
برغش لـ«جريدة الوسط»: كرة السلة الليبية تدخل العصر الذهبي
ولأن الحدث لا يقف عند حدود الأندية، بل يمتد إلى المنتخب الوطني الذي يستعد لخوض غمار بطولة أمم أفريقيا المقبلة في أنغولا، تتعاظم الأسئلة حول حاضر اللعبة ومستقبلها، والخطط الموضوعة لاستثمار هذا الزخم الاستثنائي في خلق نهضة شاملة تُعيد لكرة السلة الليبية مكانتها المستحقة على الساحة الإقليمية والدولية.
في هذا التوقيت البالغ الحساسية، كان لا بد من لقاء موسع مع رئيس الاتحاد الليبي لكرة السلة، فؤاد برغش، للحديث عن أسرار هذا التحوّل اللافت، وتقييم التجربة الفنية والإدارية، والخطط الموضوعة للمرحلة المقبلة، بما في ذلك مستقبل المنتخبات السنية، وتوسيع قاعدة اللعبة، والتحديات المالية والبنيوية التي تواجه الأندية والاتحاد على حد سواء، وذلك في هذا الحوار مع جريدة «الوسط»:
• في البداية.. نُبارك تأهل الأهلي طرابلس إلى بطولة كأس العالم للقارات، كيف تنظرون إلى هذا الحدث؟
- سعيد بهذا التأهل، وما حققه الأهلي طرابلس فخر مشترك لكل من ينتمي إلى أسرة كرة السلة الليبية والعربية والأفريقية، فمشاركة الأهلي طرابلس في بطولة كأس العالم للقارات تمثل نقلة نوعية، حيث سيكون النادي ممثلا ليس فقط لبلاده، بل للمنطقة بأسرها في محفل يُعد من أرفع البطولات الدولية على مستوى الأندية.
التأهل التاريخي يضع كرة السلة الليبية أمام مسؤوليات جديدة وتحديات أكبر، ويُعزز من سقف الطموحات المستقبلية، سواء على مستوى تطوير اللعبة محليا أو من خلال تعزيز الحضور في المنافسات القارية والدولية. لقد سجل الأهلي طرابلس اسمه واسم ليبيا في سجل الأبطال.
• ما دور اتحاد السلة في دعم الأهلي خلال مشواره الأفريقي الناجح؟ وهل هناك توجهات وخطط مستقبلية لدعم أندية أخرى؟
- للاتحاد الليبي دور محوري وأساسي في تمهيد الطريق أمام الأهلي طرابلس ليحقق هذا الإنجاز القاري اللافت. البداية كانت من الداخل عبر العمل على تطوير بنية الدوري المحلي، وتنظيمه بشكل احترافي ومنضبط، وهو ما أفرز بيئة تنافسية صحية انعكست بشكل إيجابي على أداء الأندية الليبية، وعلى رأسها الأهلي. ولم يتوقف الأمر عند الحدود المحلية، بل امتدت جهود الاتحاد الليبي لتشمل التنسيق المباشر مع الاتحاد الأفريقي لكرة السلة، حيث نجحنا في إقناعهم بمنح ليبيا حق استضافة إحدى مراحل التصفيات القارية، وهو ما استثمره الأهلي بالشكل الأمثل، لينجح في تخطي تلك المرحلة بكل اقتدار.
ومن هناك، استمرت المتابعة والدعم من جانبنا، حيث قدمنا كل أشكال الإسناد الممكنة، من دعم لوجستي إلى استشارات تنظيمية، مرورا بتهيئة الأجواء الإدارية والفنية التي ساعدت الفريق في التفرغ للتركيز على هدفه الأساسي، وهو التتويج. أما فيما يخص الخطط المستقبلية، فنحن في الاتحاد الليبي نؤمن بأن كل نادٍ يحمل لواء ليبيا في المحافل الخارجية يستحق كل الدعم. لقد تعاملنا بهذا المبدأ سابقا، حيث وفرنا دعما مماثلا لفريق الأهلي بنغازي خلال مشاركته الماضية في بطولة «BAL»، وكان ثمرة ذلك وصول الفريق إلى المباراة النهائية، ومنافسته الشرسة على اللقب. نهجنا واضح: نقف على مسافة واحدة من جميع الأندية.
• هل الأهلي طرابلس قادر على تمثيل ليبيا بالشكل الذي يليق بها في كأس القارات؟ وهل هناك تنسيق خاص؟
- أثق في قدرة الأهلي طرابلس على تقديم صورة مشرفة. هذه الثقة لا تأتي من فراغ، بل تستند إلى ما أظهرته إدارة النادي من جدية واضحة وعمل دؤوب خلال مشاركتها القارية الأخيرة، التي تُوجت بحصد اللقب الأفريقي عن جدارة. الأهلي طرابلس لم يصل إلى هذه المرحلة العالمية إلا نتيجة عزيمة وإصرار لا يلينان، ومشروع رياضي متكامل وُضع موضع التنفيذ من قِبل إدارة النادي، وهناك تعاون وثيق قائم بالفعل بين إدارات الأندية والاتحاد، يشمل تسهيل كل الإجراءات، وتقديم كل أشكال الدعم الممكنة.
• هل هناك توجه من الاتحاد لإطلاق دوري محترفين أو الدخول في شراكات لتطوير البطولات المحلية؟
- الاتحاد يعمل وفق خطة استراتيجية واضحة المعالم، أُطلقت منذ تولي مجلس الإدارة الحالي مهامه، وتتكوّن من خمس ركائز رئيسية تهدف إلى النهوض الشامل باللعبة على جميع المستويات.
الاتحاد وصل اليوم إلى المرحلة الثالثة من هذه الخطة، بعدما بدأنا أولا بإعادة النشاط إلى الملاعب الليبية بعد فترات من التوقف، وهي مرحلة تأسيسية لا غنى عنها، ثم انتقلنا إلى تطوير بطولة الدوري العام، من حيث الهيكلة والتنظيم والمستوى الفني. والمرحلة الثالثة، التي نعيشها حاليا، هي الوجود الخارجي الفاعل والمشرف، وقد حققنا فيها نجاحا ملحوظا عبر تألق الأندية الليبية قاريا، وعلى رأسها الأهلي طرابلس. الاتحاد يستعد الآن للشروع في تنفيذ المرحلتين الرابعة والخامسة من الخطة، وهما: تطوير الفئات السنية بوصفها العمود الفقري لمستقبل اللعبة، وتجديد الدماء داخل الكوادر الفنية والإدارية والتحكيمية، بهدف خلق منظومة متكاملة قادرة على مواكبة التحديث، ورفع مستوى الاحتراف في الإدارة واللعب على حد سواء.
• أوقعت قرعة البطولة الأفريقية منتخب ليبيا في مجموعة صعبة.. كيف تقيّمون هذه الحظوظ؟
- المنتخب الوطني يدخل غمار البطولة بعزيمة لا تلين، على الرغم من صعوبة المجموعة التي تضم منتخبات لها باع طويل وحضور لافت على الساحة الأفريقية، وفي مقدمتها أنغولا المستضيفة، وجنوب السودان الصاعدة بقوة، وغينيا ذات الأداء المتوازن. ورغم ذلك، لدينا ثقة عالية وروح قتالية تعكسان الإصرار على تشريف البلاد. المنتخب الليبي يعود للمشاركات الخارجية بعد غياب دام نحو 15 عاما بسبب ظروف البلاد، إلا أن هذا الغياب لم يُضعف من روح التنافس لدى اللاعبين، بل زاد من رغبتهم في إثبات الذات، ورفع علم ليبيا في المحافل الدولية.
• في إطار التحضيرات، هل جرى وضع خطة إعداد خاصة للمنتخب؟ وما هي أبرز المعسكرات؟
- التحضيرات تسير وفق خطة مدروسة أعدها الجهاز الفني، بقيادة المدير الفني للمنتخب فؤاد أبو شقرا، صاحب الرؤية والتجربة الغنية، حيث استطاع أن يغرس في اللاعبين ثقافة احترافية جديدة، ويقود مشروعا فنيا متماسكا، ونستهدف الوصول إلى أعلى درجات الجاهزية قبل انطلاق المنافسات، خاصة أن المجموعة من بين أقوى المجموعات في البطولة. الاتحاد منح الجهاز الفني كامل الصلاحيات لوضع البرنامج الأنسب.
وتعتمد خطة الإعداد على مرحلتين أساسيتين: الأولى تتعلق بإقامة معسكر داخلي، لتجميع اللاعبين والعمل على رفع الانسجام بينهم، إلى جانب التركيز على الجوانب البدنية والتكتيكية. أما المرحلة الثانية فتتمثل في إقامة معسكر خارجي، يُتوقع أن يتخلله عدد من المباريات الودية مع منتخبات قوية، بهدف اختبار الجاهزية، والاحتكاك بمستويات متنوعة تمهيدا للدخول في أجواء البطولة.
• هل تعتقد أن اللاعبين المحليين قادرون على قيادة المنتخب أم أن الرهان الأكبر سيكون على المحترفين في الخارج؟
- اللاعبون المحليون يمثلون العمود الفقري للمنتخب، وإسهاماتهم كانت ولا تزال جوهرية في كل استحقاق. لدينا مواهب محلية أثبتت نفسها بقوة، وتبرز في كل بطولة أسماء جديدة تبعث على التفاؤل، ولا بد من الاستفادة من وجود اللاعبين المحترفين في الخارج، الذين يتمتعون بخبرات إضافية نتيجة احتكاكهم في دوريات أكثر تطورا. الاستعانة بالمحترفين أمر طبيعي ومتّبع في كل المنتخبات.
• هل تلقى المنتخب الوطني دعما ماليا خاصا من الدولة أو من أي جهة راعية؟
- الدولة لم تتأخر يوما في تقديم الدعم اللازم للمنتخب الوطني، ولا سيما خلال المشاركات السابقة التي شهدت التزاما ملموسا من وزارة الرياضة والجهات الحكومية ذات الصلة. لقد لمسنا جدية كبيرة من الجهات الرسمية في التعامل مع ملف كرة السلة، وهناك إدراك حقيقي لأهمية هذه الرياضة كرافعة للرياضة الليبية عموما. الاتحاد وضع خطة متكاملة خاصة بإعداد المنتخب الوطني للمشاركة المقبلة، وجرى تقديمها إلى الجهات المسؤولة التي تتعامل بثقة مع هذه الجهات.
• في إطار السعي للتطوير، هل لديكم استراتيجية واضحة لاستكشاف المواهب الناشئة وتوسيع قاعدة الممارسة؟
- توسيع قاعدة اللعبة يُعد من أبرز أولويات الاتحاد في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل التحديات التي تواجه اللعبة على أكثر من صعيد، أبرزها غياب الدعم المالي المباشر، وافتقار الأندية إلى الإمكانات البشرية والفنية الكفيلة ببناء أجيال جديدة من اللاعبين. نحن ندرك تماما أن مستقبل كرة السلة الليبية يبدأ من القاعدة، وذلك باكتشاف وتطوير المواهب الناشئة في مختلف مناطق ليبيا، لذلك وضعنا ضمن خطتنا آلية لتوسيع رقعة اللعبة جغرافيا من خلال تنظيم بطولات للفئات العمرية، وتكثيف الأنشطة في المناطق التي تعاني ضعف البنية الرياضية.
• كيف تقيّمون واقع المنتخبات السنية؟ وهل هناك توجه للاستثمار في الفئات العمرية؟
- المنتخبات السنية تمثل حجر الأساس لأي مشروع رياضي ناجح، وهي مفتاح الاستدامة والتطور الحقيقي للعبة على المدى البعيد. الأمر لا يقتصر فقط على التمويل، بل هناك أيضا نقص واضح في الكوادر الفنية داخل الأندية، حيث لا تتوافر لدى الكثير منها الخبرات أو الكفاءات القادرة على اكتشاف المواهب، وصقلها بالشكل المطلوب، وهذا النقص ينعكس مباشرة على مستوى المنتخبات السنية، التي تحتاج إلى قاعدة قوية، ومدربين مؤهلين، ومناهج تدريب حديثة، لصناعة لاعب دولي حقيقي.
• أخيرًا.. ما الرسالة التي تودون توجيهها للجماهير الليبية مع قرب انطلاق بطولة أفريقيا؟
- ادعو الجماهير إلى مؤازرة المنتخب الوطني في بطولة أمم أفريقيا، فمنتخبنا يمثل كل ليبي غيور على راية بلاده. دعم الجماهير هو الوقود الحقيقي للاعبين، وهو ما نراهن عليه في مشوارنا المقبل. كونوا كما عهدناكم، دائما، الداعم الأول والحافز الأكبر لتحقيق الإنجاز.
لقطة من مباراة المنتخب الوطني لكرة السلة مع نظيره الأوغندي. (أرشيفية: الإنترنت)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 2 ساعات
- الوسط
شاهد «في التسعين».. المغربي يرد على السؤال: هل يجرى نقل سداسي التتويج من ميلانو؟
أدلى رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم عبدالمولى المغربي بتصريح مهم رد فيه على كل ما يتردد بشأن دور سداسي التتويج بلقب الدوري الليبي لكرة القدم «دورينا». وأكد المغربي في مداخلة مع برنامج «في التسعين»، أمس الخميس، أن دور سداسي التتويج بلقب «دورينا» سيقام في مدينة ميلانو الإيطالية، وأن الاستعدادات بشأن هذا الأمر جارية. تنسيق كامل لإنجاح سداسي «دورينا» وقال إن هناك تنسيقا بين الاتحاد الليبي لكرة القدم واللجنة الحكومية المكلفة بمتابعة ملف سداسي التتويج، كما أن هناك تنسيقا مع الحكومة الإيطالية، مشيرا إلى أن اتحاد الكرة ملتزم فقط بالجانب الفني، أما التجهيزات اللوجستية والتنظيمية فهي مسؤولية اللجنة الحكومية والجانب الإيطالي. وأضاف عبدالمولى المغربي أن الاتحاد الليبي لكرة القدم لديه خطط بديلة للتعامل مع أي موقف، غير أنه ليس من المناسب الكشف عنها حتى لا تحدث بلبلة، خاصة أن إقامة دور سداسي التتويج بلقب الدوري الليبي «دورينا» في ميلانو تسير بشكل جيد. - وفي السياق نفسه، أشار رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم إلى أن الاتحاد أعد خطة بكل التفاصيل الواجب مراعاتها، وعملية استكمال إجراءات سفر الفرق إلى إيطاليا تسير بشكل جيد وفقا للخطة الموضوعة، ومن المنتظر استكمال استخراج التأشيرات من السفارة الإيطالية قريبا. وأوضح عبدالمولى المغربي أن هناك تعاونا كاملا بين الاتحاد الليبي لكرة القدم ووزارة الرياضة، واتحاد الكرة يشعر بالرضا بالكامل عن هذا التعاون الذي يصب في صالح الكرة الليبية.


أخبار ليبيا
منذ 8 ساعات
- أخبار ليبيا
الأهلي طرابلس والمدينة يعبران إلى ربع نهائي كأس ليبيا بعد انسحاب منافسيهما
العنوان-طرابلس تأهل فريقا الأهلي طرابلس والمدينة إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس ليبيا لكرة القدم، وذلك بعد غياب منافسيهما عن خوض اللقاءات المقررة ضمن دور الـ16. وجاء صعود الأهلي طرابلس عقب انسحاب فريق أبوسليم من المواجهة التي كانت مبرمجة على أرضية ملعب طرابلس، حيث انتظر حكم اللقاء المدة القانونية قبل إعلان الأهلي متأهلاً رسميًا إلى الدور المقبل من البطولة. وبنفس السيناريو، حجز فريق المدينة مقعده في ربع النهائي بعد انسحاب فريق الوطن من اللقاء الذي كان مقررًا إقامته على ملعب النهر، ليمنح الحكم الوقت القانوني للمباراة ويُعلن بعدها تأهل المدينة. وسيواجه الأهلي طرابلس في ربع النهائي فريق السويحلي في مباراة ستُقام يوم الإثنين المقبل على ملعب الخمس، بينما يلتقي المدينة مع فريق الاتحاد في اليوم ذاته ضمن مواجهات الدور نفسه. وكان فريقا السويحلي والاتحاد قد بلغا الدور ربع النهائي يوم الأربعاء الماضي، حيث فاز السويحلي على الأهلي المصراتي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، بينما ترشح الاتحاد بعد انسحاب فريق الأولمبي. يُذكر أن الدور نصف النهائي من كأس ليبيا من المقرر أن يُقام خارج البلاد، وتحديدًا في إيطاليا.


أخبار ليبيا
منذ 12 ساعات
- أخبار ليبيا
الكلاسيكو الليبي يتجدد: الأهلي طرابلس يواجه الأهلي بنغازي في نهائي دوري السلة
طرابلس، 4 يوليو 2025 (وال) – تتجه أنظار عشاق كرة السلة الليبية مساء اليوم الجمعة عند الساعة ( 18:00 ) نحو قاعة 'طرابلس الكبرى' ، حيث يلتقي فريق الأهلي طرابلس مع الأهلي بنغازي ضمن منافسات سلسلة نهائيات الدوري الليبي لكرة السلة. وكان الفريقان قد التقيا في أول مباراتين من السلسلة على أرض قاعة 'سعد الأوجلي' بنادي الهلال في بنغازي، وتمكن الأهلي بنغازي من حسم المواجهتين لصالحه، ليتقدم بنتيجة (2-0) في السلسلة التي تُقام بنظام (Best of 5)، أي أن الفريق الذي يحقق ثلاثة انتصارات يتوج بطلاً للدوري. ويسعى الأهلي طرابلس إلى الفوز في مواجهة الليلة لتقليص الفارق وتأجيل الحسم إلى الجولة الرابعة، التي ستُقام أيضًا في طرابلس. وفي حال نجح الاهلي طرابلس في فرض التعادل (2-2)، ستُحسم البطولة في مباراة خامسة وفاصلة ستُلعب بقاعة طرابلس الكبرى . .. ( وال ) ..