
علماء أمريكيون كبار يكشفون خطأ رياضيا جسيما في صيغة تعريفة ترامب الجمركية
واشنطن-سبأ:
كشف علماء كبار في "معهد أمريكان إنتربرايز" عن أن صيغة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحتوي على خطأ رياضي جسيم يؤدي إلى تضخيم المبلغ الفعلي للتعريفات المطلوبة.
وأوضح العلماء في المعهد أن الرئيس ترامب وصف الرسوم بأنها "متبادلة" ومساوية لنصف معدل الرسوم والعوائق التجارية غير الجمركية التي تفرضها الدول الأخرى، لكنها في الواقع ليست كذلك.
وأشاروا إلى أنه وحتى لو أخذت صيغة إدارة ترامب للرسوم الجمركية على محمل الجد، فإنها ارتكبت خطأ جسيما يضاعف الرسوم الجمركية المفروضة على الدول الأجنبية أربعة أضعاف.
ونتيجة لذلك، فإن الرسوم الجمركية "التبادلية" التي فرضها الرئيس ترامب مُبالغ فيها بشكل كبير، كما جاء في التقرير.
وكان ترامب قد أعلن يوم الأربعاء الماضي فرض رسوم جمركية على كل الدول الأجنبية تقريبا تتراوح بين حد أدنى 10% وصولا إلى 50%، وكانت الآثار الاقتصادية دراماتيكية حيث خسر سوق الأسهم 9% من قيمته وارتفعت التوقعات باحتمال حدوث ركود.
وأوضح العلماء أن النسبة المئوية للرسوم التي تفرضها الولايات المتحدة على دولة ما تساوي العجز التجاري الأمريكي مقسوما على الواردات من تلك الدولة، مقسوما على اثنين أو 10%، أيهما أعلى، أي أنه حتى لو لم يكن هناك عجز تجاري (أو كان هناك فائض) مع دولة ما، فإنها ستخضع لرسوم دنيا قدرها 10%.
وعلى سبيل المثال، إذا استوردت الولايات المتحدة سلعا وخدمات بقيمة 100 مليون دولار بينما صدّرت 50 مليون دولار لدولة ما، فإن إدارة ترامب تدعي أن تلك الدولة تفرض رسوما جمركية بنسبة 50% على الولايات المتحدة وستكون الرسوم "المتبادلة" التي فرضها ترامب نصف ذلك أي 25%.
ووفق المعهد فإن معادلة الرسوم التي نسبت في الأصل إلى مجلس المستشارين الاقتصاديين ونشرها مكتب الممثل التجاري الأمريكي، لا معنى لها اقتصاديا، فالعجز التجاري مع دولة ما لا يتحدد فقط بالرسوم والعوائق غير الجمركية، بل أيضا بتدفقات رأس المال الدولي، وسلاسل التوريد، والميزة النسبية، والجغرافيا، وعوامل أخرى.
ورغم أن المعادلة الفعلية للرسوم المفروضة على الولايات المتحدة من دولة أخرى تساوي العجز التجاري مقسوما على الواردات، إلا أن المعادلة المنشورة من مكتب الممثل التجاري الأمريكي تحتوي على مصطلحين إضافيين في المقام يلغيان بعضهما: (1) مرونة الطلب على الواردات بالنسبة لأسعار الواردات (ε)، و(2) مرونة أسعار الواردات بالنسبة للرسوم (φ).
وعلى وجه التحديد، فإن الصيغة التي قدمتها الإدارة هي ببساطة العجز التجاري للولايات المتحدة مع كل دولة مقسوما على قيمة السلع التي تستوردها الولايات المتحدة من تلك الدولة، وفي هذه الحالة المتغيران الآخران في المعادلة يحايدان بعضهما البعض مما يجعلهما بلا معنى فعليا.
وبحسب مؤلفي التقرير، لو تم حساب المعدلات بشكل صحيح لكانت الرسوم الجمركية المفروضة على ليسوتو 13.2% بدلا من 50%، في حين أن الرسوم الجمركية على الصين والاتحاد الأوروبي سوف تكون 10 في المائة بدلا من 32% و20% على التوالي.
ولفت التقرير إلى أن تصحيح خطأ إدارة ترامب سيؤدي إلى خفض التعريفات الجمركية المفترض أن تطبقها كل دولة على الولايات المتحدة إلى حوالي ربع مستواها المعلن، وبالتالي خفض التعريفات الجمركية التي أعلن عنها الرئيس ترامب يوم الأربعاء بالنسبة نفسها، مع مراعاة الحد الأدنى للتعريفة الجمركية البالغ 10%.
وفي الختام ذكر المشرفون على التقرير "نرى الآن أن الصيغة التي اعتمدت عليها الإدارة لا أساس لها في النظرية الاقتصادية أو قانون التجارة، ولكن إذا أردنا أن نتظاهر بأنها أساس سليم للسياسة التجارية الأمريكية فعلينا على الأقل أن نتوقع من مسؤولي البيت الأبيض المعنيين إجراء حساباتهم بعناية، ونأمل أن يصححوا خطأهم قريبا فتحرير التجارة الناتج عن ذلك سيوفر دفعة ضرورية للاقتصاد، وقد يساعدنا في تجنب الركود".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 5 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
روسيا الثالثة عالميا في فائض الميزان التجاري
أشارت الإحصاءات إلى أن روسيا احتلت حتى نهاية العام الماضي المركز الثالث عالميا بفائض الميزان التجاري فيما لا تزال الصين تحظى بأعلى فائض، والولايات المتحدة بأكبر عجز تجاري عالميا. ووفقا لدراسة أجرتها وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، شملت بيانات التجارة في 91 دولة، حققت تجارة 33 منها فائضا إجماليا بلغ 2.3 تريليون دولار، بينما سجلت اقتصادات 58 اقتصادا عجزا إجماليا بلغ 2.8 تريليون دولار. وحققت الصين فائضا تجاريا بلغ 991 مليار دولار تليها ألمانيا بـ258 مليار دولار، وروسيا بـ151 مليار دولار. وشملت القائمة الخمس الأولى أيضا أيرلندا التي تراجعت من المركز الثالث إلى الخامس بفائض بلغ 98 مليار دولار، وهولندا التي حققت فائضا قدره 89 مليار دولار وصعدت ثلاث مراتب. وبين الدول العشر الأولى في فائض الميزان التجاري كانت سويسرا (77 مليار دولار)، والسعودية (73 مليارا)، والنرويج (69 مليارا)، والبرازيل (59.5 مليارا)، وإيطاليا (55 مليارا). في المقابل، سجلت الولايات المتحدة أكبر عجز تجاري في العام الماضي، بلغ 1.3 تريليون دولار. وكانت أقرب "منافس" لها في هذا المؤشر بريطانيا بواقع 303 مليارات دولار. أما الهند التي احتلت المركز الثاني العام الماضي في عجز الميزان تراجعت هذا العام مركزا واحدا لتصبح الثالثة بواقع 263 مليار دولار، فيما شملت قائمة "العجزة" الخمسة فرنسا بـ111 مليارا وتركيا بـ82 مليارا.


26 سبتمبر نيت
منذ 8 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
روسيا تدخل قائمة أكبر 3 اقتصادات عالمية من حيث فائض التجارة
أجرت وكالة سبوتنيك تحليلا اقتصاديا أثبت أن روسيا أصبحت ثالث أكبر دولة في العالم من حيث الفائض التجاري في حين لا تزال الصين تتلقى أكبر دخل صاف من التجارة وذلك وفقًا للبيانات الصادرة عن الخدمات الإحصائية الوطنية لـ91 دولة رئيسية. أجرت وكالة سبوتنيك تحليلا اقتصاديا أثبت أن روسيا أصبحت ثالث أكبر دولة في العالم من حيث الفائض التجاري في حين لا تزال الصين تتلقى أكبر دخل صاف من التجارة وذلك وفقًا للبيانات الصادرة عن الخدمات الإحصائية الوطنية لـ91 دولة رئيسية. وقامت وكالة سبوتنيك بتحليل بيانات التجارة التي نشرت بالفعل أرقامًا عن العام الماضي ومن بين هذه البلدان حصلت 33 دولة فقط على فائض تجاري بلغ 2.3 تريليون دولار إجمالًا في حين دخل 58 اقتصادًا في المنطقة الحمراء بواقع 2.8 تريليون دولار. وكانت الصين أكبر الرابحين من التجارة العام الماضي إذ بلغ الفائض التجاري لها 991 مليار دولار وفي المرتبة التالية كما في العام السابق تأتي ألمانيا بإيرادات تجارية صافية بلغت 258 مليار دولار. وتحتل روسيا المركز الثالث بفائض تجاري قدره 151 مليار دولار لتتقدم أربعة مراكز نتيجة لذلك وتضم المراكز الخمسة الأولى أيضا أيرلندا، التي تراجعت من المركز الثالث إلى المركز الخامس بفائض بلغ 98 مليار دولار وهولندا التي سجلت فائضا قدره 89 مليار دولار وصعدت ثلاثة مراكز. وشملت الدول العشر الأولى التي حققت أعلى ربح من التجارة أيضًا سويسرا 77 مليار دولار والمملكة العربية السعودية 73 مليار دولار والنرويج 69 مليار دولار والبرازيل 59.5 مليار دولار وإيطاليا 55 مليار دولار. وفي الوقت نفسه سجلت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر عجز تجاري في العام الماضي بلغ 1.3 تريليون دولار وكان أقرب منافس لها هي بريطانيا على الرغم من أن عجزها التجاري كان قد بلغ 303 مليارات دولار.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 9 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
ضربة للبحرية الألمانية.. تأجيل بناء 6 فرقاطات حتى عام 2030 على الأقل
برلين- سبأ: أفادت وسائل إعلام ألمانية، نقلاً عن مصادر، بتأجيل استكمال بناء 6 فرقاطات من فئة "إف 126" للبحرية الألمانية حتى عام 2030، على الأقل. وطلبت البحرية الألمانية أول 4 فرقاطات في عام 2020، واثنتين أخريين في يونيو 2024، من شركة بناء السفن الهولندية "دامن نافال" بقيمة إجمالية تبلغ نحو 9 مليارات يورو (10.23 مليار دولار). وكان من المقرر أن تدخل أولى السفن الخدمة في عام 2028. وأشار تقرير نشرته صحيفة ألمانية، إلى أن مصادر مطلعة تعمل حاليًا على بدء التشغيل ابتداء من عام 2030. ووفقًا للتقرير، فإن الشركة الهولندية غير راضية عن شروط العقد، التي تنص على ضرورة إكمال 70% على الأقل من الطلب في أحواض بناء السفن الألمانية. ومع ذلك، ذكر التقرير أن ممثلي البحرية الألمانية وشركة بناء السفن غير مستعدين للتعليق علنًا على الصعوبات التي نشأت أو تحديد مواعيد دقيقة جديدة لإكمال البناء. وأعلنت شركة "دامن نافال" عن تأخير في تسليم السفينة الأولى، وتعمل الشركة المتعاقدة حاليًا على خطة مشروع شاملة منقحة وموثوقة مع مقاوليها، وفقًا لما ذكرته هيئة الأسلحة وتكنولوجيا المعلومات والتطبيقات الألمانية في الجيش الألماني، وفقا للتقرير. وتمتلك البحرية الألمانية، وفقًا للبيانات المنشورة على موقع الجيش الألماني، حاليًا 11 فرقاطة، تنتمي 4 منها إلى فئة "إف 123" وتم إطلاقها في الفترة من 1994 إلى 1996، وكان من المفترض استبدالها بفرقاطات من فئة "إف 126" الجديدة بعد عام 2028، حسبما حددت الصحيفة الألمانية.