logo
ما زال الإقليم على أبواب هاوية أكبر!

ما زال الإقليم على أبواب هاوية أكبر!

جريدة الاياممنذ 5 أيام
يحلو لأشدّ المتحمّسين، والمُعجبين بـ»الانتصارات» الأميركية الإسرائيلية أن يتحدثوا بأريحيّةٍ يُحسدون عليها عن إقليم مزدهر، خالٍ من «الأذرع» الإيرانية، أو أذرعٍ لم تعد تمتلك القدرة على إيقاف مسار هذا الازدهار، وهو المقصود بـ»الشرق الأوسط الجديد».
لا يختلف هذا التقييم عن التقييم الأميركي الإسرائيلي لا في الشكل ولا في المضمون، وهو في الواقع ليس سوى الصدى لما يتحدث عنه دونالد ترامب، ولما يكرّره بنيامين نتنياهو، صُبح مساء، على مسامع المجتمع الإسرائيلي، ويُمنّي به النفس، ويُفسّر به الدوافع الكبيرة لاستمرار الحروب التي يشنّها، وتدافع هذه الحروب على جبهات متعدّدة، بحيث ما إن تهدأ نسبياً وجزئياً جبهة حتى تشتعل أخرى حتى يخال للمراقبين أن القرار الإسرائيلي المنسّق مع الإدارة الأميركية في جوهره هو استمرار الحرب بلا توقُّف، وافتعال المعارك، والبحث عن كل ما من شأنه تأمين هذا المسار.
توجد قاعدة فقهية تقول: إذا طرأ الاحتمال سقط الاستدلال. فإذا كانت أميركا ومعها دولة الاحتلال قد حقّقتا مثل هذه «الانتصارات» فعلاً، فما هي الحاجة لاستمرار هذه الحروب؟ وما هي الحاجة لافتعال المزيد منها؟
أحد الاحتمالات على الأقل أن تكون هذه «الانتصارات» وهمية وواهية. أو أنها «أنصاف انتصارات»، أو حتى انكسارات يتمّ التعويض عنها بالادّعاءات والتصريحات الإعلامية.
ففي الملفّ الإيراني تحديداً بدأت أوروبا بتحديد مسار تفاوضي مع إيران خوفاً من بقاء الملف النووي تحت الأرض، وخوفاً من أن يتحوّل إلى كل ما ترغب به إيران، وبالطريقة وبالشكل الذي يناسبها هي، وينسجم مع تطلّعاتها هي، ووفق مصالحها قبل أي مصالح أخرى.
وإيران ليست مُستاءة من التصريحات والتبجُّحات الأميركية، وتلك الإسرائيلية حول «التدمير»، بل إنها مسرورة بها، وذلك لأنها تخفّف من الضغوط عليها للتفاوض، طالما أنه تم «تدمير» ما كان يتم التفاوض عليه!
وفي الملفّ العسكري لم يعد أحد في هذا العالم يصدّق أميركا أن البرنامج الصاروخي الإيراني الذي كان يعمل حتى الساعة الأخيرة من الحرب بكفاءة عالية من حيث قوة التدمير، ومن حيث دقّة الإصابات قد تم تدميره.
ويتحدث كل مراقبي الملفّ العسكري الإيراني أن إيران تعمل على مدار الساعة لإعادة بناء دفاعاتها الجوي بالاعتماد على صناعاتها العسكرية، وبالاعتماد على دعم صيني وروسي وباكستاني مُعلن.
ثم لماذا يصرّح ترامب بأنه قد يُعاود الهجوم على إيران، طالما أن أميركا قد حقّقت انتصاراً «رائعاً» كما يصف ترامب كل أفعاله؟
لا حاجة كبيرة للحديث عن جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) اليمنية لأن الردود الإسرائيلية على ما تقوم به ضد دولة الاحتلال، وما تقوم به من فرض حصار حقيقي في البحر الأحمر عليها قد تحوّل إلى نوعٍ من «الضربات» الأقرب إلى رفع العتب منها إلى ردود جدّية.
وفي لبنان يكاد موضوع «أولوية» سحب سلاح «حزب الله» اللبناني أن يُسحب من التداول بعد أن اكتشف اللبنانيون فجأةً أن ما يضمره نظام «الدواعش» المتحوّرين في دمشق لبلادهم ليس سوى وصفة مضمونة لحرب أهلية جديدة، حتى لا نذهب إلى توصيفات أكبر وأكثر وأخطر.
أما في سورية، وهي البلد الذي سقط نظامها السابق على هيئة هدّية من السماء فإن النظام «المدوعش والمتدوعش» فيها فقد كل توازنه عند أوّل منعطف.
قالوا له في «باكو»، وقالوا له بصريح العبارة: ها نحن نرفع عنك كل قيد، فقد تم «تبييض» «النصرة» من حركة إرهابية على قوائم الإرهاب إلى «عماد» لقيام نظام جديد يُعهد إليه بلعب أدوار «إقليمية» لإخضاع أعداء أميركا وحلفائها الإسرائيليين والعرب، و»لتأديب» كل من تسوّل له نفسه الوقوف في وجه هذا الحلف الذي يسمّى الشرق الأوسط، حتى وإن كانت دولة الاحتلال تلعب دور المُهيمن، ويلعب النظام العربي دور القبول بمجرّد بقائه في إطار هذا الحلف وعدم تهديده بصورة مباشرة في هذه المرحلة على الأقل، والنتيجة حتى الآن فشل وتذابح في الساحل وفي السويداء السوريتين.
وأما في غزّة فقد تعطّلت «عربات جدعون»، ويراوح الاجتياح الإسرائيلي في مكانه، وتوقّفت الهجمات البرّية البربرية بصورة شبه تامّة، وطار النصر الحاسم الذي وعد به نتنياهو ووزير جيشه، ولم تتمّكن «العربات» من حماية جنودها، وتتالي أعداد القتلى والجرحى كل يوم، ويعلن قادة وجُناة الجيش ويصرخون ويستصرخون المجتمع الإسرائيلي بالضغط لوقف الحرب الهمجية، والذهاب إلى صفقة بعد أن فقد الجيش زمام المبادرة، وأصبح يغامر بالغوص في رمال غزّة، من دون خطط عملية، أو أهداف خارج نطاق القتل والإجرام، وجرى استبدال «كامل» خطط «النصر الحاسم» بالتجويع القاتل في تحوّلٍ دراماتيكي نحو أشكال أشدّ من الإبادة الجماعية، والتي تتمثّل بالموت الجماعي، وخلق تشوُّهات خطيرة على صحّة السكان المدنيين على المدى المتوسط والبعيد، إضافةً إلى أعداد الذين يموتون، أو هم مرشّحون للموت جرّاء هذه المسغبة.
تبدو دولة الاحتلال وكأنها تربح المعارك هنا وهناك، ولكنها تخسر الحرب في الواقع، والسبب بسيط هو أنها عندما «تربح» فإنها لا تحسم، والملفّات لم تحسم بالجملة لأنها لم تحسم بصورةٍ منفردة، وعندما تراوح النتائج المترتبة على هذه المعارك مكانها، أو تستنفد أغراضها دون حسم بأي اتجاه سوى اتجاه القوة والإجرام والبطش، فإن المعارك نفسها تتحوّل إلى عبء كبير، وذلك لأن الاستمرار بها لا يضيف سوى الأعباء الجديدة، وتوقفها لا يحمل في طيّاته سوى فتح ملفات داخلية حارقة.
واضح لكل من لديه القدرة على القراءة السياسية الجادّة والموضوعية أن منطقة الشرق الأوسط هي الحصن الأخير لأميركا، إن كان لجهة الثروات أو الموقع أو الممرّات، وواضح أن «الترامبية» قد خسرت كل معاركها الداخلية ضد جماعات التكنولوجيا ممثلة بـ «إيلون ماسك»، وواضح أن ترامب يواجه ضغوطات شديدة من لوبيات مختلفة تحدّ من قدرته على المضيّ قدماً في مشروع «أميركا العظيمة»، وواضح أن الدولة العميقة ما زالت تقاوم مع أن علماء على قدرٍ كبير من سعة المعرفة والاطلاع لا يراهنون كثيراً على هذه المقاومة، إلّا أن المحصّلة النهائية التي تبلورت حتى الآن أن أميركا ليس أمامها سوى هذا الإقليم لإحداث الفرق في مستقبل «الترامبية» كلّها، إذ لا أمل لديه في مواجهة روسيا والصين.
عند هذه الحدود من تطوّر الأحداث في الإقليم لم يحسم شيء نهائياً، والحروب التي وضعت أوزارها مؤقّتاً لم تؤدّ إلى ميلٍ كافٍ أو نهائي في كفّة الميزان، والمراوحة لن تؤدّي ألا إلى المزيد من المراوحة السلبية، ولهذا ليس أمام «الترامبية» سوى أن تستمر مؤقّتاً بإشعال الحروب الصغيرة، والتهديد بالحروب الكبيرة أملاً بالحصول على نتائج تمكّنها من تحقيق درجة أو أخرى من النجاح، أو الادّعاء به على الأقلّ.
وما يسري على «الترامبية» يسري بصورةٍ أكبر، وبصورة أشدّ وأكبر على دولة الاحتلال، خصوصاً أن الفشل بالحسم في الحالة «الترامبية» أشدّ وطأة، وبما لا يُقاس.
نقطة قوّة التوجهات الأميركية والصهيونية كلّها تكمن في الانخراط الأعمى للنظام العربي، وحتى الإسلامي إذا جاز التعبير في كلّ المخطّطات والتوجّهات لتحقيق أهداف هذا التحالف الأميركي الصهيوني «الغربي»، وهو ما يحوّل المراوحة الأميركية والصهيونية، وربّما الفشل والعجز إلى حالة إنجاز، وقد يحوّلها إلى نجاحات معيّنة.
الحروب التي هدأت قليلاً، والتي ربّما تهدأ مؤقّتاً حتى في القطاع ليست سوى مقدّمات لحروب طاحنة، أهلية ووطنية، شاملة وعامّة ستطال الجزء الأكبر من المشرق العربي، وكل حرب أو معركة منها ستشعل أخرى وتدخل على خطوط جديدة، وعلى معارك جديدة، حتى أن مصطلح استراحة المحارب سيكون وصفاً شكلياً ليس إلّا.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شهداء ومصابون في غارات الاحتلال على رفح وخان يونس
شهداء ومصابون في غارات الاحتلال على رفح وخان يونس

معا الاخبارية

timeمنذ 20 دقائق

  • معا الاخبارية

شهداء ومصابون في غارات الاحتلال على رفح وخان يونس

غزة- معا- استُشهد 7 مواطنين مساء اليوم الإثنين، بعد إطلاق النار وقصف الاحتلال رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة. وأفادت الأنباء، باستشهاد 5 مواطنين وإصابة العشرات من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال شمال رفح جنوب قطاع غزة. كما استُشهد شابان برصاص قناص من جيش الاحتلال قرب دوار بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. يذكر أن 41 مواطنا استُشهدوا بينهم 9 من منتظري المساعدات الإنسانية، وأصيب العشرات جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مناطق متفرقة من القطاع، منذ فجر اليوم. ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 59,821 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 144,851 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

محافظة القدس: الاحتلال حوّل القدس إلى ساحة عدوان شامل خلال النصف الأول من عام 2025
محافظة القدس: الاحتلال حوّل القدس إلى ساحة عدوان شامل خلال النصف الأول من عام 2025

معا الاخبارية

timeمنذ 20 دقائق

  • معا الاخبارية

محافظة القدس: الاحتلال حوّل القدس إلى ساحة عدوان شامل خلال النصف الأول من عام 2025

رام الله- معا- أصدرت محافظة القدس تقريرًا يوضح اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة خلال النصف الأول من عام 2025 في القدس المحتلة، ما حوّلها إلى ساحة عدوان شامل يستهدف البشر والحجر والمقدسات، في محاولة ممنهجة لتكريس السيطرة الاستعمارية وتهويد المدينة. شهداء وجثامين محتجزة وبحسب تقرير محافظة القدس، فقد ارتقى خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري عشرة شهداء من أبناء القدس أو على أرضها، بينما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 47 شهيدًا، في سياسة انتقامية تخالف القوانين الدولية والإنسانية. تصاعد اعتداءات المستعمرين وثقت المؤسسات الحقوقية 143 اعتداءً نفذها المستعمرون الإسرائيليون بحق الفلسطينيين في القدس، بينها 26 اعتداءً جسديًا مباشرًا، تمّت جميعها تحت حماية جيش الاحتلال، وشملت تلك الاعتداءات تدنيس المقدسات، والتحريض على السكان الفلسطينيين في أحيائهم. إصابات متزايدة بلغ عدد الإصابات بين المقدسيين 128، طالت الأطفال والنساء والعمال، في مشهد يعكس حجم العنف المستخدم ضد السكان المدنيين في المدينة. اقتحامات المسجد الأقصى استمرت الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، حيث اقتحمه 33,634 مستعمرًا، بينهم 26,012 تحت غطاء "السياحة"، فيما شهدت "مسيرة الأعلام" اعتداءات على المقدسيين والصحفيين، ما يبرز الطابع التحريضي والاستفزازي لهذا الحدث السنوي. استهداف المقدسات المسيحية والمصلين وطالت الاعتداءات المقدسات المسيحية وأبناء شعبنا المسيحيين، إذ اعتدى الاحتلال على المصلّين خلال "سبت النور"، وتم إغلاق كنيسة القيامة لمدة 12 يومًا. كما حُرم أبناء شعبنا المسيحيون من الضفة الغربية من دخول القدس للعام الثاني على التوالي، ما يشكل انتهاكًا صارخًا لحرية العبادة. استهداف الشخصيات الوطنية طالت الإجراءات الاحتلالية شخصيات فلسطينية بارزة؛ فقد مُنع محافظ القدس عدنان غيث من دخول الضفة الغربية، كما أُبعد وزير شؤون القدس أشرف الأعور عن المدينة لمدة ستة أشهر. حملات اعتقال واسعة نفّذ الاحتلال 404 حالات اعتقال في القدس خلال النصف الأول من العام، من بينها 33 امرأة، و43 طفلًا، إضافة إلى صحفيين وطلبة وأسرى محررين، في إطار سياسة ترهيب تهدف إلى كسر الصمود المقدسي. أحكام وسجن منزلي وإبعادات أصدر الاحتلال 166 حكمًا بالسجن، منها 99 بالاعتقال الإداري دون تهمة، كما فرض 45 قرارًا بالحبس المنزلي، ضمن سياسة العقاب الجماعي. كما أصدر 107 قرارات بالإبعاد، بينها 69 عن المسجد الأقصى، إلى جانب 3 قرارات بمنع السفر، ضمن سياسة تقييد حرية الحركة والتنقل. استيلاء وهدم ممنهج أصدر الاحتلال 188 قرارًا وانتهاكًا مباشرًا بحق الممتلكات، تضمنت 149 إخطارًا بالهدم ووقف البناء، و31 قرار استيلاء على أراضٍ، و6 قرارات بالإخلاء القسري، طالت أحياءً وبلدات مثل: سلوان والعيسوية والشيخ جراح وبيت حنينا والجيب. كما شهدت مدينة القدس 186 عملية هدم وتجريف خلال الأشهر الستة، استهدفت المنازل والمنشآت والبنية التحتية الفلسطينية. استهداف المؤسسات والمعالم المقدسية امتدت انتهاكات الاحتلال إلى قطاع التعليم، بمنع توزيع المناهج الفلسطينية في مدارس الأقصى، وإغلاق مكتبات، واعتقال معلّمين وطلبة، إضافة إلى اقتحام متكرر لجامعة القدس في أبو ديس وتوزيع منشورات تهديدية داخل الحرم الجامعي. وفي إطار قمع حرية الإعلام، أبعدت سلطات الاحتلال صحفيين عن الأقصى خلال شهر رمضان، وتم اعتقال إعلاميين ومداهمة مكتبات في البلدة القديمة. كما تعرضت وكالة الأونروا لاعتداءات متكررة، من خلال اقتحام مقراتها، وإغلاق مدارسها، وإزالة شعاراتها الرسمية. فيما واجه الطلبة المقدسيون في الثانوية العامة تأجيلًا في امتحاناتهم بسبب إعلان الاحتلال حالة الطوارئ في حزيران/ يونيو، ما تسبب في إرباك العملية التعليمية. سجّل النصف الأول من 2025 إطلاق 41 مشروعًا استعماريًا جديدًا، منها 12 مخططًا تم إيداعها رسميًا، و17 صودق عليها، ومشروعان طُرحا في مناقصات، و7 مشاريع قيد التنفيذ، ومشروعان تم افتتاحهما بالفعل. كما رُوّج لحي استعماري جديد، في سياق سياسة التوسع الاستعماري المنهجي.

إسرائيل تُمهل سوريا أسبوعين لسحب قوات الأمن والسلاح من درعا
إسرائيل تُمهل سوريا أسبوعين لسحب قوات الأمن والسلاح من درعا

معا الاخبارية

timeمنذ 30 دقائق

  • معا الاخبارية

إسرائيل تُمهل سوريا أسبوعين لسحب قوات الأمن والسلاح من درعا

تل أبيب- معا- كشفت مصادر دبلوماسية غربية أن إسرائيل منحت السلطات السورية مهلة أسبوعين لسحب قوات الأمن العام والسلاح من محافظة درعا. وأشارت المصادر |لى أن الجيش الإسرائيلي سيقوم بتدمير هذه القوات والسلاح بعد انتهاء المهلة، في خطوة جديدة من شأنها زيادة التوترات بين الجانبين. ويأتي القرار الإسرائيلي بهذا الخصوص عقب اللقاءات التي عقدت في باريس وجمعت بين مسؤولين كبار في البلدين وتلت الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر. وتهدف المطالبة الإسرائيلية إلى توسيع مساحة المناطق منزوعة السلاح في جنوب سوريا التي يسعى الجيش الإسرائيلي لإقامتها وتمتد من الجولان إلى درعا، وهو المشروع الذي أعلن عنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكثر من مرة في وقت سابق. ولا يعرف بعد فيما إذا كانت المهلة الإسرائيلية لسحب قوات الأمن العام والسلاح من درعا خلال أسبوعين تشمل أيضا نزع السلاح من ريف دمشق الغربي الذي طالبت به إسرائيل خلال لقاءات باريس بحسب ما أفادت به المصادر الدبلوماسية. وكانت إسرائيل طالبت خلال لقاءات باريس بنزع السلاح من منطقة ريف دمشق الغربي والتي تضم مدينتي جرمانا وصحنايا ذات الغالبية الدرزية والسماح بدخول ميليشيات المرجع الدرزي حكمت الهجري إلى المدينتين وذلك لتأمين الحماية لها، الأمر الذي رفضه الجانب السوري بشدة. وقالت المصادر الدبلوماسية، إن من شأن الخطوة الإسرائيلية المتمثلة في إقامة المنطقة العازلة ضمن الأراضي السورية زيادة التوترات بين البلدين ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام. وتشهد محافظة درعا توترات متصاعدة منذ سقوط النظام السابق وسط توغلات متواصلة ينفذها الجيش الإسرائيلي في العديد من بلدات المحافظة والتي أسفرت عن احتلال مساحات واسعة من الأراضي السورية التي قرر الجيش تحويلها إلى مناطق عسكرية يمنع الدخول إليها من قبل المواطنين السوريين. وأكدت المصادر الدبلوماسية أن "الطلب الإسرائيلي بإخلاء محافظة درعا من قوات الأمن العام والسلاح خلال أسبوعين يحمل دلالات كبيرة على مضي الجيش الإسرائيلي في فرض هيمنته على المنطقة مستغلا الفراغ الأمني الذي يسيطر على سوريا نتيجة استمرار الصراع بين الحكومة وبعض مكونات المجتمع ومن ضمنها الدروز والأكراد". وتوقعت المصادر حدوث تصعيد بين سوريا وإسرائيل إذا رفضت دمشق سحب قوات الأمن العام والسلاح من محافظة درعا خلال مهلة الأسبوعين، ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات بين البلدين خلال وقت قريب. يشار إلى أن المعلومات التي تسربت عن المحادثات التي جرت في باكو وباريس بين السوريين والإسرائيليين أظهرت تمسك الجانب الإسرائيلي بمشروع المنطقة العازلة الخالية من السلاح في محافظات الجنوب السوري، وهو الأمر الذي رفضه الجانب السوري.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store