
النظام الإيراني محاصر داخلياً وخارجياً
كتب طارق أبو زينب في 'نداء الوطن':
إيران تواجه أزمة غير مسبوقة تحت وطأة العقوبات الأميركية المشدّدة، التي تستهدف اقتصادها بشكل مباشر، ولا سيّما قطاع النفط الذي يتلقى ضربات متتالية ضمن استراتيجية «الضغوط القصوى» التي تنتهجها واشنطن.
ومع تصاعد هذه الضغوط، تقلّصت خيارات طهران بشكل كبير، ما جعل النظام في حالة حصار داخلي وخارجي. ولم تعد هذه التحدّيات مقتصرة على العوامل الخارجية فحسب، بل امتدت إلى الداخل الإيراني، حيث باتت الانقسامات داخل أروقة النظام أكثر وضوحاً.
في مفاجأة هزّت الأوساط السياسية الإيرانية، أعلن مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، استقالته في وقت حسّاس، ما أثار تساؤلات حول عمق الخلافات داخل القيادة الإيرانية.
وعلى الرغم من محاولات طهران التقليل من أهمّية هذه الخطوة واعتبارها خلافاً داخلياً، يرى المراقبون أنها تعكس صراعاً أعمق في شأن مستقبل البلاد.
وفقاً للمعارضة الإيرانية، فإن السبب وراء الاستقالة يعود إلى تجاهل النظام نصائح ظريف في شأن التفاوض مع واشنطن، تعليق الأنشطة النووية ووقف دعم الميليشيات في المنطقة. يبدو أن النظام الإيراني يواجه انقساماً داخلياً شديداً. فهل نحن أمام تحوّل جذري في طهران، أم أن النظام سيواصل المراوغة والتأجيل؟
تزايد الضغوط العسكرية
إلى جانب العقوبات الاقتصادية التي تثقل كاهلها، تجد إيران نفسها في مواجهة تصاعد مستمرّ في التحدّيات الأمنية، مع مخاوف متزايدة من تهديدات إسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة.
وتشير التقارير القادمة من مصادر المعارضة في الخارج إلى أن طهران قد تكون على موعد مع ضربات عسكرية تستهدف منشآتها النووية في الأشهر المقبلة، إذا أصرّت على رفض التفاوض مع واشنطن واستمرّت في تمسّكها ببرنامجها النووي ودعمها للميليشيات الإرهابية في المنطقة.
هذا الوضع يضع النظام الإيراني أمام مفترق طرق، حيث يجد نفسه أمام خيارات صعبة، في ظلّ المخاطر التي تلوح في الأفق، والتي قد تطال بنيته العسكرية بشكل مباشر.
وذكرت المصادر أن واشنطن تواصل مراقبة تمويل إيران لميليشياتها العسكرية في المنطقة عن كثب، مع تركيز خاص على الوضع في لبنان، حيث تسعى إلى الضغط لتطبيق القرار 1701 والعمل على نزع سلاح «حزب الله».
وفي العراق، تقترب المهلة المقرّرة لحلّ الميليشيات المسلّحة من نهايتها. وكذلك في اليمن، تؤكد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التزامها بالتعاون مع حلفائها الإقليميين لاستهداف القدرات العسكرية للحوثيين وتجفيف منابع تمويلهم، ضمن خطوات تهدف إلى إنهاء هجماتهم على المدنيين وضمان أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
ضعف الدفاعات الإيرانية
تكشف مصادر من المعارضة لـ «نداء الوطن» أن النظام الإيراني يُعاني من ضعف ملحوظ في دفاعاته الجوّية، ما يجعله غير قادر على صدّ أي هجوم عسكري واسع النطاق. وتفيد التقارير بأن الأنظمة الدفاعية الحالية لا تكفي لمواجهة الطائرات الحربية الأميركية، ما يُعزز المخاوف من تعرّض المنشآت العسكرية الإيرانية لضربات دقيقة. في هذا السياق، حصل ترامب على تعهد من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعدم تزويد إيران بأنظمة دفاعية متطورة مثل «أس 400» أو الطائرات «سوخوي 35»، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز عزلتها الدولية.
أمّا في ما يتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني، فقد عبّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي عن قلقه العميق من توسّع الأنشطة النووية الإيرانية. وأشار إلى زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة ليصل إلى 274.4 كيلوغراماً، وهو ما يُمثل تهديداً للأمن الدولي. غروسي دعا إلى استئناف المفاوضات مع إيران ومنح مزيد من الشفافية حول أنشطتها النووية غير المُعلنة. وقد حذر من أن استمرار غموض هذه الأنشطة يُعقّد الوضع الدولي ويجعل من الصعب التوصّل إلى اتفاق مستدام.
موقف دول الخليج
في ظلّ استمرار طهران في دعم الميليشيات المسلّحة في لبنان والعراق واليمن، تتابع دول الخليج العربي هذه التطوّرات بقلق بالغ، حيث يُشكّل أي تصعيد عسكري مع إيران تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة. وبينما تتجه بعض الدول الخليجية إلى تعزيز دفاعاتها العسكرية، تواصل الدعوة إلى إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة، تجنباً لأي مواجهة عسكرية قد تكون لها تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها.
مع تزايد الضغوط الاقتصادية والعسكرية على طهران، يظلّ السؤال الأبرز: هل يستطيع النظام الإيراني الصمود في مواجهة هذه التحدّيات أم أنه سيضطرّ إلى تقديم تنازلات حقيقية؟ وهل لا يزال بإمكانه تمويل الميليشيات الموالية له في ظلّ الأزمة الاقتصادية الخانقة؟ تبقى هذه الأسئلة مفتوحة، ما يعكس حالة من الغموض حول مستقبل إيران.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت لبنان
منذ 2 ساعات
- صوت لبنان
"تقدم غير حاسم".. اختتام الجولة الخامسة من المفاوضات الإيرانية الأميركية
العربية أعلن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، أن الجولة الخامسة من المفاوضات الإيرانية الأميركية اختتمت في روما مع "بعض التقدم، لكنه ليس حاسما". وأضاف الوزير: "نأمل في توضيح القضايا المتبقية في الأيام المقبلة بما يسمح لنا بالمضي قدما نحو الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى اتفاق مستدام". "إمكانية للتقدم"من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحات للتلفزيون الإيراني، أن هناك إمكانية للتقدم في المحادثات النووية مع المقترحات التي تُقدمها عُمان. كما تابع "الطرف الأميركي يفهم مطالبنا الآن بشكل أوضح وأعمق من قبل"، مشيرا إلى أن المحادثات النووية مع واشنطن "معقدة وهناك حاجة للمزيد منها". وانتهت الجولة الخامسة من المفاوضات الإيرانية-الأميركية في روما بعد 3 ساعات على انطلاقها، وفق مسؤول أميركي. فيما أكدت الخارجية الإيرانية أن المفاوضات جرت ضمن أجواء مهنية. وأوضحت الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، أن ما يُنشر عن مضمون المفاوضات مجرد تكهنات، مشيرة إلى أن المفاوضات الجارية الآن في روما غير مباشرة. في موازاة ذلك أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن المفاوض الأميركي ستيف ويتكوف غادر المفاوضات في روما بسبب موعد رحلاته، لافتة إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة. وساطة عُمانيةوبدأ المفاوضون الإيرانيون والأميركيون الجولة الخامسة من المفاوضات بشأن النووي الإيراني التي تتوسط فيها سلطنة عُمان في روما، الجمعة، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية. فيما بدأت طهران وواشنطن محادثات في 12 نيسان/أبريل بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأوردت وكالة تسنيم للأنباء أن المفاوضات غير المباشرة بدأت، برئاسة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بوساطة سلطنة عمان. وتعد هذه المحادثات التواصل الأرفع مستوى بين البلدين منذ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران في العام 2015 حول برنامجها النووي والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب (2017-2021) في العام 2018. عقوبات على إيرانعقب ذلك، أعاد ترامب فرض عقوبات على إيران في إطار سياسة "الضغوط القصوى"، وهو يسعى إلى التفاوض على اتفاق جديد مع طهران التي تأمل برفع عقوبات مفروضة عليها تخنق اقتصادها. لكن مسألة تخصيب اليورانيوم ستكون النقطة الخلافية الرئيسية في المحادثات. في حين اعتبر الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يمثّل واشنطن في المحادثات أن الولايات المتحدة "لا يمكنها السماح حتى بنسبة واحد في المئة من قدرة التخصيب"، ترفض طهران هذا الشرط مشددّة على أنه يخالف الاتفاق الدولي المبرم معها، وتتمسّك بحقّها ببرنامج نووي لأغراض مدنية. تخصيب اليورانيوموحدّد الاتفاق الدولي المبرم مع طهران حول برنامجها النووي سقف تخصيب اليورانيوم عند 3,67 في المئة. إلا أن إيران تقوم حاليا، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60 في المئة، غير البعيدة عن نسبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري. وردا على الانسحاب الأميركي من الاتفاق المبرم بين إيران وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا (والولايات المتحدة قبل انسحابها)، وكذلك الصين وروسيا، تحرّرت إيران تدريجيا من الالتزامات التي ينص عليها. وتُعقد المفاوضات الجمعة قبيل اجتماع لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقرّر في حزيران/يونيو في فيينا، وسيتم خلاله التطرّق خصوصا إلى النشاطات النووية الإيرانية. وينصّ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران والذي بات اليوم حبرا على ورق رغم أن مفاعيله تنتهي مبدئيا في تشرين الأول/أكتوبر 2025، على إمكان إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران في حال لم تفِ بالتزاماتها.


الديار
منذ 5 ساعات
- الديار
استنكر الشعارات التي وُجهت لسلام في المدينة الرياضيّة حزب الله: للتحلّي بأعلى درجات المسؤوليّة الوطنيّة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أشارت العلاقات الإعلامية في حزب الله، في بيان، إلى أنّ "الشعارات التي أطلقت من على مدرجات المدينة الرياضية وتناولت رئيس الحكومة نواف سلام وتوجيه اتهامات بحقه مسألة مستنكرة ومرفوضة، وتتعارض مع المصالح الوطنية فضلًا عن الأخلاق الرياضية، ولا تخدم مسار تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي الذي يحتاج إليه البلد في مسيرة بناء الدولة والإصلاح". ودعت العلاقات الإعلامية في الحزب، جميع اللبنانيين إلى "التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، وعدم الانجرار خلف شعارات مستفزة ومسيئة، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والانقسام، لا سيما في هذه المرحلة التي تستمر فيها الاعتداءات الإسرائيلية على بلدنا لبنان".


الشرق الجزائرية
منذ 5 ساعات
- الشرق الجزائرية
'الحريري وبس والباقي كلّه خس'
كتب عوني الكعكي: الشارع والمجتمع والمزاج البيروتي منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر، هو شارع وطني إسلامي وعروبي وتابع للرئيس التاريخي عبد الناصر. ولفترة طويلة بقي ولاء هذا المجتمع الوحيد للرئيس جمال عبد الناصر، وصار ضائعاً بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر لفترة طويلة، حتى جاء رفيق الحريري رحمة الله عليه. الشخص الوحيد الذي استطاع أن يملأ فراغ الرئيس جمال عبد الناصر هو رفيق الحريري. والحقيقة ان ابنه سعد الحريري استطاع أن يحافظ على هذه الثروة الى اليوم. لكن الظروف التي اضطرته الى الانتقال الى الإمارات، وأن يكون الى جانب الشيخ محمد بن زايد الذي استضافه في أبوظبي وأكرم وفادته. الشيخ الرئيس سعد الحريري ساكن منذ سنوات في أبوظبي، ولا يأتي الى لبنان إلاّ في ذكرى اغتيال والده شهيد الوطن وشهيد العروبة الرئيس رفيق الحريري، وفي كل مناسبة يأتي الى بيروت يعلن أنه لا يريد أن يترشح لأية انتخابات، ولا يريد المشاركة في الحياة السياسية، ولا يريد من جمهوره أن يتدخل في أية انتخابات وهو ترك الساحة للجميع. ويبدو أن رغبة الشيخ سعد لم تتحقق، لأنّ جمهور الحريري لا يرد على طلب رئيسه، وهذا ما أثبتته الانتخابات البلدية التي جرت. وهنا لا بدّ من التوقف عند بعض الحقائق لنأخذ العبر منها: أولاً: أن يحصل العميد محمود الجمل وحده على 45 ألف صوت، فإنّ هذه معجزة نظراً لما كان يخطط الآخرون. وبالمناسبة علينا أيضاً أن نقدّر موقف النائب الشاب نبيل بدر الذي كانت له اليد الكريمة في مساعدة الجمل في حملته الانتخابية. ثانياً: أن تتفق 10 أحزاب هي: 1- القوات اللبنانية. 2- حزب الكتائب. 3- التيار الوطني الحرّ. 4- حزب الله. 5- حركة أمل. 6- مخزومي حزب 'الحوار'. 7- الأحباش (المشاريع). 8- الأرمن. 9- نديم الجميّل. 10- محمد شقير ومن معه. كل هؤلاء وبمساعدة من بعض السفارات التي تدخلت إمّا بالدعم أو بالتوجيه، تحصل لأوّل مرة في تاريخ جميع الانتخابات وخرق هذا التحالف معجزة. ثالثاً: محاولة استغلال شخصية دينية مرموقة من أجل اجتماع بإحدى السفارات، هدفها الوحيد القضاء على الحريرية. رابعاً: أن تتم الدعوة الى لقاء يتخلله حفلة غداء لفريق كان حتى الأمس القريب العدو رقم واحد لإحدى الدول العربية، فتلك ملاحظة ليست بالعابرة. خامساً: للمرّة الأولى لم يكن هناك تدخّل من سفارات أجنبية. لكن يبدو أنّ السفارات العربية قامت بالواجب خير قيام. سادساً: كل الأموال التي دُفعت، وكل الأصوات التي اشتروها، لم تستطع أن تلغي سعد الحريري أو أن تؤثّر عليه. سابعاً: أحد النواب الذي سبق وفاز وحده في المرة الأولى بعد أن دفع 20 مليون دولار من الأموال التي تقاضاها على عمولة بيع الأسلحة… وفاز مرّة ثانية أيضاً وحيداً لأنّ كل الذين كانوا في لائحته سقطوا، حاول استغلال الموقف. فهذا النائب الفاشل والمدّعي استغل الظروف ونصّب نفسه وادّعى انه أصبح مرجعية، وأخذ يتصرّف وكأنه مرجعية سياسية كبرى، فاز من ضمن تركيبة انتخابية عجيبة غريبة لم تحصل في تاريخ الانتخابات.. والعجيب الغريب أنّ هذا المدّعي لم يحصل إلاّ على 1000 صوت من أصل 47 ألفاً، أي إنه لا يمثل نصف بالمئة على صعيد الأصوات.. وبالرغم من ذلك لا يزال يمشي كالطاووس يظن نفسه أنه أصبح مرجعية طبعاً لأنه يملك 1000 صوت. أخيراً، يمكن القول إنّ أولاد بيروت ليسوا للبيع، وكرامة أهل بيروت فوق كل المال وكل الاعتبارات… فتحيّة من القلب الى أهل بيروت الوطنيين والشرفاء.