
لبنان "وسيط" بين الخارج ومطالب الحزب!
من رفع " حزب الله" شروطه التي يعلنها قبل البحث في ما يعتبره استراتيجية دفاعية يعني بها المحافظة على سلاحه، الى حملاته الانتقادية لرئيس الحكومة نواف سلام والحملات الانتقادية الأخرى لوزير الخارجية يوسف رجي في موازاة اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يشكل أكثر من أي وقت مضى الرافعة المهمة للحزب تكليف لجنة للإعداد للتجديد لليونيفيل، خط بياني متسارع لتأكيد الثنائي الشيعي سعيه لإبقاء وصايته على السياسة الخارجية للبنان إن لم يكن صياغتها كذلك وفق ما يعتقد مراقبون كثر.
فبدءاً بشروط الحزب فهي تبدو وكأنها لا تتوجه إلى أركان الدولة اللبنانية بمقدار ما تتجاهل هؤلاء كوسطاء أو مفاوضين مع الخارج في ما ينوي الحزب مقايضته أو المساومة عليه. وهذا السيل من الشروط يتوالى في شكل خاص بعد وعلى رغم زيارة قام بها وفد من الحزب الى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ومروجاً لأجواء إيجابية على أثرها موحياً بأن الرئاسة الأولى على الموجة نفسها.
والحملات الانتقادية لسلام هي محاولة تدجين وترهيب، فيما أن الاتصالات السياسية البعيدة عن الأضواء مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب هي لتهدئة التوتر أو تخفيف من غلواء الحزب، فيما أن عدم معالجة المسألة علناً إعلامياً تترك الامور ملتبسة إذا كانت رئاسة الحكومة لا ترغب في وقوع مشكلة تصعب من مهامها علماً أن كثراً يعتبرون أن مواقف سلام تساعد رئيس الجمهورية في مهمته في موضوع أو ملف السلاح في لبنان. لكن المغزى هنا أن لا وحدة موقف ورأي تبرز على المستوى السياسي تدعم موقف رئيس الحكومة أو تدافع عنه والأمر نفسه ينسحب على المواقف التي يعلنها وزير الخارجية إذا كان يعبر عن موقف الحكومة وما ورد في البيان الوزاري وخطاب القسم، فيما أن مبادرة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع للدفاع عن مواقف رجي، وهو أمر لا يحبذه كثر، تظهر الأمور مفككة في أقل تعديل ووجود تفاعلات غير معلنة أو يتم استغلالها.
فالتماسك الداخلي ظاهر مبدئياً وقد يكون صعباً الإقرار بأن الدولة تعود فتركب بسحر ساحر أو أن يقبل أفرقاء بتراجع نفوذهم وقدراتهم تبعاً للتطورات الإقليمية فيما يأخذ البعض على أطراف لبنانية استعجال الدولة أو " الغيرة " مما يحصل مع سوريا باعتبار أنه سيصب في مصلحة لبنان كذلك أو أيضاً استعجال نزع سلاح الحزب أو السلاح الفلسطيني على قاعدة أن الشجرة ستبقى واقفة لبعض الوقت إذا توقف ريّها ولكنها ستيبس مع مرور الوقت.
في أي حال ، فإن إعلان بري غداة لقاء له مع رئيس الجمهورية تشكيل لجنة للإعداد للتجديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب ملفت على قاعدة تكليف الحكومة وزارة الخارجية القيام بذلك، إذ تطلب وزارة الخارجية والمغتربين الموافقة على التجديد لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وحتى لو تم تكليف لجنة الإعداد، لذلك فليست من مهمة بري بل الحكومة ولا يعلن عن ذلك . ففي حزيران من العام الماضي بالذات ، قدمت وزارة الخارجية والمغتربين عبر بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك رسالة من الوزير عبد الله بو حبيب إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تطلب فيها تجديد ولاية قوات اليونيفيل لعام إضافي بناءً لطلب من الحكومة اللبنانية .
في الحد الأدنى، يخوض لبنان موضوع التجديد للقوة الدولية مجدداً وظاهراً على الأقل وفقاً لشروط الحزب أو اشتراطاته مستعيداً ما كان عليه الوضع في الأعوام الماضية من تحديد لمهامها فيما استبق ذلك بفرض هذا الواقع أو محاولة فرضه مسبقاً عبر حوادث التعرض لعناصر أو دوريات من القوة الدولية. وهذا أيضاً كله يندرج في إطار استباق زيارة الموفدة الأميركية إلى لبنان مورغان أورتاغوس والتموضع الاستباقي تحضيراً لذلك ولأوراق التفاوض معها تحسباً لتشدد أميركي ازداد حول ضرورة فاعلية القوة الدولية في الجنوب ومهامها بدأ يتصاعد منذ الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب.
ودخول لاعبين لبنانيين جدد على هذا الملف في ظل التغييرات الكبيرة التي شهدها الجنوب بعد الحرب الإسرائيلية وفي ظل شروط وقف النار وبدء تنفيذ القرار 1701 يثير توترات جديدة لا سيما في ظل عدم معارضة واشنطن المقاربة الإسرائيلية لتنفي وقف النار مع لبنان أو أقله عدم ردع أسرائيل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 38 دقائق
- المدن
"فيتو" أميركي بمجلس الأمن..ضد قرار لوقف الحرب في غزة
استخدمت الولايات المتحدة، مساء اليوم الأربعاء، حق النقد "فيتو" ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. جاء ذلك متماشيا مع التوقعات التي كانت قد أشارت إلى أن واشنطن ستستخدم "الفيتو" للمرة الأولى، في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب. ويطالب مشروع القرار الذي أفشله "الفيتو الأميركي"، بـ"وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم"، وبالإفراج غير المشروط عن الأسرى. كذلك يُسلّط مشروع القرار الضوء على "الوضع الإنساني الكارثي" في القطاع. ويدعو مشروع القرار إلى الرفع "الفوري وغير المشروط لكل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها بشكل آمن ومن دون عوائق على نطاق واسع"، بما في ذلك من قِبَل الأمم المتحدة. ويُعتبر هذا التصويت الأول للمجلس حول هذه القضية منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عندما عطلت الولايات المتحدة، نصاً يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ويعود آخر قرار للمجلس إلى حزيران/ يونيو 2024، عندما أيّد خطة أميركية لوقف إطلاق نار متعددة المراحل تنص على إطلاق سراح أسرى اسرائيليين في القطاع، ولم تتحقق الهدنة إلا في كانون الثاني/ يناير 2025. ملف المساعدات وحوّلت الحكومة الإسرائيلية اليوم، نحو 700 مليون شيكل، إلى ما سُمّي في القرارات الرسمية بـ"المنظومة الأمنية"، بينما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن هذه الأموال خُصصت فعلياً لتمويل آلية توزيع الطرود الغذائية في قطاع غزة، وهو ما نفته الحكومة. وتفضح هذه المعلومات الجديدة المزاعم التي تروّج لها "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تدّعي أنها توزّع المساعدات بشكل "محايد ومستقل"، بينما تكشف التسريبات عن تمويل مباشر من خزينة الدولة الإسرائيلية. وبحسب التقرير، أُدرجت التحويلات المالية تحت بند عام ومبهم بعنوان "منظومة الأمن"، دون توضيح الجهة المستفيدة فعلياً من الأموال، خلافاً لما هو متّبع عادةً في قرارات الميزانية، علما بأن شركاء بنيامين نتنياهو في الحكومة يرفضون تحويل أي مساعدات إلى قطاع غزة. ونقلت القناة عن مصادر مطلعة، أن هذه الصيغة المتعمّدة تهدف إلى التستّر على طبيعة الإنفاق الحقيقي وتمريره من "تحت الرادار"، وتجنّب "إثارة الجدل السياسي والإعلامي حول تمويل توزيع المساعدات في غزة من أموال دافعي الضرائب الإسرائيليين". وأوضح التقرير أن مصدر التمويل جاء من خلال "اقتطاعات" من ميزانيات الوزارات، بما فيها التعليم، والصحة، والرفاه، والمواصلات. وقد تم تعديل قرار حكومي سابق بهذا الخصوص، لإتاحة تحويل الأموال من هذه الميزانيات إلى منظومة توزيع المساعدات. 60 شهيداً يأتي ذلك فيما استشهد وأُصيب العشرات في قطاع غزة، اليوم، إثر تواصل الغارات الإسرائيلية، على مناطق متفرّقة، خصوصاً على خانيونس، فيما قصف جيش الاحتلال مستشفى"شهداء الأقصى" 3 مرات، اليوم، في جريمة ممنهجة ضد القطاع الصحيّ. وبلغ عدد الشهداء الذين سقطوا بالقصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، اليوم، 60 شهيداً. من جهة ثانية، أنذر جيش الاحتلال الأهالي بعدم العودة إلى مناطق بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون. وقال جيش الاحتلال في بيان: "إلى كل سكان قطاع غزة الذين عادوا أو لديهم نية للعودة إلى مناطق بيت لاهيا، جباليا وبيت حانون وحارتها، المناطق الموجودة شمال شارع صلاح خلف والقدس، تعتبر مناطق قتال خطيرة، والجيش يعمل في هذه المناطق، بقوة شديدة جداً".


الديار
منذ 41 دقائق
- الديار
مجلس الأمن يفشل في تبني مشروع قرار بشأن غزة بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو.
Aa اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 23:32 مجلس الأمن يفشل في تبني مشروع قرار بشأن غزة بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو. 23:17 نهائي بطولة لبنان في الكرة الطائرة: الشباب البترون يتقدم على الأنوار الجديدة (1-0) في مجموع المباريات، بفوزه عليه في المباراة الأولى (3-0). 23:12 إعلام سوري: قصف مدفعي إسرائيلي على محيط بلدة كودنة في ريف القنيطرة الأوسط. 22:38 رئيس الحكومة نواف سلام خلال حفل تخرج في جامعة بيروت العربية: لا استقرار فعليا دون الانسحاب "الإسرائيلي" الكامل من بلادنا والشروع بإعادة الإعمار. 22:09 المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط: كما دعمنا سوريا سابقا سنتابع دعمها اليوم في حلتها الجديدة، وهناك عملية انتقالية تحت قيادة سورية جديدة نأمل أن تكون مفيدة للشعب السوري. 22:08 المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط: سوريا دولة ذات سيادة ونريد لعملية إعادة الإعمار أن تكون سورية، والاتحاد الأوروبي رفع جميع العقوبات لمساعدة سوريا على إعادة الإعمار.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 43 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
متفجرات دخلت لبنان جواً.. هذا ما فعلته إسرائيل
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ الجيش الإسرائيلي قام بتغيير تكتيكاته العسكرية ضد "حزب الله"، ما ساهم في ارتفاع عدد عناصر الحزب الذين يجري استهدافهم في جنوب لبنان من خلال الضربات الإسرائيلية. وتحدث التقرير عن كيفية تنفيذ عمليات اغتيال عناصر "حزب الله"، لافتاً إلى أنهُ "منذ وقف إطلاق النار في لبنان خلال شهر تشرين الثاني 2024، اغتال الجيش الإسرائيلي 190 عنصراً من حزب الله"، وأضاف: "يقول الجيش الإسرائيلي إنَّ عمليات الاغتيال والمحاولات المُستهدفة العديدة هي نتيجة تغيير في التكتيكات العسكرية وإداراتها من قبل الجيش الإسرائيلي مؤخراً". وأوضح التقرير أن الألوية الإقليمية في الجيش الإسرائيلي هي من تقوم بإدارة النيران في منطقة جنوب لبنان، كما أن هذه الألوية نفسها هي من تقوم بجمع المعلومات الإستخباراتية عن البنية التحتية والأهداف البشرية في كل أنحاء جنوب لبنان، وتابع: "بمُجرد تحديد هوية العنصر المنتمي إلى حزب الله، يعمل اللواء على الحصول على إذن الهجوم من القيادة، وتتولى وحدة مكافحة النيران التابعة للفرقة 91 توجيه الهجوم". وأكمل: "يوضح الجيش الإسرائيلي أن تواتر الحوادث أدى إلى تخصص القوات، سواءً في طريقة جمع المعلومات أو في سرعة تنفيذ الهجمات وإحباطها. وعليه، تؤكد مصادر الجيش الإسرائيلي أن تنفيذ هذه العمليات على مستوى الفرقة، وليس على مستوى القيادة أو المقر العام، يعزز القدرات العملياتية للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان". تفجير نفق ومتفجرات عبر الجو في المقابل، ينقل موقع الجيش الإسرائيليّ في تقرير له تصريحات لجنود إسرائيليين بشأن نشاطهم خلال الحرب ضد لبنان، ويقول الرائد (إحتياط) ج من الوحدة 6213: "لم يوفر حزب الله الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون، وأطلق النار على كل ما سقط في متناوله. بدأت نقطة التحول عندما تمكنا من تحديد مصدر إطلاق النار ومواقع اختباء عناصر الحزب، وقد سمح لنا ذلك بشن هجمات استباقية، وهكذا انتقلت السلطة إلى أيدينا". والوحدة 6213 الخاصة بالطائرة المُسيرة كانت مسؤولة عن إدارة وتنفيذ عمليات جوية على جبهة لبنان، ويقول تقرير الجيش الإسرائيلي إنَّ طائرات متنوعة هجومية وانتحارية وصاروخية، انضمت إلى جانب طائرات جمع البيانات. وعملياً، فقد أدت الطائرات دوراً محورياً في الهجمات، كما أنه بعد وقف إطلاق النار، عملت الطائرات على اكتشاف أنشطة "حزب الله" لاسيما من خلال ترميم المباني أو مسح مستودعات الأسلحة المدمرة بحثاً عن أسلحة متبقية. وهنا، يقول الرائد (إحتياط) ج: "كل ذلك حصل من الجو من دون اقتحام المنازل أو الحواجز أو الوديان وتعريض حياة المُقاتلين للخطر". التقرير نفسهُ الذي نشره موقع الجيش الإسرائيلي كشف أن الجيش الإسرائيلي عثر على بنى تحتية تحت الأرض على بُعد كيلومترات قليلة من خط الحدود، مشيراً إلى أنه جرى نقل متفجرات تزن عشرات الكيلوغرامات جواً باستخدام طائرات مسيرة لتنفيذ عملية تفجير النفق. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News