
تعليم الذكاء الاصطناعي في الروضة.. قصص تحكيها ألعاب رقمية
أكد خبراء تربويون ومعلمات رياض أطفال أن إدراج منهج الذكاء الاصطناعي في مرحلة رياض الأطفال يمثل خطوة تعليمية متقدمة وغير مسبوقة، ترافقها مقاربة تربوية تتوافق مع طبيعة الطفل في هذه المرحلة العمرية، عبر أساليب تعليم تعتمد السرد القصصي والشخصيات الرمزية.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن من الأفضل التركيز في المنهج على المهارات الذهنية التي تُقدم بأسلوب تفاعلي، مبني على اللعب والتجربة، وليس المفاهيم التقنية الجامدة.
ونصحوا بأن يكون دمج أطفال الروضة في المناهج الجديدة بشكل ذكي ومتدرّج، إذ إن نجاح التجربة لا يرتبط فقط بتوفير الموارد أو تطوير المناهج، بل بأساليب التطبيق التي تراعي خصائص النمو في مرحلة الطفولة المبكرة، وتعزز التعلّم من خلال التفاعل واللعب والاستكشاف.
وأجمعوا على خمس توصيات لتدريس الذكاء الاصطناعي في تلك المرحلة، تشمل تبسيط المفاهيم التقنية وتحويلها إلى مهارات ذهنية وسلوكية قابلة للملاحظة والقياس، واستخدام القصص التفاعلية والمواقف الحياتية لتجسيد مفاهيم الذكاء الاصطناعي بشكل غير مباشر، وتأهيل معلمات رياض الأطفال من خلال برامج تطوير مهني متخصصة، إضافة إلى توفير بيئات صفية ذكية، تعتمد على أركان تعلم رقمية تفاعلية، وإشراك الأسرة في العملية التعليمية من خلال أنشطة منزلية ممتعة وآمنة تُرسخ مفاهيم الذكاء الاصطناعي بأسلوب طبيعي وتدريجي.
وتفصيلاً، قالت الخبيرة التربوية، آمنة المازمي، إن تعليم مفاهيم الذكاء الاصطناعي لأطفال الروضة لا يكون من خلال المصطلحات التقنية، بل عبر أنشطة تنمي مهارات التفكير المنهجي.
وأضافت: «الذكاء الاصطناعي ليس كلمات نُلقّنها للطفل، بل منظومة تفكير نُشكّلها بداخله، تشمل تصنيف الأشكال، وترتيب الخطوات، والتنبؤ بما سيحدث، وكلها مهارات تمهّد لاستيعاب الذكاء الاصطناعي لاحقاً، ويجب أن تُبنى من خلال أنشطة حركية، وألعاب موجهة، وتفاعلات جماعية مدروسة».
وشددت على ضرورة إعداد بيئة تعليمية تفاعلية داخل الصف، تضم أركاناً للروبوتات، والبرمجة البصرية، والألعاب الذكية، إلى جانب تدريب المعلمات على استراتيجيات التيسير لا التلقين.
ونصحت بضرورة تبسيط المفاهيم التقنية وتحويلها إلى مهارات ذهنية وسلوكية قابلة للملاحظة والقياس، مثل القدرة على تصنيف الأشياء، والتعرّف إلى الأنماط، واتخاذ قرارات مبنية على معلومات.
وأكدت مستشارة القيادة التربوية، الدكتورة مروة عمارة، ضرورة تقديم الذكاء الاصطناعي للأطفال كجزء من قصة أو شخصية رمزية، موضحة أن الطفل في هذه المرحلة العمرية يتفاعل مع القصص أكثر من الشرح التقليدي، إذ يمكن أن نصمم شخصية روبوت يتعلم منها الطفل، يُخطئ ويُصحح، ويتطور مع الوقت، بهذه الطريقة، يفهم الطفل مفهوم التعلّم الذاتي، وهو جوهر الذكاء الاصطناعي.
وأضافت أن تكرار المواقف داخل القصة، وإعطاء الطفل فرصة لقيادة التفاعل، يعززان مهارات التفكير المنطقي، ويجعلان الذكاء الاصطناعي جزءاً طبيعياً من وعيه اليومي.
ونصحت بأن يكون استخدام القصص التفاعلية والمواقف الحياتية لتجسيد مفاهيم الذكاء الاصطناعي بشكل غير مباشر، كأن يفهم الطفل الفرق بين «الرأي» و«المعلومة»، أو كيف يتعلم عبر الجهاز من التجربة والخطأ.
ولفتت إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي يجب أن يترافق معه تعليم الطفل أخلاقيات الاستخدام. وأشارت إلى أنه من خلال مواقف درامية، يمكن للطفل أن يدرك متى يثق بالروبوت، ومتى يطلب المساعدة من المعلم.
واعتبرت معلمة رياض الأطفال، أوروج خان، منهج الذكاء الاصطناعي الذي يطبق من العام الدراسي المقبل فرصة ذهبية تستدعي تأهيل المعلمين بأنماط تدريبية مختلفة للتعرف إلى كيفية ربط أنشطة اللعب بمفاهيم الذكاء الاصطناعي. وأضافت «الطفل يتعلّم من التكرار، والتفاعل، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التقنيات الذكية».
وقالت مديرة روضة في دبي، وفاء الباشا: «يتفاعل الأطفال مع التكنولوجيا في البيت، وسيساعدنا المنهج الجديد على توجيه هذا التفاعل بشكل تعليمي، لكن نحتاج إلى أدوات بصرية، وتطبيقات مدروسة، تعزز هذه المهارات من خلال الأنشطة اليومية».
ونصحت بتأهيل معلمات رياض الأطفال من خلال برامج تطوير مهني متخصصة، تركز على تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال من منظور تربوي، وليس تقنياً فقط، مع تعزيز قدرتهم على تصميم أنشطة صفية تدمج التقنية دون فقدان الحس الإنساني.
وقالت معلمة رياض أطفال، بسمة عبدالفتاح: «المرونة ستكون محور منهج الذكاء الاصطناعي، لاسيما للأطفال في هذه السن، الذين يحتاجون إلى اللعب الحرّ والتجريب».
ونصحت بتوفير بيئات صفية ذكية، تعتمد على أركان تعلم رقمية تفاعلية، مثل ركن البرمجة الملموسة أو ركن الروبوت البسيط، بعيداً عن الاكتفاء بالشاشات أو الوسائل العرضية.
كما نصحت بإشراك الأسرة في العملية التعليمية من خلال أنشطة منزلية ممتعة وآمنة، تُسهم في رفع وعي الطفل بالتقنية، وتُرسخ مفاهيم الذكاء الاصطناعي بأسلوب طبيعي وتدريجي.
أوروج خان:
. المنهج الجديد فرصة ذهبية تتطلب تدريب متخصص للمعلمين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 6 ساعات
- البيان
حمدان بن محمد: قيادتنا تُراهن على العقول قبل الموارد وتؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الخيار الاستراتيجي
ومؤسسة دبي للمستقبل، وجامعة خليفة، لخلق نموذج متقدم يعزز اقتصاداً مبنياً على المعرفة وبناء المواهب المتميزة القادرة على الابتكار والقيادة في عالم سريع التحول. قيادتنا الرشيدة تُراهن على العقول قبل الموارد، وتؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الخيار الاستراتيجي الأكثر استدامة وتأثيراً، وهدفنا إعداد جيل إماراتي يمتلك أدوات المستقبل ويجيد توظيفها في خدمة الوطن». بالإضافة إلى الاتصالات والمعلومات والطاقة النووية والفضاء، بعد تدريبهم بشكل مكثف ضمن برنامج استمر عدة أشهر في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والمستدامة، ليعكس التزام دولة الإمارات بتأهيل الكفاءات الوطنية في مجالات التكنولوجيا، حيث تم تزويدهم بالمعارف الأساسية والمهارات العملية اللازمة للتعامل مع فرص وتحديات المستقبل. ومشروع صارم، الذي طور روبوت يتحرك فوق الأسطح الوعرة في الصحراء، ومشروع النظام البحري «إي مابس»، وهو نظام ذكي لمراقبة وتتبع حركة الملاحة على سواحل الدولة ورصد أي تحركات مشبوهة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومشروع جهاز التنفس الصناعي «إم 061»، بناء جهاز تنفس اصطناعي يعزز المخزون المحلي لأجهزة التنفس خلال جائحة كوفيد-19. وإجراء اختبارات هندسية للأنظمة، ومهارات القيادة والعمل الجماعي والخطاب وإعداد العروض التقديمية وتحفيز التفكير النقدي والبحث العلمي وتطبيق المعارف النظرية في مشاريع عملية. وتم توظيف كافة المنتسبين بعد الأشهر الأولى من تخرجهم من البرنامج بنسبة 100 %، ما يبرز الأهمية الاستراتيجية لمثل هذه الشراكات الوطنية في إعداد جيل شاب متمكن من استخدام أدوات المستقبل والتقنيات الحديثة، وتمكينهم من المساهمة الفاعلة في تعزيز تنافسية الدولة وريادتها في القطاعات الحيوية.


الإمارات اليوم
منذ 7 ساعات
- الإمارات اليوم
غواص إماراتي يوثق ظهور سمكة «الهلالي» في مياه الفجيرة
رصد الغواص والمصور البحري صالح محمد الظهوري، من أبناء الفجيرة، نوعاً نادراً من الأسماك يعرف محلياً بـ«الهلالي»، أثناء رحلة غوص يقوم بها بشكل دوري منذ أكثر من 24 عاماً، لتوثيق التغيرات البحرية، خصوصاً بعد الأحداث البيئية مثل المد الأحمر وإعصار «جونوا». وتفصيلاً، قال الظهوري، البالغ من العمر 49 عاماً، لـ«الإمارات اليوم»، إنه يمارس الصيد والغوص منذ صغره، واحترف الغوص منذ عام 1998، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن مراقبة وتحليل التغيرات التي تطرأ على الحياة البحرية، خصوصاً بعد الظواهر المؤثرة التي تترك بصمتها على التنوع البيولوجي في الأعماق. وأضاف: «أغوص ومعي الكاميرا دائماً، لأرصد كل جديد، وخلال آخر غطسة منذ ثلاثة أيام صادفت سمكة نادرة يطلق عليه علمياً «Sweetlips» والمعروفة محلياً بـ«الهلالي». وتابع: «لفتت السمكة انتباهي بلونها المختلف وسلوكها الانعزالي، على خلاف المعروف عنها بأنها تعيش ضمن مجموعات، ما جعل الموقف غير مألوف بالنسبة لي». وتابع: «لم أصادف مثلها طوال 24 سنة من الغوص، إذ إن الغواص يرى أكثر من الصياد، لأنه يلامس البيئة مباشرة، ويشاهد الأنواع عن قرب». وأشار إلى حرصه على توثيق مشهد سمكة «الهلالي»، والتقاط صور لها وهي تسبح بمفردها في حالة استثنائية. وأوضح أن ظهورها في مياه الفجيرة يعكس تحسناً لافتاً في جودة البيئة البحرية، التي أصبحت أكثر جذباً للكائنات النادرة، بفضل المبادرات المتعددة لإحيائها، وعلى رأسها مشاريع استزراع المرجان، التي أسهمت في إعادة التوازن البيئي، وتوفير ملاذات آمنة للأنواع البحرية المتنوعة. وقال: «أظهرت جهود تأهيل بيئتنا البحرية علامات تعافٍ واضحة، ما يؤكد إمكانية عودة التنوع البيولوجي البحري كما كان في السابق، بل أفضل مما كان عليه». وأكد رئيس جمعية صيادي الفجيرة، محمود حسن سليمان آل علي، أن سمكة «الهلالي» التي رصدها الظهوري تعد من الأنواع النادرة في بحر الفجيرة، مشيراً إلى أن هذه الفصيلة تنتمي إلى أسماك الفرش، والتي تشمل أيضاً أصنافاً محلية معروفة مثل «عبود صنقور» و«المطوع»، لكنها تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، فيما شهدت بعض الأنواع مثل الفرش بوادر تعافٍ بعد قرارات المنع وتنظيم الصيد. وأضاف أن توثيق هذا النوع من قبل غواصين محليين يسهم في دعم قاعدة البيانات البيئية، ويؤكد أهمية الحفاظ على النظم البحرية، خصوصاً في ظل المشاريع التطويرية التي تستهدف تعزيز التنوع البيولوجي في سواحل الدولة.


البيان
منذ 7 ساعات
- البيان
جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطلق «معهد النماذج التأسيسية»
ويشكّل توسعنا إلى وادي السيليكون قاعدة محورية لتعزيز حضورنا في واحدة من أكثر منظومات الذكاء الاصطناعي نشاطاً في العالم، ما يفتح آفاقاً واسعة لتبادل المعرفة مع مؤسسات عالمية مرموقة، والاستفادة من نخبة المواهب القادرة على تحويل الأبحاث العلمية إلى تطبيقات عملية واقعية.