logo
صراع بشأن ملتقط الصورة التي ساعدت على تغيير مسار حرب فيتنام

صراع بشأن ملتقط الصورة التي ساعدت على تغيير مسار حرب فيتنام

الجزيرةمنذ 2 أيام

ذكرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية اليوم السبت أن الصورة الأشهر التي كشفت حقيقة حرب فيتنام للرأي العام الدولي وساعدت على تغيير مسار الحرب، باتت محل جدل كبير بشأن مصورها، بعد أكثر من 50 عاما على التقاطها.
وأضافت أن المصور الصحفي الأميركي نك أوت الذي ظل طيلة العقود الماضية يحظى بالتكريم على اعتبار أنه ملتقط الصورة، يواجه حاليا موجة من الانتقادات بعد صدور فيلم وثائقي ينسب الصورة إلى صحفي فيتنامي مستقل.
وتعرف الصورة باسم "الفتاة الصغيرة والنابالم"، وتظهر طفلة فيتنامية تدعى فان ثي كيم فوك مصابة بحروق خطيرة وهي تركض عارية هاربة من قنابل النابالم الأميركية برفقة أفراد من عائلتها، وذلك في ترانغ بانغ، جنوب فيتنام، عام 1972.
وتابعت أن الصورة ارتبطت في كتب التاريخ باسم المصور نك أوت، لكن أمس الجمعة أعلن مهرجان "وورلد برس فوتو" تعليق نسبة الصورة إلى أوت، بسبب الشكوك التي أثارها الشريط الوثائقي الجديد.
ويعمل نك أوت -واسمه الحقيقي هويه كونغ أوت- لصالح وكالة أسوشيتد برس الأميركية، وكان قد حصل على جائزة بوليتزر وجائزة وورلد برس فوتو عام 1973 عن هذه الصورة.
لكن كل شيء تغير في يناير/كانون الثاني 2025 -تتابع لوفيغارو الفرنسية- عندما نسب وثائقي بعنوان "ذو سترينغر" الصورة إلى صحفي فيتنامي مستقل يُدعى نغوين ثانه نغي، والذي أُجري معه لقاء في الفيلم.
وبحسب الصحيفة، فقد أثار الوثائقي نقاشا عميقا داخل هيئة وورلد برس فوتو التي أجرت تحقيقا بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار الجاري حول ملتقط الصورة، فقررت تعليق نسبة الصورة إلى نك أوت ابتداء من أمس الجمعة.
وأوضح بيان للهيئة أنه "استنادًا إلى تحليل الموقع والمسافة والكاميرا المستخدمة في ذلك اليوم، ربما كان أحد المصورين نغوين ثانه نغي أو هوينه كونغ فوك في وضع أفضل من نك أوت لالتقاط الصورة"، تبرز لوفيغارو.
وتتابع الصحيفة الفرنسية أن وكالة أسوشيتد برس أعلنت من جهتها مؤخرا أنها ستستمر في نسب الصورة إلى نك أوت، لكنها أقرت بأن تحقيقها الداخلي أثار "أسئلة مهمة، قد لا نجد لها إجابة أبدا".
أما نك أوت نفسه، فقد نفى بشكل قاطع ما جاء في الوثائقي. وفي منشور على فيسبوك في فبراير/شباط، أصر على أن الصورة تعود إليه بالفعل.
صور غزة؟
وقارن متتبعون التأثير الضخم الذي أحدثته صورة نك أوت للطفلة الفيتنامية الصغيرة، وانعدام أي تأثير لآلاف الصور ومقاطع الفيديو الآتية يوميا من قطاع غزة ، والتي تظهر أطفالا بدون رؤوس، أو ملتصقين بالجدران بفعل شدة الانفجارات، وهي مناظر أقسى مما عاشته الطفلة الفيتنامية فان ثي كيم فوك التي كان يبلغ عمرها حينئذ 9 أعوام.
ويوضع المتابعون أن آلاف الصور ومقاطع الفيديو التي التقطت لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة لم تُحدث تأثيرا يذكر في وقف الجرائم الإسرائيلية، برغم كل المناشدات والمظاهرات الضخمة التي خرجت في العالم من شرقه إلى غربه.
إعلان

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"فتاة النابالم" الفيتنامية ضحية حرب وسفيرة سلام
"فتاة النابالم" الفيتنامية ضحية حرب وسفيرة سلام

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

"فتاة النابالم" الفيتنامية ضحية حرب وسفيرة سلام

فتاة فيتنامية، من مواليد عام 1963، يعرفها العالم بلقب "فتاة النابالم" بعد إصابتها بقنابل النابالم الحارقة في قصف استهدف قريتها عام 1972 في ذروة حرب فيتنام. ومنذ ذلك التاريخ ترسخت قصتها في أذهان الناس بفضل صورة لها وهي عارية تصرخ تحت وابل القصف. نجت من الموت بعد رحلة علاجية طويلة وحوّلت محنتها لاحقا إلى قصة نجاح في خدمة السلام وروح التعايش ودعم ضحايا الحروب. المولد والنشأة ولدت فان ثي كيم فوك، والتي تعرف عالميا بـ"فتاة النابالم"، يوم 2 أبريل/نيسان 1963 في قرية ترانغ بانغ بمحافظة تاي ننه جنوب شرقي فيتنام. وتقع تلك القرية على بعد أقل من 50 كيلومترا شمال غرب مدينة سايغون (مدينة هوشي منه حاليا). كانت تلك المنطقة حينها تحت سيطرة القوات الشيوعية من شمال فيتنام، وأمضى جيش فيتنام الجنوبية ثلاثة أيام في محاولة لطردها وإعادة فتح الطريق السريع القريب. وتقول الفتاة إن طفولتها كانت مليئة بالسعادة والمرح، وإنها كانت تذهب إلى المدرسة وتستمتع بحياة قروية بسيطة مع عائلتها وأبناء عمومتها وباقي سكان القرية. وكانت عائلتها تملك مزرعة، كما كانت والدتها تدير مطعما. قصف حارق تغيرت حياة كيم فوك رأسا على عقب عندما بلغت التاسعة من عمرها، جراء تعرض قريتها للقصف يوم 8 يونيو/حزيران 1972 في ذروة حرب فيتنام بين الجيش الفيتنامي الشمالي المدعوم من الاتحاد السوفياتي و الصين وأطراف أخرى، وبين الجيش الفيتنامي الجنوبي المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية وأطراف دولية أخرى. في ذلك اليوم أسقطت طائرات تابعة للجيش الجنوبي قنبلة مزودة بمادة النابالم الحارقة على القرية، وكانت كيم فوك من ضمن ضحايا مدنيين وجنود فيتناميين جنوبيين فروا من معبد بوذي كانوا يحتمون فيه إلى مواقع آمنة يُسيطر عليها الفيتناميون الجنوبيون. أدى ذلك القصف إلى مقتل اثنين من أقارب كيم فوك وقرويين آخرين، فيما تعرضت هي لحروق شديدة وتخلصت من ملابسها المحترقة وأثناء لحظة هروبها وهي عارية وسط الفارين من مدنيين وجنود، التقط لها نيك أوت، مصور وكالة أسوشيتد برس، صورة في قلب ذلك المشهد. تروي فتاة النابالم لحظات الرعب، في حوار صحفي في الذكرى الخمسين للواقعة، وتقول "التفت فرأيت الطائرات، ورأيت أربع قنابل تهبط. وفجأة اشتعلت النيران في كل مكان، واحترقت ملابسي، في تلك اللحظة لم أرَ حولي سوى النار.. كنت أصرخ، حار جدا حار جدا.. ما زلت أتذكر ما خطر ببالي. فكرت: يا إلهي!! لقد احترقت وسأصبح بشعة، وسينظر إليّ الناس بطريقة مختلفة. وكنتُ مرعوبةً للغاية". وتحولت صورتها وهي عارية ومحترقة إلى واحدة من أكثر الصور تأثيرا وشهرة في حرب فيتنام (التي انتهت عام 1975) وفي العقود اللاحقة، بوصفها عنوانا لأهوال الحروب ومعاناة ضحاياها. ظهرت النسخة الأولى من تلك الصورة التاريخية في اليوم التالي للقصف على صدر الصفحة الأولى لصحيفة نيويورك تايمز ، وفازت في العام التالي (1973) بجائزة بوليتزر، وفي السنة نفسها نالت لقب "صورة العام" للصحافة. وراجت الصورة وانتشرت على نطاق واسع منذ ذلك التاريخ وزاد حجم رواجها على إيقاع الثورة المعلوماتية المتسارعة، وخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، وأصبحت أيقونة في الحملات المناهضة للحروب والمدافعة عن حقوق الأطفال والمدنيين بشكل عام. العلاج الطبي بعد التقاط الصورة أخذ المصور أوت الطفلة كيم فوك وعددا من الأطفال المصابين الآخرين إلى مستشفى بارسكي في مدينة سايغون، وتبين أن حروقها كانت شديدة لدرجة أن الأطباء رجحوا أنها لن تبقى على قيد الحياة. إعلان ظلت كيم بوك تحت المتابعة الطبية 14 شهرا وخضعت لـ17 عملية جراحية، بنها عملية لزرع الجلد. وفي عام 1982 تم نقلها إلى ألمانيا وتلقت العلاج هناك واستعادت القدرة على التحرك بشكل طبيعي مرة أخرى. ورغم شفاء جروحها ظلت الندوب والآلام الناجمة عن الحروق جزءا من حياتها، وتتطلب رعاية طبية مستمرة. وفي عام 2015 بدأت كيم بوك تتلقى علاجا بالليزر في مستشفى بميامي، في ولاية فلوريدا الأميركية، لمداواة ندوب على ذراعها اليسرى وفي ظهرها، وفي عام 2022 خاضت كيم فوك الجولة الثانية عشرة والأخيرة من تلك الرحلة العلاجية. العلاج النفسي وعلى المستوى النفسي قالت "فتاة النابالم" في أكثر من مناسبة إن التسامح جعلها تتخلص من مشاعر الكراهية، وإن قلبها "تطهّر من آثار مادة النابالم، وذلك بسلاح الإيمان، والغفران والحب"، وإن "أملها أن يتعلم الناس معنى الحب الحقيقي والأمل والتسامح". وبالروح التسامحية نفسها زارت كيم فوك الولايات المتحدة عام 1996 وألقت كلمة في النصب التذكاري لحرب فيتنام في يوم المحاربين القدامى، وتحدثت عن الهجوم الجوي على قريتها. وذكرت أنها لو أتيحت لها فرصة لقاء الطيار الذي ألقى القنابل لسامحته وحثته على العمل من أجل السلام. وبالفعل كان الطيار جون بلامر، الذي كتب رسالة إلى فوك معبرا عن ندمه، حاضرا والتقى بها لاحقا، فتعانقا وأخبرته أنها سامحته، وظلا صديقين منذ ذلك اللقاء. وروت قصتها في سيرتها الذاتية في كتاب نشرته عام 2017 بعنوان "طريق النار". وتقول في تلك المذكرات إنها حاولت طوال معظم حياتها الهروب من تلك اللحظة التي أصبحت فيها "فتاة النابالم". وتشرح كيف أصبحت ترى حياتها رحلة نحو الإيمان والسلام. الدراسة والتكوين كان حلم "فتاة النابالم" أن تصبح طبيبة، وراودها حتى بعد إصابتها في القصف وبعد رحلة علاجية طويلة، التحقت بكلية الطب، لكن اضطرت لمغادرتها في ظل التهافت الكبير على قصتها، إذ كان الصحفيون يتوافدون بكثرة لمقابلتها، وهو ما أثر على حياتها الخاصة. إعلان وفي عام 1986 حصلت على إذن ودعم من الحكومة بمواصلة دراستها في كوبا، وهناك التقت بالطالب الفيتنامي بوي هوي توان ونشأت بينهما علاقة انتهت بالزواج عام 1992. وفي طريقهما إلى موسكو لقضاء شهر العسل، استغلا توقف الطائرة في أحد مطارات كندا وطلبا اللجوء السياسي هناك، وحصلا عليه، واستقرا في أونتاريو بالقرب من تورونتو، ولديهما طفلان. وتقديرا لجهودها في دعم الأطفال ضحايا الحرب في جميع أنحاء العالم، حصلت "فتاة النابالم" على 8 شهادات دكتواره فخرية في القانون وغيره من التخصصات من مؤسسات أكاديمية دولية مرموقة بعضها في كندا. إنجازات وإشادات بعد الاستقرار في كندا بدأت رحلة جديدة في الدعوة إلى السلام ودعم الأطفال المتضررين من الحروب من خلال إطلاق مؤسسة "كيم فوك" الدولية لتحقيق حلمها بتوفير الأموال لدعم عمل المنظمات الدولية التي تقدم المساعدة الطبية والمعيشية والتعليمية المجانية للأطفال ضحايا الحرب والعنف والحرمان. في 1994، تم تعيين كيم فوك سفيرة للنوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو). وفي عام 1997 أنشأت كيم فوك أول مؤسسة لها في الولايات المتحدة، بهدف توفير المساعدة الطبية والنفسية لأطفال ضحايا الحرب، وأطلقت لاحقا مؤسسات أخرى تحمل اسمها تحت مظلة مؤسسة كيم فوك الدولية. واحتفاء بجهودها في دعم السلام، حصلت "فتاة النابالم" على الكثير من الإشادات، وتم تكريمها في أكثر من محفل دولي. وفي عام 2019 حصلت على واحدة من أكثر الجوائز المرموقة في العالم، وهي جائزة دريسدن للسلام، لنشاطها في مجال السلم ودعم ضحايا الحروب.

صراع بشأن ملتقط الصورة التي ساعدت على تغيير مسار حرب فيتنام
صراع بشأن ملتقط الصورة التي ساعدت على تغيير مسار حرب فيتنام

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

صراع بشأن ملتقط الصورة التي ساعدت على تغيير مسار حرب فيتنام

ذكرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية اليوم السبت أن الصورة الأشهر التي كشفت حقيقة حرب فيتنام للرأي العام الدولي وساعدت على تغيير مسار الحرب، باتت محل جدل كبير بشأن مصورها، بعد أكثر من 50 عاما على التقاطها. وأضافت أن المصور الصحفي الأميركي نك أوت الذي ظل طيلة العقود الماضية يحظى بالتكريم على اعتبار أنه ملتقط الصورة، يواجه حاليا موجة من الانتقادات بعد صدور فيلم وثائقي ينسب الصورة إلى صحفي فيتنامي مستقل. وتعرف الصورة باسم "الفتاة الصغيرة والنابالم"، وتظهر طفلة فيتنامية تدعى فان ثي كيم فوك مصابة بحروق خطيرة وهي تركض عارية هاربة من قنابل النابالم الأميركية برفقة أفراد من عائلتها، وذلك في ترانغ بانغ، جنوب فيتنام، عام 1972. وتابعت أن الصورة ارتبطت في كتب التاريخ باسم المصور نك أوت، لكن أمس الجمعة أعلن مهرجان "وورلد برس فوتو" تعليق نسبة الصورة إلى أوت، بسبب الشكوك التي أثارها الشريط الوثائقي الجديد. ويعمل نك أوت -واسمه الحقيقي هويه كونغ أوت- لصالح وكالة أسوشيتد برس الأميركية، وكان قد حصل على جائزة بوليتزر وجائزة وورلد برس فوتو عام 1973 عن هذه الصورة. لكن كل شيء تغير في يناير/كانون الثاني 2025 -تتابع لوفيغارو الفرنسية- عندما نسب وثائقي بعنوان "ذو سترينغر" الصورة إلى صحفي فيتنامي مستقل يُدعى نغوين ثانه نغي، والذي أُجري معه لقاء في الفيلم. وبحسب الصحيفة، فقد أثار الوثائقي نقاشا عميقا داخل هيئة وورلد برس فوتو التي أجرت تحقيقا بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار الجاري حول ملتقط الصورة، فقررت تعليق نسبة الصورة إلى نك أوت ابتداء من أمس الجمعة. وأوضح بيان للهيئة أنه "استنادًا إلى تحليل الموقع والمسافة والكاميرا المستخدمة في ذلك اليوم، ربما كان أحد المصورين نغوين ثانه نغي أو هوينه كونغ فوك في وضع أفضل من نك أوت لالتقاط الصورة"، تبرز لوفيغارو. وتتابع الصحيفة الفرنسية أن وكالة أسوشيتد برس أعلنت من جهتها مؤخرا أنها ستستمر في نسب الصورة إلى نك أوت، لكنها أقرت بأن تحقيقها الداخلي أثار "أسئلة مهمة، قد لا نجد لها إجابة أبدا". أما نك أوت نفسه، فقد نفى بشكل قاطع ما جاء في الوثائقي. وفي منشور على فيسبوك في فبراير/شباط، أصر على أن الصورة تعود إليه بالفعل. صور غزة؟ وقارن متتبعون التأثير الضخم الذي أحدثته صورة نك أوت للطفلة الفيتنامية الصغيرة، وانعدام أي تأثير لآلاف الصور ومقاطع الفيديو الآتية يوميا من قطاع غزة ، والتي تظهر أطفالا بدون رؤوس، أو ملتصقين بالجدران بفعل شدة الانفجارات، وهي مناظر أقسى مما عاشته الطفلة الفيتنامية فان ثي كيم فوك التي كان يبلغ عمرها حينئذ 9 أعوام. ويوضع المتابعون أن آلاف الصور ومقاطع الفيديو التي التقطت لحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة لم تُحدث تأثيرا يذكر في وقف الجرائم الإسرائيلية، برغم كل المناشدات والمظاهرات الضخمة التي خرجت في العالم من شرقه إلى غربه. إعلان

فيلم وثائقي جديد يثير هوية المُلتقط الفعلي لصورة "فتاة النابالم" الشهيرة
فيلم وثائقي جديد يثير هوية المُلتقط الفعلي لصورة "فتاة النابالم" الشهيرة

الجزيرة

time٢٨-٠١-٢٠٢٥

  • الجزيرة

فيلم وثائقي جديد يثير هوية المُلتقط الفعلي لصورة "فتاة النابالم" الشهيرة

شدد صانعو فيلم وثائقي جديد عُرض في مهرجان سندانس السينمائي بعنوان "ذي سترينغر"، والذي يتناول تحقيقا بشأن صورة " فتاة النابالم" الفيتنامية الشهيرة، المثار أنها نُسبت عمدا إلى المصوّر الخطأ، على "أهمية مشاركة هذه القصة مع العالم". ويتمحور الفيلم حول تحقيق عن شائعات مفادها أن الصورة الشهيرة التي ساعدت في تغيير النظرة العالمية ل حرب فيتنام ، قد التقطها في الواقع صحافي مستقل محلي غير معروف. بينما تنفي هذه الشائعات وكالة "أسوشييتد برس"، وتؤكد فوز مصورها "نيك أوت" ب جائزة بوليتزر ، والمتعارف على أنه التقط صورة الفتاة "فان ثي كيم فوك" بعمر التسع سنوات وهي تهرب عارية من قصف بالنابالم. ورغم أن تلك الصورة أثارت الجدل حول مصورها الفعلي، إلا أن نيك دأب على القول إنه صاحب الصورة، وسعى محاميه إلى التقاضي لمنع عرض الفيلم. View this post on Instagram A post shared by الجزيرة الوثائقية (@aljazeeradocumentary) "أسوشييتد برس" تنفي المزاعم ونشرت وكالة "أسوشييتد برس" تقريرا خلال الأسبوع الماضي يتضمّن تفاصيل تحقيق داخلي أجرته في هذا الشأن. ويشير التقرير إلى أنّها لم تجد أدلة تثبت صحة الادعاءات ضد مصورها وأن تحقيقها "لم يتوصل إلى أي شيء يثبت أن نيك أوت لم يلتقط الصورة". وفي الوقت نفسه، أكدت الوكالة أنها لم تُمنَح بعد حق الوصول إلى الأبحاث التي أُجريت لإنجاز الفيلم، وأعربت يوم الأحد عن استعدادها "لإعادة النظر في أي أدلة ومعلومات جديدة بشأن هذه الصورة". فكرة الفيلم الوثائقي وترجع فكرة الفيلم الوثائقي الجديد إلى حديث علني عن مصدر الصورة، لمحرّر صور سابق كان يناوب في مكتب أسوشييتد برس في سايغون في اليوم الذي التُقطت فيه الصورة، يدعى "كارل روبنسون". في الفيلم، يقول روبنسون إنّ رئيس قسم الصور في مكتب سايغون والحائز جائزة بوليتزر مرتين "هورست فاس" أمره بكتابة كلام للصورة ينسبها إلى أوت. ويحكي روبنسون أنه "عندما بدأت بكتابة كلام الصورة، قال لي هورست فاس الذي كان يقف بجواري مباشرة: نيك أوت. اكتب نيك أوت". وبعد إجراء تلك المقابلة مع روبنسون، تمكن صانعو الفيلم من تحديد اسم المصور الفيتنامي المستقل المسمى "غوين تان نجه" بعد أن كان مجهولا لفترة طويلة، والذي ظهر في صور أخرى للمشهد نفسه في "ترانغ بانغ" يوم 8 يونيو/حزيران 1972. وفي حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، يقول المخرج المنفذ للفيلم الوثائقي "غاري نايت"، وهو مصوّر صحافي قاد التحقيق كذلك، إنه "من المهم" أن يحاسب أعضاء وسيلة الإعلام أنفسهم. ويضيف إنّ "الصورة المعنية هي إحدى أهم الصور الفوتوغرافية على الإطلاق، للحرب بالتأكيد". ومن بين المسائل التي أُثيرت مرات عدة ردا على الادعاءات الجديدة، هو لماذا مرّت مدة طويلة قبل أن يتحدث أي شخص عن الموضوع. ويقول مخرج الفيلم "باو نغوين" إنّ "معرفة هوية صاحب الصورة… لطالما كانت مسألة نعتبر أنّ مشاركتها مع العالم أمرا مهما لنا كفريق سينمائي". بالإضافة إلى أن محرر الصور بالوكالة أنذاك "كارل روبنسون" كان يخشى أن يخسر وظيفته في الفترة التي كتب فيها كلام الصورة، وبدأ مع الوقت يشعر بأن "الأوان قد فات" للتحدث علنا، حتى عرف اسم الصحافي المستقل بعد عقود. وعلل محامي أوت، "جيم هورنستين"، لوكالة فرانس برس، إن تحدث روبنسون الآن يعود لـ "ثأر عمره 50 عاما مع نيك أوت وأسوشييتد برس وهورست فاس"، مؤكدا أنه "سيتم رفع دعوى تشهير قريبا ضد صانعي الفيلم". شهادة المصور المحلي وبعد تعقب فريق الفيلم الوئائقي للمصور الفيتنامي المستقل، أكد "غوين تان نجه" أنه هو من التقط تلك الصورة الشهيرة، ويقول "لقد كان نيك أوت برفقتي في مهمة. لكنه ليس مَن التقطها، أنا صاحب تلك الصورة". وعبرت عائلة نجه في الفيلم إنه كان أسفا لخسارته ملكية تلك الصورة دائما. ويصف بنفسه شعوره بالاستياء بعدما جهد لالتقاطها، لكن "ذلك الرجل حصل على كل شيء: التقدير، والجوائز". بينما اعتبر مخرج الفيلم الوثائقي "باو نغوين" أنّ عدم إقدام الأسرة على التحدث علنا حتى الآن، كان نوع من المغالطة. فقد كانوا منذ فترة طويلة داخل دوائرهم الخاصة، يتحدثون عن الأمر. ولقد انتقد المخرج المنفذ للفيلم الوثائقي "غاري نايت" الاختلال الكبير في توازن القوى في المجال الصحافي. ويتابع "لقد هيمن على هذا المجال الذكور البيض الغربيون المغايرون جنسيا، طوال فترة عملي فيه وقبل ذلك". دعم صانعو الفيلم ادعاءهم بتحقيق أجرته منظمة إندكس INDEX، وهي منظمة غير ربحية يقع مقرها في فرنسا ومتخصصة في التحقيقات الجنائية، أشارت فيه إلى احتمالية أن أوت لم يكن في وضعية ملائمة لالتقاط الصورة. ويعيد أحدث بيانات "أسوشييتد برس" تكرار طلب الوكالة من صانعي الفيلم مشاركة الأدلة، بما في ذلك روايات لشهود العيان وتقرير منظمة INDEX. ويضيف البيان "عندما علمنا بهذا الفيلم ومزاعمه، أخذناها على محمل الجد وبدأنا التحقيق". حرب فيتنام جدير بالذكر أن حرب فيتنام، والتي كانت في الفترة من 1955إلى 1975، شكلت صراعًا دمويًا بين فيتنام الشمالية الشيوعية المدعومة من الاتحاد السوفييتي و الصين ، و فيتنام الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة. برز بهذه الحرب استخدام أسلحة محظورة مثل النابالم ، وأثارت صورها المروّعة موجة استياء عالمي، أبرزها تلك الصورة مثار الجدل، صورة "فتاة النابالم". وانتهت الحرب بسيطرة الشمال وتوحيد البلاد تحت النظام الشيوعي ، لكنها تركت أثرًا عميقًا في تاريخ البشرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store