logo
فاتورة الحرب الباهظة: نساء السودان يواجهن الموت والنظام الصحي ينهار

فاتورة الحرب الباهظة: نساء السودان يواجهن الموت والنظام الصحي ينهار

صقر الجديانمنذ 4 أيام

الخرطوم – صقر الجديان
تسببت الحرب المشتعلة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 في مضاعفة معاناة النساء بعد أن أجهزت على النظام الصحي المتداعي أصلاً.
وتزايدت نتيجة لذلك وفيات الأمهات والأطفال في ظل عمليات النزوح المستمرة، والجوع، والعطش، والفقر الذي تأثرت به النساء على وجه الخصوص.
وارتفعت نتيجة لكل ذلك نسبة وفيات الأمهات إلى 295 حالة وفاة بين كل مائة ألف حالة ولادة حسب وزارة الصحة الاتحادية.
حيث ذكر وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم في تصريحات للصحف أن 'عدد وفيات الحوامل التي رُصدَت في الفترة ما بين يونيو 2023 ويوليو 2024، بلغ 870 وفاة، من بينها 350 وفاة حدثت داخل المستشفيات والمرافق الصحية'.
كما قدرت منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من 1.1 مليون امرأة حامل في السودان يفتقرن إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية السابقة للولادة، والولادة الآمنة، والرعاية بعد الولادة.
معاناة نورا
لم تكن نورا تتخيل أنها ستعود إلى منزلها في قريضة بولاية جنوب دارفور دون ابنتها المريضة التي كانت حاملاً في أشهرها الأخيرة، إلا انها اضطرت للسفر برفقتها إلى الولاية الشمالية كي تتلقى العلاج بعد تحويلها إلى مستشفى مروي.
بعد أن قطعت نورا وابنتها آلاف الكيلومترات إلى مدينة مروي بالولاية الشمالية من أجل العلاج، فارقت الابنة الحياة بعد الولادة بلحظات، لتعلن نهاية معاناتها.
لكنها تركت خلفها طفلة صغيرة تواجه تحديات الحياة والحرب مع جدتها في كل لحظة.
في موقف مروي للبصات، كانت نورا تربط حفيدتها على ظهرها وتؤدي فريضة الصلاة، في انتظار المواصلات المتجهة إلى مدينة الدبة لتبدأ رحلة العودة المحملة بالأحزان إلى قريضة مع حفيدتها.
كان ذلك بعد خمسة أشهر من رحيل والدة الطفلة، وبعد أن عجزت نورا عن توفير تكلفة المواصلات إلى قريضة، قضت نورا ليلتها تلك في معسكر حوش مليط بالدبة، ثم واصلت رحلتها صباحاً. .
ووفقًا لمواطنين تحدثوا لراديو دبنقا، فإن الخدمات الصحية بمحلية قريضة متردية وشبه معدومة.
وأن 3 وحدات إدارية بها مستشفى ريفي واحد فقط يفتقر لكل المقومات الطبية، وليس به كادر طبي ولا معدات، مما يجعلهم يضطرون للسفر إلى نيالا لإجراء الكشف بالأشعة السينية.
وفيات الأمهات
قضية وفيات الأمهات بسبب الحرب من أكثر الملفات التي تشكل هاجساً لكل المهتمين بالمجال الصحي وحقوق الإنسان، حيث حصدت أرواح العشرات من النساء.
حيث أفاد وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم، بازدياد معدلات وفيات الأمهات، بحيث بلغت (295) حالة وفاة لكل مائة ألف حالة ولادة، فيما بلغت وفيات الأطفال (51) حالة وفاة لكل ألف طفل مولود.
ووفقاً للأمم المتحدة، فقد بلغ معدل وفيات الأمهات في السودان حينذاك نحو 270 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية.
وبعد الحرب، ذكرت وزارة الصحة الاتحادية أن معدل وفيات الأمهات في السودان بلغ نحو 100 وفاة بين كل 10 آلاف حالة ولادة في البلاد، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
وتقول عضو نقابة الأطباء، أديبة إبراهيم، إن 90% من المؤسسات الصحية انهارت انهياراً تاماً، مما فاقم عملية الرعاية الصحية خاصة في مناطق النزاعات.
وأشارت إلى أن منظمة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل أوضحت أن مرض الكوليرا فقط أدى إلى وفاة أكثر من 316 ألف حالة، وفيما أدت حمى الضنك إلى وفاة أكثر من 576 ألف حالة.
ولفتت أديبة إلى وجود 176 ألف امرأة حامل يواجهن سوء التغذية، وكشفت عن وفاة 850 ألف مرضعة، بجانب وفاة 45 ألف طفل بسوء التغذية.
وقالت أديبة لـ 'مدنية نيوز' إنه تم حصر حالات الاعتداء الجنسي حيث بلغت 679 حالة، منها 256 حالة لأطفال تتراوح أعمارهم من 5 سنوات إلى 16 سنة. وكشفت عن معالجة 48 حالة إجهاض، 12 بمستشفى النو و 36 حالة بمستشفى شندي.
علاج مصابي الحرب
ويظل ملف الرعاية الصحية للنازحين والضحايا من أكثر الملفات التي تحتاج إلى تدخلات عاجلة، حيث أدت إلى مضاعفة معاناة المصابين بسبب الحرب.
حيث اضطرت رضية ذات الـ 70 عامًا إلى النزوح من مدينة مليط بولاية شمال دارفور برفقة ابنتها وابنها. اضطرت للنزوح بعد قصف الطيران لمنطقتهم، وأصيبت ابنتها في قدمها. ليستقر بهم الحال بعد معاناة كبيرة في الطريق في مركز إيواء بمحلية الدبة.
إلا أن عدم توفر رعاية صحية لابنتها اضطرها قبل أشهر أن تفترش الأرض أمام ساحة المستشفى القطري بمنطقة تنقسي بالولاية الشمالية برفقة ابنها، بينما تستلقي ابنتها المصابة في قدمها على سرير مؤجر باليوم؛ لعجزهم عن سداد قيمة التنويم بالمستشفى القطري المقدرة بـ 25 ألف جنيه لليوم الواحد.
تتشارك راضية وابنها الصغير مع مرافقي المرضى من أهل المنطقة الوجبات طيلة النهار، لكنها تواجه البرد القاسي وحدها ليلًا في انتظار أن تتمكن من جمع مبلغ عملية ابنتها المقدرة بـ 500 ألف جنيه، بجانب تكاليف الإقامة بالمستشفى.
فقدت راضية وأسرتها مصدر رزقهم ومسكنهم بفعل الحرب، ووقعت عليهم انتهاكات متعددة، ولا تزال مستمرة، مثلهم مثل الآلاف من السودانيين الذين هجروا منازلهم وديارهم بسبب حرب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
النساء يدفعن ثمن الحرب من صحتهن
معاناة النساء بسبب الحرب وتأثيرها على صحتهن وصحة أطفالهن، سواءً على صحتهن الجسدية، أو النفسية، أو الإنجابية، أو في سبيل الحصول على الخدمات الصحية على قلتها وتدهورها بسبب الحرب. فيضطرن إلى قطع المسافات الطويلة، ويواجهن مخاطر جمة.
هذه الأوضاع تتدهور يومًا بعد يوم مع استمرار الحرب، ويزداد عدد الضحايا، مما يتطلب الانتباه إلى هذه المعاناة والعمل على إيقاف نزيف الدم وتوفير الاحتياجات الصحية للنساء في أماكن قريبة لتواجدهن وبأسعار تتناسب مع ظروفهن الاقتصادية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الصحة من جنيف: ملتزمون بتعزيز التصنيع المحلي لبناء مستقبل صحي لأفريقيا
وزير الصحة من جنيف: ملتزمون بتعزيز التصنيع المحلي لبناء مستقبل صحي لأفريقيا

البوابة

timeمنذ 5 ساعات

  • البوابة

وزير الصحة من جنيف: ملتزمون بتعزيز التصنيع المحلي لبناء مستقبل صحي لأفريقيا

أكد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، التزام مصر الراسخ بدعم جهود التصنيع المحلي للمنتجات الصحية في أفريقيا، وتعزيز الشراكة الأفريقية في مجال إنتاج الأدوية واللقاحات والمعدات الطبية محليًا، بما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي للقارة في هذا القطاع الحيوي. مشاركة مصر في جلسة تشاورية بجمعية الصحة العالمية جاء ذلك في كلمة الدكتور خالد عبدالغفار، خلال جلسة تشاورية مع مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا (Africa CDC) تحت عنوان «استراتيجيات تشكيل الأسواق من أجل تصنيع مستدام للمنتجات الصحية في أفريقيا» حول التصنيع المحلي للمنتجات الصحية، وذلك ضمن أعمال جمعية الصحة العالمية بدورتها الـ78 بـ«چنيف». أهمية الاكتفاء الذاتي في ظل التحديات الصحية العالمية لفت الدكتور خالد عبدالغفار، إلى الأهمية الحاسمة لتعزيز قدرة أفريقيا على إنتاج الأدوية واللقاحات والمعدات الطبية محليًا، خاصة في ضوء التحديات التي كشفت عنها جائحة «كوفيد-19» مشيرا إلى أن هذا التوجه يمثل ضرورة استراتيجية لضمان الأمن الصحي للقارة وتقليل الاعتماد على سلاسل الإمداد الخارجية المتذبذبة. إنجازات مصر في مجال التصنيع المحلي للمنتجات الصحية واستعرض الدكتور خالد عبدالغفار، الإنجازات التي حققتها مصر في مجال التصنيع المحلي من الأدوية واللقاحات والمعدات الطبية، والتي تشمل الحصول على المستوى الثالث من النضج التنظيمي من منظمة الصحة العالمية في تنظيم الأدوية (ML3) من قبل منظمة الصحة العالمية، وهو إنجاز يضع مصر في طليعة الدول الأفريقية في مجال الرقابة الدوائية، بالإضافة إلى إنشاء مصانع متطورة لإنتاج الأدوية والمواد الخام الدوائية الفعالة، حيث يوجد حاليًا أكثر من 170 مصنعًا لإنتاج الأدوية، مما يعزز الاكتفاء الذاتي من الأدوية الأساسية. دور المؤسسات الوطنية في تعزيز التصنيع المحلي كما استعرض نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، الدور المحوري الذي تقوم به المؤسسات الوطنية المصرية الرائدة، مثل فاكسيرا، وجيبتو فارما وأكديما، في دفع عجلة التصنيع المحلي للقاحات والأدوية، مؤكدا أهمية الاستثمار في البحث والتطوير والابتكار في مجال الصناعات الدوائية، وتدريب الكوادر البشرية المؤهلة. مصر مركز إقليمي لإنتاج اللقاحات في أفريقيا وأشار إلى أن مصر حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال تصنيع اللقاحات، من خلال شراكتها مع الشركات العالمية لإنتاج لقاحات «كوفيد-19» محليًا، وتوسيع قدرات «فاكسيرا» لتصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج اللقاحات، مؤكدا التزام مصر بدعم شراكة تصنيع اللقاحات في أفريقيا، ومنها شراكة تصنيع اللقاحات الأفريقية (PAVM) والتي تهدف إلى إنتاج 60% من اللقاحات التي تحتاجها القارة الأفريقية محليًا بحلول عام 2040. توسيع القدرات المصرية في تصنيع الأجهزة والمستلزمات الطبية وفيما يتعلق بالأجهزة والمستلزمات الطبية، أكد الدكتور خالد عبدالغفار، أنه، الاهتمام الكبير بتوسيع القدرات المصرية في إنتاجها، ومنها أجهزة قياس الضغط، والأدوات الجراحية، وكواشف التشخيص السريع، في ظل الحرص أن يتماشى الإنتاج المحلي مع أفضل المعايير العالمية، والعمل على تأسيس صناعة قوية للتكنولوجيا الطبية في مصر، قادرة على المنافسة وتلبية الاحتياجات المحلية واحتياجات الأشقاء في القارة. دعوة لتوحيد الجهود الأفريقية وتفعيل وكالة الأدوية ودعا الوزير الدول الأفريقية إلى تنسيق جهودها وتوحيد رؤاها في مجال التصنيع المحلي للمنتجات الصحية، وتبادل الخبرات والتكنولوجيا، وتسهيل حركة الاستثمارات، وتطوير آليات الشراء الموحد، لضمان حصول الدول الأفريقية على المنتجات الصحية بأسعار مناسبة، مؤكدا أهمية تفعيل وكالة الأدوية الأفريقية (AMA) لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأفريقية في هذا المجال. مصر تؤكد استعدادها للتعاون مع الدول والمنظمات لدعم التصنيع الصحي وفي ختام كلمته، أكد الدكتور خالد عبدالغفار، استعداد الدولة المصرية التام للتعاون مع جميع الدول الأفريقية الشقيقة والمنظمات الدولية، لدعم التصنيع المحلي للمنتجات الصحية، بما يحقق الاكتفاء الذاتي للقارة في هذا المجال، باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والأمن الصحي في القارة، وبناء مستقبل صحي أفضل لشعوبنا. IMG-20250520-WA0085 IMG-20250520-WA0084 IMG-20250520-WA0083

بعد 3 سنوات من المفاوضات... "الصحة العالمية" تعتمد الاتفاق بشأن الوقاية من الجوائح
بعد 3 سنوات من المفاوضات... "الصحة العالمية" تعتمد الاتفاق بشأن الوقاية من الجوائح

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 13 ساعات

  • سبوتنيك بالعربية

بعد 3 سنوات من المفاوضات... "الصحة العالمية" تعتمد الاتفاق بشأن الوقاية من الجوائح

بعد 3 سنوات من المفاوضات... "الصحة العالمية" تعتمد الاتفاق بشأن الوقاية من الجوائح بعد 3 سنوات من المفاوضات... "الصحة العالمية" تعتمد الاتفاق بشأن الوقاية من الجوائح سبوتنيك عربي اعتمدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، اتفاقية تاريخية للتعامل مع الأوبئة المستقبلية، وذلك بعد أكثر من ثلاث سنوات من المفاوضات التي أطلقتها جائحة... 20.05.2025, سبوتنيك عربي 2025-05-20T10:06+0000 2025-05-20T10:06+0000 2025-05-20T10:06+0000 العالم أخبار العالم الآن منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا الصحة وقالت وسائل إعلام فرنسية إن الاتفاق يهدف إلى منع تكرار الفوضى الدولية وعدم التنسيق التي شهدها العالم أثناء الجائحة الأخيرة.جاء اعتماد الاتفاقية خلال الاجتماع السنوي للمنظمة في مقرها بجنيف، حيث وصف المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس القرار بأنه "يوم تاريخي"، وأضاف في بيان رسمي: "أصبح العالم أكثر أمانًا اليوم بفضل قيادة وتضامن والتزام الدول الأعضاء".وتركز الاتفاقية على تحسين الرصد العالمي للأمراض، وتعزيز التنسيق الدولي، وضمان وصول عادل للقاحات والعلاجات أثناء الأزمات الصحية المستقبلية، كما تمثل اعترافًا دوليًا بعدم تكرار الخسائر البشرية والاقتصادية التي خلفها كوفيد-19.واجهت المفاوضات -التي اختتمت بصيغة توافقية الشهر الماضي- تحديات كبيرة، حيث انسحبت الولايات المتحدة من المحادثات تنفيذًا لقرار سابق من الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من المنظمة، كما اشتكت الدول النامية من إقصائها عن الوصول للقاحات أثناء الجائحة، بينما عارض آخرون الاتفاقية بدعوى أنها تمس بالسيادة الوطنية.وتنص الاتفاقية على إنشاء آلية لتبادل العوامل الممرضة والمنافع الناتجة عنها (PABS)، والتي يجب على الدول التفاوض حول تفاصيلها بحلول مايو/ أيار 2026، ويتطلب نفاذ الاتفاقية تصديق 60 دولة عليها، بعد استكمال نظام تبادل العوامل الممرضة.وأشرفت على المفاوضات كل من بريسيوس ماتسوسو من جنوب أفريقيا والسفيرة الفرنسية للصحة العالمية آن كلير أمبرو، التي أكدت أن الاتفاقية "لا تمس بسيادة الدول"، ووصفتها بأنها "دليل على أن العالم ما زال قادرًا على التوحد رغم التوترات الجيوسياسية". سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي العالم, أخبار العالم الآن, منظمة الصحة العالمية, فيروس كورونا, الصحة

مسؤول أممي: الصحة العالمية تواجه تحديات في مناطق الصراعات رغم ما تحقق من إنجازات
مسؤول أممي: الصحة العالمية تواجه تحديات في مناطق الصراعات رغم ما تحقق من إنجازات

البوابة

timeمنذ 13 ساعات

  • البوابة

مسؤول أممي: الصحة العالمية تواجه تحديات في مناطق الصراعات رغم ما تحقق من إنجازات

أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور "تيدروس أدهانوم جيبريسوس"، أن المنظمة تواجه تحديات في مناطق الصراعات، وهو ما يضع قدرة المنظمة على الاستجابة محل اختبار بسبب نقص التمويل المزمن والاحتياجات المتزايدة، وذلك بالرغم ما تحقق من إنجازات في عدة مجالات. وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أعرب الدكتور "تيدروس"، في كلمته الافتتاحية في مستهل جمعية الصحة العالمية الثامنة والسبعين، عن أمله في أن يتم اعتماد الاتفاق بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها. وقال الدكتور تيدروس، في إشارة إلى التوافق الذي تم التوصل إليه "بشق الأنفس" في أبريل بشأن مسودة الاتفاق: "إنها حقا لحظة تاريخية. حتى في خضم الأزمة، وفي مواجهة معارضة كبيرة، عملتم بلا كلل. لقد حققتم ما تصبون إليه". وأشار المسؤول الأممي إلى أنه بعد الافتتاح وافقت الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية على قرار يدعو إلى اعتماد الاتفاق الدولي التاريخي لجعل العالم أكثر أمانا في وجه الجوائح المستقبلية. وتأتي موافقة الدول على القرار اليوم بعد عملية استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، بدأتها الحكومات أثناء جائحة كوفيد – 19 للتفاوض على أول اتفاق من نوعه يعالج الفجوات وعدم المساواة في منع الجوائح والاستعداد والاستجابة لها. قدم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تقريره السنوي لعام 2024 مسلطا الضوء على ما تحقق ضمن ركائز ثلاث تضمنها برنامج العمل العام الرابع عشر الذي وافقت عليه الدول الأعضاء في الجمعية العام الماضي، وهي تعزيز الصحة وتوفيرها وحمايتها. وفي مجال تعزيز الصحة، قال الدكتور "تيدروس" إن جهود منظمة الصحة العالمية لمعالجة الأسباب الجذرية للأمراض تجلت في دعمها المستمر لمكافحة التبغ، وتحسين التغذية، والصحة البيئية. وقال: "انخفض معدل انتشار التدخين بمقدار الثلث عالميا"، مشيرا إلى الدور التحويلي للاتفاق الإطاري لمكافحة التبغ. وفيما يتعلق بالركيزة الثانية - توفير الصحة - أشار الدكتور "تيدروس" إلى توسيع نطاق التغطية الصحية الشاملة، وتدريب القوى العاملة، وتنظيم الأدوية. وقال إن "برنامج التحصين الموسع كان أكبر مساهم في بقاء الرضع والأطفال على قيد الحياة على مستوى العالم"، محتفيا بإنقاذ 154 مليون شخص منذ إنشائه عام 1974، "أي ما يعادل 8000 شخص يوميا لمدة 50 عاما". وبالنسبة للركيزة الثالثة لمهمة المنظمة وهي دعم الدول في حماية صحتها من خلال الوقاية من حالات الطوارئ الصحية والاستجابة السريعة لها، قال إن المنظمة في عام 2024، نسقت الاستجابة لـ 51 حالة طوارئ مُصنفة في 89 دولة، بما فيها تفشيات، وكوارث طبيعية، ونزاعات، وغيرها. وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أنه رغم هذه الإنجازات التي تحققت خلال عام 2024، إلا أنه ثمة تحديات تواجه الصحة في مناطق الصراعات بما فيها غزة والسودان وأوكرانيا. وأشار إلى أنه ردا على عودة ظهور شلل الأطفال في غزة، تفاوضت منظمة الصحة العالمية على هدن إنسانية لحملة التطعيم التي وصلت إلى أكثر من 560 ألف طفل. وأضاف: "لكن لا يزال سكان غزة يواجهون تهديدات متعددة أخرى. فبعد شهرين من الإغلاق الأخير، يعاني مليونا شخص من الجوع، بينما يُحتجز 116 ألف طن من الغذاء على الحدود على بُعد دقائق فقط. ويتزايد خطر المجاعة في غزة مع الحجب المتعمد للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء، في ظل الإغلاق المستمر". وعن الوضع في السودان، قال الدكتور تيدروس: "خلال زيارتي للسودان في سبتمبر وللاجئين في تشاد بعد ذلك بوقت قصير، شهدت العواقب الوخيمة". وأوضح كذلك أنه في جميع أنحاء غزة والسودان وأوكرانيا وخارجها، أصبحت الهجمات على الرعاية الصحية "الوضع الطبيعي الجديد" للصراع. وقال المسؤول الأممي: "في كل بلد، أفضل دواء هو السلام والحل السياسي. آمل أن يسود سلام يدوم عبر الأجيال. الحرب ليست الحل، بل السلام هو الحل". وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من تداعيات الخفض الحاد للتمويل الإنساني من قبل مانحين رئيسيين، قائلا: "أخبرني العديد من الوزراء أن التخفيضات المفاجئة والحادة في المساعدات الثنائية تسبب اضطرابات شديدة في بلدانهم، وتعرض صحة الملايين من الناس للخطر". وأشار إلى أنه رغم أن هذا يمثل تحديا، إلا أن العديد من الدول ترى فيه فرصة لتجاوز عصر الاعتماد على المساعدات وتسريع الانتقال إلى الاعتماد على الذات بشكل مستدام، بالاعتماد على الموارد المحلية. وأشار كذلك إلى اعتزام الدول الأعضاء هذا الأسبوع النظر في ميزانية برنامجية مخفضة قدرها 4.2 مليار دولار أمريكي للفترة 2026-2027، بما يمثل انخفاضا بنسبة 21 في المائة عن الميزانية الأصلية المقترحة البالغة 5.3 مليار دولار. وقال إن ذلك المبلغ المخفض "ليس طموحا، بل إنه متواضع للغاية" بالنسبة لمنظمة تعمل على الأرض في 150 دولة، مع المهمة الواسعة والتفويض الذي منحته لها الدول الأعضاء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store