
سفير بريطانيا السابق في القاهرة يدعو إلى النصح بعدم السفر إلى مصر
في تطور لافت في قضية الناشط المصري
علاء عبد الفتاح
، حثّ السفير البريطاني السابق لدى مصر، جون كاسون،
المملكة المتحدة
على نصح مواطنيها بعدم السفر إلى مصر رداً على رفض القاهرة إطلاق سراح عبد الفتاح، المواطن البريطاني المصري.
وقال كاسون لقناة بي بي سي البريطانية: "تتظاهر مصر بأنها صديقة للمملكة المتحدة وتعتمد على الزوار البريطانيين للحفاظ على اقتصادها. علينا أن نثبت أن ذلك لا يتوافق مع إساءة معاملة مواطنينا وإغلاق سفارتنا". وأضاف السفير البريطاني السابق لدى مصر، من عام 2014 إلى عام 2018، أن وزارة الخارجية اتبعت "الأساليب الدبلوماسية المعتادة" لتأمين إطلاق سراح عبد الفتاح، لكن هذا "كشف فقط أن مصر تتهرب منا وتحاول الضغط علينا"، معتبراً أن الدولة في مصر "دولة بوليسية، إنها دولة عنيفة وانتقامية، وهي تسيء معاملة مواطن بريطاني يُدعى علاء عبد الفتاح".
وخلصت لجنة تابعة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، إلى أن عبد الفتاح محتجز تعسفياً في السجن منذ عام 2019، لكن مصر ترفض منح القنصلية البريطانية حق الوصول إليه، فضلاً عن إطلاق سراحه. فيما دعا رئيس الحكومة البريطاني
كير ستارمر
الصورة
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر سياسي ولد عام 1964. جرى تعيينه وزيرا للهجرة في حكومة الظل في 18 سبتمبر/ أيلول 2015، وبعدها وزيرًا مكلفًا بالخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في حكومة الظل. تولى زعامة حزب العمال عام 2020، وقاده إلى فوز تاريخي في الانتخابات التشريعية التي جرت في يوليو/ تموز 2024، وأصبح رئيسًا للوزراء بعد ريشي سوناك
، الخميس الماضي، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس المصري
عبد الفتاح السيسي
، إلى إطلاق سراح عبد الفتاح.
قضايا وناس
التحديثات الحية
مجموعة أممية: علاء عبد الفتاح محتجز تعسفياً ويجب الإفراج عنه فوراً
وفي حديث سابق لـ"العربي الجديد"، علّقت ليلى سويف على الاتصال الهاتفي بين ستارمر والسيسي، بالقول إن "البيان الذي أصدره رئيس الوزراء البريطاني أوضح أنّه طالب بالإفراج عن علاء بأسلوب أقوى من السابق، أما ردّ الفعل الرسمي المصري فكان غير واضح، وتحدث البيان الذي أصدره مكتب الرئيس، كما العادة، عن فحوى المكالمة، باستثناء موضوع علاء". وتابعت أستاذة الرياضيات في جامعة القاهرة سابقاً: "ننتظر معرفة أخبار أكثر عن المكالمة الهاتفية من الجانب البريطاني التي تأتينا منها الأخبار، في حين تتجاهلنا الحكومة المصرية ولا تُبلغنا شيئاً".
Dr Laila had a special visitor at Downing Street today.
Francesca Nadin has just spent 9 months in a British prison cell for her pro-Palestine activism. She spoke about the effect that Alaa's work had on her while inside.
'I read Alaa's book in prison and it changed everything…
pic.twitter.com/Z44yicFawO
— Free Alaa (@FreedomForAlaa)
May 27, 2025
وقال كاسون إن عبد الفتاح للتعذيب، وإن الدولة المصرية "أبقته في السجن بتهم ملفقة، وسبّبت معاناة كبيرة لعائلته، لكنها أيضاً تنتهك حقوق الحكومة البريطانية في ممارسة أعمالها الاعتيادية، وتمنع سفارتنا من أداء وظيفتها الأساسية المتمثلة في زيارة ودعم المواطنين البريطانيين عندما يواجهون مشكلات" وفق قوله.
وتحدث كاسون عن هذه القضية بعد توقيعه رسالة مشتركة مع اللورد هاين والليدي كينيدي من حزب العمال، تدعو الحكومة البريطانية إلى نصح الرعايا البريطانيين بعدم السفر إلى مصر، ليس فقط بسبب قضية عبد الفتاح تحديداً، إنما بسبب "عدم ضمان حماية الحقوق وغياب الإجراءات القانونيّة الواجبة". وقال إنه خلال فترة عمله سفيراً "تعرض طالب من جامعة كامبريدج للتعذيب حتى الموت على مدار عدة أيام في زنزانة سجن. وكانت هناك امرأة بريطانية قضت عطلة على الشاطئ، ووجدت نفسها في زنزانة سجن لمدة عام بسبب حملها الكثير من مسكنات الألم في أمتعتها. كانت هناك أيضاً سلسلة من حالات الاختطاف" على حدّ قوله.
ويرى كاسون أن قضية علاء عبد الفتاح "تتطلب إرادة سياسية، ويجب أن تكون قضية حاسمة في علاقة المملكة المتحدة بمصر". وتشير نصائح السفر الحالية الصادرة عن وزارة الخارجية البريطانية إلى أن بعض أجزاء مصر، مثل سيناء، "تعاني خطر الإرهاب"، ويقول أيضاً إن الإدلاء بتعليقات انتقادية للحكومة قد يُسبب صعوبات. مع ذلك، لا توجد تحذيرات بشأن المواقع السياحية الرئيسية.
قضايا وناس
التحديثات الحية
أحزاب مصرية تدعو السيسي إلى إصدار عفو رئاسي عن علاء عبد الفتاح
وأشارت صحيفة ذا غارديان إلى أن مصر تعتمد على السياحة، التي ساهمت بنحو 31 مليار دولار في ناتجها المحلي الإجمالي في عام 2023، وتوفر ما يقرب من 9% من إجمالي الوظائف في البلاد، في الوقت الذي تعاني ضائقة مالية وثقل الديون. وفي عام 2024، استقبلت مصر عدداً قياسياً بلغ 15.7 مليون سائح، متجاوزةً الرقم القياسي المسجل في العام السابق والبالغ 14.9 مليون سائح. ويزور مصر أكثر من 500 ألف بريطاني سنوياً.
وتأخذ قضية عبد الفتاح زخماً جديداً داخل المملكة المتحدة، بعد مطالبة عدد من النواب في مجلس العموم البريطاني بأن تضغط الحكومة البريطانية على مصر للإفراج عنه، فيما أعادت والدته ليلى سويف إضرابها الكامل عن الطعام الأسبوع الماضي، ولتعتصم بشكل يومي أمام داونينغ ستريت في لندن للضغط على رئيس الحكومة. ويُنظم بشكل دوري أنشطة عديدة من قبل كتّاب وناشطين بريطانيين لدعم حراك إطلاق سراح صاحب كتاب "أنت لم تُهزم بعد"، والذي يخوض هو بدوره إضراباً عن الطعام منذ الأول من مارس/ آذار الماضي.
وقضى عبد الفتاح، الكاتب والناشط السياسي البالغ 43 عاماً، والحاصل على الجنسية البريطانية عام 2022 عن طريق والدته، معظم العقد الماضي خلف القضبان في قضايا عدة، آخرها بتهمة "نشر أخبار كاذبة" قبل 5 سنوات، وقد صار من أبرز السجناء السياسيين في مصر، علماً أنه كان أحد الشخصيات البارزة في ثورة 2011 التي أطاحت الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولا يزال محتجزاً في ظل إدارات متعاقبة منذ ذلك الحين. وترفض الحكومة المصرية الاعتراف بالجنسية البريطانية لعبد الفتاح، ولا تتيح للسفارة البريطانية في القاهرة أي تواصل قنصلي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
وكالة الطاقة الذرية: إيران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%
أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، بأن إيران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% القريبة من مستوى 90% المطلوب للاستخدام العسكري، وذلك في تقرير غير معدّ للنشر اطلعت عليه وكالة فرانس برس، اليوم السبت. ولفتت الوكالة إلى أن المخزون بلغ 408.6 كيلوغرامات في 17 مايو/ أيار بزيادة 133.8 كيلوغرام خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، مقارنة بزيادة بمقدار 92 كيلوغرام خلال الفترة السابقة. وكتبت الوكالة في التقرير أن "هذه الزيادة الكبيرة في إنتاج إيران، الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج مثل هذه المادة النووية، وتخزينها اليورانيوم العالي التخصيب... تثير مخاوف كبرى". وفي تقرير ثانٍ وضعته الهيئة التابعة للأمم المتحدة بطلب من الدول الغربية، بناء على قرار صادر في نوفمبر/ تشرين الثاني، نددت الوكالة بتعاون إيران الذي وصفته بأنه "أقل من مرضٍ" بشأن برنامجها النووي. وكتبت في التقرير الثاني أن "إيران في مرات عدة إما لم تجب، أو لم تقدّم إجابات ذات مصداقية من الناحية الفنية على أسئلة الوكالة ونظّفت" مواقع، وهذا ما "أعاق أنشطة التحقيق" في ثلاثة مواقع تشتبه الوكالة بأنها شهدت أنشطة نووية غير معلنة، هي لاويسان شيان وورامين وتورقوز آباد. وتتهم دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل، إيران بالسعي الى تطوير سلاح ذري. ووفق "رويترز"، جاء في التقرير "الشامل" الذي طلبه مجلس محافظي الوكالة الدولية في نوفمبر، أن "هذه المواقع الثلاثة، ومواقع أخرى محتملة ذات صلة، كانت جزءاً من برنامج نووي منظم غير معلن، نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأن بعض الأنشطة استخدمت مواد نووية غير معلن عنها"، وفق ما أوردته "رويترز". أخبار التحديثات الحية وزير الخارجية الإيراني: وقف تخصيب اليورانيوم قبول بالهيمنة الأميركية إسرائيل: على المجتمع الدولي التحرك لوقف إيران وتعليقاً على تقرير الوكالة الدولية، قالت إسرائيل إنه أظهر أن البرنامج النووي الإيراني ليس سلمياً وأن طهران لا تزال عازمة على استكمال برنامجها للأسلحة النووية. وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان "على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن لوقف إيران"، مضيفاً أن مستوى تخصيب اليورانيوم الذي وصلت إليه "لا يوجد إلا في الدول التي تسعى بنشاط لامتلاك أسلحة نووية، وليس له أي مبرر مدني على الإطلاق". ويأتي هذا في وقت تواصل فيه إسرائيل تهديداتها بمهاجمة إيران، وتستمر في استعداداتها العسكرية، رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عدم شن أي هجوم في الوقت الراهن، مع استمرار المفاوضات النووية الإيرانية الأميركية، بوساطة من سلطنة عُمان. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الخميس، أنه يبدو أن نتنياهو أمر الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو بالاستعداد لهجوم إسرائيلي مستقل، حتى دون دعم من قبل الولايات المتحدة". وهناك من يعتقد أن إسرائيل لديها "فرصة تاريخية" لا يجب أن تفوّتها، مضيفة أنه، وفقاً لتقارير سابقة، استمر الجيش الإسرائيلي في استعداداته للهجوم، الذي كان من المقرر تنفيذه في مايو/ أيار الماضي. (فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
استهداف المطار والموانئ في اليمن: مأزق الحوثيين ومعاناة المدنيين
يعتمد الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على اليمن استراتيجية استهداف البنى التحتية والحيوية في مناطق سيطرة الحوثيين، بهدف إضعاف الجماعة وشل قدرتها على شن هجماتها على إسرائيل، التي تنفذها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، في إطار "معركة إسناد غزة". فالإسرائيليون يدركون صعوبة استهداف جماعة الحوثيين نتيجة بعد المسافة، حيث تضطر الطائرات الإسرائيلية لقطع أكثر من ألفي كيلومتر لتنفيذ الضربات الجوية ضد مواقع وأهداف في الأراضي اليمنية. بالإضافة إلى ذلك، يعاني الإسرائيليون من عدم امتلاك بنك أهداف عسكرية محددة نتيجة ضعف المعلومات الاستخبارية عن اليمن. كما أن الإسرائيليين شعروا بزيادة تعقيد مهامهم العسكرية في مواجهة الحوثيين بعد الاتفاق الأخير المبرم بين الحوثيين والإدارة الأميركية في السادس من مايو/ أيار الحالي برعاية سلطنة عمان، الذي أُوقفت بموجبه الغارات الأميركية على اليمن بالتزامن مع إيقاف الحوثيين هجماتهم ضد السفن الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن. استهداف البنى التحتية في اليمن هذه المعطيات جعلت الهجمات الإسرائيلية ضد اليمن تعتمد بشكل رئيس على قصف الأهداف الحيوية والبنى التحتية التي تمثل المصادر المالية لاقتصاد الحوثيين، وعلى رأسها الموانئ والمطارات، ولذا، فإن معظم الغارات الإسرائيلية التي استهدفت اليمن خلال عشر جولات سابقة، بدءا من يوليو/تموز 2024، قد تركزت على موانئ الحديدة الثلاثة (الحديدة، ورأس عيسى النفطي، والصليف) بالإضافة إلى مطار صنعاء الدولي ومحطات توليد الطاقة وخزانات الوقود. رشيد حداد: بعد تدمير عدد من الطائرات اليمنية، أصبح البديل فتح المجال للطيران العربي للعودة إلى مطار صنعاء وسعت إسرائيل من خلال هجماتها إلى تعطيل مطار صنعاء الدولي، حيث شنت عدة غارات علىيه في جولات مختلفة. لكن أبرز هذه الهجمات هي الغارات التي استهدفت المطار في 6 مايو الحالي، والتي دُمّر خلالها مدرجه وصالات المغادرة والوصول وسبع طائرات كانت رابضة في المطار، منها ثلاث تابعة للخطوط الجوية اليمنية، فيما أشار مدير مطار صنعاء خالد الشريف إلى أن الخسائر الناتجة عن هذه الغارات تقدر بنصف مليار دولار. ومن بين أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية ويسيطر عليها الحوثيون، نجت واحدة كانت في مطار عمَّان الأردني خلال الغارات، لكن الطيران الإسرائيلي عاد لاستهدافها، الأربعاء الماضي، بعد أن شن أربع غارات على مطار صنعاء، ما يعني بقاء ثلاث طائرات فقط من أسطول الخطوط الجوية اليمنية لكن تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دولياً. وقالت الحكومة المعترف بها دولياً على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني إنّ القيمة السوقية للطائرات الأربع التي دُمّرت تقدَّر اليوم بـ130 مليون دولار، مشيراً إلى أنه "رغم استهداف ثلاث طائرات سابقاً، رفضت المليشيا توجيهات رئيس الخطوط اليمنية بإخراج الطائرة الأخيرة، حتى دُمّرت". وباستهداف الطائرات اليمنية ومدرج مطار صنعاء، يكون الإسرائيليون قد نجحوا فعلاً في إخراج المطار عن الخدمة وتعطيل الرحلات الجوية في مناطق سيطرة الحوثيين، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم حجم الأزمة الإنسانية في هذه المناطق التي تضم أكثر من 75% من سكان اليمن، حيث سيقوض قدرة المدنيين على السفر ، ويحد من حركة الإغاثة الإنسانية المحتملة، إذ كان المطار يستخدم للرحلات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية كبرنامج الغذاء العالمي وأطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها. اقتصاد عربي التحديثات الحية 1.4 مليار دولار خسائر موانئ الحديدة جراء القصف الأميركي والإسرائيلي الموانئ اليمنية الواقعة في مناطق سيطرة الحوثيين هي الأخرى كانت هدفاً للغارات الإسرائيلية والأميركية. ففي يوليو/تموز 2024، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "الذراع الطويلة" التي استهدفت مواقع حيوية وعسكرية في مناطق سيطرة الحوثيين، أبرزها ميناء الحديدة ومستودعات النفط ومحطات الكهرباء. وفي سبتمبر/أيلول 2024، شنت إسرائيل غارات جوية واسعة النطاق على مواقع غربي اليمن، بما في ذلك ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى. كما نفذ الجيش الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول 2024 سلسلة غارات أخرى على اليمن تحت اسم عملية "المدينة البيضاء"، استهدفت خلالها منشآت الطاقة وموانئ ومطارات في كل من الحديدة وصنعاء. وفي 17 إبريل/نيسان الماضي، استهدف الطيران الأميركي منشآت شركة النفط اليمنية، حيث استُهدف ميناء رأس عيسى النفطي، ودُمرت جميع منصات التعبئة وأنابيب تفريغ السفن. وتجدد الاستهداف في 25 إبريل الماضي، ما أدى إلى إخراج المنشآت عن الخدمة مجدداً، وتضررت سفينة نقل البنزين "سيفن بيرلس" وأصيب ثلاثة من طاقمها يحملون الجنسية الروسية. وجرت مباشرة أعمال الصيانة يوم 26 إبريل الماضي وإعادة المنشآت للخدمة خلال ساعات، لكن الطيران الأميركي عاود في اليوم نفسه تنفيذ غارات جديدة على المنشآت، ما اضطر السفن الموجودة عند الأرصفة للتراجع إلى غاطس الميناء. وفي 5 مايو الحالي، استهدف الطيران الإسرائيلي ميناء الحديدة بست غارات جوية على الأقل. استهداف الموانئ لم ينحصر على الغارات الجوية، بل تعداها إلى فرض وزارة الخزانة الأميركية، نهاية إبريل الماضي، عقوبات استهدفت ثلاث سفن متورطة في نقل مشتقات نفطية إلى موانئ خاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين في اليمن، في ما اعتبرته خرقاً لقرار الحظر الأميركي المفروض على الجماعة. تفاقم حجم الأزمة الإنسانية وفاقم استهداف الموانئ حجم الأزمة الإنسانية في البلاد، وأزمة انعدام الأمن الغذائي نتيجة لتقليص القدرات الخاصة بمناولة الشحنات الإنسانية والتجارية، وأدى إلى المزيد من المشكلات في سلاسل الإمداد إلى اليمن، وزاد من تعقيد تدفق السلع، وارتفاع تكلفة النقل إلى السوق اليمنية، وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية محلياً، خصوصاً أن اليمن يعتمد على آلية الاستيراد بنسبة أكثر من 90% لتوفير احتياجاته من المواد الغذائية والسلع. وفيق صالح: صعوبة الشحن البحري إلى الحديدة ستحرم الحوثيين من أهم رافعة مالية وكانت مؤسسة موانئ البحر الأحمر في حكومة الحوثيين قد أعلنت في مؤتمر صحافي، الأحد الماضي، أن الخسائر الناجمة عن الغارات الأميركية والإسرائيلية على موانئ الحديدة، الخاضعة لسيطرتها في غرب اليمن، تبلغ ما يقارب 1.4 مليار دولار. وقالت المؤسسة، في بيان، إن سلسلة الغارات التي طاولت موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، خلال الفترة بين يوليو/تموز 2024 ومايو 2025، "ألحقت أضراراً بالغة بالبنية التحتية والمنشآت التشغيلية لهذه الموانئ، وتسببت في خسائر تجاوزت 1.387 مليار دولار، من بينها أكثر من 531 مليون دولار أضراراً مباشرة، و856 مليون دولار خسائر غير مباشرة، نتيجة توقف الخدمات وتعطل تدفق الإمدادات". وأضاف البيان، الذي نقلته وكالة سبأ التابعة للحوثيين، أن الغارات تسببت "في تدمير الأرصفة (1، 2، 5، 6، 7، 8)، ورافعتين رئيسيتين، ومحطات كهرباء ومولدات، ومرافق خدمية ولوجستية، بما فيها الأرصفة العائمة والقاطرات والمستودعات، التي كانت مخصصة لتفريغ المواد الغذائية والإغاثية والدوائية". وتواصلت "العربي الجديد" مع قيادات عليا في جماعة أنصار الله (الحوثيين) لكنها تحفظت عن الإدلاء بأي تصريح صحافي. ورأى الصحافي المقرب من جماعة الحوثيين رشيد حداد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه من الضروري كسر احتكار الأجواء اليمنية، وإتاحة المجال للطيران العربي للعودة إلى نشاطه في مطار صنعاء لدواع إنسانية، فتدمير الطائرة الأخيرة التابعة للخطوط الجوية اليمنية يضع الجميع أمام مسؤولية الآلاف من العالقين اليمنيين في مطارات العالم. ولذلك فإن الضرورة تحتم على دول التحالف بقيادة السعودية رفع الحظر الجوي عن مطار صنعاء بشكل كلي، والسماح بعودة خطوط الملاحة الجوية العربية، خصوصاً أن هناك شركات طيران عربية كانت قد أبدت استعدادها لتسيير رحلات جوية من القاهرة إلى مطاري عدن وصنعاء. رفع الحصار عن مطار صنعاء وأضاف أن الأمر يتطلب استجابة سريعة للحد من التداعيات الإنسانية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء على الملف الإنساني، خصوصاً أن المطار كان يقوم برحلات إنسانية مجدولة، تجرى بتراخيص من قبل دول التحالف بقيادة السعودية. وأشار إلى أن "هذه الخطوة ستعكس نيات السعودية للسلام وتسهم في تعزيز بناء الثقة بين صنعاء والرياض. فبعد تدمير عدد من الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية، أصبح البديل رفع الحصار عن مطار صنعاء، وفتح المجال للطيران العربي للعودة إلى مطار صنعاء، والأمر حتى الآن مرهون بقرار سعودي، كون السعودية هي من كانت تمنح تراخيص مرور لطيران اليمنية، أكان لتنفيذ رحلات إلى صنعاء أو إلى عدن". بدوره، قال المحلل السياسي وفيق صالح، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت موانئ الحديدة ومطار صنعاء الدولي ما أدى إلى تدمير شبه كلي للبنية التحتية في الموانئ، وكذلك تدمير مدرج مطار صنعاء وعدد أربع طائرات تابعة لأسطول الخطوط الجوية اليمنية، "وضعت جماعة الحوثيين في مأزق شديد في ما يتعلق بإغلاق المنافذ البحرية والجوية أمام الحوثيين، وقد بدت فعلياً بوادر هذه الضغوط من خلال عجز الكثير من سفن الشحن التجاري من الوصول إلى موانئ الحديدة، بعد أن دُمّرت خزانات الوقود والرافعات كافة، وتضررت البنية التحتية في الميناء". وأضاف أن "صعوبة الشحن البحري إلى الحديدة بعد الدمار الذي طاول الميناء هو الأمر الذي تخشاه جماعة الحوثيين، لأن ذلك سيؤدي إلى تحول المستوردين وخطوط الشحن البحري إلى التوجه عبر موانئ عدن والمكلا، وهذا سيحرم الحوثيين من أهم رافعة مالية تغذي الجماعة، وتمنحها ترسيخ شبكة الهيمنة والنفوذ في المناطق التي تسيطر عليها". وأشار المحلل السياسي إلى أن "الضربة الإسرائيلية الأخيرة على مطار صنعاء الدولي وتدمير الطائرة الرابعة التابعة لأسطول الخطوط الجوية اليمنية قضيا نهائياً على أحلام الجماعة في إعادة تسيير رحلات جوية عبر مطار صنعاء إلى الخارج، كون الخطوط الجوية اليمنية لم تعد تملك سوى ثلاث طائرات فقط، ولن تجازف بإرسالها إلى مطار صنعاء لتدميرها كما حصل مع الأسطول السابق". وأضاف أن "مقامرة الحوثيين بالمنشآت الحيوية والبنية التحتية لليمنيين، من دون أن يرف لجماعة الحوثي جفن، توضح حجم الاستهتار الحوثي بمقدرات الشعب، ومستوى العقلية المليشياوية التي تهيمن على السلوك الحوثي في تعامله مع مصالح اليمنيين". قضايا وناس التحديثات الحية 4.8 ملايين يمني معرضون لخطر فقدان المساعدات الغذائية


القدس العربي
منذ 10 ساعات
- القدس العربي
الأمم المتحدة تسعى لخفض عدد موظفيها بنسبة 20% للتعامل مع نقص التمويل
نيويورك: أصدرت الأمم المتحدة أوامر لأكثر من 60 من مكاتبها ووكالاتها وعملياتها بتقديم مقترحات بحلول منتصف يونيو/ حزيران لتخفيض 20% من موظفيها، في إطار جهد إصلاحي كبير لتعزيز العمليات في مواجهة أزمة تمويل حرجة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحافيين يوم الجمعة إن التخفيضات تؤثر على نحو 14 ألف وظيفة تغطيها الميزانية العادية، أو نحو 2800 وظيفة. وتشمل هذه التخفيضات الموظفين في المكاتب السياسية والإنسانية للأمم المتحدة ووكالاتها التي تساعد اللاجئين وتعزز المساواة بين الجنسين وتتعامل مع التجارة الدولية والبيئة والمدن. كما أن وكالة الأمم المتحدة لدعم اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي أيضا على القائمة. وقال المراقب في الأمم المتحدة تشاندرامولي راماناثان في مذكرة إلى الوكالات المتضررة إن تخفيضات الموظفين هي جزء من هدف الأمين العام أنطونيو غوتيريش لتحقيق تخفيض بين 15% و20% في ميزانية الأمم المتحدة الحالية البالغة 3.72 مليار دولار. (أ ب)