
الحوثيون يستهدفون عسقلان وأم الرشراش وحاملتي طائرات أميركيتين
أعلنت جماعة أنصار الله في اليمن (الحوثيون) اليوم الاثنين، تنفيذ سلسلة عمليات عسكرية ضد موقعين إسرائيليين في عسقلان وأم الرشراش، إضافة إلى استهداف حاملتي طائرات أميركيتين في
البحر الأحمر
والبحر العربي.
وفي بيان، كشف المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، عن تنفيذ "عمليتين عسكريتين على هدف حيوي للعدو في عسقلان وآخر عسكري في أم الرشراش"، مشيرا إلى أن العمليتين على "عسقلان وأم الرشراش" نُفذتا بطائرتين مسيّرتين نوع يافا وصماد1.
وأفاد سريع بتنفيذ عمليتين عسكريتين نوعيتين في البحرين الأحمر والعربي استهدفتا حاملة الطائرات "ترومان" والقطع التابعة لها شمالي البحر الأحمر بصاروخين مجنحين وطائرتين مسيّرتين، وحاملة الطائرات "فينسون" والقطع الحربية التابعة لها في البحر العربي بثلاثة صواريخ مجنحة وأربع طائرات مسيّرة، مؤكدا أن العمليات العسكرية للحوثيين "حققت أهدافها بنجاح".
بيان القواتِ المسلحة اليمنية بشأن استهداف "هدف حيوي للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ عسقلان وهدف عسكري في منطقةِ أمِّ الرشراشِ" واستهداف حاملتي الطائرات الأمريكية "ترومان وفينسون" وقطعهما البحرية في البحر الأحمر - 21 إبريل 2025م
pic.twitter.com/pefFLzg7lA
— العميد يحيى سريع (@army21yemen)
April 21, 2025
وجدد سريع التأكيد أن "العمليات الإسنادية" ستتواصل "إلى عمق العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة بوتيرة متصاعدة خلال الفترة المقبلة، كما ستواصل عملياتها العسكرية واستهداف كل القطع المعادية في البحرين الأحمر والعربي، وأن الغارات الأميركية لن تثني القوات المسلحة عن موقفها المساند لغزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار".
تقارير عربية
التحديثات الحية
اتصالات لتفادي حرب شاملة في اليمن
وفي سياق متصل، ارتفع عدد ضحايا الغارة التي شنها الطيران الأميركي أمس الأحد على سوق فروة الشعبي في حي شعوب وسط صنعاء إلى 12 شهيدا و30 جريحا من المدنيين في حصيلة غير نهائية، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا.
وكانت المقاتلات الأميركية قد شنت ليل الأحد سلسلة غارات على مواقع تابعة للحوثيين في مناطق متفرقة من صنعاء، أبرزها مخازن السلاح في فج عطان وجبل نقم وكذلك أهداف حوثية في منطقة صرف، بالإضافة إلى غارة استهدفت مشروع النظافة بمنطقة عصر غربي صنعاء. كما شن الطيران الحربي الأميركي سلسلة غارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في جزيرة كمران بمحافظة الحديدة غربي اليمن، كما شن غارات أخرى على مديرية التحيتا بنفس المحافظة.
واستهدف الطيران الحربي الأميركي ليل الأحد وفجر الاثنين بخمس غارات مواقع وثكنات عسكرية تابعة للحوثيين في مديرية الجوبة بمحافظة مأرب شمال شرقي اليمن، كما شن عدة غارات على مديرية صرواح بنفس المحافظة. كما طاولت سلسلة غارات أهدافاً عسكرية تابعة للحوثيين في محافظة حجة شمال غربي البلاد، وأخرى استهدفت مديرية سحار في محافظة صعدة شمالي اليمن، بالإضافة إلى ثلاث غارات على مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران شمالي صنعاء.
ومنذ منتصف الشهر الماضي، يواصل الجيش الأميركي استهداف مدن ومواقع في اليمن، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير مبانٍ سكنية وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق، فيما توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن إيران ستتحمل مسؤولية كل طلقة نار يطلقها الحوثيون في اليمن.
وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة رداً على حرب الإبادة المستمرة في غزة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
الحوثيون: سنرمّم مطار صنعاء ونعيد تشغيله ودعمنا لغزة مستمر
تعهدت جماعة أنصار الله (الحوثيون)، الأربعاء، بإعادة ترميم مطار صنعاء الدولي وإعادة تشغيله، إثر الغارات الإسرائيلية التي دمّرت مدرجه وطائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية. وقال عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة، إن الترميم المتكرر لمطار صنعاء "سيستمر بالمقدار الضروري الذي يتيح استمرارية عمله"، لافتاً إلى أن "من أهداف العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء إعاقة نقل الحجاج"، بحسب قوله. وأضاف الحوثي أن "العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء يأتي في سياق الاستهداف لأمتنا، بهدف الضغط على موقف الشعب اليمني في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم"، مشيراً إلى أن "العدو الإسرائيلي أراد أن يستفرد بالشعب الفلسطيني دون أن يكون هناك رد فعل من أي بلد مسلم". واعتبر الحوثي أن الاحتلال "بقي في موقف ضعيف عقب توقف العدوان الأميركي على اليمن نتيجة فشله"، لافتاً إلى أن "العدو يحاول استعادة الردع من خلال هذا العدوان المتكرر على المنشآت المدنية في اليمن". وشدّد على أن حجم العدوان الإسرائيلي وتكراره "لن يؤثر إطلاقاً على موقف شعبنا في نصرة الشعب الفلسطيني العزيز، لأنه موقف ديني"، معتبراً أن استمرار الإبادة بحق الشعب الفلسطيني يدفع جماعته "من واجب المسؤولية الإيمانية والأخلاقية والإنسانية إلى تصعيد العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي"، مؤكداً أن التصعيد في غزة "يدفعنا إلى الاستمرار والسعي نحو التصعيد ضد العدو الإسرائيلي في عمليات القوات المسلحة وسائر الأنشطة". بدوره، زار رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط، مطار صنعاء الدولي للاطلاع على الأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف المطار صباح اليوم. وقال المشاط إن "العدوان الصهيوني على مطار صنعاء يثبت ألمه من ضرباتنا الصاروخية"، مؤكداً أن جماعته "لن تتراجع عن قرارها في إسناد أهلنا في غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار الصهيوني"، ومضيفاً: "الرجال سيأتون بالطائرات، وسيعود المطار بإذن الله". ودعا المشاط جميع الشركات التي لا تزال مستمرة في الوصول إلى مطار اللد (بن غوريون) إلى إدراك أنها معرضة للخطر في أي لحظة، كما دعا جميع المسافرين حول العالم إلى تجنب السفر مع الشركات التي لا تزال مستمرة في رحلاتها إلى المطار، "كونها معرضة لعقوباتنا، فهي ليست آمنة". وأوضح المشاط أنه بمقدور الدفاعات الجوية لجماعته التعامل مع طائرات "F-35"، لكن ما كان يمنع ذلك هو اختباؤها بالقرب من الطيران المدني، مضيفاً أن اختباء هذه الطائرات سيضطر جماعته إلى "إغلاق الملاحة في مجال طيرانها حتى يتسنى لدفاعاتنا التعامل معها بأريحية"، على حد وصفه. أخبار التحديثات الحية إسرائيل تقصف مطار صنعاء في اليمن وتدعي تدمير "آخر طائرة" للحوثيين وكان طيران الاحتلال الإسرائيلي قد شن صباح الأربعاء أربع غارات جوية استهدفت مدرج مطار صنعاء الدولي وطائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، ما أدى إلى تدميرهما بالكامل. وقالت الخطوط الجوية اليمنية، في بيان، إن "جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الصهيوني المخزي والدامي، حيث تعرّضت صباح اليوم الأربعاء طائرة أخرى تابعة للخطوط الجوية اليمنية لاستهداف مباشر وجبان، وذلك قبل لحظات فقط من بدء صعود الركاب من حجاج بيت الله الحرام إلى متنها، ضمن رحلة تفويج مجدولة، حاصلة على كافة التصاريح اللازمة للهبوط والتشغيل والإقلاع من جميع الجهات المعنية". وأعلنت الخطوط الجوية اليمنية للرأي العام اليمني والعالمي عن توقّف كامل (مؤقت) لرحلاتها من مطار صنعاء الدولي "حتى إشعارٍ آخر"، نتيجةً لهذا "العمل الإرهابي الجبان" الذي استهدف "طائرة مدنية يمنية تابعة لشركة وطنية نأت بنفسها عن كل صراع، وتفرغت كلياً لخدمة جميع أبناء الشعب اليمني دون تمييز". وتأتي غارات الأربعاء امتداداً لغارات سابقة شنها العدوان الإسرائيلي على المطار في 6 مايو/ أيار الجاري، أدت حينها إلى تدمير مدرج المطار وصالاته الرئيسية وتدمير 7 طائرات، 3 منها تابعة للخطوط الجوية اليمنية. وباستهداف الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليمنية اليوم، يكون الاحتلال الإسرائيلي قد دمّر أربع طائرات تابعة للخطوط اليمنية، كان الحوثيون قد استولوا عليها العام الماضي من ضمن 7 طائرات تمثّل كامل أسطول الشركة، ما يعني بقاء ثلاث طائرات فقط ضمن الأسطول، وهي تلك التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ردًا على حرب الإبادة المستمرة في غزة.


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
الصواريخ اليمنية... شوكة في خاصرة إسرائيل وتفوقها العسكري
هدأت جبهات المساندة العسكرية للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة واحدةً تلو الأخرى، على أثر الضربات العسكرية، أو التسويات والحسابات المعقدة، التي أجراها كل طرف مما كان يعرف بجبهة الممانعة، وبقيت جبهة اليمن، التي تقودها حركة أنصار الله، المعروفة بـ"جماعة الحوثي"، وحدها في ميدان المواجهة، على الرغم من الضربات الشديدة، والأثمان الباهظة التي تكبدتها الجماعة، والشعب اليمني عامّةً. ظهرت هذه الجبهة البعيدة في بادئ الأمر جبهةً رمزيةً محدودة التأثير، حتّى أنّ إسرائيل لم تكن مهتمةٌ بالرد المباشر عليها، وظلّت تؤجل ردها، مكتفيةً بما تقوم به القوات الأميركية المنتشرة في المياه الدولية القريبة، إلى أنْ أسفرت إحدى الهجمات اليمنية في يوليو/تموز 2024 عن مقتل إسرائيلي في تل أبيب جرّاء إصابةٍ مباشرةٍ بمُسيّرةٍ يمنيةٍ، حينها اضطرت الحكومة الإسرائيلية للرد، سعيًا لاستعادة صورة الردع، وتحت ضغط دعواتٍ داخليةٍ متعطشةٍ للانتقام. قبل ذلك تعرض اليمن، وعلى امتداد عام 2024، لسلسةٍ لم تنقطع من الهجمات الأميركية والبريطانية، التي طاولت أهدافًا عديدةً، في كلٍّ من صنعاء والحديدة وذمار وصعدة، وشمل القصف مطاراتٍ وموانئ، ومراكز حكوميةٍ، ومستودعات ومنشآتٍ مدنية وعسكرية متنوعة، لكن كلّ ذلك لم يفلح في ردع جماعة أنصار الله ؛ الخارجة لتوها من ضرباتٍ لا حصر لها خلال حرب عاصفة الحزم بقيادة السعودية، والتي امتدت بين مارس/آذار 2015 وإبريل/نيسان 2023. بل تحول اليمن، بعد كلّ هذه الضربات متعددة الجنسيات، إلى ما يشبه الشوكة في الخاصرة الإسرائيلية، ولا سيّما بعد اتّفاق الهدنة مع الولايات المتّحدة، التي كثفت غاراتها وضرباتها في عهد إدارة دونالد ترامب، إذ زاد عدد الضربات الأميركية لليمن خلال عهدي بايدن وترامب عن 1200 ضربةٍ بمختلف أنواع الأسلحة. تجاهل الدعاية الإسرائيلية وجود قضيةٍ للشعب الفلسطيني، كما تنكر كون الاحتلال سببًا للصراع المتواصل منذ أكثر من قرن فوجئت إسرائيل بالاتّفاق الذي أبرم من وراء ظهرها، الذي نصّ على تجنب الهجوم على الأهداف الأميركية، وطرق الملاحة، من دون شمول الأهداف الإسرائيلية؛ وذلك ما أكّدته الجماعة اليمنية عمليًا، لذا توعدت بالرد على "الحوثيين"، ومن يقف من ورائهم، أي إيران، وزادت إسرائيل من تهديداتها لتشمل ما سمته "البنى التحتية"، التي يستخدمها أنصار الله في هجماتهم، وهو مصطلحٌ يعني، وفق التجربتين الفلسطينية واللبنانية، كلّ المنشآت المدنية، من طرقٍ وجسورٍ ومصانع وموانئ ومطارات، حتّى المستشفيات والمدارس. لم تسفر الهجمات اليمنية، عشرات الصواريخ البالستية والفرط صوتية، ومئات الطائرات المسيّرة، حتّى الآن إلّا عن قتيلٍ إسرائيليٍ واحدٍ، وإصاباتٍ محدودةٍ، معظمها ناجم عن التدافع والهلع، إلّا أنّ آثارها المعنوية والسياسية والأمنية كبيرةٌ جدًا، فبعض الصواريخ، التي رصدت تضطر ملايين الإسرائيليين إلى التوجه إلى الملاجئ، ومع سرعة الصاروخ الفائقة، الذي يحلّق في طبقات الجو العليا بسرعةٍ تصل إلى ستة عشر ضعف سرعة الصوت، يكون من الصعب جدًا توقع مكان سقوطه، وبالتالي تتسع مساحات الإنذار والتحذير، لتشمل أكثر من نصف مساحة فلسطين في كلّ مرّةٍ، لذلك تصاب مرافقٌ عديدةٌ للحياة والاقتصاد بالشلل التام، ونتيجة ذلك ألغت نحو ثلاثين شركة طيران دولية رحلاتها إلى إسرائيل ودول المنطقة على أثر سقوط الصاروخ اليمني قرب مطار بن غوريون في مدينة اللد. وعلى الرغم من امتلاك إسرائيل لخمس منظومات دفاعٍ جويٍ، هي القبة الحديدية، ومقلاع داود، وهما للإطلاقات القريبة والمتوسطة، وحيتس 2 وحيتس 3 والمنظومة الأميركية ثاد، إلّا أنّ لكل واحدة من هذه المنظومات هامش خطأ، ناجمًا عن أخطاءٍ بشرية، أو خللٍ تكنولوجيٍ، ويتراوح بين 5-10 % بالنسبة لمنظومات حيتس (السهم) وثاد، وعليه فإن هامشًا كهذا كفيلٌ بحصول كوارث في حال الفشل. ملحق فلسطين التحديثات الحية أميركا وإيران... تحديات فلسطينية وتهديدات محتملة النتائج المعنوية لا تقلّ أهمّيةً عن المادية، أبرزها كسر الاستفراد الإسرائيلي بفلسطين وقطاع غزّة، وهو مجالٌ يتسع ويضيق بحسب تطورات الأحداث، مع ملاحظة أن الجانب العسكري بات يقتصر على جماعة الحوثيين، ثمّ إظهار مدى اتساع الرفض الشعبي العربي للسياسات الإسرائيلية، والتضامن مع الشعب الفلسطيني ، وهو مجالٌ باتت فعالياته محدودةً بسبب القيود الأمنية والبوليسية، وعجز القوى الشعبية العربية ومحدودية تأثيرها، كما أنّ استمرار هجمات الحوثيين، والفشل في منعها يثبتان أنّه مهما بلغت قدرات إسرائيل وتفوقها العسكري، فإنّ هذه القدرات لا تخلو من الثغرات، التي يستطيع العقل البشري اختراقها. أطلقت إسرائيل على أول عملياتها ضدّ اليمن، في يوليو/تموز 2024 اسم "الذراع الطويلة"، ما صار لاحقًا تعبيرًا عن استراتيجيةٍ شاملةٍ تعتمدها إسرائيل لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، بحسب تصريحات بنيامين نتنياهو ، الذي لم يتوقف عن التباهي بالقوّة العسكرية الإسرائيلية، القادرة على الوصول لأيّ هدفٍ في هذه المنطقة الواسعة، مع الحديث عن أنّ إسرائيل تخوض حربًا على سبع جبهاتٍ في وقتٍ واحدٍ. وقد بالغت في تقدير قوّة خصومها لتدعم روايتها، التي تحاول تسويقها بأنّها تقود معركة أحرار العالم ضدّ محور الشر، الذي يشبه أخطبوطًا، رأسه في إيران وتمتد أذرعه في دول المنطقة. فوجئت إسرائيل بالاتّفاق الذي أبرم من وراء ظهرها، الذي نصّ على تجنب الهجوم على الأهداف الأميركية، وطرق الملاحة، من دون شمول الأهداف الإسرائيلية إذًا تتجاهل الدعاية الإسرائيلية وجود قضيةٍ للشعب الفلسطيني، كما تنكر كون الاحتلال سببًا للصراع المتواصل منذ أكثر من قرن، وهي تصور أعداءها جميعًا، بما في ذلك الحركة الوطنية للشعب الفلسطيني وفصائلها، بأنّهم وكلاء إيران، التي تحركهم خدمةً لمصالحها الإقليمية. ومع أنّ أطرافًا دوليةً وإقليميةً، ومنها أطرافٌ عربيةٌ كثيرةٌ، تعارض هذا التصنيف التعسفي بشموله فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله وحركة أنصار الله، فالقوى التي توصف بأنّها أدواتٌ لإيران هي مكوناتٌ رئيسيةٌ في نسيج مجتمعاتها وأوطانها، ويمكنها إيصال مندوبيها إلى برلمانات بلادها حين تجري انتخاباتٌ، وبالنسبة لجماعة أنصار الله بالتحديد فهي تمثّل على الأرض حكومة أمرٍ واقعٍ، وتسيطر على العاصمة، ومعظم المدن الرئيسية والمنشآت الحيوية، هي إذًا تشكيلٌ سياسيٌ اجتماعيٌ تنظيميٌ دون الدولة، لكنه يسيطر على مقدرات الدولة. كما لا يمكن اتّهام داعمي القضية الفلسطينية بأنّهم يفعلون ذلك بناءً على تعليماتٍ إيرانيةٍ، فالقضية الفلسطينية كانت ولا تزال تحتل مكانةً مهمةً في وجدان الشعوب العربية، ولدى حركاتها السياسية، على اختلاف مشاربها الفكرية، ويمكن القول أن التضامن مع فلسطين، وإسناد شعبها، هو أحد وسائل اكتساب الشعبية والشرعية. في بداية انخراط الحوثيين في معركة الإسناد، تجاهلت إسرائيل الرد لأسبابٍ شتى، أهمًها الاعتماد على القوات الأميركية، وعدم تشتيت إمكانياتها، في ظلّ اشتعال الجبهتين الفلسطينية واللبنانية، واحتمالات اتساع المواجهة مع إيران، ثمّ إنّ الهجمات اليمنية ظلّت محدودة الأثر، باستثناء نجاحها في شل فعالية ميناء إيلات، إثر إغلاق مضيق باب المندب وطرق الملاحة. ولكن بعد حادثة المُسيّرة، وجدت إسرائيل نفسها ملزمةً بالرد على طريقتها المعروفة بـ"جباية الثمن"، القائمة على مبدأ الردع، من خلال رد الصاع بعشرات الأضعاف، وتكبيد العدو، وبيئته الاجتماعية، أقصى قدرٍ من الخسائر البشرية والاقتصادية، لذا شنت، بعد أقلّ من أسبوعٍ، هجومًا، هو الأطول في تاريخ عمليات سلاح الجو الإسرائيلي، شارك فيه نحو ثلاثين طائرةً على ميناء الحُديْدة، وحرصت الدعاية الإسرائيلية على تصوير العملية وكأنّها نموذجٌ تجريبيٌ (بروفا) لضرباتٍ مستقبليةٍ متوقعةٍ على إيران، وبالتالي كانت رسالة ضربة الحُديْدة الأولى الرئيسية موجهةً لإيران، ومفادها أنّ الطائرات الإسرائيلية تستطيع التحليق لمسافة ألفي كيلومتر ذهابًا ومثلها إيابًا، وبالتالي تستطيع الوصول إلى أيّ هدفٍ في الأراضي الإيرانية، وهو ادعاءٌ يصعب إثبات صحته، من دون إقحام الولايات المتّحدة في الهجوم. تقارير عربية التحديثات الحية أوروبا تلوّح بالعقوبات... موقف يربك إسرائيل تهاجم إسرائيل أهدافًا في سورية ولبنان، وحتّى في العراق وإيران، من دون أن تضطر طائراتها إلى دخول أجواء هذه الدول، مع امتلاك سلاح الجو صواريخ جوّ جوّ، يصل مداها إلى نحو 250 كم. كما يمكنها استخدام صواريخ أرض أرض بدرجةٍ عاليةٍ من الدقة، مثلما ادعت حين استهدفت عددًا من الأهداف الإيرانية الحساسة. أما استهداف اليمن وردع جماعة أنصار الله، فدونه جملةٌ من التعقيدات التي تجعل المهمة بالغة الصعوبة، فالهجوم يتطلب تحريك أسطول طائراتٍ يتراوح بين 20 إلى 30 طائرةً، ويشمل طائراتٍ قاذفةً، وأخرى مقاتلة للحماية، وقاذفات تزويدٍ بالوقود، وطائرات رادارٍ وتشويشٍ، إذ تتطلّب عملياتٌ كهذه تحضيرًا وحذرًا، ولا يمكن القيام بها متى شاءت الحكومة وقيادة الجيش. كما تكمن الصعوبة الفعلية في ما يسميه المحللون الإسرائيليون "العمى الاستخباري"، وغياب خريطة الأهداف، التي ينبغي استهدافها، هكذا تعود الضربات الإسرائيلية لتستهدف المرّة تلو الأخرى موانئ الحُديْدة، ورأس عيسى والصليف، وهي عينها الأهداف التي ضربتها الهدمات الأميركية، يضاف إليها بعض المنشآت المدنية، المصانع والمشاغل، أما المهمة الأكثر صعوبةً من كلّ ما سبق فهي ردع اليمن وأنصار الله، الذين لم تردعهم ألف ومئتا غارةٍ أميركيةٍ، وثماني سنواتٍ من الحرب، لكن تبدو إسرائيل عاجزةً تمامًا عن التفكير في حلولٍ واقعيةٍ وسياسيةٍ خارج نطاق القصف والاغتيال والنار والدمار .


القدس العربي
منذ يوم واحد
- القدس العربي
هل سيتأثر قطاع الطيران الإسرائيلي بصواريخ «أنصار الله»؟
منذ الصاروخ اليمني، الذي أصاب محيط مطار بن غوريون في 4 أيار/مايو بدأت شركات الطيران، بشكل واضح، في تقليص أو تعليق أو إيقاف رحلاتها إلى إسرائيل. صنعاء ـ «القدس العربي»:في الرابع من أيار/مايو أعلنت حركة «أنصار الله» (الحوثيون) «فرض الحظر الجوي على العدو الإسرائيلي، من خلالِ تكرارِ استهدافِ المطاراتِ، وعلى رأسِها مطارُ اللد المسمى إسرائيلياً مطارُ بن غوريون، وذلك ردًا على تصعيده الأخير بقرار توسيع العمليات العدوانية على غزة»، كما ورد في بيان أعلنه المتحدث العسكري باسم الحركة، العميد يحيى سريع. استهدفت الحركة، مطار بن غوريون بتاريخ الرابع من أيار/مايو؛ في عملية استطاع فيها الصاروخ فرط الصوتي اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، والوصول إلى محيط المطار، تلت ذلك عملية استهدفت مطار رامون في منطقة أم الرشراش (إيلات) بصاروخ واحد في السابع من أيار/مايو، وتوالت العمليات، التي تم الإعلان، من خلالها، عن استهداف مطار بن غوريون؛ وبلغ عددها عقب البيان المشار إليه، عشر عمليات، حتى الجمعة الموافق 23 أيار/مايو؛ كانت الأولى بتاريخ التاسع من أيار/مايو، والثانية والثالثة في 13 أيار/مايو، والرابعة في 14 أيار/مايو، والخامسة في 15 أيار/مايو، والسادسة والسابعة في 18 أيار/مايو، والثامنة والتاسعة في 22 أيار/مايو، والعاشرة تم الإعلان عنها صباح الجمعة 23 أيار/مايو. تزامن الاستهداف الأول في الرابع من أيار/مايو مع تحذير الحوثيين لشركات الطيران من مغبة الاستمرار في تسيير الرحلات إلى المطارات الإسرائيلية، مؤكدة أنّ جميع تلك المطارات باتت ضمن بنك أهدافهم. إن مما لا شك فيه إن القتال في غزة قد أثر سلبًا بشكل مباشر على قطاع الطيران في إسرائيل؛ لكن منذ الصاروخ اليمني، الذي أصاب محيط بن غوريون في الرابع من أيار/مايو بدأت شركات الطيران، بشكل واضح، في تقليص أو تعليق أو إيقاف رحلاتها إلى إسرائيل. وتوكد وسائل إعلام إسرائيلية أن استمرار القتال في غزة، وتوالي الصواريخ من اليمن، قد يؤثر على تعافي قطاع الطيران الإسرائيلي خلال عام 2025. يوم الجمعة؛ ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، وفق قناة «الجزيرة»، أن الخطوط الجوية البريطانية مددت تعليق رحلاتها إلى إسرائيل إلى نهاية شهور تموز/يوليو المقبل. ويقول موقع «آيس» العبري، إنه رغم التحسن الواضح في مشهد الطيران، فإن شركة «رايان إير»، شركة الطيران الأيرلندية منخفضة التكلفة الشهيرة، لم تستأنف عملياتها إلى إسرائيل بعد. وتستمر الشركة في تأجيل موعد عودتها، وفي الوقت نفسه قامت بإلغاء آلاف تذاكر الطيران. وأضاف: تعتبر شركة «رايان إير» واحدة من شركات الطيران الرائدة بالنسبة للجمهور الإسرائيلي بفضل أسعارها الجذابة ومجموعة واسعة من الوجهات. ولكن التأخير في العودة قد يؤدي إلى الإضرار بالثقة العامة – ويبدو أن بعض الإسرائيليين سيفكرون الآن مرتين قبل أن يطلبوا منها مرة أخرى. ويقول تقرير لموقع «كالكاليست» العبري: يقترب موسم الصيف، لكن العديد من شركات الطيران تستمر في تأجيل عودتها إلى العمليات في إسرائيل، في ضوء القصف المستمر من اليمن والهجوم الصاروخي على مطار بن غوريون قبل أسبوعين، فضلاً عن توسع نطاق القتال في غزة. ومن ناحية أخرى، بدأت شركات أخرى بالعودة بالفعل. وأشار إلى أن شركة «رايان إير» مددت إلغاء الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل حتى 12 حزيران/يونيو المقبل. وقال الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الأيرلندية منخفضة التكلفة، الثلاثاء، إن الشركة «تفقد صبرها» في ضوء الاضطرابات الأمنية في مطار بن غوريون، وأنها قد تفكر في نقل الطائرات إلى وجهات بديلة. وقال التقرير: استأنفت شركة الخطوط الجوية اليونانية «إيجيان»، رحلاتها من وإلى إسرائيل الخميس. وأضاف: أعلنت مجموعة لوفتهانزا، التي تضم خطوط بروكسل الجوية، ويورو وينجز، والخطوط الجوية السويسرية، والخطوط الجوية النمساوية، الثلاثاء، أنها تمدد إلغاء الرحلات الجوية إلى إسرائيل حتى 8 حزيران/يونيو المقبل. وجاء ذلك بعد أن كان من المفترض أن تستأنف الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل في 25 أيار/مايو، ولكن القرار جاء نتيجة توسيع نطاق القتال في غزة. وأشار إلى أن شركة لوفتهانزا ألغت العديد من الرحلات في تواريخ بعد 9 حزيران/يونيو – ومع ذلك، وفقًا لهم، هذا تغيير مؤقت وليس إلغاءً. وتابع: فيما استأنفت شركة دلتا للطيران رحلاتها اليومية المباشرة إلى إسرائيل من مطار جون كينيدي في نيويورك في 20 أيار/مايو، تستأنف شركات أخرى عملياتها في إسرائيل، وهناك شركات مددت التوقف؛ كالخطوط الجوية البريطانية، التي أوقفت رحلاتها إلى إسرائيل حتى نهاية تموز/يوليو، و «إيزي جيت» – حتى 30 حزيران/يونيو؛ وأوقفت شركة طيران كندا رحلاتها حتى 8 أيلول/سبتمبر. وتحدث تقرير لموقع «باسبورت نيوز» العبري، بتاريخ 22 أيار/مايو، عن الأرباح التي حققتها إحدى شركات قطاع الطيران في إسرائيل خلال الربع الأول من العام 2025؛ لكنه نقل تحذيرا عن شركة «مامان»، التي حققت صافي أرباح بنسبة 158 في المئة بعد تعليق الرحلات الجوية عقب إطلاق الحوثيين النار قد يؤثر على وتيرة التعافي في وقت لاحق من العام الجاري. وأعلنت شركة مامان (محطات الشحن والمناولة) عن نتائجها المالية للربع الأول من عام 2025 بتحقيق صافي ربح بلغ 12.996 مليون شيكل، مقارنة بنحو 5 ملايين شيكل فقط في الربع الأول من عام 2024، بارتفاع حاد بلغ 158 في المئة. تذكر الشركة في تقريرها المالي أنه: «منذ بداية الحرب، انخفض نشاط الشركة في مجال خدمات الطيران بشكل ملحوظ، نتيجةً لانخفاض حجم النشاط في مطار بن غوريون، وانخفاض عدد شركات الطيران المتجهة من وإلى إسرائيل. ونتيجةً لذلك، انخفض نشاط المجموعة في مجال خدمات الطيران بشكل ملحوظ في الربع الأول من العام الماضي، وفي عام 2024 بشكل عام». وأضاف: «خلال الفترة المشمولة بالتقرير، وبفضل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وعودة الرهائن، استأنفت العديد من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها من وإلى إسرائيل، على الرغم من أن أحجام الرحلات لم تعد بعد إلى مستوياتها قبل الحرب. ونتيجة لذلك، كان هناك ارتفاع كبير بنحو 90 في المئة في إيرادات المجموعة في مجال خدمات الطيران، وتم تحقيق ربح تشغيلي بنحو 3 ملايين شيكل، مقارنة بخسارة تشغيلية بنحو 4.4 مليون شيكل في الربع المقابل من العام الماضي». وقال: «وحتى تاريخ اعتماد التقرير، استؤنفت المعارك في غزة، ويستمر إطلاق النار المتقطع من قبل الحوثيين. في 4 أيار/مايو 2025 سقط صاروخ أطلقه الحوثيون على منطقة مطار بن غوريون. ونتيجة لذلك، أوقفت معظم شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى إسرائيل حتى يتم إعادة تقييم الوضع. وقد يؤثر هذا الحدث سلباً على استمرار التعافي التدريجي وزيادة حجم الرحلات الجوية. وتقدر الشركة أن استمرار القتال في قطاعات مختلفة، وإطلاق النار الإضافي من قبل الحوثيين بعد تاريخ التقرير قد يوقف الانتعاش في هذا المجال من النشاط في وقت لاحق من عام 2025».