
الاستثمارات الخضراء جهود ريادية للتمويل المستدام بالمنطقة
جاءت موافقة مجلس الوزراء على المبادئ التوجيهية للاستثمارات الخضراء، بصفة استرشادية، في إطار الجهود العالمية للحد من التغير المناخي، والتزام المملكة بالعمل على تحقيق أهدافها البيئية بما يمكنها من الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، وضمان تحقيق مساهمتها في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول العام 2030، مع تحديد عام 2019 كعام الأساس.
إصلاحات غير مسبوقة
وانطلاقاً من إيمان المملكة بأهمية إيجاد بيئة أفضل للأجيال القادمة وتحقيق الرخاء الاقتصادي للمواطنين على المدى الطويل، أخذت على عاتقها مسؤولية الحفاظ على البيئة والمقدرات الطبيعية، والحد من العوامل التي قد تؤثر عليها، لضمان جودة حياة غنية للأجيال الحالية والمستقبلية، ولتكون هذه المسؤولية أحد مستهدفات رؤية السعودية 2030 الطموحة.
وقال المركز الوطني لإدارة الدين: من هذا المنطلق، وسعياً لتحقيق مستهدفات الرؤية، أطلقت المملكة مجموعة شاملة من الإصلاحات غير المسبوقة في نموذج تشغيل القطاعات العامة، والاقتصادية، والمجتمعية بشكل عام. وفي شهر أكتوبر من العام 2021، أعلنت المملكة عن هدفها نحو تحقيق هدف الحياد الصفري بحلول عام 2060م، وتحقيق التعهد المحدد وطنيًا بتقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030 تماشيًا مع اتفاق باريس للمناخ.
وتمكينًا لذلك، اعتمدت المملكة منهجية الاقتصاد الدائري للكربون (CCE)، الذي أقره قادة مجموعة العشرين في نوفمبر 2020م، كإطار شامل لتوجيه الاستثمار في المشاريع الخضراء، حيث يركز على تمكين إدارة الانبعاثات بطريقة مستدامة عند استخدام الموارد. وتهدف منهجية الاقتصاد الدائري للكربون (CCE) بشكل أساسي للحد من تزايد انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى إلى الغلاف الجوي من خلال المحاور الأربعة (التخفيض، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير، والإزالة)، وتوافقها مع مبادئ التمويل الأخضر العالمية.
المبادرات العامة والخاصة
بهذا الالتزام وعبر هذه المنهجية، تسعى المملكة إلى العديد من الاستثمارات الضخمة، على مستوى القطاعين العام والخاص، لتمويل مبادراتها المناخية والبيئية. حيث تهدف وزارة المالية إلى تنسيق هذه الاستثمارات بينما يتولى المركز الوطني لإدارة الدين، حسب دوره المتمثل في تأمين احتياجات المملكة من التمويل، مسؤولية التواصل بشأن هذه الاستثمارات مع مستثمري الدخل الثابت من خلال الإطار العام للتمويل الأخضر في المملكة العربية السعودية، الذي يعد خطوة رئيسية في عكس وإظهار جهود المملكة الريادية في التمويل المستدام بالمنطقة، وتشجيع المزيد من المبادرات العامة والخاصة تجاه التمويل المناخي والبيئي.
التنمية المستدامة
والاقتصاد الأخضر في السعودية، هو أحد نماذج التنمية الاقتصادية سريعة النمو، إذ يعمل على ضمان النمو الاقتصادي المستدام، ومنع التلوث البيئي والاحتباس الحراري واستنزاف الموارد والتراجع البيئي. بينما بذلت السعودية جهودًا في إطار رؤية 2030 للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، مثل: مشاريع الطاقة المتجددة، ومشاريع حماية البيئة، وكفاءة الطاقة.
واكتسب مفهوم الاقتصاد الأخضر أهميته من قدرته على الاستجابة لمشكلات عدة واجهها العالم، مثل التغير في المناخ، ومشكلة توفير الأمن في مجالات الغذاء والطاقة والمياه، ويعود تاريخ الاهتمام العالمي بالاقتصاد الأخضر إلى عام 2008م حينما أطلقت الأمم المتحدة مبادرة الاقتصاد الأخضر، لتشجيع صانعي السياسات على دعم الاستثمارات البيئية في سياق التنمية المستدامة.
الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية
تهدف السعودية في إطار رؤية 2030 إلى تنويع الاقتصاد ومزيج الطاقة لتقليل الاعتماد على النفط، وتحسين الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين، وقدمت في هذا الشأن إصلاح أسعار الطاقة، ووضع معايير لكفاءة الاستخدام، مساهمة منها في تنفيذ عمليات خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وسعيًّا إلى تحقيق تحول كبير في الاقتصاد الأخضر. كما أعلنت في منتدى مبادرة السعودية الخضراء عن حزمة مبادرات تبلغ نحو 60 مبادرة ومشروعًا، بقيمة استثمارات بلغت 700 مليار ريال، للإسهام في تنمية الاقتصاد الأخضر.
وعززت المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين عام 2020م، من دورها الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، والإسهام في حماية كوكب الأرض، مما نتج عنه إصدار إعلان خاص حول البيئة لضمان مستقبل مستدام يحد من التدهور البيئي، ويسهم في الحفاظ على التنوع الحيوي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية وإصلاحها، والحفاظ على المحيطات، وتشجيع توفر الهواء والماء النظيفين، والتعامل مع الكوارث الطبيعية والظواهر المناخية الشديدة، ومعالجة التغير المناخي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
حصة الاقتصاد الرقمي تبلغ 15.6% من الناتج المحلي الإجمالي
وأوضحت النشرة أن واردات سلع تقنية المعلومات والاتصالات سجلت نموًا ملحوظًا ب 54.9 مليار ريال في عام 2023 مقارنة بعام 2022 حيث كانت 45.8 مليار ريال وبمعدل نمو بلغ 19.9%. وفي المقابل حققت الصادرات والسلع المعاد تصديرها لذات التقنيات نموًا بلغ قدره 76.1%، حيث ارتفعت من 6.7 مليار ريال إلى 11.8 مليار ريال خلال الفترة نفسها. وأظهرت النشرة أن نسبة المنشآت التي تستخدم أجهزة أو أنظمة ذكية مرتبطة بالإنترنت بلغت 71.6% من إجمالي المنشآت المتصلة بالإنترنت، ومن أبرز تلك التقنيات: أنظمة الإنذار الذكية، العدادات الذكية، المصابيح، وكاميرات المراقبة الذكية. وفيما يتعلق بالجوانب المالية للقطاع، بلغت الإيرادات التشغيلية لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات في عام 2023 نحو 236.4 مليار ريال، مقابل نفقات تشغيلية بلغت 115.4 مليار ريال، كما بلغت تعويضات المشتغلين في هذا القطاع 27.5 مليار ريال. وبحسب مستويات الاقتصاد الرقمي فإن مساهمة المستوى الأساسي من الاقتصاد الرقمي بلغت 2.6% والذي يشمل: الأنشطة المنتجة لسلع وخدمات تقنية المعلومات والاتصالات. في حين أن مساهمة المستوى الضيق بلغت 2.3% والذي يشمل: المنشآت التي تعتمد على المدخلات الرقمية. بينما بلغت نسبة مساهمة المستوى الواسع 10.7% والذي يشمل: المنشآت التي تُحسن منتجاتها وخدماتها بشكل كبير باستخدام المدخلات الرقمية. تجدر الإشارة إلى أن هذا المسح يستند إلى المعايير الدولية الواردة في دليل إنتاج الإحصاءات في الاقتصاد الرقمي الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، بما يضمن قابلية المقارنة الدولية للمؤشرات الصادرة عن المملكة.


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
'الإحصاء': ارتفاع حصة الاقتصاد الرقمي 15.6% من الناتج المحلي الإجمالي
أصدرت الهيئة العامة للإحصاء اليوم نشرة إحصاءات الاقتصاد الرقمي لعام 2023، التي كشفت عن ارتفاع حصة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 15.6%، مسجلة زيادة بنسبة 1.6% مقارنة بعام 2022. وأوضحت النشرة أن واردات سلع تقنية المعلومات والاتصالات شهدت نموًا ملحوظًا، حيث ارتفعت إلى 54.9 مليار ريال في 2023 مقابل 45.8 مليار ريال في 2022، بنسبة نمو بلغت 19.9%. وفي المقابل، نمت الصادرات والسلع المعاد تصديرها لتقنيات مماثلة بنسبة 76.1%، حيث ارتفعت من 6.7 مليارات ريال إلى 11.8 مليار ريال خلال نفس الفترة. كما أظهرت النشرة أن 71.6% من المنشآت المتصلة بالإنترنت تستخدم أجهزة أو أنظمة ذكية مرتبطة به، تشمل تقنيات مثل أنظمة الإنذار الذكية، والعدادات، والمصابيح، وكاميرات المراقبة الذكية. وفي الجانب المالي، بلغ إجمالي الإيرادات التشغيلية لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات في 2023 نحو 236.4 مليار ريال، مقابل نفقات تشغيلية بقيمة 115.4 مليار ريال، فيما وصلت تعويضات العاملين في القطاع إلى 27.5 مليار ريال. وبحسب مستويات الاقتصاد الرقمي، سجل المستوى الأساسي، الذي يشمل الأنشطة المنتجة لسلع وخدمات تقنية المعلومات والاتصالات، مساهمة بنسبة 2.6% من الناتج، بينما بلغ المستوى الضيق، المتمثل بالمنشآت التي تعتمد على المدخلات الرقمية، 2.3%. أما المستوى الواسع، الذي يشمل المنشآت التي تحسّن منتجاتها وخدماتها بشكل كبير باستخدام المدخلات الرقمية، فبلغ 10.7%. يُذكر أن المسح يعتمد على المعايير الدولية المنصوص عليها في دليل إنتاج إحصاءات الاقتصاد الرقمي الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، ما يضمن قابلية مقارنة المؤشرات بين المملكة ودول العالم.


البلاد السعودية
منذ 9 ساعات
- البلاد السعودية
متنزه أرامكو البيئي يدعم مبادرات جودة الحياة
الدمام – واس تسخر أرامكو السعودية جهودها للمحافظة على البيئة في مناطق أعمالها بالتماشي مع مبادرة السعودية الخضراء، ومواكبة مبادرات جودة الحياة من خلال توفير مرافق ترفيهية مهيأة ومتكاملة الخدمات, حيث تسلمت مؤخرًا أرضًا لإنشاء 'متنزه أرامكو البيئي' لأهالي جازان، من فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة ضمن مساعيها لتحقيق القيمة الترفيهية والسياحية للمنطقة، لاسيما أنه سيضيف نموذجًا متميزًا إلى المرافق التي تمزج بين الترفيه والسياحة والمحافظة على البيئة. وتهدف أرامكو إلى زراعة أكثر من 240 ألف شجرة محلية في المنتزه، وذلك على مساحة 2 مليون متر مربع، تُروى بالمياه المعاد تدويرها، ويُؤمل أن تُسهم في التقليل مما يقارب 6000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. وأوضح النائب الأعلى للرئيس لقطاع الموارد البشرية والخدمات المساندة في أرامكو السعودية نبيل بن عبدالله الجامع, أن أرامكو تحرص دائمًا على أن تقدم مبادرات مختلفة للمحافظة على البيئة، حيث تمثل هذه المبادرة نموذجًا عمليًا لتعزيز توازن البيئة الطبيعية على المدى البعيد, مؤكدًا الحرص على أن تتوفر في متنزه أرامكو البيئي العديد من العناصر التي تُسهم في جهود تعزيز الاستدامة وجودة الحياة، وجميع أنواع النباتات الموجودة به من البيئة المحلية، ويتم ريّها بالمياه المستخدمة المعاد تكريرها، بحيث تخفف الضغط على مصادر المياه الجوفية الثمينة. وأضاف: 'نتطلع لأن تُسهم هذه المبادرة في توفير غطاء نباتي للتقليل من الانبعاثات الكربونية وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وأن تساعد في توفير بيئة أكثر نظافة للتنزه، وذات لمسة جمالية يستفيد منها أهالي المنطقة في ممارسة الرياضة، مما ينسجم مع رؤية المملكة الطموحة', مشيرًا إلى أن بيئات المانجروف من الأمثلة الشاهدة على مشاريع أرامكو السعودية البيئية التي تعزز التوازن البيئي والتنوع الإحيائي. ويأتي ذلك إضافة إلى إتمام مشروع كورنيش بيش على امتداد 1,7 كيلومترًا على شاطئ البحر الأحمر إلى الشمال مباشرة من مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، الذي يهدف إلى تطوير وتعزيز الخدمة المجتمعية في المنطقة. كما تم تنفيذ ممشى من جهة البحر بطول 2 كيلومترًا، وممشى آخر يربط أرجاء الكورنيش بطول 5 كيلومترات، وتمت إضافة الأعمال الفنية على امتداد الواجهة البحرية بالاستعانة بفنانيين محليين تعكس أعمالهم تراث المنطقة. ويُعد متنزه أرامكو البيئي في جازان جزءًا من برنامج الطاقة الخضراء في أرامكو السعودية، الذي يهدف إلى محاولة تقليل انبعاثات الكربون، والإسهام في الجهود العالمية؛ لإيجاد بيئة صحية من خلال العمل على تحسين جودة الهواء، ووقف التصحر، وتعزيز التنوع الإحيائي، وخفض درجات الحرارة المحلية.