
رئيسة الرابطة الوطنية لرائدات العراق: أهمية المشاركة الفعالة للمرأة بالعملية الإنتخابية لضمان تمثيلها في صنع القرار
رئيسة الرابطة الوطنية لرائدات العراق: أهمية المشاركة الفعالة للمرأة بالعملية الإنتخابية لضمان تمثيلها في صنع القرار
بات دور المرأة في العملية الانتخابية لعام 2025 أكثر أهمية من أي وقت مضى،مع تزايد الوعي السياسي والاجتماعي، أصبحت المرأة تلعب دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل المجتمعات،و مشاركة المرأة في الانتخابات تعزز من قوة الديمقراطية وتساهم في بناء مجتمع أكثر شمولاً،وتمثيل المرأة في البرلمان والمجالس المحلية يضمن تمثيلًا أفضل لقضايا المرأة واهتماماتها،كما تلعب دورًا هامًا في صياغة السياسات التي تؤثر على المجتمع بشكل عام.
ولتسليط الضوء على اهمية مشاركة المرأة العراقية في العملية السياسية وصنع القرارومشاركتها كناخبة ومنتخبة في الانتخابات القادمة،التقينا رئيسة الرابطة الوطنية لرائدات العراق الدكتورة نادية الجدوع .
□ كيف ترين دور المرأة العراقية كناخبة ومنتخبة في الانتخابات القادمة؟
يمكن ان يكون لها دورًا هامًا في صياغة السياسات التي تؤثر على المجتمع بشكل عام، من خلال المشاركة في التصويت واختيار المرشحين الذين يدعمون قضايا المرأة، و لضمان مشاركتها الفعالة في الانتخابات القادمة كناخبة ومنتخبة، وتعزيز الوعي بأهمية المشاركة في الانتخابات ودورها في بناء المستقبل السياسي للعراق.
المشاركة في دعم المرشحين الذين يدعمون قضايا المرأة واهتماماتها،وتعزيز المعرفة بالسياسات والقضايا التي تؤثر على المجتمع العراقي،وبناء شبكات دعم وعلاقات مع الناخبين والمجتمع السياسي،والحصول على التدريب والخبرة اللازمة للترشح للانتخابات، مع وضع برنامج انتخابي يركز على قضايا المرأة واهتماماتها،وتنظيم حملات انتخابية فعالة لجذب الناخبين ودعمهم.
تمثيل نسائي
□ ما هي الاستراتيجيات التي يمكن للمرأة العراقية اتباعها لضمان مشاركتها الفعالة في الانتخابات القادمة كناخبة ومنتخبة
أهم استراتيجيات تعزيز التمثيل النسائي، ودعم المرشحات وتشجيعهن على المشاركة في الانتخابات،تعزيز الوعي بقضايا المرأة واهتماماتها في المجتمع العراقي،والعمل المشترك مع المنظمات النسوية والمجتمعية لتعزيز مشاركتها ،ومواجهة التمييز والعنف السياسي الذي قد يواجه المرأة في العملية الانتخابية،وتوفير الدعم والمساندة للمرأة المترشحة والناخبة،وتعزيز الثقة في قدرة المرأة على المشاركة الفعالة في الانتخابات.
□ كيف يمكن ضمان النزاهة والشفافية في الانتخابات القادمة، وما هو دور المرأة العراقية في هذا السياق؟
لضمان نزاهة الانتخابات والشفافية في الانتخابات القادمة، يمكن اتخاذ الإجراءات التالية:
التأكد من دقة وتحديث سجلات الناخبين، وتدريب موظفي الانتخابات على أفضل الممارسات الدولية،واستخدام التكنولوجيا لتحسين عملية التصويت والعد الأصوات،والسماح بمراقبة الانتخابات من قبل المنظمات المستقلة والمجتمع المدني،نشر المعلومات حول العملية الانتخابية والنتائج،لضمان وصول الناخبين إلى المعلومات حول المرشحين والسياسات،وإجراء تدقيق ومراجعة مستمرة للعملية الانتخابية،المشاركة في مراقبة الانتخابات لضمان نزاهتها وشفافيتها،تعزيز الوعي بأهمية نزاهة الانتخابات والشفافية بين الناخبين،ودعم المرشحات اللاتي يلتزمن بمبادئ النزاهة والشفافية،والمشاركة في اللجان الانتخابية لضمان تمثيل المرأة في عملية صنع القرار.
ويمكن أن يساهم دور المرأة في تعزيز الديمقراطية وضمان نزاهة الانتخابات ،اذ يساهم دور المرأة في بناء الثقة في العملية الانتخابية وضمان مشاركة أكبر للناخبين،ومن خلال العمل المشترك وضمان نزاهة الانتخابات والشفافية، يمكن للمرأة العراقية أن تلعب دورًا هامًا في بناء مستقبل أفضل للعراق من خلال التثقيف وتقديم المعلومات الدقيقة للناخبين وسلامة وصحة المعلومات لتفادي الاخفاقات من اجل العراق والتغير لبناء دولة موسساتية
□ كيف يمكن للحكومة العراقية دعم مشاركة المرأة في الانتخابات القادمة وضمان تمثيلها في البرلمان العراقي؟
تعزيز تمثيل المرأة في اللجان الانتخابية وضمان مشاركتهن في عملية صنع القرار،تعزيز الوعي بقضايا المرأة واهتماماتها في المجتمع العراقي،ضمان الشفافية في جميع مراحل العملية الانتخابية،ضمان المساءلة عن أي مخالفات أو تجاوزات ،إجراء تدقيق ومراجعة مستمرة لضمان نزاهتها.
_ما هي الدور الذي تلعبه المنظمات غير الحكومية في دعم مشاركة المرأة العراقية في الانتخابات القادمة؟
أهمية المشاركة الفعالة للمرأة في العملية الانتخابية، سواء كمرشحة أو كناخبة، لضمان تمثيلها في صنع القرار، التوعية والتثقيف في تعزيز مشاركة المرأة في الانتخابات، وتوضيح أهمية دورها في بناء المستقبل السياسي للعراق،والدعم والتمكين للمرأة المترشحة والناخبة، لضمان مشاركتها الفعالة في الانتخابات،لمواجهة التحديات التي تواجهها المرأة العراقية في الانتخابات، مثل التمييز والعنف السياسي والمجتمعي،العمل المشترك بين المرأة العراقية والمجتمع المدني والمنظمات النسوية لتعزيز مشاركة المرأة في الانتخابات،ودور التكنولوجيا في تعزيز مشاركة المرأة في الانتخابات، مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات وتوعية الناخبين،أهمية الشفافية والمساءلة في العملية الانتخابية، لضمان نزاهة الانتخابات وعدم التلاعب بها
فرقاء سياسيون
□ ما هي التحديات التي قد تواجهها الحملات الانتخابية، وكيف يمكن التغلب عليها؟
المعوقات التي قد تعيق الانتخابات العراقية 2025 تشمل:الصراع بين الفرقاء السياسيين في العراق قد يؤثر على سير الانتخابات، خاصة مع وجود مصالح متضاربة ودول خارجية لها مصالح معينة في العراق،وتطورات حرب غزة والصراع الأمريكي-الإيراني قد تؤثر على الاستقرار السياسي في العراق وتجعل الانتخابات أكثر تعقيدًا.
ومشاكل الخدمات العامة مثل الطاقة الكهربائية قد تؤدي إلى احتجاجات واسعة وتستغل سياسيًا لإفشال الحكومة وإحراجها،الاقتصاد العراقي يعتمد على واردات النفط، وعدم وجود استراتيجية ناجحة للتنمية الشاملة قد يؤدي إلى مشكلات اقتصادية واجتماعية كبيرة،والأحداث في سوريا قد تلقي بتبعاتها على العراق، وعدم التعامل بحكمة مع هذه التحديات قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة تهدد الأمن والاستقرار في العراق،الفساد والهدر في المال العام قد يؤثر على أداء الحكومة ويعوق تنفيذ برامجها، مما قد يؤثر على ثقة الجمهور في العملية الانتخابي.
□ ما هي الدروس المستفادة من تجارب المرأة العراقية في الانتخابات السابقة؟
تعزيز الوعي بأهمية المشاركة الانتخابية بين النساء العراقيات، خاصة في المناطق الريفية والنائية،وتوفير التدريب والتمكين للمرأة العراقية لتعزيز مهاراتها في المشاركة السياسية والانتخابية،والدعم والمساندة للمرأة العراقية في مواجهة التحديات والعقبات التي تواجهها في المشاركة الانتخابية،وتعزيز التعاون والتنسيق بين المنظمات النسوية والهيئات الحكومية لتعزيز مشاركة المرأة في الانتخابات،التركيز على القضايا النسوية والاجتماعية التي تهم المرأة العراقية في الحملات الانتخابية،وتعزيز الثقة بين المرأة العراقية والنظام السياسي من خلال تعزيز الشفافية والعدالة في العملية الانتخابية،والاستفادة من نماذج النساء الناجحات في العراق كقدوة ومصدر إلهام للنساء الأخريات.
هذه الدروس يمكن أن تساهم في تعزيز مشاركة المرأة العراقية في الانتخابات المستقبلية وتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع العراقي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الزمان
منذ 33 دقائق
- الزمان
القبض على ضابط أمن سجن نقرة السلمان
القبض على ضابط أمن سجن نقرة السلمان بعد تحريات دامت شهوراً بغداد – ابتهال العربي القت مفارز جهاز الأمن الوطني العراقي، على ضابط أمن سابق والمعروف بـحجاج نقرة السلمان، أحد أبرز المطلوبين في النظام السابق، وذلك بعد تحقيق استخباري دقيق استمر لأكثر من ستة أشهر. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (تواصلًا مع العمليات النوعية الرامية إلى ملاحقة مجرمي النظام السابق، وبعد تحرٍ استخباري دقيق استمر لأكثر من ستة أشهر، تمكّنت مفارز الجهاز في محافظة المثنى، وبالتنسيق مع أمن جنوب صلاح الدين، من إلقاء القبض على أحد أبرز المطلوبين ع.أ. ح، الملقب بـحجاج نقرة السلمان، الذي شغل منصب ضابط أمن سجن نكرة السلمان سيئ الصيت)، وأضاف إن (المتهم تدرّج في عدد من المواقع الأمنية سابقًا، حيث شغل مناصب ضابط قاطع الرميثة وضابط قاطع النجمي وضابط قاطع الهلال وضابط قاطع محافظة المثنى وضابط قاطع البصية، وأخيرًا ضابط قاطع نقرة السلمان، وشارك كذلك في عمليات إعدام ودفن الضحايا في المقابر الجماعية ضمن القاطع)، ولفت إلى إن (المتهم ارتكب، إبان الحقبة الدكتاتورية، سلسلة من الجرائم ضد الإنسانية بحق المئات من المواطنين العراقيين، لا سيما من أبناء القومية الكردية المنفيين قسرًا إلى محافظة المثنى، تمثلت في التعذيب والقتل والاغتصاب داخل ذلك المعتقل سيئ الذكر)، مؤكداً إن (ذويه ادعوا وفاته طوال الفترة الماضية، غير أن الجهد الاستخباري، وتحليل المعلومات، ومقاطعتها مع اعترافات سابقة، أسهمت في كشف موقعه وتحديد مكان اختبائه داخل محافظة صلاح الدين، وبعد استكمال الموافقات القضائية وتدوين أقوال الضحايا والمدعين بالحق الشخصي، تم تنفيذ عملية إلقاء القبض على المتهم، وإحالته إلى الجهات التحقيقية المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية بحقه). على صعيد متصل، استذكر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مرور 42 عاماً على حملات الأنفال التي شنها النظام السابق ضد اقليم كردستان. وكتب السوداني في تدوينة له على منصة إكس أمس (تحلّ علينا الذكرى الثانية والأربعون لحملات الأنفال الوحشية، التي استهدفت الشيوخ والأطفال والنساء والشباب من الأُسر البارزانية الكريمة، تلك الحملات التي غيّبت 8 آلاف منهم، بشكل إجرامي ولا إنساني، مثّلت دليلاً واضحاً على دكتاتورية وإجرام النظام السابق). كما أكدت رئاسة الجمهورية، إن هذه الجريمة تمثل أفظع صور القمع والإبادة في العصر الحديث. وشددت الرئاسة في بيان أمس على (ضرورة محاسبة مرتكبي هذه المجازر، وتكريم تضحيات الشعب الكردي في سبيل الحرية والكرامة)، وجددت (التزامها بدعم الحقوق المشروعة للشعب الكردي وباقي مكونات العراق، والعمل على حل الملفات العالقة بروح وطنية ودستورية، وفاءً لدماء الشهداء وتجسيداً لوحدة البلاد الديمقراطية). فيما عد رئيس مجلس النوّاب محمود المشهدانيّ، جريمة الإبادة الجماعية التي تعرّض لها البارزانيون في حملات الأنفال الظالمة، واحدةً من أبشع الجرائم التي شهدها تاريخ العراق الحديث. وقال المشهداني في بيان أمس إنه (في هذه الأيام نستذكر ونستنكر، بقلوبٍ يعتصرها الألم وضمائر تئنّ من هول المجازر الوحشية، ما تمّ ارتكابه ظلمًا وعدوانًا ضدّ الأبرياء من البارزانيين في حملات الأنفال الظالمة، في مشهدٍ يمثّل استباحةً غير أخلاقية لدم الإنسان وفعلًا شائنًا لا تبرره حجة، وجريمة لا تُغتفر في تاريخ العراق الحديث). من جانبه، دعا نائب رئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، الحكومة والجهات المعنية، إلى تخليد ضحايا جريمة الأنفال وتعويض عائلاتهم. واعرب المندلاوي في بيان أمس عن (تضامنه العميق مع عائلات الضحايا، وإشادته بصمودهم وتضحياتهم وثباتهم بوجه الة الموت، واصرارهم على التعايش والمشاركة في بناء عراق ديمقراطي تعددي).


الزمان
منذ 33 دقائق
- الزمان
الكنيسة السريانية الأنطاكية الكاثوليكية في مرمى الدوائر الفاتيكانية
الكنيسة السريانية الأنطاكية الكاثوليكية في مرمى الدوائر الفاتيكانية – لويس إقليمس منذ عقود، لم تكن كنيسة العراق بمنأى عن الأحداث العالمية في ضوء ما شهدته المنطقة من تغيّرات وتحدّيات وولاءات اختلفت بحسب وجهات نظر قادة سفنها وتوجهاتهم وانتماءاتهم التي خرجت لدى بعضهم عن استقامة الرسالة الرسولية التي ائتُمنوا عليها يوم تولّيهم «خدمة» قيادتها وليس «سلطة» إدارتها. كلماتٌ قد تبدو مثيرة للريبة وقابلة للشك والتشكيك والطعن في مسيرة بعض هذه الرئاسات بل «السلطات» التي وضعت نفسَها في فوّهة المدفع وبين أسنان الطعن في بعضٍ من أدائها وسلوكياتها غير المستحبة. وأنا هنا لا أقصد قط الرئاسات الكبرى المتمثلة ببطاركة صاروا رعاةً منتخَبين بطريقة غير محسوبة النتائج في أحيانٍ كثيرة لكونها أتت جرّاء حوادث أو أحداث مشوبة بقرارات جدلية لا يحسنُ بي ولا بغيري أن يتطرّقَ إلى حيثياتها وأولياتها لأنّ من شأن ذلك أن يثير زوابع رعدية نحن في غنى عنها، وحيث يجدر بالقواعد الكنسية المتمثلة بمختلف الأتباع بتنوع أفكارهم وثقافاتهم ووجهات نظرهم بصدد ما جرى وما يجري كي تقول رأيها بصراحة الإنسان الواعي بعيدًا عن أشكال العاطفة والتعاطف غير المبرّر. فحين يكون مصير الجماعة على المحكّ يتطلّبُ الأمر الابتعاد عن هذه المجاملات بلا قيد ولا حدّ ولا خشية من قول كلمة الحق. فهناك أساقفة ورؤساء أبرشيات دخلوا أو تداخلوا مع افتراضات رئاساتهم وميولهم غير الراعوية وتوجهاتهم غير الرسولية لأجل نيل مكاسب شخصية في أدائهم بالولاء لصالح هذه الرئاسة أو تلك، أو باختلاط وتخبّط هذه المصالح مع جهات سياسية أو اجتماعية أو عائلية ليثبتوا للمقابل سوءَ تناغمهم مع الخدمة الخالصة من أجل منفعة أبناء الرعايا المحسوبين أحيانًا سربًا من الأغنام في نظر البعض من هذه الرئاسات وبما يُمكّنهم من سوقهم كما تشاء هذه الأخيرة بمختلف درجاتها وبما يُسمّونه مبرّرات الولاء والطاعة لرجال الكنيسة. وهذا ربما ينطبق اليوم على جميع الفرق الكنسية وطوائفها من دون تمييز ولا تسييس ولا طعن في هذا أو ذاك، كما على أيو رئاسات من أية أديانٍ أخرى. لستُ هنا بصدد خلط الأوراق المتعفنة في بعضٍ من مواقع الرئاسات الكنسية في عراقنا الجريح وسواه من دول المنطقة، وتعميم ما يجري على الجميع بقدر ما أودّ تسليط الأضواء الصادقة والمنيرة حول خطوة بابا الفاتيكان الأخيرة ودائرة الكنائس الشرقية في سعيٍ للمّ الشمل ووضع النقاط على الحروف لصالح أكبر طائفتين تنتميان لكنائس رسولية شرقية أصيلة تتبعان الدوائر الفاتيكانية من حيث الأهمية والعدد بالدعوة لعقد سينودسهما تحت أنظارها. وأقصد هنا الطائفة الكلدانية التي لا تُحسد عليها أحوالُها منذ سنوات بعد اشتداد النعرات وتصاعد الاختلافات في إدارتها العليا بطريقة غير مقبولة حيث يُفترضُ بكنيستها الرسولية الجامعة أن تكون حاضنة لجميع رعايا إبرشياتها من شمالها إلى جنوبها من دون تجاهل أو تهاون في متابعة أحوال كنائسها في الداخل كما في دول الاغتراب والشتات. ولكنّي في كلّ الأحوال، ليس من حقي التطرّق إلى خصوصياتها لكوني من خارجها راعويًا، والأكثر لكوني أكنّ لرئاستها العليا كلَّ التقدير والاحترام وأتمنى اليوم الذي تشهد فيه هذه الرئاسة تحوّلاً أو بالأحرى تغييرًا في نمط الإدارة بطريقة شفافة وغير اضطرارية لكونها لا تخلو من مزايا كثيرة في الفكر والثقافة والعلوم اللاهوتية والفلسفية والنظرية والاجتماعية والعلاقات على الصعيد الشخصي والمحلّي والوطني والإقليمي والدولي على السواء. ولو صَفَت النوايا واستوت الأفكار لدى بعض أساقفتها وامتزجت بروح المحبة المسيحية والعطاء الرسولي الخالي من أدران المصالح المادية الشخصية «التجارية» و»الدعائية» لبعضٍ منها والتي كانت السبب في انشقاق فكري وصراعٍ شخصيّ غير مبرّر، لكانت رسمت ملامح طيبة في طريق الخدمة الصحيحة الصالحة في كلّ زمانٍ ومكان. خللٌ في إدارة الطائفة والكنيسة السريانية سيكون تركيزي في الأسطر التالية حول كنيستي السريانية الأنطاكية الكاثوليكية ورئاستها المضطربة والحاشية التي تحيط بها بسبب ما شابها من نقاط ضعفٍ كثيرة وكبيرة لم توفق في سنواتها الأخيرة في رأب الصدع فيما بين أسقفياتها المتواضعة في العراق وسوريا ولبنان وبلدان الشتات على السواء. ولن أتطرّق بإسهابٍ عن أحوال بعضها وما شهدته من ضعفٍ في الأداء الرسولي والنهج الإداري غير المستقرّ في تسيير شؤون الكنائس وإدارة ملف الكهنة الذين تحزبوا لهذا أو ذاك ممّا زاد من أشكال الامتعاض في أوساط رعاياهم وفي أوساطهم على السواء، ما حدا بالعديد منهم للابتعاد عن خدمة أبناء رعاياهم وشدّ الرحال إلى رعايا غربية احتظنتهم بكلّ أريحية وسرور وفرح غامر، وآخرين آثروا الانشقاق والانتماء إلى كنائس شقيقة رحّبت بهم هي الأخرى بكلّ محبة لكونهم هبة ونعمة وعطيةً مجانية من لدن الرب. كما فشلت محاولة تنشيط الحركة الرهبانية في الطائفة للأسباب التي يعلمُها بعضُ القريبين والمتابعين للأحداث ويجهلُها الكثيرون بسبب الخلل في إدارة هذا النشاط الحيوي المهمّ المخطَّط له رفدَ الطائفة بعناصر شبابية متوثبة حيّة لم تنجح الرئاسة في احتوائهم وتوجيههم للخدمة الرسولية المجانية كما كانوا يحلمون ويخططون. أنا كما غيري، لا ننكر ما تعرّضت له رعايا بعض المدن والبلدات والقرى المسيحية لاسيّما في سهل نينوى قبل وعقب التهجير القسري في 2014، ولاحقًا ما أفرزته حادثة قاعة العرس في بغديدا/ قرقوش التي عمّقت الشرخ بين الرئاسات والرعايا. هذا من دون أن ننسى ما سبقها من خلافات عميقة بين الرئاسة العليا وبعض رؤساء الإبرشيات حول ملف إدارة الكهنة التي أخذت حيّزًا وافرًا في الأحداث. وهذا ما يعبّر عن شدّة الخلافات القائمة التي ماتزال الكثير منها بلا حلول مقنعة، ما أدّى إلى انشقاق كهنة شباب وانخراطهم وانتمائهم إلى كنائس شقيقة أخرى نتيجة الإهمال واللاّمبالاة وفقدان الحكمة والغيرة والحرص الرسولي والكنسي في معالجة مكامن الخلل والفشل في إيجاد الحلول المناسبة لها . ولهم وتحاشي الاستماع إلى أصحاب الشكاوى المطالبين بالإصلاح والتجدّد والاهتمام الوافي واستبدالها بقرار جائر بالتحريم الكنسي العلنيّ للبعض من مخالفي الرأي المطالبين بالإصلاح. في المحصّلة، كان لا بدّ من التئام الرئاسة الكنسية الأنطاكية السريانية الكاثوليكية في مجمعٍ عام تحت رايةٍ عليا مؤثرة تطالبُها بضرورة الإصلاح والتغيير الإيجابيّ. وهذا ما حصل بالفعل، ولكن ليس كما كان يحلو لغبطة ربّانها والحاشية المحيطة والمؤيدة بلا اعتراض ولا نقاش عبر مجمع «سينودس» تقليدي سنوي يجمعهم في عقر الدار البطريريكية في «الشرفة» في شهر تشرينيّ سنويّ كي يُسبغ على الحضور نعمة الطاعة والخضوع وتمشية الأمور بالمماطلة من أجل تحاشي أية تأثيرات جانبية قد تعكس صحة رؤية التيار الآخر المعارض سرًّا وفي الكواليس والمطالِب بإصلاح الأحوال والتغيير المنتظَر. وهنا لا بدّ من التذكير بضرورة إتاحة فسحة معقولة من إبداء الرأي للرعايا أيضًا ومنحهم شيئًا من الحق بالمشاركة بطريقة أو باخرى في اختيار أساقفة إبرشياتهم وإدارة كنائسهم ضمن جهود الإصلاح المطلوبة في الطائفة، وأنا من ضمنهم. فالكنيسة مؤسسة جماعية واجتماعية ودينية في آنٍ معًا، وهي تشكلُ بمجملها جمعَ المؤمنين ولا تقتصر على الأسقف والكاهن فحسب والراهب والراهبة فحسب! كنيستنا السريانية الأنطاكية الكاثوليكية على مفترق طرق في رأيي ما جرى في حضرة بابا الفاتيكان وفريقه في مجلس الكنائس الشرقية كان ضمن السيناريو التالي بحسب تسريبات وتوقعات. ففي دعوة «البابا لاون الرابع عشر» رئاسةَ الطائفة السريانية الكاثوليكية لعقد سينودسها العادي العام في روما وافتتاحه شخصيًا لأعماله في 1 تموز 2025، يشعرُ المتابع للأحداث أن تلك الدعوة كانت بمثابة استدعاء للحوار والفهم المباشر للأحوال، ولا أقول استجواب كي لا يزعل منّي البعض بالرغم من محبتي الوافرة والصادقة للجميع وحرصي على انتعاش هذه الطائفة أينما تواجد أتباعُها. فهذه الدعوة البابوية لم تكن في حقيقة الواقع مصادفةً أو لأجل الترف السياحي أو الوجاهيّ للقاء قداسته فحسب. بل كانت إيذانًا بضرورة بدء مرحلة مختلفة من العمل الرسولي مع الفريق البابوي المتمثل برئاسة مجمع الكنائس الشرقية وسكرتارية الدولة اللتين كما يبدو، تحتفظان بمعلومات وبيانات وافرة عن واقع هذه الكنيسة والتحديات التي واجهتها وماتزال منذ سنوات بغية تغيير الواقع المتردّي وحلّ الخلافات وتقريب وجهات النظر بين الرئاسة العليا ورئاسات الإبرشيات وكهنتها ورعاياها وبهدف نزع فتيل التوتر وتجاوز المراوحة في ذات الواقع من دون تجدّد أو تغيير أو زيادة «النعمة فوق نعمة». وبحسب معلوماتي الشخصية، إنّ دوائر فاتيكانية عديدة، ومنها رئاسة مجلس الكنائس الشرقية والأمانة العامة لسكرتارية الدولة، قد وردت إليهما عشرات التقارير والرسائل والشكاوى من جهات عديدة من داخل العائلة السريانية الكاثوليكية، من كنسيّين وعلمانيّين، ولاسيّما من العراق، وذلك بعد تصاعد شكل الاختلافات بين عدد من أسقفيات الطائفة والكهنة مع رئاستها، واصطدامها بواقع من جدار المماطلة من جانب هذه الأخيرة وعدم استشفاف الرغبة الحقيقية لديها بتغيير الواقع المرير لبعض الأبرشيات بسبب الانقسام في الرأي وتقاطع الرؤى والتوجهات بين جماعة الكهنة واساقفتهم مع الإدارة البطريركية وحاشيتها خلال السنوات القليلة الماضية. لذا ارتأت الدائرة المقرّبة من البابا الجديد أن يدعو قداستُه إلى التئام السينودس قبل موعده المقرّر في روما بالذات ليكون بعيدًا عن أية تاثيرات جانبية من الرئاسة العليا للطائفة وحاشيتها ومَن يمكن أن يكون له شكلٌ من التأثير في مسار إكمال كنائس الطائفة لدورها الخدمي الرسولي ورعايتها الصحيحة لأتباعها ورعاياها في أية بقعة أو بلدٍ تعيشُ فيه وتحتاجه من خدمة كنسية أو راعوية. وفي بداية الجلسة الأولى، كما تشير التقارير، دعا قداستُه المشاركين في السينودس للابتهال إلى «الروح القدس كي يهدي الآباء لما فيه خيرُ الكنيسة والمؤمنين والعمل للحقّ بالمحبة وإتمام الخدمة بقلبٍ واحد وفقًا لمشيئة الله عبر اكتشاف الاحتياجات الضرورية للرسالة الإنجيلية والسعي لعيش الشركة والرسالة والوحدة على غرار أوتار القيثارة». ثمّ جاءَ تشديدُ قداسته على مجمل هذه النقاط وغيرها إيمانًا منه بعراقة هذه الكنيسة التاريخية وتقديرًا لشخصياتها السريانية الفذّة التي رسمت طقوس الكنائس وزيّنتها بقصائد تُنعش بكلماتها وأشعارها الألباب وتسمو بالنفس البشرية إلى سماء الخالق. والسؤال هنا، ما هي يا ترى أهمّ الاجراءات التي يمكن أن يكون الكرسي الرسولي قد تطرّقَ إليها أو أوصى بها أو فرضها من أجل المضيّ في سبيل إصلاح ما انكسرَ في كنائس هذه الطائفة بحيث خلقَ شرخًا بين الرئاسة الإنطاكية السريانية الكاثوليكية وبعض أسقفياتها وعددٍ كبيرٍ من كهنتها كي لا ينعكس هذا على العمل الرسولي والعلاقة بين الراعي والرعية؟ بطبيعة الحال، لا يمكن أن يحصل كلّ هذا التبرير بضرورة الإصلاح من دون التأكيد على الأولويات في صحة وسلامة رعايا الطائفة أينما تواجدوا في ضوء اختبارهم لأشكال المحن والتحديات التي واجهوها سواءً في العراق أو سوريا أو لبنان قبل بدء رحلة الهجرات المؤلمة التي كادت تُفرغ هذه البلدان الثلاثة الرئيسية من رعاياها الأصليين في أراضي الآباء والأجداد لحدّ قفر كنائس هذه الأخيرة وندرة مرتاديها، إلاّ في البلدة السريانية الأصيلة بغديدا/ قرقوش التي ماتزال تشكّلُ النهرَ السرياني الفائض بالحيوية وبالكثير من التطلعات والنشاط وحركة الإصلاح على السواء. من هنا يكون من الطبيعي أن يشدّد قداسة البابا على الخدمة المجانية إيمانًا بوصية المسيح رأس الكنيسة الجامعة الذي دعا تلاميذَه «ليَخدُموا لا ليُخدموا». وهذا أصل الإصلاح المطلوب في هذا السينودس الخاص من أجل تلافي أية إشكاليات حصلت بين مشاركين بحسب معلومات مسرّبة من أروقة الاجتماع التي ربما رافقتها أيضًا مشادات كلامية وخلافات واختلافات في الرأي والرؤية ما يعكس عدم رضا من جانب أغلبية المشاركين الذين أبدوا استعدادًا لحجب الثقة بالرئاسة الحالية والاستعداد لتقبّل تغيير مرتقب في الهرم الكنسي للطائفة وفي الحاشية التي تحيط برئاستها، باستثناء عددٍ يسيرٍ من أساقفة لا يتجاوزون أقلّ من أصابع اليد ممّن لم تسرّهم هذه الدعوات من أجل التغيير. ويبدو أن هناك دعوة صريحة في خاتمة السينودس برغبة ملحّة لدى غالبية أساقفة الطائفة لاستقالة غبطة البطريريك «يوسف يونان» وفقَ ما حدّدته الدوائر الفاتيكانية المعنية على ألاّ تتجاوز المهلة المتوقعة فترة أعياد الميلاد القادمة لتنفيذ ما ارتآه غالبية آباء السينودس الذين ضمّوا أصواتَهم إلى صوت الدوائر الفاتيكانية المعنية. وهنا لا يسعنا تأكيد أو نفي ما حصل وما يُنتظر من إجراء تنفيذي مرتقب. فالعهدة على ناقل التسريب من كواليس السينودس. وأنا لستُ أجيد غير ترديد مقولة «ناقلُ الكفر ليسَ بكافر»! إلى ذلك اليوم السارّ بالرغبة الصادقة لدى الطيبين والحريصين على ترتيب البيت السرياني الأنطاكي الكاثوليكي، نتطلع للعمل معًا من أجل توفيق آباء السينودس للاتفاق قريبًا على أدوات التغيير الصحيح والصادق في نمط الخدمة الكنسية وإدارة رئاسة الطائفة وكنيستها الرسولية من أجل إنقاذها من الأداء المترهّل والمماطل والمتجاهل لدعوات التصحيح والإصلاح في إيجاد الحلول الإدارية والكنسية بعيدًا عن رؤية وتأثير الحاشية البيروقراطية المحيطة بالرئاسة أو أية تأثيرات سياسية أو ما ماشابهها. فتعاونُ الجميع على طريق التغيير الصحيح والأداء الخدمي الرسولي المأمول بالتوافق والحوار والاستماع للرأي الآخر سوف يقود بالتأكيد لامتصاص نقمة الرعايا إزاء بعض الرعاة مثيري الجدل، والمساعدة بفتح آفاقٍ جديدة على مسار تجديد الخطاب وتحسين العلاقة بين الأطراف جميعًا، أساقفةً وكهنة وإكليروسًا وشعبًا، والعمل على تنشيط همم الجميع لأجل تقدّم الطائفة وكنائسها المنتشرة في بلدان الاغتراب كما في بلدان الأصالة التي تحتفظ بعراقة شخصياتها وقدّيسيها وآبائها العظام وشهدائها الكبار.


الزمان
منذ 33 دقائق
- الزمان
جريمة تتكرّر وصمت دولي لا يتغيّر
الأنفال ليست مجرّد جريمة إبادة، بل وصمة في جبين الإنسانية، تُدوَّن لا بالحبر، بل بعظام أطفال ونساء دُفنوا أحياء تحت ركام صمت العالم. إنها لحظة مظلمة في تاريخ العراق، وأشد سواداً في ذاكرة الكورد، حيث تحوّلت الجغرافيا إلى مقبرة، والتاريخ إلى شاهد خجول على فظاعة لم تلقَ حتى الحدّ الأدنى من الاعتراف الدولي. ورغم ضخامة المأساة، ظلّ الموقف الدولي دون مستوى الحدث، أقرب إلى المجاملة السياسية منه إلى الإدانة الأخلاقية، وكأن دماء الكورد لا تستحق أكثر من استنكار خافت في أروقة مغلقة. لم يُحاسب القتلة بالقدر الذي يليق بجريمتهم، ولم تُرفع راية العدالة فوق أنقاض القرى الكوردية المدمّرة، بل رُفعت رايات المصالح والتحالفات المؤقتة. والمفارقة أنّ هذه الجريمة لم تكن الأولى في سجل معاناة الكورد، ولن تكون الأخيرة في ظل استمرار التجاهل الدولي المزمن لحقوقهم. فالشعب الكوردي، الممتد عبر أربع دول، لم يعرف في تاريخه الحديث سوى محاولات مستمرة لمحو هويته، وتجزئة جغرافيته، وإسكاته حين يطالب بحقه في تقرير مصيره. وما بين الوعود المقطوعة والمواقف المترددة، ظلّ الكورد ضحية لصفقات إقليمية تُعقد على حسابهم، وورقة ضغط تُلوَّح بها حين تقتضي الحاجة، ثم تُطوى حين تتغير الحسابات. اليوم، بعد أكثر من ثلاثة عقود على كارثة الأنفال، لا تزال ذاكرة الضحايا تنتظر عدالة لم تأتِ، وشعب بأكمله يعيش على هامش المعادلات الدولية، يُستخدم حيناً ويُتجاهل غالباً. إنها ليست فقط مأساة ماضٍ أليم، بل جرح مفتوح في ضمير العالم، يزداد عمقاً كلما استمر الصمت والتواطؤ. الأنفال لم تنتهِ بعد، طالما لم يُحاسب الجاني، ولم يُعترف بالضحية. إنها الإبادة التي تتكرّر في كل صفقة تتجاهل وجود الكورد، وفي كل تسوية سياسية تُقصيهم، وفي كل خطاب دولي يغض الطرف عن معاناتهم. وما لم يتغيّر هذا المنطق الأعوج في التعامل مع الكورد كـ 'حالة وظيفية' لا كـ 'قضية شعب'، فالعالم لا يختلف كثيراً عمــــــــّن دفنوا الضحايا… سوى أنه دفنهم بصمته .