
تقرير مخيَّمات شمال الضَّفَّة... دمار واسع ونازحون بلا مأوى وسط صمت السُّلطة
تعيش مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية، ولا سيما مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، واحدة من أعنف الحملات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، وسط تدمير ممنهج للبنية التحتية وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في ظل غياب أي أفق حقيقي لحل إنساني.
ولا تزال الحملة العدوانية الإسرائيلية التي بدأت في الـ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي متواصلة، حيث كانت باكورتها في مخيم جنين، ثم امتدت إلى مخيمي طولكرم ونور شمس، إذ دمّر الاحتلال آلاف المنازل في تلك المخيمات إضافة إلى تدمير البنية التحتية والشوارع وقطع المياه والكهرباء، ما دفع سكانها إلى النزوح لمدن وقرى ومجاورة.
ورغم دخول هذه الحملة شهرها الثامن، إلا أن تلك المخيمات تواجه مصيراً مجهولاً في ظل عدم تدخل أي جهات على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي للجم هذه الانتهاكات الإسرائيلية، وهو ما يضاعف معاناة النازحين ويشجع الاحتلال لمواصلة تدمير المخيمات بشكل كامل.
ووفق مراقبين فإن ما يجري في مخيمات شمال الضفة الغربية لا يمكن فصله عن السياق الأوسع لمحاولة الاحتلال تصفية القضية الفلسطينية بدءاً من شطب قضية اللاجئين وانهاء ظاهرة "المخيمات" التي تُشكل معقلاً للمقاومة.
يقول عضو لجنة خدمات مخيم جنين محمد المصري، إن الاحتلال نقل تحذيرات لرئيس بلدية جنين مفادها "لا شيء يُدعى مخيم جنين بعد اليوم"، وهو ما يُشكّل إعلاناً صريحاً لمساعي الاحتلال لإزالة المخيم من الخارطة وتحويله إلى حي تابع للمدينة، في محاولة لطمس هويته وتاريخه كمكان لجوء وذاكرة جماعية للاجئين الفلسطينيين، وفق المصري.
وأوضح المصري لصحيفة "فلسطين"، أن المخيم فارغ من سكانه، وتحوّل لثكنة عسكرية مغلقة، ولا أحد يستطيع الدخول إليه، والانفجارات دمرت الأبنية، والطرق، والبنية التحتية حتى أصبح المخيم لا يصلح للعيش، مشيراً إلى أن أكثر من 1200 منزل دُمرت بشكل كلي.
وأضاف "المجتمع في المخيم تفكك بالكامل، والعائلات وجدت نفسها مشتتة بين مناطق عدة، أبرزها حرم الجامعة الأمريكية التي تحولت إلى مركز إيواء، لكنه يفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم"، لافتاً إلى أن أكثر من 3 آلاف عائلة نازحة تعيش في ظروف قاسية، لا تتلقى أي مساعدات منذ أكثر من 7 شهور.
من جهته، رأى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب سهيل السلمان، أن هذه العمليات ليست أمنية فقط، بل لها أهداف استراتيجية واضحة، قائلاً: "الاحتلال يسعى لشطب صفة اللاجئ، وإنهاء المخيم كرمز سياسي ووطني. يعتقد أن المخيمات هي منبع الثورة، ويحاول كي وعي الناس من خلال التدمير والتهجير".
وقال السلمان لـ"فلسطين": "العملية مستمرة، وأكثر من 50 ألف مواطن نزحوا من جنين وطولكرم. الاحتلال يكرر في الضفة ما يفعله في غزة: تدمير، حصار، وعقاب جماعي. 50% من مباني المخيمات تضررت، وتم استهداف البيوت والطرق والمؤسسات لإزالة أي مظهر للحياة".
وأشار إلى أن الاحتلال أطلق العنان للمستوطنين في مختلف المناطق لتضييق الخناق على الفلسطينيين، وتسهيل الاستيلاء على مزيد من الأراضي، ضمن استراتيجية طويلة الأمد لفرض واقع ديمغرافي وجغرافي جديد.
عجز السلطة
كلا من المصري والسلمان أشارا إلى عجز السلطة في رام الله عن التعامل مع حجم الكارثة. يقول المصري: "ما يصل للنازحين لا يكفي، مجرد كرتونة تموين كل ثلاثة أشهر. السلطة عاجزة اقتصاديًا، حتى أنها لم تتمكن من إعادة تقديم أي مساعدات بعد الدفعة الأولى".
أما السلمان، فيضيف: "ما قامت به السلطة لا يرتقي لحجم الجريمة، دفع بعض الإيجارات وتوزيع مواد غذائية لا يكفي. الناس فقدت بيوتها، أوراقها، حياتها بالكامل، ولا يوجد دعم مالي طارئ حقيقي".
ورغم حجم الدمار، يرى السلمان أن الشعب الفلسطيني لا يزال متمسكًا بحقوقه، قائلاً: "نحن واثقون أن هذا الاحتلال إلى زوال. التضامن الدولي يتزايد، والجرائم التي تُرتكب لن تُمحى من الذاكرة".
وطالب بتوحيد الخطاب السياسي الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، ووضع خطة وطنية شاملة لمواجهة هذا العدوان. "نحن أصحاب الأرض، ومطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بتعزيز صمود أهلنا سواء في غزة أو الضفة"، وفق تعبيره.
المصدر / فلسطين أون لاين
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 5 دقائق
- فلسطين أون لاين
استشهاد أسير من غزَّة في منشأة تابعة للشَّاباك... و "هآرتس" تكشف التَّفاصيل
متابعة/ فلسطين أون لاين كشفت صحيفة هآرتس العبرية، عن وفاة أسير فلسطيني من قطاع غزة يبلغ من العمر 40 عامًا، في منشأة تابعة لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وذلك خلال شهر يناير/كانون الثاني 2024، بعد سقوطه من مكان مرتفع أثناء احتجازه وهو مقيد اليدين. وبحسب الصحيفة، فإن الأسير نقل بعد الحادث دون معلومات تعريفية، وتم تسجيله لاحقًا على أنه "مجهول الهوية"، فيما زعمت التحقيقات الإسرائيلية أنه "سقط من علو أثناء محاولته الفرار"، دون توضيح كيف حدث ذلك في ظل كونه مكبل اليدين. في المقابل، شكّكت مؤسسات حقوقية ورقابية فلسطينية في الرواية الإسرائيلية، ووصفتها بأنها "مفبركة وغير منطقية". وقال موفق حميد، مدير الإعلام في جمعية "حسام" لرعاية الأسرى،إن الأسير ارتقى أثناء نقله إلى مركز التحقيق، موضحًا أن بروتوكولات السجون الإسرائيلية لا تسمح بنقل أي أسير دون تقييده بالكامل ومرافقته بعناصر أمنية مشددة، وهو ما يجعل "ادعاء محاولة الهروب وسقوطه غير قابل للتصديق". وأضاف حميد أن هذه المعطيات تشير إلى أن ما جرى "يرقى إلى جريمة إعدام خارج القانون"، مطالبًا بفتح تحقيق دولي نزيه في الحادثة بشأن هوية الأسير أو تفاصيل أوفى حول ظروف الوفاة حتى الآن. وتعتقل إسرائيل في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني بينهم 47 أسيرة وما يزيد على 440 طفلا و3 آلاف و562 معتقلا إداريا، وألفان و214 معتقلا من غزة يصنفهم الاحتلال بـ"المقاتلين غير الشرعيين. ويعاني هؤلاء الأسرى من تعذيب وتجويع وإهمال طبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.


فلسطين أون لاين
منذ 5 دقائق
- فلسطين أون لاين
خريشة لـ "فلسطين": انتخابات "الوطني" مع استمرار الإبادة خطر على وحدة الفلسطينيين
غزة/ نور الدين صالح: وصف النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، دعوة رئيس السلطة محمود عباس لإجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بأنها "قفزة في الهواء" و"انفصام عن الواقع"، معتبراً أنها لا تتناسب إطلاقاً مع حجم الكارثة الوطنية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية، خاصة شمالها، من دمار ونزوح وتغوّل استيطاني متسارع. وقال خريشة في حديث خاص لصحيفة "فلسطين": "من لا يرى أن شعبنا يتعرض لحرب إبادة شاملة، وأن مخيمات الشمال والجنوب تتهاوى أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية، لا يمكنه أن يتحدث بجدية عن انتخابات، بل عن وهم سياسي ومحاولة للالتفاف على الواقع". وأوضح أن هذه الخطوة تُفهم كـ"محاولة لتقديم أوراق اعتماد للولايات المتحدة والغرب بهدف ضمان مقعد في الترتيبات المقبلة"، وهو أمر يراه مستحيلاً في ظل شراكة الغرب المباشرة في العدوان على الفلسطينيين، وفق تعبيره. ويأتي مرسوم الدعوة للانتخابات وسط حرب إبادة إسرائيلية شاملة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، أوقعت أكثر من 60 ألف شهيد. كذلك تشهد الضفة الغربية، لا سيما شمالها، تصعيداً غير مسبوق من جيش الاحتلال والمستوطنين، وحملات اجتياح واعتقالات وهدم منازل، ما يجعل الأرضية السياسية والاجتماعية واللوجستية غير مهيأة لأي استحقاق انتخابي. وأضاف خريشة: "الجانب الأخطر في هذه الدعوة أنها تأتي في ظل غياب قوى أساسية من الساحة الفلسطينية وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة التي تُمنع من المشاركة، إما بحكم الاستبعاد السياسي أو الاعتقال أو الاستهداف الأمني المباشر". وشدد على أن "استثناء هذا المكون الوازن من أبناء شعبنا يُعد انقلاباً على ميثاق منظمة التحرير الذي ينص على أن كل فلسطيني هو عضو طبيعي فيها". وأشار إلى أن اللجنة التحضيرية التي شكّلها عباس وتتكون من نحو 20 عضواً، "لا تمثل إلا الفئة المتنفذة التي لم تَعُد تحظى بثقة الشارع"، مضيفاً: "الغريب أن من كانوا مناضلين في الماضي يقبلون اليوم بلعب دور تجميلي في عملية خالية من المضمون الديمقراطي والسياسي الحقيقي". وتابع: "منذ العام 2007 وحتى آخر الحوارات في بكين، تم الاتفاق مراراً على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بالتوازي، ولكن القيادة المتنفذة لم تلتزم قط. بل أكثر من ذلك، تم تعطيل الانتخابات التشريعية الأخيرة بذريعة القدس، فكيف نصدق اليوم أنهم جادون في تنظيم انتخابات؟". تغيير النسب في هذا السياق، يرى خريشة أن تغيير نسب التمثيل بين الداخل والخارج (ثلث للداخل وثلثين للخارج كما تم الاتفاق في القاهرة) وقيام عباس بعكس المعادلة "هو محاولة للإبقاء على القرار في يد السلطة الموجودة تحت الاحتلال، ما يعني تهميش الشتات الفلسطيني بشكل متعمد". وحول آليات الانتخابات، قال خريشة: "لا توجد مؤشرات عملية على إمكانية إجراء انتخابات حقيقية. حتى لجنة الانتخابات المركزية لم تُستشر. وكل ما يجري هو عملية شكلية لتكريس الانقسام وإقصاء الخصوم السياسيين، وهذا ما يعزز خطر الانقسامات الداخلية في ظل لحظة وطنية حرجة". وشدد خريشة على أن هذه الخطوة ستفتح الباب على مزيد من التفكك السياسي والاجتماعي داخل المجتمع الفلسطيني، معتبراً أن "الانتخابات التي تُفصل على مقاس نخبة سياسية محددة وتقصي فصائل المقاومة، تجهز على التعددية، وتكرّس الإقصاء وتقتل الأمل بالتغيير". وعن احتمالية اللجوء للتعيين بدلاً من الانتخابات، قال: "التعيينات لا تعني شيئاً إن لم تكن قائمة على توافق وطني. المشكلة ليست في الشكل بل في غياب الإرادة السياسية الحقيقية. والمجلس الوطني يُستخدم فقط لتمرير ما تريده القيادة، لا أكثر". كما نفى خريشة إمكانية أن يكون هذا الحراك مرتبطاً بإرادة إصلاح النظام السياسي الفلسطيني، قائلاً: "الحديث عن الإصلاح في ظل الضغوط الأمريكية والإسرائيلية عبثي. لا يمكن إصلاح نظام سياسي من الخارج. التغيير يجب أن يكون نابعاً من إرادة فلسطينية داخلية موحدة"، محذراً من أن الضغوط الخارجية تمثل تهديداً للبنية الفلسطينية برمتها. واعتبر خريشة أن الدعوة للانتخابات تُستخدم كأداة لقطع الطريق على قوى المقاومة التي أدت دوراً كبيراً في معركة طوفان الأقصى، مؤكداً أن ما يجري محاولة لفرض شروط على من يترشح ومن يشارك، بهدف استبعاد من لا يتوافق مع الرؤية السياسية للسلطة الحالية، وهذا تجاوز على الديمقراطية، وعلى وحدة الصف الوطني". ودعا خريشة إلى إلغاء المرسوم، والعودة إلى طاولة الحوار الوطني الشامل، مؤكداً أن "الكل مستهدف – سواء كان مفاوضاً أو مقاوماً– ولا مفر من التوحد خلف برنامج وطني جامع يحمي الفلسطينيين من محاولات التصفية التي تستهدفهم جميعاً". المصدر / فلسطين أون لاين


فلسطين أون لاين
منذ 35 دقائق
- فلسطين أون لاين
حماس: مشاهد التَّهجير في حزمًا تكشف وحشيَّة الاحتلال
متابعة/ فلسطين أون لاين أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" استمرار الاحتلال الإسرائيلي في سياساته الإجرامية بحق المقدسيين، بعد أن أقدم، صباح اليوم، على تنفيذ جريمة جديدة في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة، تمثلت في اقتحام منزل المقدسي أحمد فايز صبيح وإجبار عائلته على إخلائه قسرًا، في يوم زفاف نجلهم. وقال القيادي في الحركة ماجد أبو قطيش، في تصريح صحفي، إن ما جرى في حزما "هو مشهد آخر من مشاهد الهمجية الصهيونية، التي تؤكد أن الاحتلال لا يمتّ للإنسانية بصلة، ويواصل اقتحاماته وهدم المنازل دون أدنى اعتبار للقيم أو القوانين". واعتبر أبو قطيش أن سياسة الهدم والتهجير التي تتبعها سلطات الاحتلال في القدس المحتلة، وخاصة في الأحياء العربية، "هي جزء من خطة مفضوحة تهدف إلى تفريغ المدينة من سكانها الأصليين وتغيير طابعها الديمغرافي"، مؤكدًا أن هذا المشروع لن ينجح طالما ظل المقدسيون صامدين فوق أرضهم، يدافعون عنها بكل شرف. وأضاف: "شعبنا الفلسطيني، وخاصة في القدس، يواجه حرب وجود، لكن إرادته أقوى من الجرافات، وصموده أرسخ من أوهام التهويد". وفي رسالته لأهالي القدس، وجّه القيادي في حماس تحية إلى أبناء المدينة الصامدين في وجه الظلم، والذين يتعرضون يوميًا للانتهاكات، من هدم واعتقالات ومضايقات، مشيدًا بثباتهم ودفاعهم عن المسجد الأقصى المبارك، باعتباره رمزًا للهوية الإسلامية والعربية للمدينة. كما طالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالخروج عن صمتهم المخزي، والعمل بشكل عاجل لوقف هذه الجرائم المتكررة بحق الفلسطينيين، وخاصة في القدس، التي تتعرض لما يشبه التطهير العرقي البطيء. وفي ختام تصريحاته، دعا أبو قطيش الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، والأمة العربية والإسلامية إلى نصرة القدس وأهلها، بكل الوسائل الممكنة، والتأكيد أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية، لا تقبل القسمة، ولا التهويد، ولا المساومة.