
إسرائيل تواصل غاراتها على خيام نازحين بغزة، وحماس ترفض إدراجها في "القائمة السوداء" للأمم المتحدة بشأن العنف الجنسي
وأفادت مصادر طبية في مستشفى العودة بمخيم النصيرات، بوصول ستة قتلى بينهم أربعة أطفال إلى المستشفى جراء القصف وسط القطاع، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأضافت الوكالة عن مصادر محلية أن طائرة مسيرة قصفت خيمة تؤوي نازحين في مواصي القرارة شمال خان يونس جنوب القطاع، ما أدى لمقتل اثنين.
يأتي ذلك غداة غارة استهدفت خيام نازحين أيضاً في حي الرمال غرب مدينة غزة، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص.
بلدية غزة: تدمير واسع ونزوح جماعي في حي الزيتون
قال المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا لبي بي سي إن الجيش الإسرائيلي يواصل لليوم السادس عمليات تدمير واسعة في حي الزيتون عبر قصف جوي ومدفعي واستخدام روبوتات مفخخة، ما أدى إلى انهيار عشرات المنازل ونزوح آلاف الفلسطينيين.
وأوضح أن الحي "يعيش أوضاعاً كارثية"، مشيراً إلى نزوح جماعي للسكان تحت القصف، وتعرض مئات المنازل والبنى التحتية للتدمير.
وأضاف أن 80 في المئة من البنية التحتية في مدينة غزة متضررة، فيما تعمل المستشفيات الأربعة المتبقية بأقل من 20 في المئة من طاقتها؛ بسبب نقص الأدوية والإمدادات.
وقال إن المستشفيات أصبحت نقاطاً طبية بسبب تدمير أجزاء منها جراء تعرضها للقصف منذ بداية الحرب.
وأضاف مهنا أن الوضع في الحي الأكبر على مستوى مدينة غزة، "كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، مشيراً إلى أنه يشهد نزوحاً جماعياً واسعاً، وقصفاً مكثفاً باتجاه غرب المدينة وجنوب القطاع.
وقال إن خريطة الإخلاء التي نشرها الجيش الإسرائيلي الجمعة، تشير إلى أن العملية البرية ستصل خلال أيام إلى أحياء أخرى من مدينة غزة التي يقطنها حالياً أكثر من مليون و٢٠٠ ألف شخص.
وحذر مهنا من أن "عمليات التفجير تتم بصورة عنيفة، وترافقها جرافات عسكرية تقوم بتسوية ما تبقى من مبانٍ بالأرض، ما يترك وراءه مساحات واسعة مدمرة بالكامل وخالية من الحياة".
وشبّه مهنا ما يحدث اليوم في حي الزيتون بما حصل بحي التفاح والشجاعية ومدينة رفح، وأن هناك خشية كبيرة لدى السكان من أن الأيام القادمة ستكون أصعب.
وشدد على أن "استمرار هذا القصف يأتي في سياق مخططات محو وتدمير الأحياء"، وفق تعبيره.
مفوضية حقوق الإنسان: إسرائيل مسؤولة عن معظم وفيات منتظري المساعدات
Reuters
أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة، أن 1760 فلسطينياً على الأقل قتلوا أثناء انتظارهم المساعدات في غزة منذ أواخر مايو/ أيار، في عدد يتجاوز بمئات الأشخاص ذاك المسجّل مطلع أغسطس/آب.
وتمثّل هذه الحصيلة الجديدة ارتفاعاً كبيراً في عدد الضحايا خلال أسبوعين، عمّا كان عليه في بداية أغسطس/ آب عندما أعلنت الأمم المتحدة مقتل 1373 فلسطينياً على الأقل في الظروف نفسها.
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن 38 شخصاً على الأقل قُتلوا الجمعة بنيران إسرائيلية في القطاع، بينهم 12 من منتظري المساعدات الإنسانية.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي للوكالة إن "قواته تسعى إلى تفكيك القدرات العسكرية لحماس"، كما أنها تتخذ احتياطات "لتقليل الأذى الذي يلحق بالمدنيين".
وأضاف مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن "الجيش الإسرائيلي ارتكب معظم عمليات القتل هذه". وفيما أشار إلى أنه "على علم بوجود عناصر مسلّحة أخرى في المناطق ذاتها"، أوضح أنه "ليس لديه معلومات تشير إلى تورّطهم في هذه الجرائم".
حماس: إدراج الحركة على قائمة الأمم المتحدة للعنف الجنسي غير قانوني
Reuters
أعربت حركة حماس، الجمعة، عن رفضها القاطع لإدراجها في "القائمة السوداء" الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ 14 أغسطس/آب 2025، والمتعلقة بمرتكبي جرائم العنف الجنسي في النزاعات المسلحة، واصفة الخطوة بأنها "باطلة قانونياً ومجافية للحقائق".
وقالت الحركة في بيان صحفي إن "الإدراج افتقر لأي أساس قانوني أو أدلة موثوقة، واعتمد فقط على روايات إسرائيلية مفبركة بالكامل"، مشيرة إلى أن التقرير الأممي "لم يستند إلى تحقيقات ميدانية مستقلة ومحايدة، ولم يلتزم بمعايير الإثبات الدولية المعترف بها".
وانتقدت حماس ما وصفته بـ"ازدواجية المعايير"، مؤكدة أن التقرير تجاهل "انتهاكات جنسية موثقة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين"، رغم وجود "مئات الأدلة الواردة في تقارير أممية وحقوقية".
وأضاف البيان أن "استثناء الاحتلال من القائمة يمثل تسييساً خطيراً لآليات الأمم المتحدة، ويقوّض مصداقية المنظومة الدولية ويحوّلها إلى أداة لتبييض جرائم الاحتلال".
ودعت حماس الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى سحب قرار الإدراج "فوراً"، وفتح تحقيق دولي "مستقل ومحايد" في جميع مزاعم العنف الجنسي المرتبطة بالصراع، مؤكدة ضرورة "محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم أمام المحكمة الجنائية الدولية".
واختتمت الحركة بيانها بالتحذير من أن "تسييس العدالة الدولية يشجع الجناة الحقيقيين على مواصلة جرائمهم، ويزيد من معاناة الشعوب الواقعة تحت الاحتلال".
بيان عربي وإسلامي: تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" تهدد الأمن القومي العربي
Reuters
أدان وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، إلى جانب أمناء عامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما وصفه بـ"إسرائيل الكبرى"، معتبرين أنها تمثل "تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".
الصراع العربي الإسرائيلي: ما هي حدود 1967؟ وما هو حل الدولتين؟
وفي بيان مشترك، شدّد الوزراء على أن هذه التصريحات تعكس "استهانة بأسس العلاقات الدولية المستقرة، وسعياً لتقويض سيادة الدول"، وأكدوا رفضهم الكامل لأية محاولات إسرائيلية لفرض أمر واقع عبر القوة أو الاستيطان.
كما أدانوا خطة الاستيطان في منطقة "E1" وتصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، واعتبروها "اعتداءً على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس المحتلة".
وجدد البيان التأكيد على أن "لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة"، مستنداً إلى قرارات مجلس الأمن، خاصة القرار 2334، والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن "عدم شرعية الاحتلال".
ودعا الوزراء إلى وقف "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفتح المعابر بشكل فوري".
كما طالبوا المجتمع الدولي، وبخاصة الولايات المتحدة، بتحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، ووقف التصريحات والسياسات الإسرائيلية التي تقوّض فرص السلام والاستقرار في المنطقة، وفق البيان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حزب الإتحاد الديمقراطي
منذ 13 دقائق
- حزب الإتحاد الديمقراطي
الـ PYD في هولندا يشارك بمراسم استذكار شهداء السويداء
شارك وفد من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في هولندا أمس، السبت 16/ اغسطس بمراسم استذكار شهداء السويداء التي نظمتها جمعية الجالية الدرزية في هولندا بمدينة بارنيفيلد الهولندية، وذلك بدعوة رسمية من الجمعية ، وشارك بالوفد كل من اداري الحزب في هولندا الرفيق بافي مظلوم، والرفيق بلند ورفاق آخرين. هذا وألقى الرفيق بلند كلمة باسم الحزب هذا نصها: 'أيها الحضور الكرام، تحياتنا لكم جميعا نلتقي اليوم هنا، لا كأفراد متفرقين، بل كأبناء قضية واحدة، أبناء جرح واحد، وكأبناء وطن جريح ما زال ينزف منذ عقود طويلة. نقف نحن الكورد من روجافا، بكل ما نحمله من تاريخ نضالي طويل في وجه الظلم والاستبداد، مع أهلنا في السويداء، ومع إخوتنا الموحدين الدروز الأحرار، لنقول للعالم بصوت واحد: نحن شعب واحد، دم واحد، وقضية واحدة، مهما حاولوا تمزيقنا وتشتيتنا. إن ما يجمعنا اليوم يتجاوز كل الحدود وأعمق من الانتماءات الضيقة. ما يجمعنا هو رابطة الدم التي سالت في دروب الحرية، و الكرامة التي لا يمكن أن يساوم عليها أي حر، وهو الحلم المشترك بسوريا حرة كريمة، لكل أبنائها وبناتها، دون استثناء أو إقصاء. لقد دفعنا جميعاً ثمناً باهظاً. الكورد عانوا من القصف والمجازر والتشريد والتهميش لعقود طويلة، وأهلنا الدروز في السويداء واجهوا محاولات القتل والاغتيال والمجازر، وإخوتنا العلويون لم يسلموا من ويلات الحروب والمجازر البشعة التي طالت الأبرياء منهم، والعرب في كل المناطق ذاقوا التهجير والقصف والاعتقال، والسريان والآشوريون والايزيديون فقدوا قراهم وكنائسهم. هذه الدماء جميعها، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، تصرخ اليوم في وجوهنا: كفى للدماء! كفى للكراهية! كفى للخطاب الطائفي الذي مزق النسيج السوري! أيها الإخوة والأخوات: نحن هنا لنؤكد أن عدونا الحقيقي ليس هذا المكوّن أو ذاك، بل الاستبداد بكل أشكاله، والفساد بكل صوره، والطغيان الذي سرق منا الأمان والحرية والعيش الكريم على مدى عقود من الزمن. في سورية لا توجد أقلية وأكثرية كما يروجون انما يوجد طرفان طرف يحاول اقصاء كل من هو مختلف عنه وفرض سيطرته باسم الدولة فيجرم ويبرر قتل الانسان، وطرف ينادي بالمساواة وتحقيق حياة كريمة لكل انسان بغض النظر عن معتقده وعرقه وجنسه نحن هنا لنرفع كلمة المحبة فوق كل خطاب للكراهية، ونضع مصلحة الإنسان السوري قبل كل الحسابات الضيقة، ولنقول للعالم: سوريا التي نحلم بها هي سوريا 'الديمقراطية، التعددية، اللامركزية'، التي تحترم التنوع، وتوزع السلطة بعدل، وتكفل أن يكون لكل مكوّن من مكوّناتها ولكل فرد من أفراد هذا الوطن صوت مسموع وحقوق مصانة. أيها الأحرار: الوحدة التي ننادي بها ليست شعارات، بل فعل مقاومة يومي. أن نقف معاً في وجه القمع هو وحده الذي سيحفظ دماء شهدائنا، وأن نمد أيدينا لبعضنا هو الطريق الوحيد لنعبر من ليل الاستبداد إلى فجر الحرية. فلنقف معاً، عربا وكورد ودروز وعلويين وسريان وآشوريين، مسلمين ومسيحيين وإيزيديين، نواجه الظلم ونصنع السلام . لنحوّل أحزاننا قوة، وجرحنا أملاً، ودماء شهدائنا مشاعل تنير لنا الطريق. المجد للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، والنصر لإرادة الشعوب الحرة. عاشت سوريا لكل السوريين'.


شفق نيوز
منذ 43 دقائق
- شفق نيوز
مجلس النواب العراقي يوافق على إدراج مقترح قانون يخص وزارة التربية (وثيقة)
وافق رئيس مجلس النوّاب العراقي، محمود المشهدانيّ، يوم الأحد، على إدراج مقترح قانون التعديل الأول لقانون وزارة التربية رقم (22) للعام 2011 على جدول أعمال الجلسة المقبلة للبرلمان. وبحسب وثيقة صادرة عن مسؤول الحراك التربوي السلمي في بغداد والمحافظات، أحمد البكري، تنشرها وكالة شفق نيوز أدناه، فقد أظهرت موافقة المشهداني على إدراج تعديل قانون وزارة التربية على جدول الأعمال بالتهميش "يدرج على جدول الأعمال". ووفقاً للوثيقة فإن تعديل هذا القانون "ينتظره مليوناً و300 ألف تربوي ومنتسب في وزارة التربية لما فيه من مصلحة عامة للكوادر التربوية في بغداد والمحافظات كافة".


شفق نيوز
منذ 43 دقائق
- شفق نيوز
الجفاف يُهجرّ المزارعين من شمال أفغانستان والقرى تتحول إلى أرض قاحلة
شفق نيوز- كابول تسببت أزمة المياه في شمال أفغانستان، بنزوح المزارعين عن أراضيهم بعد تحولها إلى أراضٍ قاحلة جراء الجفاف الشديد في مناطقهم. ويقول "معروف" وهو رب إحدى العائلات، لوكالة "فرانس برس"، إنه "عندما يكون لديك أطفال وتكون مسؤولاً عن إعالتهم، ماذا تفعل إن بقيت في هذا الخراب؟". ويشير إلى أن معظم بيوت الطين من حوله فرغت من سكانها بعدما هجر جيرانه القرية هرباً من "العطش والجوع وحياة بلا مستقبل". ودفعت الحروب المتعاقبة الأفغان إلى النزوح على مدى أكثر من أربعين عاماً، لكن السلام لم يؤمن لهم الاستقرار المنشود، إذ ما زالوا عرضة لصدمات ناجمة عن التغير المناخي، تقوض سبل عيشهم وتجعلهم يتركون منازلهم. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فإن الفيضانات والجفاف وغيرها من الكوارث البيئية الناجمة عن التغير المناخي باتت منذ انتهاء الحرب بين حركة طالبان الحاكمة الآن والقوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة عام 2021، السبب الرئيسي للنزوح في هذا البلد. كما ذكرت المنظمة في تموز/ يوليو الماضي في تقييمها لمدى التأثر بمفاعيل التغير المناخي، أن "نحو خمسة ملايين شخص عبر أنحاء أفغانستان كانوا متضررين مطلع 2025، فيما بلغ عدد النازحين حوالى 400 ألف". ويعيش معظم الأفغان في بيوت من الطين ويعتمدون بشكل كبير على الزراعة وتربية المواشي، ما يجعلهم عرضة إلى حد بعيد للتغيرات البيئية، حيث أضر التغير المناخي بشكل حاد بدورة المياه، ما جعل أفغانستان تعاني للمرة الرابعة خلال أربع سنوات من جفاف حاد وفيضانات مفاجئة تغمر الأراضي وتجرف المنازل وتقوض معيشة السكان. بينما لفتت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن "فشل المحاصيل وجفاف المراعي واضمحلال مصادر المياه، كلها تدفع المجتمعات الريفية إلى حافة الهاوية". وأوضحت أنه "بات من الصعب على الأسر أن تزرع محاصيل غذائية وتكسب دخلا أو تبقى في الأماكن التي تعيش فيها". فيما حذّر خبراء ومسؤولون، حركة "طالبان" مراراً من تصاعد المخاطر المناخية مع ارتفاع درجات الحرارة واشتداد الظواهر الجوية القصوى وتغير أنماط هطول الأمطار. ومع محدودية البنى التحتية في أفغانستان والفقر المتوطن والعزلة الدولية المفروضة على البلد، لا يبقى أمام الأفغان سوى موارد ضئيلة للتكيف والنهوض بأوضاعهم، فيما يواجهون أزمة إنسانية هي من الأسوأ في العالم، تفاقمت مع الاقتطاع الحاد في المساعدات الدولية. وبعدما دفع الجفاف العديدين منهم قبل عقد للمغادرة إلى باكستان وإيران، عادوا الآن بعدما أرغمهم البلدان المجاوران على غرار أربعة ملايين أفغاني منذ أواخر 2023 على الرحيل منهما، لكنهم لم يعاودوا العمل في الزراعة، بل يزاولون أشغالا متفرقة. من جانبه، قال رسولي البالغ 64 عاماً لـ"فرانس برس"، وهو يحتمي من الشمس الحارقة في البيت الوحيد في القرية الذي ما تزال تظلله أشجار مورقة "كل شي يتوقف على الماء". وأضاف أن "ندرة المياه تأتي على كل شيء، تدمر الزراعة والماشية، الأشجار تجف". ويأمل أن تجلب قناة قوش تبه القريبة مياها للري من نهر آمو دريا. وتقوم الآليات حالياً بحفر الجزء الأخير من الممر المائي، لكن مسؤولين قالوا لـ"فرانس برس" إن إنجازه سيستغرق أكثر من عام، اذ تعد القناة من مشاريع البنية التحتية للمياه التي باشرتها سلطات طالبان منذ سيطرتها على السلطة قبل أربع سنوات. لكن موارد النظام الخاضع لعزلة دولية تبقى ضئيلة في وجه الأزمة المزمنة التي تفاقمت بفعل سوء إدارة المسائل البيئية والبنى التحتية والموارد على مدى 40 عاماً من النزاعات. وقال وزير الطاقة والمياه عبد اللطيف منصور للصحافيين في تموز/ يوليو الماضي معدداً مشاريع سدود وقنوات قيد الإنشاء، إن "الإجراءات التي اتخذناها حتى الآن ليست كافية" مضيفاً "هناك كثير من حالات الجفاف". وبعد أن أُرغم على العودة في إطار حملة ترحيل اللاجئين في حزيران/ يونيو الماضي، وجد نفسه في المكان الذي هجره قبل 14 عاماً، في أرض لا تنبت فيها مزروعات وبئرها تجف مياهها "يوماً بعد يوم". وفيما تسبب نقص المياه في يباس الأراضي في أجزاء من البلاد، فإن التغير في أنماط المتساقطات يعني أن الأمطار لم تعد نعمة بل تهديداً. وذكرت الأمم المتحدة أن الأمطار هذه السنة كانت مبكرة وغزيرة أكثر من العادة وسط درجات حرارة أعلى من المتوسط، ما يزيد مخاطر حصول فيضانات. ومع تزايد حرارة الغلاف الجوي، فهو يحتفظ بكمية أكبر من الماء، ما يتسبب بأمطار أكثر غزارة إلى حد تصبح مدمرة. بدوره، قال محمد قاسم، القيادي المجتمعي في عدد من قرى ولاية ميدان وردك بوسط أفغانستان ضربتها فيضانات مفاجئة في حزيران/ يونيو الماضي، إن "الطقس تغير". وأضاف "عمري نحو 54 عاماً، ولم نشهد يوماً مشكلات كهذه من قبل". ونزحت عائلة وحيد الله البالغ 18 عاماً بعد أن تضرر منزلها بشكل لا يمكن إصلاحه وغرقت مواشيها، حيث لجأت العائلة المؤلفة من 11 فرداً إلى خيمة مرتجلة نصبتها على مرتفع، من غير أن تكون لها أي موارد لإعادة بناء منزلها.