logo
بعد تعثر الدبلوماسية.. هل لا يزال بإمكان أوكرانيا حسم الحرب؟

بعد تعثر الدبلوماسية.. هل لا يزال بإمكان أوكرانيا حسم الحرب؟

العين الإخباريةمنذ 13 ساعات
رغم التوقعات بتسوية سريعة لحرب أوكرانيا بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، إلا أن هذا الحل يبدو أنه ليس وشيكا.
في أواخر مايو/أيار الماضي، أشار وزير الخارجية الأوكراني السابق دميترو كوليبا إلى أن روسيا وأوكرانيا "لا تملكان حافزًا كافيًا لوقف القتال" ومع ذلك لا يزال بإمكان أوكرانيا كسب الحرب على المدى القريب - إذا قررت كل من أوروبا والولايات المتحدة تقديم المساعدة التي تحتاجها وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.
كان جزء كبير من التفاؤل السابق بشأن التوصل لتسوية نابعًا من الاعتقاد السائد بأن أوكرانيا تخسر وهو ما سيجبرها على التفاوض وهو ما عززته تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والافترض أن التزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإخضاع أوكرانيا لا يمكن ردعه.
يرتكز كلا الافتراضين على قراءة ضيقة للغاية لديناميكيات ساحة المعركة وفهم محدود للخيارات السياسية المتاحة لداعمي أوكرانيا.
ووفقا لـ"فورين أفيرز"، حققت أوكرانيا خلال السنوات الثلاث الماضية نجاحات باهرة رغم القيود الكبيرة على المساعدات الغربية لكن ما أعاق المجهود الحربي الأوكراني ليس نقص القوى العاملة أو ضعف عزيمة كييف بل هو نقص الإمدادات العسكرية المتطورة مع تأخر تسليمها ثم منع كييف من استخدامها داخل روسيا.
وعندما يتعلق الأمر بالعقوبات على روسيا التي كان يُعتقد أنها ذات تأثير قوي، لكنها تضمنت العديد من التدابير التخفيفية لدرجة أنها فقدت تأثيرها الكامل.
وعلى الرغم من ذلك فإن انتصار أوكرانيا وقدرتها على الحفاظ على سيادتها ومواصلة رسم مسار نحو عضوية الناتو والاتحاد الأوروبي لا يزال في متناول اليد لكنه يتطلب تحولًا جذريًا في الاستراتيجية الغربية يجمع بين زيادة كبيرة في المساعدات العسكرية وتدابير اقتصادية أكثر صرامة لتقييد روسيا.
المحور الرئيسي لهذه الاستراتيجية الجديدة هو حشد الغرب لما يقارب 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة في ولاياته القضائية معظمها في الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا.
حتى الآن، لم تُبدِ إدارة ترامب أي رغبة في استخدام هذه الأموال في حين جادل بعض قادة الاتحاد الأوروبي بضرورة توفيرها لجهود إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب بينما يخشى آخرون من إرساء سابقة خطيرة لسيادة القانون من خلال الاستيلاء على أموال دولة ما لكن إذا أراد الغرب المساعدة في إنهاء الحرب، فعليه أن يضع هذه المخاوف جانبًا.
ويمكن استثمار جزء من هذا المبلغ في القاعدة الصناعية الدفاعية المزدهرة في أوكرانيا مثل إنتاج المسيرات ويمكن لجزء آخر مساعدة أوكرانيا على شراء صواريخ بعيدة المدى وغيرها من الأسلحة الأوروبية، مما يساعد القارة على بناء خطوط إنتاج تدعم دفاع أوكرانيا، وردع الناتو بعد انتهاء الحرب. ويمكن استخدام جزء ثالث لتمويل إنتاج القدرات الأمريكية الصنع مثل أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الدقيقة بعيدة المدى التي تحتاجها أوكرانيا، لكن أوروبا تفتقر إليها حاليًا بكميات كافية.
وأخيرًا، يمكن توجيه الباقي إلى توليد الطاقة الموزعة، وحماية البنية التحتية الحيوية مثل ساحات التحويل ومحطات الكهرباء الفرعية، وتلبية الاحتياجات الإنسانية.
ويجب على حكومات الغرب إعطاء الأولوية لاتفاقيات الإنتاج المشترك، وتقاسم الملكية الفكرية، وشراكات التصنيع الدفاعي لتقليل اعتماد أوكرانيا على سلاسل التوريد الأجنبية.
كما يجب على الغرب أيضًا استهداف الأسس الاقتصادية للمجهود الحربي الروسي من خلال استهداف مصدر الدخل الرئيسي لموسكو مثل صادرات الطاقة وزيادة عزلتها ماليًا وتفادي الثغرات التي استغلها الكرملين في نظام العقوبات.
ومن المهم أيضًا إدراك أن روسيا لم تعد تخوض هذه الحرب بمفردها فقد حظيت بدعم ثابت من حلفائها مما مكّنها من تحمّل وطأة العقوبات الغربية وتجديد مخزونها من المواد الأساسية.
فبعد بضعة أشهر فقط من بدء الحرب، قدّرت وكالات الاستخبارات الغربية والمحللون العسكريون أن موسكو استنفدت مخزونها من الذخائر دقيقة التوجيه بشكل كبير وبحلول خريف ذلك العام، بدأت إيران بتزويد روسيا بمسيرات.
وبحلول 2023، برزت الصين كمورد رئيسي لروسيا للتقنيات ذات الاستخدام المزدوج، بما في ذلك توريد أكثر من 90% من الإلكترونيات الدقيقة كما زودت كوريا الشمالية روسيا بصواريخ باليستية قصيرة المدى، ثم قوات عسكرية.
وربما لا تملك أوروبا أو الولايات المتحدة الكثير لفعله لردع كوريا الشمالية، لكن إيران ضعفت كثيرًا بعد حربها مع إسرائيل لذا أصبحت مساهمات الصين أكثر أهمية.
ولكبح جماح الدعم الصيني لموسكو، لا بد من اتباع نهج أطلسي موحد لرفع تكاليف دعم بكين من خلال الاستفادة من التجارة والوصول إلى الأسواق.
كما يمكن تغيير ظروف ساحة المعركة حيث تمتلك الدول الغربية الموارد الجماعية اللازمة لخلق وضع تتحول فيه خطوط الاتجاه إلى سلبية بالنسبة لروسيا وبمجرد أن تتراكم المخاطر الاستراتيجية ستضطر موسكو لإعادة تقييم نهجها.
وأمام حلفاء أوكرانيا خيار فإما مواصلة النهج الحالي المتمثل في الانقسام عبر الأطلسي والدبلوماسية التي وُلدت ميتة مما يُخاطر بحرب موسعة وأطول وأكثر تكلفة بكثير أو التحرك بحزم لمساعدة كييف على تغيير مسار الأمور، وكبح جماح تصنيع الأسلحة الروسية حتى تتفاوض من موقع قوة.
aXA6IDgyLjIyLjIzNi4xODAg
جزيرة ام اند امز
PL
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في انتظار موقف حماس.. ترامب يعلن موافقة إسرائيل على هدنة غزة
في انتظار موقف حماس.. ترامب يعلن موافقة إسرائيل على هدنة غزة

العين الإخبارية

timeمنذ 6 ساعات

  • العين الإخبارية

في انتظار موقف حماس.. ترامب يعلن موافقة إسرائيل على هدنة غزة

تم تحديثه الأربعاء 2025/7/2 04:12 ص بتوقيت أبوظبي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إسرائيل وافقت على "الشروط اللازمة لإتمام" وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما في غزة. وأوضح في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "وافقت إسرائيل على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، وسنعمل خلال هذه الفترة مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب". وأضاف "سيقدم القطريون والمصريون، اللذان عملا بجد لإحلال السلام، هذا الاقتراح النهائي. آمل، لمصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا". ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على حماس في قطاع غزة قادة مصر وقطر جهود التفاوض من أجل إقرار هدنة عصية في القطاع. وبحسب المقترح، سيتم في اليوم الأول من بدء الهدنة إطلاق سراح ثمانية مختطفين أحياء، ثم يُفرج عن اثنين آخرين في اليوم الخمسين، ما يعكس محاولة لتفكيك التعقيدات الأمنية والسياسية المحيطة بملف الأسرى، ووضعه في إطار زمني يراعي مطالب الطرفين. ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، فقد نقلت قطر إلى إسرائيل مقترحًا جديدًا يتضمن حزمة من البنود الإنسانية والأمنية، على رأسها: • وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا. • إطلاق سراح 8 رهائن أحياء في اليوم الأول من الهدنة. • إطلاق سراح رهينتين إضافيين في اليوم الخمسين. • تسليم جثامين 18 رهينة على ثلاث دفعات. • انسحاب الجيش الإسرائيلي حتى «محور موراج». • زيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وفي وقت سابق اليوم أعاد الرئيس الأمريكي التأكيد على موقفه من الحرب في غزة، قائلاً إنه سيكون صارمًا للغاية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأضاف: "حتى هو يريد إنهاء الحرب. أعتقد أن هناك صفقة ستتم الأسبوع المقبل". ويأتي تصريح ترامب بعد إعلان الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم توسيع نطاق عملياته في غزة حيث أفاد الدفاع المدني بمقتل 26 شخصا على الأقل، نصفهم تقريبا أثناء انتظار المساعدات الغذائية. وقال الجيش الإسرائيلي ردا على تقارير عن ضربات في شمال القطاع وجنوبه، إنه "يعمل على تفكيك القدرات العسكرية لحماس". وكان الجيش أعلن في بيان منفصل صباح الثلاثاء أنه "وسّع نطاق عملياته إلى مناطق إضافية داخل قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، وقضى على عشرات المسلّحين، وفكّك مئات من مواقع البنية التحتية الإرهابية فوق الأرض وتحتها". aXA6IDgyLjI5LjIyOC4zNCA= جزيرة ام اند امز CH

ترامب يقلب الطاولة: تمويل حرب أوكرانيا مسؤولية أوروبا بالدرجة الأولى
ترامب يقلب الطاولة: تمويل حرب أوكرانيا مسؤولية أوروبا بالدرجة الأولى

الإمارات اليوم

timeمنذ 6 ساعات

  • الإمارات اليوم

ترامب يقلب الطاولة: تمويل حرب أوكرانيا مسؤولية أوروبا بالدرجة الأولى

شهدت الأسابيع الماضية تصاعداً في التوترات بالشرق الأوسط، ما حوّل أنظار العالم عن الحرب في أوكرانيا، التي تراجعت تدريجياً في صدارة أولويات المجتمع الدولي، لاسيما في السياسة الخارجية الأميركية. وقد عكست هذا التحول نتائج قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي عُقدت أخيراً في لاهاي، حيث بدا جلياً أن الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تعدّ أن تمويل الحرب الأوكرانية بات مسؤولية أوروبية بالدرجة الأولى، وليس من الواضح تماماً بأنه سيكون لديه الصبر حتى يواصل العمل من أجل السلام. وعلى الرغم من استمرار عمليات تبادل الأسرى وجثث قتلى الحرب بين أوكرانيا وروسيا، فإن مفاوضات السلام لم تشهد أي تقدم يُذكر منذ آخر جولة جرت في إسطنبول بداية يونيو الماضي. ومع ذلك، تحدثت بعض الأطراف عن إمكانية انعقاد جولة ثالثة قريباً، لكن قمة لاهاي لم تسلّط الضوء على هذا المسار، بل ركزت بشكل أساسي على دعوة الدول الأعضاء إلى تخصيص 5% من ناتجها المحلي للدفاع، وهي أولوية لطالما طالب بها ترامب منذ توليه السلطة. وباستثناء إسبانيا فقد التزمت الدول الحلفاء في «الناتو» بتنفيذ ما طلبه ترامب. تراجع وفي خطاب أثار انتقادات واسعة، خاطب الأمين العام لـ«الناتو»، مارك روته، الرئيس ترامب بلغة عدّها عدد من المحللين بأنها «مبالغ فيها»، حيث وصفه بأنه «منقذ العالم الغربي»، بل ناداه بـ«والدي» خلال القمة، ما أثار استياء المحافظين الجدد. ورغم كل ذلك، فإن الاجتماع لم يتضمن شعوراً عاماً بأن أوكرانيا أصبحت في موقع متراجع ضمن أجندة «الناتو». ومقارنة ببيان قمة واشنطن عام 2024، الذي كان طويلاً (5300 كلمة) وغنياً بالتصريحات المؤيدة لأوكرانيا، اقتصر إعلان لاهاي لعام 2025 على بيان مقتضب لم يتجاوز 425 كلمة، ركز في معظمه على قضايا الإنفاق الدفاعي، وقد أغفل البيان أي إشارة واضحة إلى انضمام أوكرانيا لـ«الناتو»، ما عدّه البعض تراجعاً في موقف الحلف تجاه كييف. وبينما جاء في بيان قمة واشنطن: «سنواصل دعم أوكرانيا في طريقها الذي لا عودة منه نحو التكامل الأوروبي الأطلسي الكامل، بما في ذلك عضوية (الناتو)»، إلا أن لغة بيان لاهاي تضمنت صياغات مبهمة بشأن الدعم لأوكرانيا، حيث تُرك الباب مفتوحاً للدول الأعضاء، لاختيار ما إذا كانت ستسهم مالياً أم لا. ويتضح أن ترامب يُحمّل عبء الحرب على أوروبا، ويرى أن بلاده لا ينبغي أن تتحمل كُلفتها. وقال البيان ببساطة: «يؤكد الحلفاء التزاماتهم السيادية الدائمة بتقديم الدعم لأوكرانيا، التي يسهم أمنها في أمننا، ولهذا الغرض، سيدرجون إسهامات مباشرة في دفاع أوكرانيا وصناعتها الدفاعية عند حساب إنفاق الحلفاء الدفاعي». ويتضح من البيان أنه «على الرغم من أن بعض الحلفاء يمكن أن يقوموا بخيارات حول السيادة لتمويل أوكرانيا، فإن آخرين ربما لن يختاروا القيام بذلك». مشكلة أوروبية وهذا مؤشر واضح إلى ما لاحظناه لبعض الوقت، أن الرئيس ترامب يرى أن دفع الأموال من أجل حرب أوكرانيا مشكلة تخص أوروبا فقط، وليس أميركا، والأكثر وضوحاً بأن تمويل حرب أوكرانيا، يمكن أن يسهم في تحقيق هدف الحلفاء بتخصيص 5% من إجمالي الناتج المحلي من أجل الدفاع، على الرغم من أن بعض الدول وعلى الأقل المملكة المتحدة تفعل ذلك الآن للوصول إلى النسبة المستهدفة. وخلال اجتماع «الناتو»، سأل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، نظيره الأميركي عن إمكانية شراء صواريخ «باتريوت» إضافية، وعلى الرغم من أن ترامب لم يظهر أي التزام بهذا الأمر، فإن من الواضح أن شراء أوكرانيا في المستقبل للأسلحة الأميركية سيتم بأموال أوروبية. وزاد من حدة الغضب الأوروبي تصريح وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، بأن الولايات المتحدة لن تدعم فرض المزيد من العقوبات على روسيا في الوقت الحالي، حيث بدا أن واشنطن تسير في اتجاه فك الارتباط التدريجي من الصراع الأوكراني. تعهدات مالية من جانبه، بدا روته، وكأنه يحاول الحفاظ على استمرارية تدفق المساعدات الأوروبية، ففي حديثه قبيل القمة، أشار إلى تعهدات بقيمة 35 مليار دولار دعماً إضافياً لأوكرانيا حتى الآن هذا العام من دون تقديم تفاصيل. لكن ندرك بأن نحو نصف التعهدات السابقة التي بلغت نحو 24 مليار دولار، تضمنت تمويلاً من ألمانيا وسيتم دفعها خلال أربع سنوات. وفي الواقع، لم يتمكن حلف «الناتو» حتى الآن من جمع سوى 22 مليار دولار منذ بداية عام 2025، ما أضاف مزيداً من الضغوط على حاجات التمويل الحربية لأوكرانيا. الأمر الذي لم نراه في قمة لاهاي، أنه لم يكن هناك أي زخم خلف الجهود الهادفة إلى دفع حرب أوكرانيا إلى نهايتها. وبدلاً من ذلك، وبناء على إعلان لاهاي الذي تراجع عن أي إدانة لروسيا، يواصل رئيس الحكومة البريطانية، كير ستارمر، إصراره على أن الحلفاء لايزالون مصممين على «الضغط مجدداً لإجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل وقف إطلاق نار غير المشروط». والأمر الغريب، أن ستارمر لايزال يعتقد أنه مع عدم تقديم الولايات المتحدة أي أموال جديدة، ومع استمرار أوكرانيا في خسارة الأرض على ساحة المعركة، ومع كفاح أوروبا لتعويض الفارق، فإن روسيا ستقدم تنازلات غير مشروطة من موقع القوة. أمر مستحيل من جانبه، لم يستسلم زيلينسكي حول طموحه المتعلق بانضمام أوكرانيا إلى «الناتو»، ما يجعل أي اتفاق سلام، وأي وقف إطلاق نار مستمر مع روسيا أمراً مستحيلاً. وإذا أثبتت قمة لاهاي أمراً واحداً، فربما هو جعل الحلفاء الأوروبيين ينفقون المزيد على الدفاع، وهي الأولوية الأكبر بالنسبة لترامب أكثر من قضية جلب السلام إلى أوكرانيا. وبتركيزه على الصراع في الشرق الأوسط، أقرّ ترامب مجدداً بصعوبة إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال ترامب: «هذه الحرب أكثر تعقيداً وصعوبة مما يعتقد الكثيرون، الرئيس الروسي بات أكثر صعوبة، وصراحة، لديّ بعض المشكلات مع زيلينسكي، وربما قرأتم عن ذلك، الأمر أكثر صعوبة من الحروب الأخرى». زيادة الإنفاق وثمة أمر واحد واضح، وهو أن شركات الدفاع الأميركية ستستفيد بلا شك أكثر من قمة لاهاي. وللوصول إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، ستحتاج بريطانيا إلى زيادة إنفاقها بنحو 114 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035، وقد تعهدت ألمانيا بالفعل بالوصول إلى هدف الـ5% قبل ست سنوات، أي في عام 2029، ما يزيد الإنفاق بمقدار 128 مليار دولار سنوياً. وللبدء في موجة الإنفاق، وافقت المملكة المتحدة على شراء 12 طائرة من أحدث طائرات «إف-35» بمبلغ 700مليار دولار، وهذه الطائرة قادرة على حمل القنابل النووية «بي 61» التي تم تصميمها في عام 1963. ويعتمد الحفاظ على أمننا، في هذا الصدد، على قدرة هذه الطائرات على التحليق لمسافة كافية داخل روسيا عبر دفاعاتها الجوية المتطورة، لإيصال قنبلة نووية إلى الهدف. وتمت آخر التحديثات للقنبلة «بي61» خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، والتي تضمنت إضافة وحدة ذيل لتوفير قدرة محدودة على التصويب عن بُعد، وكان سعرها مبالغاً فيه لدرجة أن كل قنبلة نووية من حقبة الستينات أصبحت الآن تساوي أكثر من وزنها ذهباً، وربما يكون هذا هو المثال الأوضح للإنفاق الدفاعي الغربي. عن «رسبنسبل ستيتكرافت» صبر ترامب في ختام قمة «الناتو» الأخيرة عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قناعته بأن الحرب الأوكرانية أكثر تعقيداً من غيرها، مشيراً إلى أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أصبح أكثر تشدداً، وأن علاقته بالرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لا تخلو من التوترات. ومع بدء انحسار ضجة القمة، يبقى السؤال الأهم الآن هو: هل سيصبر ترامب لدفع أجندة السلام في أوكرانيا بعد أن كثّف الحلفاء الأوروبيون إنفاقهم وشراء المعدات الأميركية؟ المؤشرات تقول: على الأرجح، لا. . الولايات المتحدة أكدت أنها لن تدعم فرض المزيد من العقوبات على روسيا في الوقت الحالي. . ترامب أقرّ بأن حرب أوكرانيا أكثر تعقيداً وصعوبة، كما أكد وجود مشكلات مع زيلينسكي.

ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بإنهاء العقوبات على سوريا
ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بإنهاء العقوبات على سوريا

الاتحاد

timeمنذ 8 ساعات

  • الاتحاد

ترامب يوقع أمراً تنفيذياً بإنهاء العقوبات على سوريا

أحمد مراد (واشنطن، وكالات) وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أمراً تنفيذياً يقضي بإنهاء برنامج العقوبات المفروض على سوريا. وذكر البيت الأبيض في بيان له أن الأمر التنفيذي يقضي بإنهاء العقوبات المفروضة على سوريا ويوجه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لتقييم تعليق العقوبات كلياً أو جزئياً إذا تم استيفاء معايير محددة، بموجب قانون قيصر، ويسمح بتخفيف ضوابط التصدير على سلع محددة، وإلغاء القيود المفروضة على بعض المساعدات الخارجية لسوريا. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» - التي أوردت الخبر - أن الأمر يوجه روبيو أيضاً لمراجعة تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب، إضافة إلى استكشاف سبل تخفيف العقوبات في الأمم المتحدة لدعم الاستقرار فيها. وأوضح البيان أن الرئيس ترامب يلتزم بدعم سوريا مستقرة وموحدة وفي سلام مع نفسها ومع جيرانها. ويُشكل رفع العقوبات الأميركية عن سوريا خطوة مهمة في مسار المرحلة الانتقالية، غير أن الطريق نحو التعافي لا يزال طويلاً، وسط العديد من التحديات التي تواجه خطط إعادة الإعمار، مما يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف السورية لتحقيق الأهداف المنشودة. وشدد محللون سوريون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، على أن إعادة الإعمار تحتاج إلى بيئة آمنة ومستقرة، وتفاهمات داخلية تعزز التعايش وتبعد شبح النزاع، بما يسمح لجميع المكونات والشرائح بالمشاركة في البناء، مؤكدين أنه لا يمكن تحقيق أي إعمار حقيقي من دون تعزيز السلم الاجتماعي، عبر سلطة مدنية قادرة على استيعاب الاختلاف والتنوع. وأوضح الكاتب والمحلل السياسي السوري، حسين عمر، أن هناك شروطاً أساسية لإعادة الإعمار في سوريا، ولا يمكن تحقيق أي تعاف حقيقي من دون توفيرها، أبرزها تعزيز الاستقرار، وترسيخ الأمان الاجتماعي، وعدم تسويق الأوهام بخطابات لا تستند إلى أرضية واقعية. وذكر عمر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن أبرز التحديات التي تواجه جهود إعادة الإعمار تتمثل في غياب السلم المجتمعي، واستمرار الصراع العنيف بين بعض الجماعات، مؤكداً أن عملية الإعمار تحتاج، قبل كل شيء، إلى بيئة آمنة ومستقرة، وتفاهمات داخلية تعزز التعايش وتبعد شبح النزاع، بما يسمح لجميع المكونات والشرائح بالمشاركة في البناء. وأضاف عمر أن رفع العقوبات لن يكون كافياً لإطلاق عملية إعمار حقيقية، ما لم يتم استيفاء الشروط الأساسية للبناء والتقدم، ولن يكون ذلك ممكناً إلا من خلال استيعاب الاختلاف والتنوع والبعد عن الشعارات البراقة. بدوره، أوضح المحلل والناشط السوري، ورئيس الهيئة العامة السورية للاجئين في مصر، تيسير النجار، أن رفع العقوبات عن سوريا يشكل دافعاً لعدد من دول العالم لإعادة النظر في علاقاتها مع دمشق، والمساهمة في جهود إعادة الإعمار، مشدداً على أن هذه الخطوة، رغم أهميتها، لا تكفي وحدها لضمان عملية بناء فعالة ومستدامة. وقال النجار، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن إعادة بناء ما دمرته سنوات النزاع تتطلب خططاً شاملة تركز على تعزيز الإنتاج الوطني، وتحسين مستوى المعيشة، ومعالجة التحديات السياسية والأمنية، حيث لا تزال المخاوف الأمنية قائمة، مما يتطلب جهوداً مكثفة لتعزيز السلم الأهلي، والدفع بعجلة التنمية نحو الأمام. وأضاف أن رفع العقوبات عن سوريا يسهم في عودتها إلى السوق العالمية بعدما كانت معزولة عنه لسنوات طويلة، مما يفتح أبواب التبادل التجاري والاقتصادي على نطاق أوسع، مع عودة المصانع والمعامل إلى العمل، وكل ذلك يسهل عملية إعادة الإعمار، من خلال تشجيع الدول العربية والأجنبية على المساهمة الفعلية في مشاريع البناء، لا سيما في مجال البنية التحتية والخدمات الأساسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store