logo

السيناريست السعودي وفرصة جمعية الأدب المهنية

عكاظمنذ يوم واحد

تابعوا عكاظ على
تشهد الساحة الثقافية الأدبية تطورات استثنائية ونجاحات متلاحقة، فالمجد اليوم يلامس الأفكار الجديدة والنابعة من صميم الأعمال الفنية، التي تحقق الـتأثير المطلوب لتحريك الرأي العام، وتوجيه الأنظار إليه. ومن هذه التطورات ما تقدمه جمعية الأدب المهنية من مشاريع نوعية تخص الأديب، وتجوَّد المحتوى الإبداعي المحلي، وحقَّ لهذه الجهود أن يشار لها بعين الاعتزاز والترحاب والنقاشات الثرية.
ومما يُبهج الفكر ويحدد لهذه الرؤية الفنية مسارها، ويعلن سطوعها مشروع تحويل الرواية السعوديَّة إلى سيناريو سينمائي، وهو مشروع حيوي يتعلق بصناعة المكون القيمي والثقافي للمجتمع المحلي وإخراجه للآخر، فقد آن الأوان لظهور أعمالنا الأدبية بشكل سينمائي يليق بصورتنا وجودتها. وقد سبق أن حولت الرواية السعودية إلى فيلم وهي أول تجربة تحويل كانت من نصيب رواية (حوجن) للكاتب إبراهيم عباس، التي لاقت نجاحًا مميزًا. وهذا يؤكد أن بعض الروايات المحلية قابلة للتحويل سينمائيًا؛ وذلك لتنوع البيئات التصويرية المكانية أو العجائبية وخصوصية التجارب وأنسنتها.
أخبار ذات صلة
إن الاهتمام بالمتون الروائية الجيدة سيسهم في تطور نوعية الإنتاج، ودفع الشباب إلى التجارب السردية المغايرة، التي تناسب جو السيناريو المتوقع من اللقطات السريعة والمتتالية والمقاطع التي يمكن لكاتب السيناريو إما اختزالها وإما حذفها أو إضافة بعض المشاهد أو تكثيف مشاهد بعينها أو تمطيطها؛ مما يتيح لكاتب السيناريو من وصف الصورة، والاهتمام بالمؤثرات الصوتية، وتأطير الحوارات داخل العمل، وترتيب المشاهد ضمن حبكة متسلسلة من اللقطات، والعناية ببناء الشخصيات وخلخلتها عبر المونولوج. كما يخلق هذا المشروع فرصًا واعدة للشباب السعودي لصناعة جيل يمتهن ويطور ويبدع فن السيناريست، لا سيما أن الحاجة لتفعيل هذه العلم ماسة في ظل شح الأسماء المحلية، التي عملت بجد من أمثال رجا العتيبي، وتوفيق الزايدي، وبدر السماري، وعبدالله آل عياف، ومفرج المجفل الذي كتب سيناريو فيلم (المغادرون) الحاصل على الجائزة الكبرى في مهرجان أفلام السعودية عام 2017، وفيلم (المسافة صفر) الحاصل على جائزة النخلة الذهبية في المهرجان ذاته عام 2019. ومما لا شك فيه أن الروايات السعودية تحمل مضامين نوعية في شتى الحقول الاجتماعية والثقافية والسياسية والشعبية والعجائبية، التي تصور حجم الوعي الذي يتمتع به الروائيون المحليون، ومن أبرز الروايات التي يمكن أن تحول إلى أفلام سينمائية رواية (رائحة الفحم) لعبدالعزيز الصقعبي، التي تمتاز بالتقطيع السينمائي، ورواية (فيضة الرعد) لعبدالحفيظ الشمري وروايات عبده خال التي تصور مأزومية الذات تجاه الآخر ورواية (ميمونة) لمحمود تراوري، كما تصلح لفن السينما الروايات التي عنيت بحرب الخليج الثانية مثل رواية (نباح) لعبده خال، ورواية (الناجي) لعلي السعدون التي تحكي أحداثًا حقيقية حدثت بالحرب. وأمامنا مخزون من المحكيات الأنثوية للصوت النسائي في روايات أميمة الخميس خاصة رواية (البحريات) وروايات بدرية البشر خاصة في رواية (الأرجوحة)، التي تعنى ببناء هوية المرأة في المجتمع المحلي، وروايات أثير النشمي خاصة رواية (عتمة الذاكرة) بما فيها من تقنيات صالحة لكتابة السيناريست. كما شكلت الصحراء بعدًا ثقافيًا هامًا، وهي ملمح أصيل في تكوين الإنسان السعودي، ويعد نقلها لفن السينما تأصيلًا للمكون والهُويّة، وقد ظهرت بشكلٍ جليِّ في رواية أمل الفاران (غواصو الأحقاف)، التي تحكي عن أجيال متعددة نشأوا بين الصحراء والبحر، وخماسية (مدن الملح) لعبدالرحمن منيف ورواية (خاتم) لرجاء عالم، ورواية (ساق الغراب) ليحيى أمقاسم ورواية (عقدة الجدار) لخليف الغالب ورواية (دموع الرمل) لشتيوي الغيثي. ولا يمكن أن نتجاوز البعد العجائبي في الرواية المحلية، الذي ينقل صورة ذهنية عن بعض مكوناتنا الثقافية وحكاياتنا الشعبية، وهذا الجو العجائبي يناسب تقنيات السينما وإمكاناتها الهائلة في روايات رجاء عالم، ورواية (أم الصبيان) لإبراهيم مفتاح و(المنهوبة) لعواض العصيمي ورواية (ركض الخائفين) لجوهرة الرمال. كما أن هناك روايات امتازت بتوازي خطي السرد، وهي روايات منذر القباني التي تتيح تداخل الأزمنة والفضاء والحكايات مما يمكن تحويلها إلى صور سينمائية. وهناك الكثير من أمثال روايات محمد حسن علوان ويوسف المحيميد وعبدالله ثابت.
إن الاهتمام بهذا المشروع العظيم سيؤتي ثماره في ظل وفرة المدون المحلي وقابليته للتحويل، وتشجيع الشباب وتعليمهم فن السيناريست والاستنارة برأي الخبراء المختصين، المستقبل في ظل من يؤسس له الإبداع سيزهر، ونحن -مثقفي الساحة- ننتظر بشغف ما تؤول إليه هذه التجربة.
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/
.articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;}
.articleImage .ratio div{ position:relative;}
.articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;}
.articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سليم سحاب لاستعادة تراث فرقة رضا والفن الشعبي في مصر
سليم سحاب لاستعادة تراث فرقة رضا والفن الشعبي في مصر

الشرق الأوسط

timeمنذ 31 دقائق

  • الشرق الأوسط

سليم سحاب لاستعادة تراث فرقة رضا والفن الشعبي في مصر

يعيد المايسترو سليم سحاب تسجيل الموسيقى التراثية لفرقة رضا للفنون الشعبية، والفرقة القومية للفنون الشعبية، خلال الأيام المقبلة، عبر قيادة أوركسترا موسيقى متكامل، مهمته إعادة تسجيل الموسيقى القديمة المستخدمة في عروض الفرقتين. وخلال لقائه مع وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، جرى بحث عدد من المشروعات الموسيقية والغنائية التي تستهدف اكتشاف وتدريب المواهب الشابة، والحفاظ على التراث المصري، مع تطوير العروض الموسيقية والاستعراضية التي يتم تقديمها عبر عدة جهات تابعة للوزارة، من بينها «دار الأوبرا المصرية»، وفق بيان للوزارة، الخميس. ويتولى سليم سحاب مسؤولية إعادة تسجيل الأرشيف الموسيقي الخاص بالفرقتين في إطار استراتيجية الوزارة لإحياء الفنون التراثية وتطوير العروض الموسيقية والاستعراضية، مع الاتفاق على تقديم عدد من عروض المسرح الغنائي على مسارح الأوبرا، ضمن خطة تستهدف تقديم «محتوى فني راق يعزز الذائقة العامة»، وفق بيان الوزارة. وُلد سليم سحاب في فلسطين عام 1941، وعاش فيها حتى عمر 5 سنوات، ثم اتجهت أسرته إلى وطنها الأصلي لبنان، وبدأ حياته الموسيقية في لبنان باحثاً وكاتباً، ثم أسس عام 1980 الفرقة اللبنانية للموسيقى العربية، وسافر إلى مصر عام 1988 وأسس الفرقة القومية العربية للموسيقى عام 1989 ثم كورال أطفال الأوبرا وكورال مصر، وهو يحمل الجنسيتين اللبنانية والمصرية. وزير الثقافة بعد لقاء سليم سحاب (وزارة الثقافة المصرية) من جانبها، أكدت مديرة فرقة رضا للفنون الشعبية الدكتورة إيناس عبد العزيز، أن «الخطوات الأولى بدأت بالفعل، وأن العمل على تسجيل الموسيقى القديمة الخاصة بالفرقة سيتم باستخدام فرقة أوركسترا كاملة تحت إشراف سليم سحاب»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الخطوة ستسمح بتحقيق مستوى أعلى من الجودة الموسيقية، بما ينعكس على أداء الراقصين والراقصات، خصوصاً في ظل سعي الفرقة إلى تطوير عروضها دون الإخلال بطابعها المميز». وأوضحت إيناس أن «خطة التطوير تشمل استقبال عناصر جديدة من الراقصين، وتدريبهم ضمن برنامج مكثف يهدف إلى إعداد جيل جديد قادر على الحفاظ على مستوى الأداء المطلوب، مع التجديد في أساليب العرض والحركة»، لافتة إلى أن «تلك الخطوات ستبدأ خلال أيام، وأن التسجيلات الموسيقية ستتم في أقرب وقت، ضمن جدول زمني يجري العمل على إعداده». وتُعد «فرقة رضا» من أهم الفرق الاستعراضية العربية وأشهرها، وتخصّصت في تقديم الرقصات والتابلوهات والأغاني الشعبية منذ تأسيها عام على يد الأخوين علي رضا ومحمود رضا، اللذين كانا السبب في اكتشاف كثير من المواهب الفنية، وسبق أن نظّمت وزارة الثقافة المصرية في عام 2019 احتفالية ممتدة على مدى أسبوع بمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيس الفرقة. جانب من عرض سابق لفرقة رضا (وزارة الثقافة) ورأى أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، الدكتور أشرف عبد الرحمن، أن «هذه الخطوة تأخرت كثيراً لوجود العديد من الألحان الموسيقية القديمة التي لم تعد صالحة لتقديم رقصات عليها أو استخدامها في العروض التي تقدم، بالإضافة إلى التطور التكنولوجي الكبير في الآلات الموسيقية بما سيضع المتفرج والمستمع للتراث الشعبي في أجواء مختلفة». وأضاف عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن «تراث الفرقتين الموسيقي كبير جداً ويزخر بالعديد من الألحان التي ربما لم تعد تقدم في الوقت الحالي، مع تراجع الزخم الذي صاحب فرقة رضا وعروضها في الخارج أو بالعروض المشتركة التي كانت تقدمها بشكل مكثف في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي». وقدّمت الفرقة على مدى تاريخها آلاف العروض الفنية والحفلات في مصر والعديد من المسارح العالمية في دول أجنبية. لكن مديرة الفرقة تؤكد استمرارهم في العمل على تقديم تجارب مختلفة، ومن بينها عرض سيجري تقديمه بعد عطلة عيد الأضحى على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، وهو عرض مشترك بين فرقة رضا وفرقة فنون شعبية من روسيا.

بنزيمة لـ«الشرق الأوسط»: ليلة رائعة مع جماهير الاتحاد
بنزيمة لـ«الشرق الأوسط»: ليلة رائعة مع جماهير الاتحاد

الشرق الأوسط

timeمنذ 43 دقائق

  • الشرق الأوسط

بنزيمة لـ«الشرق الأوسط»: ليلة رائعة مع جماهير الاتحاد

عبّر الفرنسي كريم بنزيمة، قائد نادي الاتحاد، عن سعادته الكبيرة بالتتويج بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين، واصفًا ليلة النهائي بـ«الرائعة»، مؤكدًا أن اللعب الحقيقي لكرة القدم هو مفتاح الفوز. كانت ليلة ساحرة يا كريم ؟️| كريم بنزيمة قائد #الاتحاد في حديث لـ« الشرق الأوسط » بعد المواجهة:نعم، كانت ليلة رائعة مع هؤلاء المشجعين، نحن سعداء وفزنا لذا الجميع سعداء الليلة.• ما سر هذا الفوز؟السر؟ لعبنا كرة قدم، ليس سرًا، فقط لعبنا كرة القدم. — الشرق الأوسط - رياضة (@aawsat_spt) May 30, 2025 قال كريم بنزيمة في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» عقب تتويج الاتحاد: «نعم، كانت ليلة رائعة مع هؤلاء المشجعين، نحن سعداء وفزنا، لذا الجميع سعداء الليلة». وعند سؤاله عن سر الفوز، أجاب بنزيمة ببساطة: «السر؟ لعبنا كرة قدم، ليس سرًا، فقط لعبنا كرة القدم».

«واتساب» تطلق دردشات صوتية داخل المجموعات دون اتصال تقليدي
«واتساب» تطلق دردشات صوتية داخل المجموعات دون اتصال تقليدي

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

«واتساب» تطلق دردشات صوتية داخل المجموعات دون اتصال تقليدي

أعلنت «واتساب»، التابعة لشركة ميتا، إطلاق ميزة جديدة تحمل اسم «الدردشة الصوتية» (Audio Hangouts)، وهي أسلوب مختلف تماماً للتواصل الجماعي داخل مجموعات واتساب. وتهدف هذه الميزة إلى تمكين المستخدمين من بدء محادثات صوتية جماعية دون الحاجة إلى الاتصال التقليدي المتعارف عليه سابقاً، مما يجعل تجربة التواصل أكثر هدوءاً وسلاسة. ماهية الميزة الجديدة تمكّن ميزة الدردشة الصوتية مستخدمي مجموعات واتساب من الدخول في محادثة صوتية مستمرة، يمكن الانضمام إليها أو مغادرتها في أي وقت. عند بدء المحادثة، لا يتلقى الأعضاء إشعاراً على شكل رنين كما هو الحال في المكالمات الجماعية التقليدية، بل يظهر تنبيه بسيط في واجهة الدردشة، ويمكن لأي عضو الانضمام متى شاء دون إزعاج للآخرين. لتشغيل الدردشة الصوتية انتقل لأسفل محادثة المجموعة ثم اسحب للأعلى وابق ممسكاً لبضع ثوانٍ لبدء الجلسة دون رنين أو إشعارات مزعجة (واتساب) أبرز خصائص الدردشة الصوتية الميزة الجديدة مصممة لتلائم المجموعات على اختلاف أحجامها، بما في ذلك المجموعات الكبيرة التي يصل عدد أعضائها إلى 1024 شخصاً. وتبقى الدردشة الصوتية نشطة في واجهة الدردشة مع عرض قائمة الأعضاء المشاركين بشكل واضح. الانضمام إلى المحادثة لا يتطلب قبولاً من الطرف الآخر أو الاستجابة في لحظة معينة، بل يمكن لأي مستخدم الانضمام أو المغادرة بحرية. وهذا يجعلها مثالية للأنشطة الجماعية غير الرسمية مثل النقاشات، والترتيبات اليومية، أو متابعة حدث مشترك. حماية الخصوصية كغيرها من خدمات «واتساب»، تأتي هذه الميزة مدعومة بتقنية التشفير الكامل بين الطرفين (End-to-End Encryption)، مما يضمن سرية المحادثات وعدم إمكانية الوصول إلى محتواها من قبل أي جهة خارجية، بما في ذلك واتساب نفسها. بدأت الميزة بالوصول للمستخدمين حول العالم منذ مايو (أيار) 2025، وهي متوفرة على أحدث إصدارات واتساب لأجهزة أندرويد وiOS. وتؤكد الشركة أنها ستصل إلى جميع المستخدمين تدريجياً خلال الأسابيع المقبلة. تشير خطوة واتساب إلى تحول مهم في طريقة تعامل التطبيقات مع الاتصالات الجماعية. فبدلاً من نمط المكالمة الرسمي والمباشر، توفر الدردشة الصوتية أسلوباً أكثر مرونة وواقعية يحاكي طبيعة التفاعل في الحياة اليومية، دون إزعاج أو ضغط على المستخدمين. الميزة الجديدة تعكس توجه «واتساب» نحو تقديم أدوات تواصل ذكية تناسب الاستخدامات الشخصية والمهنية، وتلبي احتياجات المستخدمين الذين يبحثون عن حلول خفيفة وسريعة وفعالة في مجموعاتهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store