
«القبول المركزي» يشتّت الطلاب.. والآباء يطالبون بـ «النظام المحلي»
يقول خالد الشمري (والد طالبة في السنة التحضيرية)، إن قبول ابنته جاء في منطقة تبعد 600 كيلومتر عن محل سكن العائلة، ما اضطرهم لتأجير سكن خاص وتكبد مصاريف إضافية تتجاوز 30% من دخل الأسرة الشهري.
وفي السياق ذاته، يرى سلمان حميد الشمري، أن النظام الموحد أهدر فرصة القرب الأسري والتوجيه المباشر للطلاب، موضحاً أن ابنه الوحيد يقيم الآن في منطقة بعيدة عنه بلا أي قريب أو دعم عائلي.
أما نورة الحمد، والدة لثلاثة توائم من خريجي المسار العام، فتصف التجربة بـ«المرهقة نفسياً ومادياً»: «تخيل أن تتابع أبناءك في ثلاث جامعات بثلاث مناطق مختلفة».
ويرى الباحث في علم النفس، ماجد الطريفي، خطورة هذا النمط من القبول على طلاب السنة الأولى في الجامعة، مؤكداً، أن هذه المرحلة تتطلب إشرافاً نفسياً وأسرياً مباشراً، وأن الغربة المبكرة دون استعداد كافٍ قد تُنتج مشكلات مثل القلق، الانعزال، أو الانخراط في سلوكيات ضاغطة نفسياً.
ومن جانبه، يضيف الباحث في علم الاجتماع عبدالله البقعاوي، أن اضطرار الأسر إلى إرسال أبنائها إلى مناطق بعيدة يخلق فجوة اجتماعية متسارعة ويُضعف الترابط الأسري، موضحاً أن القبول الموحد بصيغته الحالية لا يراعي الجغرافيا السكانية ولا طبيعة المجتمعات المحلية.
التجربة البرازيلية والهولندية في «قبول»!
رغم الهدف المعلن لنظام القبول المركزي الجامعي بتوحيد الإجراءات وتوسيع فرص التعليم العالي، إلا أن التجارب العالمية والدراسات الحديثة تكشف تحديات حقيقية تواجه هذا النمط، أبرزها تشتيت الطلاب عن مناطقهم الأصلية، وإضعاف الترابط الأسري، وزيادة الضغوط النفسية في سنوات الجامعة الأولى، وفي البرازيل مثلاً كشفت دراسة صادرة عن كلية الاقتصاد بجامعة FGV في ريو دي جانيرو، أن تطبيق نظام القبول المركزي البرازيلي (SISU) أدى إلى ارتفاع الهجرة الطلابية بين المناطق بنسبة 2.9 نقطة مئوية واستقطاب طلاب من خارج الولاية دون ضمان استقرارهم؛ ما يُحدِث تأثيراً غير مدروس على البيئة الأسرية، وعبئاً مالياً مضاعفاً على العائلات. وفي هولندا، يعاني الطلاب المغتربون نفسياً، إذ أظهرت أكثر من دراسة من جامعة Utrecht الهولندية، أن الطلاب المغتربين أبلغوا عن نسب أعلى من الحنين النفسي، وزادت الغربة عند التفاعل عن بُعد مع العائلة، أو الانعزال في السكن الجامعي.
وفي الولايات المتحدة، تعاني 94% من الطالبات الغربة في الأسابيع الأولى، وقالت دراسة في جامعة أمريكية تابعت 174 طالبة خلال أول 10 أسابيع من الفصل الجامعي، وخلصت إلى أن 94% شعرن بأعراض الغربة والانفصال الأسري، والتأقلم كان أصعب لدى الطالبات اللواتي يدرسن بعيداً عن عائلاتهن. وتأمل الأسر من وزارة التعليم إعادة النظر في آلية القبول الموحد، مع منح أولوية لقبول الطالب والطالبة في جامعات مناطقهم الأصلية قبل النظر في توزيعهم على مناطق أخرى.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 5 ساعات
- الرياض
خلال النصف الأول من2025أمانة تبوك تستقبل أكثر من 39 ألف بلاغ
استقبلت أمانة منطقة تبوك وبلدياتها التابعة أكثر من 39 ألف بلاغ خلال النصف الأول من العام الحالي2025 وقالت الأمانة أنه تم معالجة 38,550 بلاغًا بنسبة إنجاز بلغت 98.77% مبينة بأن نسبة البلاغات المغلقة ضمن اتفاقية مستوى الخدمة وصلت إلى 95.26%، فيما بلغت نسبة رضا المستفيدين عن الخدمات 92.1%. وأوضحت الأمانة إلى أن أبرز البلاغات الواردة شملت صيانة الإنارة والرقابة الصحية، والنظافة، وصيانة الطرق، مشيرة إلى أن هناك 479 بلاغًا ما زالت قيد التنفيذ ويتم العمل على معالجتها في أسرع وقت. وأعربت الأمانة عن شكرها وتقديرها لجميع المواطنين والمقيمين المتعاونين في تقديم البلاغات، مشيدة بدورهم الفعَّال في دعم الجهود المبذولة لتحسين جودة الخدمات ورفع مستوى الأداء.


عكاظ
منذ 6 ساعات
- عكاظ
تأكيد رغبات القبول لخريجي الثانوية العامة.. اليوم
يضع خريجو وخريجات الثانوية العامة الذين تقدموا بطلبات قبول للالتحاق بالجامعات الحكومية وكليات التدريب التقني والمهني للعام الدراسي الجديد اليوم (الثلاثاء) وغداً (الأربعاء) عبارة «تأكيد» على الرغبات والتخصصات التي تم ترتيبها خلال اليومين الماضيين. وبيّنت منصة «قبول» أنه في حال تم قبول الطلبة المتقدمين في رغبتهم الأولى يُعد نهائياً، ولا تُتاح لهم فرص إضافية لاحقاً، وعند الضغط على «تأكيد» القبول ستظهر نافذة لتأكيد القبول النهائي، وبمجرد التأكيد سيتم حجز المقعد الدراسي في التخصص، ويُتاح للطلبة المقبولين إلغاء القبول إلا أن ذلك يؤدي إلى فقدان المقعد وعدم إمكانية التقديم على أي فرصة إضافية. ولفتت المنصة إلى أنه يجب التأكد من عدم الرغبة في المقعد المخصص قبل تأكيد إلغاء القبول، وأوضحت أن الفرص الإضافية تمثّل المرحلة الرابعة والأخيرة التي ستكون خلال الفترة من الـ17 وحتى الـ26 من شهر يوليو الجاري، وفيها يتلقى المتقدمون إشعارات في حال توفرت لهم فرص أعلى، ويُتاح لهم أحد الخيارين: إما تأكيد القبول الجديد أو اختيار «لا أرغب وسأنتظر فرصة أفضل» خلال الفترة المحددة للفرص الإضافيّة. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 7 ساعات
- عكاظ
مرشدون سياحيون.. أم مؤرخون؟
ظهرت في الآونة الأخيرة محاولات من بعض «المرشدين السياحيين» لتناول بعض الأحداث التاريخية ونقلها دون مراجع علمية موثقة، إذ تحول المشهد في كثير من منصات التواصل إلى تنافس لكسب أكبر عدد من المتابعين. وطرحت «عكاظ»، استفهامات عدة: هل لهؤلاء رخص إرشاد سياحي وتاريخي تسمح لهم بتناول الأحداث التاريخية؟ أم أن ذلك يرجع لاجتهادات شخصية؟ لماذا لا يتم تصنيف المؤرخين والباحثين والمرشدين؟ ولماذا لا يتم الإعلان من وزارة السياحة عن أسماء المرشدين في كل منطقة؟ المرشدون.. هل يعملون تحت مظلة وزارة السياحة أم مركز البحوث والدراسات في المدينة؟ وضع حد للعبث بالتاريخ «عكاظ»، استطلعت آراء بعض المختصين والمهتمين في البحث العلمي والجوانب التاريخية، إذ انتقد الباحث المؤرخ الدكتور تنيضب الفايدي، ما أسماه «فوضى البحث العلمي في التاريخ والأحداث»، مطالباً بوضع حد لما أسماه بالعبث التاريخي، منتقداً بعض من يطلقون على أنفسهم باحثين ومؤرخين، كاشفاً في الوقت ذاته وجود أخطاء كبيرة. وأضاف أن كثيرين يطلقون على أنفسهم مؤرخين برغم عدم توفر شروط البحث العلمي والمؤهلات العلمية والأكاديمية الدقيقة، وتكاثر بذلك في الآونة الأخيرة، ولا يُعرف من أين حصل على درجته العلمية، برغم أن الجهات المعنية نظمت وقيّدت هذا الأمر، ومن يخرج عن هذا النطاق يتابع من الجهات المعنية، والبعض يدلى بمعلومات غير دقيقة، والجهات الرسمية سبق أن حذرت بهذا الشأن. ويوضح الفايدي، أنه لا يقصد التعميم، لكن الفترة الأخيرة شهدت كثيراً من المعلومات غير الدقيقة في التاريخ وأصبحت لدى البعض مفردات لغوية، وهناك من أطلق على نفسه مؤرخاً وباحثاً، وتشكلت مجموعات «واتساب» تحمل صفة البحث والتاريخ وهي لا تنطبق عليها هذه الصفة. مؤهلات المرشد السياحي.. ما هي؟ الباحث المؤرخ التاريخي الدكتور فائز البدراني، يؤكد أهمية التأهيل الجيد للمرشدين، إذ لا توجد ضوابط ومعايير بالمعنى المهني، مطالباً بأهمية الترخيص الرسمي للعمل في الإرشاد السياحي، والترخيص لا يمنح إلا بعد الحصول على ما يؤهل المرشد لذلك العمل؛ لأن المرشد غير المؤهل سينشر معلومات غير صحيحة، أو مضللة، وسيخلق فوضى معلوماتية، فضلاً عن كونه لن يكون قادراً على الإجابة عن الأسئلة التاريخية والجغرافية التي قد يطرحها الزائر أو السائح. ويمكن إجمال متطلبات العمل الإرشادي في الحصول على التأهيل المهني، وإتقان اللغة العربية، وإتقان أكثر من لغة أجنبية، وحسن المظهر، وحسن التعامل، ويتطلب ذلك أن تكون هناك جهة مهنية مسؤولة عن تأهيل المرشدين، والإشراف عليهم، وتقييم أدائهم. دربوهم على حسن التعامل الباحث التاريخي عبدالرحمن النزاوي، يطالب بتوفر شروط للإرشاد السياحي ووضع ضوابط له من الجهات المعنية، منها أن يكون سعودي الجنسية، وأن يتصف بحسن السيرة وشهادة خلو سوابق، والحصول على درجة علمية، وعلى عدة دورات إرشاد سياحي، ويفضل إتقان عدة لغات، ودورة في التعامل مع الجمهور «فن التعامل مع السائح»، والمصداقية، وأهم الضوابط إبراز بطاقة المرشد، ووجود عقد إلكتروني، فهناك معالم تتعدى المدينة للقرى والمدن القريبة، ومن المطلوبات أيضاً إيجاد موقع رسمي للإرشاد السياحي وعبره يتم تقييم المرشد تحت مظلة وزارة السياحة. أما رئيس نادي تاريخ المدينة المنورة عدنان عيسى العمري، فاشترط أن تكون هناك ضوابط عند زيارة الأماكن التاريخية، وعلى المرشد أن يشرح للزوار آداب الزيارة والتعامل الحسن والقدرة على الإنصات والحرص على تقديم الإجابات الصحيحة عن الأسئلة التي يطرحها الزوار، وألا يتجاوز دوره كمرشد. الإلمام بالتاريخ المحلي الباحثة في التاريخ والحضارة الدكتورة نوف المحمدي، أكدت أهمية وجود متطلبات تتوفر لدى المرشدين السياحيين، منها المؤهل العلمي المناسب في التاريخ والجغرافيا، والإرشاد، وإتقان اللغات ومنها لغة الإشارة، والخلفية التاريخية والثقافية، ومهارات التواصل، والالتزام بالأنظمة، وارتداء الزي السعودي الرسمي، وتقديم معلومات دقيقة وصحيحة للسائح، والإلمام التام بكافة المعالم التاريخية والتراث المحلي. وطالبت المحمدي، بأهمية وجود جمعية للمرشدين وتأسيس كيان مهني يحمي حقوقهم ومعرفة واجباتهم، مع أهمية التحقق من المصادر التاريخية المعتمدة، وتجنب الاعتماد على مصادر غير مختصة، مع توثيق المعلومات بدقة، والامتناع تماماً عن التزوير أو التزييف في المحتوى التاريخي. أخبار ذات صلة