
داعية أردني: تيارات الإسلام السياسي فشلت فشل ذريع وحظر الإخوان بالأردن قرار صائب
داعية أردني: تيارات الإسلام السياسي فشلت فشل ذريع وحظر الإخوان بالأردن قرار صائب
قال الدكتور محمد العايدي من علماء وزارة الأوقاف الأردنية ورئيس مؤسسة أركان الأردنية في تصريحات له اليوم، إن قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين بالأردن قرار صائب للغاية ومصر كانت صاحبة الضربة الأولي لهذا التنظيم الإرهابي، حيث أن تيارات الإسلام السياسي، فشلت فشل ذريع، رغم عشرات السنين من العمل، في أن تقدّم نموذجًا حضاريًا واحدًا يليق بسمو رسالة الإسلام، فلم تبنِ دولة عادلة كما يحلمون بها، ولم تؤسس حضارة أخلاقية تستوعب الجميع، ولم تنهض بمجتمع إنساني يحترم العهود والمواثيق، كل ما أنجزته هو جرّ المجتمعات إلى صراعات عبثية بين التكفير والتخوين، والمساهمة في تعميق الانقسامات الأيديولوجية والدينية، وإعادة صياغة الإسلام بشكل سطحي يفتقر إلى العمق الفكري والأخلاقي والإنساني.
وتابع " العايدي" في تصريحات له اليوم: إنه في الحقيقة، هذه التيارات لم تخدم الإسلام، بل حمّلته وزر إخفاقاتها، فكل فشل حصل لها من ضيق أفقها ونظرتها القاصرة، حمّل الناس من التبعات والويلات ما لا يطيقون، وجعلت الدّين يبدو وكأنه مشروع قمع وإقصاء يسعى للسلطة، لا مشروع رحمة وعدل وهداية للناس، رفعت شعار «الإسلام هو الحل»، لكنها حين اقتربت من السلطة، لم تقدم حلولًا عملية، بل أجّجت الأزمات، وأطلقت العنان لصراعات الهوية على حساب تحديات التنمية، والتعليم، والصحة، والحرية.
واضاف: لو تخلص العالم من هذا التيار، سيتحرر الإسلام من الاختطاف الأيديولوجي الحزبي الضيق في توجهاته وتطلعاته، وسيعود خطاب الدين صوتًا للضمير الإنساني الحي، لا أداةً للهيمنة، سيعود الإسلام كما كان في أصله: منارة للعلم والعدل، لا مطرقة للتنازع وتفتيت الوعي.
وسيتحرر العالم الإسلامي من ثقافة الاصطفاف والانقسام، ذلك الانقسام الذي غذّته حركات الإسلام السياسي عبر خلق «نحن» و»هم»، المؤمنين الحقيقيين مقابل المتهمين بالردة أو الخيانة، سيتحرر العقل المسلم من أن يكون حبيس مشروعات زائفة تسعى للسيطرة على مفاصل الدولة بالتدريج، إلى أن يكون عقلًا منخرطًا في صانعة الحضارة الإنسانية.
سيتوقف النزف الداخلي الذي أوجدته هذه الأيديولوجيات السطحية، حيث أصبح كل من خالفهم خائنا، وكل من انتقدهم متآمرا، وسيتحرر الشباب العربي والإسلامي من فخ الوعود الخادعة لتحقيق الحلم المقدس، الذي استخدمته هذه التيارات وقودًا في إدارة معارك عبثية لم ينتصر فيها أحد، بل ألحقت ضررًا بالغًا في المكون العربي والإسلامي في هذا العالم.
نعم، سينجو الدّين الإسلامي نفسه من أن يُحاكم أمام العالم على جرائم لم يرتكبها، وسيتحرر المسلمون من ابتزاز الشعارات، ليعودوا إلى جوهر الإسلام: أخوة إنسانية، ورحمة عالمية، وحرية مسؤولة.
وأشار الداعية الأردني قائلا: إن اختفاء تيارات الإسلام السياسي لا يعني بالضرورة اختفاء الدين عن المشهد العام، بل تحرير الدين من التسييس المرتبط بأجندة حزبية ضيقة، فالدين حين يتلوث بلعبة السلطة، يفقد صفاءه، وتفتك به أمراض السياسة: الكذب، والاحتيال، والازدواجية، باختفاء الإسلام السياسي عن المشهد، تفسح للمجتمعات العربية والإسلامية الطريق أمام مشروع وطني حضاري جامع، ينظر إلى الإنسان باعتباره قيمةً، لا مجرد أداة للتعبئة الحزبية الضيقة، وتتحرر مؤسسات الدولة من العقبات المفتعلة لإعاقة تقدمها، وتعود الأمة إلى التفكير في المستقبل بدل الانغماس في اجترار أساطير الماضي.
وأكد " العايدي ":وفي لو اختفى تيار الإسلام السياسي، ستربح الشعوب فرصة نادرة لتعيد بناء ذاتها، لا على أساس الشعارات الدينية المعلبة، بل على أساس العقلانية، والأخلاق، والعدالة، وهي المبادئ التي جاء بها الدين أصلًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمني برس
منذ 12 ساعات
- يمني برس
من بين ركام العجز العربي.. ينهضُ رجلٌ يُشبِهُ عليًّا
يمني برس – بقلم – بشير ربيع الصانع حين تنظُرُ إلى واقعِ الأُمَّــة اليوم، ترى الهزائمَ تتراكم، والمواقفَ تتهاوى، والعروشَ تتماهى مع العدوّ، وتمُرُّ من أمامك مشاهدُ الخِذلان كأنها قَدَرٌ محتوم، حتى إذَا بلغت القلوبُ الحناجر، وشارف الأملُ على الاحتضار، إذَا بشمسٍ تُشرِقُ من بين جبال اليمن، وَإذَا بصوتٍ قرآنيٍّ يشقّ الظلام، وَإذَا بقيادةٍ صادقةٍ تُعِيدُ تعريفَ الرجولة والسيادة والشرف والكرامة. ليس قولًا عابرًا، ولا حماسة لحظة، بل يقينٌ نابعٌ من الفطرة، بأن القائدَ اليمني السيّد عبدالملك بدرالدين الحوثي، هو ذلك الرجل الذي انتظرته الأُمَّــةُ منذ أربعة عشر قرنًا.. رجلٌ لم يخنع، لم يساوم، لم يخشَ جيوشَ العالم؛ لأَنَّه يخشى اللهَ وحدَه، ويثقُ بنصره، ويؤمن بوعده، قائدٌ من طراز النبوّة، وظلِال الإمامة، وصدى البطولة. في وقتٍ أصبح فيه معظمُ الزعماء عبئًا على شعوبهم، برز هذا القائد كأمةٍ وحدَه، كرمزٍ لحقبة جديدة يعاد فيها للإسلام وجهه الأصيل، بعد أن شوَّهته موائدُ التطبيع، وسرقه تجارُ السياسة. إنه القائد الذي أعاد سيرةَ علي بن أبي طالب حيَّةً بيننا، لا بالكلمات، بل بالمواقف. نصرُ غزة لا يُصنَعُ بالمؤتمرات، بل يُصنَعُ بالصواريخ. ولا يُنتزَعُ بالتغريدات، بل يُنتزع بفرض الحصار. ولا يُكتب بالتنديد، بل يُكتب بالحظر البحريّ والجويّ على الكيان المحتلّ. نعم إنه القائد الذي يخطب في الناس، فتشعر أن اللهَ يؤيده، وأن الملائكة تباركُ كلماته، وأن رعايةَ الله تمشي معه حيثما مشى. ما من موقفٍ اتخذه، إلا وأحاطته العناية الإلهية، وما من قرارٍ أعلنه، إلا ورافقه التوفيق والتسديد. سياساته ليست عبثية، وخطاباته ليست استهلاكية، بل هو يمضي كما تمضي السنن، ويواجه كما واجه الأنبياء والأوصياء، ويصبر كما صبر أولياء الله من قبل. ما نراه فيه ليس فقط قائدًا ميدانيًّا.. بل هو مشروع أُمَّـة. هو مشروع للإسلام الذي أراده الله أن يكون: إسلاما عزيزًا لا يركع، ولا يُهادن، ولا يخاف إلا الله. هو الإسلام الذي حرّر مكة، وواجه الروم، وكسر قيد كسرى، الإسلام الذي يحمل العدل للناس، لا الخضوع للظالمين. وفي زمن العار، جاء هذا القائدُ ليكتُبَ الشرفَ من جديد. وفي زمن الصمت، جاء هذا الصوتُ ليكسرَ الجدار. وفي زمن القعود، جاءت قدماه تمشيان إلى واجبِ النصرة، كأنهما تمشيان على وعدٍ إلهيٍّ لا يخيب. أيَّةُ يدٍ هذه التي تُمسك بزمام القرار اليمني؟ أيُّ قلبٍ هذا الذي يُصدر قرارات تزلزل البحر والجوّ في وجه العدوّ؟ أيّ عقلٍ هذا الذي يدير معركة أُمَّـة من أرضٍ محاصرة لكنها متوكلة؟ إنها يدٌ ممسكةٌ بالله.. لا تهتز، لا تكل، لا تفتر. لقد انتظرنا طويلًا من يعلو بالإسلام فوق المنابر السياسية الخائنة، وفوق الطاولات الملوثة، وفوق البيانات المعطوبة.. فجاء عبدُ من عباد الله، يحمل وعي القرآن، وشجاعة التاريخ، وعزة الموقف، وعمق البصيرة، ففتح لنا أبواب الرجاء. نعم، والله، ليست مداهنةً ولا مبالغة. من نظر إليه وهو يصدح بنصرة فلسطين، أدرك أنه ليس كباقي القادة. ومن شاهد صمودَه وهو يواجهُ تحالفًا عالميًّا، علم أن في هذا الرجل مَدَدًا لا ينقطع. ومن تابع تحَرّكاته، علم أن رعايةَ الله ليست بعيدة عن صنعاء. أيها المسلمون، أيها الأحرار في كُـلّ مكان، ليس الزمن هو الذي تغيّر، بل نحن الذين ابتعدنا عن رجال الزمن. واليوم، أُهدينا رجلًا، يُشْبِهُه أبطالُ التاريخ، ويقودُنا كما تُقاد الأمم العزيزة، ويذكّرُنا أن الإسلامَ لا يُقهَرُ إذَا حمله رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فطُوبى لليمن بهذا القائد. وطُوبى للأُمَّـة بهذا الأمل. وطُوبى لنا أن نشهدَ زمنًا يعودُ فيه الإسلام كما أراده الله: قويًّا، عزيزًا، مهابًا، مزلزلًا للظالمين.


أهل مصر
منذ 13 ساعات
- أهل مصر
إبراهيم عيسى: الإخوان اخترقوا المجتمعات الأوروبية وسيطروا على المساجد والمؤسسات
أكد الإعلامي إبراهيم عيسى أن الحكومات العربية تحارب جماعة الإخوان من الناحيتين التنظيمية والحركية، في الوقت الذي تشهد فيه الجماعة تمددًا ونفوذًا متزايدًا داخل أوروبا والغرب، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان باتت تسيطر على قطاعات واسعة من المسلمين في أوروبا، في ما وصفه بـ «تطور هائل ومؤثر». وخلال تقديم برنامج «حديث القاهرة»، المُذاع عبر شاشة «القاهرة والناس»، أكد أن تنظيم الإخوان اخترق المجتمع الفرنسي، وسيطرعلى عدد كبير من المساجد والجمعيات، بالإضافة إلى اختراق مؤسسات جامعية وبحثية وإعلامية، مضيفًا: «هذا التمدد يخلق مشكلة كبيرة في الواقع العربي والمصري، حيث إن أي قرار ضد جماعة الإخوان في الداخل العربي يقابله تحشيد من المؤسسات الحقوقية الغربية». وأكمل "عيسى": "تُقدم الجماعة في الخارج وكأنها حركة سياسية شرعية، والإخوان اختطفوا الإسلام في أوروبا من خلال سيطرتهم على المساجد". وشدد "عيسى" على أن الأمر بات يتطلب طرح أسئلة عميقة والاستماع إلى رؤى وتحليلات لفهم هذا التمدد وتأثيراته على الداخل العربي.


البشاير
منذ 14 ساعات
- البشاير
ماكرون يتخذ قرارات سرية للتعامل مع اختراق الإخوان للمجتمع
قال الدكتور أحمد يوسف، أستاذ في الجامعات الفرنسية، إن صحيفة 'لوفيجارو' الفرنسية نشرت مقتطفات من تقرير سري تم إعداده حول تغلغل جماعة الإخوان المسلمين في المجتمع الفرنسي، مؤكدًا أن التقرير كشف بالأرقام والتفاصيل الدقيقة حجم اختراق الجماعة للمجتمع الفرنسي، لا سيما في المساجد والجمعيات والمؤسسات البحثية والتعليمية. وأضاف أحمد يوسف، خلال لقاء عبر الإنترنت مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ببرنامج 'حديث القاهرة'، المُذاع عبر شاشة 'القاهرة والناس'، أن التقرير يتكوّن من 76 صفحة، وشارك في إعداده سفير فرنسي يتقن العربية، عمل في السعودية والجزائر، بالتعاون مع مدير أمن فرنسي مختص في الإسلام السياسي، وبمساهمة من الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية. وأشار إلى أن التقرير أوضح كيف تعمل الجماعة على اختراق الدولة الفرنسية بشكل ناعم ومنظم 'من تحت'، دون مواجهة مباشرة، في ما يُعرف بالمباطنة أو التسلل الهادئ، المعروف في الأدبيات الفرنسية بـ 'الانتريزم' و'السبارتيزم'. وأوضح أحمد يوسف، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر نشر التقرير كاملًا بنهاية الأسبوع الجاري، بعد عرضه في اجتماع مجلس الأمن القومي، وأن المجلس سيجتمع مرة أخرى مطلع يونيو لاتخاذ قرارات بعضها معلن وبعضها سري. تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية