logo
12 عامًا على ثورة الخلاص

12 عامًا على ثورة الخلاص

مصرسمنذ 2 أيام
فى سير الشعوب أحداث تاريخية ومراحل مفصلية على مسار الزمن.
بعض الأحداث تغير التاريخ، كما أن بعضها يقلبه ويعيده من حيث بدأ، وكما أن بعضها قد يخرج أممًا من التاريخ. صعود الإخوان إلى حكم مصر كان من تلك الوقائع التى تخرج البلدان من التاريخ.. ومن الجغرافيا أيضًا. لكن فى 30 يونيو، استعادت مصر التاريخ، وأمسكت بالجغرافيا، واستعادت الوطن. لم تُحدث 30 يونيو تغييرًا فى مصر وحدها، إنما أحدثت بالفعل والبرهان تغييرًا واضحًا فى تاريخ المنطقة والإقليم أيضًا.أحدثت 30 يونيو تغييرًا فى خرائط السياسة، ووضعت خطوطًا جديدة لمعادلات كانت تحضر فى الكواليس سيرًا نحو أبيار عميقة ليس لها قرار. لم تكن ثورة الشعب حجر عثرة فى مواجهة مشروع دموى لإخوان إرهاب صعدوا من المناور قفزًا على الحكم بدعم من شراذم ثورة ومدعي حقوق فقط، إنما لعبت محطة 30 يونيو دورًا أساسيًا فى استيقاف مخططات إفعوانية لأدلجة دين، فى منطقة كانت تتهافت عليها الكروب، وفى بلد كان يتقلب فيه المواجع، بينما فى الخلفية كان هناك من يرسم خرائط بدماء الدول.. ودماء شعوبها. كانت يناير وما بعدها.. فتنة وقى الله شرها. لكن فى 30 يونيو كان أن نهض الشعب، مقررًا الأحداث، وواضعًا العناوين والهوامش والبراويز للخلاص. فى حياة الشعوب طفرات تاريخية ومراحل مفصلية. تُعرف المراحل المفصلية بأنها المحطات الحتمية التى تنهى عقودًا شارفت فيها الدولة على الانهيار، وتؤسس لصعود جديد على منحنى الحياة فى الطريق الصحيح لاستعادة الدولة.. والهوية.. والمكان والمكانة.لو لم تستفق الشعوب فى المراحل الحاسمة، شديدة الحساسية، شديدة الخصوصية، وشديدة الخطورة، فإن تلك الشعوب بالضرورة تدخل إلى طريق «اللى يروح ما يرجعش». ثورة المصريين فى يونيو كانت استفاقة من العيار الثقيل. استفاقة أوقفت عجلة النار.. مسحت بالأستيكة كل ما كان يُدبّر بليل. استفاقة أوقفت خطوات شيطان دؤوب، سار ليلًا وانزوى نهارًا، بشعارات مزيفة، وملابس مزيفة، وأشكال ووجوه كانت هى الأخرى مزيفة.لم تسقط 30 يونيو غول الإخوان وحده، إنما أوقفت عجلة نار ما سمى بالربيع العربى، وأجبرت عرّابيه على إغلاق المعامل، ولملمة مهمات الهدم والحرق والتدمير واختطاف الأوطان.. ليرحلوا. -1- بدأ مخطط ما يسمى بالربيع العربى بتفاعلات شيطانية فى معامل انتشرت على رقعة العالم، من أقصى الغرب لأقصى الشرق.فى تلك المعامل، كانوا قد أضافوا كثيرًا من السيانور السام على خلطاته، ووضعوا مزيدًا من غاز الخردل على وصفاته. استهدفت المعادلة إعادة ترسيم خرائط الشرق الأوسط، باستعادة ترتيب مقاعد القيادة، عن طريق حروب ليست معروفة، ولا مسبوقة، ولا مجربة، لكنها تظهر فجأة وتنفجر فى وجه الشرق الأوسط. الفكرة الجهنمية أساسها كان ابتكار تفجير الدول من الداخل، وتفجير الشعوب، وهدم الأوطان، وإسقاط الجيوش الوطنية، بأيدى الشعوب نفسها.استغرقت معادلات الربيع العربي فى الإعداد فترات، طرأ عليها فيما بعد خطط لإطلاق يد التيارات الإسلامية فى تجارب مقننة، تعتلى فيها قمم القيادة فى الشرق الأوسط.. لأكثر من هدف، ولأكثر من سبب.الفكرة ساذجة؟ صحيح. وسطحية أيضًا؟ صحيح. بموضوعية شديدة، كانت أكثر من ساذجة، وأكبر من حمقاء، خصوصًا أنها قامت على أساس أن هناك فى أقصى الأرض من اعتقد فى إمكانية نجاح التعاطى المقنن مع جماعات الإسلام الراديكالى، وفق استراتيجيات جديدة فى الشرق الأوسط . لظروف عدة، كانت جماعة إخوان الإرهاب قد استطاعت أن تتقدم خطوات، منذ تسعينيات القرن الماضى فى طرح نفسها بديلًا ممكنًا. وفى طور الإعداد وفقًا لجداول الربيع العربى، استطاعوا أن يعيدوا هذا الطرح بوصفهم فصيلًا إسلاميًا (وسطيًا) قادرًا على التعامل مع الجميع، ومنفتحًا على الجميع، ومستعدًا للتعاطى مع الجميع. «كان كله كذب». فلم يكن إخوان الإرهاب قادرين على التعاطى إلا مع أنفسهم، ولا كانوا قادرين على الانفتاح إلا على بعضهم. وبعدما دخلوا الاتحادية، شرعوا فورًا فى أخونة الدولة، وأخونة مؤسساتها، وأخونة القضاء، وأخونة الإعلام، وأخونة الحياة الحزبية. ولما دخلوا الاتحادية سرعان ما أظهروا السلاح الذى أخرجوه من العباءات، ورفعوه فى وجوه المصريين والمخالفين والمواطنين، وفجروا محطات أتوبيس النقل العام فى الأحياء الشعبية حيث الزحام ليموت عشرات الأبرياء. أولى مقومات نجاح مخطط الربيع العربي كان النجاح فى استهداف الجيوش الوطنية، بوصفه الطريق الأوحد والأهم لتمرير الخطة.لذلك سارت فى الشارع المصرى حمى شعارات الشيطان المزيفة، أطلقها بعضهم، وروّجها بعضهم، وتاجر بها بعضهم، واستغلها آخرون. دارت عجلة تثوير الشارع، تلاعبًا بمفردات جوفاء، وتأليبًا للرأى العام ضد الدولة، وضد مفهوم الدولة.. وتشويهًا لمفردات الدولة.لم يكن هناك حيث تم رسم المخططات وتغليفها وتعليبها وتصديرها، من يتخيل أن هناك من هو قادر على منع الآثار أو الحد من التداعيات. لذلك كان الحدث الجلل بخروج الزعيم الكاريزمى عبد الفتاح السيسى مستجيبًا لمطالب الاستدعاء الشعبى فى 30 يونيو، مشفوعًا بشرعية قرار شجاع، ليوقف عجلة النار عن الدوران. -2- فى 30 يونيو كانت أقنعة كثيرة قد سقطت، ووجوه توارت، وسوءات لا تعد قد ظهرت، بعدما نزل الملايين فى الشوارع والميادين فى صرخة خلاص من حكم فاشى.. كشف عن أنيابه بعدما اختطف الوطن، وعاونه بعض من «رموز ثورة» تاجروا بالبلد وعرضوه للبيع فى فاترينات السياسة. هب المصريون فى واحدة من أكثر المراحل التى تعرضت فيها الدولة للخطر. فقد حاول الإخوان إدخال المصريين من بوابات تسييس الدين وأدلجة العقيدة، وصولًا إلى هدف تنفيذ سطو عام على رقعة من أعرق وأقدم الرقع فى التاريخ والجغرافيا.عندما تدخل السياسة فى الدين، تكثر الفتن، وتكثر الفوضى. ولما يرفع هؤلاء علمًا برموز دينية، يلجأ آخرون إلى الاحتكام لأعلام أخرى برموز أخرى هى الأخرى دينية.لم يفهم الإخوان المصريين.. ولا أرادوا حتى المحاولة. لم يثبت طوال التاريخ أن ارتضى المصريون حكمًا دينيًا. وطوال تاريخ طويل، لم تتخل مصر عن روح كوزموبوليتانية منحت الحق فى الحياة للجميع. لم يرتض المصرى فى تاريخه حكمًا يرفع راية فئة، أو يحكم سطوة مذهب. صحيح ظهرت فترات من الضعف السياسى والاجتماعى، فترات معينة على صفحات التاريخ، لكن تظل تلك الفترات قليلة على مر العصور.الأيديولوجية سياسة.. والدين روح وسمو.لذلك، لم يؤمن المصريون طوال تاريخهم بأن للدين أبعادًا فى السياسة، وأن للسياسة أجزاء فى الدين. سقط إخوان الإرهاب، لأنهم لم يستطيعوا تغيير المعادلات. فلم يحدث أن نجحت فى مصر محاولات خلط السياسة بأقوال الصحابة، ولم تنجح تيارات التماحيك فى إقناع المصريين بتأويلات خاصة افترضت معاداة الآخر، والحجر على الرأى، والقتل على الهوية، رغبة فى الوصول للكرسى والاستحواذ على الحكم.على مر التاريخ، لم تنجح محاولات التخريب فى مصر لأسباب لها علاقة بالشخصية المصرية.. وبطبيعة روح التدين لدى هذا الشعب.كرس المصريون إسلامًا خاصًا على مر التاريخ.. إسلامًا وسطيًا صحيحًا صريحًا.ولم يحدث أن طعن المصري يومًا فى عقيدة، ولم يثبت فى التاريخ أن أقام المصريون تفرقة على الهوية، أو بحثًا فى الضمائر عن العقائد. لم يفهم إخوان الإرهاب معادلات الإيمان المصرى.. ولا فهموا سيكولوجية شعب، لا فى السياسة.. ولا فى الاعتقاد.لذلك كانت 30 يونيو نهاية حتمية لمرحلة اقتربت فيها الدولة والحضارة والثقافة من حواف الهاوية. -3- تظل ذكرى 30 يونيو نموذجًا على قدرة الشعوب، إذا أرادت، على حماية مصيرها واستعادة هوياتها. تظل ثورة يونيو نموذجًا على ما يمكن أن تحدثه الشعوب على الأرض من تغييرات جوهرية فى معادلات السياسة. وتظل أيضًا نموذجًا على قدرة الشعوب على فك تشابكات خيوط ثعبانية نسجت فى محاولة لفرض معادلات جرثومية، إذ سرعان ما يخرج المصرى كاشفًا عن نفسه، متصديًا لجدلية آثمة كانت تساق بها البلد نحو الطريق إلى ستين داهية.تظل 30 يونيو بوابة كبرى لإرادة شعب، كتب عليها أن استعادة الوطن فرض عين. وتظل ملحمة كتب فيها الجيش المصرى الوطنى سطورًا من وفاء وبر لأبناء البلد الذين هبوا على أبواب واحدة من أصعب مراحل تاريخهم. لم تكن خطة استيلاء الإخوان على مصر مجرد سطو مسلح على وطن ودمتم، إنما كانت أيضًا بداية لسلسلة تفتح بوابات واسعة لقوى الشر، تتسرب من خلالها كالماء فى جسد المنطقة، وتنساب فى أروقة الشرق الأوسط، ليعاد تشكيل التوازنات ومواقع القوى، ويعاد ترتيب الاستفادة من الثروات، ويعاد أيضًا رسم معادلات السلاح والهيمنة.قطعت 30 يونيو الطريق على تجار الوطن.. ونزل عبد الفتاح السيسى استجابة لشعب.. لم ير أنه من الممكن أن يقيم على كرسى رئاسته جاسوس.. ولا أن يسلم دولته لحكم مرشد الإخوان.أثبتت ثورة يونيو أن إرادة الشعوب لا تجعل كل الرهانات قابلة للتحقيق.. ولا كل النبوءات قابلة للتنفيذ.برهن المصريون فى يونيو 2013 على أن عجلة التاريخ كثيرًا ما تتوقف أمام الإرادة واليقين والإيمان بالوطن، وأنه كثيرًا ما يقف على رأس المراحل الفاصلة أبطال يديرون أقراص الزمن أو يوقفونها لإعادة ضبط اتجاهها حسب المقتضى والمصلحة. ستظل 30 يونيو علامة ضوء مبهرة فى تاريخ شعب.. انفجر فى وجه محاولات اختطاف وطن، واغتصابه، وعرضه للبيع فى صالات المزادات.ببساطة شديدة.. سقط الإخوان فى مصر.. لأنه لم يكن لهم إلا أن يسقطوا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماذا يمكن أن تقدم تركيا لسوريا لتحقيق الاستقرار الأمني والعسكري والاقتصادي؟ (تقرير)
ماذا يمكن أن تقدم تركيا لسوريا لتحقيق الاستقرار الأمني والعسكري والاقتصادي؟ (تقرير)

وكالة أنباء تركيا

timeمنذ 36 دقائق

  • وكالة أنباء تركيا

ماذا يمكن أن تقدم تركيا لسوريا لتحقيق الاستقرار الأمني والعسكري والاقتصادي؟ (تقرير)

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التزام تركيا بدعم سوريا الجديدة، مشيداً بالإنجازات التي حققتها الحكومة السورية الناشئة رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها بعد سنوات من الحرب والدمار. وفي هذا السياق، يبرز السؤال: ما الذي يمكن أن تقدمه تركيا لدمشق لتحقيق الاستقرار الأمني، وتعزيز القوة العسكرية، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية؟ دعم تركي متعدد الأوجه وقال المحلل السياسي رضوان الأطرش في تصريحات لـ 'وكالة أنباء تركيا'، إن 'الدعم التركي للشعب السوري منذ انطلاق الثورة عام 2011 وحتى سقوط النظام كان كبيراً وشاملاً، سواء على الصعيد السياسي، الإنساني، أو العسكري'. وأوضح الأطرش أن تركيا لعبت دوراً محورياً في دعم الثورة السورية سياسياً، حيث كانت المدافع الأول عن قضية الشعب السوري في المحافل الدولية، داعمة المعارضة وممثلة مصالحها على المستويين الإقليمي والدولي. وأضاف أنه 'من الناحية الإنسانية، فتحت تركيا أبوابها لاستقبال ملايين اللاجئين السوريين، مقدمة خدمات صحية وتعليمية وإنسانية، رغم الأعباء الكبيرة المترتبة على ذلك'. عسكرياً، أشار الأطرش إلى أن تركيا قدمت دعماً مالياً ولوجستياً لفصائل المعارضة السورية، مما مكنها من الصمود أمام قوات النظام السابق والتنظيمات المتطرفة مثل 'القاعدة' و'داعش' الإرهابيين، وفق تعبيره. وبعد سقوط النظام المخلوع، واصلت تركيا دعمها للإدارة السياسية الجديدة، حيث كان لها دور بارز في حمايتها وتعزيز شرعيتها دولياً. تعاون سياسي واقتصادي مكثف وأكد الأطرش أن تركيا سعت بكل طاقاتها لضمان نجاح الإدارة السورية الجديدة، مشيراً إلى زيارات الوفود التركية المبكرة إلى دمشق، والتي كانت من بين الأوائل بين الدول العربية والأجنبية، وقال 'شهدنا تبادلاً مستمراً للزيارات بين القيادات السياسية في البلدين، مما يعكس إطاراً واسعاً من التعاون السياسي، المجتمعي، الاقتصادي، والصناعي'. ورأى أن تركيا تسعى لأن تكون سوريا الجديدة دولة مستقلة وقوية، خاصة في ظل المخاوف من التمدد الإسرائيلي في جنوب سوريا بعد سقوط النظام. وأشار إلى أن تركيا تلعب دور الوسيط بين الأطراف المتنازعة، مستفيدة من خبرتها السياسية ونفوذها الإقليمي. على الصعيد العسكري والأمني، أوضح الأطرش أن تركيا تقدم دعماً لتدريب القوات السورية الجديدة لتصبح قوات احترافية، إلى جانب نقل خبراتها الأمنية في مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة. أما اقتصادياً، فقد أبرمت تركيا اتفاقيات مع الحكومة السورية لدعم الاقتصاد المدمر، مع التركيز على مشاريع إعادة الإعمار. وقال، إن 'هذه الجهود تستحق التقدير، حيث تعمل تركيا على إحياء الاقتصاد السوري بعد سنوات الحرب الطويلة.' نقل الإدارة المحلية: خطوة نحو الاستقلال وأشار الأطرش إلى خطوة مهمة تمثلت في عودة المجالس المحلية في شمال سوريا، التي كانت تحت الإدارة التركية، إلى سيطرة الحكومة السورية الجديدة، معتبراً ذلك دليلاً على 'دعم تركيا الصادق لبناء دولة سورية مستقلة ومستقرة'. تركيا: الداعم الأول للشعب السوري من جهته، قال المحلل السياسي محمد عيد في تصريحات لـ 'وكالة أنباء تركيا'، إن 'تركيا هي الدولة الوحيدة التي وقفت بكل مقدراتها إلى جانب الشعب السوري منذ انطلاق الثورة عام 2011، مقدمة دعماً إنسانياً، لوجستياً، عسكرياً، وأمنياً لا مثيل له'. وأضاف 'كان لتركيا الفضل الأكبر، بعد الله، في خلاص الشعب السوري من نظام الأسد، حيث زودت الجيش الحر بالأسلحة والمعدات والخبرات السياسية، بقيادة جهاز الاستخبارات التركي ورجله هاكان فيدان'. وأوضح عيد أن تركيا أدارت ملفات الثورة السورية بحنكة، رغم الحصار الدولي المفروض على الشعب السوري، مؤكداً أنها عملت وفق رؤية مشتركة لمصالح الشعبين السوري والتركي. وأشار إلى أن تركيا، بعد تحرير سوريا، فتحت أبوابها وشارك وزراؤها في دعم الحكومة السورية الجديدة، التي ورثت دولة مدمرة بخزينة فارغة وبنية تحتية منهارة، وفق كلامه. تحديات الإعمار ودور تركيا وأكد عيد أن الحرب الحقيقية بدأت الآن مع تحديات بناء الدولة السورية الجديدة، التي خسرت أكثر من مليون شهيد ومثلهم من المعتقلين والمغيبين قسراً، إلى جانب مئات الآلاف من الأيتام والأرامل ونصف الشعب المهجر. وقال 'رغم الوعود الدولية الكاذبة، كانت تركيا الدولة الوحيدة التي قدمت دعماً حقيقياً لحكومة دمشق الجديدة، سواء في تقديم الخدمات أو إدارة شؤون البلاد خلال هذه المرحلة الصعبة.' ودعا عيد إلى تعزيز التعاون بين سوريا ودول الجوار، خاصة تركيا، لتطوير القدرات العسكرية والأمنية والاقتصادية، مع فتح صفحة جديدة مع الدول التي دعمت النظام السابق، بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة. وزاد بالقول، إن 'سوريا، كدولة مركزية في الشرق الأوسط، ستكون قاعدة لإعادة بناء الثقة بين دول العالم، وستكون تركيا ربان هذه السفينة، التي ستنطلق من دمشق لتغزو أسواق العالم بخبرات علمائها ومنتجاتها، عبر طريق الحرير الجديد من سوريا إلى الأناضول'. يبرز الدور التركي كركيزة أساسية في دعم سوريا الجديدة، سواء من خلال التعاون السياسي، العسكري، أو الاقتصادي. ومع استمرار التحديات التي تواجهها الحكومة السورية الناشئة، تظل تركيا الشريك الاستراتيجي الأبرز، الذي يسعى لضمان استقرار سوريا وازدهارها، في ظل رؤية مشتركة لمستقبل المنطقة.

أمينة الفتوى بدار الإفتاء توضح وصية النبي محمد بأهل مصر
أمينة الفتوى بدار الإفتاء توضح وصية النبي محمد بأهل مصر

الدستور

timeمنذ 40 دقائق

  • الدستور

أمينة الفتوى بدار الإفتاء توضح وصية النبي محمد بأهل مصر

أوضحت وسام الخولي، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر، قائلة: "إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصّى بحسن معاملة أقباط مصر، وهو ما يؤكد حب النبي لأهل مصر". وأضافت وسام الخولي خلال تقديمها برنامج "ربنا بيحبك" المذاع عبر قناة الناس، أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد على الحفاظ على أهل مصر وعدم تفككها، ونبذ الفتنة الطائفية التي يحاول أن ينشرها البعض في مصر، لأن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف: "ستفتح عليكم بعدي مصر" فاستوصوا بقبطها خيرًا، فإن لكم منهم ذمة ورحمًا".

رئيس جامعة الأزهر: الإفاضتان في آيات الحج واحدة وليستا منفصلتين
رئيس جامعة الأزهر: الإفاضتان في آيات الحج واحدة وليستا منفصلتين

24 القاهرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • 24 القاهرة

رئيس جامعة الأزهر: الإفاضتان في آيات الحج واحدة وليستا منفصلتين

قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن آيات الحج الكريمة تحدثت عن الإفاضة مرتين، مشيرًا إلى أن العلماء أجمعوا على أن الإفاضتين المشار إليهما في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ﴾، وقوله: ﴿ثُمَّ أَفِضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾، هما إفاضة واحدة من عرفات إلى مزدلفة، وليستا إفاضتين منفصلتين كما قد يتوهم البعض. الإفاضتان في آيات الحج واحدة وأوضح داود، خلال تصريحات تليفزيونية، اليوم الجمعة، أن هذا الفهم يستند إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، الذي يوضح أن قريشًا كانت تخالف العرب في وقوفها بمزدلفة يوم عرفة، فأنزل الله تعالى الآية لتأمر الجميع بالوقوف بعرفة، مؤكدًا أن الوقوف بمزدلفة يوم عرفة كان خروجًا عن الجماعة وخلافًا لما أمر الله به الناس كافة. وأشار إلى أن ظاهر الآية قد يُفهم منه أن هناك إفاضتين مختلفتين، إلا أن العطف بلفظ ثم هنا يفيد التراخي الزمني وليس التغاير في الفعل، موضحًا أن الإفاضة الثانية جاءت تأكيدًا للأولى مع بيان أن موضع الإفاضة هو حيث يقف الناس جميعًا، في وحدة شعائرية جامعة. وتابع رئيس الجامعة حديثه عن السياق القرآني، موضحًا أن الآيات الكريمة دعت عقب الإفاضة إلى الاستغفار، قائلًا: الاستغفار بعد أداء العبادة يطهّر النفس من الغرور والاستكبار، ويقرّب العبد من ربه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر عقب صلاته، وهو أدب نبوي يعترف فيه العبد بتقصيره مهما اجتهد في طاعة الله. رئيس جامعة الأزهر: الهجرة النبوية معجزة متكاملة الأركان تجسّد عظمة النبي مستشفى جامعة الأزهر بأسيوط: أجرينا 3 الآف و100 عملية جراحية مجانا خلال 3 أشهر وفي سياق متصل، أكد الدكتور سلامة داود أن قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ﴾ تمثل دعوة إيمانية عميقة لتقدير نعمة الهداية، التي لا يمكن للإنسان أن يؤدي شكرها مهما اجتهد، معتبرًا أن الكاف في "كما هداكم" تفيد التسوية بين الذكر وشكر الهداية، وهو أمر لا يُدرك كماله لعِظَم النعمة. وأضاف أن القرآن لم يقيّد الهداية في هذه الآية بمناسك الحج وحدها، بل أبقاها مفتوحة لتشمل كل صور الهداية الإلهية، سواء في التوحيد أو الصلاة أو الزكاة أو مكارم الأخلاق، مؤكدًا أن الهداية هي أعظم النعم التي يمنّ الله بها على عباده. وأوضح داود أن قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ يصوّر عظمة التحول من الضلال إلى الهداية، باستخدام من للدلالة على الاندماج السابق في حال الضلال، مشيرًا إلى أن هذه التذكرة القرآنية تجعل المؤمن دائم الشعور بفضل الهداية عليه. واختتم رئيس جامعة الأزهر حديثه قائلًا: لا ينبغي للمرء أن يتوقف عند سؤال: من هلك؟ بل عليه أن يسأل: من نجا وكيف نجا؟ فالهداية لا تأتي إلا بتوفيق من الله وسعي من العبد، ولا يجب حصر شكر الله في موسم الحج فقط، بل ينبغي أن يشمل كل جوانب الحياة، وكل لحظة يعيشها الإنسان في طاعة الله ورضاه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store