
عبدالله: الطبقة العاملة لن تُهزم.. ونحذر من التهجير والذل والجوع
وقال:'أيها العمال والمستخدمون، أيها الصيادون والمزارعون والكادحون، أيها الشباب العاملون في الاقتصاد المنظم وغير المنظم، أيها النقابيون الشرفاء، أيتها الرفيقات ، أيها الرفاق الحاضرون في ميادين النضال والكفاح. نلتقي اليوم في مدينة صيدا الأبية، مدينة الشهداء، مدينة الشهيد معروف سعد التي احتضنت نضالات الطبقة العاملة والمقاومة الوطنية.
نلتقي تحت راية الأول من أيار، عيد العمال العالمي، حاملين قضاياهم، آمالهم، طموحاتهم وتطلعاتهم لوطن حر وشعب سعيد . ونحو مستقبل إنساني أفضل، في زمن تغرق فيه بلادنا في أدق الأزمات الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وأخطر التحديات في مواجهة العدو الصهيوني'.
ولفت الى ان 'لبنان اليوم يمر بأخطر مرحلة في تاريخه الحديث:
– أزمة اقتصادية غير مسبوقة ضربت كل مقومات العيش الكريم.
– انهيار مالي سقطت معه الليرة اللبنانية، وضاعت مدخرات العمال والفقراء في المصارف.
– انهيار اجتماعي تتزايد معه نسب البطالة والفقر والجوع، فيما تتراجع الخدمات الصحية والتعليمية والسكنية الأساسية'.
وسأل :'من يدفع الثمن؟'. وقال:'يدفعه العمال والمستخدمون والمزارعون والصيادون وأصحاب الدخل المحدود وكل الفئات الاجتماعية المهمشة من عرقهم وتعبهم والآم اولادهم . ومن يتفلت من المحاسبة والعقاب؟ هي منظومة الفساد السياسي والطغمة المالية التي اعتمدت سياسات اقتصادية غير منتجة لنهب الناس وصغار المودعين والصناديق الضامنة . وحمت المصارف وكبار التجار ومافيات النهب على حساب حياة الكادحين والفقراء وصغار المودعين'.
تابع:' لقد أصبح الحد الأدنى للأجور مأساة حقيقية تقض مضاجع ملايين الفقراء، وقيمته الشرائية لا تعادل إجرة النقل إلى العمل. لقد بات العامل عاجزا عن تأمين الحد الادنى للعيش. وخياراته ضيقة جدا بين أن يُطعم أولاده الخبز الناشف، أو شراء دواء، أو إرسال اولاده الى المدرسة. ولم نتحدث عن كارثة قوانين الايجارات السوداء السكنية وغير السكنية، ولا عن غياب خطط الاسكان وحق السكن المقدس. هذا عدا عن أن الضمان الاجتماعي بات عاجزًا عن حماية المضمونين لديه، فيما يحرم مئات الآف العمال في القطاعات غير المنظمة من أي تغطية صحية أو اجتماعية'.
واعلن ان 'هذا البعض القليل مما نعيشه كأبناء الطبقة العاملة في بلد الصمود والمقاومة، ومن هنا، من صيدا المقاومة إلى كل لبنان، نعلنها صرخة مدوية:
لا عودة إلى الوراء. ولا مساومة على حقوق العمال والكادحين والفقراء. لقد آن الأوان لتنظيم صفوف العمال، والمواجهة السياسية الوطنية والشعبية ضد تسلط برجوازية الفساد والتطييف والنهب المنظم، وضد سياسات الافقار والتجويع والتهجير. والعمل بكل الوسائل الديموقراطية المتاحة لتكريس دور الطبقة العاملة وتعزيز الحركة النقابية الديمقراطية المستقلة، بعيدا من الالتحاق والتملق والوصاية والتدجين السياسي الطائفي'.
وقال :'موقفنا أمس واليوم واضح وصريح:
– نطالب باعتماد خطة اقتصادية وطنية منتجة . وبتصحيح الأجور والرواتب فورا على ألا يكون الحد الأدنى أقل من 1000دولار، وربطها بالسلم المتحرك للاجور الامر الذي يوفر ضمان وامان وحماية وكرامة العمال والعاملات.
– ندعو إلى إقرار قانون عادل وشامل للتقاعد والحماية الاجتماعية.
– ندعو إلى توسيع مظلة الضمان الاجتماعي، لتشمل كل العمال، خصوصًا الصيادين وعمال البناء والعاملين في الزراعة، والاقتصاد غير المنظم، وكل من يعيش بلا حماية ولا ضمان.
– نطالب بتعديل قانون الإيجارات بما يكفل حق السكن للأسر العاملة، ويمنع تشريد المستأجرين القدامى والجدد.
– نطالب بإقرار حق التنظيم النقابي بحرية تامة، بعيدًا من تدخل السلطة وأصحاب العمل، كحق أساسي ومقدس مكفول بالدستور والمواثيق الدولية، ونطالب بالتصديق على الاتفاقيات الدولية بهذا الخصوص'.
تابع:'ان الربط بين النضال الاجتماعي والوطني ، ضرورة من أجل التحرير والتغيير الديموقراطي. فالعدو الصهيوني ما زال يحتل النقاط الخمس ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا وقسم من قرية الغجر المحتلة وبعض الاسرى وجثامين الشهداء المقاومين ، ويستهدف بعدوانه الوحشي اليومي الابرياء في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية، ويمنع أهلنا من العودة الى قراهم المهدمة الامامية، ويضرب عرض الحائط مندرجات الاتفاق 1701. هذا العدوان الصهيوني الفاشي المدعوم من الامبريالية الاميركية والاطلسية وبتواطؤ من الرجعية العربية لن يستطيع أن يثني شعبنا ومقاومتنا الوطنية عن الثبات والصمود والمقاومة حتى التحرير الكامل'.
أضف:'نؤكد من هذا الصرح الوطني في صيدا المقاومة، ومن مقاومة معروف سعد ومصطفى سعد ونزيه قبرصلي والآف الشهداء المقاومين الوطنيين وملايين الصامدين من أبناء شعبنا المناضل :
– أن قضية فلسطين هي قضيتنا المركزية العربية وستبقى حتى تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني كاملة في تحرير تراب وطنه وحق العودة.
– رفض كل أشكال التطبيع مع العدو.
– التأكيد على أن تعزيز الصمود الشعبي هو جزء من معركة الدفاع عن الوطن'.
واشار الى ان 'الأول من أيار ليس مجرد احتفال، بل محطة كفاحية لتجديد العزم، لتوحيد الصفوف، ، وفرض التغيير الديمقراطي الجذري. ندعوكم اليوم، ن
الى الالتفاف حول الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان والعمل سوياً لبناء حركة نقابية ديموقراطية مستقلة، تشكل جزءا من جبهة سياسية وشعبية واسعة للنضال من أجل التغيير الديمقراطي الشامل، وإسقاط نظام الازمات والتبعية والفساد والطائفية والتخلف'.
وختم:'فلنرفع أصواتنا اليوم عالية:لا للجوع والفقر والذل، نعم للكرامة والعدالة الاجتماعية، نعم لدولة الرعاية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، لا لدولة الاحتكار والفساد، أيها العمال، لن تكسرنا الأزمات مهما اشتدت، ولن تهزمنا المؤامرات مهما عظمت،
لأننا نحن الطبقة العاملة، بنا تُبنى الأوطان، وبنضالنا تُصان الكرامات.
عاش الأول من أيار يومًا للنضال والوحدة العمالية،
عاشت الطبقة العاملة اللبنانية والعالمية،
عاش الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان،وعاشت فلسطين حرة عربية،وعاش لبنان وطنا موحدا مقاوما ديمقراطيا عربيا مستقلا
المجد للشهداء. والف وردة وتحية للسواعد السمر التي تبني وطن العزة والكرامة والاباء والتحرير'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 44 دقائق
- النهار
ترامب في الخليج 2025: إعادة التموضع الأميركي في زمن التعدّدية الدولية
في 13 أيار/ مايو 2025، حطّت طائرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أرض المملكة العربية السعودية، في أول جولة خارجية له بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية، ليعيد إلى الأذهان مشهد زيارته الشهيرة عام 2017، التي مهّدت آنذاك لتحالفات اقتصادية وأمنية عميقة. إلا أن الزيارة الجديدة، بكل ما حملته من رسائل وقرارات مفاجئة، شكّلت محطة أكثر خطورة وتعقيداً، في منطقة تتأرجح بين رياح الحرب والتحوّل. لم تكن زيارة ترامب للخليج مجرد محطة بروتوكولية. فالرجل، الذي يعود إلى البيت الأبيض بزخم قاعدة شعبية يمينية وإرادة لإعادة صياغة الدور الأميركي في العالم، أراد أن تكون الرياض منصة لإعلان تحولات جوهرية في سياسات واشنطن تجاه قضايا المنطقة، بدءاً من سوريا إلى إيران، مروراً بالعلاقة المعقدة مع الصين. رافقت ترامب في زيارته نخبة من كبار مسؤولي إدارته: وزير الخارجية ماركو روبيو، وزير الدفاع بيت هيغسيث، وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك. وانضم إليهم عشرات من كبار التنفيذيين الأميركيين لحضور منتدى الأعمال السعودي–الأميركي، أبرزهم إيلون ماسك، آندي جاسي، ورؤساء شركات مثل بوينغ، غوغل، بلاك روك، وأوبر. كانت الرسالة واضحة: أميركا عادت إلى الخليج بشروط جديدة، وعينها مفتوحة على كل من بكين وطهران. خلال جولته الخليجية في أيار/مايو 2025، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة جلبت استثمارات بلغت 10 تريليونات دولار، ما يعكس حجم الانفتاح الاقتصادي الكبير بين واشنطن ودول الخليج. في السعودية، أعلن البيت الأبيض أن المملكة ستستثمر 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، في إطار اتفاقيات تهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين. وفي قطر، وقّع ترامب اتفاقيات بقيمة إجمالية تجاوزت 243.5 مليار دولار، تشمل صفقة تاريخية لشراء طائرات بوينغ ومحركات جنرال إلكتريك، بالإضافة إلى تعزيز التبادل الاقتصادي بين البلدين بقيمة لا تقل عن 1.2 تريليون دولار. أما الإمارات، فقد شهدت توقيع صفقات وتفاهمات استثمارية بقيمة تزيد عن 200 مليار دولار خلال زيارة ترامب وأثناء لقائه بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد. تتوزع هذه الاستثمارات على قطاعات الطيران والطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، ما يعكس رغبة واشنطن في ترسيخ حضورها الاقتصادي في المنطقة. وتُفهم هذه التحركات ضمن مسعى أميركي لموازنة النفوذ الصيني المتصاعد، خصوصاً مع توسّع مشاريع "الحزام والطريق" في البنى التحتية الحيوية وقطاع الاتصالات والتجارة. رفع العقوبات عن سوريا: المفاجأة الكبرى في خطاب صادم للعديد من المراقبين، أعلن ترامب من الرياض قراراً تاريخياً: رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، بعد عقود من العزلة والعقوبات. وبدت المفاجأة مضاعفة، ليس فقط بسبب التوقيت، بل لأن القرار جاء دون ذكر الشروط التقليدية التي كانت واشنطن تطرحها، لا حديث عن حقوق الإنسان، ولا عن العدالة الانتقالية، بل تركيز على "إبعاد الجهاديين الأجانب" و"ضمان حق أميركا في مكافحة الإرهاب"، وأخيراً، فتح باب التفاوض مع إسرائيل. لم يكن هذا القرار معزولًا عن سياق أوسع. فقد جاءت الخطوة بعد اتصالات مكثفة بين واشنطن وكل من أنقرة والدوحة والرياض، التي قدمت دعماً سياسياً لحكومة أحمد الشرع الجديدة في دمشق، التي حلت محل نظام بشار الأسد بعد سلسلة من التفاهمات الإقليمية والدولية. وظهر أن رفع العقوبات جزء من تسوية أكبر تهدف إلى دمج سوريا في منظومة إقليمية جديدة، بقيادة سنية، تمتد من الخليج إلى الأردن فسوريا وتركيا. إيران... عدوّ دائم؟ رغم تغيّر اللهجة الأميركية تجاه سوريا، بقيت إيران في موقع الخصم. فقد حرص ترامب على تأكيد رفضه لأي تساهل في الملف النووي، داعياً إلى جبهة موحدة "لمنع طهران من استغلال الثغرات الإقليمية". وكان لافتاً أن النقاشات مع السعودية وقطر والإمارات تطرقت إلى صياغة مفهوم جديد لـ"الردع الخليجي"، بمشاركة أمنية أميركية أكثر وضوحاً. إن كانت إيران خصماً مباشِراً، فإن الصين تُمثّل، من منظور واشنطن، تحدياً استراتيجياً طويل الأمد. حاول ترامب طمأنة شركائه الخليجيين بأن التعاون مع أميركا لا يعني القطيعة مع الصين، لكنه لم يُخفِ انزعاجه من تنامي النفوذ الصيني في قطاعات حساسة كالتكنولوجيا والطاقة. ورغم ذلك، لم تغب الصين عن طاولة النقاش. فقد شددت أطراف خليجية على ضرورة الحفاظ على علاقة متوازنة مع بكين، بوصفها شريكاً اقتصادياً لا يمكن تجاهله، خصوصاً في سياق خطط التنويع الاقتصادي التي تقودها دول مثل السعودية والإمارات. تباينات في الرؤى: فلسطين وإسرائيل شهدت لقاءات ترامب تباينات واضحة في مقاربة القضية الفلسطينية، حيث لم تحظَ هذه القضية، التي تعد محورية في الخطاب العربي، بالاهتمام المتوقع. وتركزت المداولات على الوضع الإنساني في غزة والمفاوضات الجارية في الدوحة لوقف إطلاق النار. وتعكس هذه المقاربة البراغماتية استياءً في بعض الأوساط الخليجية، التي ترى أن الولايات المتحدة بدأت تتعامل مع فلسطين كورقة تفاوضية ضمن استراتيجياتها الأوسع، لا كملف مستقل يتطلب معالجة عادلة ومستدامة. هل نحن أمام لحظة مفصلية؟ بكل المقاييس، شكّلت زيارة ترامب للمنطقة محطة سياسية محورية، أعادت تأكيد أهمية الشراكة الأميركية–الخليجية، وطرحت نموذجاً جديداً من التحالفات يقوم على المصالح الاقتصادية والتفاهمات الإقليمية وفقاً للمتغيرات العالمية. ومع ذلك، تبقى هذه اللحظة محاطة بتحديات كبرى تتطلب إدارة متوازنة ورؤية استراتيجية بعيدة المدى. تباين المواقف من إيران والصين قد يؤدّي إلى صدامات خفيّة بين واشنطن وبعض الشركاء الخليجيين، في وقت تستمر فيه العلاقات الخليجية الصينية، التي قد تسلك مسارات أكثر دقة وخصوصية. أما إعادة تأهيل سوريا، التي رغم رمزيتها، فقد تفتح أبواباً جديدة للصراع ما لم تُدَرْ بحذر. زيارة الرئيس الأميركي ترامب للخليج في أيار/ مايو 2025 شكلت لحظة سياسية مهمة في إعادة تشكيل العلاقات بين واشنطن والمنطقة. ورغم ما تحقق من إنجازات اقتصادية واستراتيجية، فإن تباين الرؤى حول قضايا جوهرية مثل التطبيع، الملف النووي الإيراني، والعلاقة مع الصين، يؤكد أن الطريق أمام هذه الشراكات لا يزال معقداً ومفتوحاً على أكثر من سيناريو. سبقت الزيارة تحولات عميقة في مقاربة الإدارة الأميركية للمنطقة، بما في ذلك تصعيد التدخل المباشر سياسياً وميدانياً، والتركيز على تثبيت المصالح الاقتصادية، بغض النظر عن تطلعات شعوب المنطقة وحقوقها. أما الصين، فقد برزت كقوة مؤثرة تقدّم نموذجاً مختلفاً للعلاقات الدولية، يرتكز على المصالح المتبادلة والاحترام، بعيداً عن التدخلات السياسية المباشرة. وتُظهر الصين قدرتها على إحداث توازن جديد في المنطقة من خلال مبادرات اقتصادية ضخمة مثل "الحزام والطريق"، ودعم مشاريع التنمية والبنية التحتية، ما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون في بيئة أقل توتراً. تقع المنطقة اليوم في مفترق مصالح وتوازنات معقدة، حيث يتداخل فيها النفوذ الأميركي والإقليمي مع صعود قوى جديدة مثل الصين، ما يشكل تحدّياً وفرصة في آن واحد. في هذا السياق، تواجه الدول العربية تحدياً جوهرياً يتمثل في كيفية تعزيز دورها كشريك فاعل في صياغة مستقبل منطقتها ضمن عالم متعدد الأقطاب، بما يضمن استقلالية القرار والسيادة السياسية، ويخدم مصالح شعوبها ويعزز مكانتها الإقليمية والدولية.


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
جوليان أسانج منفتح على العمل السياسي
أعلنت ستيلا زوجة جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، الذي يتواجد بمهرجان كان السينمائي هذا الأسبوع حيث يتم عرض الفيلم الوثائقي (رجل الستة مليارات دولار)، إنه يفكر في كيفية العودة إلى النشاط السياسي بمجرد تعافيه تماماً من تداعيات الفترة التي قضاها بالسجن. وعاد أسانج (53 عاماً) إلى بلده أستراليا بعد إقراره بالذنب في حزيران/ يونيو الماضي بموجب اتفاق مع مسؤولين أميركيين في تهمة ترتبط بالحصول على مواد تتعلق بالأمن القومي والكشف عنها بشكل غير قانوني. وأنهى هذا الإقرار حبس أسانج لمدة خمس سنوات في سجن بريطاني، والتي أعقبت سبع سنوات قضاها في سفارة الإكوادور بينما كان يسعى لتجنب تسليمه إلى السويد بتهمة الاعتداء الجنسي. ونفى أسانج هذه الاتهامات ووصفها بأنها ذريعة لتسليمه إلى الولايات المتحدة بشأن موقع ويكيليكس. ونشر ويكيليكس عام 2010 مئات الآلاف من الوثائق العسكرية الأميركية السرية حول حروب واشنطن في أفغانستان والعراق، مما شكل أكبر خروقات أمنية من نوعها في تاريخ الجيش الأميركي، إلى جانب كميات كبيرة من البرقيات الدبلوماسية. وقالت ستيلا أسانج لوكالة "رويترز" على هامش المهرجان: "كان في وضع صعب للغاية في السجن. وهو يتعافى من ذلك". وأضافت: "لكنه الآن بدأ يدرك مدى صعوبة الوضع خارجه (السجن) ويفكر ويضع خططاً لإيجاد الوسائل حول ما يمكن فعله حيال ذلك". وقالت ستيلا، التي التقت أسانج في لندن عام 2011 أثناء عملها كجزء من فريقه القانوني "إنَّه يشعر بقلق بالغ للغاية إزاء وضع العالم والحالة التي نعيشها جميعا الآن". ولم يتحدث جوليان حتى الآن في أي من المرات التي ظهر فيها.


تيار اورغ
منذ 2 ساعات
- تيار اورغ
رفع العقوبات عن سوريا: فرصة لبنانية لاستجرار الكهرباء والغاز
الأخبار: ماهر سلامة- ثمة فرصة استثنائية أمام لبنان لإحداث نقلة نوعية في قطاع الكهرباء، عبر استجرار 250 ميغاواط من الكهرباء الأردنية، واستيراد الغاز المصري إلى معملي دير عمار والزهراني لإنتاج 900 ميغاواط، ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة التغذية نحو 10 ساعات كهرباء ويقلّص كلفة الإنتاج إلى النصف تقريباً. هذه الفرصة تأتي بسبب رفع العقوبات عن سوريا، إذ سبق للبنان أن أبرم اتفاقيات مع الأردن ومصر لكنه اصطدم بالعقوبات. يومها كان التمويل من البنك الدولي الذي طلب أن يستحصل لبنان على استثناء من العقوبات الأميركية على سوريا، كون الكهرباء والغاز سيمرّان عبرها إلى لبنان. كانت الولايات المتحدة الأميركية تفرض عقوبات على سوريا بموجب ما سمّي «قانون قيصر» وهذا الأمر منع استخدام هذه الأراضي، سواء لاستجرار الكهرباء أو الغاز، أو حتى العمليات المالية إلى جانب سلّة أخرى من الممنوعات، على أي كان من دون إذن أميركي بالاستثناء. لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن في زيارته إلى السعودية أخيراً، رفع العقوبات، ما يمهّد الطريق أمام انطلاق المشروع بشرط أن يتعامل لبنان مع الأمر باعتباره فرصة. وما يعزّز حظوظ هذه الفرصة أن الوضع المالي لمؤسسة كهرباء لبنان صار أفضل بعد التسعير بالدولار ورفع مستويات التسعير على المستهلك، وبالتالي لم تعد هناك ضرورة كبيرة للتمويل من البنك الدولي أو من أي جهة أخرى. لذا، يُعدّ هذا الوقت هو الأنسب للإسراع في استكمال الأعمال الفنية وتوقيع العقود النهائية، لضمان وصول الطاقة المستوردة إلى الشبكة اللبنانية في أسرع وقت ممكن وتخفيف المعاناة اليومية للمواطنين. التمويل لم يعد عائقاً بعدما رفع لبنان تسعيرة الكهرباء ودولرتها الخطة المقترحة سابقاً كانت تتوزع إلى قسمين؛ استجرار الكهرباء من الأردن، واستيراد الغاز من مصر. وكان وزير الطاقة السابق وليد فياض قد اتفق مع الأردن وسوريا على توريد 250 ميغاواط من الكهرباء، ما يضيف نحو ساعتين تغذية إضافيتين يومياً للشبكة اللبنانية. وبالنسبة إلى سعر الكيلواط ساعة المستورد من الأردن، فإنه بموجب الاتفاقية الموقَّعة اعتمد هيكل تسعير يربط سعر كل كيلوواط مسحوب من الأردن إلى لبنان، بتقلبات سعر خام برنت العالمي، فإذا انخفض سعر البرميل إلى أقل من 50 دولاراً، يُحدد ثمن الكيلوواط بـ10 سنتات، وعند ارتفاع السعر فوق 50 دولاراً وحتى 80 دولاراً، يرتفع السعر إلى 11.2 سنتاً للكيلوواط. أما إذا تجاوز سعر البرميل 80 دولاراً، فيصبح السعر المعتمد للكيلوواط 16.2. حالياً سعر برميل النفط أقل من 80 دولاراً، ما يعني أن سعر الكيلواط المستورد من الأردن يجب أن يكون 11.2 سنتاً، ما يمثّل وفراً بالنسبة إلى كلفة الإنتاج الحالية في لبنان. كما إن الاعتماد على استيراد الكهرباء من الأردن هو بالتأكيد أقل كلفة مقارنة بمولدات الأحياء التي قد تصل كلفتها إلى نحو 35 سنتاً للكيلوواط ساعة، بحسب آخر التسعيرات التي أصدرتها وزارة الطاقة. دور البنك الدولي في هذه الخطة كان دوراً تمويلياً، بحيث كانت ستتكفل البرامج التمويلية المبدئية من البنك الدولي بقيمة 300 مليون دولار، تُتبع بـ100 مليون إضافية، لتغطية كلفة الاستيراد وصيانة خطوط النقل في لبنان. لكن الوضع اختلف اليوم لناحية أن الدولة عدّلت تسعيرة الكيلواط وعادت لتجبي فواتيرها، ما قد يُسهّل القدرة على الاستيراد من أموالها الخاصة، من دون الحاجة إلى تمويل من البنك الدولي إلا لصيانة الخطوط. أما استيراد الغاز من مصر، فهو يعتمد على الخط العربي الذي يمر بسوريا والأردن وصولاً إلى شمال لبنان، لتمكين تغذية معمل دير عمار بنحو 450 ميغاواط إضافياً، إضافة إلى 450 ميغاواط من معمل دير الزهراني، وهو ما يؤمّن نحو 8 ساعات إضافية من الكهرباء. من الناحية المالية، استيراد الغاز يوفّر في كلفة الإنتاج، إذ قد يصل الوفر إلى نسبة 50% من كلفة إنتاج الطاقة عبر الفيول، وذلك يعتمد على أسعار الغاز والفيول. ففي عام 2021 كانت كلفة الإنتاج عبر الغاز نحو 7 سنتات للكيلواط ساعة، بحسب تصريح سابق للوزير وليد فياض، تُضاف إليها كلفة النقل والتوزيع والهدر بالشبكة. بينما كانت كلفة الإنتاج عبر الفيول تُراوح بين 18 و20 سنتاً للكيلواط ساعة.