
كاتب كويتي: ثلاثة سيناريوهات محتملة للحرب الإيرانية الأمريكية.. إحداها متعلق بالحوثيين
توقع كاتب كويتي، ثلاثة سيناريوهات محتملة، عن مستقبل الصراع الإيراني الأمريكي في المنطقة، أحدها يتعلق بالمليشيات الحوثية في اليمن.
وقال الكاتب الدكتور محمد الرميحي، في مقال بعنوان "مستقبل الصراع الإيراني - الأميركي في عصر ترامب"، نشرته صحيفة "النهار" اللبنانية، إن أكثر من تحذير رسمي صدر من إيران أخيراً مفاده الحذر «من الفتن الأميركية الهادفة الى تخريب علاقات الود بين دول المنطقة»! وهو تصريح ديبلوماسي مبطن، ولكن هناك تصريحات أخرى أكثر وضوحاً، كالإعلان عن تسليح الجزر الثلاث جنوب الخليج بصواريخ طويلة المدى، كلها تدل على قلق إيراني من أحداث قد تقع ربما عسكرية هدفها النظام الايراني.
ويضيف الكاتب: الواقع أن فترة ترامب القصيرة حتى الآن شهدت ارتفاعاً في نسبة التوتر بين إيران والولايات المتحدة وله تاريخ قديم، من مثل انسحاب الأخيرة عام 2018 من الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إدارة أوباما الديموقراطية عام 2015، على اثره رفعت الولايات المتحدة وتيرة العقوبات على إيران بشكل كبير، ما أضرّ بالاقتصاد الإيراني، وزاد الطين بلّة، بعد الاشتباك المباشر القصير بين إيران وإسرائيل، وكان على دفعتين بعد حوادث غزة ولبنان 2023 - 2024، انخفضت العملة الإيرانية بشكل حاد، وتراجعت الصادرات النفطية الإيرانية، وارتفعت معدلات البطالة والتضخم. ردت إيران على ذلك بإجراءات تصعيدية، منها زيادة في تخصيب اليورانيوم، واحتجاز ناقلات نفط في مضيق هرمز، و تشجيع أذرعتها على التصعيد في غزة ولبنان واليمن، مما حوّل منطقة الشرق الأوسط إلى كرة لهب، تغيرت فيها الكثير من المعادلات، ولا زالت في طريق التغيير.
ويرى أن "مقتل سليماني في العهدة الأولى لترامب شكل عقدة، فقد كان الرجل أيقونة التدخل الإيراني في الجوار ورسمت له صورة أنه قائد «المقاومة» الذي لا يقهر، واقترب ترامب في المرحلة الأولى من شن حملة عسكرية على إيران، ولكنه ألغاها في اللحظة الأخيرة".
وفي المرحلة الحالية لإدراة ترامب يمكن رسم سيناريوهات عدة لمستقبل الصراع الإيراني - الأميركي في المنطقة، وبعد إرسال الرسالة الشهيرة من واشنطن إلى طهران، والتي قابلتها طهران بكثير من الخفة والتصعيد الكلامي، وفق الرميحي.
وأضاف: "السيناريو الأول هو التوجه إلى التصعيد على مراحل، منها تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة من خلال نزع سلاح «حزب الله» في لبنان، وتقليص القوة النارية والنفوذ للحوثي في اليمن، وتصليب الموقف في سوريا و لبنان، والاتفاق مع الروس بتقليل حماستهم للمشروع الإيراني، وحرب إلكترونية وتشجيع المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج لزيادة نشاطها، وربما يقود ذلك في النهاية إلى مواجهة عسكرية، قد تشارك فيها إسرائيل، وهو سيناريو مخيف، قد يقود المنطقة برمتها إلى الفوضى!".
أما السيناريو الثاني، وفق "الرميحي"، هو العودة الى المفاوضات، وهو الذي تراهن عليه طهران، لظنها أن الإدارة الحالية تتردد في الدخول في حرب مفتوحة ومباشرة، ربما عن بعد، ولكن ليس اشتباكاً مباشراً، لما تعتقد طهران أنه مكلف مالياً للإدارة، وهي في طريقها لتقليص نفقات جيوشها، ومن الشواهد هنا هو انسحاب الولايات المتحدة في الدورة الأولى لترامب من أفغانستان، والحديث المعلن من الإدارة عن النأي بالنفس عن الحروب والبحث عن سلام. هذه الفكرة قد تكون صحيحة، وقد تكون خاطئة إن قرأتها إيران بأكثر من حجمها، إلا أن الحرب بالوكالة احتمال قائم .
وأشار إلى أن عقدة إيران ليست واحدة، إنما هي ثلاث، التسليح النووي والبالستي، أذرع إيران في المنطقة من العراق إلى لبنان إلى اليمن إلى مناطق أخرى فيها لإيران خلايا نائمة والعلاقة مع إسرائيل. في هذه الملفات الثلاثة تطلب الإدارة الأميركية نوعاً من التنازلات، في مقابل الإبقاء على النظام ورفع تدريجي للعقوبات، إلا أن طهران يمكن أن تصل إلى حلول وسطى في بعض تلك الملفات الثلاثة ولكن ليس في جميعها.
ويتوقع الكاتب أن يستمر السيناريو الثالث، وهو الإبقاء على الوضع كما هو في انتظار تغير في ميزان القوى والتغيرات العالمية، وتبقى الحروب المحلية بالوكالة، مما يستنزف طاقة الدول في الشرق الأوسط واقتصادها، من دون الوصول إلى مواجهة، أو اتفاق نهائي.
ولفت إلى أن هناك عوامل مؤثرة على تطور الصراع الإيراني - الأميركي، بينها الإضرار بالمصالح الأميركية في المنطقة ضرراً بيّناً من خلال استمرار مغامرات الأذرع الإيرانية. وبين العوامل مستقبل الصراع في أوكرانيا، وبينها خفض النزاعات في سوريا والعراق ولبنان واليمن أو تصعيدها.
واختتم الكاتب، مقاله بالتأكيد على أن مستقبل الصراع الأميركي - الإيراني في عصر ترامب مليئ بالاحتمالات. فيه من التحديات الكثير والفرص أيضاً. ويعتمد تطوره على القرارات التي سوف تتخذ في واشطن وطهران على السواء، إن كانت حكيمة أو طائشة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 34 دقائق
- وكالة الصحافة اليمنية
الجمعة.. جولة خامسة من محادثات النووي بين إيران وأميركا في روما
مسقط/وكالة الصحافة اليمنية// قال وزير الخارجية العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي إن جولة خامسة من المحادثات الإيرانية الأميركية ستقام في روما غدا الجمعة، في وقت كشف فيه موقع إكسيوس عن تحضيرات إسرائيلية لضرب إيران إذا انهارت المحادثات المرتقبة. وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريح للتلفزيون الإيراني أن 'طهران لن تقبل بحرمانها من حقوقها في نشاطها النووي السلمي'، وفق تعبيره. وفي وقت سابق، قالت إيران إنها ستعقد جولة خامسة من المحادثات مع الولايات المتحدة في روما في وقت لاحق من هذا الأسبوع بشأن برنامجها النووي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان إن طهران وافقت على 'اقتراح قدمته عُمان (الوسيط) لتنظيم جولة أخرى من المحادثات الإيرانية الأميركية' الجمعة في روما. في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه في حال التوصل لصفقة مع ايران، فإنه لا يمكن لها امتلاك قدرة على تخصيب اليورانيوم. وأضاف روبيو خلال جلسة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي إن هناك عقوبات أميركية متنوعة على ايران، وإن أي عقوبات لن تكون جزءا من الاتفاق المزمع ستبقى سارية المفعول.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
الذكاء الاصطناعي يدخل على خط كأس العالم 2026
بدأت الولايات المتحدة مع اقتراب مونديال 2026 تسريع منح التأشيرات لجماهير كأس العالم 2026 باستخدام تقنيات ذكية وغير مسبوقة. وتستضيف الولايات المتحدة الأمريكية نهائيات كأس العالم 2026، التي ستقام بمشاركة 48 منتخبا ولأول مرة بالتعاون مع كندا والمكسيك، خلال الفترة بين 14 يونيو و13 يوليو المقبلين. ويأتي هذا التوجه في ظل مخاوف من تأخير منح التأشيرات للجماهير الراغبة في حضور البطولة، خصوصا من بعض الدول التي تعاني من فترات انتظار طويلة، مثل كولومبيا، حيث يصل وقت الانتظار للحصول على تأشيرة سياحية إلى 398 يوما. وخلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، صرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس تعزيز فرق العمل القنصلية وزيادة ساعات العمل، وربما اعتماد نظام العمل على مدار الساعة في بعض السفارات، لتلبية الطلب المرتفع المتوقع خلال فترة المونديال. وأشار روبيو إلى أن هناك توجها للاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لتسريع المعالجة، خاصة للمتقدمين الذين سبق لهم الحصول على تأشيرات. وأثارت تصريحات روبيو الجدل، خاصة في ظل استمرار سياسات الهجرة الصارمة التي اتسمت بها إدارة ترامب. وقد عبر عدد من مشجعي المنتخبات المتأهلة عن قلقهم، لا سيما من دول لا تربطها علاقات دبلوماسية وثيقة مع الولايات المتحدة مثل إيران. ورغم ذلك، أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، جياني إنفانتينو، أن الجماهير ستكون محل ترحيب خلال البطولة، بينما أبدى نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس موقفا أكثر تحفظا، مؤكدا أن على الزوار "العودة إلى بلادهم" بعد انتهاء البطولة. وتأتي هذه الاستعدادات ضمن سلسلة من الأحداث الرياضية الكبرى التي تستضيفها الولايات المتحدة، بما في ذلك كأس العالم للأندية الشهر المقبل، ودورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 2028. يذكر أن أندرو جولياني، نجل رودي جولياني المحامي الشخصي السابق لترامب، تم تعيينه مديرا تنفيذيا لفريق العمل الرئاسي المكلف بالإشراف على تنظيم مونديال 2026. المصدر: RT


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
ما الذي تنتظره إسرائيل لتشنّ هجوما شاملا على المنشآت النووية الإيرانية؟
في تطور يشي بتصعيد وشيك، كشف مصدران إسرائيليان لموقع أكسيوس أن تل أبيب باتت في أعلى درجات الجاهزية لشنّ ضربة عسكرية خاطفة ضد المنشآت النووية الإيرانية، في حال فشلت الجولة الخامسة من المفاوضات النووية الجارية في روما. وأوضح المصدران أن تحوّلًا حادًا طرأ على التقييم الاستخباراتي الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة، حيث انتقلت التقديرات من تفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق، إلى قناعة متزايدة بانهيار المفاوضات وشيكًا، ما يفتح الباب أمام "الفرصة العسكرية" التي تنتظرها إسرائيل منذ أشهر. وأضاف أحد المصادر أن الجيش الإسرائيلي يرى أن النافذة الزمنية لشنّ ضربة فعالة تضيق بسرعة، مما يعزز الرغبة في التحرك السريع قبل أن تتلاشى الجدوى العملياتية للهجوم. وأشار إلى أن تدريبات عسكرية مكثفة تُجرى حاليًا لمحاكاة سيناريو الضربة، وسط متابعة لصيقة من الجانب الأمريكي الذي يبدو مدركًا تمامًا للنية الإسرائيلية. وفي هذا السياق، كشفت مصادر إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ترأس اجتماعًا سريًا ضم كبار القادة العسكريين والأمنيين لمراجعة آخر التطورات في الملف النووي الإيراني، في إشارة واضحة إلى تصعيد محتمل يُحضّر له خلف الكواليس. وتزامن ذلك مع تقارير عن مخاوف أمريكية من احتمال إقدام نتنياهو على تنفيذ الضربة دون انتظار ضوء أخضر من واشنطن، لا سيما في ظل حالة الجمود التي تُخيّم على المفاوضات النووية، بسبب رفض إيران أي اتفاق يمنعها من مواصلة تخصيب اليورانيوم. وأشار المصدران إلى أن الضربة – إذا نُفّذت – لن تكون عملية محدودة، بل ستتخذ شكل حملة عسكرية تمتد لأسبوع على الأقل، وسط تحذيرات من تبعات محتملة تشمل اندلاع حرب إقليمية أو تسربات إشعاعية تثير قلق دول الجوار. ورغم تصريحات نتنياهو العلنية عن "التنسيق مع واشنطن"، إلا أن إصراره المتكرر على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد نظام يهدد وجودها" يؤكد أن الخيار العسكري بات جاهزًا... وأن ما تنتظره إسرائيل ليس إلا اللحظة المناسبة.