
ملف التعيينات الإدارية أبرز التحدّيات
كتب حسين زلغوط في 'اللواء':
لا يختلف اثنان على وصف إدارات الدولة بأنها مترهلة وأن الهدر والفساد يعشعش في غالبية مرافقها، وأن هذا الأمر كبّد الخزينة خسائر فادحة، في الوقت الذي كانت فيه القوى السياسية بمختلف شرائحها ملتهية عن معالجة هذا الملف بالمناكفات والتجاذبات.
لا شك ان الإصلاح الإداري يشكّل أحد أبرز التحدّيات التي تواجهها حكومة العهد الأولى، لا سيما في ما يتعلق بملء الشغور في المناصب العليا، أي في الفئة الأولى، كون ان هذا التعيينات تحتاج الى توافق سياسي واسع كان متعذّرا وجوده في السنوات الأخيرة.
وفي دراسة وضعت في زمن غير بعيد فانه يبلغ عدد مراكز الفئة الأولى الشاغرة 134 مُقسَّمة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وفي الفئتين الثانية والثالثة، أي في صفوف الموظفين الذين يسيّرون عمل إدارات الدولة، فالأعداد غير معلومة.
ويبدوا وبحسب ما ينقل عن رئيس حكومة نوّاف سلام فانه سيصار الى اعتماد قاعدة جديدة للتعيينات، تقوم على مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب، بخلاف ما كان يحصل في السابق، لجهة اعتماد الحصص والمحسوبيات على حساب الكفاءة والنزاهة والإنتاجية، وهذا لا يمكن تحقيقه إلّا باستعادة مجلس الخدمة المدنية لدوره، المعروف بالتدقيق في السيرة الذاتية لكلّ مرشح، ليقترح 3 أسماء لكل مركز شاغر تتوفَّر فيهم شروط العلم والكفاءة والنزاهة، على أن يختار مجلس الوزراء أحدهم، ويُصدر مرسوماً بتعيينه.
وفي هذا السياق يقول الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين لـ«اللواء»: لقد تمكّنا من احصاء 235 وظيفة تعتبر وظائف فئة أولى أو وظائف قيادية، أو وظائف مهمة بالسلك القضائي والعسكري، وهذه الوظائف موزعين على الشكل التالي: 108 للمسيحيين، 111 للمسلمين، و11 وظيفة انشأت السنوات الماضية ولا نعرف من يشغلها حتى الآن، ومن الـ235 وظيفة هناك 134 وظيفة شاغرة، 63 وظيفة تعود للمسيحيين، و56 للمسلمين، ومن أبرز المواقع الشاغرة عند الموارنة قائد الجيش اللبناني، حاكم مصرف لبنان المركزي، ومدير عام الجمارك اللبنانية، ومدير عام وزارة المال، ومدير عام وزارة التربية الوطنية، ومدير عام وزارة النفط، ومدير عام الموارد المائية والكهربائية، ومدير عام الأحوال الشخصية، ومدير عام الدفاع المدني، ورئيس اللجنة الإدارية للمشروع الأخضر. أما الوظائف التي تعود الى الشيعة هي: المدير العام للأمن العام، مدير عام الشؤون الاجتماعية، مدير عام التعليم المهني والتقني، مدير عام المغتربين. أما الوظائف التي تعود للطائفة الكاثوليكية هي: مدير عام تلفزيون لبنان، مدير عام الطرق والمباني في وزارة الأشغال، مديرة بورصة بيروت. أما الوظائف التي تعود للأرثوذكس هي: رئيس المركز التربوي للبحوث والانماء، رئيس هيئة إدارة السير، مدير عام وزارة العمل. أما الوظائف التي تعود الى السنّة هي: رئيس مجلس الإنماء والاعمار، مدير عام وزارة السياحة، مدير عام قوى الأمن الداخلي (لاحق). كما ان للطائفة الدرزية 8 مواقع شاغرة منها: مدير عام وزارة الصحة، ورئيس مجلس إدارة ومدير عام تعاونية موظفي الدولة.
وفي جدول إحصائي حول كيفية توزيع المناصب على كل طائفة بالعدد، مع عدد الشاغرة منها ونسبة الشغور حتى كانون الثاني من العام 2025 يتبيّن الآتي: عدد الوظائف الإجمالية لمختلف الوظائف 235 عدد المناصب الشاغرة منها 134، نسبة الشغور 57 بالمئة.
ودعا شمس الدين، إلى إعطاء التعيينات والتشكيلات في السلك الدبلوماسي والقنصلي الأهمية القصوى، مذكّراً بأن هناك 69 سفارة لبنانية في العالم تعاني فراغاً في مركز السفير، أبرزها سفارات لبنان لدى دول القرار، أي الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا والصين، عدا عن الدول الأوروبية والعربية، مشيراً إلى إمكانية تعيين السفراء من داخل وخارج الملاك.
انطلاقا مما تقدّم فان انخراط الحكومة في ورشة ملء الشغور بوظائف الفئة الأولى، لا يحجب الاهتمام عن التعيينات في الفئتين الثانية والثالثة، لكون هؤلاء الموظفين يسيّرون عمل إدارات الدولة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ ساعة واحدة
- المدن
جزين وقضاؤها: صراع بين التيار العوني والقوات وانقسام "الثنائي"
قبل أيام من يوم "الحسم البلدي" جنوباً، وبينما تُشحذ السكاكين السياسية في جزين المدينة، حُسمت المعارك في تسع بلديات من القضاء بالتزكية وهي:وادي الليمون، كفرجرة، عازور، وادي جزين، كرخا، قطين وحداب، الحمصية، صيدون وجرنايا. تزكية صامتة تحكمها التفاهمات العائلية والتقاطعات المحلية، في قضاء تحوّل إلى مرآة صغيرة للصراع اللبناني الكبير بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. فشل محاولات التوافق لكن في القرى والبلدات الأخرى، لا صوت يعلو فوق معارك صناديق الاقتراع. انفجرت التناقضات العائلية والسياسية معاً، وانقلب التوافق إلى انقسام، وتحول الشقيق إلى خصم انتخابي. في كفرحونة، حيث يتشارك الشيعة والمسيحيون العيش والجغرافيا، فشلت محاولات التوافق على مجلس بلدي من 15 عضواً. هذا رغم سعي البعض إلى اعتماد مبدأ المداورة في الرئاسة، خصوصاً من جانب الناخبين الشيعة، الذين يشكلون الكتلة الأكبر عددًا. لكن المطلب لم يلقَ قبولاً. فتبعثرت أوراق التسوية وانقسمت البلدة على ثلاث لوائح و31 مرشحاً. لائحة "كفرحونة للغد الأفضل" تجمع مرشحين شيعة ومسيحيين على أساس مداورة بين جيمس الهندي وإبراهيم عجروش. في المقابل، دخلت القوات اللبنانية بلائحة يرأسها جوزيف قهوجي، فيما يخوض التيار الوطني الحر المعركة بلائحة منفصلة يرأسها أسعد الهندي. في مليخ، البلدة التي تتشاركها الطائفتان الشيعية والمسيحية، مع أكثرية شيعية، تتنافس لائحتان رئيسيتان "مليخ تجمعنا"، وتضم مرشحين شيعة مستقلين إلى جانب ثلاثة مرشحين محسوبين على حزب القوات اللبنانية، في مواجهة لائحة"التنمية والوفاء"، المدعومة من التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي. صراع بين التيار والقوات في كفرفالوس، حيث لا تهدأ الخصومات السياسية حتى في قلب القرى الصغيرة، تدخل البلدة الانتخابات على وقع بلدية متصدعة. خمسة من أصل تسعة أعضاء استقالوا على دفعتين بين 2019 و2025، ما انعكس شللاً في العمل البلدي وتراكمًا في الأزمات والخلافات. اليوم، تُعدّ البلدة معقلاً انتخابياً للنائبة القواتية غادة أيوب، وتشهد معركة مكشوفة بين فريقين تقليديين لائحة "أوفياء كفرفالوس" يرأسها بول الشماعي، رئيس البلدية الحالي، وتحظى بدعم التيار الوطني الحر، وتضم العضوين السابقين جوزيتا الشماعي وسليم سليم. وفي مواجهتها، تقف لائحة "كفرفالوس تستحق الأفضل" برئاسة ريمون نهرا، المدعومة من القوات اللبنانية. انقسام الثنائي الشيعي في روم، الصورة لا تزال ضبابية رغم اقتراب الاستحقاق. معركة غير محسومة على 12 مقعداً، وتحالفات متشابكة. بدأت بلائحة عائلية مدعومة من مرشح القوات اللبنانية سابقاً عجاج حداد ، وانتهت إلى اصطفاف حزبي قد لا يعكس مزاجه. لائحة "عائلات روم"، أجمع عليها حركة أمل والحزب الشيوعي والقوات اللبنانية ومستقلون ومدعومة من النائب السابق إبراهيم عازار، وتقترح مداورة في الرئاسة بين ناهي حداد وأنطوان حداد. في المقابل، ترأس جوني حداد لائحة "معاً لروم"، مدعومة من حزب الله والتيار الوطني الحر وتضم مستقلين، وقواتيين وتحظى بدعم حداد. وبحسب المعلومات، يعود سبب دعم عجاج للتيار الوطني الحر بدلًا من القوات اللبنانية إلى توتّر العلاقة بينه وبين القوات، وذلك بعد الانتخابات النيابية الأخيرة ودعم النائبة غادة أيوب. " مارون ضد مارون " في بلدة عاراي، الأصغر من أن تحتمل انقساماً على تسعة مقاعد، تنحصر المعركة بين لائحتين متقابلتين تعكسان الانقسام السياسي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، لكن بوجوه من نفس العائلة. مارون إدمون سويدي يترأس لائحة "عاراي للكل" المدعومة من العونيين، في مواجهة مارون يوسف سويدي على رأس لائحة "عاراي يتجمعنا" المدعومة من القوات. هنا، لا خلاف على الاسم ولا على النَسَب، بل على الخيار السياسي، في بلدة باتت عائلتها الواحدة ساحة لاصطفافين متقابلين. معارك عائلية في بكاسين، البلدة التي كانت على وشك أن تمرّ بهدوء في قطار التزكية، انقلب المشهد في اللحظة الأخيرة. خمسة عشر مقعداً بلدياً عادوا إلى ساحة المعركة، بعدما كسر ثلاثة مرشحين منفردين وهم حبيب خوري، مارون عزيز، وجو مطر الاتفاق المبرم، ووقفوا في وجه لائحة يرأسها يوسف نصر، مدعومة بتحالف واسع من العائلات والأحزاب. تحوّلت التسوية إلى مواجهة، والعائلات إلى جبهات متقابلة، في مشهد يختزل هشاشة التوافقات البلدية حين تتجاوز السياسة واجهة الابتسامات العائلية. في قيتولي، المشهد مختلف في الشكل لكنه مشابه في الجوهر. خمسة عشر مقعداً يتنافس عليها مرشحون ضمن لوائح عائلية الطابع، تضمّ في طيّاتها وجوهاً حزبية من مشارب متعددة، لكن من دون غلبة سياسية واضحة. المداورة كانت الحل المعتمد، اللائحتان الأساسيتان هما "قيتولي الخضراء" برئاسة كامل شاكر مدعوم من القوات، و"قيتولي التاريخ والمستقبل" برئاسة جوزيف السروع ويقال إنه مدعوم من الوزير هيكتور الحجار، الذي أصدر بياناً يعلن فيه أنه على مسافة واحدة من جميع المرشحين. أما في بنواتي، القرية السنّية الصغيرة، حيث المعركة تدور على 9 مقاعد بلدية، فالتنافس بين لائحتين يعكس انقساماً عمودياً داخل العائلات نفسها. الأولى تمثل الجيل الشاب، وتدعو إلى التغيير والمشاركة الفاعلة، بينما تجمع الثانية بين الشباب والمخضرمين، مستندة إلى خبرات وتجارب سابقة. ليست المعركة هنا سياسية بالمعنى الكلاسيكي، بل صراع على تمثيل الهوية الاجتماعية للبلدة. أصوات ترتفع، خلافات تتسع، والعائلة الواحدة تتوزّع بين لائحتين، لكلٍ منها سرديته الخاصة عمّا تعنيه بنواتي ومن يملك حق رسم مستقبلها. في قضاء جزين، حيث تتقاطع خطوط الطوائف مع خرائط الأحزاب وتشابكات العائلات، لا شيء محسوم حتى اللحظة. معارك سياسية برداء عائلي، وتسويات تنهار في اللحظة الأخيرة. كل بلدة تروي حكاية، وكل مواجهة تخفي ما هو أعمق من صندوق اقتراع: إنها معركة على النفوذ، على الذاكرة الجماعية، وعلى إعادة رسم توازنات السلطة المحلية في جنوبٍ يقف على حافة الاشتعال تحت رماد الانتخابات.


ليبانون 24
منذ 17 ساعات
- ليبانون 24
لجنة التنسيق الّلبنانيّة-الأميركيّة في رسالة إلى عون وسلام: والسيادة والإصلاح لا يحتمِلان أيّ تأخير!
وجّهت لجنة التَّنسيق اللُّبنانيَّة-الأميركيَّة (LACC)، رسالة إلى فخامة رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نوّاف سلام. وفيما يلي مضمونها: "لا بُدَّ لنا بدايَةً، ونحن المؤسَّسات الأعضاء في لجنة التَّنسيق اللُّبنانيَّة-الأميركيَّة (LACC)، من تثمين الجهود التي تبذلون في سبيل بناءِ الدَّولة السيّدة الحُرَّة العادلة المستقلَّة حيثُ يطبَّقُ الدُّستور بكامِل بُنُودِه، وتُنفَّذُ قراراتُ مجلس الأمن الدَّولي الخاصَّة بلُبنان، وفي مقدِّمها القرارات 1701، 1680، 1559. إنَّ لبنان، أمامَ فُرصَة تاريخيَّة استثنائيَّة لاستِعادَةِ الدَّولة، مع ما يُرافِقُ هذه الفُرصَة من زخمٍ عربيّ ودَوليّ، عبَّر عنه بِشَكلٍ واضِحٍ وصريح رئيس الولايات المتَّحدة الأميركيَّة في كلمته في المملكة العربيّة السُّعوديَّة (14/05/2025)، مثنيًا على التِزامكم والحكومة اللُّبنانيَّة إنقاذ السِّيادة وتحقيق الإصلاحات. إنَّنا إذ نؤكِّدُ من موقِعنا الاغتِرابيّ في الولايات المتّحدة الأميركيَّة دعمنا الكامِل والجدّي لِما ورد في خطابِ القَسم والبيان الوزاري، خصوصًا في ما يُعنى بالمقاربات الدُّستوريَّة السِّياديَّة الإصلاحيَّة، نَضَعُ بين أيدي فخامتكم أولويَّاتٍ نجِدُها مُلِحَّة وتقتضي حثَّ الخُطى في ظِلِّّ التحوُّلات الجيو-سياسيَّة الهائلة التي يعيشُها الشرق الأَوسط، ما يؤهِّل لبنان لاستِعادَة دوره الرَّسوليّ الحضاريّ، وهو وطن الحريَّة، والعدالة، والتنوُّع، والليبراليَّة، والإبداع، والاعتِدال، والحِوار، والعيش المشترك، وتأتي هذه الأولويَّات، والتي لا تحتَمِل أيّ تأخير فيما يلي: 1. تحديد جَدوَلٍ زمنيّ واضِح لإنهاء كُلِّ السِّلاح غير الشرعيّ والمتفلِّت، وبسط سيادة الدَّولة كامِلًا على كامِل أراضيها، مع تقدير كُلّ ما يقُوم به الجيش اللُّبنانيّ والقوى العسكريَّة والأمنيَّة في هذا الإطار، بالتَّنسيق مع اليونيفيل. 2. متابعة الجهود الدّيبلوماسيَّة لتوفير خروج إسرائيل من النِّقاط التي ما زالت تحتلُّها في الأراضي اللُّبنانية، مع العَودَة إلى اتِّفاقيَّة الهدنة 1949. 3. إحياء دور القضاء اللُّبنانيّ، بما يُثبِّتُ دَورَهُ في مُكافحة الفساد، وإصدار القرار الظنّي في جريمة تفجير مرفأ بيروت، مع إحالة مرتكبي الفساد والمتورِّطين في كُلّ الجرائم إلى العدالة. لن تستقيم الدَّولة دون قضاء فاعِل نزيه. 4. بلورة مُخَطَّطٍ توجيهيّ إصلاحيّ متكامِل للقطاع العامّ، والاقتِصاد، والمصارِف، بما يُعيدُ للحوكمة الرَّشيدة دورها كبُوصلَةً في خدمة المواطنات والمواطنين اللُّبنانيّين، ويمكّنهم من استِعادَة حُقوقِهم المَهدُورَة مُنذُ عُقود. 5. تنفيذ الإصلاحاتِ البنيويَّة التي وردت في اتّفاق الطَّائف، وعلى رأسِها اللَّامركزيَّة الإداريَّة الموسَّعة، خصوصًا بعد انطلاق مسار الانتِخابات البلديَّة والاختِياريَّة، إذ هي البلدّيات ضمانة لفاعليَّة الحُكم المَحَلّي. 6. تعديلُ قانون الانتِخابات النيابيَّة بما يُعيدُ للمنتشرين والمغتربين حقَّهُم في انتِخاب 128 نائبًا / ة، إذ إنَّ بدعة المقاعِد الستّة مشبوهة ومكشوفَة الأهدافِ الخبيثة. 7. إطلاق مسار سياسة عامَّة لعَودة النَّازحين السُّورييّن إلى سوريا، وإعادة النَّظر بكُلّ الاتّفاقيَّات السَّابِقة بين البلدين، بما يخدُم المصلحة الوطنيَّة العُليا". وختمت اللجنة رسالتها بالقول:"نَعلَمُ بالعُمق كم هي التحدّيات التي تواجِهكما منهِكة، وكم هي المسؤوليَّات مع الحكومة اللُّبنانيَّة على عاتِقكما كبيرة، لكنَّنا على ثِقَة بأنَّ هذه الفُرصَة التي نحنُ أمامها تستأهِلُ كُلّ التَّضحيات ليحيا لُبنان وطن الحريَّة والإنسان، وتعود للدَّولة هيبتها بالدّستور، والقانون، والسِّيادة النَّاجِزة". تجدر الإشارة إلى أنّ لجنة التّنسيق اللّبنانيّة-الأميركيّة (LACC) تضمّ المؤسّسات التّالية: المعهد الأميركي اللّبناني للسياسات (ALPI-PAC)، التجمّع من أجل لبنان (AFL)، شراكة النهضة اللبنانية – الأميركيّة(LARP) ، لبنانيون من اجل لبنان (LFLF)، المركز اللبناني للمعلومات (LIC)، الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم (WLCU)، ومعهم ملتقى التأثير المدني (CIH) كمنظمة لبنانيّة استشاريّة.


الديار
منذ يوم واحد
- الديار
معركة زحلة حسمت الجمعة... تعليمة جوية وصلت الضاهر: STOP
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب باسيل تلقف الرسالة: ما تعملوا ملكيين اكتر من الملك! لا تشبه الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل سابقاتها في جبل لبنان والشمال لا في حماوة المعركة ولا في النتائج السياسية وارتداداتها في الداخل اللبناني ،حيث تربعت بيروت وزحلة على عرش المعارك السياسية فأثبتت عاصمة لبنان انها على المناصفة باقية، ولو من دون المستقبل وبناقص واحد» ومكملة للمسار الذي كرسه الشهيد رفيق الحريري عام 1998، بحيث نجحت القوى السياسية التي سارت خلف بيروت بتجمعنا بالتوحد متخطية كل الخلافات السياسية، حفاظا على «بيروت ام الشرائع» وبيروت العيش المشترك، حيث اثبت المسيحيون انهم «قدا» متى ارادوا، واثبت الشيعة انهم حماة المناصفة في لبنان اذ تشير معلومات الديار بان تعليمات صارمة عاد وابلغها الرئيس نبيه بري لمناصري امل وهكذا فعل حزب الله لانزال اللوائح «كما هي» بلا تشطيب وهذا ما حصل حيث كانت أصوات الشيعة رافعة للمناصفة في بيروت، بالإضافة إلى الصوت السني وتأثيره الكبير في العملية الانتخابية. هذا في بيروت، اما في عروس البقاع، عاصمة الكتكلة فهنا اختلف الوضع تماما بحيث خرجت القوات اللبنانية متصدرة المشهد ومكتسحة فوزا مدويا بنتيجة 21/0 مقابل ائتلاف ضم اهم العائلات الزحلاوية الى الكتائب والكتلة الشعبية بقيادة النائب ميشال الضاهر. اكتساح القوات لزحلة بفارق كبير قارب ال5500 صوت، طرح اكثر من سؤال لدى المتابعين حول الارقام التي تمكنت لائحة قلب زحلة من حصدها علما ان القوات صاحبة القوة الاكبر في زحلة بجيبها 10000 صوتا فمن اين تأمنت الـ 4000 الاضافية؟ ما دفع ببعض المتابعين للحديث عن «ديل سري» جرى بين التيار الذي ترك حرية الاقتراع لمحازبيه، جيّر بموجبه قسم من العونيين كما التياريين اصواتهم للقوات كما جرى حديث عن منح مريام سكاف اصوات لابأس بها من الكتلة الشعبية لصالح القوات ولاسيما قلم سيدة النجاة حيث يصوت ال سكاف سجل رقما مفاجئا بلغ 80 صفر والصفر لللائحة اسعد زغيب. فما الذي حصل فعليا؟ لماذا ترك التيار الحرية لناخبيه وهو الذي كان قطع شوطا لا بأس به بالتفاوض مع القوات قبل ساعات من الاحد ؟ وكيف تبدلت وجهة اصوات عديدة للكتلة الشعبية؟ لا يختلف اثنان على حجم القوات في زحلة التي تعتبر عرين القوات اللبنانية، كيف لا ورئيس حزب القوات سمير جعجع اعلن بعد الفوز ما مفاده : «تأكدتم اليوم انو «مش زحلة قوات» بل ان «القوات هي زحلة»، كما دفع برئيس التيار الخصم السياسي لجعجع لمصارحة الجميع والقول علنا بمؤتمره الصحافي: «كان واضحا ان القوات هي القوة الاكبر ونعترف بذلك بكل موضوعية وبرافو عليون».. لا يختلف اثنان ايضا على ان القوات التي «اشتغلتا صح» ونزلت بكل ثقلها على الارض بكامل عتيدها وعتادها الشبابي والتجييشي، كانت ضامنة للفوز واكبر دليل هو اعلان النائب جورج عقيص منذ ساعات الصباح يوم الانتخاب الاحد: «سجلوا عندكن 21/0». في المقابل كان لافتا طيلة النهار وقبل ساعات من الانتخاب غياب النائب ميشال الضاهر قائد لائحة «زحلة رؤية قرار» برئاسة اسعد زغيب عن السمع باستثناء تصريح واحد يكاد يكون يتيما. المتابع لوقائع معركة زحلة كان يتحدث عن معركة «عالمنخار» قبل ان تأتي النتائج بارقامها مفاجئة لكثر، اذ تكشف معلومات خاصة بان النائب ميشال الضاهر الذي كان يطمئن حلفاءه حتى ساعات ظهر الاحد بان الامور «ماشية تمام» والفارق سيكون جيدا لصالح زغيب، يبدو انه كان يضلل الحلفاء بعدما اتته الرسالة الخارجية بشكل واضح تماما. وهنا تكشف اوساط متابعة لمعركة زحلة بان الضاهر كان عمد نهار الجمعة قبل 48 ساعة من الانتخابات، الى اطفاء ماكينته الانتخابية، مشيرة الى ان «تعليمة جوية» وصلت للضاهر يومها مفادها : وتكمل الاوساط المتابعة بان تدخلا خارجيا طرأ على خطوط الضاهر برسالة مفادها : «اوقف الطحشة» فالقوات يجب ان تفوز بزحلة، وتضيف: حتى انه يحكى في الاروقة الزحلاوية عن اجتماع هام جمع الضاهر باحد الدبلوماسيين الاجانب عشية الانتخابات فرمل كل اندفاعة الضاهر من دون علم الحلفاء. هذه التعليمات التي بلغت اذان الضاهر تلقفها جيدا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي التقطت راداراته «الاشارات الخارجية» فارتأى افضل الحلول النأي بالنفس وترك الخيار للمناصرين ضاربا عصفورين بحجر واحد : اولهما ايصال رسالة ايجابية تجاه الخارج وثانيهما «تطيير زغيب وتلقينه درسا بانه لا يمكن الفوز بلا اصوات التيار» وايصال رسالة واضحة لميشال الضاهر: لا يمكن لمن هو من خارج زحلة المدينة ان يؤلف اللوائح التي يشاء ويفرض من يشاء ظنا منه بانه صاحب الحيثية الكاثوليكية وله الزعامة في عاصمة الكثلكة. قرار باسيل بترك الحرية كانت سبقته اجواء تشير الى النائب سليم عون يميل لمنح اصوات من يدور بفلكه للائحة القوات مقابل اتفاق سياسي تظهر ملامحه مستقبلا، هذه الاجواء التي لم يتم التأكد من مدى دقتها تتقاطع مع ما افرزته صناديق الاقتراع التي اظهرت ان التياريين «شكلوا اللوائح» وبعضهم منح القوات «نكاية باسعد زغيب». واقعية باسيل، الذي كان وضع القيادات والمناصرين حتى قبل الانتخابات بجو ان «جونية كما جبيل والجديدة وزحلة» محسومة ضدنا»، كان ابلغ ايضا المعنيين بالتيار بزحلة قبل ساعات قليلة من الاحد رسالة مفادها : «المعركة رايحة حكما صوب القوات فما تعملوا ملكيين اكتر من الملك، ما بيربطنا شي باسعد زغيب» كانت هذه الكلمات من باسيل كفيلة لتتلقف القاعدة رسالة القيادة! حتى الكتلة الشعبية التي يبدو ان الرسائل الخارجية بلغت اذانها ايضا تلقفتها وصوتت بجزء لا بأس منه لقلب زحلة حتى ان بعض المتابعين تحدث ايضا عن ان سكاف قد تكون ضمنت بذلك تحالفا نيابيا مقبلا. اضف الى كل هذا «حالة الضياع» التي عاشها حلفاء الضاهر المضلليلن حتى ساعات بعد ظهر الاحد واكبر دليل كان كلام النائب ايلي ماروني الذي اطل صباح الاثنين ليعلنها بصراحة: «يبدو انو ضللولنا واعطونا تطمينات لم تكن بمكانها»! على اي حال وبغض النظر عن كل هذه الوقائع التي قد يخرج من يدحضها او ينفيها، على أن ما ورد يبقى في خانة الوقائع المدعومة بما توفر من معطيات، فلا بد من الاعتراف بان القوات، ولو ان هناك من ساندها خارجيا وداخليا، اثبتت ان نبض زحلة قوات فاي مشهد سترسمه القوات في انتخابات 2026؟