logo
الدكتور جعفر حسان ورحلة التغيير بين التحديات والفرص

الدكتور جعفر حسان ورحلة التغيير بين التحديات والفرص

عمونمنذ 5 أيام
في لحظة دقيقة من عمر الدولة الأردنية، وفي ظل تصاعد التحديات الاقتصادية وضغط المتغيرات الاجتماعية والإقليمية، يأتي الدكتور جعفر حسان إلى رئاسة الحكومة بعقلية تختلف عن السائد؛ عقلية تؤمن بالتخطيط العميق لا بردود الفعل، وبالحكم كإدارة نتائج لا توزيع شعارات، وبأن هيبة الدولة تنبع من صدقها مع نفسها لا من خشونة خطابها .
جعفر حسان ليس مجرد إداري متمرس، بل رجل سياسات عامة يدرك بدقة أن نجاحه مرهون بإعادة تعريف العلاقة بين الحكومة والمواطن، وبتحقيق إصلاح اقتصادي متوازن لا يترك أحدًا خلفه، وبإرساء مبدأ أن الكفاءة لا الواسطة، هي أساس التمكين والتقدم. لكن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في طبيعة الأهداف، بل في البيئة المحيطة بفريقه، والتي ما تزال مثقلة بثقافة تقليدية ونمط تفكير أقرب إلى المماطلة منه إلى المواجهة الصريحة.
ففي ظل هذا النهج الجديد، تبدو "الحمولة الزائدة" في الفريق الوزاري عبئًا حقيقيًا على المشروع الذي يسعى حسان إلى تكريسه، خصوصًا حين يتحول بعض أعضاء الفريق إلى مصدر للتوتر الشعبي بسبب تصريحات موتورة لا تضيف وعيًا ولا تُقنع أحدًا، بل تفتح جراحًا لا ضرورة لكشفها علنًا. حتى عندما يكون هناك إجماع على أن منظومة التعليم العالي تحتاج إلى إصلاح عميق، لا يصح أن تتحول التصريحات الرسمية إلى جلد للذات أمام الرأي العام، في وقتٍ يُفترض أن تُعالج فيه بطالة الخريجين بحلول ذكية، لا بإضعاف ثقة المجتمع بمؤسساته.
وبينما يسعى رئيس الحكومة إلى إعادة هندسة القرار الإداري والسياسي، يجد نفسه أحيانًا مضطرًا إلى تصحيح الأثر العكسي لبعض الوزراء، ممن يبررون التراجع أو التقصير بتحميل الماضي كل الأوزار، وكأن بناء الدولة يبدأ من الصفر في كل مرة. كما أن بعض المواقف المعلنة حول مشاريع التحديث الإداري أو الإصلاح السياسي، تصدر بلسان لا يُقنع حتى المواطن العادي، ناهيك عن الفاعلين في المشهد العام، ما يضعف سردية الدولة ويشوّش على نواياها، ويجعل الإنجاز الفعلي عرضة للتشكيك أو التهوين، وزيادة على ذلك فإن هناك بعض الأمناء العامين يقدمون أنفسهم على أنهم صناع الإنجاز ويتجاوزون وزراءهم في الفعل ورد الفعل.
في مثل هذا السياق، يصبح من الضروري أن يلتفت الدكتور حسان إلى أهمية التوقيت والحساسية السياسية في تشكيل الرسائل الحكومية، وأن يضع في حسبانه أن ما يُقال من فمه يختلف عما يُقال من فم غيره. فالمواطن اليوم أكثر وعيًا، وأقل صبرًا، وما لم يُضبط الخطاب، ويُرشَّد الأداء، فإن أقوى المشاريع وأكثرها منطقًا ستسقط في فخ الانطباع، لا في اختبارات الواقع.
الرهان الآن على قدرة رئيس الوزراء على إعادة صياغة الفريق، ليس فقط بالأسماء، بل بالنهج، وأن يُنصت بذكاء لمستشاريه، ويقرأ الشارع كما هو، لا كما يصفه من يُجاملون أو يُهوِّنون. فلا جدوى من الحديث عن الإصلاح في ظل أصوات تُقلق الداخل، وتُربك الخارج، وتتناقض مع ما يُراد تقديمه من صورة عن دولة واثقة تسير في طريق التحديث.
ولأنه من غير الممكن إنجاز مشروع إصلاحي بعقلية تقليدية، فإن الوقت قد حان لتصفية الإرث الذي يُعيق التقدم، وإعادة تشكيل الفريق الحكومي على أساس من المهنية، والانضباط، والانسجام مع الرؤية العليا للدولة، لا على حسابات المرحلة أو الموازين المتغيرة.
الدكتور جعفر حسان يملك ما يكفي من الحنكة والدراية والرصانة ليقود تحولًا جذريًا في طريقة إدارة الدولة، لكنه يحتاج إلى أدوات تتحدث بلغته، لا تفرغها من معناها. وإن كتب لهذا النهج أن يستمر ويترسخ، فإننا أمام فرصة فريدة للعبور من الدولة المُدارة برد الفعل إلى الدولة المُنتجة للفرص. دولة لا تتعكز على ماضيها، بل تستثمر في عقلها، وتراهن على ثقة مواطنيها، وتخرج من عباءة الإنكار إلى آفاق التغيير الحقيقي..

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصين: سنرد بحزم على العقوبات الأوروبية ضد روسيا التي ستطال شركاتنا
الصين: سنرد بحزم على العقوبات الأوروبية ضد روسيا التي ستطال شركاتنا

أخبارنا

timeمنذ 5 دقائق

  • أخبارنا

الصين: سنرد بحزم على العقوبات الأوروبية ضد روسيا التي ستطال شركاتنا

أخبارنا : أعلنت وزارة التجارة الصينية أن بكين ستتخذ إجراءات حازمة ردا على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات الأوروبية ضد روسيا، والتي ستنعكس على عدد كبير من الشركات الصينية. وجاء في بيان الوزارة: "ستتخذ الصين الإجراءات الضرورية، وسندافع بحزم عن الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية". وأضافت الوزارة أن بكين "تعارض دائما العقوبات الأحادية الجانب التي تفرض متجاوزة مجلس الأمن الدولي". وأقر مجلس الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي الحزمة الثامنة عشر من العقوبات ضد روسيا التي تستهدف 14 فردا و41 كيانا قانونيا، بينهم 18 مسجلين في الإمارات وسنغافورة وموريشيوس والصين والهند وأذربيجان.

ابو زيد: تاخر مقاطع عمليات المقاومة مرتبط بهذا الامر  #عاجل
ابو زيد: تاخر مقاطع عمليات المقاومة مرتبط بهذا الامر  #عاجل

جو 24

timeمنذ 5 دقائق

  • جو 24

ابو زيد: تاخر مقاطع عمليات المقاومة مرتبط بهذا الامر #عاجل

جو 24 : خاص _ قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال ابوزيد ان هناك تباطؤ في حركة قوات الاحتلال التي على مايبدو جاءت نتيجة قواعد اشتباكات جديدة فرضها الاحتلال على جنوده خشية الوقوع بالاسر يضاف الى ذلك سحب لوائين من فرقة المظليين 98 التي تقاتل في خان يونس قد يتبعه سحب المظيد من القوات التي تعرضت الى خسائر واصابها الارهاق والانهاك . واضاف ابو زيد ل الاردن ٢٤ ان اتجاه حركة قوات الاحتلال تشير الى انه يتم التجهيز للتحرك باتجاه دير البلح وسط قطاع غزة وتدل مؤشرات الحركة على ان الاحتلال يريد اقامة محور افقي جديد من الشرق الى الغرب يتقاطع مع محور ماغين عوز الذي تم تشكيله مؤخرا من شمال الى جنوب خان يونس. وتابع ابو زيد ان الاحتلال يرسم ملامح منطقة عمليات جديدة تقسم المنطقة من دير البلح الى محور وموراغ يقسمها محور ماغين عوز الى منطقتين شرقية وغربية ما يجعلها منطقة عمليات مغلقة من الشمال والجنوب . واشار ابو زيد الى ان الاحتلال يخطط الى تركيز العمليات في المنطقة الجديدة جنوب دير البلح اذا فشلت المفاوضات فيما يبدو ان المستوى العسكري يدفع بقوى الى الذهاب الى مسار دبلوماسي للخروج من مأزق العمليات والخسائر والانهاك في غزة ولكن يبدو ان جيش الاحتلال يعمل على تهيئة البيئة العملياتية تحسبا لاي طارئ يتعلق بفشل المفاوضات . وفيما يتعلق بتاخر مقاطع العمليات التي تبثها المقاومة اشار ابو زيد الى ان تاخيرها لا يرتبط بضعف البعد الاعلامي للمقاومة بقدر ما يمكن اعتباره ادراء امني احترازي من المقاومة حتى لا يتم البث بنفس يوم وتوقيت العمليات الامر الذي يمكن الاحتلال من رصد اتحاهات عمل ومناطق تواجد المقاومة حتى ان المقاومة اصبحت مؤخرا لاتضع تواريخ وتوقيتات على المقاطع التي تبثها . تابعو الأردن 24 على

قنص وتفجير وتكتيك مشترك: القسام تعلن تنفيذ سلسلة عمليات ضد الاحتلال
قنص وتفجير وتكتيك مشترك: القسام تعلن تنفيذ سلسلة عمليات ضد الاحتلال

البوابة

timeمنذ 5 دقائق

  • البوابة

قنص وتفجير وتكتيك مشترك: القسام تعلن تنفيذ سلسلة عمليات ضد الاحتلال

أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذ عدة عمليات استهدفت آليات تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة من قطاع غزة خلال شهر يوليو الجاري. في بيان صدر عن الكتائب، أفاد مجاهدو القسام بأنهم استهدفوا دبابة من طراز "ميركفاه" تابعة للاحتلال الإسرائيلي بعبوة أرضية شديدة الانفجار، وذلك قرب نادي نماء في مدينة جباليا شمال قطاع غزة، بتاريخ 15 يوليو 2025. وفي اليوم التالي، أعلن المقاتلون عن تنفيذ عملية نوعية أخرى، تم خلالها استهداف دبابة من نفس الطراز بقذيفة موجهة من نوع "الياسين 105"، في محيط المسجد العمري بمدينة جباليا، بتاريخ 16 يوليو. وفي عملية ثالثة نُفذت في محيط المسجد العمري كذلك، ذكرت الكتائب أنها فجّرت عبوة أرضية شديدة الانفجار في دبابة "ميركفاه"، وذلك يوم الخميس الموافق 17 يوليو. أما في شرق مدينة غزة، وتحديدًا في حي الشجاعية، فقد أكدت كتائب القسام يوم الأحد 20 يوليو، أن أحد قناصيها تمكّن من استهداف جندي من قوات الاحتلال الإسرائيلي كان يعتلي دبابة "ميركفاه"، قرب مدرسة الناصرة بشارع بغداد، بتاريخ 11 يوليو 2025. وفي عملية مشتركة مع سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أعلنت كتائب القسام عن استهداف ثلاث دبابات تابعة للاحتلال بعبوتين ناسفتين من نوع "شواظ" و"ثاقب"، بالإضافة إلى قذيفة موجهة من نوع "تاندوم"، في محيط مسجد الرضوان بحي الشجاعية، وذلك بتاريخ 7 يوليو 2025.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store