النهار: لقاء سلام وبري يرمّم 'الود' مع 'الحزب'؟ تدفّق مفتوح للنازحين السوريين إلى الشمال
مخاوف من مفاجآت أمنية إضافية في الجنوب في الفترة الانتقالية لبتّ الترتيبات الأميركية حول المسؤولين عن ملفات المنطقة ومن بينها لبنان
وطنية – كتبت صحيفة 'النهار': وسط تصاعد التساؤلات حيال طبيعة الإجراءات التي تتخذها الإدراة الأميركية في تبديل مسؤولين وموفدين عن ملفات أساسية وحيوية في الشرق الأوسط، وجد لبنان الرسمي نفسه عرضة لانتظار ما يفترض أن يتبلّغه رسمياً من واشنطن حول إنهاء تفويض مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة المكلّفة ملف لبنان وإسرائيل. وإذ لا تزال بيروت تنتظر إبلاغاً رسمياً بما إذا كانت أورتاغوس ستزور بيروت لمرة أخيرة ضمن مهمتها أم لا إشعاراً بتكليف بديل منها، تحاشى معظم المسؤولين استباق الترتيبات الأميركية الجديدة خشية ارتكاب أخطاء متسرّعة في التقديرات المتعلقة بالموقف الأميركي من لبنان والذي يرجح بقوة أنه لن يكون عرضة لأي تغيير باعتبار أن تغيير أورتاغوس يأتي من ضمن إجراءات تتعلق بإعادة ترتيب السلطة بين وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي ولا صلة للأمر بتبديلات استراتيجية في مواقف واتجاهات وسياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب من ملفات الشرق الاوسط. وعلى رغم طغيان هذه الانطباعات، فإن المخاوف من مفاجآت أمنية إضافية في الجنوب في الفترة الانتقالية لبتّ الترتيبات الأميركية حول المسؤولين عن ملفات المنطقة ومن بينها لبنان، لم تفارق المعنيين من منطلق أن 'التفلّت' الإسرائيلي قائم أساساً ولا ممارسة للضغوط الأميركية الكافية لردع هذا التفلّت، فكيف الأمر راهناً مع احتمال عدم بت هذا الغموض بالسرعة الكافية؟
وفي حين بدأت تتصاعد التكهنات حيال ملف التمديد للقوة الدولية في الجنوب وسط مناخ آخذ في التوتر، بدأت أمس المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة لإسرائيل حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين. و أفاد بيان عن مكتبها بأن 'الزيارة تشكل جزءًا من المشاورات الدورية التي تجريها المنسقة الخاصة حول الخطوات الرامية إلى تعزيز التقدم المحرز منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني 2024 حيز التنفيذ، وتعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. وتواصل المنسقة الخاصة دعوة جميع الأطراف إلى التقيّد بالتزاماتهم وتهيئة الظروف اللازمة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين على طول الخط الأزرق'.
وتزامن ذلك مع إصدار قوة اليونيفيل بياناً، أعلنت فيه أنها 'في إطار التوثيق والتعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني، تواصل دعمها الفعّال لإعادة انتشار الجيش اللبناني في جميع أنحاء منطقة عملياتها، بهدف تعزيز الاستقرار والأمن لصالح السكان المحليين. ويهدف هذا التعاون المشترك إلى خلق بيئة آمنة ومحمية ليس فقط لعناصر حفظ السلام، بل أيضًا للمجتمعات المدنية التي تعيش شمال الخط الأزرق وعلى طوله'. وأورد بالتفصيل أبرز النشاطات التي قامت بها اليونيفيل في القطاع الغربي خلال الأسبوع الماضي بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني.
أما عامل الخشية الآخر الذي لا يجد أصداء رسمية كافية لدى السلطات اللبنانية على رغم ترداد المواقف الكلامية واللفظية حول التنسيق مع السلطات الناشئة في سوريا، فهو يتمثل في استمرار تدفق أعداد من النازحين السوريين إلى عكار والشمال خصوصاً حيث تتنامى وتتراكم أعداد الوافدين بلا ضبط. ويثبت هذه الحقيقة التقرير الأخير الصادر أمس عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إذ أكدت فيه أنه 'لا تزال الأعمال العدائية في محافظات طرطوس واللاذقية وحمص وحماة السورية المستمرة منذ أوائل آذار تسفر عن تهجير ونزوح السكان إلى محافظتي الشمال وعكار في شمال لبنان'. وأفادت 'أن اللاجئين الوافدين حديثاً حالياً يتوزعون على 35 موقعاً مختلفاً، معظمهم في محافظة عكار، ليصل إجمالي عددهم إلى 39,762 شخصاً. وقد تحوّلت موجات النزوح التي استمرت خلال الأشهر الماضية إلى حالة نزوح مطوّلة، إذ لا يزال الأشخاص يصلون في حالة يرثى لها، على رغم تراجع أعداد الوافدين في الشهر الماضي، وذلك جراء الأوضاع المتقلبة في مناطق الساحل السوري، التي لا تزال المنظمات الشريكة تتوقع وصول المزيد من الوافدين، مع تأخير في تحديد الوافدين الجدد في هذا العدد الكبير من المواقع'.
سلام وبري
في أي حال، المشهد الداخلي غلبت عليه أمس محاولات ترميم العلاقات المتوترة والتباينات بين أركان السلطة، وتحديداً بين رئيس الحكومة نواف سلام والثنائي الشيعي بدءاً برئيس مجلس النواب نبيه بري. وعكست الانطباعات والمعطيات المتوافرة بعد لقاء بري وسلام في عين التينة الذي استمر ساعة كاملة أجواء فاترة على رغم محاولة سلام التوفيق بين تمسّكه بمواقفه من السلاح وأحادية حصره بالدولة، وعدم التسبب بأزمة مع الثنائي. وهو اعتبر أن 'الموضوع لا تبريد ولا تسخين بل هو ما التزمناه في البيان الوزاري حرفيًاَ، وأنا لم أخرج بكلمة عنه ولا أقبل لا كلمة زيادة ولا كلمة ناقصة منه، والرئيس بري أكثر من متفهم لهذا الشيء وهو يعرف أنني لم اقل كلمة خارج ما نحن متفقين عليه في البيان الوزاري'.
ولفت إلى أنهما بحثا في موضوع إعادة الإعمار في الجنوب، 'وهو (بري) ذكرني بأنني قلت بانني ملتزم بالإعمار، وأكدت له مرة ثانية أنني ملتزم بإعادة الإعمار، وأصلاً من أول يوم الذي نالت به الحكومة الثقة، كنت في اليوم التالي في الجنوب، لماذا ذهبت الى الجنوب، هل للسياحة؟ أبداً بالعكس إنما لتأكيد التزامنا من جهة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل، وثانياً التزامنا بالإعمار، ونواصل الجهد إن كان مع البنك الدولي أو مع الدول المانحة من أجل حشد الدعم المطلوب لإعادة الإعمار ونحن مستمرون بهذا الشيء، وإن شاء الله قريبًا ترون من الأموال القليلة التي استطعنا حشدها لليوم كيف سوف نحرك عملية إعادة الإعمار في الجنوب'. وأعلن 'اننا في حاجة إلى اكثر من 7 مليارات دولار'.
أما في موضوع العلاقة مع 'حزب الله' وإمكان حصول لقاء مع 'كتلة الوفاء للمقاومة' وتصريح النائب محمد رعد عن تركه للود مكاناً معه، فقال سلام: 'أنا أيضاً تارك للود مع الحاج محمد رعد وسنقابل الود بالود، وأهلاً وسهلاً بالحاج محمد والحزب، في الوقت الذي يريدونه، سواء في المنزل أو في في السرايا وفي الوقت الذي يختارونه'.
ونقلت قناة 'المنار' لاحقاً عن النائب محمد رعد قوله تعليقاً على تصريح الرئيس سلام: 'شكرا لود دولة رئيس الحكومة وسنلاقيه في أقرب وقت وندلي برأينا في ما نراه مصلحة لشعبنا وبلدنا'.
متعامل مع إسرائيل يثير مخاوف حاروف
أفادت معلومات أمس أن بلدة حاروف في قضاء النبطية ضجّت بخبر توقيف الأجهزة الأمنية شاباً يتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية ويدعى محمود أيوب وهو عضو في 'حزب الله'، ويشغل موقع المدير المالي في مستشفى راغب حرب. وتحدثت معلومات لمحطة 'العربية' عن توجّه عدد من الأهالي إلى المستشفى، لا سيما أن أيوب على معرفة دقيقة بكل أسماء مرضى الحزب وعائلاتهم الذين يدخلون إليها، في حين رجحت المعلومات أن يكون الموقوف قد عمل على تسريب 'داتا' هؤلاء إلى الاستخبارات الإسرائيلية. يشار إلى أن أيوب أوقف في النبطية بواسطة فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وبالتنسيق مع جهاز أمن 'حزب الله'. وأتى هذا التوقيف بعد نحو 3 أسابيع من توقيف محمد صالح، المنشد الديني المقرب من 'حزب الله' بتهمة التخابر مع إسرائيل.
الى ذلك، أزال جنود من الجيش اللبناني علم لواء غولاني الإسرائيلي، من موقعه في تلة رويسات الحدب في أطراف بلدة عيتا الشعب – قضاء بنت جبيل. كما قامت قوة من الجيش بإزالة السواتر الترابية والألغام التي اقامها الجيش الإسرائيلي في المنطقة، وعزّز انتشاره عند أطراف خلة وردة إلى الغرب من عيتا الشعب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلدنا اليوم
منذ 3 ساعات
- بلدنا اليوم
لبنان يدين التصعيد الإسرائيلي ويُهدد بوقف التعاون مع لجنة الهدنة الدولية
أدان الجيش اللبناني، السبت، الغارات الجوية الإسرائيلية على ضاحية بيروت، محذرًا من أن مثل هذه الهجمات تضعف دور القوات المسلحة اللبنانية التي قد تعلق في نهاية المطاف التعاون مع لجنة مراقبة الهدنة التي أنهت الحرب الإسرائيلية. وجاء بيان الجيش بعد ساعات من قصف الجيش الإسرائيلي عدة مبان في الضاحية الجنوبية لبيروت، عشية عيد الأضحى المبارك. أعلن الجيش اللبناني أنه بدأ التنسيق مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيره، وأرسل دوريات إلى المناطق المستهدفة لتفتيش ما تزعم إسرائيل أنها منشآت تحت الأرض يستخدمها حزب الله. وأضاف أن إسرائيل رفضت الاقتراح. وقال الجيش اللبناني في بيانه: "إنّ انتهاكات العدو الإسرائيلي للاتفاق ورفضه الاستجابة للجنة يُضعف دور اللجنة والجيش". وأضاف أن مثل هذه الاعتداءات الإسرائيلية قد تدفع الجيش إلى تجميد تعاونه مع اللجنة "في ما يتعلق بتفتيش المواقع". تتكون اللجنة التي تقودها الولايات المتحدة والتي تشرف على وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الإسرائيلية التي استمرت 14 شهراً في نوفمبر من لبنان وإسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان المعروفة باسم اليونيفيل. منذ انتهاء الحرب، شنّت إسرائيل غارات جوية شبه يومية على أجزاء من لبنان. وتعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لهجمات عدة مرات منذ ذلك الحين. كما قتلت إسرائيل أكثر من 4 آلاف شخص في لبنان، في حين قالت الحكومة اللبنانية في أبريل إن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 190 شخصا آخرين وإصابة 485 آخرين منذ اتفاق وقف إطلاق النار. وتزايدت الضغوط على حزب الله، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، للتخلي عن ترسانته المتبقية، لكن مسؤولين في الجماعة قالوا إنهم لن يفعلوا ذلك حتى توقف إسرائيل غاراتها الجوية وتنسحب بشكل كامل. انتهت المهلة المحددة لجميع القوات الإسرائيلية لمغادرة جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل لا تزال تحتل خمسة مواقع على طول الحدود في جنوب لبنان.

مصرس
منذ 4 ساعات
- مصرس
إصابة 9 أشخاص بينهم طفلان في غارة إسرائيلية على طريق بلدة المنصوري جنوب لبنان
أفادت وزارة الصحة اللبنانية، صباح الثلاثاء، بإصابة 9 أشخاص بينهم طفلان في غارة إسرائيلية استهدفت دراجة على طريق بلدة المنصوري جنوب البلاد. ونشرت جريدة «النهار» اللبنانية، مقطع فيديو عبر صفحتها الرسمية بمنصة «إكس»، يرصد الهلع بين الطلاب بعد الغارة الإسرائيلية بالقرب من مدرسة على طريق المنصوري - قضاء صور.وفي 8 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر الماضي، ارتكبت إسرائيل ما لا يقل عن 2780 خرقا له، ما خلّف 200 قتيل و491 جريحا على الأقل، وفق إحصاء لوكالة «الأناضول»، استنادا إلى بيانات رسمية.وفيما يواصل الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب تنفيذا للاتفاق، تنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير الماضي.ونفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من لبنان وتواصل قواته احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة. هلع بين التلامذة بعد الغارة الإسرائيلية بالقرب من مدرسة على طريق المنصوري قضاء صور جنوبي لبنان — Annahar النهار (@Annahar) May 20, 2025

مصرس
منذ 5 ساعات
- مصرس
اعتراض دورية ل "اليونيفيل" في جنوب لبنان
اعترض لبنانيون، اليوم السبت، دورية تابعة لقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) كانت في طريقها إلى منطقة في جنوب لبنان. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، اللبنانية أن "عددا من الشبان على الطريق العام في بلدة صريفا، اعترضوا، اليوم، دورية تابعة لقوات اليونيفيل) كانت في طريقها إلى منطقة وادي السلوقي، احتجاجًا على عدم مرافقتها من قبل الجيش اللبناني، دون أن تسجل أي حوادث تُذكر.ووفق الوكالة، حضرت لاحقًا دورية تابعة للجيش إلى المكان، وعملت على معالجة الوضع وإعادة الأمور إلى طبيعتها.وأشارت إلى أنه سبق ذلك، دخول دورية مؤللة كبيرة تابعة ل "اليونيفيل" إلى منطقة وادي السلوقي ، أيضًا من دون مؤازرة الجيش.