logo
هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟

هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟

الأياممنذ يوم واحد
Getty Images
في 23 ديسمبر/كانون أول من عام 1994، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي للشعوب الأصلية، الذي يصادف 9 أغسطس/آب من كل عام، وهو التاريخ الذي اختير تخليداً لأول اجتماع لمجموعة الأمم المتحدة العاملة المعنية بالشعوب الأصلية، والذي عقد في جنيف عام 1982، وذلك بحسب ما ورد في موقع منظمة اليونسكو.
وفيما يتعلق بالمناسبات الخاصة المتعلقة بالسكان الأصليين، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1990 سنة 1993 عاماً دولياً للشعوب الأصلية، ولاحقاً، أعلنت الجمعية العامة عقدين دوليين للسكان الأصليين في العالم، حيث امتد العقد الأول من عام 1995 إلى عام 2005، وامتد العقد الثاني من عام 2005 إلى عام 2015، وأريد بهذين العقدين تعزيز التعاون الدولي لحل المشاكل التي يواجهها السكان الأصليون في مجالات مثل حقوق الإنسان، والبيئة، والتنمية، والتعليم، والصحة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما مثل عام 2022 بداية عقد جديد للسكان الأصليين للاحتفاء بلغات الشعوب الأصلية، وجاء ذلك عقب إعلان سنة 2019 بوصفها السنة الدولية للغات الشعوب الأصلية، ذلك أن هناك 7 آلاف لغة مستخدمة في أنحاء العالم، و40 بالمئة منها معرضة للخطر بصورة ما من الصور، ولغات السكان الأصليين تحديداً معرضة للخطر لأن العديد منها لا يُدرس في المدارس، ولا يُستخدم في المجال العام.
مصطلح "الشعوب الأصلية"
Getty Images
مسيرة بمناسبة اليوم الدولي للشعوب الأصلية في مكسيكو سيتي بالمكسيك
يفهم مصطلح "الشعوب الأصلية" في سياق اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 169 لعام 1989 بشأن الشعوب الأصلية والقبلية في البلدان المستقلة على النحو التالي: "الشعوب الأصلية في البلدان المستقلة هي التي تنحدر من سكان كانوا يقطنون البلاد، أو منطقة جغرافية تابعة لها، في وقت الغزو أو الاستعمار أو عند وضع حدود الدولة الحالية، وهذه الشعوب الأصلية تحتفظ، بغض النظر عن وضعها القانوني، ببعض أو كل مؤسساتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الخاصة بها".
أما "الشعوب القبلية في البلدان المستقلة"، فهي تلك التي تميزها أوضاعها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية عن غيرها من فئات المجتمع الوطني، والتي يُنظم وضعها كلياً أو جزئياً وفقاً لعاداتها أو تقاليدها أو بموجب قوانين أو لوائح خاصة.
ويعد النهج الأكثر فاعلية هو تحديد الشعوب الأصلية استناداً إلى المعيار الأساسي المتمثل في التعريف الذاتي كما ورد في عدد من وثائق حقوق الإنسان، بدلاً من محاولة وضع تعريف دقيق لها.
ولم يتم حتى الآن اعتماد تعريف رسمي للشعوب الأصلية من قبل أي هيئة تابعة للأمم المتحدة، ووفقاً للمنتدى الدائم المعني بقضايا الشعوب الأصلية في الأمم المتحدة، فقد تم تطوير فهم معاصر لهذا المصطلح يعتمد على ما يلي:
التعريف الذاتي كأفراد من الشعوب الأصلية، وقبول المجتمع لهم كأعضاء فيه.
الاستمرارية التاريخية مع المجتمعات السابقة للاستعمار أو الاستيطان.
الروابط الوثيقة بالأراضي والموارد الطبيعية المحيطة.
أنظمة اجتماعية واقتصادية وسياسية مميزة.
لغة وثقافة ومعتقدات مميزة.
تشكيل مجموعات غير مهيمنة في المجتمع.
العزم على الحفاظ على بيئاتهم وأنظمتهم الموروثة وإعادة إنتاجها كشعوب ومجتمعات متميزة.
ويعد مصطلح "الشعوب الأصلية" مصطلحاً عاماً، لكن في بعض الدول تستخدم مصطلحات بديلة مثل "الشعوب الأولى"، أو "الأمم الأولى"، أو "السكان الأصليين"، أو "الجماعات العرقية" وغيرها.
Getty Images
امرأة ترتدي زي السكان الأصليين خلال الاحتفال باليوم الدولي للشعوب الأصلية في بلدة إيزالكو في السلفادور
ويقول موقع الأمم المتحدة إن في العالم ما قدّر بـ 476 مليون شخص من الشعوب الأصلية، الذين تختلف ثقافاتهم وأديانهم وأنماط تنظيمهم الاجتماعي والاقتصادي اختلافاً بارزاً، ويعيش كثيرون منهم في أكثر من 90 بلداً تمتد من المناطق القطبية إلى الأمازون وأستراليا.
ورغم أنهم يشكلون أقل من 6 في المئة من سكان العالم، إلا أنهم يمثلون ما لا يقل عن 15 في المئة من أفقر السكان، وهم يتحدثون الغالبية العظمى من اللغات الـ 7 آلاف المعروفة في العالم، ويمثلون نحو 5 آلاف ثقافة مختلفة.
والشعوب الأصلية هم ورثة وممارسون لثقافات فريدة وطرق متميزة في التعامل مع الناس والبيئة، ولقد حافظوا على خصائص اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية تميزهم عن المجتمعات المهيمنة التي يعيشون ضمنها، وعلى الرغم من اختلافاتهم الثقافية، فإن الشعوب الأصلية حول العالم تتشارك في مشكلات شائعة تتعلق بحماية حقوقهم كشعوب متميزة.
وسعت الشعوب الأصلية لسنوات طويلة إلى الاعتراف بهوياتها، وأنماط حياته،ا وحقها في الأراضي التقليدية والمناطق والموارد الطبيعية، ومع ذلك، فقد تم انتهاك حقوقهم عبر التاريخ.
ومن أبرز الشعوب الأصلية في العالم، شعوب الأمازون في أمريكا الجنوبية، والماوري في نيوزيلندا، والأبوريجين في أستراليا، والتبو والطوارق والأمازيغ في شمال أفريقيا وكل من هذه الشعوب له تاريخ طويل من النضال من أجل الحفاظ على لغته وثقافته وأرضه.
الذكاء الاصطناعي
Getty Images
أفراد من مجتمع الماساي يؤدون عرضًا للرقص التقليدي خلال اليوم الدولي للشعوب الأصلية في مخيم سيكيناني في ماساي مارا بكينيا
تتغير المواضيع السنوية التي يتم الاحتفال بها خلال اليوم العالمي للشعوب الأصلية، ففي عام 2023، كان الموضوع هو "الشعوب الأصلية والصحة"، بينما ركز عام 2024 على "تمكين الشباب من الشعوب الأصلية كعوامل للتغيير الذاتي والمجتمعي"، أما موضوع عام 2025 فهو "الشعوب الأصلية والذكاء الاصطناعي: الدفاع عن الحقوق، وتشكيل المستقبل".
وهذا الموضوع يبرز الفرص والمخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي للشعوب الأصلية، مسلطًا الضوء على أهمية مشاركتهم الفعّالة لضمان تطوير هذه التقنية بطريقة عادلة وشاملة، تحمي حقوقهم وتعزز سيادتهم الثقافية.
ويشهد العالم تحولات متسارعة بفعل الذكاء الاصطناعي، وهو ما يشكل في آنٍ واحد فرصة وتحدياً للشعوب الأصلية، فعلى الرغم مما يتيحه ذلك من سبل لإحياء التراث الثقافي، وتمكين الشباب، إلا أن هذه التحولات كثيراً ما تُرسخ الصور النمطية، والإقصاء، وتحريف صورة الشعوب الأصلية.
فمعظم نماذج الذكاء الاصطناعي تُصمم من دون إشراك الشعوب الأصلية، مما يهدد بإساءة استخدام بياناتها، ويُضاف إلى ذلك خطر بناء مراكز بيانات ضخمة في مواطنها، وما يترتب عليه من آثار على أراضيها ومواردها الطبيعية ونظمها البيئية، وتُعد هذه المسألة إشكالاً مستجداً يتضافر مع العراقيل القائمة في سبل الوصول إلى التقنية، ولا سيما في المناطق الريفية، مما يقلص قدرة الشعوب الأصلية على المشاركة في العمليات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
ولكي يحقق الذكاء الاصطناعي كامل إمكاناته، لا بد من الاعتراف بالشعوب الأصلية بوصفها صاحبة حقوق وشريكة في الإبداع وصنع القرار، فالإدماج الحقيقي، والسيادة على البيانات، والابتكار المتجذر ثقافياً، تمثل ركائز تتيح للذكاء الاصطناعي أن ينهض بتمكين المجتمعات الأصلية من دون أن يقصي أحداً.
تحديات
Getty Images
نساء من السكان الأصليين في نيبال في زيهن التقليدي أثناء مشاركتهن في مسيرة للاحتفال باليوم العالمي للسكان الأصليين في كتماندو بنيبال
تقول منظمة العفو الدولية إنه يوجد أكثر من 5 آلاف شعب من الشعوب الأصلية المختلفة حول العالم، الذين يواجهون الطرد من أراضي أجدادهم التي سكنوها منذ أجيال، فضلاً عن تقييد الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والسكن، كما يتعرض المدافعون عن حقوق الإنسان للسكان الأصليين للترهيب، والهجوم، بل والقتل أحياناً، بدعم من الدولة في كثير من الأحيان.
وتضيف العفو الدولية أن السكان الأصليين أكثر عرضة للعيش في فقر مدقع، وهم يعانون من معدلات أعلى من عدم امتلاك الأراضي وسوء التغذية والنزوح الداخلي مقارنة بالفئات الأخرى، وغالباً ما يحتل السكان الأصليون المرتبة الأولى في الأعداد بين نزلاء السجون، وفي ما يخص الأمية والبطالة، في حين أن متوسط العمر المتوقع لأفراد الشعوب الأصلية أقل بما يصل إلى 20 عاماً مقارنةً بالسكان غير الأصليين.
وهكذا، تعتبر الشعوب الأصلية اليوم من بين أكثر الفئات حرماناً وتعرضاً للمخاطر في العالم، وقد أصبح المجتمع الدولي يقرّ الآن بأن هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير خاصة لحماية حقوقهم، والحفاظ على ثقافاتهم المميزة وأنماط حياتهم الخاصة.
وفي هذا الإطار، أعلنت الأمم المتحدة عام 1993 عاماً دولياً للشعوب الأصلية، ومن ثم اعتمدت إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية في عام 2007، والذي مثّل إنجازاً تاريخياً يقر بحق الشعوب الأصلية في تقرير المصير، والحفاظ على أراضيها، وممارسة ثقافتها، والتحدث بلغتها، وتمثيل نفسها سياسياً.
وشارك منظمات دولية كبرى في إحياء هذا اليوم، مثل اليونسكو، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ومنظمة العمل الدولية، وكلها تعمل على تطوير برامج خاصة بدعم الشعوب الأصلية في مجالات الصحة والتعليم والزراعة وحماية الحقوق الثقافية.
على سبيل المثال، تشير منظمة الفاو إلى أن الشعوب الأصلية تمثل حماة مهمين للغابات والنظم البيئية الهشة، حيث تدير مجتمعاتهم أكثر من 28 بالمئة من سطح الأرض، ويُعتبر أسلوب حياتهم أكثر استدامة بيئياً مقارنة بالمجتمعات الصناعية.
أما منظمة الصحة العالمية، فقد ركزت على الفجوة الصحية الهائلة التي تعاني منها هذه الشعوب، فغالباً ما تكون معدلات الوفيات، والأمراض المزمنة، والانتحار، وسوء التغذية، أعلى بكثير بين السكان الأصليين مقارنة بغيرهم، وذلك نتيجة الفقر، والتمييز، ونقص الوصول إلى الخدمات الأساسية.
Getty Images
امرأتان من السكان الأصليين من شعب غواراني في البرازيل يزرعن الذرة في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل
ومن الناحية القانونية، تعمل العديد من الدول على إدماج حقوق الشعوب الأصلية في دساتيرها وتشريعاتها، إلا أن التطبيق العملي لهذه الحقوق لا يزال بطيئاً، حيث تواجه الشعوب الأصلية في كثير من الدول قيوداً على حرية التعبير، أو تواجه تهديدات إذا طالبت بحقوقها في الأراضي أو الموارد.
وتلعب وسائل الإعلام دوراً كبيراً في إظهار قضايا الشعوب الأصلية، سواء من خلال إنتاج الأفلام الوثائقية، أو دعم الصحافة المجتمعية، أو تسليط الضوء على القادة والناشطين الذين يمثلون هذه المجتمعات، وقد ساهمت هذه التغطيات في كشف الانتهاكات البيئية أو القمع الأمني الذي يطال السكان الأصليين في بعض الدول.
وعلى الصعيد الأكاديمي، تنشط الجامعات ومراكز الأبحاث في دراسة اللغات الأصلية، والأنماط الاجتماعية، والنظم الزراعية التقليدية، بل ويعاد اليوم تقييم قيمة المعرفة الأصلية بوصفها مكملة للعلم الحديث في مجالات الطب والزراعة والاستدامة.
ومن الجدير بالذكر أن الاعتراف بالشعوب الأصلية لا يعني فقط تقديم الدعم الاقتصادي، بل يتطلب الاعتراف بهويتهم التاريخية، واحترام سيادتهم الثقافية، وحقهم في المشاركة في اتخاذ القرار، وإشراكهم في خطط التنمية، وليس فقط إدماجهم كمجرد "أقليات".
وهكذا، يمثل اليوم العالمي للشعوب الأصلية تذكيراً سنوياً بالمسؤولية الجماعية تجاه حماية المجتمعات الأصلية وحقوقها، فدعم هذه الشعوب لا يعزز فقط العدالة التاريخية، بل يسهم في الحفاظ على التنوع الثقافي والبيئي والإنساني لكوكب الأرض.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تصعيد إسرائيلي دموي في غزة يحصد عشرات الأرواح ويعمق المجاعة ومجلس الأمن يعقد جلسة عاجلة وسط غضب دولي من خطط إحتلال القطاع
تصعيد إسرائيلي دموي في غزة يحصد عشرات الأرواح ويعمق المجاعة ومجلس الأمن يعقد جلسة عاجلة وسط غضب دولي من خطط إحتلال القطاع

المغرب اليوم

timeمنذ 9 ساعات

  • المغرب اليوم

تصعيد إسرائيلي دموي في غزة يحصد عشرات الأرواح ويعمق المجاعة ومجلس الأمن يعقد جلسة عاجلة وسط غضب دولي من خطط إحتلال القطاع

أسفر القصف الإسرائيلي المتواصل على أنحاء متفرقة من قطاع غزة عن سقوط عشرات القتلى، فيما توفي 5 أشخاص آخرون جراء سوء التغذية.وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) في وقا سابق أن 17 فلسطينياً قتلوا بنيران وقصف الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجر اليوم، بينهم عدد من منتظري المساعدات. فيما قتل 10 آخرون في قصف على حي الشجاعية شرق مدينة غزة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 5 حالات جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأفادت الوزارة بارتفاع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 217 وفاة منهم 100 طفل. وأفادت «وفا» عن مصادر طبية، بمقتل 4 مواطنين في قصف طائرة مسيَّرة تابعة للجيش الإسرائيلي تجمعاً وسط خان يونس وسط قطاع غزة. وأضافت المصادر ذاتها أن شخصين قتلا وأُصيب آخرون، برصاص الجيش الإسرائيلي، في اتجاه منتظري المساعدات قرب محور نتساريم. كما قُتِل عدد من المواطنين وأُصيب آخرون من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال في جنوب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة. وأفادت الوكالة بأن طائرات الجيش الإسرائيلي المروحية من طراز «أباتشي» تطلق النار، شرق مدينة غزة. وأدت الحرب الإسرائيلية المدمرة إلى مقتل ما يزيد على 61 ألف قتيل، ونحو 153 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة عاجلة اليوم لمناقشة نوايا إسرائيل الخاصة بالسيطرة على مدينة غزة واحتلالها.وأثارت الخطة، التي صدق عليها المجلس الأمني الإسرائيلي أمس الأول الجمعة، غضبا عالميا. ووصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنها «تصعيد خطير» في الحرب المستمرة منذ 22 شهرا في قطاع غزة. ودعت الدول الأوروبية في مجلس الأمن- الدنمارك وفرنسا واليونان والمملكة المتحدة وسلوفانيا- لعقد جلسة عاجلة في نيويورك. ووفقا لموقع ♫سيكيورتي كاونسل ريبورت» الإخباري المستقبل، أيدت جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن المقترح ما عدا الولايات المتحدة.وخلال الجلسة، التي تبدأ العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (1400 بتوقيت غرينتش)، سوف تتبادل الدول الأعضاء الآراء، كما من المتوقع أن يحدد مقررو الأمم المتحدة التداعيات الممكنة للسيطرة على المدينة الرئيسية في غزة. 37 شهيداً بنيران إسرائيلية من منتظري المساعدات و فرصة إتفاق بشأن غزة قائمة

هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟
هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟

الأيام

timeمنذ يوم واحد

  • الأيام

هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟

Getty Images في 23 ديسمبر/كانون أول من عام 1994، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي للشعوب الأصلية، الذي يصادف 9 أغسطس/آب من كل عام، وهو التاريخ الذي اختير تخليداً لأول اجتماع لمجموعة الأمم المتحدة العاملة المعنية بالشعوب الأصلية، والذي عقد في جنيف عام 1982، وذلك بحسب ما ورد في موقع منظمة اليونسكو. وفيما يتعلق بالمناسبات الخاصة المتعلقة بالسكان الأصليين، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1990 سنة 1993 عاماً دولياً للشعوب الأصلية، ولاحقاً، أعلنت الجمعية العامة عقدين دوليين للسكان الأصليين في العالم، حيث امتد العقد الأول من عام 1995 إلى عام 2005، وامتد العقد الثاني من عام 2005 إلى عام 2015، وأريد بهذين العقدين تعزيز التعاون الدولي لحل المشاكل التي يواجهها السكان الأصليون في مجالات مثل حقوق الإنسان، والبيئة، والتنمية، والتعليم، والصحة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما مثل عام 2022 بداية عقد جديد للسكان الأصليين للاحتفاء بلغات الشعوب الأصلية، وجاء ذلك عقب إعلان سنة 2019 بوصفها السنة الدولية للغات الشعوب الأصلية، ذلك أن هناك 7 آلاف لغة مستخدمة في أنحاء العالم، و40 بالمئة منها معرضة للخطر بصورة ما من الصور، ولغات السكان الأصليين تحديداً معرضة للخطر لأن العديد منها لا يُدرس في المدارس، ولا يُستخدم في المجال العام. مصطلح "الشعوب الأصلية" Getty Images مسيرة بمناسبة اليوم الدولي للشعوب الأصلية في مكسيكو سيتي بالمكسيك يفهم مصطلح "الشعوب الأصلية" في سياق اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 169 لعام 1989 بشأن الشعوب الأصلية والقبلية في البلدان المستقلة على النحو التالي: "الشعوب الأصلية في البلدان المستقلة هي التي تنحدر من سكان كانوا يقطنون البلاد، أو منطقة جغرافية تابعة لها، في وقت الغزو أو الاستعمار أو عند وضع حدود الدولة الحالية، وهذه الشعوب الأصلية تحتفظ، بغض النظر عن وضعها القانوني، ببعض أو كل مؤسساتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الخاصة بها". أما "الشعوب القبلية في البلدان المستقلة"، فهي تلك التي تميزها أوضاعها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية عن غيرها من فئات المجتمع الوطني، والتي يُنظم وضعها كلياً أو جزئياً وفقاً لعاداتها أو تقاليدها أو بموجب قوانين أو لوائح خاصة. ويعد النهج الأكثر فاعلية هو تحديد الشعوب الأصلية استناداً إلى المعيار الأساسي المتمثل في التعريف الذاتي كما ورد في عدد من وثائق حقوق الإنسان، بدلاً من محاولة وضع تعريف دقيق لها. ولم يتم حتى الآن اعتماد تعريف رسمي للشعوب الأصلية من قبل أي هيئة تابعة للأمم المتحدة، ووفقاً للمنتدى الدائم المعني بقضايا الشعوب الأصلية في الأمم المتحدة، فقد تم تطوير فهم معاصر لهذا المصطلح يعتمد على ما يلي: التعريف الذاتي كأفراد من الشعوب الأصلية، وقبول المجتمع لهم كأعضاء فيه. الاستمرارية التاريخية مع المجتمعات السابقة للاستعمار أو الاستيطان. الروابط الوثيقة بالأراضي والموارد الطبيعية المحيطة. أنظمة اجتماعية واقتصادية وسياسية مميزة. لغة وثقافة ومعتقدات مميزة. تشكيل مجموعات غير مهيمنة في المجتمع. العزم على الحفاظ على بيئاتهم وأنظمتهم الموروثة وإعادة إنتاجها كشعوب ومجتمعات متميزة. ويعد مصطلح "الشعوب الأصلية" مصطلحاً عاماً، لكن في بعض الدول تستخدم مصطلحات بديلة مثل "الشعوب الأولى"، أو "الأمم الأولى"، أو "السكان الأصليين"، أو "الجماعات العرقية" وغيرها. Getty Images امرأة ترتدي زي السكان الأصليين خلال الاحتفال باليوم الدولي للشعوب الأصلية في بلدة إيزالكو في السلفادور ويقول موقع الأمم المتحدة إن في العالم ما قدّر بـ 476 مليون شخص من الشعوب الأصلية، الذين تختلف ثقافاتهم وأديانهم وأنماط تنظيمهم الاجتماعي والاقتصادي اختلافاً بارزاً، ويعيش كثيرون منهم في أكثر من 90 بلداً تمتد من المناطق القطبية إلى الأمازون وأستراليا. ورغم أنهم يشكلون أقل من 6 في المئة من سكان العالم، إلا أنهم يمثلون ما لا يقل عن 15 في المئة من أفقر السكان، وهم يتحدثون الغالبية العظمى من اللغات الـ 7 آلاف المعروفة في العالم، ويمثلون نحو 5 آلاف ثقافة مختلفة. والشعوب الأصلية هم ورثة وممارسون لثقافات فريدة وطرق متميزة في التعامل مع الناس والبيئة، ولقد حافظوا على خصائص اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية تميزهم عن المجتمعات المهيمنة التي يعيشون ضمنها، وعلى الرغم من اختلافاتهم الثقافية، فإن الشعوب الأصلية حول العالم تتشارك في مشكلات شائعة تتعلق بحماية حقوقهم كشعوب متميزة. وسعت الشعوب الأصلية لسنوات طويلة إلى الاعتراف بهوياتها، وأنماط حياته،ا وحقها في الأراضي التقليدية والمناطق والموارد الطبيعية، ومع ذلك، فقد تم انتهاك حقوقهم عبر التاريخ. ومن أبرز الشعوب الأصلية في العالم، شعوب الأمازون في أمريكا الجنوبية، والماوري في نيوزيلندا، والأبوريجين في أستراليا، والتبو والطوارق والأمازيغ في شمال أفريقيا وكل من هذه الشعوب له تاريخ طويل من النضال من أجل الحفاظ على لغته وثقافته وأرضه. الذكاء الاصطناعي Getty Images أفراد من مجتمع الماساي يؤدون عرضًا للرقص التقليدي خلال اليوم الدولي للشعوب الأصلية في مخيم سيكيناني في ماساي مارا بكينيا تتغير المواضيع السنوية التي يتم الاحتفال بها خلال اليوم العالمي للشعوب الأصلية، ففي عام 2023، كان الموضوع هو "الشعوب الأصلية والصحة"، بينما ركز عام 2024 على "تمكين الشباب من الشعوب الأصلية كعوامل للتغيير الذاتي والمجتمعي"، أما موضوع عام 2025 فهو "الشعوب الأصلية والذكاء الاصطناعي: الدفاع عن الحقوق، وتشكيل المستقبل". وهذا الموضوع يبرز الفرص والمخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي للشعوب الأصلية، مسلطًا الضوء على أهمية مشاركتهم الفعّالة لضمان تطوير هذه التقنية بطريقة عادلة وشاملة، تحمي حقوقهم وتعزز سيادتهم الثقافية. ويشهد العالم تحولات متسارعة بفعل الذكاء الاصطناعي، وهو ما يشكل في آنٍ واحد فرصة وتحدياً للشعوب الأصلية، فعلى الرغم مما يتيحه ذلك من سبل لإحياء التراث الثقافي، وتمكين الشباب، إلا أن هذه التحولات كثيراً ما تُرسخ الصور النمطية، والإقصاء، وتحريف صورة الشعوب الأصلية. فمعظم نماذج الذكاء الاصطناعي تُصمم من دون إشراك الشعوب الأصلية، مما يهدد بإساءة استخدام بياناتها، ويُضاف إلى ذلك خطر بناء مراكز بيانات ضخمة في مواطنها، وما يترتب عليه من آثار على أراضيها ومواردها الطبيعية ونظمها البيئية، وتُعد هذه المسألة إشكالاً مستجداً يتضافر مع العراقيل القائمة في سبل الوصول إلى التقنية، ولا سيما في المناطق الريفية، مما يقلص قدرة الشعوب الأصلية على المشاركة في العمليات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. ولكي يحقق الذكاء الاصطناعي كامل إمكاناته، لا بد من الاعتراف بالشعوب الأصلية بوصفها صاحبة حقوق وشريكة في الإبداع وصنع القرار، فالإدماج الحقيقي، والسيادة على البيانات، والابتكار المتجذر ثقافياً، تمثل ركائز تتيح للذكاء الاصطناعي أن ينهض بتمكين المجتمعات الأصلية من دون أن يقصي أحداً. تحديات Getty Images نساء من السكان الأصليين في نيبال في زيهن التقليدي أثناء مشاركتهن في مسيرة للاحتفال باليوم العالمي للسكان الأصليين في كتماندو بنيبال تقول منظمة العفو الدولية إنه يوجد أكثر من 5 آلاف شعب من الشعوب الأصلية المختلفة حول العالم، الذين يواجهون الطرد من أراضي أجدادهم التي سكنوها منذ أجيال، فضلاً عن تقييد الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والسكن، كما يتعرض المدافعون عن حقوق الإنسان للسكان الأصليين للترهيب، والهجوم، بل والقتل أحياناً، بدعم من الدولة في كثير من الأحيان. وتضيف العفو الدولية أن السكان الأصليين أكثر عرضة للعيش في فقر مدقع، وهم يعانون من معدلات أعلى من عدم امتلاك الأراضي وسوء التغذية والنزوح الداخلي مقارنة بالفئات الأخرى، وغالباً ما يحتل السكان الأصليون المرتبة الأولى في الأعداد بين نزلاء السجون، وفي ما يخص الأمية والبطالة، في حين أن متوسط العمر المتوقع لأفراد الشعوب الأصلية أقل بما يصل إلى 20 عاماً مقارنةً بالسكان غير الأصليين. وهكذا، تعتبر الشعوب الأصلية اليوم من بين أكثر الفئات حرماناً وتعرضاً للمخاطر في العالم، وقد أصبح المجتمع الدولي يقرّ الآن بأن هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير خاصة لحماية حقوقهم، والحفاظ على ثقافاتهم المميزة وأنماط حياتهم الخاصة. وفي هذا الإطار، أعلنت الأمم المتحدة عام 1993 عاماً دولياً للشعوب الأصلية، ومن ثم اعتمدت إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية في عام 2007، والذي مثّل إنجازاً تاريخياً يقر بحق الشعوب الأصلية في تقرير المصير، والحفاظ على أراضيها، وممارسة ثقافتها، والتحدث بلغتها، وتمثيل نفسها سياسياً. وشارك منظمات دولية كبرى في إحياء هذا اليوم، مثل اليونسكو، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ومنظمة العمل الدولية، وكلها تعمل على تطوير برامج خاصة بدعم الشعوب الأصلية في مجالات الصحة والتعليم والزراعة وحماية الحقوق الثقافية. على سبيل المثال، تشير منظمة الفاو إلى أن الشعوب الأصلية تمثل حماة مهمين للغابات والنظم البيئية الهشة، حيث تدير مجتمعاتهم أكثر من 28 بالمئة من سطح الأرض، ويُعتبر أسلوب حياتهم أكثر استدامة بيئياً مقارنة بالمجتمعات الصناعية. أما منظمة الصحة العالمية، فقد ركزت على الفجوة الصحية الهائلة التي تعاني منها هذه الشعوب، فغالباً ما تكون معدلات الوفيات، والأمراض المزمنة، والانتحار، وسوء التغذية، أعلى بكثير بين السكان الأصليين مقارنة بغيرهم، وذلك نتيجة الفقر، والتمييز، ونقص الوصول إلى الخدمات الأساسية. Getty Images امرأتان من السكان الأصليين من شعب غواراني في البرازيل يزرعن الذرة في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل ومن الناحية القانونية، تعمل العديد من الدول على إدماج حقوق الشعوب الأصلية في دساتيرها وتشريعاتها، إلا أن التطبيق العملي لهذه الحقوق لا يزال بطيئاً، حيث تواجه الشعوب الأصلية في كثير من الدول قيوداً على حرية التعبير، أو تواجه تهديدات إذا طالبت بحقوقها في الأراضي أو الموارد. وتلعب وسائل الإعلام دوراً كبيراً في إظهار قضايا الشعوب الأصلية، سواء من خلال إنتاج الأفلام الوثائقية، أو دعم الصحافة المجتمعية، أو تسليط الضوء على القادة والناشطين الذين يمثلون هذه المجتمعات، وقد ساهمت هذه التغطيات في كشف الانتهاكات البيئية أو القمع الأمني الذي يطال السكان الأصليين في بعض الدول. وعلى الصعيد الأكاديمي، تنشط الجامعات ومراكز الأبحاث في دراسة اللغات الأصلية، والأنماط الاجتماعية، والنظم الزراعية التقليدية، بل ويعاد اليوم تقييم قيمة المعرفة الأصلية بوصفها مكملة للعلم الحديث في مجالات الطب والزراعة والاستدامة. ومن الجدير بالذكر أن الاعتراف بالشعوب الأصلية لا يعني فقط تقديم الدعم الاقتصادي، بل يتطلب الاعتراف بهويتهم التاريخية، واحترام سيادتهم الثقافية، وحقهم في المشاركة في اتخاذ القرار، وإشراكهم في خطط التنمية، وليس فقط إدماجهم كمجرد "أقليات". وهكذا، يمثل اليوم العالمي للشعوب الأصلية تذكيراً سنوياً بالمسؤولية الجماعية تجاه حماية المجتمعات الأصلية وحقوقها، فدعم هذه الشعوب لا يعزز فقط العدالة التاريخية، بل يسهم في الحفاظ على التنوع الثقافي والبيئي والإنساني لكوكب الأرض.

بعد توقيعهما 'اتفاق سلام'، ما هي جذور الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في ناغورنو كاراباخ؟
بعد توقيعهما 'اتفاق سلام'، ما هي جذور الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في ناغورنو كاراباخ؟

الأيام

timeمنذ يوم واحد

  • الأيام

بعد توقيعهما 'اتفاق سلام'، ما هي جذور الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في ناغورنو كاراباخ؟

EPA سلطات ناغورنو كاراباخ استسلمت لأذربيجان بعد يوم من القتال العنيف تعهّدت أرمينيا وأذربيجان، أمس الجمعة، في واشنطن وضع حد 'نهائي' لنزاع دائر بينهما منذ عقود بشأن إقليم ناغورنو كاراباخ ، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. و استضاف ترامب قمة جمعت رئيس أذربيجان إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، اللذين اعتبرا أن وساطة ترامب 'تستحق منحه جائزة نوبل للسلام'. وقال ترامب 'تلتزم أرمينيا وأذربيجان وقفاً نهائياً للقتال'، وكذلك التعاون التجاري، وفتح مجال السفر، وإقامة 'علاقات دبلوماسية والاحترام المتبادل لسيادة وسلامة أراضيهما'. ويحظى إقليم ناغورنو كاراباخ باعتراف دولي باعتباره جزءاً من أذربيجان، لكن مناطق واسعة منه كانت تخضع لسيطرة السكان من العرقية الأرمنية طوال ثلاثة عقود. وهو في قلب واحد من أطول الصراعات في العالم. أين يقع إقليم ناغورنو كاراباخ؟ يقع الإقليم في منطقة جنوب القوقاز الجبلية بين البحرين الأسود وقزوين. وقد خاضت أذربيجان وأرمينيا حرباً دموية من أجل السيطرة على ناغورنو كاراباخ في أواخر ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن الماضي، وكان السبب في اندلاع المزيد من العنف في السنوات اللاحقة. Getty Images مواطنون من أذربيجان يضعون أكاليل الزهور على قبور من قضوا في حرب ناغورنو كاراباخ الثانية في الذكرى السنوية الثالثة لاندلاعها وآخر تصعيد كبير في الصراع حدث في 2020 عندما أشارت التقارير إلى مقتل آلاف الأشخاص خلال ستة أسابيع من القتال العنيف. وأدى نشر قوات روسية لحفظ السلام إلى توقف القتال في حينه، لكن التوترات كانت تتصاعد طوال أشهر قبيل العملية العسكرية الأخيرة. ما الذي أدى إلى اندلاع الموجة الأخيرة؟ كانت المخاوف من اندلاع موجة عنف جديدة قد زادت عندما ضربت أذربيجان حصاراً فعالاً على طريق حيوي يؤدي إلى الإقليم في ديسمبر/كانون الأول 2022. ويعتبر ممر لاتشين الطريق الوحيد الذي يربط جمهورية أرمينيا بإقليم ناغورنو كاراباخ. وهو شريان أساسي للإمدادات، وقد أفاد سكان المنطقة بحدوث نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية والأدوية الطبية خلال الحصار. واتهمت أذربيجان أرمينيا باستخدام الطريق في إدخال إمدادات عسكرية، الأمر الذي نفته أرمينيا. وقالت باكو إنها قدمت مواد غذائية ومساعدات عدة مرات عبر طريق آخر لكن الأرمن في ناغورنو كاراباخ رفضوها. واعتمد الحفاظ على إمكانية الدخول عبر ممر لاتشين وطريق آخر هو طريق أغدام من أذربيجان بشدة على وجود قوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في المنطقة منذ 2020. لكن اهتمام موسكو ومواردها العسكرية جرى تحويلها بفعل غزوها لأوكرانيا. واتهم رئيس الوزراء الأرميني روسيا بـ 'مغادرة المنطقة بطريقة عفوية'. وقالت سلطات الإقليم إن 200 شخص على الأقل لقوا مصرعهم في القتال، بينما قالت أذربيجان إن 192 من جنودها قتلوا. لماذا يفر الناس من الإقليم؟ أعلنت أذربيجان والأرمن في ناغورنو كاراباخ عن وقف لإطلاق النار، توسطت فيه روسيا، في 20 سبتمبر/أيلول، وأنهى قتالاً استمر 24 ساعة. ونص الاتفاق على أن القوات المحلية الأرمينية ستُحل وسيُنزع سلاحها بالكامل. ومنذ توقيع الاتفاق، شرعت أذربيجان وسلطات كاراباخ في محادثات حول دمج الإقليم في أذربيجان. لكن الزعيم الانفصالي في المنطقة، سامفيل شهرامنيان، وقع أيضاً على أمر يحل بموجبه كافة مؤسسات الإقليم اعتباراً من العام المقبل، وهو ما ينهي فعلياً كفاح المنطقة من أجل الاستقلال. وقال شهرامنيان إن قرار الحل 'استند إلى أولوية ضمان الأمن الجسدي والمصالح الحيوية للشعب'، في إشارة إلى اتفاق أذربيجان على أن 'السفر الحر والطوعي دون إعاقة مضمون للسكان'. Reuters عشرات الآلاف من السكان فروا منذ استسلام ناغورنو كاراباخ وقالت أرمينيا إن أكثر من نصف سكان الإقليم من الأرمن الذين يقدر عددهم بـ 120,000 فروا من المنطقة خلال الأسبوع الذي تلا توقيع وقف إطلاق النار، بدافع من خوفهم من عدم وجود مستقبل لهم في ناغورنو كاراباخ. وكان ممر لاتشين مكتظاً بمئات الحافلات والسيارات التي تحمل أناساً يحاولون المغادرة. وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان إنه يتوقع ألّا يبقى أرمن في ناغورنو كاراباخ في المستقبل القريب. وقالت أذربيجان إنها ترغب بدمج سكان المنطقة 'كمواطنين متساوين' ونفت مزاعم أرمينيا بحصول تطهير عرقي. وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أيضاً إن المواطنين الأذربيجانيين، الذين كانوا قد شردوا عن المنطقة خلال الصراع الذي امتد لعقود، سيكون لديهم الخيار بالعودة. ولم توقع الدولتان أبداً على اتفاق سلام. وعلى الرغم من المفاوضات طوال السنين، لا تقيمان علاقات دبلوماسية. ما الذي قاد إلى الحرب؟ أصبحت أرمينيا وأذربيجان (المعروفتان حالياً) جزءاً من الاتحاد السوفييتي في عشرينيات القرن الماضي. وكانت المنطقة المسماة ناغورنو كاراباخ تضم أغلبية أرمينية لكنها كانت تخضع لسيطرة أذربيجان. وصوّت برلمان إقليم ناغورنو كاراباخ لصالح أن يصبح الإقليم جزءاً من أرمينيا عندما بدأ الاتحاد السوفييتي بالانهيار في أواخر ثمانينيات القرن الماضي. وسعت أذربيجان إلى إخماد الحركة الانفصالية، بينما دعمتها أرمينيا. وهذا أدى إلى وقوع صدامات عرقية – وبعد إعلان أرمينيا وأذربيجان استقلالهما عن روسيا – إلى حرب شاملة. وتبع ذلك سنوات من سفك الدماء والمعاناة. وتتذكر محررة الخدمة الأذربيجانية في بي بي سي، كونول خليلوفا، كيف أُجبر مئات الآلاف من العرقية الأذرية على مغادرة أرمينيا، وأصبحوا لاجئين في أذربيجان. وفي فبراير/شباط 1992، قتل سكان البلدة الأذربيجانية 'خوجالي' الواقعة في أقليم ناغورنو كاراباخ، على يد القوات الأرمينية، بمساعدة البعض في الجيش الروسي. فقتل أكثر من 600 شخص حسب الرواية الأذربيجانية. لكن أرمينيا تشكك في الرواية وفي عدد القتلى. وعلى مر السنين، قتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وشُرّد أكثر من مليون شخص وسط تقارير تحدثت عن وقوع تطهير عرقي ومجازر ارتكبت من كلا الطرفين. AFP القوات الأرمينية طردت القوات الأذربيجانية من ناغورنو كاراباخ في تسعينيات القرن الماضي وتقول خليلوفا إنها تتفاجأ أحياناً بكم المعلومات الضيلة التي يعرفها الجيل الشاب عن الفظائع التي ارتكبت. وتقول إنه لا أحد يخبر الأرمينيين عن الأذربيجانيين الذين قتلوا، وبالمثل، لا يسمع الشباب الأذربيجانيون اليوم عن المذابح بحق الأرمن التي ارتكبت في المدن الأذربيجانية، مثل سومغاييت وباكو في نهاية سنوات الثمانينيات من القرن الماضي. وتشكك أذربيجان في الروايات التي تتحدث عن تلك المذابح. وكانت الحرب الأولى في ناغورنو كاراباخ قد انتهت بوقف لإطلاق النار بوساطة روسية في 1994، بعد أن سيطرت القوات الأرمينية على ناغورنو كاراباخ والمناطق المحاذية لها. وبموجب الاتفاق، ظل إقليم ناغورنو كاراباخ جزءاً من أذربيجان، ولكن منذ ذلك التاريخ كان يُحكم معظم الوقت من قبل جمهورية انفصالية معلنة من جانب واحد، يديرها الأرمن وتحظى بدعم من الحكومة الأرمينية. ما ذا جرى في 2020؟ كان الوضع ملتهباً منذ ذلك الحين، في ظل موجات من القتال كانت تقطع فترات من الهدوء النسبي. وأكبر مواجهة عسكرية عنيفة منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، حصلت قبل ثلاث سنوات واستمرت لمدة ستة أسابيع. استعادت أذربيجان بعض المناطق. ومع حلول الوقت الذي اتفق الطرفان فيه على توقيع اتفاق سلام توسطت فيه روسيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كانت قد استعادت السيطرة على كافة المناطق المحيطة بناغورنو كاراباخ التي كانت تسيطر عليها أرمينيا منذ 1994. وبموجب الاتفاق، اضطرت القوات الأرمينية إلى الانسحاب من هذه المناطق وانحصرت منذ ذلك الحين في جزء صغير من المنطقة. Getty Images آلاف الأشخاص قضوا في حرب 2020 بين أرمينيا وأذربيجان من هو الطرف الذي تدعمه روسيا وتركيا؟ كانت القوى الإقليمية ضالعة بشكل مكثف في الصراع على مر السنين. فتركيا لديها علاقات ثقافية وتاريخية وثيقة مع أذربيجان. ويقال بأن الطائرات بدون طيار التركية الصنع من طراز بيرقدار لعبت دوراً حيوياً في القتال في 2020، وهو ما سمح لأذربيجان بتحقيق مكاسب على الأرض. ومن جهة أخرى، تحتفظ أرمينيا تقليدياً بعلاقات جيدة مع روسيا. فهناك قاعدة عسكرية روسية في أرمينيا، والدولتان عضوتان في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهو تحالف عسكري يضم ست دول من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. لكن العلاقات بين أرمينيا وروسيا توترت منذ أن أصبح نيكول باشنيان، الذي قاد احتجاجات مناهضة للحكومة في 2018، رئيساً لوزراء أرمينيا. وكان قد قال أخيراً إن اعتماد أرمينيا على روسيا كمصدر وحيد للأمن بالنسبة لها كان خطأ استراتيجياً'. وقد أجرت أرمينيا مناورات عسكرية مشتركة مع القوات الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر. وفي أعقاب القتال في ناغورنو كاراباخ، انتقد باشنيان الدور الذي لعبته قوات حفظ السلام الروسية وشكك علناً فيما إذا كان بقاء أرمينيا عضواً في منظمة معاهدة الأمن الجماعي يخدم المصلحة الأرمينية. ورفضت روسيا تصريحات باشنيان واعتبرتها 'نوبات غضب غير مقبولة موجهة ضد روسيا ولا يمكنها أن تثير سوى الرفض'. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن 'القيادة في ييرفان ترتكب خطأ فادحاً من خلال محاولتها عن عمد تدمير علاقات أرمينيا متعددة الأوجه التي تعود لقرون مع روسيا، ومن خلال وضع البلاد رهينة للألعاب الجيوسياسية للغرب'. وانتقد الكريملين كذلك التحركات 'المعادية للغاية' من قبل أرمينيا للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store