logo
ماذا بعد زيارة الأربعين؟

ماذا بعد زيارة الأربعين؟

شبكة النبأمنذ 2 أيام
لنجعل زيارة الأربعين نقطة انطلاق نحو حياة جديدة تشرق فيها أنوار الإيمان والعمل الصَّالح، حياة نُجسِّد فيها رسالة أبي عبدالله الحسين بكلِّ تفاصيلها، ونحيي بها الثَّورة على الظلم والطغيان، متمسكين بعهد الوفاء والثَّبات مهما تعاظمت العقبات في طريقنا؛ فالإيمان الحقيقي هو ذلك الالتزام المستمر الذي يدفعنا لأن نمضي قدمًا...
زيارة الأربعين رحلة تقود الإنسان إلى كربلاء المقدَّسة، تتلاقى فيها خطوات الأقدام مع نبضات القلوب، فتتحوَّل كلُّ خطوة على الطَّريق إلى نداء يوقظ الوعي بأنَّ العمر فرصة ثمينة، واللحظة التي نعيشها قد لا تتكرر أبدًا.
في درب الأربعين الحسيني، هناك نداء خفي يرافق كلَّ زائر؛ نداء أمير المؤمنين (عليه السلام): "أيُّها الناسُ ألآنَ، ألآنَ! مِن قَبلِ النَّدَمِ، ومِن قَبلِ (أنْ تَقولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى‏ عَلى‏ ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّهِ وإنْ كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ* أو تَقولَ لَو أنَّ اللَّهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِن المُتَّقِينَ* أو تَقولَ حِينَ تَرَى العَذابَ لَو أنَّ لي كَرَّةً فَأكُونَ مِن المُحْسِنِينَ)(1)"(2).
وكأنَّ الطَّريق يهمس في أذنك: الآن هو وقتك، الآن هو أوانك، قبل أن يتحوَّل الشَّوق إلى حسرة، وقبل أن تقول يومًا: "يا حَسْرَتى‏ عَلى‏ ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّهِ"؛ فالأربعين عهدٌ يعقده الزَّائر مع ربِّه (تبارك وتعالى) ومع إمامه (عليه السلام) ومع نفسه، بأن يكون باقي أيَّامه امتدادًا لخطواته في هذا الدَّرب.
وعلى امتداد هذا المسير المبارك، تتجلَّى حقيقة أخرى أطلقها الإمام علي (عليه السلام): "اِنتَهِزُوا فُرَصَ الخَيرِ؛ فإنّها تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ"(3)؛ فإنّك في الأربعين أمام غيمة رحمة، وسحابة إلهيَّة تمطر على القلوب، فإن فتحت قلبك لها ارتويت إيمانًا ووفاءً، وإن أغلقت قلبك عنها مرَّت سريعًا، كما تمر السُّحب في سماء لا تنتظر أحدًا. هنا يدرك الزَّائر أنَّ ما يعيشه موسم ربَّاني لو عرف قيمته لبذل فيه كلَّ ما يستطيع من طاعة وإصلاح.
وفي كلِّ لحظة على الطَّريق، يذكِّرك الإمام الحسن (عليه السلام) بحقيقة العمر بقوله: "يابنَ آدمَ، إنَّكَ لم تَزَلْ في هَدمِ عُمرِكَ مُنذُ سَقَطتَ مِن بَطنِ اُمِّكَ، فَخُذْ مِمَّا في يَدَيكَ لِما بَينَ يَدَيكَ؛ فإنَّ المؤمنَ يَتَزوَّدُ، والكافِرَ يَتَمتَّعُ"(4)؛ فالأيَّام تتساقط من حياتك كما تتساقط حبَّات الرَّمل من بين أصابعك، ولن يبقى لك إلَّا ما تزودت به في محطَّات النُّور؛ لأنَّ المؤمن يتزوَّد، والكافر يتمتع، وفي الأربعين الحسيني أنت تختار: أتكون ممَّن جمع الزَّاد، أم ممَّن أضاع العمر في اللهو والفراغ؟
لكن المسألة لا تقف عند نهاية الطَّريق. فما إن ينتهي المسير وتعود الأقدام إلى الدِّيار، حتَّى يبقى السُّؤال حاضرًا في قلب كلِّ مؤمن ومؤمنة:
كيف أُبقي ذلك النُّور الذي أضاء قلبي في الأربعين؟
وكيف أحوّل المشاعر التي غمرت كياني في الأربعين إلى وقود دائم لمسيرتي؟
هنا يكمن الجواب العميق: أن تجعل الأربعين موعدًا دائمًا يسكن قلبك لا ورقةً في تقويمك، وأن تحوِّل أيَّامك كلَّها إلى مسيرة تمضي فيها مع الإمام الحسين (عليه السلام). وأن تحمل نوره في تفاصيل حياتك؛ في كلماتك وأعمالك، في قراراتك واختياراتك، حتَّى يصبح الإمام الحسين (صلوات الله عليه) رفيق أنفاسك، وشعاره نبض عمرك، فلا يحدُّه زمن ولا تحجبه المسافات.
ولكي نستثمر بركات زيارة الأربعين بعد انقضائها، لا بدَّ أن نجسِّدها في حياتنا عبر جملة من المحاور:
المحور الأوَّل: الحفاظ على آثار الزيارة.
من المعلوم أنَّ زيارة الأربعين ليست حدثًا عابرًا، وإنَّما نفحة إلهية تُودع في القلب نورًا لا يبهت، وشعورًا بالسَّكينة والطَّمأنينة يتجاوز حدود الزَّمان والمكان، فهي جسر يصل بين لحظات الاستقامة التي عاشها الزَّائر في كربلاء، وبين تفاصيل حياته اليوميَّة التي تحتاج إلى دوام الاتصال بنهر الإيمان والعمل الصَّالح. لكن هذا الأثر العظيم يبقى ناقصًا إن لم نحرص على رعايته وتغذيته بعد العودة من الزِّيارة.
وأوَّل ما يحفظ هذا النُّور أن يبقى ذكر الله (تعالى) حيًّا في وجدانك، حاضرًا في عملك، يرافقك في كلِّ حركة وسكون؛ فإنَّ ذكر الله (تعالى) سكينة للقلوب، ومرفأ أمان تلجأ إليه في كلِّ لحظة، ثمَّ يجيء ذكر الإمام الحسين (عليه السلام)، ليكون إشعالًا متجدِّدًا لمصباح الهداية في قلبك؛ وكلَّما استحضرت سيِّد الشهداء (عليه السلام)، عادت إليك تلك العزيمة التي غمرت قلبك وأنت تمضي في درب الأربعين، ويبقى هذا الذكر المستمر هو الملاذ والجسر الذي يصلك به مهما باعدت بينكما المسافات.
وفي هذا المعنى، يضيء لنا الإمام الرضا (عليه السلام) طريق الاستمرار، حين قال: "إنَّ يَومَ الحُسَينِ عليه السلام أقرَحَ جُفونَنا، وأسبَلَ دُموعَنا، وأذَلَّ عَزيزَنا، بِأَرضِ كَربٍ وبَلاءٍ أورَثَتنَا الكَربَ وَالبَلاءَ، إلى‏ يَومِ الانقِضاءِ، فَعَلى‏ مِثلِ الحُسَينِ عليه السلام فَليَبكِ الباكونَ، فَإِنَ‏ البُكاءَ يَحُطُّ الذُّنوبَ العِظامَ"(5). ومن يتأمَّل في هذه الرِّواية الشَّريفة سيجد دعوة صريحة لأن يبقى الإمام الحسين (عليه السلام) حاضرًا في قلوبنا ودموعنا طوال العمر، في كلِّ يومٍ من أيَّام حياتنا، لا في مواسم محدودة مثل عاشوراء أو الأربعين.
ولا ينبغي أن نغفل عن قراءة الأدعية والأذكار التي رافقتنا في الطَّريق، فإنَّها أنفاس تحمل المعاني السَّامية التي أبقت القلب متوهجًا أيَّام الزيارة. وكل تلاوة منها تجدد العهد وتفتح أبواب الرَّحمة، ليبقى القلب متصل بحضور الإمام الحسين (عليه السلام) حتَّى من وراء المسافات.
إنَّ المحافظة على هذه العبادات، وعلى تجديد العهد مع أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)، تجعل من زيارة الأربعين نقطة انطلاق لحياة جديدة، ثابتة على المبادئ، قريبة من الله (تعالى)، ومشرقة بأنوار الإمام الحسين (عليه السلام). وعندها يتحوَّل الأثر من ذكرى جميلة إلى قوَّة دافعة نحو الخير والتَّضحيَّة، في كلِّ لحظة من لحظات العمر.
المحور الثَّاني: تطوير النفس.
وبعد أن عاش الزَّائر تلك اللحظات الإيمانيَّة، تبدأ المرحلة التَّالية، وهي أن تبقى تلك المشاعر حاضرة ومتجددة في سلوكياته وأعماله اليومية؛ لأنَّ زيارة الأربعين هي انطلاقة تعيد ترتيب بوصلة الحياة، وتفتح أبواب النُّور لمن أراد أن يجعل من كربلاء منبعًا لطريق راسخ وإيمان متجدِّد.
أولى خطوات هذا التَّطوير تتمثَّل في مراقبة النَّفس بصدق ووضوح، وأن نواجه بجرأة ما يبعدنا عن درب الحقِّ والعدل، وأن نحاربه بإرادة صلبة. وأن يتجسَّد هذا الارتباط العميق في أفعالنا واختياراتنا التي تشكِّل هويتنا الحقيقيَّة؛ وبعد ذلك ننتقل إلى مرحلة محاسبة النَّفس؛ التي هي بمثابة مرآة صادقة نطلُّ منها على أخطائنا، ونقيِّم من خلالها خطواتنا نحو الأفضل، ونراجع فيها ما كنَّا عليه، ونحدِّد أين يمكن أن نتحسن، وكم اقتربنا من القيم العظيمة التي نستمدها من ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام).
وعن طريق هذه المحاسبة المنتظمة، نبني الجسور المتينة بين إرادتنا وحياتنا، فتتحوَّل كلُّ خطوة إلى مسار مدروس نحو الكمال الإنساني؛ ولذلك نجد الإمام عليًّا (عليه السلام) يحثنا على محاسبة أنفسنا باستمرار، فيقول: "ما أحَقَّ الإنْسانَ أنْ تَكونَ لَهُ ساعةٌ لا يَشْغَلُهُ شاغِلٌ، يُحاسِبُ فيها نَفْسَهُ، فيَنْظُرُ فيما اكْتَسَبَ لَها وعلَيها في لَيلِها ونَهارِها"(6)؛ فهذا الوقت المخصص للمراجعة الذَّاتية يشكِّل نقطة انطلاق نحو الثَّبات في طريق الاستقامة. ويؤكد الرسول الأعظم محمَّد (صلَّى الله عليه) وآله على أهميَّة المراقبة الدقيقة للنفس، حين يقول: "لا يَكونُ الرّجُلُ مِن المُتَّقينَ حتّى يُحاسِبَ نَفسَهُ أشدَّ مِن مُحاسَبَةِ الشَّريكِ شَريكَهُ، فَيعْلَمَ مِنْ أينَ مَطْعَمُهُ؟ ومِن أينَ مَشْرَبُهُ؟ ومِنْ أينَ مَلْبَسُهُ؟ أمِن حِلٍّ أمْ مِن حَرام ؟"(7). وهذا التَّأكيد يجسِّد ضرورة أن تبقى وسائل الحياة نقيَّة، بما يعزِّز صفاء الإيمان وعمقه وصدق الانتماء إلى طريق الحقِّ.
وبجانب ذلك، يبرز الالتزام بتغيير العادات القديمة التي تعيق تقدمنا؛ فالكثير من هذه العادات تكون متجذرة منذ زمن بعيد؛ لكن زيارة الأربعين تمنحنا دفعة قويَّة لنفتح صفحة جديدة مع أنفسنا؛ فنعمل على إعادة ترتيب حياتنا، للتخلص من كلِّ ما يثقل كاهل النَّفس، والتَّمسك بكلِّ ما يقرِّبنا إلى الله (عزَّ وجلَّ) وإلى قيم الحقِّ والعدل. وبهذا المعنى، تتحوَّل زيارة الأربعين إلى نقطة انطلاق حقيقيَّة نحو تحسين الذَّات، والارتقاء بالسلوك، وعيش حياة متزنة ينبع نورها من قوَّة الإرادة.
المحور الثَّالث: الاستمرارية في التعلم.
من ينظر إلى زيارة الأربعين بعين الباحث عن الحقيقة سيقف عند معنى كبير وقاعدة مهمَّة، وهي: إنَّها بداية لرحلة طويلة تتسع يومًا بعد يوم في فكر الإنسان. ومع كلِّ خطوة نحو كربلاء ينبض القلب بحبِّ الإمام الحسين (عليه السلام)، وتزداد في النَّفس الرَّغبة المتجددة لاستكشاف عمق رسالته. وهذه المشاعر تتجدد ولا تنطفئ، وتنتقل مع الزَّائر إلى تفاصيل حياته اليوميَّة، فيحتاج القلب إلى غذاء دائم من العلم والتَّدبر للحفاظ على وهجها متقدًا.
لذا يصبح الاستمرار في التَّعلم أمرًا لا بدَّ منه، ويكون الاستماع إلى المحاضرات وقراءة الكتب التي تحكي قصَّة الطَّف وسيرة الإمام الحسين (عليه السلام) جسرًا يربط بين القلب والفهم العميق؛ حيث تفتح كلُّ كلمة نافذة على عالم جديد من المعاني النَّبيلة. وهذا الفهم المتجدد يعين على تحويل قيم الإمام الحسين (عليه السلام) من أفكار إلى ممارسات نعيشها يوميًا، فتتجلَّى في سلوكنا وتؤثِّر في مجتمعنا. وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم سنجد تأكيدًا على أهميَّة هذه الرِّحلة المستمرة لتزكية النَّفس وتهذيبها؛ إذ يقول (تعالى): (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)(8)، وهذا يوجهنا نحو إدراك أنَّ النَّجاح لا يتحقق في لحظة واحدة، وإنَّما عبر استمراريَّة العمل على تطوير النَّفس. ومع تعمق هذا الفهم في القلب، يمتد أثره إلى المجتمع كلِّه، فتتولد مسؤوليَّة بناء مجتمع متماسك قائم على الرَّحمة والتَّعاون والتَّضامن. وبهذا التَّكامل بين التَّعلم والمشاركة، تتحوَّل زيارة الأربعين من ذكرى إلى نور يقودنا نحو مجتمع ينعم بالعدل والمحبَّة، مجسدًا رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) في كلِّ فعل وكلمة في حياتنا.
المحور الرَّابع: تقوية الروابط الاجتماعية.
من القضايا التي لا نختلف فيها أنَّ زيارة الأربعين تزرع في القلب قيم الوحدة والمحبَّة التي تتجاوز كلَّ اختلاف في الأصول والمشارب؛ ففي درب كربلاء، يتعلَّم الإنسان كيف يفتح قلبه للجميع من دون استثناء، وكيف تتحوَّل المحبَّة من شعور إلى فعل ينبض في كلِّ خطوة، ينبع من رحم التَّراحم والتَّكافل الإنساني الصَّادق، ليصبح نبضًا حقيقيًا يربطنا بعضنا ببعض. والشَّاهد على ذلك هذه الروح التي نشهدها في مواكب الأربعين، والوفاء الذي ظهر في الأيادي المتشابكة لخدمة الزَّائرين،؛ فمحبَّة النَّاس، ومواصلة نشر الخير، ومدّ يد العون إلى المحتاج؛ إنَّها انعكاس لجزء من روح الفداء التي جسَّدها الإمام الحسين (عليه السلام) بكلِّ ما تحمله العظمة من معنى.
وفي هذا السياق، يذكِّرنا الإمام الصَّادق (عليه السلام) بقيمة الأخوة الحقيقيَّة التي أضاءتها زيارة الأربعين، حين قال: "اَلْمُؤْمِنُ أَخُو اَلْمُؤْمِنِ عَيْنُهُ وَدَلِيلُهُ لاَ يَخُونُهُ وَلاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَغُشُّهُ وَلاَ يَعِدُهُ عِدَةً فَيُخْلِفَهُ"(9)؛ وهذه الحقوق هي أسس يجب أن نفعِّلها في حياتنا. ولقد أدركنا قيمتها في أيَّام الأربعين، ولنا القدرة على مواصلة تنميتها وتقويتها في كلِّ يومٍ من أيَّام العام، ولو استطعنا أن نحيا محبَّة الأربعين في تفاصيل حياتنا، سنصبح جسدًا واحدًا ينبض بالرَّحمة والتَّكافل.
ولتقوية هذه الروابط، ينبغي التَّركيز على مجموعة من الأعمال المحوريَّة:
1. تقديم الوقت والاهتمام والتَّعاطف الحقيقي مع الفقراء والمحتاجين؛ فكل خطوة نخطوها لتخفيف ألم قلب مكروب، أو لرفع معاناة إنسان محتاج هي امتداد لرسالة الأربعين، وقيمة تعيش في أعماق قلوبنا وتتحرَّك بأفعالنا.
2. المشاركة المستمرة في المجالس الحسينيَّة والفعَّاليات الدِّينيَّة التي تفتح أمامنا أبوابًا لتجديد العهد مع قيم الإمام الحسين (عليه السلام)؛ ففي هذه المساحات، يجتمع القلب مع القلب، فتولد روح الأخوة والإخلاص، ويُغذى الإيمان ويُبنى المجتمع على دعائم الرَّحمة والتَّواصل المثمر.
3. المشاركة الفاعلة في الأعمال الجماعيَّة، التي تشكِّل وسيلة حقيقيَّة لنقل بعض دروس الأربعين وتجسيدها في واقع حياتنا اليوميَّة، بحيث تصبح أثرها ملموسًا ومستدامًا؛ فالتطوع في المؤسسات الخيريَّة والدينيَّة، على سبيل المثال، هو أجمل تعبير عن هذه الروح النبيلة، وخاصَّة حين نكرِّس بعض وقتنا وجهدنا بنيَّة صادقة لبناء مجتمع أكثر رحمة وعطاءً.
4. التَّعاون في تنظيم الزيارات والفعَّاليات الحسينيَّة؛ فإنَّ ذلك يُرسِّخ أواصر الجماعة ويربطنا بتراثنا العظيم، ويجعلنا جزءًا فاعلًا ومستمرًا في مسيرة تتجاوز حدود المكان والزَّمان. فمشاركتنا في هذه الفعَّاليات هي تجسيد للوحدة والتلاحم، وتجعلنا نشعر بأننا حملة لواء قصة ملهمة نعيشها ونُحييها في كلِّ مناسبة.
5. التواصل المستمر مع الزَّائرين، فهم رفقاء دربنا في رحلة الإيمان والتضحيَّة؛ لأنَّ تبادل الدَّعم المعنوي معهم يقوي عزيمتنا ويثبّت أقدامنا، ويؤكِّد لنا أننا لسنا وحدنا في هذه المسيرة، وأنَّ هناك من يشاركنا الأهداف والقيم والرؤية التي توحدنا على طريق الإمام الحسين (عليه السلام).
وبهذه المشاركة الحقيقيَّة والفاعلة، تتحوَّل زيارة الأربعين من ذكرى عابرة إلى تجربة فكريَّة واجتماعيَّة تنبض في مجتمعنا، وتدفعنا للعمل معًا بروح واحدة لبناء عالم أفضل، نستمد فيه قوَّتنا وإلهامنا من نور الإمام الحسين (عليه السلام)، ومن الأخوة الصَّادقة التي جمعتنا على دربه المبارك.
إنَّ الحفاظ على شعلة الأربعين متقدة في قلوبنا وأفعالنا مسؤوليَّة عظيمة وأجمل ما يمكن أن نحمله في حياتنا؛ إذ تمثِّل هذه الشعلة نورًا يهدي دروبنا ويغذي نفوسنا بنور المحبَّة والتَّضحيَّة؛ وباحتضاننا لهذه المعاني الشَّامخة، نصبح قادرين على العيش بقيم العطاء والرَّحمة، لنكون عوامل حقيقيَّة في نشر الخير والعدل، ونحدث تغييرًا ملموسًا في واقع مجتمعاتنا، متمسكين بالرِّسالة التي استلهمناها من نهج الإمام الحسين (عليه السلام)، والذي علَّمنا الصَّبر والثَّبات في وجه الظلم، والإيثار في سبيل الحقِّ والإنسانيَّة.
لذلك، لنجعل زيارة الأربعين نقطة انطلاق نحو حياة جديدة تشرق فيها أنوار الإيمان والعمل الصَّالح، حياة نُجسِّد فيها رسالة أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) بكلِّ تفاصيلها، ونحيي بها الثَّورة على الظلم والطغيان، متمسكين بعهد الوفاء والثَّبات مهما تعاظمت العقبات في طريقنا؛ فالإيمان الحقيقي هو ذلك الالتزام المستمر الذي يدفعنا لأن نمضي قدمًا بلا تراجع، نواجه الصعاب بروح متجددة، ونحمل نور الإمام الحسين (عليه السلام) عاليًا في قلوبنا وأفعالنا.
ولتكن الأيَّام التي تعقب زيارة الأربعين حاملة لمعاني الوفاء والإخلاص، ينبض فيها أثر تلك الرحلة المقدَّسة التي غيَّرت قلوبنا وأفكارنا، وفتحت أمامنا آفاق الأمل واليقين، ولتكن أنفاسها ضياءً يبدِّد العتمة، وخطى واثقة تمهِّد لنا دروب المستقبل نحو غدٍ مشرق يزهر فيه الإيمان والعمل الصَّالح.
........................................
الهوامش:
1. سورة الزمر/ الآيات: 56-58.
2. تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورام): ج ٢، ص 408.
3. غرر الحكم ودرر الكلم: ص١٥٢.
4. بحار الأنوار: ج ٧٥، ص ١١٢.
5. أمالي الشيخ الصدوق: ص ١٩٠.
6. مستدرك الوسائل: ج ١٢، ص ١٥٤.
7. مكارم الأخلاق: ص ٤٦٨.
8. سورة الشمس/ الآيتان: 9-10.
9. الكافي: ج ٢، ص ١٦٧.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. بدأ منذ ساعات فاغتنمه
أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. بدأ منذ ساعات فاغتنمه

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. بدأ منذ ساعات فاغتنمه

لاشك أن هناك كثيرين يسعون لمعرفة أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ، حيث يدركون فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وكذلك لكثرة وصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بالحرص عليها في نصوص السُنة الشريفة، ولأننا بحاجة لنفحات وبركات هذه السورة الكريمة ، من هنا تأتي أهمية معرفة أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ، حتى لا يفوتنا هذا الفضل العظيم ونكن من الخاسرين ، وذلك لأن معرفة أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ؟ تضمن لنا جزيل الفضل والثواب الأكمل، الذي من شأنه أن يكتب لنا أقدارًا أجمل وتوفيقًا أكبر . أفضل وقت لقراءة سورة الكهف ورد عن مسألة متى أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ؟، أن قراءتها تكون من غروب شمس يوم الخميس إلى غروب شمس يوم الجمعة، وعن وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة بالتحديد . وقال المناوي: فيندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها كما نص عليه الشافعي -رضي الله عنه-، وذكر العلماء أنها تقرأ في ليلة الجمعة أو في يومها، وتبدأ ليلة الجمعة من غروب شمس يوم الخميس، وينتهي يوم الجمعة بغروب الشمس، ويُستحب للمسلم أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة لما رود في فضلها من أحاديث صحيحة. وورد في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أو ليلتها أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها: عن أبي سعيد الخدري، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ في يَوْمَ جُمُعَةٍ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ»، فالوقت الشرعي لقراءة سورة الكهف، بأن قراءتها تبدأ من مغرب يوم الخميس إلى مغرب يوم الجمعة. وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ذكر العلماء أنها تقرأ في ليلة الجمعة أو في يومها، وتبدأ ليلة الجمعة من غروب شمس يوم الخميس، وينتهي يوم الجمعة بغروب الشمس، وعن متى وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة قالت دار الإفتاء، أن قراءتها تكون من غروب شمس يوم الخميس إلى غروب شمس يوم الجمعة، قال المناوي: فيندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها كما نص عليه الشافعي -رضي الله عنه-. فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ورد فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حثنا على قراءة الآيات العشر الأواخر من سورة الكهف للحماية من فتنة الدجال، حيث قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال»، فقد وردت عدة أحاديث في فضل قراءة سورة الكهف، منها حديث عن أن حفظ عشر آياتٍ من سورة الكهف يعصم من فتنة المسيح الدّجال، وكذلك أنّ من قرأها يوم الجمعة أضاء له من النّور ما بين الجمعتين. وقد ورد أنه قال رسول الله - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال»، وقوله -صلى الله عليه وسلّم-: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء»، وعن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: «مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتينِ»، كما أنه يثاب عن قراءة كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، حيث إن سورة الكهف من القرآن. قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وجاء عن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها، عليه ينقسم الناس ما بين مداوم على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ولا يعرف فضلها، وآخر تارك قراءة سورة الكهف يوم الجمعة رغم علمه بفضلها، والبعض حريص على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وعلى علم بفضلها، وآخرين اهملوا قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ويغفل فضلها. ورد في سورة الكهف أربعة أنواع من الفتن، التي يمكن للإنسان أن يقع فيها في الدنيا، بأن الفتن المذكورة في سورة الكهف، أولها فتنة الدين، وتعبر عنها قصة أهل الكهف، وثانيها فتنة المال وتتمثل في قصة صاحب الجنتين، وثالثها فتنة العلم وجاءت في قصة النبي موسى –عليه السلام- مع سيدنا الخضر. وورد أن الفتنة الرابعة الواردة بسورة الكهف، هي فتنة الملك ، وعبرت عنها قصة ذو القرنين، و هذه الفتن الأربع تكون مجتمعة في شخص الدجال، لذا فمن قرأ سورة الكهف في كل جمعة وقاه الله سبحانه وتعالى فتنة الدجال، أي أن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة تحفظ الإنسان من هذه الفتن الأربع. وقد أوصانا النبي -صلى الله عليه وسلّم- بالحرص على قراءة سورة الكهف في كل يوم جمعة، لقوله -صلى الله عليه وسلّم- «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء». ووردت أحاديث في فضل سورة الكهف، منها حديث عن أن حفظ عشر آياتٍ من سورة الكهف يعصم من فتنة المسيح الدّجال، وكذلك أيضا أنّه من قرأها يوم الجمعة أضاء له من النّور ما بين الجمعتين، وفي حديث آخر من قرأها كانت له نورًا يوم القيامة. القصص المذكورة في سورة الكهف

آية لو قرأتها يوم الجمعة تغير حالك كله لما تتمنى
آية لو قرأتها يوم الجمعة تغير حالك كله لما تتمنى

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

آية لو قرأتها يوم الجمعة تغير حالك كله لما تتمنى

آية لو قرأتها يوم الجمعة تغير حالك كله ، تهم الجميع لأنها تحمل لهم حلولاً لكل مشاكلهم وتضع نهاية لأحزانهم وهمومهم، ولعل أهمية التحقق من وجود آية لو قرأتها يوم الجمعة تغير حالك كله تنبع من فضل يوم الجمعة وكثرة وصايا رسول الله باغتنام هذا اليوم ونفحاته وبركاته، خاصة وأن فيه ساعة يُستجاب فيها الدعاء ، وحيث إن خير الدعاء ما كان بالقرآن الكريم ، ومن ثم ينبغي معرفة آية لو قرأتها يوم الجمعة تغير حالك كله لاغتنامها اليوم . آية لو قرأتها يوم الجمعة تغير حالك كله قال الشيخ محمد أبو بكر الداعية الإسلامي، إن هناك آية لو قرأتها يوم الجمعة تغير حالك كله، فإذا كنت مديونا سيرسل الله من يسد دينك أو مكروبا ربنا سيفرج كربك أو مهموم سيزيح الله همك لو عندك أى شيء تريده سيحققه الله لك. وأوضح ' أبو بكر' في تحديده لحقيقة آية لو قرأتها يوم الجمعة تغير حالك كله، أننا نعلم أن آخر ساعة من الجمعة يستجاب فيها الدعاء، وتكون قبل آذان المغرب بساعة، فلو كان المغرب سيؤذن حوالى الساعة 7:51 مساءً اليوم فستجلس من الساعة السادسة بعد الوضوء، وتبدأ في الدعاء . وأوصى بالحرص على الاستعداد قبل المغرب بساعة والوضوء والجلوس في - مُصلاك - مكان الصلاة سواء في البيت أو في المسجد لكي تخلو بربك، وبعد ذلك قل: "استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" 100 مرة، وبعد ذلك ردد 'اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تفرج بها الهم وتزيح بها الغم وتسدد بها الدين وتحقق بها الآمال' 100 مرة. وتابع: ثم كرر هذه الآية التي وردت في سورة الكهف وقالها أهل الكهف وهم فى شدتهم وكربهم والدنيا كلها تكاتلت عليهم وهم فارين بدينهم والدنيا كلها أظلمت في وجههم ولم يعد أمامهم إلا الكهف وهي: ( إِذْ أَوَى ٱلْفِتْيَةُ إِلَى ٱلْكَهْفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)، إلى أن يؤذن المؤذن للمغرب ويقول الله أكبر، وبعد ذلك تصلى المغرب وثق أن الله سيحقق لك ويعطيك ما تدعو به فى صلاة المغرب. غير حالك في ساعة الاستجابة يوم الجمعة وبين أنه يمكنك أن تغير حالك في ساعة الاستجابة يوم الجمعة ، من خلال عدة عدة أمور ، وهي : 1- استغفر بالصيغة التالية : ( أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) 100 مرة. 2- صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم - بهذه الصيغة (اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تفرج بها الهم وتزيح بها الغم وتسدد بها الدين وتحقق بها الآمال) 100 مرة. 3- ردد بعد ذلك إلى أن يؤذن المغرب "رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا'. 4- بعد ذلك ردد الأذان وصلي المغرب وأنت في السجود أدعى ربنا بما تريده وسترى عجب العجاب وسترى تفريجا كتفريج أهل الكهف ونصرة كنصرة الله لأهل الكهف ورزقا كرزق الله لأهل الكهف وسترى تغير الكون كله لنصرتك كما غير الله معالم الدنيا كلها من أجل نصرة أهل الكهف. فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وأوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، أنه ورد في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ا أو ليلتها أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها: عن أبي سعيد الخدري، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ في يَوْمَ جُمُعَةٍ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ»، موضحًا أن الوقت الشرعي لقراءة سورة الكهف، يبدأ من مغرب يوم الخميس إلى مغرب يوم الجمعة، أي أنه يجوز قراءة سورة الكهف بعد المغرب يوم الخميس، وهو بداية ليلة الجمعة، ويتضاعف الفضل في شهر ذي القعدة لأنه من الأشهر الحُرم التي يتعاظم فيها الأجر والثواب. ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي فسأل الله خيرا إلا أعطاه»، ورجاء إدراك فضيلة هذه الساعة أمر مرغوب فيه، وقد اجتهد الكثيرون في استنباط وقت هذه الساعة، على أقوال كثيرة، ولعل أصح هذه الاجتهادات قولان، الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة. ودليله :عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال لي عبد الله بن عمر أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة؟،قال: قلت: نعم؛ سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة» أخرجه مسلم فى صحيحه. وورد القول الثاني فيها: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين، وهو قول عبد الله بن سلام، وأبي هريرة، والإمام أحمد، وخلق. ودليله: عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر». وروى سعيد بن منصور في سننه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا، فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة، فتفرقوا ولم يختلفوا أنها اخر ساعة من يوم الجمعة وبناء عليه فإنه لا مانع أن يجمع المسلم بين الوقتين فيستمع للخطبة الثانية ويؤمن على دعاء الإمام فيها راجيا أن تكون هذه الساعة وأن يجتهد فى الدعاء من بعد صلاة العصر حتى الغروب فيجمع بين الخيرين معا، مع مراعاة آداب الدعاء وضوابطه. و رأى معظم العلماء أن ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة تكون بعد العصر، وقبل المغرب، يوم الجمعة هو من خير الأيام وأفضلها ويستحب للمسلم أن يكثر فيه من الدعاء لعله يوفق ساعة استجابة الدعاء في يوم الجمعة هذا اليوم الذي جاء في فضله ما ورد في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ». و قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن العلماء اختلفوا في تحديد ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة، وانتهى البحث فيها إلى قولين تضمنتهما الأحاديث النبوية، وأحدهما أرجح من الآخر، منوهًا في إجابته عن سؤال: «في يوم الجمعة ساعة يستجيب الله فيها لمن دعاه، متى تبتدئ هذه الساعة ومتى تنتهي؟، بأن القول الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة. واستشهد بما روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ؛ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ». واستند لما روى الترمذي من حديث كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يَسْأَلُ اللَّهَ الْعَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاه» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيَّةُ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: «حِينَ تُقَامُ الصَّلَاةُ إِلَى الِانْصِرَافِ مِنْهَا». و نبه إلى أن القول الثاني: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين، وهو قول عبد الله بن سلام، وأبي هريرة، والإمام أحمد، وغيرهم، وحجَّة هذا القول ما رواه أحمد في مسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ». وأردف: وما رواه أبو داود والنسائي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لَا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ».

آخر ساعة في ليلة الجمعة.. الإفتاء: اغتنموها بهذا الذكر
آخر ساعة في ليلة الجمعة.. الإفتاء: اغتنموها بهذا الذكر

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

آخر ساعة في ليلة الجمعة.. الإفتاء: اغتنموها بهذا الذكر

نشهد الآن آخر ساعة في ليلة الجمعة والتي بدأت منذ 8 ساعات مع أذان المغرب ، وحيث إنها من أهم الليالي المباركة ، التي أوصى رسول الله باغتنام فضلها بصالح الأعمال والدعاء ، وهو ما يجعل آخر ساعة في ليلة الجمعة فرصة ذهبية تنفرط بسرعة ينبغي اللحاق بها واغتنامها قبل فوات الأوان، حيث يعد دعاء آخر ساعة في ليلة الجمعة من أهم الأدعية المستجابة ومن ثم فهو بوابة تحقيق الأمنيات المستحيلة . آخر ساعة في ليلة الجمعة قالت دار الإفتاء المصريةـ إنه في آخر ساعة في ليلة الجمعة ينبغي الإكثار من الصلاة على سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ، منوهة بأن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة ويوم الجمعة من أفضل الذكر . وأوصت " الإفتاء" ، قائلة : آخر ساعة في ليلة الجمعة بدأت فلنكثر فيها من الصلاة على الحبيب وآله وصحبه وسلم، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد. واستشهدت بما قال الله تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الآية 56 من سورة الأحزاب ، مشيرة إلى أن من صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- مرّة رد الله عليه بعشرة أمثالها، و ما من عبد يصلي على النبي الأمين إلّا صلت عليه الملائكة، فإن أكثر من الصلاة أو أقل منها كانت صلاة الملائكة عليه بقدر صلاته على النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأوضحت أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- تنفي عن المسلم صفة البخل، وكذلك قُرب منزلة المؤمن من النبي -صلى الله عليه وسلم- بحسب صلاته عليه، فالصلاة على النبي تعرض عليه كل يوم جمعة، فمن كانت صلاته أكثر كانت منزلته إلى النبي الكريم أقرب. دعاء آخر ساعة ليلة الجمعة ورد من دعاء آخر ساعة في ليلة الجمعة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه وصية نبوية شريفة، حيث حثنا على إحسان الظن بالله تعالى، ونهانا عن اليأس والقنوط من رحمة الله عز وجل وألا يستسلمَ الإنسان وأن يؤمن أنّ كل أمره خير وأنّ القضاءَ والقدرَ بيدَ الله ربّ العالمين، وأن يلجأَ إلى الدعاء لاستعادة تلك النِعم. وورد أنه لا خير من دعاء ليلة الجمعة تحقيق الأمنيات، وقد حرص رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على ترديد ثلاثة أدعية في كل وقت، وهي : «اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَاخْلُفْ عَلَى كُلِّ غَائِبَةٍ لِي بِخَيْرٍ». وورد في المستدرك للحاكم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَاخْلُفْ عَلَى كُلِّ غَائِبَةٍ لِي بِخَيْرٍ». دعاء ليلة الجمعة لقضاء الدين 1-من دعاء ليلة الجمعة لقضاء الدين : «اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري، وتذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيض بها وجهي». 2- «اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ». 3- ومن دعاء ليلة الجمعة لقضاء الدين: «اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي، ومددت إليه يدي أو تأمّلته ببصري، وأصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثمّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليّ، وسألتك الزّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين». 4-كذلك من دعاء ليلة الجمعة لقضاء الدين: اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين. 5- اللهم في تدبيرك ما يغني عن الحيل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي سترك ما يسد الخلل، وفي عفوك ما يمحو الزلل، فبقوة تدبيرك وعظيم كرمك أسألك يا رب أن تدبرني بأحسن التدابير، وتيسر لي أمري بأحسن التياسير، وتنجيني مما يخيفني، أنت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي أبدًا ما أبقيتني. 6- أيضًا من دعاء ليلة الجمعة : «اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store