logo
ترامب لإيران: نهاية المشروع النووي أو نهاية النظام

ترامب لإيران: نهاية المشروع النووي أو نهاية النظام

ليبانون 24منذ 4 ساعات

تقترب لحظة الحسم في المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، لحظة لم تكن لتأتي بهذه السرعة لولا انهيار المحاولة الأميركية الأخيرة لردم الهوة بين طهران وتل أبيب عبر قناة سرية غير معلنة. أرادت واشنطن أن تقنع الإيرانيين، ربما للمرة الأخيرة، بأن الدبلوماسية لا تزال خياراً ممكناً، وأن طهران قادرة على تجنب الحرب عبر تنازلات كبيرة قد تعيدها إلى حدود ما قبل 2003: لا تخصيب، لا برنامج صاروخيا، لا برنامج نوويا، لكن إيران ، وهي في أوج لحظة الصراع، لم تقبل أن تفاوض وسيف الهجمات فوق رقبتها.
لكن هل تريد واشنطن حقاً أن تسير في هذا الطريق؟
من الواضح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يرى في الانخراط العسكري مع إيران عبئاً سياسياً، على الأقل حتى الآن. العكس هو الصحيح: الجمهوريون وبعض الديمقراطيين يعتقدون أن لحظة ضرب المنشآت النووية الإيرانية باتت ناضجة وربما ضرورية لمنع طهران من تحقيق قفزة نووية لا رجعة فيها. وبحسب مصادر أميركية فإن منشأة فوردو باتت هاجساً أميركياً وإسرائيلياً مشتركاً، ولهذا فإن القنبلة الخارقة للتحصينات التي لوّح بها الإعلام الأميركي لم تكن مجرد عرض قوة تقني، بل تلميح واضح بأن خيار الحسم العسكري حاضر على طاولة القرار.
في المقابل، لا يبدو أن إيران تملك رفاهية التراجع. فمنذ يوم الجمعة أي منذ الهجوم على منشآتها النووية والعسكرية خلال الأيام الماضية، تبدو محشورة في زاوية البقاء نفسه. أي تنازل الآن سيعني نهاية المشروع النووي وربما نهاية النظام على المدى الطويل.
وعليه يمكن القول إن فشل الدبلوماسية يعيد إلى الأذهان سيناريو حرب العراق عام 2003، حين أغلقت نوافذ الدبلوماسية قبل أن تسلك الولايات المتحدة خيار القوة. حتى الساعة، لا يبدو أن واشنطن تسعى إلى تغيير النظام الإيراني بشكل معلن، لكنها تطرح شروطاً صارمة أقرب إلى فرض الاستسلام الكامل: وقف البرنامج النووي، وقف تخصيب اليورانيوم، تفكيك برنامج الصواريخ الباليستية، مع تهديد ضمني بأنه إذا لم تقبل طهران بهذه الشروط، فإن الموقف الأميركي سيتحول إلى المطالبة بإسقاط النظام، وهو موقف يتطابق عملياً مع الرؤية الإسرائيلية التقليدية تجاه إيران.
في هذه الأثناء، أعلن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الضربات التي وجهتها إسرائيل استهدفت قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، وتوعد بمواصلة تدمير منشآت إنتاج الصواريخ الإيرانية. وأوضح أن الأوامر الصادرة تقضي بالقضاء التام على التهديد النووي والصاروخي الإيراني، في موقف يعكس قراراً استراتيجياً بالمضي في التصعيد حتى تحقيق الأهداف القصوى.
في المقابل هددت ايران الولايات بضرب مصالحها في المنطقة، حيث كشفت تقارير استخباراتية أميركية أن إيران أعدت صواريخ ومعدات عسكرية أخرى لشن هجمات محتملة على قواعد أميركية في الشرق الأوسط ، في حال قررت الولايات المتحدة الانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد طهران، لكن مصادر دبلوماسية اعتبرت أن ما يقيد خيارات الرد الإيراني هو إدراك طهران لحقيقة بالغة الخطورة وهي أن معظم المصالح الأميركية في الشرق الأوسط متركزة في دول الخليج العربي التي تخشى من أي تصعيد مباشر قد يجعلها ساحة للحرب بالوكالة أو هدفاً انتقامياً. فضرب هذه المصالح قواعد، سفن، منشآت نفطية سيعني عملياً فتح جبهة إضافية مع هذه الدول، وربما دفعها إلى تأييد أي عملية عسكرية أميركية إسرائيلية ضد إيران، أو حتى المشاركة فيها بشكل غير مباشر. ولذلك تدرك إيران أن تهديد هذه المصالح قد يحقق تأثيراً تكتيكياً محدوداً، لكنه استراتيجياً سيسرع عزلتها الإقليمية ويفسد علاقاتها مع بعض عواصم الخليج.
على خط مواز، تلتزم موسكو وبكين موقف الحياد الفاعل، في ظل انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، ورغبة الصين في تفادي أي مواجهة مباشرة مع واشنطن قد تضر بمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية. ومع ذلك، فإن العاصمتين تراقبان الوضع عن كثب، وتسعيان بحسب المصادر الدبلوماسية إلى لعب دور الوسيط إذا أتيحت الفرص.
وفيما ينتظر الجميع قرار الرئيس ترامب ، فإن الشرق الأوسط كله يحبس أنفاسه في انتظار انفجار قد يحدث، أو لا يحدث، لكنه بات قاب قوسين من أن يغيّر وجه المنطقة لسنوات مقبلة. وكانت كشف معلومات شبكة " سي إن إن" أن "الجيش الأميركي يستعد لاحتمال حصوله على موافقة من الرئيس ترامب لتزويد الطائرات الحربية الإسرائيلية بالوقود جوا خلال تنفيذ ضربات محتملة ضد أهداف في إيران وأن هذه الاستعدادات تعد من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت الولايات المتحدة إلى إرسال أكثر من 30 طائرة للتزود بالوقود جوا إلى منطقة الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة "وهذا الأمر ،يعكس، بحسب مصادر أميركية، تقديراً بأن قرار التصعيد قد يتخذ في أي لحظة، خاصة مع تواتر الحديث عن رغبة الرئيس ترامب في امتلاك خيارات عسكرية مرنة وفعالة، بما يسمح له بتوسيع التدخل إذا تطلب الأمر، ما يعزز احتمال تدويل المواجهة وتوسيع رقعة الحرب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بالفيديو: "فوردو" هدفٌ صعب لإسرائيل... كيف ستُدمّرها؟
بالفيديو: "فوردو" هدفٌ صعب لإسرائيل... كيف ستُدمّرها؟

MTV

timeمنذ ساعة واحدة

  • MTV

بالفيديو: "فوردو" هدفٌ صعب لإسرائيل... كيف ستُدمّرها؟

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تحقيقاً تحليلياً عن منشأة فوردو النووية الإيرانية، وهي الأكثر تحصيناً مقارنة بالمنشآت النووية الأخرى في البلاد. ومما جاء في التقرير أن موقع فوردو بُني في أعماق جبل لحمايته من أي هجوم. والجيش الأميركي وحده هو من يمتلك القنبلة التي تزن 30 ألف رطل والقادرة على الوصول إليه. وهي تُعرف باسم «القنبلة الخارقة للتحصينات» (bunker buster) لأنها مصممة لتدمير المخابئ العميقة تحت الأرض، أو الأسلحة المدفونة في منشآت شديدة الحماية. ويُعتقد أنها السلاح الوحيد الذي يُطلَق جواً والذي يمكنه تدمير موقع فوردو. وتتميز القنبلة بغلاف فولاذي سميك، وتحتوي على كمية أقل من المتفجرات مقارنةً بالقنابل متعددة الأغراض ذات الحجم المماثل. وتسمح الأغلفة الثقيلة للذخيرة بالبقاء سليمة في أثناء اختراقها للتربة أو الصخور أو الخرسانة قبل أن تنفجر. ويعني حجمها (طولها 20 قدماً، ووزنها 30 ألف رطل) أن قاذفة الشبح الأميركية «بي 2» وحدها هي القادرة على حملها. يسود اعتقاد أن إسرائيل لا تستطيع تدمير فوردو وحدها؛ فقد رفضت الولايات المتحدة تزويدها القنبلة الخارقة للتحصينات، كما أن إسرائيل لا تملك قاذفات ثقيلة قادرة على حمل القنبلة، لكن إسرائيل تستطيع ضرب محطات توليد ونقل الطاقة الكهربائية الضرورية لتشغيل المنشأة التي تحتوي على أكثر أجهزة الطرد المركزي تطوراً في إيران، وفقاً لمسؤولين عسكريين. وبالتالي، فإن استهداف المحطات المجاورة لفوردو قد يُبطئ بشكل كبير قدرة المنشأة على مواصلة تخصيب اليورانيوم. ويعَدّ ضرب فوردو أمراً أساسياً في أي جهد لتدمير قدرة إيران على صنع أسلحة نووية. وفي آذار 2023، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها اكتشفت يورانيوم مُخصباً بنسبة نقاء 83.7 في المائة في فوردو، وهو ما يقارب مستوى التخصيب اللازم لصنع الأسلحة النووية، أي 90 في المائة، مع العلم أن إيران تدأب على التأكيد أنها لا تنوي استخدام التكنولوجيا النووية لصنع أسلحة بل لأغراض سلمية. وبينما تواصل الولايات المتحدة تعزيز قدراتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، من طائرات تزوّد بالوقود وطائرات حربية إضافية لدعم أي عمليات عسكرية محتملة، فإن الرئيس دونالد ترمب لم يغير سياسة الامتناع عن تزويد إسرائيل بالقنابل الخارقة للتحصينات. في هذا السياق، قال الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة الوسطى الأميركية خلال ولاية ترمب الأولى: «كثيراً ما اتبعنا سياسة عدم تزويد الإسرائيليين بهذه الأسلحة لأننا لا نريدهم أن يستخدموها». وترى واشنطن في قنابلها الخارقة للتحصينات رادعاً وعنصراً حيوياً للأمن القومي، ولم تكن تريد تزويد إسرائيل بسلاح يشجعها على بدء حرب مع إيران. تحصين المنشأة بنت إيران منشأة فوردو على عمق كبير تحت الأرض لمنع تعرضها للهجوم ومواجهتها مصير مفاعل «تموز» النووي الذي كان يبنيه العراق، ودمرته مقالات إسرائيلية بسهولة في علم 1981؛ لأنه كان مبنياً فوق الأرض. يضيف التقرير أن إسرائيل وضعت على مر السنوات خططاً عدة لضرب فوردو. وبموجب خطة عرضتها على كبار المسؤولين في إدارة باراك أوباما، تتوجه مروحيات إسرائيلية تحمل قوات كوماندوز إلى الموقع لاقتحامه وتفجيره. وقد نفّذت إسرائيل بنجاح عملية مماثلة في سوريا، العام الماضي، عندما دمرت منشأة لإنتاج الصواريخ تابعة لـ«حزب الله». غير أن الجنرال كينيث إف ماكنزي، الذي خلف الجنرال فوتيل: ​​«نفّذ الإسرائيليون كثيراً من العمليات السرية مؤخراً، لكن المشكلة أن منشأة فوردو تظل هدفاً صعباً للغاية». في هذا الإطار، لمّح يحيئيل ليتر، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، في حديث تلفزيوني، الأحد، إلى خيارات «متاحة ستمكننا من التعامل مع فوردو. ليس كل شيء يعتمد على الإقلاع والقصف من بعيد».

مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف: لا شيء يمنعنا من تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية وهذا حق أصيل لنا
مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف: لا شيء يمنعنا من تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية وهذا حق أصيل لنا

النشرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • النشرة

مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف: لا شيء يمنعنا من تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية وهذا حق أصيل لنا

أكد مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف، أمير سعيد إيرفاني أنّ "برنامج بلاده النووي سلمي، مشدداً على أنّ لا شيء يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، واعتبر أن هذا الحق أصيل لإيران. وأوضح أنه لا يوجد أي دليل على انتهاك إيران لالتزاماتها القانونية".

الحرب تتوسع بعد اتصال ترامب_نتنياهو.. وخامنئي: المعركة بدأت
الحرب تتوسع بعد اتصال ترامب_نتنياهو.. وخامنئي: المعركة بدأت

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

الحرب تتوسع بعد اتصال ترامب_نتنياهو.. وخامنئي: المعركة بدأت

دخلت الحرب بين إسرائيل وإيران مرحلة جديدة من الخطورة، مع اتساع رقعة الضربات المتبادلة وتزايد المؤشرات على احتمال تدخل أميركي واضح في النزاع. فبينما تواصل إسرائيل استهداف مواقع إيرانية داخل إيران، وتردّ طهران بهجمات صاروخية على العمق الإسرائيلي، تتزايد المخاوف من تحول الصراع إلى مواجهة أوسع، تشمل قوى إقليمية ودولية، وسط حالة تأهب قصوى على الجبهتين. في ظل اجتماعات عقدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع فريقه للأمن القومي، وإثر اتصال أجراه برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كان تبادل الضربات مستمراً بين إيران وإسرائيل. واصلت طهران إطلاق صلياتها الصاروخية باتجاه تل أبيب وقد فشلت القبة الحديدة في اعتراض العديد من الصواريخ ما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة. فيما استكملت تل أبيب خطتها في توجيه ضربات واستهداف المدن الإيرانية ولا سيما وصط العاصمة طهران. ووفق ما نقله موقع أكسيوس عن مصادر مطلعة، فإن ترامب يدرس تنفيذ ضربات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم، ما قد يشكّل نقطة تحول حاسمة في مجريات الحرب. وفي المقابل، يرى مسؤولون إسرائيليون أن انخراط واشنطن بات قريباً، وهو ما تُراهن عليه حكومة بنيامين نتنياهو في سعيها لتوسيع العمليات ضد إيران. وفيما انتظرت إسرائيل قرار ترامب للإعلان عن الدخول في الحرب أو الانضمام لشن ضربات ضد إيران، أعلنت الخارجية الأميركية إقفال السفارة الأميركية في القدس حتى يوم الجمعة المقبل بسبب الوضع الراهن، في المقابل كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة رفعت حالة التأهب في مختلف قواعدها في منطقة الشرق الأوسط. من جهته نشر الحساب الرسمي للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي عبر منصة إكس، تصريحاً أكد فيه ضرورة التعامل بقوة مع "الكيان الصهيوني الإرهابي"، مشدداً على أن إيران "لن تساوم الصهاينة أبداً". وفي تغريدة أخرى قال:" تبدأ المعركة باسم حيدر علي.. بسيف ذو الفقارعاد ليفتح باب خيبر". وفي الوقت الذي طالب فيه الجيش الإسرائيلي، فجر الأربعاء، السكان والعاملين في "المربع 18" جنوب غرب طهران بإخلاء المنطقة فورًا، مهددًا بشن هجوم على مواقع عسكرية تابعة للنظام الإيراني خلال الساعات المقبلة، وفق تحذير نُشر مرفقًا بخريطة للموقع المستهدف، فعّلت إيران منظومات الدفاع الجوي في وسط طهران، بالتزامن مع سماع دوي انفجارات في العاصمة وفي مدينة كرج، وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن استهداف مصنع للبتروكيماويات. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في حديث لـ القناة 14، أنه "بعد النصر سيكون هناك شرق أوسط مختلف". وأشار إلى أن "خلال 5 أيام قلبنا الموازين وفتحنا طريقا جويا إلى إيران". واستكمل، "وجهنا ضربة قاصمة لقيادة إيران العسكرية وعلمائها النوويين"، مردفًا، "نواصل تدمير مستودعات إنتاج الصواريخ الإيرانية". وأضاف"حاولت تدمير قدرات إيران لكنني لم أتمكن من حشد الأغلبية في المؤسسة الأمنية". كما قال: "إذا ضربنا إيران بقوة فإن ذلك سيؤثر على حماس". وأشار إلى أن "إيران خططت لإنتاج 300 صاروخ شهريا و22 ألفا بـ6 سنوات وهذا يعادل قنبلتين نوويتين". وتابع نتنياهو، "نحن نزيل إمبراطورية الشر الإيرانية التي تهدد وجودنا". وقال: "وجهت بالقضاء على تهديد إيران الصاروخي والنووي"، لافتًا إلى أن "سنفعل كل ما يلزم وسندمر المنشآت النووية الإيرانية بطريقة أو بأخرى". ولفت نتنياهو، إلى أن "مسارعة إيران نحو امتلاك السلاح النووي هو ما سرع في مهاجمتها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store