
وداعا زياد الرحبانى.. رحيل أيقونة الموسيقى والمسرح اللبنانى
وقدم تليفزيون اليوم السابع تغطية خاصة حول وفاة زياد الرحباني، المولود في 1 يناير 1956، وهو من أبرز الفنانين المجددين في الموسيقى العربية والمسرح السياسي الساخر، هونجل الأسطورة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني، ونشأ في بيئة فنية متميزة سرعان ما انطلق منها ليؤسس أسلوبه الخاص الذي يمزج بين العمق الفني، والفكاهة السوداء، والنقد السياسي الجريء.
كما تناولت التغطية بعض من الأعمال التي اشتهر بها زياد بمسرحياته التي عكست الواقع اللبناني بأسلوب ساخر وذكي، حيث تميّزت أعماله بالجرأة والتحليل العميق للمجتمع، إلى جانب موسيقاه الحديثة التي أدخلت عناصر الجاز والأنماط الغربية إلى النغمة الشرقية بأسلوب طليعي.
كما عُرف بمواقفه السياسية الواضحة، وكان من أبرز الأصوات الفنية اليسارية في العالم العربي، حيث تبنى التوجه الشيوعي فكريًا وفنيًا، وجعل من أعماله منبرًا يعكس قضايا الإنسان العربي في ظل الحرب، والقمع، والتناقضات الاجتماعية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المصري اليوم
منذ 36 دقائق
- المصري اليوم
أول ظهور لفيروز يشعل الغضب.. عمار شلق: «حلوا عنها»
أثار الممثل اللبناني عمار شلق جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نشر تعليقًا حادًا على حسابه الرسمي بـ«إنستجرام» ينتقد فيه تكدّس عدسات المصورين أمام الفنانة فيروز، خلال أول ظهور علني لها منذ سنوات طويلة، وذلك أثناء مشاركتها في تشييع جثمان نجلها الموسيقي الراحل زياد الرحباني. وكتب عمار شلق في منشوره الغاضب: «حلّوا عن فيروز، عن فيروز حلّوا، فيروز حلّوا عنها... وقمح!». رسالة عمار شلق جاءت واضحة وصريحة، معبّرة عن رفضه الشديد لانتهاك خصوصية فيروز في لحظة حزينة ومؤلمة، حيث كانت عدسات الكاميرات حاضرة بكثافة لتوثيق مشهد وداعها لابنها، في جنازة شهدت تفاعلًا إنسانيًا كبيرًا وظهورًا نادرًا للسيدة فيروز. عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة ammarshalakofficial/عمّار شلق (@ammarshalak) وقد لاقى المنشور تفاعلًا واسعًا من المتابعين والفنانين الذين عبّروا عن تضامنهم مع موقف شلق، مؤكدين أن «فيروز ليست للفرجة» وأن احترام لحظات الحزن واجب إنساني وأخلاقي. يُذكر أن فيروز كانت قد ابتعدت عن الأضواء منذ سنوات، وظهورها الأخير أثار موجة من المشاعر بين محبيها الذين رأوا فيها صورة الأم الثكلى قبل أن تكون أيقونة الفن العربي.

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
ماجدة الرومي تتصدر تريند جوجل بعد ظهورها المؤثر في جنازة زياد الرحباني: حضور مُبكٍ وموقف تاريخي
تصدر اسم الفنانة اللبنانية القديرة ماجدة الرومي مؤشرات البحث على "جوجل" في لبنان ومصر وعدد كبير من الدول العربية، بعد ظهورها اللافت والمؤثر خلال مراسم تشييع الموسيقار الكبير زياد الرحباني، نجل أيقونة الطرب اللبناني فيروز. ظهور ماجدة الرومي في الجنازة لم يكن مجرد حضور عابر أو واجب عزاء تقليدي، بل كان موقفًا إنسانيًا وفنيًا صادقًا، سجّلته الكاميرات وعدسات الصحفيين وتناقلته مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، حتى تحوّل إلى لحظة مفصلية استحضر فيها الجميع تاريخ هذه السيدة التي تمشي بجلالة النبل وعنفوان الكلمة.ورصدت الكاميرات لحظة وصول الرومي إلى كنيسة رقاد السيدة بكفيا، حيث أقيمت مراسم الوداع، وهي ترتدي الأسود الكامل، ملامحها حزينة، وعيونها دامعة، تحمل في خطواتها كل وجع الوطن الذي فقد أحد أركانه الفنية. وما أن اقتربت من النعش حتى وضعت باقة من الزهر الأبيض عليه، ثم وقفت للحظات في صمتٍ عميق، وضعت يدها على قلبها، وهمست بكلمات لم يُسمع منها إلا "سلام لروحك الحرة يا زياد"، قبل أن تذرف دمعة بصمت، وتشير بإيماءة صادقة إلى فيروز الجالسة، وكأنها تقول: "قلبي معكِ... أنتِ مش لوحدكِ".ورغم بساطة هذه اللحظة، إلا أنها كانت كافية لتُشعل مواقع التواصل، حيث غصّت "تويتر" و"فيسبوك" و"إنستجرام" بصور ومقاطع فيديو لماجدة الرومي، وأعاد الجمهور تذكّر مواقفها السابقة في دعم القضايا الوطنية، ومشاركتها الدائمة في اللحظات الحاسمة من تاريخ لبنان الفني والإنساني، لتنهال التعليقات التي اعتبرتها "سيدة المواقف"، و"صوت لبنان النقي الذي لا يخون ولا يخذل"، و"أجمل ما تبقّى من زمن الكبار".الناشطون استرجعوا أيضًا ذكريات العلاقة الفنية بين ماجدة وزياد، وما كانت تحمله من تقدير متبادل رغم الاختلاف في الخط الفني، فبين صوت ماجدة الكلاسيكي وروح زياد الثائرة، كان هناك احترام وصمت مشترك عنوانه: "الفن النظيف لا يعادي بعضه".وتوالت ردود الفعل من شخصيات فنية وإعلامية عبّرت عن إعجابها بوقفة الرومي، وأبرزهم الإعلامي اللبناني طوني خليفة الذي غرّد: "ماجدة الرومي.. دمعة بحجم وطن. شكرًا لأنك تذكرينا كيف بيكون الوفا". أما النجمة كارول سماحة فكتبت: "ماجدة الرومي لا تحضر جنازة، بل تحضر ذاكرة وطن"، في حين قالت الفنانة جوليا بطرس: "الرقيّ لا يُصطنع.. هو أنتِ يا ماجدة".وتأتي هذه الموجة من الإعجاب والاحتفاء بماجدة الرومي في وقتٍ يعيش فيه الفن اللبناني حالة حزن عميقة على فراق زياد الرحباني، الرجل الذي شكّل الضمير الموسيقي النقدي لجيله، وصاحب الإرث الكبير الذي لن يُنسى في المسرح، والكلمة، والموسيقى، والموقف.يُذكر أن جنازة زياد الرحباني شهدت حضورًا رسميًا وفنيًا كبيرًا، حيث شارك فيها رئيس الوزراء نواف سلام، والنجوم راغب علامة، نجوى كرم، كارول سماحة، وغيرهم، إلى جانب آلاف المواطنين الذين تجمهروا في شارع الحمراء لتوديعه، وأمام مستشفى خوري حيث انطلق موكب التشييع في مشهد يليق بأسطورة لبنانية لا تتكرر.ولم تكن ماجدة الرومي وحدها من خطفت الأنظار، بل أيضًا الفنانة كارمن لبس التي انهارت بالبكاء ورفضت ترك النعش، لكن الحضور الملكي لماجدة الرومي منح الجنازة مشهدًا نقيًا من الهيبة والحب والتاريخ، كأنها تمثل كل امرأة لبنانية بكت زياد وكأنها تبكي وجع هذا الوطن المتعب.


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : كيف أثّر فن وفكر زياد الرحباني في أجيال متعاقبة؟
الاثنين 28 يوليو 2025 08:40 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images Article Information Author, محمد همدر Role, بي بي سي عربي - بيروت قبل 22 دقيقة احتشد محبو زياد الرحباني صباح اليوم، أمام المستشفى الذي فارق فيه الحياة أول من أمس، لإلقاء نظرة أخيرة على نعشه، قبل التوجه لتشييعه في مسقط رأسه. الدعوات إلى التجمع أتت بمبادرة من أصدقائه، دون الإعلان عن أي تشييع شعبي منظّم أو حداد رسمي من قبل الحكومة. وسادت على وسائل التواصل الاجتماعي مطالبات بإعلان يوم التشييع يوم حداد رسمي، بقيت من دون استجابة. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، زياد الرحباني الطفل عازفاً على البيانو في منزل والديه زياد في ذاكرة الأجيال استطاع زياد الرحباني أن يحفر أعماله الموسيقية والمسرحية والإذاعية، في ذاكرة أكثر من جيل. هناك أجيال عرفته وحفظت مسرحياته بدون مشاهدتها، وحافظ على مكانته الفنية لدى الناس، من أولى أعماله حتى آخرها، وردّدت جمل زياد وعباراته كأنها أمثالاً شعبية. مكانة زياد لدى محبيه، والإجماع على حبّ أعماله الفنية، صنعهما زياد بعيداً عن انتمائه إلى عائلة الرحابنة، وتحديداً منزل السيدة فيروز وزوجها الموسيقار عاصي الرحباني. فرغم الجدل والانقسام القائم حول أفكاره ومواقفه السياسية وآرائه الحادّة والصريحة للغاية، تمكن الرحباني عبر فنّه من خلق هذا الإجماع، ومن أن يحافظ على هذه المكانة من جيل إلى جيل. الموسيقي الشامل والعالمي وُصف زياد بالثائر على إرث الأخوين الرحباني الموسيقي (عاصي ومنصور)، لكنه لم ينكر يوماً فضل هذا المنزل على موهبته، قال إنه في الموسيقى، ورث عن عاصي كلّ شيء. فيمكن العثور على صوت وأسلوب الرحابنة في ألحانه الأولى مثل "سألوني الناس" و"قديش كان في ناس". في مرحلة لاحقة، يمكن القول إنّ زياد خرج من عباءة الرحابنة بشكل كامل، فكان التجديد جلياً في الألحان والكلمات والمسرحيات. ورغم الانتقادات التي وُجهت له مع بداية تلحينه وكتابته لوالدته فيروز، بعد وفاة والده عاصي، إلا أنّ لزياد فضل في اختزال المسافة بين فيروز والأجيال الجديدة. لحّن زياد الكثير من الأنماط الموسيقية المختلفة، من الطرب الشعبي اللبناني والمصري إلى الموسيقى الكلاسيكية والفانك والجّاز، الذي ترك فيه بصمته الخاصة جداً، منذ بداية الثمانينيات. كما لحّن أناشيد دينية وأناشيد سياسية وثورية، وكتب كلماتها. كان واقعياً إلى أبعد تقدير، حتى في أغانيه الرومانسية. هذه الواقعية في اختياره لكلمات أغانيه ونصوصه هي ما ميّزه عن الرحابنة الآخرون. تحوّلت أغنية "بحبك بلا ولا شي" إلى نوع من دعوة إلى علاقة حب طبيعية لا اصطناع فيها، ولا تبرّج ولا حتى ملابس: "ولا فيه بهالحب مصاري، ولا ممكن فيه ليرات، ولا ممكن فيه أراضي، ولا فيه مجوهرات". وفي ألبوم "مونودوز"، عاتبت إمرأة زياد حبيبها على رسالة حب فيها الكثير من المبالغات، فقالت "ما منيحة الرسالة ولا الحب الخيالي". وثار زياد حتى على الأغنية الوطنية التي تميّز بها الرحابنة، وعلى الفولكلور التي تجدّد مع عائلته. كتبت عنه نيويورك تايمز عام 1988، مقالاً تناول موسيقاه في الجاز تحت مسمى "الجاز الشرقي". هذه التسمية سقطت لاحقاً، وأصبح كل ما يؤلفه أو يعيد توزيعه، مصنّف تحت اسم "موسيقى زياد الرحباني". موسيقى زياد ليست مجرد لقاء بين آلات غربية وشرقية. ويصعب تصنيفه في لون محدد عند سماع مقطوعات مثل "أبو علي"، "ميس الريم"، "بالنسبة لبكرا شو"، "هدوء نسبي" والتي لا تشبه واحدة منها الأخرى. بعد إعلان وفاته، كتبت عن رحيله نيويورك تايمز مرة أخرى، وواشنطن بوست ولوموند الفرنسية وصحف ومواقع عالمية أخرى. أمراض داخلية مزمنة في الأغنية السياسية، انحاز زياد بوضوح للعدالة الاجتماعية وللأفكار اليسارية. انتقد السياسي، لكنه انتقد أيضاً المواطن الفرد والمواطنين الجماعة. كلامه في السياسة رافقه تشريح للمجتمع. هاجم الطبقات السياسية والسلطة والأحزاب والمسؤولين مع توجيه نقد ساخر إلى المجتمع الذي خرج من رحمه هؤلاء. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، في دور الضابط في مسرحية "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" كان سياسياً في موسيقاه وفي أعماله حتى في نشاطه وموافقه. لم يوفر أحداً من النقد، لا اليمين اللبناني الذي هاجمه بشدة قبل وخلال الحرب الأهلية، ولا اليسار التقليدي الذي انتقده، أو اليسار الليبرالي والأحزاب الدينية. أفكاره السياسية كانت دافعاً في ترك منزل والديه وانتقاله إلى القسم الغربي من بيروت – كانت بيروت مقسومة خلال الحرب إلى شرقية وغربية – حيث التنوع السياسي يشمل الأحزاب اليسارية والقومية والإسلامية. كل طرف سياسي أراد أن يكون زياد منه وله. كان قريباً جداً من الحزب الشيوعي اللبناني، يشارك في احتفالاته السنوية ويقدم له الأناشيد والأغاني ثم ابتعد عنه وانتقده في الإعلام. ناصر حزب الله لا سيما بعد حرب عام 2006، وعاد وانتقد تعامل الحزب مع الملفات الداخلية ولاسيما المعيشية منها. انتظر منه السوريون كلاماً مع انطلاق انتفاضتهم على النظام في 2011، وحين تكلم هاجموه وخاصموه. لم يعلّق زياد أو يظهر أيضاً في المظاهرات التي طالبت بإسقاط النظام اللبناني عام 2019. إذ كان زياد قد الأمل في إحداث أي تغيير إيجابي في النظام اللبناني منذ مسرحية "فيلم أمريكي طويل" في بداية الثمانينيات. في كلمات واحدة من أغاني هذه المسرحية، "راجعة بإذن الله"، التي يتحدث بها عن عودة الحرب، يقول "بلد ظابط متل ما هو هيدا هو هيدا ياه، باسم الأب وباسم الله". وفي أغنية أخرى يقول "قوم فوت حلام أنه بلدنا صارت بلد، هي مش بلد...". كرّر هذه الأفكار لاحقاً في جميع لقاءاته التلفزيونية والإذاعية. وفي بعض أعماله الإذاعية الخاصة، بقي مصرّاً على أنه لا أمل في لبنان. تهكّم في احدى الحلقات الإذاعية، قائلاً إنه قام بالإبلاغ عن أحدهم، لأنه ما زال متمسكاً بالأمل، داعياً إلى "عدم ترك هؤلاء بيننا". يصف ذلك أيضاً في مقطوعة موسيقية منذ الثمانينيات بعنوان "أمراض داخلية مزمنة"، قاصداً لبنان، البلد الذي يعاني من مشاكل لن تنتهي بحسب زياد. كان زياد بمثابة جرس الإنذار الوحيد بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، دائم التشاؤم، محذراً من عودة الحرب في أي لحظة، وواصفاً "الحرية" التي يتغنى بها اللبنانيون مقارنة بدول عربية، بأنها "فوضى وليست حرية". كان زياد أيضاً معارضاً شديداً للمشاريع الاقتصادية التي ظهرت أعقاب انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية. مسرحيات نسمعها ونحفظها دون أن نشاهدها واكب جيل السبعينات والثمانينات مسرحيات زياد عند عرضها، وتحديداً نزل السرور (1974)، بالنسبة لبكرا شو (1978) - تناول خلالهما الأوضاع قبل الحرب الأهلية - و فيلم أميركي طويل (1980) وشي فاشل (1983)، اللتان تناولتا الحرب وعرضتا خلالها. وعرف أكثر من جيل هذه الأعمال وحفظها وتفاعل معها من خلال سماعها مسجلة فقط. هذه القدرة على نقل أعمال مسرحية من جيل إلى آخر من خلال الصوت فقط، تفرّد بها الرحابنة، وخاصة زياد، وتحديداً مع جيلين ولدا خلال الحرب وبعدها. كتب زياد هذه المسرحيات وأخرجها ووقف ممثلاً على خشبة المسرح في دور البطولة. مسرحيات اجتماعية وسياسية ساخرة، تحولت مقاطع عديدة منها إلى نكات وعبارات يستخدمها اللبنانيون بشكل عفوي وتلقائي في يومياتهم. في "نزل السرور" (1974)، توقّع انفجار الوضع، واندلعت الحرب الأهلية اللبنانية بالفعل بعد عام فقط على عرضها. في "بالنسبة لبكرا شو" (1978)، ركّز على الوضع الاقتصادي الذي سيدفع باتجاه الحرب. في "شي فاشل" (1983)، صوّر اللبنانيون وكأنهم فريق عمل مسرحي غير متجانس، لا يمكنهم التعايش مع بعضهم البعض حتى كذباً. مسرح ما بعد الحرب بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، أخرج عملين مسرحيين، هما "بخصوص الكرامة والشعب العنيد " 1993، و"لولا فسحة الأمل" 1994. عملان بلغة مسرحية جديدة ومختلفة عن أعماله السابقة، لم يعجبا قسم كبير من جمهوره. كان زياد يتحدث في بداية التسعينيات عن ما يجري بعد العام 2000. بعد العام 2005، استعاد المشاهدون مقاطعاً من هذه الاعمال وكأنها تعكس واقعاً تنبأ فيه الرحباني. هنا تحدث زياد عن مجتمع ما بعد الحرب في لبنان، وتحوّل دوره من مواطن إلى ضابط أمن، يحاول جاهداً السيطرة على الوضع في الشارع، والحفاظ على صورة "السلم الأهلي". في ملحق خاص نشرته مجلة "الآداب" الفكرية عن زياد الرحباني، وصفته بـ"صائد التحولات والانكسارات". في أول مقابلة تلفزيونية طويلة أطلّ فيها زياد الرحباني في جزئين مع الزميلة الراحلة جيزال خوري على قناة محلية عام 1997، تعرّف جيل ما بعد الحرب على شخصية الموسيقى والمسرحي الذي صمدت أعماله من خلال الكاسيت والإذاعة. بعض الاتصالات التي كان زياد يتلقاها خلال الحلقة، كانت من مواطنين يسألونه عما سيجري، وإن كانت الحرب ستعود أم لا؟ صدر الصورة، Getty Images إلى جانب المسرح والموسيقى، أطلّ زياد خلال الحرب الأهلية اللبنانية، على إذاعة "صوت الشعب"، في أعمال إذاعية ساخرة وناقدة، عرض من خلالها يوميات الحرب، "العقل زينة"، "بعدنا طيبين قولوا الله"، و"تابع لشي تابع لشي". تحوّلت هذه الأعمال إلى صور لذكريات عاشها اللبنانيون يومياً في حرب أهلية دامت نحو 15 عاماً. كما أظهرت هذه الأعمال الوجه العنيد لزياد، المشاكس والمشتبك مع جميع الأحزاب والميليشيات والقوى اللبنانية وغير اللبنانية المسيطرة على الأرض. لم يعد زياد إلى المسرح كاتباً ومخرجاً بعد منتصف التسعينيات، بسبب عدم توفر تمويل أو منتج، كما قال في أكثر من مقابلة، وأحياناً لأنه لم يكن يعلم عن ماذا سيكتب. واجه زياد العديد من الانتقادات، بسبب فكره السياسي وأحياناً للاعتراض على عمل موسيقي أو مسرحية، لكنّ ذلك لم يزحزح مكانته، ولا الإرث الفني الكبير والمتنوع الذي يمثّله. لم يكن زياد بحاجة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لتواكبه الأجيال الجديدة، لم يملك يوماً أي حساب على أي منصة. إلا أنّ وسائل التواصل الاجتماعي لطالما كانت تضجّ بعباراته الساخرة وبمقاطع من مسرحياته وأغانيه عند أي مناسبة أو حدث يذكّر بكلامه. هذه ميزة في فنّ زياد، الموسيقي والمسرحي والساخر الآتٍ من زمن ما قبل الحرب، ومن جيل الأسطوانة والكاسيت والإذاعة، والذي صمد فكره وأعماله رغم كل هذه التحولات.