
الاستعدادات الصحية للحج 1446.. بوابة السلامة لرحلة إيمانية سلسة
في كل عام يتدفق الملايين من ضيوف الرحمن إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، تلك الرحلة الروحانية التي تجمع بين العبادة والتحديات البدنية، ولكن وسط هذا الحشد الإنساني الهائل والحرارة المرتفعة لقلب العالم الإسلامي، تبرز الاستعدادات الصحية كركيزة أساسية لضمان تجربة آمنة ومريحة.
وتسخر المملكة العربية السعودية، ووزارة الصحة فيها، جهودًا استثنائية لتقديم خدمات صحية متكاملة للحجيج، من تطعيمات إلزامية إلى نصائح طبية دقيقة، وإرشادات غذائية تهدف إلى الوقاية من الأمراض.
فماذا عن الاستعدادات الصحية للحج 1446هـ؟
في السطور التالية تصحبكم منصة الرجل للتعرف على كل ما يخص هذه الاستعدادات، بدءًا من التطعيمات الضرورية، مرورًا بالوقاية من الأمراض الشائعة، وصولاً إلى تجهيز أدوات العناية الشخصية والتغذية الصحية، ليكون الحج محطة إيمانية خالية من العوائق الصحية، مليئة بالطمأنينة والسلامة.
تطعيمات ضرورية قبل السفر إلى مكة
تشكل التطعيمات الخطوة الأولى والأكثر أهمية في الاستعداد للحج، حيث تسعى وزارة الصحة السعودية إلى حماية الحجاج من الأمراض المعدية، التي قد تنتشر في التجمعات الكبيرة.
وبالنسبة لحجاج الداخل، يطلب منهم تلقي جرعة واحدة من لقاح كوفيد-19 المطور خلال عام 1446هـ، على أن تكون الفترة بين تلقي اللقاح وأداء الحج لا تقل عن 10 أيام ولا تزيد عن سنة، ويعمل هذا اللقاح، المعتمد من هيئة الغذاء والدواء "FDA" ومركز مكافحة الأمراض "CDC"، على تقليل مخاطر الإصابة بفيروس كورونا ومتحوراته، ويخفف من شدة الأعراض، ويقلل من الحاجة إلى الحجز في المستشفيات.
كما يشترط تلقي جرعة واحدة من لقاح الإنفلونزا الموسمية خلال نفس العام، للوقاية من العدوى التي قد تنتشر بسهولة في التجمعات وتسبب مضاعفات خطيرة، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة أو ضعف المناعة، وفقًا لموقع وزارة الصحة السعودية.
وهناك أيضًا لقاح الحمى الشوكية الرباعي "ACYW" وهو إلزامي، ويجب أن يؤخذ خلال الخمس سنوات الماضية، حيث يحمي من عدوى بكتيرية خطيرة تنتقل عبر الرذاذ وتصيب المخ والحبل الشوكي.
ولحجاج الخارج تضاف تطعيمات إضافية بناءً على بلد القدوم، ولقاح الحمى الصفراء إلزامي للقادمين من الدول التي ينتشر بها المرض، ويوفر مناعة مدى الحياة، بينما يطلب لقاح شلل الأطفال من القادمين من مناطق موبوءة، ويؤخذ قبل القدوم بمدة لا تقل عن 4 أسابيع ولا تزيد على سنة.
كما توصي الوزارة بتحديث التحصينات الأساسية مثل الدفتيريا والكزاز والحصبة والنكاف، حيث يمكن للحجاج تلقي هذه اللقاحات في مراكز الرعاية الصحية الأولية عبر حجز موعد في تطبيق "صحتي"، الذي يتيح أيضًا توثيق اللقاحات المأخوذة خارج المملكة، من خلال مركز الاتصال 937 أو التطبيق ذاته.
وفي حال وجود حالات طبية تستدعي الاستثناء من اللقاحات، يمكن رفع طلب عبر مركز 937 مع تقرير طبي لدراسته من قبل لجنة طبية مختصة، حيث إن هذه التطعيمات تمثل حصنًا وقائيًا يضمن سلامة الحجاج ويحد من انتشار الأمراض، ما يجعلها خطوة لا غنى عنها للاستعداد للحج.
الأمراض الشائعة أثناء الحج وكيفية الوقاية منها
يواجه الحجاج خلال أداء المناسك تحديات صحية متعددة، ناتجة عن الازدحام والتعرض للحرارة العالية، والإجهاد البدني المستمر، ومنها:
أمراض الجهاز التنفسي:
من أبرز الأمراض التي تنتشر خلال الحج، وتعد الأكثر شيوعًا بسبب التجمعات الكبيرة، ونزلات البرد الفيروسية تسبب أعراضًا مثل الاحتقان الأنفي والتهاب الحلق وارتفاع الحرارة والتعب، وتنتشر بسهولة بين الحجاج.
ويمكن الوقاية منها من خلال ارتداء الكمامة الطبية، وتعقيم اليدين باستمرار، وتناول فيتامين سي والزنك لتعزيز المناعة.
أما التهابات الرئة، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية، فهي أكثر خطورة وتتطلب استشارة طبية فورية، مع إجراء تحاليل مثل صورة الدم "CBC" والبروتين الالتهابي الارتكاسي "CRP"، لتحديد نوع العدوى واختيار العلاج المناسب.
ومرض السل الذي يزداد انتشاره في الازدحام، يشكل خطرًا كبيرًا، ويتطلب تشخيصًا دقيقًا عبر زراعة البلغم، مع الالتزام بإجراءات الوقاية مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة.
أمراض الجهاز الهضمي:
تشكل مصدر قلق كبير خلال الحج، والتهابات الأمعاء التي تعرف أيضًا بالتسمم الغذائي، تنتج عن تناول أطعمة ملوثة، خاصة في ظل حرارة الجو في مكة، وتسبب أعراضًا مثل الإسهال والقيئ وارتفاع الحرارة، ويمكن تشخيصها عبر الأعراض السريرية، ولكن في الحالات الشديدة قد تتطلب تحاليل دموية.
والحمى المالطية والتيفية، التي تنتقل عبر الأطعمة الملوثة، تتطلب تحاليل مثل "فيدال" للتشخيص، وللوقاية يجب طهي الطعام جيدًا، وتجنب الأطعمة المكشوفة من الباعة المتجولين، والتأكد من نظافة مصادر الطعام.
أيضًا الجفاف يعد تحديًا آخر بسبب فقدان السوائل تحت أشعة الشمس، مما قد يؤدي إلى الإغماء والصداع، والحل يكمن في الإكثار من شرب الماء والابتعاد عن التعرض المباشر للشمس.
ضربات الشمس:
ضربات الشمس والحروق الشمسية شائعة أيضًا بسبب الوقوف الطويل تحت أشعة الشمس القوية، وتظهر أعراض ضربة الشمس مثل الصداع والغثيان وارتفاع الحرارة، وتتطلب إسعافات أولية فورية مثل نقل المريض إلى مكان بارد، واستخدام كمادات باردة، وإعطاء السوائل، كما إن استخدام واقي الشمس يساعد في الوقاية من الحروق والطفح الجلدي.
ولسعات الحشرات التي تزداد في الصيف بسبب الرطوبة، قد تنقل أمراضًا مثل اللشمانيا، وتتطلب تجنب معطرات الجسم الجاذبة للحشرات والحرص على النظافة، والالتزام بقواعد النظافة الشخصية مثل غسل اليدين، وتجنب استخدام أدوات الآخرين، والتباعد قدر الإمكان.
أدوات العناية الشخصية التي يجب أن تكون معك
تجهيز حقيبة العناية الشخصية يعد ركيزة أساسية لضمان راحة الحاج وسلامته، في ظل التحديات البيئية للحج، وتشمل أدوات النظافة الشخصية فرشاة ومعجون الأسنان والصابون والشامبو والمناديل المبللة، ويفضل اختيارها بحجم صغير لتوفير المساحة في الحقيبة.
والأدوية والمستلزمات الطبية لا تقل أهمية، حيث يجب حمل مسكنات الألم وأدوية الحساسية والفيتامينات، وحقيبة إسعافات أولية تحتوي على ضمادات ومطهرات لمواجهة الحالات الطارئة، مثل الجروح البسيطة أو الإصابات الناتجة عن المشي الطويل.
كما إن مستلزمات العناية بالبشرة مثل كريمات الترطيب وواقي الشمس، تعد ضرورية لحماية البشرة من الجفاف والحروق الناتجة عن حرارة الجو في مكة.
والأحذية الرياضية الداعمة ضرورية لتحمل المشي الطويل عبر التضاريس المتنوعة، ويفضل أن تكون خفيفة الوزن ومناسبة لجميع الأسطح، وفي المخيمات تسهم مستلزمات الراحة مثل الفراش الخفيف القابل للطي، والوسائد الصغيرة، والبطانيات الخفيفة في توفير نوم مريح يجدد طاقة الحاج.
وإضافة إلى ذلك ينصح بحمل كراسي قابلة للطي ومظلات ومراوح صغيرة للحماية من الشمس والحرارة أثناء فترات الاستراحة.
وأدوات الطعام والشراب تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على النظافة، حيث تعد حاويات الماء المحكمة وعبوات الشرب المعزولة وسيلة فعالة للحفاظ على الماء باردًا ونظيفًا، في حين إن استخدام أدوات طعام قابلة لإعادة الاستخدام، مثل الأطباق والأكواب البلاستيكية، يقلل من النفايات ويضمن نظافة الطعام.
كما يوصى باستخدام مناديل مبللة لتنظيف اليدين والأسطح قبل الأكل، والتأكد من تغليف الطعام بشكل جيد لمنع التلوث، وهذه الأدوات إذا أعدت بعناية، تسهم في تقليل المخاطر الصحية، وتوفر بيئة مريحة للحاج للتركيز على أداء المناسك.
اطّلع على الحقيبة الصحية التوعوية بـ8 لغات؛ لتعزيز وعيك الصحي، ولحجّ ميسر ومطمئن.#حج_بصحة
In all languages, we care about pilgrims' health.
Explore the health awareness kit to promote health and well-being among pilgrims.
Translated into 8 Languages
— وزارة الصحة السعودية (@SaudiMOH) May 15, 2025
دليل التغذية الصحية في أيام المناسك
التغذية السليمة خلال الحج هي مفتاح الحفاظ على الطاقة والصحة، في ظل الإجهاد البدني وحرارة الجو في مكة، وينصح الحجاج بتناول الخضراوات والفواكه الطازجة للحصول على الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية، التي تقلل من مخاطر الإمساك الناتج عن التغيرات في النظام الغذائي.
كما أن استبدال الخبز الأبيض بالخبز الأسمر المصنوع من الحبوب الكاملة يوفر قيمة غذائية أعلى، بينما التمور تعد مصدرًا مثاليًا للطاقة والمعادن مثل البوتاسيوم، في حين أن منتجات الألبان قليلة الدسم مثل الحليب تمد الجسم بالكالسيوم والطاقة، بينما يعتبر عسل النحل غذاءً مقويًا للمناعة يساعد في مقاومة الأمراض.
أيضًا لا يجب أن يغفل الحاج عن شرب الماء، حيث أن تناوله بكميات كافية أمر حيوي لتعويض السوائل المفقودة وتجنب الجفاف، مع تجنب المشروبات الغازية التي قد تزيد من الشعور بالعطش.
والأعشاب تلعب دورًا مساندًا في تحسين الصحة خلال الحج، حيث إن الكمون والنعناع يخففان من المغص والغازات، بينما اليانسون والبابونج يعززان النوم ويقللان القلق، والزنجبيل يساعد في تخفيف الصداع والزكام، والقرنفل يخفف آلام الأسنان.
أصحاب الأمراض المزمنة
ولمرضى السكري يجب الالتزام بتناول الأدوية في مواعيدها، وتجنب الحلويات، والحفاظ على وجبات منتظمة لتجنب هبوط أو ارتفاع السكر، مع حمل قطعة حلوى أو عصير فواكه للحالات الطارئة.
أما مرضى الضغط والقلب فينصحون بتقليل الملح وتجنب الأطعمة الدسمة مثل المايونيز والوجبات المقلية، مع الالتزام بالأدوية الموصوفة.
أما مرضى الكلى فيجب عليهم اتباع نظام غذائي محدد حسب كل حالة، مع تقليل الأطعمة الغنية بالفسفور مثل الحليب والمكسرات، والبوتاسيوم مثل الموز والبرتقال.
ولتجنب الاضطرابات المعوية، يوصى بتناول وجبات خفيفة مثل التمر والمكسرات النيئة والفواكه المجففة، والتأكد من نظافة مصادر الطعام من منشآت غذائية مرخصة، مع تجنب الأطعمة المكشوفة أو غير المطهية جيدًا، والتحقق من تاريخ الصلاحية.
وبشكل عام فإن الاستعدادات الصحية للحج 1446هـ تمثل جسرًا نحو تجربة حج آمنة ومريحة، حيث تتكامل التطعيمات الإلزامية، والوقاية من الأمراض، وتجهيز أدوات العناية الشخصية، والتغذية الصحية لتوفير بيئة مثالية لأداء المناسك.
وتقف وزارة الصحة السعودية كداعم رئيس لهذه الجهود، مقدمة خدمات متكاملة عبر منصاتها الإلكترونية مثل تطبيق "صحتي"، لضمان أن تكون رحلة الحج محطة إيمانية خالدة في ذاكرة كل حاج، مليئة بالطمأنينة والسلامة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
معدلات الإنجاب..تتراجع!
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} فيصل العتيبي حسن جمال عبدالكريم الذيابي. تشهد معدلات الإنجاب أو «الخصوبة» في العالم، تراجعاً متفاوتاً بفعل عوامل اقتصادية، وثقافية، واجتماعية، وسياسية، إذ تراجع معدل الخصوبة العالمي من 4.5 في خمسينيات القرن الماضي إلى 2.2 في الوقت الحاضر، مع توقعات بانخفاضه إلى 1.6 بحلول 2100م. وكشفت دراسة علمية أن معدلات الإنجاب «الخصوبة» انخفضت في الوطن العربي بشكل عام، وتفاوتت نسبتها بين 3.8% و24.3%. في «معدل الخصوبة» أو معدل الإنجاب، يشير المعدل إلى متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة خلال حياتها الإنجابية (15-49 سنة)، ولا يشير إلى مدى قدرتها على الإنجاب. وكشف عدد من علماء الإنجاب والاقتصاد والشأن النفسي والاجتماعي لـ«عكاظ»، تأثيرات هذا التراجع ما لم تكن هناك برامج طبية تعالج الأمر. وتظهر دراسة جديدة أن معدلات الخصوبة العالمية، التي كانت تنخفض بجميع البلدان منذ 1950م، ستستمر في الانخفاض حتى نهاية القرن، ما سيؤدي إلى تحوُّل ديموغرافي عميق. وتقول العالمة الديموغرافية الدكتورة جنيفر شيوبا «إن ما نشهده الآن، ونعيشه منذ عقود، شيء لم نشهده من قبل في تاريخ البشرية، هو تحول واسع النطاق، وعابر للحدود الوطنية والثقافات نحو تفضيل الأسر الصغيرة، والتمتع بها». فيما أشار كبير مؤلفي الدراسة مدير معهد القياسات الصحية والتقييم الدكتور كريستوفر موراي، إلى وجود العديد من الأسباب لهذا التحول، بما في ذلك زيادة الفرص المتاحة للنساء في التعليم، والتوظيف، وتحسّن فرص الوصول إلى خدمات منع الحمل، والصحة الإنجابية. وأشار العالِم في قسم الصحة والأبحاث الجنسية والإنجابية التابع لمنظمة الصحة العالمية إلى أن العوامل الاقتصادية الدكتور جيتاو مبورو، مثل التكلفة المباشرة لتربية الأطفال، والمخاطر المتوقعة لوفاة الأطفال، وتغير القيم المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، وتحقيق الذات، جميعها عوامل قد تساهم في انخفاض معدلات الخصوبة. وأضاف: إن المساهمة النسبية لهذه العوامل تختلف بمرور الوقت، وبحسب البلد، وللحفاظ على أعداد سكانية مستقرة تحتاج البلدان إلى معدل خصوبة إجمالي قدره 2.1 طفل لكل امرأة، وهو رقم يُشار إليه بالمستوى الإحلالي. فيما أشارت بعض الدراسات في هذا الشأن، إلى أنه رُغم أن معدلات الخصوبة تتراجع في جميع البلدان، إلا أن معدل الانخفاض متفاوت، ما يخلق تحولاً في توزيع المواليد الأحياء حول العالم. لا انفصال تقديراً للعشرة آباء يقولون إن مشاهدة أحفادهم من دواعي سرورهم، وطبقاً لعجمي العتيبي، فإن ذلك يزيد من سعادته، ويستعير سلطان القحطاني المثل الدارج «لا أغلى من الولد سوى ولد الولد»، فيما يتمنى أزواج مشاهدة أطفال لهم بعدما تأخر إنجابهم، وأن كلمة «بابا» أو «ماما»، حلم يدعون الله تحقيقه، أما «سميرة.م» فقالت: إنها فضلت الانفصال بعد تأخر الإنجاب وكان السبب طبياً في الزوج، لكن الشاب «ناصر.ع» قرر ألا يتزوّج بأخرى لعدم إنجاب زوجته الأولى؛ تقديراً للعشرة. عن الأسباب والحلول، استطلعت «عكاظ» آراء استشاريين في النساء والولادة والعقم، إذ يقول الاستشاري البروفيسور الدكتور حسن صالح جمال: إن العالم يشهد بصفة عامة تحولات خطيرة في موضوع انخفاض الخصوبة، وهذا يعتبر تحولاً سلبياً لأنه يؤثر على الأسرة والمجتمع والاقتصاد والتقنية، وخطورة ذلك هو انكماش سكاني وتغير هائل في الهرم السكاني ليصبح معظم السكان من كبار السن كما حدث في كثير من دول العالم مثل الصين واليابان وألمانيا. إجازة أمومة أطول في رأي استشاري النساء والولادة والعقم البروفيسور الدكتور حسن صالح جمال، أن أبرز أسباب انخفاض الخصوبة وعدد المواليد في معظم الدول العربية يتلخص في عزوف الشباب والفتيات عن الزواج وتأخر سن الزواج ما يؤثر على خصوبة المرأة، إلى جانب صعوبة التربية وحاجاتها في هذا العصر وارتفاع معدل الطلاق وزيادة نسب تأخر الإنجاب والعقم لأسباب طبية مثل السمنة والتدخين والتلوث البيئي والمائي وزيادة الأمراض الجنسية، وأخيراً زيادة الضغوط النفسية. ويشير الدكتور حسن جمال إلى أبرز الحلول لتحفيز الخصوبة والإنجاب وذلك عن طريق توفير رعاية أكبر ومزايا شخصية للنساء وإجازة أمومة أطول مدفوعة الأجر وساعات عمل أكثر مرونة للأمهات والآباء الجدد، وتوفير دور حضانة في معظم المؤسسات، والحفاظ على صحة السكان بصفة عامة وتوظيفهم لفترة أطول، وكفالة تغطية الحمل والولادة لدى القطاع الخاص، وتقديم الدعم المادي والحوافز المالية للأسر الكبيرة، والاهتمام بنمط الحياة الصحي ونمط الغذاء، والاهتمام بالمفهوم الاجتماعي للإنجاب والأسرة والصحة الإنجابية، والتشجيع على الزواج والحد من الطلاق. ثقفوا طلاب وطالبات الجامعات طبيبة النساء والولادة الدكتورة نوف الأسمري تقول: نحن كأطباء نلاحظ هذا التراجع من خلال زيارات المرضى للعيادات، لقد اختلف معدل الخصوبة عن السابق وذلك لعدة أسباب؛ أبرزها التأخر في الزواج، الذي يساهم في تضاؤل رصيد البويضات، إذ يتراجع من سن الـ35 عاماً إلى النصف، وعند وصول الـ38 عاماً يتضاءل الرصيد إلى 80%، وعند الـ40 عاماً يتراجع منه 95%. والمطلوب هو التثقيف المبكر لطلاب وطالبات الجامعات لمعرفة المسببات وتعزيز العوامل المساعدة، مع ضرورة إجراء الفحوصات المبكرة والشاملة للشاب والشابة قبل الزواج. وتطرح الدكتورة الأسمري فكرة تجميد البويضات للفتيات اللائي تأخرن عن سن الإنجاب، وينطبق ذلك على الرجال، لضمان عدم نفاد المخزون، مع ضرورة تغطية شركات التأمين الطبي تقنيات الحقن المجهري والأنابيب في علاج العقم وتأخر الإنجاب. قلة الإنجاب ونقص القوى العاملة! الباحث في قضايا التنمية المستدامة الدكتور فيصل العتيبي، يقول: إن تراجع معدل الخصوبة أو الإنجاب، يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات اقتصادية واجتماعية متعددة، مثل نقص القوى العاملة، إذ يقل عدد الأفراد في سن العمل والذي يؤثر بدوره على مختلف القطاعات الاقتصادية، مثل الصناعة والخدمات، وكذلك زيادة العبء المالي على النظام الصحي، وتزداد معدلات طول العمر، وبالتالي زيادة نسبة كبار السن في التعداد السكاني، وبالتالي يزداد العبء المالي على النظام الصحي لتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم، ما قد يؤثر على الخدمات الصحية للفئات الأخرى المؤثرة في عمليات رفع معدلات الخصوبة كالأمهات. ومن النتائج أيضاً التغيرات في سوق العمل، فيزيد الطلب على العمالة كنتيجة طبيعية لعدم قدرة النظام التعليمي على تقديم مخرجات تعليمية تتواءم مع حاجات الأنشطة الاقتصادية المتزايدة في سوق العمل؛ بسبب قلة أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم. وفي ما يتعلق بمعالجة تأثير التراجع في معدلات الخصوبة، كشف العتيبي أن من بين الحلول المتعارف عليها تشجيع الأسرة على الإنجاب من خلال برامج تحفيزية وتحسين الرعاية الصحية اللازمة للأمهات والحوامل للحفاظ على فرص بقاء الحمل والولادة عالية قدر الإمكان مع توفير فرص عمل للشباب، وذلك لتشجيعهم على تكوين الأسرة بمعدلات زمنية أسرع، وبالتالي حدوث عملية تكوين الأسرة في فترة زمنية أقصر. أعراف.. ووصمة اجتماعية الأخصائية الاجتماعية آمال عبدالقادر، ترى أن لتراجع الخصوبة آثاراً على المستوى الاجتماعي وتأثيره المباشر يظهر على العائلة نواة المجتمع، إذ أثبتت العديد من الدراسات الأمريكية في جامعة نورثويستيرن، أن نحو 30% من الرجال ممن لديهم معدلات خصوبة منخفضة مصابون بالقلق بدرجات عالية، وكذلك نحو 36% منهم مصابون بالاكتئاب، وأكدت أن الأعراف الاجتماعية تُعزز هذه الوصمة الاجتماعية من خلال التركيز على الإنجاب؛ باعتباره جزءاً أساسياً من حياة الفرد وسعادته، فالمجتمع يضع قيمة كبيرة لتكوين الأسرة والقدرة على الإنجاب مما يجعل من يواجهون مشكلات في الخصوبة عرضة للحكم السلبي والتهميش. ولفتت إلى أن هناك اعتقاداً شائعاً بأن الأبوة هي عنصر جوهري في تحقيق الذات ما قد يؤدي إلى تصورات خاطئة بأن من لا يستطيعون إنجاب الأطفال أقل اكتمالاً أو أقل رضا عن حياتهم. هذه المعتقدات تسهم في تعميق العزلة الاجتماعية للأفراد الذين يعانون من قلة الخصوبة وتفرض عليهم ضغوطاً نفسية واجتماعية كبيرة. وتشير الأخصائية آمال عبدالقادر إلى أن لذلك تداعيات على صعيد المجتمع من حيث التغيير في التركيب السكاني، فقلة المواليد تؤدي إلى تقلص حجم الأسرة وزيادة كبار السن ما يؤدي إلى ضغط على نظام الرعاية الصحية، ومع تقلص فئة الشباب يستدعي ذلك الاستعانة بالعمالة الخارجية لرعاية كبار السن. مجتمع مترابط وقوي الأخصائية الاجتماعية آمال عبدالقادر، أكدت أن المجتمع السعودي يتميز بترابطه الاجتماعي القوي، إذ تقوم العائلات بمساندة بعضها البعض في مختلف جوانب الحياة سواء من الناحية المادية أو المعنوية، وهذا التكافل الأسري يعد ركيزة أساسية في استقرار المجتمع، إذ يعتمد الكثير من الأفراد على دعم أقاربهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وقد يتأثر هذا النظام القائم على الدعم العائلي. وترى أنه مع قلة الأبناء ستتضاءل الروابط الأسرية التي كانت توفر شبكة أمان اجتماعي للمحتاجين، ما قد يؤدي إلى تقلص المساعدات العائلية التقليدية. فالأسر التي كانت تعتمد على الأبناء في رعاية كبار السن أو مساندة الأقارب المحتاجين قد تجد نفسها أمام تحديات أكبر مع قلة عدد أفرادها، مؤكدة أن استمرار الترابط الاجتماعي في المستقبل يتطلب وعياً بأهمية التوازن الديموغرافي وتعزيز القيم التي تحافظ على روح التكافل، سواء من خلال الأسرة أو عبر مؤسسات المجتمع المختلفة. أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
تجمع القصيم الصحي يطلق خدمة العلاج الكيميائي بالمنزل لمرضى الأورام
أطلق تجمع القصيم الصحي خدمة "العلاج الكيميائي بالمنزل"، وذلك عبر مركز الأمير فيصل بن بندر للأورام، ضمن جهوده المستمرة في تقديم خدمات نوعية تسهّل على المرضى تلقي الرعاية الصحية، وتُيسر حصولهم عليها بجودة وكفاءة عالية. وأشار التجمع أن الخدمة تهدف إلى تقديم رعاية طبية آمنة ومتكاملة لمرضى الأورام في منازلهم، مما يُسهم في تقليل مشقة التنقل والوقت والجهد على المرضى وذويهم، إضافة إلى تخفيف الأعباء النفسية والجسدية المرتبطة بتلقي العلاج داخل المستشفيات. وولفت النظر إلى أن الخدمة تستهدف فئات محددة من المرضى، من بينهم مرضى السرطان الذين يتلقون علاجًا كيميائيًا طويل الأمد، والحالات المستقرة طبيًا وفق تقييم الفريق الطبي، وكذلك المرضى الذين تعيقهم مضاعفات صحية أو ظروف تمنعهم من الوصول للمستشفى. ونوه تجمع القصيم الصحي أن هذه اطلاق الخدمة تأتي ضمن سعيه الدائم إلى تعزيز تجربة المريض، ورفع جودة الخدمات الصحية في جميع مكوناته الصحية وفق المعايير الطبية المعتمدة من قبل وزارة الصحة والمنظمات العالمية، بما يحقق رضا المستفيدين ويحقق التطلعات المنشودة.


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
وداعاً للجيم.. تحرك في مكتبك لتعيش أطول
تابعوا عكاظ على أكد خبراء أن النهوض من المكتب والتحرك داخل مكان العمل قد يكون أكثر فعالية من التمارين الرياضية المكثفة في صالات الجيم لتعزيز فرص العيش لمدة أطول. الدكتور غاريث ناي، الخبير الطبي الحيوي من جامعة سالفورد، أوضح أن بلوغ سن المئة لا يعتمد فقط على الحظ أو الجينات. وأشار في حديثه لصحيفة «ذا ميرور» إلى أن الأشخاص الذين يعيشون لفترات أطول غالباً ما يكونون أكثر نشاطاً في حياتهم اليومية، بدلاً من التركيز على برامج رياضية مكثفة. وأكد أن إدخال المزيد من الحركة خلال اليوم وتجنب الجلوس لفترات طويلة هو المفتاح. واقترح الدكتور ناي، على العاملين في المكاتب استخدام مكاتب الوقوف أو إجراء تغييرات في طريقة تنقلاتهم اليومية لزيادة النشاط. وأضاف أن زيادة مستويات النشاط اليومي، أو ما أسماه مستويات النشاط الكلية، أهم من التمارين الشاقة. وأظهرت العديد من الدراسات أن تجنب الجلوس لفترات طويلة يساعد في حماية الصحة. أخبار ذات صلة وتشير إحدى الدراسات الحديثة إلى أن الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة قد يزيد من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر، بغض النظر عن مقدار التمارين الرياضية التي يمارسها الشخص. وأوضح أن التحدي في التمارين الرياضية المكثفة يكمن في صعوبة الاستمرارية، مشيراً إلى أن زيادة النشاط اليومي بشكل عام أكثر فائدة. ومن بين نصائحه الأخرى: تقليل استهلاك الكحول، الإقلاع عن التدخين، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة. وأكد أن الأطعمة الأقل معالجة هي الأفضل، موضحاً أن اللحوم والخضروات الطازجة أو العضوية تكون أقل ضرراً على الجسم. كلما زادت المعالجة، زاد التأثير السلبي. وحذر من اللحوم المصنعة، مثل اللحم المقدد والنقانق، التي تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء بسبب التغييرات التي تُجرى عليها لتحسين النكهة أو إطالة مدة الصلاحية. كما نصح بتقليل السكر والملح في النظام الغذائي لتجنب أمراض القلب والأوعية الدموية. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}