logo
سوبرمان.. إسرائيل ورمزية الشر

سوبرمان.. إسرائيل ورمزية الشر

بوابة الأهراممنذ يوم واحد
قبل نحو أسبوعين شاركت الحسابات الرسمية للبيت الأبيض على مواقع التواصل الاجتماعى صورة بالذكاء الاصطناعى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى زى سوبر مان، تزامنا مع انطلاق النسخة الجديدة من أفلام البطل الخارق الأمريكية الشهيرة، مع تعليق نصه «رمز الأمل.. الحقيقة والعدالة.. الطريقة الأمريكية.. سوبرمان، ترامب». ورغم غرابة المنشور، فإن العلاقة بين المؤسسات السياسية وصناعة السينما فى الولايات المتحدة أمر متواتر، ويدرك البيت الأبيض أهمية رمزية الأبطال الخارقين ومعارك الخير والشر فى السينما الأمريكية، وإن جاء توظيفها فى هذا المنشور شديد المباشرة والسذاجة. وفى نشأتها فى الثلاثينيات، برزت شخصية سوبر مان على يد فنانين يهوديين هما الأمريكى جيرى سيجل والكندى جو شستر، اللذين باعا فيما بعد حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالبطل الخارق لاستوديوهات دى سى، لتصبح إحدى التيمات الأساسية لأفلام الأبطال الخارقين الأمريكية ، وتنبنى عليها سلسلة من الأفلام الناجحة. وتحمل رمزية سوبرمان وفقا لبعض التأويلات آثار تلك البدايات، حيث يشير البعض لاستلهامها قصة نبى الله موسى، الذى ألقته أمه فى اليم لتنقذه، وما تلا ذلك من أحداث معروفة تتماهى بعض عناصرها مع البطل الخارق كقوته البدنية، وانتصاره للضعفاء. المفارقة أن هذه النسخة من سوبرمان جاءت محملة برسائل سياسية مضادة لسياسات الرئيس ترامب داخليا وخارجيا، وصورت المعركة بين الخير والشر على خلاف الخط السائد لترامب ومعسكره السياسى، ولحليفته الأساسية فى الشرق الأوسط، ما أثار جدلا حول المدلولات السياسية للفيلم منذ بداية عرضه. فشعار الأمل والحق والعدالة على الطريقة الأمريكية الذى طورته سلسلة سوبرمان عبر العقود، يحمل هذه المرة رسالة مبطنة تدعم المهاجرين الذين يظهرهم الفيلم على مدى الأحداث ببشرة سمراء وداكنة وأسماء بعضها عربى، ومواقف تبرز مواطنين من خلفيات عرقية متنوعة، ناهيك عن تصوير سوبرمان نفسه باعتباره مهاجرا، بمعنى من المعانى باعتباره قادما من عالم آخر. وتتناول الحبكة الأساسية للفيلم محاولات سوبرمان فى التصدى لغزو دولة خيالية تسمى بورافيا، وهى حليفة للولايات المتحدة لدولة ضعيفة تسمى جارهانبور، تحت مزاعم تخليصها من الحكم المستبد. وتظهر الدولة المحتلة فى كامل عتادها وجبروتها وتفوقها التكنولوجى وعلاقتها بالقوة العظمى وأطماعها فى الأرض ومخططاتها بعد إخلائها من سكانها، بينما لا نرى فى الجانب المقهور دولة بقدر ما نرى حشودا من المواطنين بملامح أقرب للشرق أوسطية يخرجون بشكل عشوائى فى ملابس بسيطة، وأدوات بدائية فى محاولة بائسة للدفاع عن أرضهم. ورغم نفى كاتب ومخرج الفيلم جيمس جان أى علاقة بين أحداث فيلمه ومنطقة الشرق الأوسط، وتأكيده أنه كتب السيناريو قبل السابع من أكتوبر، ليعبر عن مواجهة بين دولة قوية معتدية ودولة ضغيفة لا تملك الدفاع عن نفسها، بل إنه قام بإضفاء بعض التغييرات حتى لا يثير الفيلم هذه المشابهة فى الإذهان، إلا أن الفيلم قد استدعى الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل تلقائى، بشكل أثار تصنيفه كمساند للقضية الفلسطينية ومعاد لإسرائيل. إلى جانب هذا الخط الرئيسى، فالفيلم محمل برسائل سياسية وإحالات لشخصيات تحمل ظلالا من الواقعية، كنفوذ المركب الصناعى العسكرى، وعلاقة التحالفات الخارجية بصناعة وتصدير السلاح، والملياردير المهجوس بالقوة والتكنولوجيا، وصلاته بعالم السياسة والنفوذ فى بلده، فضلا عن الإشارة لدور الميديا فى صناعة الرأى العام، وتغذية الحالة الشعبوية لتحولاته العنيفة من النقيض للنقيض، ودور الذباب الإلكترونى فى التلاعب بالمعلومات، وغيرها من الرسائل التى تقلل من مصداقية النفى الكلى للإسقاطات السياسية للفيلم. ورغم تلك الحمولة السياسية والضجة التى أثارها الفيلم على مواقع التواصل الاجتماعى باعتباره مؤيدا لفلسطين، يظل الفيلم أقرب للخيال الكرتونى الخاص بالمواجهات بين الخير والشر، مبتعدا عن أى تناول جاد لمحنة غزة ودور الولايات المتحدة فيها. وفى نهاية الفيلم، ينتصر سوبرمان على قوى الشر، فيهزم الملياردير المعمى بقوته، الطامع فى بناء جنة التكنولوجيا على أراضى الدولة المنهوبة، ويقضى على السياسى مصاص الدماء الراغب فى إراقة أكبر قدر من دماء الضعفاء الذين يناضلون دفاعا عن أرضهم، وينتصر للطفل الذى وقف قليل الحيلة مغمض العينين وسط أرض المعركة واضعا ثقته فى البطل المخلص. فموسى الجديد أو الطريقة الأمريكية فى هذه النسخة من سوبرمان تبلور قضايا المستضعفين بشكل أكثر تقدمية، والفيلم وإن كان لا يدين السياسات الأمريكية، فإنه يمس فكرة أن التحالف مع المحتل تقف خلفه أشكال متنوعة من الفساد المادى والقيمى، والمصالح المغرضة. وسواء قصد صناع الفيلم الحرب الإسرائيلية على غزة أو لم يقصدوها، فالأمر مقلق لآلة الدعاية الإسرائيلية، فإما أن يكون الفيلم قد كسر تابو الهجوم على إسرائيل من قبل أحد ستوديوهات هوليوود الكبرى، حتى وإن لم يرغب أصحاب العمل فى الإفصاح عن ذلك، أو أن يكون الأمر غير مقصود وهو أشد دلالة، حيث يعنى أن إسرائيل أصبحت تجسيدا للشر بشكل حدسى تلقائى لا يحتاج إلى جهد أو عمدية، بحيث تحيل أى قصة رمزية عن الاحتلال والتجبر، والأطفال المستباحين، فى أذهان الناس إلى إسرائيل وحربها على غزة!.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تمحو خان يونس بالكامل.. ورفح الفلسطينية أنقاض
إسرائيل تمحو خان يونس بالكامل.. ورفح الفلسطينية أنقاض

بوابة الأهرام

timeمنذ 11 دقائق

  • بوابة الأهرام

إسرائيل تمحو خان يونس بالكامل.. ورفح الفلسطينية أنقاض

جلسة مفتوحة بمجلس الأمن لبحث الأوضاع فى فلسطين.. وجوتيريش يصف «أهوال غزة» بأنها لا مثيل لها 111 منظمة إنسانية تحذر من مجاعة جماعية..وويتكوف يبحث فى روما تضييق الخلافات بين حماس وتل أبيب عقد مجلس الأمن الدولى أمس جلسته الشهرية المفتوحة لمناقشة التطورات فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك القضية الفلسطينية، برئاسة وزير خارجية باكستان محمد إسحاق دار، الذى ترأس بلاده مجلس الأمن للشهر الحالى. وفى وقت سابق، دعا المجلس، فى قرار حظى بإجماع أعضائه الـ15، الدول الأعضاء الـ193 بالأمم المتحدة، إلى استخدام جميع الوسائل الممكنة لتسوية النزاعات بالطرق السلمية، فيما أكد الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش، أن ذلك «أصبح أكثر إلحاحا من أى وقت مضى»، مشيرا إلى «مشاهد الرعب فى غزة»، مؤكدا أن الأهوال التى تشهدها، خصوصا على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق، «لا مثيل لها فى التاريخ الحديث، محذرا من أن الجوع أصبح يطرق جميع الأبواب، بينما تواصل إسرائيل حرمان الأمم المتحدة من المساحة والأمان اللازمين لإيصال المساعدات وإنقاذ أرواح الفلسطينيين. فى الشأن ذاته، صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بأن الصور الواردة من غزة لا يمكن تحملها، وأضافت، فى منشور على منصة «إكس»: «لا يُمكن استهداف المدنيين أبدا، مجددة دعوة الاتحاد الأوروبى إلى تدفق المساعدات الإنسانية بحرية وأمان وسرعة، وإلى الاحترام الكامل للقانون الدولى والإنسانى. وقالت: «لقد عانى المدنيون فى غزة كثيرًا، ولفترة طويلة. يجب أن يتوقف هذا الآن.. على إسرائيل أن تفى بوعودها». وفى هذه الأثناء، دعت أكثر من 111 منظمة إغاثية وحقوقية أمس الحكومات إلى اتخاذ إجراءات مع انتشار الجوع فى غزة، بما فى ذلك المطالبة بوقف فورى ودائم لإطلاق النار ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية، محذرة من انتشار المجاعة الجماعية فى جميع أنحاء القطاع فى الوقت الذى تتكدس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية وغيرها من المواد خارج غزة مع منع المنظمات الإنسانية من الدخول أو إيصال المساعدات. فى سياق ذى صلة، كشف تحليل صور الأقمار الاصطناعية أن حجم الدمار فى غزة أكبر مما كان يعتقد سابقا، حيث أصبح ما لا يقل عن 70% من المبانى غير صالحة للسكن . ووفقًا لخبير خرائط من الجامعة العبرية بالقدس، دُمّرت 89% من مبانى رفح الفلسطينية، و84% من مبانى شمال غزة، و78% من مبانى مدينة غزة كليًا أو جزئيًا. وذكرت هآرتس أن خان يونس تم محوها بالكامل، بينما نقلت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية عن جندى إسرائيلى قوله: إن رفح الفلسطينية لم تعد موجودة وأصبحت مجرد أنقاض. سياسيا، تواصلت جهود الوسطاء للضغط على حماس وحكومة الاحتلال لتضييق الهوة بينهما والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وصفقة تبادل محتجزين فى أسرع وقت ممكن. وطبقا لمصادر مطلعة على مسار مفاوضات الدوحة، فإن الهوة بدت أمس ليست كبيرة، لكنها لا تزال بحاجة إلى حلّ ولا تزال مسألة الخرائط مطروحة، وكذلك المقترح الإسرائيلى بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين المطلوب إطلاق سراحهم، والتهديد الأمريكى لحماس. وأفاد مصدران مطلعان على التفاصيل أن مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يعتزم الاجتماع اليوم فى روما مع رون ديرمر وزير الشئون الاستراتيجية والمقرب من بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومع مبعوث كبير من قطر لمواصلة المحادثات. وإذا تم تحقيق تقدم كاف فى روما، فسوف يغادر ويتكوف روما إلى الدوحة فى محاولة لإتمام الصفقة، بحسب مصدر أمريكى وإسرائيلى مطلع على التفاصيل. وأطلق الرئيس الأمريكى تهديدا جديدا لحماس، موضحا: «إما أن تتحركوا بسرعة أو أننا سنتراجع عن الضمانات التى قدمناها لكم».

المستقبل للبريكس وإن طال الزمن
المستقبل للبريكس وإن طال الزمن

بوابة الأهرام

timeمنذ 11 دقائق

  • بوابة الأهرام

المستقبل للبريكس وإن طال الزمن

انتهت القمة السابعة عشرة لمجموعة البريكس فى البرازيل دون زخم إعلامى أو نتائج، كان من المتوقع صدورها فى تلك اللحظات الحاسمة فى الأحداث العالمية من حروب سياسية واقتصادية طاحنة تعيد تشكيل موازين القوى العالمية، وسبق القمة لاحت بوادر حرب تجارية بين تجمع بريكس والولايات المتحدة، إذ حذر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كل من يقترب من «بريكس» بفرض رسوم تبلغ نسبة 10% بحد أدنى دون استثناء. وربما لهذا السبب جاءت نتائج القمة دون آمال وتطلعات دول الجنوب، لكن رئيس جنوب إفريقيا سيريل راما فوزا رد على التخوفات الأمريكية من تقويض الدولار كعملة دولية، قائلًا إن المجموعة لا تسعى إلى منافسة أى قوة أخرى، ودعمه متحدث باسم الكرملين قائلًا: إن تعاون روسيا مع مجموعة بريكس يرتكز على «رؤية عالمية مشتركة ولن يكون موجهًا أبدًا ضد دول ثالثة». وكان الرئيس البرازيلى لولا دى سيلفيا هو الوحيد الذى انتقد ترامب متهما إياه بمحاولة التدخل فى شئون بلاده الداخلية، ومتوعدًا برد اقتصادى قاسٍ على الرسوم الجمركية الجديدة التى فرضتها واشنطن. غير ان هناك بعض الرؤى التى تطلب تغييرات سريعة ومؤثرة من البريكس ولكنهم يتناسون أن النظام العالمى الراهن قام على أنقاض أحداث جسيمة كسقوط الاتحاد السوفيتى وانهيار الكتلة الاشتراكية، فى نفس الوقت الذى صعدت فيه الرأسمالية ونظريات العولمة، صحيح أنهما فشلا فى كل ما بشروا به وهناك انهيار لكل نظريات نهاية التاريخ ولكن الصحيح أيضا ان الدول النامية لم تعد حبيسة التبعية، بل أصبحت تسعى بجرأة لتشكيل نظام جديد أكثر عدالة وتعددية، يتجاوز الهيمنة، ولم تعد المجموعة مجرد تكتل رمزي، بل تحولت إلى منصة حقيقية للتعاون بين بلدان الجنوب، تسعى لتقديم بديل واقعى لنظام عالمى يقوم على تعددية قطبية، وتعمل على صياغته. وصحيح أن مجموعة البريكس لا تملك ميثاقًا ملزمًا أو مقرًا رسميًا، لكن قوتها الحقيقية تنبع من وزنها الديموغرافى والاقتصادى والجغرافي، ومن قدرتها على العمل الجماعى خارج قوالب الهيمنة التقليدية. فالتبادل التجارى بين أعضائها تجاوز تريليون دولار سنويًا، وتسيطر المجموعة مجتمعة على أكثر من 40% من إنتاج النفط العالمي، وتملك نحو 75% من المواد الأرضية النادرة التى تمثل عصب الصناعات الحديثة. كما تسعى المجموعة إلى تحرير تجارتها من قبضة الدولار عبر استخدام العملات المحلية، وتطوير أنظمة دفع بديلة لنظام SWIFT، فى توجه يعكس الرغبة فى بناء استقلال مالى وتكنولوجى تدريجى ورغم الطموحات المتزايدة لإطلاق عملة موحدة لمجموعة بريكس، فإن المشروع لا يزال فى مراحله الأولى، ويواجه تحديات تقنية وسياسية. وكان انضمام مصر العام الماضى لهذا التكتل للاستفادة من هذه الدول الكبرى اقتصاديا مثل روسيا والصين والهند والبرازيل لتخفيف الضغط على العملة الصعبة او العملة الرسمية الدولية الدولار، حيث يتم التعامل مابين مصر ومابين الدول الأعضاء بالعملة الوطنية لكل دولة مثل الروبل او الروبيا الهندية اما الهدف الأكبر فهو نقل التكنولوجيا المتقدمة وتوطين الصناعات الحديثة فى مصر، وهى خطوة استراتيجية مهمة تسهم فى تقليص ما يُعرف بالخفض الدولارى والضغوط الناجمة و ما تشهده بريكس ليس مجرد توسع جغرافى أو تزايد فى عدد الأعضاء، بل هو انعكاس لحركة أعمق تعيد ترتيب النظام الاقتصادى العالمي. إنها لحظة الجنوب، لحظة من يملك الموارد، والسكان، والإرادة، ليصوغ لنفسه موقعًا جديدًا فى خريطة النفوذ الدولي. وإذا استمر هذا الزخم، فقد نشهد خلال العقد المقبل ميلاد نظام عالمى متعدد الأقطاب، يُدار فيه العالم لا من مركز واحد، بل من أقطاب متعددة. ببساطة > من يحبك يسمع صمتك. > مع انتشار السفالة أصبح الأدب لافتا للنظر. > عامل كل إنسان وكأنك تتعامل مع نفسك. > الحياة أمل يحققه عمل وعمل ينهيه أجل. > التوبة كالماء تزيل ماتعلق بالثوب من خطايا. > جامعة بلا بحث علمى مدرسة ثانوى. > اهجر المكان الذى لايحترم وجودك…ومن تهاون هان. > إسرائيل تخلق كوسوفا جديدة فى سوريا.

بالمصرى «تسييط» العبث!
بالمصرى «تسييط» العبث!

بوابة الأهرام

timeمنذ 11 دقائق

  • بوابة الأهرام

بالمصرى «تسييط» العبث!

صدر منذ أيام كتاب لفيليب كوجان الصحفى الأمريكى السابق فى صحيفتى الإيكونوميست وفاينانشال تايمز بعنوان «العواقب الاقتصادية للسيد ترامب»، والذى حمل فكرا تحليليا لقرارات ترامب، واجاب عن السؤال هل هى عبثية؟!، ومدى تأثيرها على العالم!. وقد أثار الكتاب مصطلحين بالغَى الأهمية يعكسان آليات التلاعب بالرأى العام والسياسات فى عهد ترامب، وهما (تسييط العبث/ التطهير العقلاني) بمعنى محاولة تقديم سياسات أو قرارات غير عقلانية، متناقضة، أو حتى مجنونة على أنها منطقية ومدروسة، عبر تغليفها بلغة تكنوقراطية أو تفسيرات زائفة، مثل تبرير الحرب التجارية مع الصين بأنها ضرورة اقتصادية رغم أضرارها الفادحة، كذلك وصف إلغاء قانون الرعاية الصحية (أوباما كير) بأنه حماية للحرية الفردية، برغم حرمان الملايين من التغطية الصحية!، أو ما يحدث فى بعض الدول من سياسات التقشف (مثل خفض الدعم) التى تُقدم كـإصلاحات اقتصادية حتمية، برغم تدهور مستويات المعيشة، أيضا مثل خطاب إسرائيل بأن قصف غزة دفاع عن النفس، بينما هى جرائم حرب ودمار للمدنيين. ويبرز الكتاب أمثلة أخرى لهذا العبث مثل إغراق الإعلام والفضاء العام بكمّ هائل من المعلومات المتناقضة أو الزائفة، لـشلّ قدرة الجمهور على التمييز بين الحقيقة والزيف، وبالتالى تمرير أجندات خفية!. التصريحات اليومية المتناقضة من البيت الأبيض (مثل إنكار جائحة كوفيد ثم التباكى عليها)!. كتاب كوجان يقدم إطارًا لفهم ليس فقط عهد ترامب، بل آليات السلطة فى عصرنا، التزيين الزائف للسياسات الفاشلة، وحرب المعلومات كأداة للهيمنة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store