logo
أميركا تجسّ نبض حلفائها حول تايوان: تجنّب المواجهة المباشرة مع الصين

أميركا تجسّ نبض حلفائها حول تايوان: تجنّب المواجهة المباشرة مع الصين

العربي الجديدمنذ يوم واحد
أثار سعي الولايات المتحدة للحصول على توضيحات من حلفائها بشأن دورهم في حال شنّت الصين عملية عسكرية لاستعادة تايوان بالقوة، تساؤلات في بكين بشأن الموقف الأميركي من هذه المسألة، في ظل حالة عدم اليقين التي تسبّبت فيها تصريحات الرئيس الأميركي
دونالد ترامب
الأخيرة بشأن الدفاع عن الجزيرة.
"أميركا أولاً"
وكانت تقارير أميركية قد أفادت بأن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تضغط على اليابان وأستراليا لتوضيح الدور الذي ستلعبانه في حال نشوب صراع بين الولايات المتحدة والصين بشأن جزيرة تايوان، الأمر الذي أثار استياء الحليفَين الأميركيَين. ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز، أول من أمس السبت، عن مصادر مطلعة قولها، إنّ البنتاغون يحث اليابان وأستراليا على توضيح الدور الذي ستلعبانه إذا دخلت الولايات المتحدة والصين في حرب بشأن تايوان. وقالت الصحيفة إن وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسات، إلبريدج كولبي، كان يدفع بهذه المسألة خلال محادثات جرت في الآونة الأخيرة مع مسؤولي الدفاع في كلا البلدَين. وذكر كولبي على موقع إكس، أن وزارة الدفاع تركز على
تنفيذ سياسة "أميركا أولاً"
التي يتبعها ترامب لاستعادة الردع بما يتضمن "حثّ الحلفاء على زيادة إنفاقهم الدفاعي وغير ذلك من الجهود المتعلقة بدفاعنا الجماعي".
وكانت تسجيلات صوتية مسرّبة منسوبة لترامب، حصلت عليها شبكة سي أن أن الأميركية، أخيراً، كشفت أنه هدّد خلال حملته الانتخابية في أحد اللقاءات الخاصة التي عقدها مع عدد من كبار المتبرعين لحملته، الصين. وقال ترامب إنه وجّه تهديداً للرئيس الصيني شي جين بينغ، بأنه في حال أقدمت الصين على شنّ هجوم ضد تايوان، فإن الولايات المتحدة ستقصف بكين ردّاً على ذلك"، وأضاف: "اعتقد أنّني مجنون لكنّنا لم نواجه أي مشاكل".
بات كونروي: أستراليا لن تُلزم نفسها مسبقاً بإرسال قوات إلى أي صراع
وردّ وزير الصناعات الدفاعية الأسترالي بات كونروي، أمس الأحد، على ما نشرته الصحيفة، بقوله من سيدني، إنّ بلاده لن تُلزم نفسها مسبقاً بإرسال قوات إلى أي صراع، مضيفاً في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة الأسترالية، أن "أستراليا تعطي الأولوية لسيادتها، ولا نناقش أي افتراضات"، وقال كونروي: "قرار الالتزام بإرسال قوات أسترالية إلى أي صراع ستتخذه الحكومة في حينه، وليس مسبقاً". وأعرب كونروي عن قلق كانبيرا من التعزيزات العسكرية الصينية لا سيّما في ما يتعلق بقواتها النووية والتقليدية، مشدّداً على أن بلاده ترغب في إرساء توازن في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ بحيث لا تهيمن أي دولة على المنطقة. أما رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، فقد أكد في تصريحات أدلى بها من شنغهاي أمس، في مستهلّ زيارة تستغرق ستة أيام للصين ستركز على الأرجح على الأمن والتجارة، أنّ بلاده لا تريد أيّ تغير في الوضع الراهن لتايوان.
رصد
التحديثات الحية
مذكرة سرية للبنتاغون: الصين هي التهديد الوحيد
من جهتها، قالت صحيفة غلوبال تايمز الصينية الحكومية، إنّ الطلب من الجانب الأميركي فاجأ طوكيو وكانبيرا، خصوصاً أن الولايات المتحدة لم تقدم ضماناً مطلقاً للجزيرة، ولفتت إلى أن كولبي يُعرف بدفاعه عن ضرورة إعطاء الجيش الأميركي الأولوية للمنافسة مع الصين وتحويل تركيزه عن الشرق الأوسط وأوروبا. وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أكدت مراراً أن قضية تايوان شأن داخلي صيني بحت، ولا يحقّ لأي دولة التدخل فيه، كما شدّدت على أن الصين تسعى إلى إعادة التوحيد مع الجزيرة، حتّى لو اضطرت إلى استخدام القوة العسكرية.
ارتباك أميركي حيال تايوان
وتتزامن هذه التقارير بشأن مستقبل الجزيرة مع توترات شديدة في مضيق تايوان، إذ أطلقت تايبيه الأربعاء الماضي، واحدة من
أطول مناوراتها العسكرية السنوية
(هان كوانغ)، في محاكاة لما يعرف بـ"تكتيكات المنطقة الرمادية" في البر الرئيسي الصيني، وتضاعفت مدة التدريبات هذا العام إلى عشرة أيام، وتُجرى من دون نصوص مكتوبة أو جداول زمنية ثابتة لمحاكاة تقلبات ساحة المعركة، وفقاً لوزارة الدفاع التايوانية. في المقابل، يجري الجيش الصيني مناورات عسكرية في مقاطعة فوجيان الساحلية القريبة من مضيق تايوان، تتخللها تدريبات على الهجوم البرمائي والاستطلاع، ويشير توقيت المناورات المتزامنة إلى تصاعد التنافس، مع قيام كل جانب باستعراض عضلاته العسكرية والانخراط في إشارات وتحذيرات للطرف الآخر.
ورأى ليو وانغ، الباحث في العلاقات الصينية الأميركية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن طلب واشنطن إيضاحات من حلفائها في المنطقة بشأن دورهم وموقفهم من أي صراع محتمل في تايوان، يتزامن مع انسحاب جزئي أميركي من منطقة المحيطَين الهندي والهادئ، بعد تحريك حاملات الطائرات إلى منطقة الشرق الأوسط للدفاع عن حليفة الولايات المتحدة، إسرائيل، وكذلك أيضاً مع تواتر تقارير استخبارية عن تأهب صيني للانقضاض على الجزيرة، في ظلّ حالة الترهل الأمني في المنطقة، وأضاف أن هذا يعكس حالة من الارتباك الأميركي إزاء كيفية التعامل مع هذه المسألة، خصوصاً أن إدارة ترامب الثانية لم تبدِ استعدادها للدفاع عن الجزيرة وتعمل على إيجاد بدائل لتعزيز دفاعاتها الذاتية أمام أيّ تهديد صيني.
ليو وانغ: الإيضاحات الأميركية تعكس حالة من الارتباك إزاء كيفية التعامل مع هذه المسألة
ولفت ليو وانغ إلى أن "الاستفسار من الحلفاء بشأن دورهم في الدفاع عن تايوان، ربما يشير إلى رغبة أميركية في خلق جبهة مضادة لا تكون فيها الولايات المتحدة رأس الحربة، ما يعني أننا أمام استراتيجية جديدة تتجنّب المواجهة المباشرة مع بكين، وتعتمد على الحلفاء للقيام بهذه المهمة، عبر توفير الدعم العسكري ونشر أحدث الأنظمة الصاروخية الدفاعية في المنطقة كما حدث في الفيليبين وكوريا الجنوبية"، وتابع: "ربما أيضاً باستخدام عصا العقوبات مثل التعرِفات الجمركية، لضمان التزام الحلفاء". ولكن يبقى السؤال، بحسب ليو، حول مدى استعداد هذه الدول لخوض حروب بالوكالة ضدّ دولة تربطهم بها مصالح استراتيجية (الصين)، فضلاً عن الدروس المستفادة من تخلي الولايات المتحدة عن أوكرانيا في أحلك الأوقات، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تايوان، وهذا يزيد من أزمة الثقة التي بدأت تظهر بوادرها في العلاقة بين واشنطن وحلفائها الدوليين والإقليميين.
من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنوب الصين، ياو بين، لـ"العربي الجديد"، إنّ بكين عازمة على استعادة الجزيرة بأي ثمن، لكنّ موعد وكيفية ذلك تحدّده القيادة الصينية ولا علاقة له بالموقف الأميركي، سواء كان متشدداً أو مرناً إزاء هذا التوجه. وأضاف أن المناورات العسكرية التي يطلقها الجيش الصيني حول تايوان، ليست بالضرورة مؤشراً على اقتراب خطوة من هذا النوع، لكنّها تحمل تأكيداً على حقّ بكين في القيام بمثل هذه الأنشطة العسكرية الروتينية في محيطها، كما أنها تبثّ رسائل تحذيرية شديدة اللهجة إلى القوى الانفصالية في الجزيرة، بأن أي خطوة باتجاه الانفصال محكوم عليها بالفشل، وأن يد الصين العليا قادرة على التعامل مع أي تصرف أرعن من قادة الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم.
وكانت مجلة عسكرية صينية قد قالت إنّ انهيار الأنظمة في تايوان قد يؤدي إلى تدمير الجزيرة من دون قتال، وجاء في مقال نُشر في عدد شهر مايو/أيار الماضي من مجلة "السفن البحرية والتجارية" العسكرية الصينية، أنّ بكين قد تتمكّن من سحق تايوان من خلال تدمير العقد الأساسية للبنية التحتية الأساسية في الجزيرة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تضخيم نقاط ضعفها كثيراً مثل "تأثير الفراشة". وتناول المقال ما بين 30 إلى 40 هدفاً "فائق الأهمية" يمكن أن تؤدي إلى انهيار متسلسل لأنظمة البنية التحتية الأساسية إذا تعرضت للهجوم "في أفضل توقيت"، بما في ذلك مرافق الغاز الطبيعي المُسال التي كانت محور تدريبات أجراها الجيش الصيني أخيراً.
تقارير دولية
التحديثات الحية
الصين تستهدف الصناعات العسكرية في تايوان
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"حنظلة" تواصل طريقها نحو غزة في مسعى لكسر الحصار
"حنظلة" تواصل طريقها نحو غزة في مسعى لكسر الحصار

العربي الجديد

timeمنذ 34 دقائق

  • العربي الجديد

"حنظلة" تواصل طريقها نحو غزة في مسعى لكسر الحصار

تواصل سفينة حنظلة طريقها نحو غزة في مسعى لكسر الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، الذي يتعرض لحرب إبادة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وكانت السفينة قد انطلقت أمس الأحد من شواطئ إيطاليا نحو غزة، وهي ثاني سفينة يرسلها "أسطول الحرية" باتجاه غزة بعد سفينة مادلين التي اقتحمتها قوات الاحتلال قبل الوصول إلى غزة، واختطفت الناشطين الـ12 الذين كانوا على متنها قبل ترحيلهم لاحقاً. وقال تحالف أسطول الحرية في بيان على موقعه الإلكتروني، اليوم الاثنين، إنه تعاون مرة أخرى مع شركة فورنسيك أركيتكتشر لتزويد سفينة حنظلة بنظام تتبع متطور. وتلعب هذه التقنية حسب البيان دوراً حاسماً في ضمان سلامة من كانوا على متنها، والحفاظ على الشفافية بشأن موقع السفينة، ومحاسبة المعتدين المحتملين على أفعالهم. ولفت تحالف أسطول الحرية إلى أن جهاز التتبع "لا يعدّ مجرد أداة ملاحة؛ بل هو شكل من أشكال الحماية"، مشيراً إلى أنه "من خلال البث المستمر لموقع السفينة، يتيح جهاز التتبع للداعمين والصحافيين والمراقبين القانونيين ومنظمات حقوق الإنسان حول العالم متابعة السفينة آنيًا. تُشكّل هذه الرؤية رادعًا للعنف والتدخل غير القانوني، مع ضمان إمكانية توثيق أي عمل عدواني والتحقيق فيه. وهو جزء أساسي من استراتيجية أوسع للمقاومة السلمية والتضامن الدولي". رصد التحديثات الحية "حنظلة" إلى غزة... سفينة أخرى لأسطول الحرية في محاولة لكسر الحصار ونبه "أسطول الحرية" إلى إنّ رحلة سفينة حنظلة إلى غزة تأتي في ظل "الفظائع الجماعية المتواصلة منذ 18 مارس/ آذار 2025، عندما خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار واستأنفت هجماتها على غزة، فقُتل ما لا يقل عن 6572 فلسطينياً وجُرح أكثر من 23 ألفاً، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، من بينهم أكثر من 700 قُتلوا رمياً بالرصاص أثناء انتظارهم الطعام في نقاط التوزيع التي تسيطر عليها مؤسّسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي فخ مميت متخفٍ في صورة برنامج مساعدات، وهيكل من القسوة يخدم الإبادة الجماعية الإسرائيلية". وأشار "أسطول الحرية" إلى أن من بين الناشطين الذين سيبحرون على متن حنظلة فيغديس بيورفند، من النرويج، وتبلغ من العمر 70 عاماً، وأوضح في تغريدة على منصة إكس أنّ بيورفند ناشطة من أجل فلسطين منذ عام 1978، وهي "لا تريد أن يقول لها حفيدها يوماً: جدتي، لم تفعلي شيئاً"، وأضاف الأسطول: "حافظوا على سلامة فيغديس وحنظلة. ساعدوا في إنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني والإبادة الجماعية". 70 year old Vigdis Bjorvand from Norway is sailing to break Israel's illegal siege of Gaza. A Palestine activist since 1978, she never wants her grandchild to say: 'Grandma, you didn't do anything.' Keep Vigdis and 'Handala' safe. Help end Israel's illegal siege and genocide. — Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla) July 12, 2025 ومن بين ركاب السفينة أيضاً البرلمانية الأوروبية إيما فورو، التي قالت الخميس الماضي في تغريدة على منصة إكس: "سأكون على متن حنظلة، إحدى سفن أسطول الحرية، لكسر الحصار الإنساني على غزة. وإلى جانبي، رفيقتَي غابرييل كاثالا و16 ناشطاً إنسانياً. نعتمد على دعمكم لحماية رحلتنا وإدانة الإبادة الجماعية!". 🇵🇸Je serai à bord de Handala, un navire de la Flottille de la Liberté, pour briser le blocus humanitaire à Gaza. À mes côtés, ma camarade @GabrielleCthl et 16 humanitaires. Nous comptons sur votre mobilisation pour protéger notre traversée et dénoncer le génocide ! — Emma Fourreau (@emma_frr) July 10, 2025 وجاء إطلاق اسم حنظلة على السفينة، بحسب أسطول الحرية، لما تجسده الشخصية الكاريكاتورية للفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي من رمزية للفلسطيني المضطهد والمتحدي، مشيراً إلى أن السفينة ستحمل معها روح حنظلة وروح كل طفل في غزة محروم من العيش بأمان، وبكرامة وبسعادة. وأضاف أن حنظلة أبحرت خلال 2023 و2024 إلى موانئ عدّة في شمال أوروبا والمملكة المتحدة من أجل كسر التعتيم الإعلامي، والتفاعل مع الجمهور، وبناء التضامن من خلال الملتقيات الصحافية، والعروض الفنية، والتأطير السياسي في كل الموانئ التي زارتها.

ترامب يدخل حرب أوكرانيا بالوكالة ويترك حروب الشرق الأوسط لنتنياهو
ترامب يدخل حرب أوكرانيا بالوكالة ويترك حروب الشرق الأوسط لنتنياهو

العربي الجديد

timeمنذ 34 دقائق

  • العربي الجديد

ترامب يدخل حرب أوكرانيا بالوكالة ويترك حروب الشرق الأوسط لنتنياهو

بعد مراهنة واهمة وخيبة طويلة، عاد الرئيس الأميركي الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 دونالد ترامب إلى نسخة مصغّرة من سياسة سلفه جو بايدن الأوكرانية وإن بصيغة ملتوية. الاختلال الميداني المتزايد مؤخراً لصالح روسيا وما أثاره من مخاوف وضغوط في الكونغرس وأوروبا، اضطره إلى التراجع عن انقلابه على سياسة تسليح أوكرانيا، التي اعتمدها سلفه، علّ ذلك يؤدي إلى زحزحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 ويحمله على التفاوض لوقف النار في مدخل لوقف الحرب. هاجس ترامب كان وما زال، وضع بصماته على طي صفحة هذه الحرب وغيرها من حروب الشرق الأوسط. وتزامنت لحظة استدارة ترامب مجدداً نحو أوكرانيا مع تجاهل واشنطن لما تردد من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. تعمّد في الأيام الأخيرة عرقلة مفاوضات وقف النار في غزة، وكأن البيت الأبيض قرر ترك ملف القطاع في عهدته أو كأن نتنياهو تمكن، كالعادة، من الحصول على موافقة ترامب بالتفرد بالقطاع. وفي كلمته خلال استقبال أمين عام حلف الناتو، مارك روته، في البيت الأبيض اكتفى ترامب بإشارة عابرة لمفاوضات غزة قائلاً بإنها "تسير على ما يرام"، علماً أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي كان من المتوقع أن يتجه إلى الدوحة الأسبوع الماضي "للمساهمة في تفكيك العفد الأخيرة" بقي في واشنطن، بعد أن نقلت تقارير ومنها إسرائيلية أن نتنياهو نسف الاحتمالات من دون أن يصدر أي تعليق عن الإدارة الأميركية. كما لوحظ أن الرئيس الأميركي لم يأت خلال كلمته على سيرة إيران ووقف النار معها لا من قريب ولا من بعيد، وكأن مرحلة ما بعد الاتفاق تم تعليقها في الوقت الحاضر وسط التباين في المقاربة بين نتنياهو والبيت الأبيض، على أن تتوقف إسرائيل عن التلويح باستئناف العمليات الجوية ضد إيران، فيما تحتفظ الإدارة بالحديث عن تفضيلها للخيار الدبلوماسي سبيلا لمعالجة الموضوع. وفي ذلك مكسب لنتنياهو الذي لا بد وأنه يراهن على مستجدات قد يُنضجها التجميد كلما طال، بحيث تكون من النوع الذي يوفر فرصة لتجديد التصعيد الذي يرغب به بهذه الطريقة، بحيث تضمن اسرائيل الحصول على مساحة واسعة للتحكم بمسار حروب غزة ولبنان وايران، خاصة وأن تركيز الإدارة انتقل الآن إلى أوكرانيا ولو أن ترامب دخل حربها بالوكالة، حيث تزود إدارته الناتو بالسلاح مقابل دفع كلفته، ثم يقوم الأخير بتسليمه إلى أوكرانيا، واعتمد ترامب هذه الصيغة كي لا يظهر أمام جمهوره أنه نكث بوعد عدم التورط في أي حرب خارجية كذلك كي لا يكون التزامه مباشر لأوكرانيا. لكن هذه الصيغة تركت أسئلة كثيرة حول كمية الأسلحة التي لم يُعرف عنها إلا القليل ونوعيتها ، مثل أنها تشمل صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ، ثم "لماذا منح موسكو فرصة 50 يوماً" للموافقة على الدخول في مفاوضات وإلا فُرِضت تعرفة جمركية بمقدار 100% على البضائع التي تستوردها أميركا من الدول التي تتعامل مع روسيا، وذلك لحرمان موسكو من التبادل التجاري مع الآخرين، وهذه العقوبة شكلية أكثر منها رادعة. وليس من المتوقع أن تذعن موسكو لمثل هذا التحذير الرخو الذي تعرف واشنطن أنه لن يقوى على حمل بوتين على القبول بالانتقال من الميدان إلى الطاولة، فهو تجاهل خيار المفاوضات عندما كان وضعه الميداني في حالات صعبة. فلماذا يذعن الآن وكفته راجحة، لاسيما وأن الحضور الأميركي في المعادلة جزئي وغير مباشر؟ وبكل حال لماذا لا يبدأ العمل فوراً ببند التعرفة رغم محدودية فعاليته؟ ثم إذا طُرح مشروع تفاوضي "تعجيزي" أو مقيد بشروط مسبقة ترفضها أوكرانيا فهل يستمر التسليح؟ وما المدى الزمني للالتزام به؟ أخبار التحديثات الحية ترامب يمهل روسيا 50 يوماً للاتفاق مع أوكرانيا وإلا... يعتبر قرار ترامب نقلة نوعية مقارنة بموقفه الأساسي من الحرب ومن بوتين، ويعززه وقوف غالبية كاسحة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى جانبه، لكنه تأخر والتقديرات أنه غير قادر على تغيير حسابات الكرملين في هذا الوقت بالذات، خصوصاً في ظل مناخ التقلبات السائد في واشنطن. وبذلك يبقى من المرجح أن تبقى مفاتيح الحرب بيد بوتين حتى إشعار آخر، وكذلك مفاتيح حروب الشرق الأوسط، إلى حد بعيد، بيد نتنياهو طالما بقيت واشنطن غير حاسمة.

ترامب يمهل روسيا 50 يوماً للاتفاق مع أوكرانيا وإلا سيعاقبها برسوم جمركية بنسبة 100%
ترامب يمهل روسيا 50 يوماً للاتفاق مع أوكرانيا وإلا سيعاقبها برسوم جمركية بنسبة 100%

العربي الجديد

timeمنذ 34 دقائق

  • العربي الجديد

ترامب يمهل روسيا 50 يوماً للاتفاق مع أوكرانيا وإلا سيعاقبها برسوم جمركية بنسبة 100%

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، عن التوصل إلى اتفاق مع حلف شمال الأطلسي ( ناتو ) لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا قائلاً إن "الولايات المتحدة ستتولى تصنيع الأسلحة ويدفع حلف "ناتو" ثمنها بالكامل، وتُرسل إلى أوكرانيا". وأضاف ترامب أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا خلال 50 يوماً، فستفرض الولايات المتحدة على موسكو عقوبات تشمل تعرفات جمركية بنسبة 100%، كما أشار إلى عقوبات ثانوية على دول أخرى تشتري النفط الروسي. وعبّر ترامب عن استيائه الشديد من الموقف الروسي من التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا، وقال فى تصريحات له أثناء استضافته الأمين العام لحلف "ناتو" مارك روته في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض: "أشعر بخيبة أمل تجاه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، لأننا ظننا أننا سنتوصل إلى اتفاق قبل شهرين.. كل ما يفعله هو الكلام ثم يطلق الصواريخ على كييف التي تقتل الناس.. يطلق الصواريخ عليها بعد انتهاء المحادثات الهاتفية معي، وهذا تكرر أكثر من مرة". وأوضح ترامب أن صواريخ باتريوت ستُرسَل إلى أوكرانيا من دول "ناتو" إلى حين إعادة إنتاجها في الولايات المتحدة، مضيفاً أنه يأمل أن يكون لقرار إرسال الأسلحة تأثير على بوتين، وقدّر قيمة الأسلحة التي ستحصل عليها أوكرانيا بمليارات الدولارات، غير أنه لم يحدد القيمة المالية. رصد التحديثات الحية "أكسيوس": ترامب سيعلن عن خطة جديدة لتزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية ترامب: اعتدت المتاجرة بالكثير من الأشياء الرائعة لتسوية الحروب واعتبر ترامب أن خططه وصفقاته لحل المشكلات رائعة، وقال: "اعتدت أن أتاجر بالكثير من الأشياء الرائعة لتسوية الحروب"، مشيراً إلى مشاركته في حل المشكلات في أفريقيا وبين الهند وباكستان، وأنه يعمل على حل أزمة مياه الشرب بين مصر وإثيوبيا، وأنه يعمل على حل الأوضاع في غزة، وأن "الأمر الوحيد الذي لم نتمكن من الوصول إلى حل له هو روسيا". وانتقد ترامب "مشاركة الولايات المتحدة بناء سد النهضة من دون حل المشكلة مع مصر"، وقال: "اتضح أنه يمثل مشكلة كبيرة.. المصريون يريدون الحصول على المياه من النيل بعد بناء أحد أكبر السدود في العالم خارجها (يقصد سد النهضة في إثيوبيا)". وفي ما يخص غزة، زعم ترامب أن إسرائيل تخلت عن القطاع، حيث قال: "قطاع غزة واحدة من أسوأ الصفقات العقارية التي تمت على الإطلاق.. لقد تخلوا عن هذه الممتلكات المطلة على المحيط.. كان من المفترض أن يجلب هذا السلام، لكن لدينا العكس الآن"، وتابع: "نبلي بلاء حسناً في غزة، وأعتقد أنه يمكن أن يكون لدينا شيء قريباً للحديث عنه". من جهته، أشار الأمين العام لحلف "ناتو" في تصريحاته إلى أنه تواصل مع عدد من الدول الأوروبية التي تريد أن يكون لها دور في تقديم الأسلحة إلى أوكرانيا، وقال "الناتو سيتولى مهمة تنسيق إرسال الأسلحة الأميركية، وهذا القرار مهم للغاية"، مضيفاً أن أوكرانيا تريد التوصل إلى اتفاق سلام. وكان ترامب قد أعلن، الخميس الفائت، خلال حديث لشبكة "إن بي سي نيوز"، أنه سيصدر "إعلاناً مهماً" بشأن روسيا اليوم الاثنين، من دون توضيح مضامين هذا الإعلان، في وقت أكد فيه إبرام اتفاق مع حلف شمال الأطلسي يتضمن إرسال الولايات المتحدة أسلحة إلى أوكرانيا يدفع الحلف ثمنها بالكامل. وتخوض أوكرانيا حرباً شاملة ضد الغزو الروسي منذ أكثر من ثلاث سنوات، مستندة بدرجة كبيرة إلى الدعم العسكري المقدم من الحلفاء الغربيين. ومؤخراً، كثفت روسيا بشكل كبير هجماتها الجوية الليلية مستهدفة أوكرانيا بشكل شبه يومي. ويوم الأربعاء الفائت، شنت روسيا أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة على الأراضي الأوكرانية حتى الآن، حيث تمكنت الدفاعات الأوكرانية من إسقاط أكثر من 700 طائرة مسيرة خلال الهجوم. زيلينسكي يجري محادثة "جيدة جدا" مع ترامب إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين إنه تحدث إلى ترامب وشكره على استعداده لدعم أوكرانيا. وأضاف زيلينسكي في منشور عبر تطبيق تليغرام نقلته "رويترز": "كانت محادثة جيدة جدا. شكرته على استعداده لدعم أوكرانيا ومواصلة العمل معا لوقف أعمال القتل وإرساء سلام دائم وعادل". وقال زيلينسكي أيضا إنه أجرى محادثة جيدة جدا مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، بعد اللقاء الذي جمعه مع ترامب في البيت الأبيض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store