
الكاردينال بيرباتيستا: الشرّ باقٍ لكن الله يحفظنا
وكان البطريرك استهل العظة متوقفاً عند التطورات في العالم، وفي الأرض المقدسة بالتحديد، والتي تولّد آلاماً جمّة، واعتبر أن ما يجري لا يسمح لنا بأن نتكلّم بشكل منمّق عن السلام، وبإطلاق الشعارات المجردة أو الاكتفاء بتحليل المستجدات والتنديد بها، لافتا إلى أن المسيحيين مدعوون لأن يشعروا أنهم في صلب هذه المأساة، التي لن تنتهي في المستقبل القريب.
وتناول البطريرك بيتسابالا مقطعاً من الكتاب المقدس، وبالتحديد من سفر الرؤيا، الذي يتحدث عن الشيطان، ويصفه بالتنين، وقال إن هذا الأخير لن يتوقف عن تثبيت نفوذه الشرير في هذا العالم، وهو يهاجم بنوع خاص الأشخاص الذين يحفظون وصايا الله، ويشهدون للرب يسوع. وأضاف أننا جميعاً نريد أن يوضع حد لهذا الشر في أقرب وقت ممكن، ونريده أن يغيب عن حياتنا، بيد أن الواقع مخالف لذلك. ولذا، مضى يقول، لا بد أن نتعلّم كيف نتعايش مع هذا الإدراك المؤلم بأن الشر سيستمر وسيبقى موجوداً في حياة العالم وفي حياتنا. ونحن لا نستطيع أن نتغلب على التنين بقوانا الخاصة، وهذا واقع صعب يتعلق بحياتنا الأرضية، وهو ليس استسلاماً، بل على العكس إنه إدراك لديناميكيات هذا العالم، بعيداً عن التهرب من الواقع وبعيداً عن الخوف.
إزاء سيناريو الموت والدمار الذي تعيشه الأرض المقدسة شاء البطريرك بيتسابالا أن يشجع المؤمنين على التسلح بالثقة، وعلى تجديد العهد مع الراغبين في زرع بذور الخير، والعمل على إقامة بيئة ملائمة للشفاء والحياة. وقال إذا فعلنا ذلك، لن نكون محور اهتمام العالم، ولن نسير وراء منطق الأقوياء، وقد نصبح أشخاصاً مزعجين، لكن حيثما نكون سيعتني الله بنا، وسنمكث في مكان آمن يحفظه الله.
في ختام عظته ذكّر بطريرك القدس للاتين بأن دماء الأشخاص الأبرياء التي تُراق في غزة ومختلف أنحاء العالم لن تذهب سدىً وليست منسية، وأشار إلى أن الحياة المسيحية تقلب معايير العالم، مضيفا أن الله يدخل إلى قلب الإنسان ويبدله، كما حصل مع القديسة فرنشيسكا رومانا التي واجهت الشيطان وفي النهاية تغلبت على الشرير متممةً مشيئة الرب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 19 دقائق
- الميادين
الاحتلال الإسرائيلي يحتجز وزير الثقافة الفلسطيني وطاقمه في رام الله
احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان والطاقم المرافق له، خلال زيارته لقرية الشباب في كفر نعمة غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية. اليوم 18:06 اليوم 17:09 وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فقد سبق ذلك اعتداء للمستوطنين على طاقم الوزارة بالضرب، حيث عرقلوا وصولهم إلى القرية، كما استولوا على هواتفهم الشخصية وهوياتهم. وشمل الاحتجاز أيضاً المدير التنفيذي لمنتدى "شارك" الشبابي بدر زماعرة، ومجموعة من الشبان والفتيات من قرية الشباب، وفقاً للوكالة. من جهته اعتبر وزير الثقافة عماد حمدان أنّ هذه "الممارسات العنجهية" التي يقوم بها الاحتلال ومستوطنوه لن تزيد الفلسطينيين إلّا تحدّياً وإصراراً على دعم المبادرات الشبابية، ومواصلة الأنشطة الثقافية رغم كلّ العراقيل والتحدّيات التي يفرضها الاحتلال.


LBCI
منذ 2 ساعات
- LBCI
"حزب الله" إلتقى القوى القومية ودعا الحكومة للتراجع عن قرارها: الجيش لا يمكن أن يقف في مواجهة شعبه بتاتًا
زار وفد من "حزب الله" برئاسة نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي وحضور النائب أمين شري القوى والأحزاب القومية في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي في الروشة، بحضور رئيس حزب الاتحاد النائب حسن مراد، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ربيع بنات، أمين الهيئة القيادية في حركة "الناصريين المستقلين - المرابطون" العميد مصطفى حمدان، رئيس حزب "التيار العربي" شاكر برجاوي وقائد "الحرس القومي العربي" أسعد حمود. وأشار بيان على الاثر، الى أن قماطي وبنات تحدثا باسم اللقاء، فشددا على أن المقاومة هي ورقة القوة الأساسية للبنان، إلى جانب جيشه الوطني ووحدة شعبه، داعيين الحكومة الى التراجع عن قرارها الفتنوي التفجيري الذي لا يهدف سوى لتطبيق الأجندة الأميركية الصهيونية، مؤكدين على وحدة قوى المقاومة في مواجهة مشروع ضربها. ورفضا كل ما يحكى عن أنّ المعركة تجاه طائفة واحدة، وإنما تجاه لبنان القوي بكل أوراق قوته. وأكد المجتمعون أن "الثقة بالجيش اللبناني الوطني هي ثقة وطنية كبرى"، معتبرين أن "الجيش لا يمكن أن يقف في مواجهة شعبه بتاتًا".


النشرة
منذ 2 ساعات
- النشرة
فضل الله دعا لعقلنة الخطاب: العدو يعمل لإنتاج فتنة داخلية ما يستوجب التحلي بالصبر والحكمة
أكّد العلّامة السيّد علي فضل الله ، "ضرورة تفعيل الحوار الجادّ بين اللّبنانيّين، وتعزيز التواصل الدّاخلي الكفيل بنزع أي فتيل للفتنة"، مشدّدًا على "أهميّة استحضار العناصر المشتركة بين الأديان والمذاهب والتيّارات الوطنيّة، وفي مقدّمتها القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة، والعمل على ترسيخها لتكون الحاكمة في الواقع، وبما يسهم في بناء دولة يشعر فيها الجميع بالاطمئنان والعدالة". وأعرب، خلال استقباله وفدًا ضم رافي مادايان، حنا شارل أيوب، وأيّوب الحسيني، عن أسفه "للخطاب الاستفزازي والتحريضي الّذي يزيد من حال الاحتقان"، داعيًا إلى "عقلنة الخطاب والكلمة قبل إطلاقها، تفاديًا للتداعيات السّلبيّة الّتي قد تنتج عنها". وأشار إلى أنّ "العدو الصّهيوني يعمل لإنتاج فتنة داخليّة، ما يستوجب من الجميع التحلّي بالصّبر والحكمة وتبريد الأجواء المشحونة، والابتعاد عن ردود الفعل غير المدروسة والحسابات الخاصّة والضيّقة". ولفت فضل الله إلى أنّ " الطائفة الشيعية مكوّن أساسي متجذّر في هذا الوطن، وقدّمت التضحيات الجسام دفاعًا عن سيادته واستقراره وأمنه"، داعيًا إلى "الحفاظ على عناصر القوّة الوطنيّة وعدم التفريط بها، استجابةً للإملاءات الخارجيّة".