
الحوثيون والنظام الخميني.. العلاقة العضوية بين العرق والعقيدة
الحوثيون والنظام الخميني.. العلاقة العضوية بين العرق والعقيدة
الحوثيون والنظام الخميني.. العلاقة العضوية بين العرق والعقيدة
همدان العليي
ارتباط عصابة الحوثي بالنظام الإيراني ليس مجرد تحالف سياسي ظرفي كما هو حال التحالفات التي تجمع بين الدول أو الجماعات في العادة، بل هو ارتباط عضوي مركب يجمع بين العرق والعقيدة والمصير الاستراتيجي. فالعلاقة بين الحوثيين في اليمن والنظام الخميني في إيران، ليست كعلاقة قطر أو عُمان بطهران على سبيل المثال، وليست شبيهة بتحالف الصين وروسيا، لأن كلًّا من هذه الدول تحتفظ بهويتها وأيديولوجيتها ومفاهيمها وقيمها المستقلة، وتتحرك وفق مصالح وطنية مادية خاصة بكل واحدة منها.
أما عصابة الحوثي، فهي ترى في إيران الامتداد العقدي والعرقي لمشروعهم القديم/الحديث، ويكفي أن نستحضر أن عبدالملك الحوثي يعتبر الخميني بمثابة "ابن عم"، وأنهم جميعًا- بحسب زعمهم- ينتمون إلى سلالة آل البيت بغض النظر عن صحة هذا الطرح لكن ثمة رابطة شعورية تفرض تنسيقًا وتعاونًا وتكاملًا يختلف عن أي تحالفات سياسية معروفة. هذا الانتماء لا يتوقف عند حدود النسب، بل يتجلى في وحدة العقيدة السياسية والروحية، رغم ما يعتقده البعض من تباينات فقهية بين ما يسمى بـ"الزيدية الجارودية" و"الإمامية الاثني عشرية".
ولعلنا حين نعود إلى جذور الجماعة نجد أن مؤسسها الأول في اليمن، يحيى بن الحسين الرسي، قد استعان بمقاتلين من الطبريين (نسبة لطبرستان الواقعة في شمال إيران حاليًا) لإخضاع القبائل اليمنية التي قاتلت يحيى الرسي ورفضت حكم البطنين. هذا الامتداد العرقي/ العقدي يجعل من العلاقة بين الحوثيين والخمينيين علاقة وجود لا اصطفاف سياسي فقط، بل ويجعل الحوثيين يحاولون إذابة المجتمع اليمني في إناء المشروع الخميني حتى أنهم يستنسخون كل شيء بما في ذلك طريقة الكلام واللبس (عدم استخدام ربطة العنق كما يفعل أتباع النظام الخميني).
وبناء على هذه الحقيقة، فإن ما يتعرض له النظام الخميني في إيران، لا بد أن يحدث أثرًا مباشرًا أو غير مباشر في جماعة الحوثي، سواء في قيادتها العليا أو في أتباعها.
خلال السنوات الماضية، وصلت الجماعة إلى مرحلة نشوة أيديولوجية وعسكرية بعدما ظنت أنها تعيش لحظة "التمكين الإلهي"، أي تحقيق النصر على خصومها التاريخيين الذين سلبوها الحكم وهذه كانت بالنسبة لهم "مرحلة الضعف" التي كانت جزءًا من سرديتهم التاريخية القائمة على الشعور بـ"المظلومية" من أيام الحسين بن علي رضي الله عنهما حتى هذه اللحظة.
هذه المفاهيم مستمدة من أدبيات الثورة الخمينية وسبق وأشار إلى بعضها المرجعية الزيدية محمد عبدالعظيم الحوثي. ففي المادة (154) من دستور إيران الحالي، يقولون بأن إيران "تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في أية نقطة من العالم". والمستضعفين هنا مصطلح لا يراد به الفقراء أو المضطهدون بشكل عام، بل الشيعة بالتحديد وفق رؤيتهم.
ومع تصاعد الضربات الإسرائيلية وتصفية كثير من القيادات العسكرية في الحرس الثوري وظهور ضعف النظام الإيراني في الداخل، تتزايد الهواجس من سقوط هذا النظام، وهو ما يجعل جماعة الحوثي تشعر بتهديد وجودي، لأن سقوط النظام الخميني يعني سقوط مركز ثقل المشروع الشيعي السياسي والعسكري في المنطقة ويجعلها مكشوفة الظهر بعد تذوق نشوة النصر والقوة و"التمكين" خلال السنوات القليلة الماضية.
الحقيقة أن أي اهتزاز لمركزهم الخميني في طهران، يعني العودة إلى مرحلة الضعف في وعي الحوثيين العوام وبعض المتعاطفين مع المشروع الخميني في بعض الدول العربية. ليس من باب الظلم، بل من باب فقدان السيطرة على أدوات القوة والقرار أو ما يصفونه هم دائمًا بـ"التمكين" الذي يجعلهم قادة العرب والمسلمين.. وهذا هو الطموح التاريخي الذي لا يريدون التنازل عنه ويعتبرونه حقًا سماويًا ومن يرفضه لا يؤمن بالدين الإسلامي الصحيح في نظرهم.
#نهايه_الحوثي
Page 2

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


26 سبتمبر نيت
منذ 43 دقائق
- 26 سبتمبر نيت
جماعة الاخوان تعلن موقفا مفاجئا من العدوان على ايران ..!
أكد القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، صلاح عبد الحق، دعمه الكامل للجمهورية الإسلامية في إيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم، متقدما بخالص العزاء في كافة الشهداء الإيرانيين. وقال في رسالة موجهة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية: "إن العدوان الإسرائيلي على إيران هو مرحلة جديدة من العدوان على فلسطين، حيث تحرك حكومة الاحتلال دوافع الانتقام جراء الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية للمقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى الدوافع الاستراتيجية الأخرى التي تتمثل في سعي كيان الاحتلال إلى فرض هيمنته على المنطقة من خلال إضعاف مراكز القوة فيها، مستغلا الدعم الواسع الذي تقدمه له الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى هالتها الهزيمة التي تلقتها دولة الاحتلال في السابع من أكتوبر 2023، ومن ثَم أطلقت يد حكومة نتنياهو المتطرفة لاستعادة الأمن المفقود، بغض النظر عن مستوى التوحش اللازم لتحقيق ذلك". وأضاف عبدالحق في الرسالة التي نشرها حساب "الإخوان المسلمون" على منصة "اكس": إننا أمة واحدة، بالمعنى الديني والروحي والحضاري والجيوسياسي على حدٍّ سواء. فنيران الاحتلال وداعميه لا تفرق بين أعراقنا ولا بين مذاهبنا، وهي إذ تسعى بصورة حثيثة للقضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة؛ فإنها تدرك أن هذا الهدف الخبيث غير ممكن مالم يتوسع العدوان ليشمل حاضنة المقاومة، سواء كانت هذه الحاضنة دولة مركزية مثل الجمهورية الإسلامية، أو الحركة الإسلامية وفي القلب منها الإخوان المسلمون. وأردف: ولهذا، فإن الإخوان المسلمين ليس لديهم شك في أن عدوَّنا واحد، وهو الكيان الصهيوني، وأن سلاحنا الأول الذي يجب أن نتمسك به هو وحدة الأمة الإسلامية، والعمل على جمع إرادة قواها الحية والفاعلة وتوحيد جهودها في رؤية استراتيجية شاملة تضبط بوصلة الأمة نحو عدوها الحقيقي، وتتجاوز آثار السنوات الماضية التي نالت من وحدة الأمة وصرفت بعض جهودها لصراعات داخلية، كان -دائما- المستفيد الرئيسي منها هم أعداء الأمة. وأشار إلى "إن التضحيات العزيزة التي تقدمها الأمة اليوم في فلسطين، ولبنان، واليمن، وإيران؛ تضع علينا مسؤولية كبرى في أن نبذل كل جهد من أجل وحدة الصف، ونبذ الخلافات، وتكامل الجهود". وأعرب عن ايمانه "بأن الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم، تتجسد في رسالة خاتمة، ووحي خالد، وحضارة ناصعة بنتها الشعوب المسلمة التي تنوعت أعراقها لكن وحَّدت الرسالة والوحي بين قلوبها وغايتها". وأكد "أن الإخوان المسلمين اليوم متمسكون بدعوة الإمام الشهيد حسن البنا؛ حيث حدد نهجنا تجاه كافة الهيئات والجهات الإسلامية قائلا: إننا "نحاول جاهدين أن نقرب بين وجهات النظر ونوفق بين مختلف الفكر توفيقاً ينتصر به الحق في ظل التعاون والحب. ولا يباعد بيننا وبينها رأي فقهي أو خلاف مذهبي، فدين الله يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" وأعرب عبدالحق عن اعتقاده "أنه سيأتي اليوم الذي تزول فيه الأسماء والألقاب والفوارق الشكلية والحواجز النظرية، وتحل محلها وحدة عملية تجمع صفوف الكتيبة المحمدية، حيث لا يكون هناك إلا إخوة مسلمون، للدين عاملون، وفي سبيل الله مجاهدون". وتتعرض إيران منذ فجر الجمعة لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي، وتتواصل الهجمات الإيرانية منذئذ ردا على العدوان.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ ساعة واحدة
- وكالة الأنباء اليمنية
مرشد الإخوان المسلمين يؤكد دعمه الكامل لإيران في مواجهة العدوان الاسرائيلي
لندن – سبأ: أكد القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، صلاح عبد الحق، دعمه الكامل للجمهورية الإسلامية في إيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم، متقدما بخالص العزاء في كافة الشهداء الإيرانيين. وقال في رسالة موجهة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، رصدتها وكالة الانباء اليمنية(سبأ): "إن العدوان الإسرائيلي على إيران هو مرحلة جديدة من العدوان على فلسطين، حيث تحرك حكومة الاحتلال دوافع الانتقام جراء الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية للمقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى الدوافع الاستراتيجية الأخرى التي تتمثل في سعي كيان الاحتلال إلى فرض هيمنته على المنطقة من خلال إضعاف مراكز القوة فيها، مستغلا الدعم الواسع الذي تقدمه له الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى هالتها الهزيمة التي تلقتها دولة الاحتلال في السابع من أكتوبر 2023، ومن ثَم أطلقت يد حكومة نتنياهو المتطرفة لاستعادة الأمن المفقود، بغض النظر عن مستوى التوحش اللازم لتحقيق ذلك". وأضاف عبدالحق في الرسالة التي نشرها حساب "الإخوان المسلمون" على منصة "اكس": إننا أمة واحدة، بالمعنى الديني والروحي والحضاري والجيوسياسي على حدٍّ سواء. فنيران الاحتلال وداعميه لا تفرق بين أعراقنا ولا بين مذاهبنا، وهي إذ تسعى بصورة حثيثة للقضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة؛ فإنها تدرك أن هذا الهدف الخبيث غير ممكن مالم يتوسع العدوان ليشمل حاضنة المقاومة، سواء كانت هذه الحاضنة دولة مركزية مثل الجمهورية الإسلامية، أو الحركة الإسلامية وفي القلب منها الإخوان المسلمون. وأردف: ولهذا، فإن الإخوان المسلمين ليس لديهم شك في أن عدوَّنا واحد، وهو الكيان الصهيوني، وأن سلاحنا الأول الذي يجب أن نتمسك به هو وحدة الأمة الإسلامية، والعمل على جمع إرادة قواها الحية والفاعلة وتوحيد جهودها في رؤية استراتيجية شاملة تضبط بوصلة الأمة نحو عدوها الحقيقي، وتتجاوز آثار السنوات الماضية التي نالت من وحدة الأمة وصرفت بعض جهودها لصراعات داخلية، كان -دائما- المستفيد الرئيسي منها هم أعداء الأمة. وأشار إلى "إن التضحيات العزيزة التي تقدمها الأمة اليوم في فلسطين، ولبنان، واليمن، وإيران؛ تضع علينا مسؤولية كبرى في أن نبذل كل جهد من أجل وحدة الصف، ونبذ الخلافات، وتكامل الجهود". وأعرب عن ايمانه "بأن الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم، تتجسد في رسالة خاتمة، ووحي خالد، وحضارة ناصعة بنتها الشعوب المسلمة التي تنوعت أعراقها لكن وحَّدت الرسالة والوحي بين قلوبها وغايتها". وأكد "أن الإخوان المسلمين اليوم متمسكون بدعوة الإمام الشهيد حسن البنا؛ حيث حدد نهجنا تجاه كافة الهيئات والجهات الإسلامية قائلا: إننا "نحاول جاهدين أن نقرب بين وجهات النظر ونوفق بين مختلف الفكر توفيقاً ينتصر به الحق في ظل التعاون والحب. ولا يباعد بيننا وبينها رأي فقهي أو خلاف مذهبي، فدين الله يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" وأعرب عبدالحق عن اعتقاده "أنه سيأتي اليوم الذي تزول فيه الأسماء والألقاب والفوارق الشكلية والحواجز النظرية، وتحل محلها وحدة عملية تجمع صفوف الكتيبة المحمدية، حيث لا يكون هناك إلا إخوة مسلمون، للدين عاملون، وفي سبيل الله مجاهدون". وتتعرض إيران منذ فجر الجمعة لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي، وتتواصل الهجمات الإيرانية منذئذ ردا على العدوان.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ ساعة واحدة
- وكالة الأنباء اليمنية
الرئيس المشاط لأهالي غزة: عهدا لكم سنواصل الموقف معكم حتى وقف العدوان ورفع الحصار
صنعاء - سبأ : جدد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم، التأكيد على وقوف الشعب اليمني إلى جانب الأشقاء في غزة. وقال الرئيس المشاط مخاطبا أهالي غزة" عهدا لكم سنواصل الموقف معكم حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنكم". وأضاف فخامة الرئيس في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)" نصر من الله سيأتي قريبا ليفرح كل المستضعفين ويخزي المتخاذلين ويذل المجرمين، وسترونه قريبا بحول الله وقوته".