logo
مريم السويدي.. شغف التنقيب عن الآثار

مريم السويدي.. شغف التنقيب عن الآثار

الاتحاد٠٣-٠٥-٢٠٢٥

خولة علي (أبوظبي)
مريم السويدي من منقبات الآثار الإماراتيات، اللاتي أثبتن جدارتهن وقدراتهن على مواصلة جهودهن ومساعيهن في الكشف والبحث في تاريخ الحضارات والثقافات التي نشأت على أرض الدولة، في حقب زمنية مختلفة، فسنوات من خبرتها وشغفها في البحث والاستكشاف عما تحمله الأرض في جوفها من قطع أثرية لتدون معلومات عن مرحلة مهمة من تاريخ الدولة، والتي تشكل جزءاً من حاضرها ومستقبلها، وتواصل طريقها في البحث عن الآثار في العديد من المواقع الأثرية مثل «موقع ساروق الحديد»، و«موقع جميرا الأثري»، و«موقع الصفوح الأثري» وغيرها، سواء مع الفرق المحلية أو فرق وجامعات التنقيب التي تستضيفها دبي، والقيام بأعمال المسح الأثري والتوثيق وتسجيل الآثار، إلى جانب المشاركة في أعمال الحفر والتنقيب.
شغف
عن شغفها بمهنة التنقيب، تقول مريم السويدي، منقب آثار أول في إدارة الآثار بهيئة الثقافة والفنون في دبي: التنقيب عن الآثار من المهن الصعبة والشاقة وتتطلب جهوداً كبيرة، ولكنها في الوقت نفسه تعد مهنة ملهمة لارتباطها بمعرفة التاريخ واكتشاف أسرار الحضارات القديمة، وعلاقتها بالمهنة بدأت منذ الصغر، بعد زيارتها للمتاحف والمواقع الأثرية المختلفة والاستماع للعديد من القصص التي تدور حول الحضارات القديمة، مما زاد من رغبتها في فهم الماضي ونمط الحياة الذي كان سائداً في العصور القديمة، ورغبتها في اكتشاف ماضي وتاريخ هذه الأرض والتعمق في الثقافات السائدة قديماً ومحاولة فهمها بشكل أفضل، إلى جانب المساهمة في الحفاظ على الآثار وحماية المواقع الأثرية، وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تحث دائماً على ضرورة المحافظة على آثار وتاريخ دولة الإمارات.
رحلة التنقيب
وتصف السويدي عملية التنقيب عن الآثار، بأنها عملية متكاملة ومتعددة المراحل، وعادة تسبقها مجموعة من إجراءات المسح الميدانية التي تتم إما بالأساليب التقليدية أو باستخدام التقنيات الحديثة مثل الاستشعار عن بُعد أو الصور الجوية لتحديد مواقع الآثار المحتملة، وبناءً على ذلك يتم توثيق النتائج بالصور والخرائط، إضافة إلى التوثيق الميداني، ثم يتولى فريق العمل إعداد المخططات للمواقع الأثرية المستهدفة، وتحديد المناطق وتعيين المربعات عليها، ومن ثم يقوم الفريق باختيار مناطق معينة للحفر وتصويرها، ويجب أن تكون عملية الحفر رأسية أي من الطبقة العلوية وصولاً إلى الطبقات السفلية، وعادة تتم هذه العملية بحذر شديد، وباستخدام أدوات تقليدية، وبعد الانتهاء من عملية الحفر، يتم تسجيل المكتشفات الأثرية، وتصويرها من زوايا مختلفة وإعادة رسمها تمهيداً لدراستها ونقلها نحو مراكز خاصة لترميمها أو لفحصها وتحليلها ومن ثم حفظها في المخازن أو عرضها في المتاحف.
مهارات وخبرات
ومن المهارات التي اكتسبتها من خلال عملها بالتنقيب، تؤكد السويدي أنها اكتسبت العديد من المهارات، ومن أبرزها فهم طرق وضع الاستراتيجيات وتطويرها، والتخطيط المسبق لعمليات التنقيب وتحديد أهدافها، وكذلك فهم وإدراك حجم الموارد المتاحة سواء مالية أو بشرية، لضمان استمرارية العملية، مما مكنتها هذه المهنة من فهم القوانين والإجراءات المتعلقة بالتنقيب عن الآثار والعمل بموجبها، إضافة إلى تنظيم وتنفيذ عمليات التنقيب بطرق دقيقة، إلى جانب تطوير مهاراتها في التواصل مع الخبراء والفرق الأجنبية من مختلف الدول والثقافات، وقيادة فرق العمل لتحقيق أهداف التنقيب، كما اكتسبت مهارات فنية متنوعة مثل الحفر والتوثيق والتصوير والتسجيل الأثري، واستخدمت التقنيات الحديثة في مجال الآثار، وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تصادفها خلال عملية التنقيب.
اكتشافات
أبرز قطع الآثار التي اكتشفتها السويدي كانت في موقع ساروق الحديد الأثري، وكانت عبارة عن جرات فخارية وسيوف حديدية، ونماذج متنوعة من الثعابين ورؤوس أسهم برونزية، وحبات الخرز والأفران والمواقد، وفي ذات الموقع أيضاً اكتشفت بالتعاون مع فريق بولندي ختماً مميزاً، إضافة إلى اكتشاف مجموعة من قطع الذهب والفضة، وجرة تخزين وغطاء من الفخار، أثناء عملها مع فريق ألماني في الموقع نفسه، أما في موقع «جميرا الأثري» فقد نجحوا في اكتشاف قوالب صغيرة تستخدم في الصناعة وبداخلها بقايا مواد معدنية.
توثيق رقمي
تشير السويدي إلى أنه يتوقع أن يشهد علم الآثار مستقبلاً قفزات نوعية، لا سيما من حيث طرق المسح مثل «المسح الجيوفيزيائي»، و«تقنيات الاستشعار عن بعد» باستخدام الأقمار الصناعية والتصوير الجوي بالمسيرات (طائرات بدون طيار) بهدف تحديد المواقع الأثرية، إلى جانب «تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد» التي سيتم استخدامها في إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للمواقع الأثرية والقطع الأثرية، ما يسهل فهمها وتوثيقها بشكل أفضل وتوفيرها للجمهور بشكل أوضح.
كما يتوقع أن يشهد التوثيق الرقمي للآثار والأرشيف الرقمي للمواقع الأثرية تطوراً ملحوظاً ما يتيح الوصول إلى الآُثار إلكترونياً، في ظل تطور تقنيات الفحص والتحليل والترميم، وفرص التفاعل الاجتماعي والمشاركة الجماهيرية في علم الآثار بشكل أكبر من خلال المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث سيساهم ذلك في تطوير علم الآثار بشكل إيجابي.
طموحات
عن مشاريعها وطموحاتها، تقول مريم السويدي: «التنقيب في كافة المواقع الأثرية في دبي خاصة والإمارات عامة يأتي على رأس قائمة أولوياتي، فذلك يساعدني في فهم أعمق لثقافتنا وتاريخنا وما شهدته أرضنا من حضارات مختلفة، كما أطمح مستقبلاً إلى تمثيل هيئة الثقافة والفنون في دبي في عمليات التنقيب في مواقع أثرية تقع خارج الدولة، بحيث أستطيع من خلالها اكتساب المزيد من الخبرة».
تحديات
توضح السويدي قائلة: «مهنة التنقيب عن الآثار تشبه غيرها من المهن ولا تخلو من المتاعب والتحديات التي تتمثل في صعوبة الوصول إلى المواقع الأثرية بسبب طبيعتها الجغرافية، ما يضطرنا أحياناً إلى قطع مسافات بعيدة للوصول إليها، إضافة إلى تحديات العمل في البيئات الصحراوية والجبلية الوعرة، والتغيرات المناخية المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة واختلاف سرعة الرياح وغيرها، إلى جانب إمكانية التعرض لبعض المخاطر مثل الرمال المتحركة والحشرات والزواحف، وغيرها الكثير».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مريم السويدي.. شغف التنقيب عن الآثار
مريم السويدي.. شغف التنقيب عن الآثار

الاتحاد

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الاتحاد

مريم السويدي.. شغف التنقيب عن الآثار

خولة علي (أبوظبي) مريم السويدي من منقبات الآثار الإماراتيات، اللاتي أثبتن جدارتهن وقدراتهن على مواصلة جهودهن ومساعيهن في الكشف والبحث في تاريخ الحضارات والثقافات التي نشأت على أرض الدولة، في حقب زمنية مختلفة، فسنوات من خبرتها وشغفها في البحث والاستكشاف عما تحمله الأرض في جوفها من قطع أثرية لتدون معلومات عن مرحلة مهمة من تاريخ الدولة، والتي تشكل جزءاً من حاضرها ومستقبلها، وتواصل طريقها في البحث عن الآثار في العديد من المواقع الأثرية مثل «موقع ساروق الحديد»، و«موقع جميرا الأثري»، و«موقع الصفوح الأثري» وغيرها، سواء مع الفرق المحلية أو فرق وجامعات التنقيب التي تستضيفها دبي، والقيام بأعمال المسح الأثري والتوثيق وتسجيل الآثار، إلى جانب المشاركة في أعمال الحفر والتنقيب. شغف عن شغفها بمهنة التنقيب، تقول مريم السويدي، منقب آثار أول في إدارة الآثار بهيئة الثقافة والفنون في دبي: التنقيب عن الآثار من المهن الصعبة والشاقة وتتطلب جهوداً كبيرة، ولكنها في الوقت نفسه تعد مهنة ملهمة لارتباطها بمعرفة التاريخ واكتشاف أسرار الحضارات القديمة، وعلاقتها بالمهنة بدأت منذ الصغر، بعد زيارتها للمتاحف والمواقع الأثرية المختلفة والاستماع للعديد من القصص التي تدور حول الحضارات القديمة، مما زاد من رغبتها في فهم الماضي ونمط الحياة الذي كان سائداً في العصور القديمة، ورغبتها في اكتشاف ماضي وتاريخ هذه الأرض والتعمق في الثقافات السائدة قديماً ومحاولة فهمها بشكل أفضل، إلى جانب المساهمة في الحفاظ على الآثار وحماية المواقع الأثرية، وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تحث دائماً على ضرورة المحافظة على آثار وتاريخ دولة الإمارات. رحلة التنقيب وتصف السويدي عملية التنقيب عن الآثار، بأنها عملية متكاملة ومتعددة المراحل، وعادة تسبقها مجموعة من إجراءات المسح الميدانية التي تتم إما بالأساليب التقليدية أو باستخدام التقنيات الحديثة مثل الاستشعار عن بُعد أو الصور الجوية لتحديد مواقع الآثار المحتملة، وبناءً على ذلك يتم توثيق النتائج بالصور والخرائط، إضافة إلى التوثيق الميداني، ثم يتولى فريق العمل إعداد المخططات للمواقع الأثرية المستهدفة، وتحديد المناطق وتعيين المربعات عليها، ومن ثم يقوم الفريق باختيار مناطق معينة للحفر وتصويرها، ويجب أن تكون عملية الحفر رأسية أي من الطبقة العلوية وصولاً إلى الطبقات السفلية، وعادة تتم هذه العملية بحذر شديد، وباستخدام أدوات تقليدية، وبعد الانتهاء من عملية الحفر، يتم تسجيل المكتشفات الأثرية، وتصويرها من زوايا مختلفة وإعادة رسمها تمهيداً لدراستها ونقلها نحو مراكز خاصة لترميمها أو لفحصها وتحليلها ومن ثم حفظها في المخازن أو عرضها في المتاحف. مهارات وخبرات ومن المهارات التي اكتسبتها من خلال عملها بالتنقيب، تؤكد السويدي أنها اكتسبت العديد من المهارات، ومن أبرزها فهم طرق وضع الاستراتيجيات وتطويرها، والتخطيط المسبق لعمليات التنقيب وتحديد أهدافها، وكذلك فهم وإدراك حجم الموارد المتاحة سواء مالية أو بشرية، لضمان استمرارية العملية، مما مكنتها هذه المهنة من فهم القوانين والإجراءات المتعلقة بالتنقيب عن الآثار والعمل بموجبها، إضافة إلى تنظيم وتنفيذ عمليات التنقيب بطرق دقيقة، إلى جانب تطوير مهاراتها في التواصل مع الخبراء والفرق الأجنبية من مختلف الدول والثقافات، وقيادة فرق العمل لتحقيق أهداف التنقيب، كما اكتسبت مهارات فنية متنوعة مثل الحفر والتوثيق والتصوير والتسجيل الأثري، واستخدمت التقنيات الحديثة في مجال الآثار، وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تصادفها خلال عملية التنقيب. اكتشافات أبرز قطع الآثار التي اكتشفتها السويدي كانت في موقع ساروق الحديد الأثري، وكانت عبارة عن جرات فخارية وسيوف حديدية، ونماذج متنوعة من الثعابين ورؤوس أسهم برونزية، وحبات الخرز والأفران والمواقد، وفي ذات الموقع أيضاً اكتشفت بالتعاون مع فريق بولندي ختماً مميزاً، إضافة إلى اكتشاف مجموعة من قطع الذهب والفضة، وجرة تخزين وغطاء من الفخار، أثناء عملها مع فريق ألماني في الموقع نفسه، أما في موقع «جميرا الأثري» فقد نجحوا في اكتشاف قوالب صغيرة تستخدم في الصناعة وبداخلها بقايا مواد معدنية. توثيق رقمي تشير السويدي إلى أنه يتوقع أن يشهد علم الآثار مستقبلاً قفزات نوعية، لا سيما من حيث طرق المسح مثل «المسح الجيوفيزيائي»، و«تقنيات الاستشعار عن بعد» باستخدام الأقمار الصناعية والتصوير الجوي بالمسيرات (طائرات بدون طيار) بهدف تحديد المواقع الأثرية، إلى جانب «تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد» التي سيتم استخدامها في إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للمواقع الأثرية والقطع الأثرية، ما يسهل فهمها وتوثيقها بشكل أفضل وتوفيرها للجمهور بشكل أوضح. كما يتوقع أن يشهد التوثيق الرقمي للآثار والأرشيف الرقمي للمواقع الأثرية تطوراً ملحوظاً ما يتيح الوصول إلى الآُثار إلكترونياً، في ظل تطور تقنيات الفحص والتحليل والترميم، وفرص التفاعل الاجتماعي والمشاركة الجماهيرية في علم الآثار بشكل أكبر من خلال المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث سيساهم ذلك في تطوير علم الآثار بشكل إيجابي. طموحات عن مشاريعها وطموحاتها، تقول مريم السويدي: «التنقيب في كافة المواقع الأثرية في دبي خاصة والإمارات عامة يأتي على رأس قائمة أولوياتي، فذلك يساعدني في فهم أعمق لثقافتنا وتاريخنا وما شهدته أرضنا من حضارات مختلفة، كما أطمح مستقبلاً إلى تمثيل هيئة الثقافة والفنون في دبي في عمليات التنقيب في مواقع أثرية تقع خارج الدولة، بحيث أستطيع من خلالها اكتساب المزيد من الخبرة». تحديات توضح السويدي قائلة: «مهنة التنقيب عن الآثار تشبه غيرها من المهن ولا تخلو من المتاعب والتحديات التي تتمثل في صعوبة الوصول إلى المواقع الأثرية بسبب طبيعتها الجغرافية، ما يضطرنا أحياناً إلى قطع مسافات بعيدة للوصول إليها، إضافة إلى تحديات العمل في البيئات الصحراوية والجبلية الوعرة، والتغيرات المناخية المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة واختلاف سرعة الرياح وغيرها، إلى جانب إمكانية التعرض لبعض المخاطر مثل الرمال المتحركة والحشرات والزواحف، وغيرها الكثير».

«دبي للثقافة».. اكتشافات جديدة تدعم الابتكار في علم الآثار
«دبي للثقافة».. اكتشافات جديدة تدعم الابتكار في علم الآثار

الاتحاد

time٢٦-٠٢-٢٠٢٥

  • الاتحاد

«دبي للثقافة».. اكتشافات جديدة تدعم الابتكار في علم الآثار

دبي (الاتحاد) واصلت «دبي للثقافة» دعم الابتكار في علم الآثار، من خلال موقع «ساروق الحديد الأثري»، الذي اكتشف في 2002 من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مستندة في ذلك إلى شراكاتها مع القطاعين الحكومي والخاص، كما نجحت عبر توظيف الموارد والتكنولوجيا الحديثة في إثراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالآثار، حيث ساهم استخدام الهيئة، بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، تقنيات «الرادار المخترق للأرض»، وهي تقنية مسح جيوفيزيائي عالية الدقة وغير مدمرة، ومسحاً مغناطيسياً، وبيانات طبوغرافية عالية الدقة، في تحديد الآثار المحتملة في موقع «ساروق الحديد». وقد أسفر ذلك عن اكتشاف وتحديد أكثر من 400 قراءة ذات قيمة أثرية محتملة، والتي قد تشمل قطعاً أثرية معدنية أو غير معدنية، بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد ما يُحتمل أن يكون بقايا لخمسة مبانٍ ومعالم رئيسية مدفونة. 6 مناطق أثرية تم تحديد ست مناطق أثرية محتملة داخل الموقع الرئيسي لساروق الحديد، قد تحتوي كل منها على عدد من المعالم الأثرية المحتملة، وكذلك مؤشرات لوجود مئات من القطع الأثرية، كما أسفر استخدام تلك التكنولوجيا الحديثة أيضاً عن تقليص الوقت والتكاليف الخاصة بأعمال التنقيب الأثري بنسبة 30%، وتعزز هذه الجهود أهداف الهيئة في الاستدامة والتزامها بالحفاظ على البيئة. وتمثل مواقع دبي الأثرية التي تشرف عليها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، مصدراً هاماً لإرث مدينة دبي والمعرفة وإثراء البحث العلمي، حيث تعكس الهيئة من خلالها التزامها بمسؤوليتها الثقافية الهادفة إلى صون التراث المادي وغير المادي، ودعم مبادرة «إرث دبي» الهادفة إلى توثيق ومشاركة القصص التي يرويها مختلف أفراد المجتمع في دبي، لترسيخ الهوية الوطنية وحفظ الموروث الثقافي، وهو ما ينسجم مع أولويات الهيئة القطاعية واستراتيجيتها الهادفة إلى تعزيز حضور دبي على خريطة التراث العالمي. نموذج رائد أشارت منى القرق، المدير التنفيذي لقطاع المتاحف والتراث في هيئة الثقافة والفنون في دبي، إلى أن موقع «ساروق الحديد» يُمثل نموذجاً رائداً للابتكار في علم الآثار، بفضل ما شهده من اكتشافات نوعية. وقالت: «يعد موقع ساروق الحديد من أهم وأكبر المواقع الأثرية الموجودة في شبه الجزيرة العربية، وأكثرها جاذبية للباحثين والمهتمين بالآثار ودراسات ما قبل التاريخ، وقد ساهمت النتائج التي حققتها عمليات التنقيب التي شهدها الموقع، باستخدام أدوات التكنولوجيا المختلفة، في فتح الطريق أمام اكتشافات أخرى قيمة، وإثراء الدراسات الأثرية الخاصة بالموقع وتعزيز مكانته وأهميته العلمية، إلى جانب المساهمة في رفع مستوى الوعي والمعرفة بالنشاط الاقتصادي وأنماط الحياة التي شهدها الموقع خلال العصرين البرونزي والحديدي». وأكدت الدراسات أن موقع ساروق الحديد الأثري كان يُعد خلال العصر الحديدي أحد المراكز الرئيسية لصهر المعادن، وخلال أعمال التنقيب التي شهدها الموقع تم العثور على آلاف القطع الأثرية النادرة، ومن بينها أوان برونزية وفخارية وحجرية، والأسلحة كالخناجر والسيوف والفؤوس والسهام البرونزية والحديدية، وأدوات الزينة من أصداف بحرية مزخرفة وآلاف من حبات الخرز المصنوعة من أحجار كريمة وشبه كريمة، والعديد من الأختام المحلية والأجنبية المختلفة، إلى جانب العديد من القطع الذهبية والفضية الفريدة، وغيرها.

«دبي للثقافة» تدعم الابتكار وتثري الدراسات الأثرية باكتشافات جديدة
«دبي للثقافة» تدعم الابتكار وتثري الدراسات الأثرية باكتشافات جديدة

البيان

time٢٦-٠٢-٢٠٢٥

  • البيان

«دبي للثقافة» تدعم الابتكار وتثري الدراسات الأثرية باكتشافات جديدة

واصلت «دبي للثقافة» دعم الابتكار في علم الآثار من خلال موقع «ساروق الحديد الأثري» الذي اكتشف في 2002 من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، مستندة في ذلك إلى شراكاتها مع القطاعين الحكومي والخاص، كما نجحت عبر توظيف الموارد والتكنولوجيا الحديثة في إثراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالآثار، حيث ساهم استخدام الهيئة بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، لتقنيات «الرادار المخترق للأرض»، في إنجاز مسح مغناطيسي، وبيانات طبوغرافية عالية الدقة لتحديد الآثار المحتملة في موقع «ساروق الحديد». لقد أسفر ذلك عن اكتشاف وتحديد أكثر من 400 قراءة ذات قيمة أثرية محتملة، والتي قد تشمل قطعاً أثرية معدنية أو غير معدنية. بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد ما يُحتمل أن يكون بقايا لخمسة مبانٍ ومعالم رئيسية مدفونة. وعلاوة على ذلك، تم تحديد ست مناطق أثرية محتملة داخل الموقع الرئيسي لساروق الحديد، قد تحتوي كل منها على عدد من المعالم الأثرية المحتملة وكذلك مؤشرات لوجود مئات من القطع الأثرية. وقد أسفر استخدام تلك التكنولوجيا الحديثة أيضاً عن تقليص الوقت والتكاليف الخاصة بأعمال التنقيب الأثري بنسبة 30 %. وتعزز هذه الجهود أهداف الهيئة في الاستدامة والتزامها بالحفاظ على البيئة. تمثل مواقع دبي الأثرية التي تشرف عليها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، مصدراً هاماً لإرث مدينة دبي والمعرفة وإثراء البحث العلمي، حيث تعكس الهيئة من خلالها التزامها بمسؤوليتها الثقافية الهادفة إلى صون التراث المادي وغير المادي، ودعم مبادرة «إرث دبي» الهادفة إلى توثيق ومشاركة القصص التي يرويها مختلف أفراد المجتمع في دبي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store