logo
«بي-52».. القاذفة النووية العملاقة أكبر تهديد أمريكي للصين

«بي-52».. القاذفة النووية العملاقة أكبر تهديد أمريكي للصين

يصنف باحثون عسكريون صينيون قاذفة القنابل الأمريكية "بي-52 ستراتوفورتريس"، التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، كأحد أكبر التهديدات لبلدهم.
ويرى الباحثون الصينيون أن تلك القاذفة تمثل تهديدا أكبر من القاذفة الحديثة "بي-2 سبريت" ومقاتلة "إف-35".
وجاء هذا الاستنتاج في دراسة نُشرت بمجلة "تقنيات الدفاع الحديثة" الصينية، أعدها فريق بحثي بقيادة وانغ بينغتشي من أكاديمية الإنذار المبكر التابعة للقوات الجوية الصينية، استنادا إلى محاكاة عسكرية لسيناريوهات هجومية محتملة تستهدف الأساطيل البحرية الصينية أو المنشآت الحيوية في عمق الأراضي الصينية، وفقا لمجلة "ناشيونال إنترست".
ووفقًا للدراسة، تتفوق بي-52 - رغم قدمها - في ثلاث نواحٍ استراتيجية هي القدرة على حمل ذخائر نووية تكتيكية بكميات كبيرة، والمدى التشغيلي الذي يتجاوز 14000 كم دون التزود بالوقود، والتحديثات الإلكترونية التي جعلتها منصة متعددة المهام.
وأظهرت المحاكاة أن هذه القاذفة تشكل الخطر الأكبر خلال جميع مراحل المواجهة، بدءًا من الانتشار مرورًا بمرحلة الاختراق الجوي ووصولًا إلى الهجوم الفعلي.
ويعود ذلك جزئيًا إلى قدرتها على إطلاق قنابل بي61-12 النووية التكتيكية، التي تتمتع بتأثيرات تدميرية متعددة: موجات صدمة قادرة على تدمير منشآت تحت الأرض، وإشعاعات تُعطّل الأجهزة الإلكترونية، وتلوث بيئي طويل الأمد.
اللافت أن الدراسة قللت من التهديد المحتمل للطائرات الشبحية مثل بي-2 سبريت ومقاتلة إف-35، رغم تقنيات التخفي المتقدمة التي تتمتع بها.
وبرر الباحثون ذلك بأن التحديثات المستمرة لأنظمة بي-52 - التي تشمل مجسات رادارية متطورة ومحركات أكثر كفاءة، جعلتها قادرة على تنفيذ مهام "اختراق الدفاعات" بفعالية، خاصةً عند دعمها بأسطول إلكتروني للحرب الإلكترونية.
كما أن العدد الكبير من طائرات بي-52 العاملة (76 طائرة) مقارنةً بأسطول بي-2 المحدود (19 طائرة فقط) يعزز قدرتها على تنفيذ هجمات متزامنة على أهداف متعددة، وهو ما يزيد الضغط على أنظمة الدفاع الجوي الصينية.
من جهة أخرى، أشارت الدراسة إلى مفارقة مثيرة للاهتمام: فبينما أعلنت الإدارة الوطنية للأمن النووي الأمريكية (NNSA) سابقًا أن بي-52 لم تعد قادرة على حمل القنابل النووية "ذات الجاذبية" (التي تسقط بالوزن دون دفع صاروخي)، إلا أن تكهنات تشير إلى إمكانية إعادة تأهيل ما يصل إلى 30 طائرة منها لهذا الغرض.
وهذا يعيد للأذهان تاريخ بي-52 كلاعب رئيسي في الاستراتيجية النووية الأمريكية خلال الحرب الباردة، عندما كانت قادرة على حمل صواريخ إيه جي إم-86 النووية ذات المدى البعيد.
في المقابل، ركزت الدراسة على الثغرات الدفاعية الصينية، حيث دعا الباحثون إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر عبر إطلاق أقمار صناعية جديدة قادرة على تتبع الأجسام الجوية منخفضة الارتفاع، وزيادة كثافة شبكات الرادارات البرية، وتطوير أنظمة اعتراضية سريعة الاستجابة.
كما حذروا من أن التهديد النووي التكتيكي – وإن بدأ بضربات محدودة – قد يُستخدم لتدمير ما يُعرف بمناطق A2/AD (منع الوصول/التحكم في المنطقة) التي أنشأتها الصين حول بحر الصين الجنوبي، والتي تعتمد على صواريخ باليستية ومنصات رادارية متقدمة لردع القوات الأمريكية.
وعلى الرغم من تبني الصين سياسة "عدم الاستخدام الأول" للأسلحة النووية، إلا أن هذه الدراسة تؤكد أن بكين تأخذ على محمل الجد احتمال تعرضها لضربة استباقية، خاصةً مع تصاعد التوترات حول تايوان وبحر الصين الجنوبي.
كما تُظهر التحليلات أن التحديثات المستمرة للطائرات "القديمة" مثل بي-52 - بدلًا من إخراجها من الخدمة - قد تعيد تشكيل حسابات الردع الإستراتيجي، حيث تتحول المنصات التقليدية إلى أسلحة هجينة تجمع بين القوة النووية والتقنيات الحديثة، مما يفرض على الخصوم استثمارات أكبر في تحديث دفاعاتهم.
واشتهرت "بي-52" بدورها المحوري في عملية عاصفة الصحراء عام 1991 ضد العراق، وفقًا لموقع "القوات الجوية الأمريكية"، وهي تتبع لسرب القنابل الثالث والعشرين.
ووفقا لموقع شركة "بوينغ" المُنتجة لـ"بي-52"، فإنها صممت كقاذفة نووية عابرة للقارات، وبفضل قدرتها العالية على أداء المهام، وحمولتها الكبيرة، ومداها البعيد، وقدرتها على استخدام الأسلحة النووية والتقليدية الدقيقة بعيدة المدى، تُواصل "بي-52" دورها المحوري في استراتيجية الأمن القومي الأمريكية.
تصميم "بي-52"
طول الجناحين: 185 قدمًا (56.4 مترً).
الطول: 159 قدمًا و4 بوصات (48.5 مترًا).
الارتفاع: 40 قدمًا و8 بوصات (12.4 مترًا).
الوزن: حوالي 185000 رطل (83250 كجم).
أقصى وزن للإقلاع: 488,000 رطل (219,600 كجم).
الطاقم: 5 أشخاص (قائد طائرة، طيار، ملاح رادار، ملاح وضابط حرب إلكترونية).
تتضمن معدات هبوط خاصة لتتوافق مع المدرج.
المدفع يوجد في مقدمة الطائرة.
المواصفات الفنية
الوظيفة الأساسية: قاذفة ثقيلة.
الطاقة: 8 محركات توربوفان من طراز Pratt & Whitney TF33-P-3/103.
الدفع: كل محرك يصل وزنه إلى 17000 رطل.
سعة الوقود: 312,197 رطلا.
الحمولة: 70,000 رطل (31,500 كجم).
السرعة: 650 ميلاً في الساعة (ماخ 0.86).
التسليح: ذخائر متنوعة تزن حوالي 70,000 رطل (31,500 كجم) - قنابل، وأسلحة ذكية، وألغام، وصواريخ، وتم تعديلها لحمل صواريخ كروز تُطلق جواً.
المهام
قاذفة قنابل بعيدة المدى.
قادرة على حمل أسلحة نووية وأسلحة دقيقة التوجيه.
القيام بمهام مراقبة بحرية واسعة النطاق.
تنفيذ عمليات الدعم والمنع الجوي.
تنفيذ هجمات مضادة جوية وبحرية.
aXA6IDM4LjIyNS41LjQ5IA==
جزيرة ام اند امز
SE

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«بي-52».. القاذفة النووية العملاقة أكبر تهديد أمريكي للصين
«بي-52».. القاذفة النووية العملاقة أكبر تهديد أمريكي للصين

العين الإخبارية

timeمنذ 2 أيام

  • العين الإخبارية

«بي-52».. القاذفة النووية العملاقة أكبر تهديد أمريكي للصين

يصنف باحثون عسكريون صينيون قاذفة القنابل الأمريكية "بي-52 ستراتوفورتريس"، التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، كأحد أكبر التهديدات لبلدهم. ويرى الباحثون الصينيون أن تلك القاذفة تمثل تهديدا أكبر من القاذفة الحديثة "بي-2 سبريت" ومقاتلة "إف-35". وجاء هذا الاستنتاج في دراسة نُشرت بمجلة "تقنيات الدفاع الحديثة" الصينية، أعدها فريق بحثي بقيادة وانغ بينغتشي من أكاديمية الإنذار المبكر التابعة للقوات الجوية الصينية، استنادا إلى محاكاة عسكرية لسيناريوهات هجومية محتملة تستهدف الأساطيل البحرية الصينية أو المنشآت الحيوية في عمق الأراضي الصينية، وفقا لمجلة "ناشيونال إنترست". ووفقًا للدراسة، تتفوق بي-52 - رغم قدمها - في ثلاث نواحٍ استراتيجية هي القدرة على حمل ذخائر نووية تكتيكية بكميات كبيرة، والمدى التشغيلي الذي يتجاوز 14000 كم دون التزود بالوقود، والتحديثات الإلكترونية التي جعلتها منصة متعددة المهام. وأظهرت المحاكاة أن هذه القاذفة تشكل الخطر الأكبر خلال جميع مراحل المواجهة، بدءًا من الانتشار مرورًا بمرحلة الاختراق الجوي ووصولًا إلى الهجوم الفعلي. ويعود ذلك جزئيًا إلى قدرتها على إطلاق قنابل بي61-12 النووية التكتيكية، التي تتمتع بتأثيرات تدميرية متعددة: موجات صدمة قادرة على تدمير منشآت تحت الأرض، وإشعاعات تُعطّل الأجهزة الإلكترونية، وتلوث بيئي طويل الأمد. اللافت أن الدراسة قللت من التهديد المحتمل للطائرات الشبحية مثل بي-2 سبريت ومقاتلة إف-35، رغم تقنيات التخفي المتقدمة التي تتمتع بها. وبرر الباحثون ذلك بأن التحديثات المستمرة لأنظمة بي-52 - التي تشمل مجسات رادارية متطورة ومحركات أكثر كفاءة، جعلتها قادرة على تنفيذ مهام "اختراق الدفاعات" بفعالية، خاصةً عند دعمها بأسطول إلكتروني للحرب الإلكترونية. كما أن العدد الكبير من طائرات بي-52 العاملة (76 طائرة) مقارنةً بأسطول بي-2 المحدود (19 طائرة فقط) يعزز قدرتها على تنفيذ هجمات متزامنة على أهداف متعددة، وهو ما يزيد الضغط على أنظمة الدفاع الجوي الصينية. من جهة أخرى، أشارت الدراسة إلى مفارقة مثيرة للاهتمام: فبينما أعلنت الإدارة الوطنية للأمن النووي الأمريكية (NNSA) سابقًا أن بي-52 لم تعد قادرة على حمل القنابل النووية "ذات الجاذبية" (التي تسقط بالوزن دون دفع صاروخي)، إلا أن تكهنات تشير إلى إمكانية إعادة تأهيل ما يصل إلى 30 طائرة منها لهذا الغرض. وهذا يعيد للأذهان تاريخ بي-52 كلاعب رئيسي في الاستراتيجية النووية الأمريكية خلال الحرب الباردة، عندما كانت قادرة على حمل صواريخ إيه جي إم-86 النووية ذات المدى البعيد. في المقابل، ركزت الدراسة على الثغرات الدفاعية الصينية، حيث دعا الباحثون إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر عبر إطلاق أقمار صناعية جديدة قادرة على تتبع الأجسام الجوية منخفضة الارتفاع، وزيادة كثافة شبكات الرادارات البرية، وتطوير أنظمة اعتراضية سريعة الاستجابة. كما حذروا من أن التهديد النووي التكتيكي – وإن بدأ بضربات محدودة – قد يُستخدم لتدمير ما يُعرف بمناطق A2/AD (منع الوصول/التحكم في المنطقة) التي أنشأتها الصين حول بحر الصين الجنوبي، والتي تعتمد على صواريخ باليستية ومنصات رادارية متقدمة لردع القوات الأمريكية. وعلى الرغم من تبني الصين سياسة "عدم الاستخدام الأول" للأسلحة النووية، إلا أن هذه الدراسة تؤكد أن بكين تأخذ على محمل الجد احتمال تعرضها لضربة استباقية، خاصةً مع تصاعد التوترات حول تايوان وبحر الصين الجنوبي. كما تُظهر التحليلات أن التحديثات المستمرة للطائرات "القديمة" مثل بي-52 - بدلًا من إخراجها من الخدمة - قد تعيد تشكيل حسابات الردع الإستراتيجي، حيث تتحول المنصات التقليدية إلى أسلحة هجينة تجمع بين القوة النووية والتقنيات الحديثة، مما يفرض على الخصوم استثمارات أكبر في تحديث دفاعاتهم. واشتهرت "بي-52" بدورها المحوري في عملية عاصفة الصحراء عام 1991 ضد العراق، وفقًا لموقع "القوات الجوية الأمريكية"، وهي تتبع لسرب القنابل الثالث والعشرين. ووفقا لموقع شركة "بوينغ" المُنتجة لـ"بي-52"، فإنها صممت كقاذفة نووية عابرة للقارات، وبفضل قدرتها العالية على أداء المهام، وحمولتها الكبيرة، ومداها البعيد، وقدرتها على استخدام الأسلحة النووية والتقليدية الدقيقة بعيدة المدى، تُواصل "بي-52" دورها المحوري في استراتيجية الأمن القومي الأمريكية. تصميم "بي-52" طول الجناحين: 185 قدمًا (56.4 مترً). الطول: 159 قدمًا و4 بوصات (48.5 مترًا). الارتفاع: 40 قدمًا و8 بوصات (12.4 مترًا). الوزن: حوالي 185000 رطل (83250 كجم). أقصى وزن للإقلاع: 488,000 رطل (219,600 كجم). الطاقم: 5 أشخاص (قائد طائرة، طيار، ملاح رادار، ملاح وضابط حرب إلكترونية). تتضمن معدات هبوط خاصة لتتوافق مع المدرج. المدفع يوجد في مقدمة الطائرة. المواصفات الفنية الوظيفة الأساسية: قاذفة ثقيلة. الطاقة: 8 محركات توربوفان من طراز Pratt & Whitney TF33-P-3/103. الدفع: كل محرك يصل وزنه إلى 17000 رطل. سعة الوقود: 312,197 رطلا. الحمولة: 70,000 رطل (31,500 كجم). السرعة: 650 ميلاً في الساعة (ماخ 0.86). التسليح: ذخائر متنوعة تزن حوالي 70,000 رطل (31,500 كجم) - قنابل، وأسلحة ذكية، وألغام، وصواريخ، وتم تعديلها لحمل صواريخ كروز تُطلق جواً. المهام قاذفة قنابل بعيدة المدى. قادرة على حمل أسلحة نووية وأسلحة دقيقة التوجيه. القيام بمهام مراقبة بحرية واسعة النطاق. تنفيذ عمليات الدعم والمنع الجوي. تنفيذ هجمات مضادة جوية وبحرية. aXA6IDM4LjIyNS41LjQ5IA== جزيرة ام اند امز SE

مدفع «غوستاف» النازي.. سلاح مرعب يفوق الخيال ويكبل الواقع
مدفع «غوستاف» النازي.. سلاح مرعب يفوق الخيال ويكبل الواقع

العين الإخبارية

timeمنذ 3 أيام

  • العين الإخبارية

مدفع «غوستاف» النازي.. سلاح مرعب يفوق الخيال ويكبل الواقع

تم تحديثه الأحد 2025/5/25 02:34 م بتوقيت أبوظبي رغم الهالة التي أحاطت بالأسلحة الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، باعتبارها تجسيدًا للتفوق التكنولوجي النازي، إلا أن بعضها شكّل عبئًا على فاعلية العمليات العسكرية أكثر من كونه أداة حاسمة في ساحات القتال. ويُعد مدفع «شفيرر غوستاف» أبرز الأمثلة على هذا التناقض بين العظمة الهندسية والجدوى العسكرية. خلال الحرب العالمية الثانية، تميزت التكنولوجيا الألمانية بتفوق ملحوظ على ما استطاعت قوات الحلفاء تطويره في معظم فترات الحرب، مما عزز صورة النظام النازي كقوة شر متجسدة ومهيمنة، بحسب مجلة ناشيونال إنترست. ويُعد مدفع السكة الحديدية الثقيل "شفيرر غوستاف" مثالًا بارزًا على هذا التفوق التكنولوجي، حيث كان ابتكارًا يعكس هوس الرايخ الثالث بالقوة النارية الهائلة والتفوق العسكري، لكنه في الوقت ذاته كان من أكثر الإنجازات الهندسية العسكرية طموحًا ورعبًا في التاريخ، إذ جمع بين الحجم الهائل والقوة التدميرية غير المسبوقة. جرى تصميم مدفع غوستاف بواسطة شركة كروب الألمانية الشهيرة، التي كانت من أبرز شركات تصنيع الأسلحة في ألمانيا النازية. وكان الهدف من ابتكاره هو تدمير الأهداف شديدة التحصين والتي كانت تقف عقبة أمام التوسع العسكري الألماني، مثل خط ماجينو الفرنسي، الذي كان يشكل تحديًا كبيرًا للجيش الألماني بسبب تحصيناته القوية وسلسلة الدفاعات المعقدة التي بُنيت على الحدود الفرنسية الألمانية. بدأ تطوير المدفع عام 1937، وسُمّي باسم "غوستاف" تكريمًا لغوستاف كروب، رئيس الشركة الذي كان رمزًا للصناعة العسكرية الألمانية. وكان المدفع قادرًا على إطلاق قذائف ضخمة تزن حتى 7 أطنان لمسافات تصل إلى 47 كيلومترًا، مما يجعله سلاحًا ذا قدرة تدميرية غير مسبوقة، حيث كانت هذه القذائف مزودة برؤوس شديدة الانفجار قادرة على اختراق الخرسانة المسلحة والصلب، بالإضافة إلى قذائف خارقة للدروع مخصصة لتدمير المخابئ العميقة تحت الأرض. لكن، وبالرغم من هذه القوة الهائلة، كان استخدام مدفع غوستاف محدودًا جدًا بسبب وزنه الضخم الذي بلغ حوالي 1350 طنًا، وحجمه الذي تجاوز 47 مترًا في الارتفاع، بالإضافة إلى تعقيداته اللوجستية التي تطلبت حوالي 2000 جندي لتشغيله وصيانته، مما جعله سلاحًا صعب الاستخدام في الميدان. ونظرًا لحجمه ووزنه الكبيرين، كان مدفع غوستاف يُثبّت على عربة سكة حديد خاصة به، مما جعله غير قابل للنقل عبر الطرق التقليدية. كان المدفع بحاجة إلى النقل عبر السكك الحديدية، وكانت عملية تجميعه وتفكيكه تستغرق أسابيع بمساعدة الرافعات والمعدات الخاصة، كما كان يُرافق دائمًا ببطاريات مضادة للطائرات وقطارات دعم لنقل الذخائر والموارد، ما جعله كابوسًا لوجستيًا بكل معنى الكلمة. على الرغم من أن المدفع كان مخصصًا في الأصل لاختراق خط ماجينو، إلا أن اكتماله في عام 1941 جاء بعد أن كانت القوات الألمانية قد اجتاحت فرنسا عام 1940 متجاوزة الخط الدفاعي من خلال بلجيكا، مما جعل المدفع عديم الفائدة تقريبًا في ذلك الوقت. ومع ذلك، أُعيد استخدامه لاحقًا خلال حصار مدينة سيفاستوبول السوفيتية في عام 1942، حيث تم نشره لقصف التحصينات الشديدة التي كانت تحمي المدينة، مما أظهر بعضًا من قدراته التدميرية على الأرض، رغم محدودية تأثيره الاستراتيجي. على الرغم من الإنجاز الهندسي الكبير الذي مثله مدفع غوستاف، إلا أن المشروع كان إهدارًا ضخمًا للموارد، حيث استنزف موارد بشرية ومادية هائلة كان من الممكن توجيهها نحو أسلحة أكثر فاعلية وكفاءة في ميدان القتال. ويعكس هذا السلاح الطموح المبالغ فيه وغير العملي في بعض الأحيان الذي ميز بعض جوانب التكنولوجيا العسكرية النازية، والتي كانت تركز على إبهار العدو وإظهار القوة بطرق دراماتيكية، حتى لو لم تكن هذه الأسلحة عملية أو فعالة على أرض الواقع. ودفع المدفع حدود ما يمكن تحقيقه في تصميم المدفعية، لكنه في الوقت ذاته أظهر صعوبة تحويل التصاميم الطموحة إلى أدوات فعالة في ظروف الحرب الحقيقية، حيث كانت المرونة والسرعة في الحركة والتكتيكات العملية أكثر أهمية من الحجم والضخامة. يبقى مدفع "شفيرر غوستاف" تحفة تكنولوجية وقصة تحذيرية في آنٍ واحد، تقدم دروسًا قيمة حول التوازن بين الابتكار والجدوى العملية، وتُخلّد إرثًا في كتب التاريخ العسكري كشهادة على السعي البشري لتخطي حدود الممكن حتى في أصعب الظروف. aXA6IDEwMy4yMjUuNTMuMTIyIA== جزيرة ام اند امز AU

«دبليو إي-177».. القصة الكاملة للسلاح النووي الأخير في سماء بريطانيا
«دبليو إي-177».. القصة الكاملة للسلاح النووي الأخير في سماء بريطانيا

العين الإخبارية

time١٩-٠٥-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

«دبليو إي-177».. القصة الكاملة للسلاح النووي الأخير في سماء بريطانيا

تمثل قنبلة دبليو إي-177 إرثًا هامًا في تاريخ الأسلحة النووية البريطانية، كآخر سلاح نووي تكتيكي لسلاح الجو الملكي، وتُذكر كجزء من قصة الحرب الباردة التي شكلت حقبة حرجة في العلاقات الدولية والتوازن العسكري العالمي. وبحسب مجلة «ناشيونال إنترست»، تمتلك المملكة المتحدة ما يُقدّر بـ225 سلاحًا نوويًا، منها 120 متاحًا للاستخدام العملياتي، ولا يتم نشر سوى أربعين منها في وقت واحد. وتخضع هذه الترسانة النووية بالكامل لسيطرة البحرية الملكية البريطانية، وبشكل خاص غواصاتها الأربع من فئة "فانغارد"، والتي من المقرر استبدالها في ثلاثينيات هذا القرن بغواصات من طراز "دريدنوت". أما غواصات "أستيوت" التي تعمل بالطاقة النووية، فهي لا تحمل حاليًا أي رؤوس حربية نووية. هذا يُشكل تباينًا واضحا مع عن الترسانة النووية الأمريكية، حيث يخضع جزء من "الثالوث النووي" الأمريكي – وهو الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقنابل النووية المحمولة جواً – لسيطرة سلاح الجو الأمريكي. ومع ذلك، كان لسلاح الجو الملكي البريطاني في فترة ذروة الحرب الباردة نصيب من الأسلحة النووية التكتيكية، وكان آخر هذه الأسلحة هو القنبلة النووية دبليو إي-177 (WE-177). مواصفات دبليو إي-177 صُممت دبليو إي-177 لتحل محل أول قنبلة نووية تكتيكية بريطانية تُعرف باسم (الطائر الأحمر) Red Beard، والتي كانت تُحمل على قاذفات كانبيرا النفاثة إلى جانب عدد من طائرات البحرية الملكية الأخرى. وجرى تطوير السلاح ليخدم كلًا من سلاح الجو والبحرية، حيث كانت البحرية ترى فيه مكملًا لصواريخ بولاريس الباليستية التي تُطلق من الغواصات. بدأ البرنامج بنماذج خاملة لأغراض الاختبار، وهما WE-177A وWE-177B. ليتم بعدها بناء واختار 444 قنبلة من هذه النماذج وزعت في مواقع متفرقة داخل المملكة المتحدة. وكانت القنبلة الانشطارية WE-177B أول نسخة تدخل الخدمة، وكانت الأقوى، بقدرة تفجيرية تبلغ 450 كيلوطن. ودخلت هذه النسخة الخدمة في عام 1966، من جهته، حصل سلاح الجو الملكي البريطاني على نسخته المعززة من القنبلة، المعروفة باسم WE-177C. وفي المجمل، دخلت 272 قنبلة نووية من طراز WE 177 الخدمة بين سلاح الجو والبحرية الملكية. وأصبحت دبليو إي-177 في النهاية أغلى سلاح تم نشره من قبل سلاح الجو الملكي، حيث بلغت كلفة تطويره نحو 370 مليون جنيه إسترليني حسب قيمة عام 2021 أي ما يعادل حوالي 491 مليون دولار أمريكي بأسعار الصرف الحالية. لحسن الحظ، لم تُستخدم هذه الأسلحة بفضل انهيار الاتحاد السوفيتي. وهناك نسختان خاملتان من القنبلة WE-177A تم الاحتفاظ بهما لأغراض تاريخية aXA6IDgyLjI1LjIxNy44NCA= جزيرة ام اند امز GB

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store