
بعد اكتساحه السوق المغربي.. الكيفير أم الياغورت: أيهما أفضل لصحة الجسم؟
يعتبر كل من الياغورت والكيفير من المنتجات المخمرة ذات التاريخ العريق، إلا أن الكثيرين في المغرب لا يزالون في مرحلة التعرف على الكيفير، بل إن البعض يخلطه مع الياغورت بسبب التشابه في الشكل. هذا الالتباس دفعنا إلى البحث في الفرق بينهما بمساعدة خبراء في التغذية، حيث قام فريق Fit Generation، وهو أكاديمية إلكترونية متخصصة في التغذية، بتحليل أصول كل منهما، مكوناتهما وفوائدهما الصحية، للكشف عن أيهما يستحق لقب "ملك البروبيوتيك".
يعود أصل الكيفير إلى جبال القوقاز، بينما يُنسب الياغورت إلى منطقة البلقان والشرق الأوسط، وكلاهما غني بالعناصر الغذائية، لكن الاختلافات تبدأ من طريقة التحضير.
الكيفير له نوعان: كيفير الماء وكيفير الحليب، والأخير هو الأكثر شهرة والأقرب من حيث المقارنة بالياغورت. يتكون كيفير الحليب من حبوب الكيفير التي تحتوي على خليط من البروتينات، الدهون والسكريات المتعددة، وتضم عددًا كبيرًا من البكتيريا والخمائر النافعة. هذه البكتيريا تخمر ليس فقط اللاكتوز، بل مكونات أخرى في الحليب، ما ينتج عنه مشروب يحتوي على حمض اللاكتيك، ثاني أكسيد الكربون، الإيثانول ومركبات أخرى تمنحه مذاقًا حمضيًا مع لمسة فوارة خفيفة.
أما الياغورت، فيتم تخميره باستخدام نوعين فقط من البكتيريا: Lactobacillus delbrueckii subsp. bulgaricus وStreptococcus thermophilus، حيث تعملان معًا لتحويل اللاكتوز إلى حمض اللاكتيك، مما يؤدي إلى تخثر الحليب ومنحه قوامه الكثيف ومذاقه الحامض المميز. من هنا يأتي الفرق الأكبر بين المنتجين، فبينما يحتوي الياغورت على نوعين فقط من البكتيريا (إلا في حال كان مدعمًا)، يضم الكيفير أكثر من 30 نوعًا من البكتيريا والخمائر، ما يجعله منتجًا بروبيوتيكًا أكثر تعقيدًا من الناحية الميكروبية.
من حيث القيمة الغذائية، فكلاهما مصدر ممتاز للبروتينات، الكالسيوم، فيتامينات B وغيرها من العناصر الأساسية. إلا أن الكيفير قد يحتوي على نسبة من الكحول تصل إلى 2% نتيجة التخمير، كما أنه يحتوي على لاكتوز أقل من الياغورت، ما يجعله خيارًا مناسبًا لمن يعانون من حساسية اللاكتوز، كما تختلف فوائدهما على الجسم.
تشير الدراسات إلى أن استهلاك الياغورت يعزز صحة العظام بفضل احتوائه على الكالسيوم وفيتامين D، كما يساهم في تحسين توازن الميكروبيوتا المعوية، مما ينعكس إيجابًا على عملية الهضم والجهاز المناعي. إضافة إلى ذلك، تم ربط استهلاك الياغورت بانخفاض خطر السمنة، الأمراض القلبية والسكري من النوع الثاني.
أما الكيفير، فيتميز بفوائد إضافية مثل تحسين الهضم لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز، حيث يقلل من الأعراض مثل الانتفاخ والإسهال، كما أنه يحتوي على مركبات تحارب البكتيريا الضارة مثل السالمونيلا وHelicobacter pylori، مما يعزز صحة الجهاز الهضمي.
علاوة على ذلك، أظهرت بعض الدراسات أن الكيفير يساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم وخفض مستويات الكوليسترول الضار، ما يجعله خيارًا صحيًا لمن يعانون من مشكلات أيضية.
أما عن الأنواع، فهناك كيفير الماء، وهو الأقل شهرة، ويُصنع من الماء المحلى بدلًا من الحليب، مما يجعله خيارًا مناسبًا لمن يبحثون عن مشروب بروبيوتيك خالٍ من اللاكتوز ومنخفض السعرات الحرارية، بينما يتم تصنيع كيفير الحليب من حليب البقر أو الماعز أو حتى من بعض أنواع الحليب النباتي، لكن ينصح الخبراء باستخدام الحليب العضوي كامل الدسم لضمان الحصول على أعلى نسبة من العناصر الغذائية والبروبيوتيك.
وبينما تزداد الأدلة العلمية التي تشير إلى الفوائد الصحية للكيفير، لا تزال بعض الأصوات العلمية تطالب بمزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج الحالية.
ويؤكد خبراء التغذية أن اختيار المنتج الصحيح يعتمد أيضًا على قراءة ملصقات المكونات بعناية، حيث يشير المختصون إلى أن الكيفير الحقيقي يجب أن يحتوي على الخمائر والبكتيريا الخاصة به، وليس فقط أنواعًا محدودة من البكتيريا، كما هو الحال مع بعض المنتجات التجارية.
فهل يكون الكيفير هو الخيار الأفضل؟ أم أن الياغورت التقليدي لا يزال يحتفظ بمكانته؟ الإجابة قد تعتمد على احتياجات كل شخص، لكن من المؤكد أن كلا المنتجين يعدان من أهم الأطعمة البروبيوتيكية لصحة الأمعاء والجسم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 3 أيام
- أخبارنا
إنجاز طبي غير مسبوق: أول عملية زرع مثانة بشرية ناجحة في العالم
نجح فريق طبي في كاليفورنيا، هذا الشهر، في إجراء أول عملية زرع مثانة بشرية في العالم، في إنجاز تاريخي قد يُحدث تحولاً كبيراً في علاج أمراض المسالك البولية والمثانة. وأُجريت الجراحة الدقيقة على يد أطباء من جامعتي كاليفورنيا، لوس أنجلوس، وجنوب كاليفورنيا، للمريض أوسكار لارينزار، البالغ من العمر 41 عاماً، والذي خضع سابقاً لاستئصال كليتيه ومثانته بسبب مرض السرطان والفشل الكلوي المزمن. وأوضح الفريق الطبي أن العملية استغرقت نحو 8 ساعات، وتم خلالها زرع مثانة جديدة وكلية مستخرجة من متبرع متوفى، وذلك باستخدام تقنية مبتكرة تتضمن تجميد المثانة أثناء تجهيزها للزراعة، لتقليل عدد الشرايين الواجب توصيلها. وبدأت الكلية الجديدة بالعمل فوراً بعد الجراحة، كما تحسّن مستوى الكرياتينين في دم المريض، وهو مؤشر رئيسي لوظائف الكلى، بينما تمكّن من التبول طبيعياً بعد يومين فقط من خروجه من المستشفى. ويخطط الأطباء لإجراء 4 عمليات زرع إضافية ضمن تجربة طبية صغيرة، تهدف إلى تقييم فعالية هذه الجراحة ومخاطرها المحتملة، مثل رفض الجسم للعضو المزروع، أو فشل المثانة في أداء وظائفها الطبيعية، كالإحساس بالامتلاء أو القدرة على التفريغ. وتُعد هذه العملية بديلاً واعداً للطريقة التقليدية التي تعتمد على استخدام جزء من الأمعاء لصنع مثانة بديلة، وهي طريقة كثيراً ما تؤدي إلى مضاعفات صحية بسبب وجود البكتيريا في أنسجة الأمعاء، ما يسبب التهابات ومشاكل في الجهاز الهضمي لدى أكثر من 80% من المرضى. ورغم هذا النجاح، شدّد الأطباء على ضرورة توخي الحذر، لأن زراعة المثانة تتطلب تناول أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة، ما قد يعرّض المرضى لآثار جانبية خطيرة. ومع ذلك، يبقى هذا التطور الطبي بارقة أمل لملايين المرضى الذين يعانون من أمراض المثانة المزمنة أو السرطان، خصوصاً في ظل فشل العلاجات التقليدية.


أخبارنا
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- أخبارنا
الثلاجة قنبلة بكتيرية موقوتة!.. كيف نتجنب هذا الخطر؟
في قلب كل مطبخ، تقبع الثلاجة كحارس أمين على صحة الأسرة، كونها تخزن الطعام بأمان، لكن هذا الحارس قد يتحول إلى عدو خفي إذا لم نعطه الاهتمام الكافي. فما لا يعرفه الكثيرون أن هذا الجهاز الذي نثق به لحفظ طعامنا قد يصبح أرضا خصبة للبكتيريا والفطريات إذا لم نستخدمه بالطريقة الصحيحة. ووفقا للخبراء، فإن درجة الحرارة تعد العامل الحاسم الذي يفصل بين الثلاجة الآمنة و"مصنع البكتيريا". وتشير الدراسات إلى أن متوسط درجة حرارة الثلاجات في معظم المنازل يتجاوز الحدود الآمنة، حيث يسجل 5.3 درجة مئوية بينما المعدل الموصى به يتراوح بين 0 إلى 5 درجات (32–41 فهرنهايت). والأخطر من ذلك أن بعض الثلاجات تعمل بدرجة حرارة تصل إلى 15 درجة مئوية (59 فهرنهايت). وفي هذه الدرجات، يمكن للبكتيريا أن تتكاثر بسرعة، ما يزيد من خطر فساد الطعام أو حتى التسمم الغذائي. والمشكلة لا تقتصر على ارتفاع الحرارة فحسب، بل تمتد إلى التقلبات المستمرة التي تتعرض لها. فكلما فتحنا الباب، دخل تيار من الهواء الدافئ، وكلما طالت مدة الفتح، ارتفعت الحرارة الداخلية لتقترب من درجة حرارة الغرفة، ما يخلق بيئة أكثر ملاءمة لتكاثر البكتيريا. وعلى الرغم من أن البرودة تبطئ نمو معظم البكتيريا، لكن بعض الأنواع مثل "الليستيريا" تزدهر في البرودة وتتكاثر بسرعة مسببة أمراضا خطيرة خاصة للحوامل وكبار السن. وهذه البكتيريا الذكية تختبئ في أطعمة نتناولها يوميا مثل الجبن الطري واللحوم الباردة وحتى بعض الخضروات المغسولة مسبقا. والواقع يؤكد أننا نرتكب أخطاء يومية في التعامل مع ثلاجاتنا. فمعظم الناس يضعون اللحوم النيئة في الأرفف العلوية، بينما المكان الصحيح هو الرف السفلي لمنع تسرب السوائل. وكثيرون يملؤون الثلاجة إلى أقصى سعتها، ما يعيق توزيع الهواء البارد. والأسوأ أن الغالبية يعتمدون على "اختبار الشم" لتحديد صلاحية الطعام، غير مدركين أن معظم البكتيريا الضارة لا رائحة لها. وللحفاظ على طعامك طازجا وآمنا يمكن اتباع بعض الحلول البسيطة ولكنها تحتاج إلى وعي وتغيير في العادات: - قلل من فتح الباب، ولا تترك الثلاجة مفتوحة أثناء تفريغ البقالة، على سبيل المثال. - وضع موازين حرارة صغيرة داخل الثلاجة في مناطق مختلفة (وإذا كان أي منها يتجاوز بانتظام 5 درجات مئوية (41 فهرنهايت)، فقد حان الوقت للتعديل). - احرص على ملء ثلاجتك بنسبة 75٪ تقريبا، حتى يتمكن الهواء البارد من الدوران بشكل صحيح. يمكنك توفير مساحة عن طريق تخزين عناصر، مثل الفواكه ذات النواة (مثل الخوخ)، والطماطم، والفلفل، والبطاطس، والعسل في خزانة باردة وجافة – فهذه لا تحتاج إلى التبريد. - التنظيف الدوري للإطار المطاطي الذي يفقد فعاليته مع تراكم الأوساخ. ولتقليل المخاطر على نفسك والآخرين، اتبع توصيات سلطات سلامة الغذاء: - افصل الأطعمة النيئة، مثل اللحوم والأسماك التي تحتاج إلى طهي عن الأطعمة الجاهزة للأكل، مثل الفواكه أو السندويشات. - خزن اللحوم والأسماك النيئة على الرف السفلي للثلاجة. بهذه الطريقة، إذا تسربت أي سوائل، لن تلوث الأطعمة الأخرى. - عدم الاحتفاظ بالأطعمة الجاهزة للأكل لأكثر من أربعة أيام، حتى لو بدت سليمة. - اغسل يديك بانتظام بالماء والصابون قبل وأثناء وبعد تحضير الوجبات. - اتبع تعليمات الطهي على العبوة عند الضرورة. ويمكن لاتباع هذه العادات البسيطة أن يساعد على الحفاظ على الطعام طازجا لفترة أطول، ويحافظ على عمل الثلاجة بكفاءة أكبر، والأهم من ذلك، يحمي صحتك وصحة عائلتك.


أخبارنا
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- أخبارنا
دراسة صادمة: قطعة أثاث أكثر قذارة من المرحاض بـ75 مرة!
فاجأت دراسة علمية حديثة الجميع بالكشف عن أن الأرائك في المنازل قد تكون موطناً لتجمع الجراثيم والبكتيريا أكثر بكثير من مقاعد المرحاض. ووفقاً للدراسة التي أجريت بالتعاون بين مختبر Melbec Microbiology وشركة Sofa Club، تبيّن أن الأرائك تحتوي على متوسط 508883 ميكروغرام من البكتيريا لكل 100 سم مربع، ما يجعلها بؤرة للتلوث، حيث تتغذى تلك البكتيريا على خلايا الجلد الميت وبقايا الطعام. وللمقارنة، أظهرت النتائج أن مقعد المرحاض يحتوي فقط على 6800 وحدة بكتيريا CFU، في حين لم تتعدَّ سلة المهملات في المطبخ 6000 وحدة CFU. وتزداد هذه الأرقام بشكل كبير في المنازل التي تضم حيوانات أليفة؛ إذ سجّلت أريكة في منزل به قطتان 2.73 مليون وحدة CFU، بما في ذلك بكتيريا إي كولاي المعروفة بانتقالها عبر جزيئات البراز، أي ما يعادل 400 ضعف البكتيريا الموجودة على مقعد المرحاض. ولم تسلم الأرائك في المنازل العادية من هذا التلوث، حيث وُجدت 46000 وحدة CFU على أريكة لشخص يعيش بمفرده، وهو ما يزيد بستة أضعاف عما يوجد في المرحاض. والمفاجأة الكبرى كانت في منزل يضم طفلًا صغيراً، حيث كانت الأريكة هي الأقل تلوثاً، مسجلة 17300 وحدة CFU فقط، وهو ما أرجعه الباحثون إلى العناية الفائقة بالنظافة من طرف الوالدين. وأظهرت الدراسة أيضاً أن التهديد لا يقتصر على البكتيريا التقليدية، بل يشمل خمائر وعفن تؤثر سلباً على المصابين بأمراض تنفسية، إلى جانب وجود بكتيريا خطيرة مثل الإشريكية القولونية (E. Coli) والبكتيريا العنقودية الذهبية (S. Aureus)، التي تسبب التهابات خطيرة وتسممات غذائية. ولتجنب هذا التلوث، أوصت خبيرة الديكور في Sofa Club، مونيكا بوتشيو، بعدة خطوات بسيطة، مثل مسح الأريكة يوميًا، وتنظيف عميق أسبوعي باستخدام صودا الخبز، وغسل أغطية الوسائد بانتظام، والتأكد من تجفيفها جيداً لتجنب العفن. وأكدت أن المواظبة على هذه العادات يمكن أن تُحوِّل الأريكة إلى مساحة نظيفة وآمنة، بعيداً عن الجراثيم.