام، أن الأنظمة الجديدة للذكاء الاصطناعي تجلب معها أخطاراً يكاد يكون من المستحيل التنبؤ بها. وتُشبَّه كل حادثة إشكالية لتلك التقنية بحوادث تحطم الطائرات، إذ إن المشكلات التي تتسبب فيها عادة ما تكون واضحة فقط بأثر رجعي.
وفي حديث مع "اندبندنت"، أورد ماكغريغور "لا يفاجئني الارتفاع الحاد في حوادث الذكاء الاصطناعي. نحن نعيش اليوم وكأننا في المرحلة التي تلت اختراع أول طائرة بخمسة أعوام، إذ يمتلك الجميع -من البالغين إلى الأطفال وحتى الحيوانات الأليفة- طائرتهم الخاصة المتمثلة هنا في أنظمة الذكاء الاصطناعي، قبل أن نتوصل إلى كيفية جعل هذه الأنظمة موثوقة وآمنة بالفعل. وعلى رغم أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تزداد أماناً عاماً بعد عام، فإنها تستخدم في مجالات جديدة لم نختبرها بعد، وخلال الوقت نفسه، بدأ الفاعلون الخبيثون في استغلالها لأغراض ضارة. إن ضمان استفادة البشرية جمعاء من الذكاء الاصطناعي بصورة آمنة يتطلب تحقيق تقدم تكنولوجي ومجتمعي على مستوى جميع الصناعات والحكومات".
ووفق ماكغريغور، يتمثل أحد سيناريوهات حدوث "بيرل هاربور الذكاء الاصطناعي" بهجمات تحدث الشلل "في كل أنظمة شبكات الحواسيب في العالم، وبصورة متزامنة". ولكي يحدث شيء كهذا، فمن المرجح أنه سيتطلب شكلاً من الذكاء الاصطناعي الذي لا وجود له، في الأقل حتى الآن.
وحاضراً، تعمل جميع الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي على تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، أو الذكاء بمستوى بشري. وبمجرد الوصول إلى هذه النقطة -وهي مسألة تراوح التقديرات في شأنها ما بين بضعة أشهر إلى عقود- فمن المرجح أن يلي ذلك ظهور الذكاء الاصطناعي الخارق، مما يعني أننا لن نكون قادرين حتى على فهم التقدمات التي تُحرز. وسيكون هذا الذكاء قادراً على إحداث ضرر يتجاوز قدرة أي إنسان، وبحلول ذلك الوقت قد يكون الأوان فات للتدخل.
رئيس شركة "أوبن أي آي" التي صنعت "تشات جي بي تي" سام ألتمان أعرب مراراً عن قلقه من أن الذكاء الاصطناعي المتقدم قد يؤدي إلى نهاية الحضارة البشرية. ومع ذلك، فهو يدفع شركته باستمرار إلى إطلاق المنتجات قبل أن يعتقد موظفوه أنها جاهزة وآمنة للإصدار.
نحن نعيش اليوم وكأننا في المرحلة التي تلت اختراع أول طائرة بخمسة أعوام، إذ يمتلك الجميع طائرتهم الخاصة المتمثلة هنا في أنظمة الذكاء الاصطناعي. وبوضوح، يحدث ذلك قبل توصلنا إلى جعلها موثوقة.
د. شون ماكغريغور
ويدافع ألتمان عن نفسه بالإشارة إلى أن قوى السوق تفرض هذا المسار، فإذا لم تطلق "أوبن أي آي" نماذج جديدة فلسوف تتخلف عن الآخرين. وثمة حجة أخرى يسوقها في الغالب الرياديون في التكنولوجيا ومفادها أن الذكاء الاصطناعي لديه قدرة كامنة على الإتيان بكميات ضخمة من الأعمال الخيرة، وتضييق الخناق على تطوره قد يعوق التقدم العلمي الذي يمكن أن يساعد في علاج الأمراض، أو التخفيف من أسوأ آثار أزمة المناخ.
حتى هيرغر يصف نفسه بالـ"متفائل تكنولوجياً". فهو يعتقد أن الذكاء الاصطناعي يصبح أكثر أماناً بوجه عام، وأن تزايد الحوادث المقلقة يعود ببساطة إلى أن مزيداً من الناس يستخدمونه. ويقول "لماذا؟ لأن الذكاء الاصطناعي بالفعل يجعل حياتهم أفضل، ومفيد لهم. أعتقد أن الذكاء الاصطناعي، مثل معظم التقنيات الأخرى التي اخترعناها، سيجعل حياة البشر أفضل بكثير. فالتقنيات المصحوبة بسياسات جيدة جلبت لنا تقدماً جعلنا نعيش أعماراً أطول، ونتمتع بصحة أفضل، في بيئات أنظف".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكثيراً ما وصف "الذكاء الاصطناعي العام" بأنه الهدف الأسمى في مجال الذكاء الاصطناعي، نظراً إلى إمكاناته الهائلة، وتشهد المنافسة على تحقيقه احتداماً متسارعاً. وكشف تقرير حديث أعده باحثون في جامعة ستانفورد داخل الولايات المتحدة أن الصين تقترب بسرعة من الولايات المتحدة في مضمار تطوير ذكاء اصطناعي بمستوى بشري، مما يدفع الشركات الأميركية إلى التسارع في إطلاق منتجات الذكاء الاصطناعي، سعياً للحفاظ على موقعها الريادي ومواكبة وتيرة المنافسة.
وأشار التقرير نفسه إلى الاتجاه المقلق لارتفاع الحوادث المرتبطة بالذكاء الاصطناعي إلى مستويات قياسية. وسلط الضوء على حادثة وقعت خلال فبراير 2024، حين انتحر صبي يبلغ من العمر 14 سنة بعد "تفاعلات مطولة" مع شخصية محادثة آلية (تشات بوت). واعتبر مؤلفو التقرير أن هذه القضية تجسد التحديات الأخلاقية المعقدة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، محذرين من الأخطار الناجمة عن طرح منتجات جديدة دون رقابة كافية.
ويرى التقرير أن هذا النوع من الحوادث قد يشكل السيناريو المحتمل لـ"بيرل هاربر" جديدة، ليس عبر هجوم متعمد بل نتيجة حادثة غير مقصودة. كما أن هذا النوع من الأذى يعد من أكثر الأنماط تكراراً في قاعدة بيانات حوادث الذكاء الاصطناعي. ومع التوسع في أتمتة الوظائف البشرية، يمكن أن تظهر مثل هذه الأخطاء بطرق حاسمة في مجالات مختلفة. فلو كان الذكاء الاصطناعي تولى وظيفة ستانيسلاف بيتروف عام 1983، لربما وقعت بالفعل نسخة من كارثة "بيرل هاربر" بفعل الذكاء الاصطناعي.
ومع ملاحظته صعود تكنولوجيا إشكالية وفق ما رُصد في "قاعدة بيانات حوادث الذكاء الاصطناعي"، يشير ماكغريغور خصوصاً إلى أحد المسارات المفضية إلى الكارثة، ويتمثل بالإهمال والتغاضي. وكما تحولت حوادث كالمطر الحمضي وتلوث الأنهار وبقع النفط إلى رموز عن تدهور البيئة، واستطاعت تحفيز التغيير في ذلك المضمار، يأمل ماكغريغور أن تحقق قاعدة البيانات أثراً مماثلاً في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويقول "لقد تعلمنا من هذه الكوارث البيئية، وأنفقنا عقوداً في معالجة أضرارها. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستخدم في تحسين جهود إصلاح التدهور البيئي بكفاءة أكبر، لكنه ينطوي على ازدواجية شبيهة بتلك التي رافقت الثورة الصناعية. أملي أن يسهم توثيق التاريخ لحظة بلحظة في توجيه المجتمع وتقنياته نحو مستقبل أفضل، من دون الحاجة إلى التعلم من لحظة سننظر إليها بوصفها "بيرل هاربور الذكاء الاصطناعي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

9 طرق يمارس فيها الذكاء الاصطناعي التمييز ضد النساء
9 طرق يمارس فيها الذكاء الاصطناعي التمييز ضد النساء

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

9 طرق يمارس فيها الذكاء الاصطناعي التمييز ضد النساء

عندما نفكر في تأثير الذكاء الاصطناعي على البشرية، يسارع الناس إلى طرح أسئلة وجودية تتعلق بفناء البشرية واستيلاء الروبوتات على العالم، لكن بدلاً من التركيز على تلك التحذيرات التشاؤمية عما قد يحدث مستقبلاً، هناك صورة خطرة من التمييز تحدث بالفعل الآن، في ظل غياب شبه كامل لأي ضوابط أو تنظيمات فعالة. هذا التمييز يؤثر في النساء وفئات مهمشة أخرى بطرق واقعية للغاية، تمتد من احتمالات قبول المصرف منحهم قرضاً إلى ترشيحهم للوظائف أو حتى حصولهم على تشخيص طبي دقيق لمشكلة صحية خطرة. وما لم نطالب بالمحاسبة الآن، فالخطر قائم بأن يجرنا الذكاء الاصطناعي إلى الخلف بسبب تكريس انعدام المساواة الموجود اليوم في أسس بناء عالمنا المستقبلي، والمؤشرات موجودة بالفعل على أن هذا ما يحدث في الواقع. التوظيف أفادت تقارير حديثة بأن 40 في المئة من شركات المملكة المتحدة تستخدم الذكاء الاصطناعي في عمليات التوظيف، قد يبدو ذلك صورة غير مؤذية من ترشيد عملية تستهلك كثيراً من الوقت، ولا سيما أن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على تقليص لائحة طويلة من المتقدمين للوظيفة عن طريق انتقاء "أكثرهم ملاءمة" لشركتكم، لكن هذا الانطباع يتغير طبعاً عندما تتوقفون عند طريقة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي هذه، فهي تلقن كميات هائلة من المعلومات كي تصبح قادرة على "تخمين" أي المتقدمين للوظيفة هم أكثر أشخاص يتوقع نجاحهم فيها، وهو ما يجعلها تفترض أحياناً (بسبب انعدام المساواة وقلة تمثيل بعض الفئات الموجودة في سوق العمل حالياً) أن الرجال البيض مثلاً هم أقوى المرشحين لتولي المناصب العليا. قد يقول المستفيدون من هذه التكنولوجيا إن هذه المشكة حلها بسيط، فما علينا سوى إخفاء الجنس الاجتماعي للمتقدمين بطلبات التوظيف عن أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن حتى في هذه الحال، تبين أن التمييز يظل قائماً بصورة غير مباشرة، عبر تعرف النظام على كلمات ذات طابع جندري في السير الذاتية (ومنها مثلاً كرة "الشبكة" التي تهيمن عليها النساء أو اسم مدرسة للفتيات فقط)، مما يبقي النساء في موقع غير متكافئ، كما أن دراسة حديثة أخرى كشفت عن أن أدوات التوظيف بالذكاء الاصطناعي قد تميز أيضاً ضد المتقدمين بناء على أنماط حديثهم. وحتى قبل تقدم النساء إلى الوظيفة، بدأ الذكاء الاصطناعي بالتدخل في فرصهن بالحصول على عمل، إذ تبين أن خوارزميات الدعاية في "غوغل" قد تعرض على الرجال الباحثين عن عمل إعلانات وظائف لمناصب تنفيذية عليا تخصص لها أجور مرتفعة بمعدل ست مرات أكثر من النساء الباحثات عن عمل. توليد المحتوى أكثر من 100 مليون شخص يستخدمون "تشات جي بي تي" شهرياً، لكن البرنامج، كأمثاله من النماذج اللغوية الكبيرة ((LLMs، يعمل عن طريق استهلاك مجموعات ضخمة من البيانات لتوليد نصوص "تبدو بشرية" أو صور واقعية تبعاً للأوامر التي كتبها المستخدمون. وعندما تكون هذه البيانات مثقلة بالأحكام المسبقة، لا يجتر الذكاء الاصطناعي الذي يولد النصوص انعدام المساواة بل يعظمها أيضاً. ففي دراسة لـ"يونيسكو" حول المحتوى المولد عبر منصات الذكاء الاصطناعي التي تحظى بشعبية كبيرة وجدت أن هناك "إثباتاً لا لبس فيه عن التمييز ضد النساء في المحتوى الذي جرى إنشاؤه"، فالنماذج قرنت الوظائف المرموقة في "الهندسة" أو "الطب" مثلاً بالرجال، فيما خصصت للنساء وظائف "الخدمة المنزلية" أو حتى "البغاء". ومن المرجح أن يكبر أثر هذا التضخيم للسرديات التمييزية من النماذج اللغوية الكبيرة مع استخدامها أكثر فأكثر، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو 30 في المئة من المحتوى التسويقي الخارجي لمنظمات كبرى سيولده الذكاء الاصطناعي بحلول نهاية العام الحالي (بينما كان أقل من اثنين في المئة في 2022). طلبات القروض يسجل العالم حالياً فجوة ائتمانية بقيمة 17 مليار دولار، لها أثر ضخم في انعدام المساواة بين الجنسين، عندما لا تتمتع المرأة باستقلالية مادية، يتضاعف خطر تعرضها إلى مجموعة من المشكلات، بدءاً من العنف المنزلي ووصولاً إلى الزواج بالإكراه. ومع أن مطوري الخوارزميات وخبراء البيانات الذين يصممون أنظمة التقييم الائتماني هم في الغالب من الرجال، يعيشون في الولايات المتحدة، ومن ذوي الدخل المرتفع، فإنهم لا يمثلون الفئة المستهدفة من المستخدمين الذين تطبق عليهم هذه الأنظمة، ومع ذلك فهم من يحددون نتائجها النهائية. ونظراً إلى أن النساء عانين تاريخياً التمييز في قرارات الإقراض، فإن المخاوف تتزايد من أن الشركات التي تستخدم أنظمة ذكاء اصطناعي في التقييم الائتماني تكرس هذا التمييز الممنهج، مما يهدد بإقصائهن أكثر فأكثر عن الحصول على القروض والخدمات المالية الأخرى. العدالة الجنائية تستخدم سلطات قضائية عدة في الولايات المتحدة أداة تسمي "كومباس" Compas لمساعدتها في اتخاذ قرارات في شأن الإفراج عن الموقوفين قبل محاكمتهم أو الحكم عليهم، فيما تلجأ هذه الأداة إلى الذكاء الاصطناعي كي "تخمن" احتمالات إعادة اعتقال الشخص، لكن هذا النظام يستند إلى بيانات تتعلق بسجلات التوقيف السابقة، في بلد تعاني فيه المؤسسات عنصرية ممنهجة تجعل الشخص الأسود أكثر عرضة بخمس مرات من نظيره الأبيض للتوقيف من الشرطة من دون مبرر، لذا حتى عندما لا تأخذ الخوارزمية العرق في الاعتبار صراحة، فإنها تسهم في استمرار دورة الاعتقال العنصري. وتبين كذلك أن برنامج كومباس يبالغ في تقدير احتمالات تكرار النساء ارتكاب الجرائم، وهو ما يؤدي إلى إنزال عقوبات مجحفة في حق الجانيات اللاتي غالباً ما يكن ضحايا لاعتداءات جسدية أو جنسية. وفي المملكة المتحدة كشفت إحدى الدراسات أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعريف مناطق معينة على أنها بؤر للجريمة يدفع عناصر الشرطة إلى توقع حصول مشكلات عندما تجوب دورياتهم المكان، مما يزيد من احتمال توقيف الأشخاص أو اعتقالهم بدافع التحيز بدلاً من الضرورة الأمنية الفعلية. تقنية التعرف على الوجه يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متنامياً في تقنيات التعرف على الوجه، التي تستخدم في مجالات واسعة، من تطبيقات الشرطة إلى أنظمة دخول المباني، لكن الشركات التي تروج لهذه التقنية بوصفها تقدم "راحة غير مسبوقة" مطالبة بطرح السؤال: راحة لمن بالضبط؟ فعلى رغم الانتشار السريع لهذه التقنيات، إلا أن فعاليتها تتفاوت بصورة كبيرة بين المستخدمين، إذ أظهرت أبحاث أن منتجات التعرف على الوجه لدى شركات كبرى تسجل معدل خطأ يصل إلى 35 في المئة عند التعامل مع النساء ذوات البشرة الداكنة، في مقابل 0.8 في المئة فقط عند التعامل مع الرجال ذوي البشرة الفاتحة. الرعاية الصحية كشفت دراسة لكلية لندن الجامعية (UCL) عن أن نماذج الذكاء الاصطناعي التي أنشأت للتنبؤ بأمراض الكبد استناداً إلى تحليل الدم أكثر عرضة للخطأ في كشف المرض بمرتين لدى النساء في مقابل الرجال، وحذر كبير مؤلفي هذه الدراسة أن استخدام هذه الخوارزميات بصورة شائعة في المستشفيات للمساعدة في التشخيص قد يؤدي إلى تردي الرعاية التي تتلقاها النساء. وفي المقابل، في الولايات المتحدة، تبين أن إحدى الخوارزميات التي يشيع استخدامها في قطاع الرعاية الصحية للمساعدة في تحديد هويات المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية إضافية تعاني تمييزاً عرقياً كبيراً، إذ تفضل المرضى ذوي البشرة البيضاء على المرضى السود، وإن كان هؤلاء أشد مرضاً ويعانون مشكلات صحية مزمنة أكثر، وفقاً لدراسة نشرتها المجلة العلمية "ساينس". وبحسب تقديرات مؤلفي الدراسة، وصل الحال بالتمييز العرقي إلى درجة تقليص عدد المرضى السود الذين يحددون على أنهم بحاجة إلى رعاية إضافية بأكثر من النصف. العنف المنزلي تمكن مرتكبو العنف المنزلي من مضايقة ضحاياهم وإخافتهن باستخدام الذكاء الاصطناعي لاختراق أجهزة التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها والأجهزة المنزلية الذكية، والتلاعب بها. فكل الأجهزة، من ساعات اليد وحتى التلفاز قد تسهل المراقبة والملاحقة عن بعد، وهذا خطر كبير عندما تأخذ في الاعتبار التقديرات التي تشير إلى أن ما يقارب 125 مليار جهاز سيصبح متصلاً، بحلول عام 2040، بـ"إنترنت الأشياء" وهو ما قد يؤدي إلى زيادة المراقبة من المعتدين الساعين إلى ترسيخ سيطرتهم وسطوتهم. العلاقات فيما نحاول التوصل إلى طرق لمعالجة التحيز ضد المرأة على منصات التواصل الاجتماعي، وتبعات هذا السلوك الذي يجرد المرأة من إنسانيتها، يحمل مئات ملايين الأشخاص تطبيقات "رفيقة" قائمة على الذكاء الاصطناعي تعيد تحويل النساء إلى أشياء "لا ترفض طلباً" للاستهلاك الذكوري. وتطبيقات الصديقات الحميمات من الذكاء الاصطناعي أو روبوتات الدردشة التي يروج لها مطوروها غالباً على أنها أفضل من النساء الحقيقيات (تؤمن لك علاقة ممتعة من دون تلك الإرادة الحرة المزعجة)، تقدم للرجال "امرأة" شبيهة بالمرأة الحقيقية بخنوع ويمكن تكييفها بحسب الرغبة، تجعلهم يزهون بأنفسهم وهي رهن إشارتهم متى أرادوا، ويمكنهم استخدامها (وإساءة معاملتها) بحسب رغبتهم. وفي الواقع، عدد كبير من الرجال يسيؤون التعامل مع هذه البرامج ويشاركون نبذات مصورة عن هذه الأفعال مع بعضهم بعضاً، لكي يكتشفوا من بينهم قادر على ارتكاب أكبر الإساءات في حق هذه البرامج. خلال العام الماضي فقط، سجل متجر "غوغل" لهواتف الآندرويد 100 مليون تحميل لـ11 برنامجاً للدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي تتصدر قائمة البرامج المثيلة، وهذا ليس مكسباً للرجال الوحيدين ولا للنساء اللاتي سيتلاقين بهم في وقت لاحق. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) إن كنا سنتصدى لانعدام المساواة المستشري في الذكاء الاصطناعي، علينا الاستعانة بمجوعات متنوعة من الأشخاص. فالتكنولوجيا نفسها ليست معادية للمرأة بحد ذاتها، لكن غالباً ما تسفر عن هذه النتائج غير المقصودة، وليس فقط بسبب البيانات المتحيزة والمليئة بالعيوب، بل أيضاً بسبب نقص التنوع في المجموعات التي تؤسس هذه البرامج وتستفيد منها. في الوقت الحالي، يعد تمثيل النساء ضعيفاً إلى أبعد الدرجات في كل جانب من جوانب أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطويره واستخدامه. وعلى الصعيد العالمي، لا تشكل النساء سوى 12 في المئة فقط من الباحثين في الذكاء الاصطناعي، ومع أنهن يقدن بعضاً من أكثر الجهود إثارة من أجل إنشاء ذكاء اصطناعي آمن وأخلاقي، إلا أن المجموعات التي تترأسها نساء لا تزال تحصل على تمويل من رأس المال الاستثماري أقل بست مرات من نظرائهن الذكور. يحمل الذكاء الاصطناعي وعداً بمستقبل جديد ولامع سيكون له تأثير إيجابي في العالم الحقيقي، ولكن ما لم نعط الأولوية للإنصاف والسلامة في مرحلة التصميم، بحيث يفضح الفكر المعيب القائم على التمييز والتحيز ويصحح، فإنه يمثل خطر إدامة التحيز المؤذي وإعادة كثيرين منا للعصور المظلمة، فلنأمل أن أحدهم يعير انتباهاً للتفاصيل الدقيقة. من كتاب لورا بيتس "عصر جديد من التمييز على أساس الجنس" الصادر في الـ15 من مايو (أيار).

"تطوير وإدارة حلول وتقنيات".. كيف ستعزز شركة "هيوماين" تنافسية المملكة كمركز عالمي للتقنية؟
"تطوير وإدارة حلول وتقنيات".. كيف ستعزز شركة "هيوماين" تنافسية المملكة كمركز عالمي للتقنية؟

صحيفة سبق

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • صحيفة سبق

"تطوير وإدارة حلول وتقنيات".. كيف ستعزز شركة "هيوماين" تنافسية المملكة كمركز عالمي للتقنية؟

تسعى السعودية إلى أن تصبح إحدى الدول الرائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، ولتحقيق هذا الهدف الطموح؛ وضعت المملكة خطة استراتيجية متكاملة، وقد حققت العديد من الإنجازات المهمة في إطار هذه الخطة منها، إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي عام 2019 لتطلع من بين أهدافها بمهمة تطوير استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي، كما أطلقت المملكة الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي عام 2020؛ لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، وتحقيق التنمية المستدامة. وأنشأت المملكة مراكز بحثية متخصصة في الذكاء الاصطناعي مثل، مركز الذكاء الاصطناعي في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ومركز الابتكار في الذكاء الاصطناعي، ووقعت المملكة شراكات مع شركات عالمية رائدة في قطاع التقنية والذكاء الاصطناعي منها، "مايكروسوفت" و"أمازون"؛ بهدف تعزيز قدراتها الوطنية في الذكاء الاصطناعي، ونظمت السعودية العديد من المؤتمرات والفعاليّات الدولية في الذكاء الاصطناعي، منها "القمة العالمية للذكاء الاصطناعي". وابتكرت السعودية عدة تطبيقات للذكاء الاصطناعي في مجالات عديدة منها الرعاية الصحية، والنقل والطاقة والخدمات الحكومية؛ لتحسين مستوى الخدمات المقدمة لسكانها، وخصصت المملكة أكثر من 20 مليار ريال سعودي لمبادرات الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي ضمن ميزانيتها العامة لعام 2025، ونجحت المملكة في استقطاب استثمارات بقيمة 15 مليار دولار في قطاع الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر "ليب 2025". وفي إطار خطتها الاستراتيجية للتحول إلى دولة رائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي، وفي سياق الإنجازات التي حققتها بالفعل في هذا المضمار، أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اليوم (الاثنين)، إطلاق شركة "هيوماين"، إحدى الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة؛ لتحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية تشمل، تطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في القطاع، وتطوير نموذج لغوي كبير باللغة العربية، كما ستعزز شركة "هيوماين" تنافسية المملكة كمركز عالمي للتقنية؛ من خلال تحقيق أهداف صندوق الاستثمارات العامة في قطاع التقنية، ودعم جهود التنمية والتنويع الاقتصادي بالمملكة، وترسيخ مكانة السعودية كمركز عالمي لتقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي.

"مايكروسوفت" تُطلق نماذج ذكاء اصطناعي جديدة تقول إنها "الأكثر كفاءة" في العالم
"مايكروسوفت" تُطلق نماذج ذكاء اصطناعي جديدة تقول إنها "الأكثر كفاءة" في العالم

صحيفة سبق

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • صحيفة سبق

"مايكروسوفت" تُطلق نماذج ذكاء اصطناعي جديدة تقول إنها "الأكثر كفاءة" في العالم

أطلقت شركة "مايكروسوفت" الأمريكية، نماذج ذكاء اصطناعي جديدة "في 4"، والتي وصفتها بأنها ستكون "الأكثر كفاءة" في العالم، ومنافساً قوياً لمختلف نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الأخرى. وأشارت التقارير إلى أن نموذج "في 4" سيكون منافساً قوياً لأحدث نماذج "أوبن أيه آي" المطوّرة لتطبيق "شات جي بي تي"، والمعروف باسم "أو 3 – ميني". وأطلقت "مايكروسوفت" أكثر من إصدارٍ لنماذجها الجديدة، مثل: "في 4 ميني ريسونينج"، و"في 4 ريسونينج"، و"في 4 ريسونينج بلس"، وجميعها يندرج ضمن فئة نماذج "الاستدلال"؛ ما يعني أنها قادرة على تخصيص وقتٍ أطول للتحقّق من صحة حلول المشكلات المُعقدة. وتُوسّع هذه النماذج عائلة نماذج "في" الصغيرة من "مايكروسوفت"، التي أطلقتها الشركة قبل عامٍ؛ لتوفير أساسٍ لمطوّري الذكاء الاصطناعي الذين يُطوّرون تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وذكرت الشركة الأمريكية أن نموذج "في 4 ميني ريسونينج" تمّ تدريبه على ما يقرب من مليون مسألة رياضية تركيبية تمّ إنشاؤها بوساطة نموذج R1 الاستدلالي من شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقول إن حجمه يبلغ نحو 3.8 مليار مُعامل، مُصمم للتطبيقات التعليمية، مثل "الدروس المُدمجة" على الأجهزة خفيفة الوزن. وتتوافق المعلمات تقريباً مع مهارات حل المشكلات في النموذج، وعادةً ما يكون أداء النماذج ذات المعلمات الأكثر أفضل من تلك ذات المعلمات الأقل. بينما أشارت "مايكروسوفت" إلى أن نموذج "في 4 ريسونينج" تمّ تدريبه على نموذج ذي 14 مليار معلمة، باستخدام بيانات ويب "عالية الجودة"، إضافة إلى "عروض توضيحية مُنسقة" من "أو 3 - ميني" من "أوبن أيه آي"، وهو مثالي لتطبيقات الرياضيات والعلوم والبرمجة. أما نموذج "في 4 ريسونينج بلس"، فهو قد تمّ تعديله ليصبح نموذجاً منطقياً لتحقيق دقة أفضل في مهام معيّنة، خاصة أنه تمّ دعمه بأكثر من 671 مليار معلمة. وكتبت "مايكروسوفت" في منشورٍ على مدونتها: "باستخدام التحليل والتعلُّم المعزّز والبيانات عالية الجودة، توازن هذه النماذج الجديدة بين الحجم والأداء، إنها صغيرة بما يكفي للبيئات منخفضة زمن الوصول، مع الحفاظ على قدرات تفكير قوية تُضاهي النماذج الأكبر حجماً".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store