من الإنزال في غزة هاشم إلى منابر العالم، والقافلة تمضي رغم الضجيج
هذا حال من يحاولون التشكيك في مواقف الأردن، شعبًا وقيادةً، تجاه القضية الفلسطينية، أولئك الذين يستهدفون الأردن، فالأردنيون كما قال عنهم الشاعر حيدر، ""إنّ أبناءَكِ مزروعون في الأرضِ "نشامى"، يعشقون الوردَ لكن.. يعشقون الأرضَ أكثرْ""، وأن للأردنيين جذورًا لا تُقتلع، ضاربةً في تربة فلسطين، كما هو في تراب الأردن، فلا نباح المتآمرين ولا حملات التضليل قادرة على تشويه تاريخ طويل من البذل والثبات.
فمنذ الثورة العربية الكبرى، حمل الهاشميون راية العروبة، وقادوا مشروع التحرّر من الاستعمار، ولم تكن فلسطين في يوم من الأيام خارج حسابهم، بل في صلبه، ففي عام 1948، استُشهد الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين على أعتاب المسجد الأقصى، لأنه رفض المساومة على القدس، ورفض تقسيم فلسطين دون ضمان حقوق شعبها.
وفي معركة الكرامة، وقف الجيش العربي الأردني، جنبًا إلى جنب مع الفلسطينيين، يدافعون عن الكرامة العربية، فسُجّلت أول انتصار عربي حقيقي على آلة الحرب الإسرائيلية, وقال حينها جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه, 'لقد رفعتم رؤوس العرب، وأثبتم أن النصر ممكن حين تلتقي الإرادة الصادقة مع الاستعداد والتضحية'.
واليوم، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حامل لواء الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، لم يتخلَّ يومًا عن مواقفه الصلبة، من منبر الأمم المتحدة إلى ميدان العمل الإنساني والإغاثي، كان الصوت الأردني حاضرًا، وكان أول قائد عربي ودولي يكسر الحصار على غزة هاشم، عبر الإنزال الجوي الأخير الذي حمل الدواء والغذاء لأهله تحت القصف، في رسالة واضحة، نحن معكم، لا نحيد.
ولأن الحديث عن فلسطين لا يُفصل عن الوجدان، ولا عن التربية التي نشأنا عليها، أجد نفسي أستحضر جذوري كما استحضرت مواقف وطني،
وهنا أتطرق عن نفسي، فأنا ابن تلك الأم البدوية، التي تربط عصبة الرأس على جبينها كما تربط الولاء على قلبها، وتروي لنا ونحن أطفالًا قصص الجيش العربي، الذي تطوع للدفاع عن القدس، وحكمة الهاشميين، وعن الخندق الواحد الذي جمع شرقيّ النهر وغربيّه، فهذه هي تربية الأردنيين، حيث الأم مدرسة تُخرّج أبناءً لا يساومون، ولا يخذلون، ولا يخونون، وهذا ما نراه اليوم في مواقف الشارع الأردني، وفي صوت المعلم، والجندي، والطالب، والمزارع، حين ينادي بالحق لأهله، ويفتح بيته قبل أن تفتح أي منظمة مخزنها.
بالمقابل، لم تكن كل الأصوات فلسطينية صادقة، فبعض من باعوا المبدأ، واختبؤوا تحت أسماء فصائلية، يحملون سم الحيه، لا يمثلون إلا أجندات خارجية هدفها بثّ الفُرقة بين الجسد الواحد، أولئك لا يضرّون إلا أنفسهم، فالدم الأردني الفلسطيني المختلط على ثرى القدس والكرامة، لا يفكّه خطاب أجوف، ولا تحرّضه صفحات مأجورة، ولا يصدّقه إلا من باع البوصلة.
إن الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة وشعبه الوفي، لم يكن يومًا محايدًا في قضية فلسطين، بل كان في مقدمة المدافعين عنها، دافع عنها بالسلاح والكلمة والموقف والإنسانية، ومن يحاول التشويش على هذه المسيرة، فليعلم أن القافلة تمضي بأمان، وإيمان لا يتزعزع، وبقيادة لا تساوم.
( القدس لنا… وفلسطين قضيتنا الأولى، والنباح لا يوقف المسيرة)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 3 دقائق
- عمون
المهندس أبو السعود قائد المرحلة المائية بثقة متجددة
يُعد تجديد الثقة بمعالي المهندس رائد أبو السعود، وزير المياه والري، محطة تقدير مستحقة لرجل حمل أمانة المسؤولية بإخلاص، وسخّر خبراته وكفاءته لقيادة قطاع من أهم القطاعات الحيوية في المملكة، في ظل تحديات مائية متزايدة وواقع مناخي صعب. منذ تسلمه مهام الوزارة، أظهر رؤية استراتيجية واضحة تقوم على العمل الميداني والتخطيط المستدام، ونجح في تحويل التحديات إلى فرص، مرتقيًا بقطاع المياه إلى مستوى من التماسك والكفاءة، جعل منه أحد أعمدة الأمن المائي الأردني. فقد شهدت المرحلة التي قاد فيها الوزارة سلسلة من الإنجازات المهمة، كان من أبرزها اتفاقية مشروع الناقل الوطني لتحلية ونقل المياه من العقبة إلى عمان، وهو مشروع مفصلي من شأنه أن يحدث تحولًا نوعيًا في إدارة الموارد المائية، ويُلبي احتياجات المواطنين والمشاريع التنموية وفق أفضل المعايير العالمية. ترتكز انجازاته على تطوير بنية القطاع وتحديث شبكاته، وخفض نسب الفاقد المائي، ومكافحة الاعتداءات على خطوط المياه، ما انعكس بشكل مباشر على تحسين مستوى الخدمة، وتعزيز الكفاءة التشغيلية. كما ساهم في توجيه الجهود نحو إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي، ورفع جاهزية الكوادر الفنية، في ظل تخطيط يستند إلى أولويات وطنية ومؤشرات أداء واضحة. ولم تقتصر جهوده على الداخل فقط، بل امتدت إلى تعزيز التعاون الدولي مع عدد من الدول والجهات المانحة، وخاصة الولايات المتحدة، حيث أثمرت هذه الشراكات عن تنفيذ مشروعات نوعية ساهمت في دعم البنية التحتية وتعزيز استدامة الموارد. ما يميزه ليس فقط حجم الإنجاز، بل أيضًا نمط القيادة الذي يتسم بالتواضع والفعالية. فهو ممن لا يلهثون خلف الإعلام، ولا يظهر إلا عندما تتطلب المصلحة الوطنية حضوره. يعمل بصمت، ويتحدث بلغة الأرقام والنتائج، واضعًا المصلحة العامة فوق كل اعتبار، مؤمنًا بأن العمل هو أبلغ رسالة يمكن أن يقدمها المسؤول لوطنه. لقد كان على قدر الثقة التي منحه إياها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، حيث جسّد روح المسؤولية قولًا وفعلًا، وكان نموذجًا للقيادة الوطنية التي تعمل بإخلاص وتفانٍ في خدمة الوطن والمواطن. واليوم، ومع تجديد هذه الثقة، يواصل معاليه مسيرته بخبرة متراكمة، ورؤية مستقبلية تتطلع إلى إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لأزمة المياه في الأردن، مستندًا إلى إرادة صلبة وإيمان راسخ بقدرة الأردنيين على تجاوز كل التحديات. نبارك لمعالي المهندس رائد أبو السعود هذه الثقة الغالية، ونتطلع إلى المزيد من النجاحات والإنجازات التي تخدم حاضر الوطن ومستقبله، في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.


صراحة نيوز
منذ 3 دقائق
- صراحة نيوز
وفيات الخميس7-8-2025
صراحة نيوز- وفيات الاردن ، الخميس 7-8-2025,انا الله وانا اليه راجعون هاني حنا جهشان محمد محمود مصطفى اللحام أحمد علي أبو يوسف إلياس عطا الله بشارة عطا الله محمد اسماعيل الحمزة جميل الياس نقولا عدس منيف غالب عواد العساف محمد أحمد فلاح الخشمان سميرة عبد الرحيم هيكل


أخبارنا
منذ 7 دقائق
- أخبارنا
"رايتس ووتش": إسرائيل قصفت أكثر من 500 مدرسة تؤوي نازحين في غزة منذ أكتوبر 2023
أخبارنا : أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن إسرائيل قصفت أكثر من 500 مدرسة تؤوي نازحين في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023. وقالت المنظمة في بيان لها اليوم الخميس: "منذ أكتوبر 2023، نفذت السلطات الإسرائيلية مئات الغارات على المدارس التي تؤوي النازحين الفلسطينيين، بما في ذلك هجمات عشوائية غير قانونية باستخدام ذخائر أمريكية، أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وإلحاق أضرار أو تدمير جميع مدارس غزة تقريبا". وأضافت أن الهجمات الإسرائيلية حرمت المدنيين من الوصول الآمن إلى الملاجئ "وستساهم في تعطيل الوصول إلى التعليم لسنوات عديدة، إذ يتطلب إصلاح المدارس وإعادة بنائها موارد ووقتا كبيرين". وتعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة على المدارس التي حوّلت إلى ملاجئ جزءا من الهجوم العسكري الحالي للقوات الإسرائيلية، الذي يدمر معظم البنية التحتية المدنية المتبقية في غزة، ويشرد مئات الآلاف من الفلسطينيين، ويفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا، وفق بيان المنظمة. وذكرت المنظمة إلى أنه "ينبغي على الحكومات، بما فيها الولايات المتحدة، التي زودت إسرائيل بالأسلحة المستخدمة في هجمات غير قانونية، فرض حظر على توريد الأسلحة إلى الحكومة الإسرائيلية، واتخاذ تدابير عاجلة أخرى لتطبيق اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها". وفي هذا السياق، قال جيري سيمبسون، المدير المساعد لقسم الأزمات والنزاعات والأسلحة في "هيومن رايتس ووتش": "تتيح الغارات الإسرائيلية على المدارس التي تؤوي العائلات النازحة نافذة على المذبحة واسعة النطاق التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة، ينبغي على الحكومات الأخرى ألا تتسامح مع هذه المذبحة المروعة بحق المدنيين الفلسطينيين الذين يسعون فقط إلى الأمان". وحققت "هيومن رايتس ووتش" في الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مدرسة "خديجة للبنات" في دير البلح في 27 يوليو 2024، والتي أسفرت عن مقتل 15 شخصا على الأقل، ومدرسة "الزيتون" في حي الزيتون بمدينة غزة في 21 سبتمبر 2024، والتي أسفرت عن مقتل 34 شخصا على الأقل، وقالت المنظمة إنها لم تجد أي دليل على وجود هدف عسكري في أي من المدرستين. واستندت هذه النتائج إلى مراجعة صور الأقمار الصناعية والصور ومقاطع الفيديو للهجمات وتداعياتها، ومواد من وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق برجال عُرف أنهم لقوا حتفهم في الغارتين. ولم تقدم السلطات الإسرائيلية معلومات علنية عن الهجمات التي وثقتها "هيومن رايتس ووتش". وفي الفترة ما بين 1 و10 يوليو 2025، قصفت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 10 مدارس حولت إلى ملاجئ، بما في ذلك بعض المدارس التي تضررت سابقا، مما أسفر عن مقتل 59 شخصا وتشريد عشرات العائلات، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وأفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) أن حوالي مليون نازح في غزة لجأوا إلى المدارس وسط الأعمال العدائية، وأنه حتى 18 يوليو، قتل ما لا يقل عن 836 شخصا لجأوا إلى المدارس، وأصيب ما لا يقل عن 2527 شخصا. ووجد أحدث تقييم أجرته مجموعة التعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة أن 97% من المباني المدرسية في غزة (547 من أصل 564) قد تعرضت لبعض مستويات الضرر، بما في ذلك 92% (518) التي "تضررت بشكل مباشر" وتتطلب "إعادة بناء كاملة أو أعمال إعادة تأهيل كبرى لتصبح صالحة للعمل مرة أخرى". المصدر: RT