
الذكاء الاصطناعي يبتلع المليارات... والإنفاق يتجاوز ميزانيات التعليم والعمل في أميركا
وبناءً على أحدث الإفصاحات المالية لأكبر الشركات في وادي السيليكون، من المتوقَّع أن يتسارع السباق ليصل إلى مئات المليارات في عام واحد.
وخلال الأسبوعين الماضيين، نشرت كل من «ميتا» و«مايكروسوفت» و«أمازون» و«ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، تقاريرها المالية العامة الفصلية. وكشف كل منها أن نفقاتها الرأسمالية السنوية حتى تاريخه، وهو رقم يشير إلى أن الأموال التي تنفقها الشركات لشراء أو ترقية الأصول الملموسة بلغت بالفعل عشرات المليارات.
يُعتبر مصطلح «Capex» اختصاراً، مؤشراً على إنفاق شركات التكنولوجيا على الذكاء الاصطناعي، لأن هذه التكنولوجيا تتطلب استثمارات هائلة في البنية التحتية المادية، وتحديداً مراكز البيانات، التي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة والمياه ورقائق أشباه الموصلات باهظة الثمن، حسبما أورد تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية.
وصرحت «غوغل» بأن نفقاتها الرأسمالية «تعكس بشكل أساسي الاستثمارات في الخوادم ومراكز البيانات لدعم الذكاء الاصطناعي»، فيما بلغت النفقات الرأسمالية لشركة «ميتا» حتى تاريخه 30.7 مليار دولار، وهو ضعف الرقم البالغ 15.2 مليار دولار المسجل في الفترة ذاتها من العام الماضي، وفقاً لتقرير أرباحها. وفي الربع الأخير وحده، أنفقت الشركة 17 مليار دولار على النفقات الرأسمالية، وهو أيضاً ضعف ما أنفقته في الفترة ذاتها من عام 2024، البالغ 8.5 مليار دولار.
بدورها، أعلنت «ألفابت» عن إنفاق رأسمالي يقارب 40 مليار دولار حتى تاريخه، للربعين الأولين من السنة المالية الحالية، بينما أعلنت «أمازون» عن 55.7 مليار دولار. وقالت «مايكروسوفت» إنها ستنفق أكثر من 30 مليار دولار في الربع الحالي لبناء مراكز البيانات التي تدعم خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وصرحت المديرة المالية لشركة «مايكروسوفت»، آمي هود، بأن النفقات الرأسمالية للربع الحالي ستكون أعلى بنسبة 50 في المائة على الأقل من النفقات خلال الفترة ذاتها من العام السابق، وأكبر من النفقات الرأسمالية القياسية للشركة البالغة 24.2 مليار دولار في الربع المنتهي في يونيو (حزيران). وقالت هود: «سنواصل الاستثمار في الفرص الواعدة المقبلة».
من المتوقَّع أن يرتفع إجمالي الإنفاق الرأسمالي لشركات التكنولوجيا الكبرى بشكل هائل في السنة المالية المقبلة، متجاوزاً المبالغ الباهظة التي رُصدت في العام السابق. وصرح الرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت»، ساتيا ناديلا، يوم الأربعاء، بأن الشركة تعتزم إنفاق نحو 100 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي في السنة المالية المقبلة.
وتخطط شركة «ميتا» لإنفاق ما بين 66 و72 مليار دولار. وتخطط «ألفابت» لإنفاق 85 مليار دولار، وهو رقم أعلى بكثير من تقديراتها السابقة البالغة 75 مليار دولار. وقدّرت «أمازون» أن إنفاقها في عام 2025 سيصل إلى 100 مليار دولار؛ حيث تستثمر الأموال في خدمات «أمازون ويب»، التي يتوقع المحللون الآن أن تصل إلى 118 مليار دولار. وفي المجمل، ستنفق شركات التكنولوجيا الأربع أكثر من 400 مليار دولار على النفقات الرأسمالية في العام المقبل، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال».
وتمثل هذه الأرقام التي تُقدر بمليارات الدولارات استثمارات ضخمة تُشير الصحيفة إلى أنها أكبر من الإنفاق ربع السنوي للاتحاد الأوروبي على الدفاع. مع ذلك، يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة لا تنفق ما يكفي لمستثمريها. وأبلغت «مايكروسوفت» و«غوغل» و«ميتا» محللي «وول ستريت» في الربع الماضي بأن إجمالي إنفاقها الرأسمالي سيكون أعلى من التقديرات السابقة. في حالة الشركات الثلاث، أبدى المستثمرون حماساً كبيراً، وارتفعت أسهم كل شركة ارتفاعاً حاداً بعد تقارير أرباحها. وبلغت القيمة السوقية لشركة «مايكروسوفت» 4 تريليونات دولار في اليوم التالي لتقريرها.
حتى شركة «أبل»، الأكثر حذراً بين عمالقة التكنولوجيا، أشارت إلى أنها ستعزز إنفاقها على الذكاء الاصطناعي في العام المقبل بشكل كبير، إما من خلال الاستثمارات الداخلية أو عمليات الاستحواذ. وارتفع الإنفاق الرأسمالي الفصلي للشركة إلى 3.46 مليار دولار، مقارنة بـ2.15 مليار دولار، خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وأعلنت الشركة المصنِّعة لهواتف «آيفون» يوم الخميس عن أرباح ضخمة، مع انتعاش مبيعات «آيفون» وأعمال تجارية أفضل من المتوقَّع في الصين، لكنها لا تزال تُعتبر الأكثر تأخراً في تطوير ونشر منتجات الذكاء الاصطناعي بين عمالقة التكنولوجيا.
وصرح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، يوم الخميس، بأن الشركة تعيد تخصيص «عدد لا بأس به» من الموظفين للتركيز على الذكاء الاصطناعي، وأن «جوهر استراتيجيتنا للذكاء الاصطناعي» هو زيادة الاستثمارات و«دمج» الذكاء الاصطناعي في جميع أجهزتها ومنصاتها. ومع ذلك، امتنع كوك عن الكشف عن المبلغ الدقيق الذي تنفقه «أبل». وقال: «نُوسّع استثماراتنا بشكل ملحوظ، ولا أُحدد أرقاماً معينة لذلك».
وحسب «الغارديان»، تحاول الشركات الصغيرة مواكبة الإنفاق الهائل للشركات القائمة بخصوص الذكاء الاصطناعي. وأعلنت شركة «أوبن إيه آي» في نهاية أسبوع الأرباح أنها جمعت 8.3 مليار دولار من الاستثمارات، كجزء من جولة تمويلية مُخطَّط لها بقيمة 40 مليار دولار، مما يُقدّر قيمة الشركة الناشئة، التي انطلق روبوت الدردشة «تشات جي بي تي» الخاص بها في عام 2022، بـ300 مليار دولار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 19 دقائق
- Independent عربية
مشروع "بروميثيوس" للذكاء الاصطناعي... قد يغير وجه العالم
منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، أصبح عالم الذكاء الاصطناعي مرادفاً لأداة واحدة لا غير تمثلت في "تشات جي بي تي" ChatGPT الذي تصدر المشهد التكنولوجي. وفق بيانات حديثة كشفت عنها الشركة المطورة الأسبوع الماضي، تبين أن المستخدمين يغرقون روبوت الدردشة الشهير بـ2.5 مليار رسالة يومياً، بينما يتفاعل معه نحو نصف مليار شخص أسبوعياً حول العالم. إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي طبعت بطابعها الجيل السابق من شركات التكنولوجيا العملاقة، فإن الذكاء الاصطناعي هو من أبرز سمات الجيل المقبل. وبينما يبدو أن شركة "أوبن أي آي" OpenAI في طريقها إلى أن تصبح الاسم الأكثر تداولاً في هذا المجال، ثمة شخص واحد يسعى إلى كسر هذا التفوق: إنه مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" Meta. في الأعوام الأخيرة، وسع زوكربيرغ، الذي أسس "فيسبوك" عام 2004، إمبراطوريته الرقمية لتشمل، إلى جانب المنصة الأم، "واتساب" و"إنستغرام" و"ثريدز". ولم يكتف بذلك، بل أطلق تعهدات كبرى بأنه لن يألو جهداً في محاولته انتزاع زمام المبادرة من قبضة "أوبن أي آي" في توجيه مسار الذكاء الاصطناعي ومستقبله. وفي هذا السياق، يعرض عملاق التكنولوجيا الآن صفقات بمليارات الدولارات على بعض كبار موظفي الشركة المنافسة في محاولة لجذبهم، علهم ينضمون إلى مشروعه للذكاء الاصطناعي "بروميثيوس". ومن المرتقب أن يرى المشروع النور مطلع العام المقبل، وقد سمي تيمناً بـ"بروميثيوس" Prometheus، الآلهة الإغريقية التي يعتقد أنها سرقت النار من الآلهة الأخرى ومنحتها للبشر [كذلك يقال إن الاسم يعني "بعيد النظر" إذ كان "بروميثيوس" قادراً على رؤية المستقبل والتنبؤ به]. تحدث في هذا الشأن ستيفان سلوينسكي، المحلل في بنك "بي أن بي باريبا"، مشيراً إلى أن "ميتا" قد واجهت "نكسات عدة في استراتيجيتها المعنية بالذكاء الاصطناعي التوليدي [أو generative AI القادر على إنشاء محتوى جديد تماماً، مثل النصوص والصور والفيديوهات]. وأوضح أن هذه التعثرات دفعت الشركة إلى زيادة إنفاقها بشكل غير مسبوق في مسعى للحاق بركب السباق نحو الذكاء الاصطناعي العام" [أو AGI الذي يتمتع بقدرات معرفية تسمح له بفهم وتعلم أي مهمة فكرية يستطيع الإنسان إنجازها، وليس مجرد مهام محددة أو ضيقة]. ويأتي هذا التوسع الاستثماري، الذي يفوق بأشواط ما اعتادت الشركة تخصيصه لمبادرات مماثلة، لا سيما في مثل هذا الإطار الزمني القصير، مدفوعاً برغبة واضحة في تعويض ما فاتها من تقدم مقارنة بالجهات المنافسة، وعلى رأسهم "أوبن أي آي"، التي تحل محل "ميتا" كقوة مهيمنة في تجارب المستخدم وتفاعلاته اليومية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تهديدات مماثلة تدفع "غوغل" بدورها إلى ضخ استثمارات ضخمة في تطوير نموذجها الخاص للذكاء الاصطناعي، "جيميناي" Gemini، في مسعى إلى درء تحديات متزايدة، وعلى رأسها متصفح الإنترنت الذي تطوره "أوبن أي آي"، الذي يبدو أنه يتهدد هيمنة متصفحها الشهير "كروم" Chrome. وفي السياق ذاته، يواصل قطب المال والتكنولوجيا الشهير إيلون ماسك تكثيف جهوده في ميدان الذكاء الاصطناعي من خلال شركته "إكس أي آي" xAI، مدفوعاً بما وصفه بـ"قلق وجودي جارف" على مصير البشرية بسبب هذه التكنولوجيا، كما قال. "على الأرجح، يرى الرؤساء التنفيذيون في شركات الإنترنت في الذكاء الاصطناعي فرصة متسارعة النمو كلما مضينا قدماً عام 2025، بالتوازي مع تصاعد الأخطار المرتبطة بتفويت هذه الموجة"، يقول المحلل في "بنك أوف أميركا- ميريل لينش"، جاستن بوست، مضيفاً أن "دورة الإنفاق الرأسمالي التنافسي ما زالت بعيدة كل البعد من نهايتها". في الواقع، "ميتا" واحدة من الشركات القليلة التي تملك القدرة على إنفاق مبالغ ضخمة على الذكاء الاصطناعي. صحيح أن "أوبن أي آي" وغيرها لا تعاني نقصاً في التمويل، بيد أنها تعتمد على ممولين يتوقعون، عاجلاً أم آجلاً، تحقيق عوائد على استثماراتهم. أما "ميتا" فتملك وفرة ضخمة من السيولة النقدية، إذ حققت أرباحاً بلغت 134 مليار دولار العام الماضي فحسب، مما يمنحها هامشاً مالياً أكبر قليلاً من معظم منافسيها. لذا، لا بد من التعاطي بجدية مع رغبة زوكربيرغ في السيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي وجعله حكراً على "ميتا". ذلك أن قلة من الأشخاص قادرون على تخصيص هذا الكم من المال الذي استثمره في الأسابيع القليلة الماضية وحدها. وهذا ما يفسر الانتقادات اللاذعة التي وجهها إليه منافسوه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جراء استحواذه [استقطابه] على المواهب [والأدمغة] في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك لا إجماع على أننا سنعيش قريباً في عالم يتولى فيه زوكربيرغ قيادة الذكاء الاصطناعي الذي نستخدمه. مثلاً، أحد موظفي "ميتا" السابقين، ولم يكشف عن هويته بسبب قيود تفرضها عليه جهة عمله الحالية تمنعه من التحدث إلى الصحافة عن دوره السابق، يقول "شخصياً، لدي قناعة بأن هذا العالم [الذي يهيمن عليه زوكربيرغ] لن ينوجد [لن تقيد له الحياة]". ويقر الموظف السابق في "ميتا" بأن ذلك ليس مرده إلى تقصير من زوكربيرغ. ويقول: "كثر ينسون أنه عندما استحوذت 'غوغل' على الشركة البريطانية الشهيرة للذكاء الاصطناعي 'ديب مايند' DeepMind [في عام 2014]، كان مارك زوكربيرغ قد حاول شراءها أولاً. ولكنه أخفق، ثم شرع، كما يفعل الآن، في موجة استحواذ واسعة كان من أبرز معالمها استقطاب عالم الحاسوب الفرنسي الشهير يان ليكون Yann LeCun". كان ليكون أحد أبرز الباحثين الأكاديميين الرواد في مجال الذكاء الاصطناعي قبل تأسيسه قسم بحوث الذكاء الاصطناعي في "فيسبوك" Facebook AI Research، ويشغل حالياً منصب كبير علماء الذكاء الاصطناعي في "ميتا". وقد وجه انتقادات إلى "أوبن أي آي" و"ديب مايند" المملوكة من "غوغل" معتبراً أنهما تتبنيان نهجاً بالغ الانغلاق يحكمه هاجس الخوف من الأخطار المحتملة. ويعتقد ليكون أن الذكاء الاصطناعي سيعزز قدرات البشر، وأنه لن يحل محلهم أو يشكل أخطاراً كارثية. وقد صرح في هذا السياق قائلاً: "ننكب على تطوير الجيل المقبل من أنظمة الذكاء الاصطناعي القادرة على التفكير والتخطيط وفهم العالم بالطريقة نفسها كما الحيوانات والبشر". ويرى الموظف السابق أن زوكربيرغ يحاول اليوم تكرار حملة الاستحواذ التكنولوجي المحمومة التي قادها سابقاً، ولكنه سيصطدم ببعض العقبات لأن "ميتا" تختلف اليوم عما كانت عليه عام 2014. "فهي تحمل كثيراً من الندوب" على ما يقال. مضيفاً "هي مرت بسلسلة من المشكلات المؤسسية". كذلك، من بين العوامل التي تقف عائقاً أمام "ميتا" هذه الأيام التغير الذي شهده الوضع المالي، إذ إن أفضل المواهب في الذكاء الاصطناعي تطالب الآن بتعويضات تصل إلى ملايين الدولارات، في وقت يعامل الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي وكأنهم نجوم "روك". والعاملان كلاهما يزيد من صعوبة، وتكلفة، جذب المواهب والكفاءات. ولكن "ميتا" حققت بعض النجاحات في استقطاب المواهب إلى قسم الذكاء الاصطناعي التابع لها: فقد انضم مؤسس شركة الذكاء الاصطناعي "سكيل أي آي" ScaleAI، ألكسندر وانغ، إلى عملاق التكنولوجيا في يونيو (حزيران) الماضي في صفقة استحواذ على حصة من شركته بقيمة 14.3 مليار دولار. يشغل وانغ الآن منصب كبير مسؤولي [كبير الباحثين في] الذكاء الاصطناعي داخل "ميتا"، وقد انضم إليه نات فريدمان، الرئيس التنفيذي السابق لمنصة البرمجة "غيت هاب" GitHub، الذي يشارك في قيادة "مختبر الذكاء الفائق" الجديد الذي أسسه زوكربيرغ، يعاونه موظف جديد آخر هو دانييل غروس. كذلك غادر 12 موظفاً "أوبن أي آي" لينضموا إلى "ميتا"، علماً أن عدداً من هؤلاء كانوا أسهموا في تطوير نماذج "تشات جي بي تي" الأساسية، إضافة إلى بعض من أفضل الكفاءات لدى "أبل" Apple. وتكاد المبالغ المعروضة على هؤلاء الباحثين لا تصدق: ما يصل إلى 300 مليون دولار لكل موظف على مدى أربعة أعوام، وفق بعض التقارير. ومع ذلك يبدو أن الأموال وحدها غير كافية لاستمالة بعض باحثي الذكاء الاصطناعي إلى صف زوكربيرغ وزملائه. وتدور في أروقة هذه الصناعة إشاعات مفادها أن بعض المواهب البارزة رفضت الانتقال إلى "ميتا" على رغم أن مبالغ بمليارات الدولارات قد عرضت عليها، ذلك أنها لا ترغب في العمل مع زوكربيرغ نفسه. وقد أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" هذه المعلومات، مشيرة إلى أن زوكربيرغ قدم شخصياً عرضاً بقيمة مليار دولار على كبير مسؤولي البحوث في "أوبن أي آي"، مارك تشين، عله يتخلى عن الأخيرة لمصلحة "ميتا". ولا يقتصر ضخ الأموال في "ميتا" على استقطاب الكفاءات فحسب، بل يشمل أيضاً الاستثمار في تطوير البنية التحتية اللازمة لتبني الذكاء الاصطناعي على النطاق الواسع الذي يطمح زوكربيرغ وآخرون في جني عائدات مجزية منه. وفي وقت سابق من يوليو (تموز)، أعلن زوكربيرغ عبر شبكته الاجتماعية "ثريدز"، أن "ميتا" تعتزم إنفاق مئات المليارات من الدولارات لبناء مراكز بيانات عملاقة تسهم في تشغيل نماذجها للذكاء الاصطناعي. وفق زوكربيرغ، سيكون مقر "بروميثيوس" في ولاية أوهايو الأميركية، وستبلغ مساحة مركز البيانات الضخم ما يضاهي تقريباً مساحة جزيرة مانهاتن. كذلك من المقرر تشييد مركز بيانات مماثل في ضخامته في ولاية لويزيانا بحلول نهاية العقد الحالي. وسيتطلب تشغيل "بروميثيوس" وحده طاقة كهربائية تقدر بـغيغاواط واحد، أي ما يكفي لتزويد نحو مليون منزل في الولايات المتحدة بالكهرباء. وفي حديثها عن المشروع، تقول المتخصصة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في "جامعة أكسفورد"، كاريسا فيليز، إن حجم الإنفاق المالي الذي تحدثنا عنه سابقاً "يعبر عن التزام حقيقي بالمضي قدماً في هذا الاتجاه". ولكن السؤال الأهم: إذا نجحت رهانات زوكربيرغ المالية الضخمة وتمكنت "ميتا" من تجاوز "أوبن أي آي"، بل أيضاً جميع منافسيها، بما في ذلك "غوغل" التي لا تقل عنها ثراء، فكيف سيبدو العالم حينها؟ وإذا اشتدت المنافسة وتخلى الجميع في الميدان عن الحذر والضوابط التقليدية، فهل سيمتد ذلك أيضاً إلى التنازل عن الضوابط الأخلاقية والتقنية [التي تهدف إلى حماية البشرية من أخطار الذكاء الاصطناعي]؟ يتوقع المتخصصون أن يدمج الذكاء الاصطناعي إلى حد أوسع في حياتنا اليومية. من بين هؤلاء مايكل فيل، بروفيسور مساعد في القانون في "كلية لندن الجامعية"، إذ يقول إن "ميتا" أصبحت بالفعل منصة متغلغلة في كثير من جوانب حياة الناس، مشيراً إلى منصات مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب" التي نعتمد عليها للتفاعل مع بعضنا بعضاً. بالتالي، كما يضيف لديها قدرة أكبر بكثير من "أوبن أي آي" على نشر أدوات تمكنها من الوصول إلى بيانات الأفراد واتصالاتهم، واستخدامها. ويضيف فيل، أن ذلك [دمج الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية]، ليس بالضرورة تطوراً إيجاباً. ويضيف، "في هذه المرحلة، يجب أن ينصب اهتمام الناس على كيفية [على أي وجه يجري] دمج هذه المنتجات في خدمات مصممة لتحقيق أرباح أو استخراج أقصى قدر ممكن من القيمة التجارية من سلوك المستخدمين وبياناتهم، بدلاً من الانشغال كثيراً بالتصورات المستقبلية البراقة التي تهدف أساساً إلى جذب التغطية الإعلامية وتأجيج زخم الضجة التسويقية". المخاوف نفسها تختلج فيليز، المتخصصة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، إذ ترى أن "نوع الذكاء الاصطناعي الذي نستخدمه حالياً ونوع التصميمات التي نشهدها، يبدوان شديدي التطفل، وربما تكون 'ميتا' الأقل جدارة بالثقة بين الشركات جميعها، وفي ذلك ما يكفي للدلالة على حجم المشكلة". وتشير فيليز إلى تاريخ الشركة في كيفية تصميم "فيسبوك" منذ بداياته، بما في ذلك التصريحات السلبية الأولى التي أدلى بها مارك زوكربيرغ واصفاً فيها المستخدمين الذين سلموا بياناتهم له في الأيام الأولى للمنصة بـ"الحمقى"، إلى جانب الجدل الذي واجهته الشركة بسبب قضية "كامبريدج أناليتيكا" [التي جمعت "بيانات شخصية" حول ملايين المستخدمين على "فيسبوك" من دون موافقتهم قبل أن تستغلها لأغراض "الدعاية السياسية"]. وتقول فيليز: "عند التفكير في شركة لا يزال نموذج أعمالها قائماً على المراقبة، فإن تطوير الذكاء الاصطناعي بناءً على هذا النهج شديد الاعتماد على المراقبة يدعو من غير شك إلى القلق". يذكر أن "ميتا" لم ترد على طلب "اندبندنت" تقديم أي تعقيبات في هذا الشأن. إذا كان ثمة من يملك القدرة على تحويل الذكاء الاصطناعي إلى مشروع يدر الأرباح، فهو زوكربيرغ، وفق المتخصصين في هذا القطاع. يوضح فيل: "على خلاف 'أوبن أي آي'، تتمتع 'ميتا' بسجل حافل في جني الأرباح من التكنولوجيا بدلاً من الاعتماد فقط على رؤوس أموال المستثمرين". ويضيف، "من الناحية المؤسسية، ربما أصبحت 'أوبن أي آي' تدرك، كما حدث في تعاملها مع 'مايكروسوفت'، أن لاعبين كباراً ومؤثرين دخلوا إلى الساحة. أما ما إذا كان زوكربيرغ يحسب ضمن هؤلاء عام 2025، فتبقى الإجابة رهناً بما يحمله المستقبل".

العربية
منذ 21 دقائق
- العربية
ستستثمر مجموعة مقرها سان فرانسيسكو 2.8 مليار دولار في هذه الجولة
حصلت شركة الذكاء الاصطناعي "OpenAI" على تمويل بقيمة 8.3 مليار دولار من مجموعة من مستثمري الأسهم الخاصة ورأس المال المغامر، في الوقت الذي تسعى فيه الشركة، التي تبلغ قيمتها 300 مليار دولار، إلى تمهيد الطريق لطرح عام أولي في نهاية المطاف. وتجمع الشركة، مطورة روبوت الدردشة "شات جي بي تي"، التمويل الجديد من مجموعة من المستثمرين الحاليين والجدد، بما في ذلك "بلاكستون" عبر صندوقها لاستراتيجيات الأسهم الخاصة للأفراد الأثرياء، بالإضافة إلى "TPG"، و"Fidelity Management"، و"T Rowe Price"، وفقًا لما نقله تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز عن أشخاص مطلعين على الصفقة. وستستثمر مجموعة دراغونير للاستثمار، وهي صندوق استثماري يركز على التكنولوجيا ومقره سان فرانسيسكو، 2.8 مليار دولار في هذه الجولة، وهي واحدة من أكبر الشيكات التي كتبتها شركة واحدة على الإطلاق لشركة ناشئة، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه "العربية Business". يشكل هذا التمويل جزءًا من جولة أُعلن عنها في مارس الماضي، وتُقدر قيمة المجموعة بـ 300 مليار دولار. ومع ذلك، يأتي هذا الدعم من المستثمرين في مرحلة حرجة بالنسبة لشركة "OpenAI"، التي تمر بمفاوضات معقدة مع شركة مايكروسوفت ستحدد هيكلها المؤسسي. وتواجه الشركة أيضًا منافسة متزايدة من منافسين مثل "أنثروبيك"- التي تُجري هي الأخرى محادثات لجمع تمويل بمليارات الدولارات- وتخوض أيضًا معركة قانونية مستمرة مع إيلون ماسك. ومع ذلك، ارتفعت الإيرادات السنوية المتكررة للشركة إلى 12 مليار دولار، وفقًا لشخص مطلع على الشؤون المالية لـ "OpenAI"، ومن المقرر أن تُطلق الشركة أحدث نماذجها للذكاء الاصطناعي، وهو "GPT-5"، هذا الشهر. ويُمثل الاستثمار الجديد دفعة واحدة من جولة تمويل بقيمة 40 مليار دولار أعلنت عنها "OpenAI" في وقت سابق من هذا العام. وقد التزمت مجموعة سوفت بنك اليابانية بدفع 30 مليار دولار من إجمالي المبلغ. وحتى الآن، استثمرت المجموعة اليابانية 7.5 مليار دولار، على أن يُسدد المبلغ المتبقي بحلول نهاية العام. ويمكن لسوفت بنك أن تقلص استثمارها إذا فشلت " OpenAI" في عملية إعادة هيكلة لتتحول إلى هيكل أقرب إلى شركة هادفة للربح، يُمكِّن المستثمرين من امتلاك حصص في الشركة. وتتقدم "OpenAI" أيضًا نحو إبرام صفقة مع "مايكروسوفت" عبر مفاوضات، وفقًا لأشخاص مطلعين مباشرة على المحادثات. ويُنظر إلى إعادة صياغة شروط العقد الحالي بين الطرفين، والذي يستمر حتى عام 2030، كشرط أساسي لتبسيط هيكل "OpenAI" وطرح أسهمها للاكتتاب العام في نهاية المطاف. ومن المتوقع أن تحصل "مايكروسوفت"، التي يحق لها الحصول على حصة من الإيرادات والوصول إلى الملكية الفكرية بموجب عقدها الحالي مع "OpenAI"، على ما يقرب من ثلث أسهم الشركة الناشئة بموجب الصفقة الجديدة، وفقًا للمصادر. ولم تتفق المجموعات بعد على قضايا رئيسية، مثل مدة تمتع "مايكروسوفت" بالوصول إلى الملكية الفكرية لشركة "OpenAI".


مباشر
منذ 38 دقائق
- مباشر
أرباح "المتحدة للزجاج المسطح" ترتفع 43% بالنصف الأول من 2025
الرياض – مباشر: حققت الشركة العربية المتحدة للزجاج المسطح"المتحدة للزجاج المسطح" نموا بصافي الأرباح خلال النصف الأول من عام 2025م بنسبة 43.43% على أساس سنوي. ووفقا لبيانات الشركة المالية، الصادرة على موقع "تداول" اليوم الأحد، بلغ صافي الربح 37.27 مليون ريال، مقابل 25.99 مليون ريال في النصف الأول من عام 2024م. وأرجعت الشركة نمو الأرباح؛ نتيجة زيادة كمية مبيعات منتجات الشركة، وانخفاض المصروفات. وارتفعت إيرادات الشركة 22.2% في النصف الأول من عام 2025م إلى 156.09 مليون ريال، مقابل 127.74 مليون ريال بالفترة ذاتها من العام الماضي. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا ترشيحات: