logo
دراسة: العدد الحقيقي لسكان الأرض قد يفوق التقديرات الحالية بكثير

دراسة: العدد الحقيقي لسكان الأرض قد يفوق التقديرات الحالية بكثير

المردة٢٣-٠٣-٢٠٢٥

وحاليا، تقدر الأمم المتحدة عدد سكان العالم بنحو 8.2 مليار نسمة، مع توقعات بأن يصل إلى ذروته بأكثر من 10 مليارات بحلول منتصف ثمانينيات القرن الحالي.
ومع ذلك، وجدت الدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications أن أعداد السكان في المناطق الريفية قد تكون أقل من الواقع بنسبة تتراوح بين 53% إلى 84% خلال الفترة بين 1975 و2010.
وقال العلماء: 'هذا أمر مثير للدهشة، نظرا لأن عددا لا يحصى من الدراسات اعتمدت على هذه البيانات دون التشكيك في دقتها فيما يتعلق بالمناطق الريفية'.
وأشار الباحثون إلى أن نقص البيانات المرجعية الدقيقة حال دون إجراء تقييم شامل لدقة مجموعات البيانات السكانية العالمية. وحذروا من وجود 'قيود أساسية' في التعدادات السكانية الوطنية، خاصة عند قياس أعداد السكان في المناطق الريفية.
وأوضحوا أن 'المجتمعات في المناطق النائية أو المتأثرة بالصراعات والعنف يصعب الوصول إليها، كما يواجه القائمون على التعداد حواجز لغوية ومقاومة للمشاركة'. على سبيل المثال، أشارت الدراسة إلى أن تعداد عام 2012 في باراغواي 'ربما فوّت ربع السكان'.
وقال جوزياس لانغ-ريتر، أحد مؤلفي الدراسة من جامعة آلتو: 'لأول مرة، تقدم دراستنا أدلة على أن نسبة كبيرة من السكان الريفيين قد تكون مفقودة من مجموعات البيانات السكانية العالمية. والنتائج مثيرة للاهتمام، نظرا لأن هذه البيانات استخدمت في آلاف الدراسات ودعمت عمليات صنع القرار على نطاق واسع، لكن دقتها لم يتم تقييمها بشكل منهجي'.
وقام الباحثون بدراسة خمس مجموعات بيانات كبيرة تستخدم عالميا لتقدير عدد السكان. هذه المجموعات تقسم العالم إلى مربعات صغيرة (خلايا شبكية) عالية الدقة، وتضع في كل مربع عدد السكان بناء على معلومات التعداد السكاني الرسمي.
وبعد ذلك، قارن الباحثون هذه الأرقام ببيانات أخرى مستقلة، وهي بيانات إعادة توطين الأشخاص الذين تأثروا ببناء أكثر من 300 سد في المناطق الريفية عبر 35 دولة.
وهذه البيانات تعد دقيقة لأنها تأتي من تعويضات مالية تدفعها شركات بناء السدود للأشخاص الذين تم نقلهم من مناطقهم بسبب المشاريع.
والهدف من هذه المقارنة هو التحقق من دقة البيانات السكانية العالمية، خاصة في المناطق الريفية التي قد تكون أقل توثيقا في التعدادات الرسمية.
وأوضح الباحثون أن بيانات إعادة التوطين يمكن أن توفر نقاط مقارنة مستقلة لحركة السكان بين المناطق الريفية والحضرية، حيث تكون هذه البيانات دقيقة عادة لأن شركات السدود تدفع تعويضات للمتأثرين.
وركز الباحثون بشكل خاص على الخرائط من 1975 إلى 2010 بسبب نقص بيانات السدود في السنوات اللاحقة. ووفقا للدراسة، كانت مجموعات البيانات من عام 2010 الأقل تحيزا، حيث فاتها ما بين ثلث إلى ثلاثة أرباع السكان الريفيين. ومع ذلك، يقول الباحثون إن هناك 'أسبابا قوية' للاعتقاد بأن أحدث البيانات قد تفوت جزءا من السكان العالميين.
وأضاف الدكتور لانغ-ريتر: 'بينما تظهر دراستنا أن الدقة قد تحسنت بعض الشيء على مر العقود، فإن الاتجاه واضح: مجموعات البيانات السكانية العالمية تفتقد جزءا كبيرا من السكان الريفيين'.
ووفقا للباحثين، فإن النتائج الأخيرة لها 'عواقب بعيدة المدى'، حيث تشير التقديرات الحالية إلى أن أكثر من 40% من سكان العالم البالغ عددهم 8.2 مليار نسمة يعيشون في المناطق الريفية. وحذروا من أن احتياجات سكان الريف قد تكون ممثلة تمثيلا ناقصا في صنع القرار العالمي.
على سبيل المثال، يقول الفريق إن البيانات المستخدمة حاليا قد تسهم في عدم كفاية الرعاية الصحية وموارد النقل المخصصة للمناطق الريفية من قبل صانعي السياسات.
واختتم الدكتور لانغ-ريتر بالقول: 'لضمان حصول المجتمعات الريفية على فرص متساوية في الوصول إلى الخدمات والموارد، نحتاج إلى إجراء مناقشة نقدية حول التطبيقات السابقة والمستقبلية لهذه الخرائط السكانية'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025.. لبنان في القمة بين الدول العربية
مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025.. لبنان في القمة بين الدول العربية

ليبانون 24

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • ليبانون 24

مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025.. لبنان في القمة بين الدول العربية

في عالم يتسارع فيه التقدم العلمي والتكنولوجي، يبرز الشعب اللبناني بين الأذكى في المنطقة العربية، حيث احتل المرتبة الأولى في مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025. هذا الإنجاز ليس مجرد رقم يُضاف إلى قائمة إنجازات لبنان ، بل هو شهادة حية على قدرة اللبنانيين على التكيف والابتكار رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها. خلفية عن مؤشر الذكاء العالمي مؤشر الذكاء العالمي (IQ Index) هو مقياس يعتمد على اختبارات معيارية تقيم القدرات الإدراكية والعقلية للأفراد في مختلف الدول. يتم احتساب التصنيف بناءً على عدة مؤشرات، منها نتائج اختبارات الذكاء الموحدة، معدلات التحصيل العلمي، ومؤشرات الابتكار والتفوق الأكاديمي. وفقًا لتقرير صادر عن "International IQ Test"، حصل لبنان على معدل ذكاء بلغ 99.39، متفوقًا بذلك على دول مثل تونس والجزائر والإمارات العربية المتحدة. العوامل المؤثرة في تفوق اللبنانيين تتعدد العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا المركز المتقدم ، وأبرزها: يُعتبر النظام التعليمي في لبنان من بين الأنظمة الأكثر تطورًا في المنطقة العربية. ويتميز بتنوعه وشموليته، حيث يضم مدارس وجامعات تقدم برامج تعليمية متقدمة باللغتين العربية والفرنسية، بالإضافة إلى الإنكليزية. فهذا التنوع اللغوي يعزز من قدرة الطلاب على التفكير النقدي والتحليل، مما يساهم في رفع مستويات الذكاء. كما يمتلك لبنان تاريخًا طويلًا من التفاعل الثقافي مع مختلف الحضارات، مما أثرى ثقافته وأسلوب تفكيره. ويُعرف اللبنانيون بقدرتهم على التكيف مع الظروف المختلفة والتعلم من الثقافات الأخرى. هذه الخلفية الثقافية تعزز من مهارات التفكير الإبداعي وتفتح آفاقا جديدة للمعرفة. الى ذلك، يمتاز الشعب اللبناني بانفتاحه على العالم الخارجي ورغبته في التعلم. حيث يسافر العديد من اللبنانيين إلى الخارج للدراسة والعمل، مما يمنحهم فرصًا لتبادل الأفكار والخبرات مع شعوب أخرى. وهذا الانفتاح يعزز من مستوى التعليم ويزيد من القدرة على الابتكار. ويلعب الدعم الأسري دورًا كبيرًا في تعزيز التعليم والذكاء لدى الأفراد. فتُعطي الأسر اللبنانية أهمية كبيرة للتعليم وتوفير الموارد اللازمة لأبنائها لتحقيق أهدافهم الأكاديمية والمهنية. وعلى الرغم من تصدر لبنان لمؤشر الذكاء العربي لعام 2025، إلا أنه تم تصنيفه أيضًا كواحد من أكثر الدول تعاسة وفقًا لتقارير الأمم المتحدة حول السعادة. هذه المفارقة تثير تساؤلات حول كيفية استثمار هذا الذكاء لتحقيق تغييرات إيجابية داخل البلاد. إن تصدر لبنان لمؤشر الذكاء العربي لعام 2025 يعكس قدرة الشعب اللبناني الفائقة على الابتكار والتكيف رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه. ولكن تبقى مهمة هؤلاء الشباب بضرورة استثمار هذه القدرات العقلية والفكرية لتحقيق نهضة حقيقية تخرج البلاد من دوامة الأزمات وتفتح آفاق

مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025.. لبنان في القمة بين الدول العربية
مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025.. لبنان في القمة بين الدول العربية

صيدا أون لاين

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • صيدا أون لاين

مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025.. لبنان في القمة بين الدول العربية

في عالم يتسارع فيه التقدم العلمي والتكنولوجي، يبرز الشعب اللبناني بين الأذكى في المنطقة العربية، حيث احتل المرتبة الأولى في مؤشر الذكاء العالمي لعام 2025. هذا الإنجاز ليس مجرد رقم يُضاف إلى قائمة إنجازات لبنان، بل هو شهادة حية على قدرة اللبنانيين على التكيف والابتكار رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها. خلفية عن مؤشر الذكاء العالمي مؤشر الذكاء العالمي (IQ Index) هو مقياس يعتمد على اختبارات معيارية تقيم القدرات الإدراكية والعقلية للأفراد في مختلف الدول. يتم احتساب التصنيف بناءً على عدة مؤشرات، منها نتائج اختبارات الذكاء الموحدة، معدلات التحصيل العلمي، ومؤشرات الابتكار والتفوق الأكاديمي. وفقًا لتقرير صادر عن "International IQ Test"، حصل لبنان على معدل ذكاء بلغ 99.39، متفوقًا بذلك على دول مثل تونس والجزائر والإمارات العربية المتحدة. العوامل المؤثرة في تفوق اللبنانيين تتعدد العوامل التي ساهمت في تحقيق هذا المركز المتقدم، وأبرزها: يُعتبر النظام التعليمي في لبنان من بين الأنظمة الأكثر تطورًا في المنطقة العربية. ويتميز بتنوعه وشموليته، حيث يضم مدارس وجامعات تقدم برامج تعليمية متقدمة باللغتين العربية والفرنسية، بالإضافة إلى الإنكليزية. فهذا التنوع اللغوي يعزز من قدرة الطلاب على التفكير النقدي والتحليل، مما يساهم في رفع مستويات الذكاء. كما يمتلك لبنان تاريخًا طويلًا من التفاعل الثقافي مع مختلف الحضارات، مما أثرى ثقافته وأسلوب تفكيره. ويُعرف اللبنانيون بقدرتهم على التكيف مع الظروف المختلفة والتعلم من الثقافات الأخرى. هذه الخلفية الثقافية تعزز من مهارات التفكير الإبداعي وتفتح آفاقا جديدة للمعرفة. الى ذلك، يمتاز الشعب اللبناني بانفتاحه على العالم الخارجي ورغبته في التعلم. حيث يسافر العديد من اللبنانيين إلى الخارج للدراسة والعمل، مما يمنحهم فرصًا لتبادل الأفكار والخبرات مع شعوب أخرى. وهذا الانفتاح يعزز من مستوى التعليم ويزيد من القدرة على الابتكار. ويلعب الدعم الأسري دورًا كبيرًا في تعزيز التعليم والذكاء لدى الأفراد. فتُعطي الأسر اللبنانية أهمية كبيرة للتعليم وتوفير الموارد اللازمة لأبنائها لتحقيق أهدافهم الأكاديمية والمهنية. وعلى الرغم من تصدر لبنان لمؤشر الذكاء العربي لعام 2025، إلا أنه تم تصنيفه أيضًا كواحد من أكثر الدول تعاسة وفقًا لتقارير الأمم المتحدة حول السعادة. هذه المفارقة تثير تساؤلات حول كيفية استثمار هذا الذكاء لتحقيق تغييرات إيجابية داخل البلاد. إن تصدر لبنان لمؤشر الذكاء العربي لعام 2025 يعكس قدرة الشعب اللبناني الفائقة على الابتكار والتكيف رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه. ولكن تبقى مهمة هؤلاء الشباب بضرورة استثمار هذه القدرات العقلية والفكرية لتحقيق نهضة حقيقية تخرج البلاد من دوامة الأزمات وتفتح آفاق جديدة لمستقبل أفضل

ريّ الحنطة يهدّد باستنزاف المياه الجوفية في صحراء العراق
ريّ الحنطة يهدّد باستنزاف المياه الجوفية في صحراء العراق

شبكة النبأ

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • شبكة النبأ

ريّ الحنطة يهدّد باستنزاف المياه الجوفية في صحراء العراق

في الماضي كان يمكننا الوصول إلى المياه الجوفية بحفر على عمق 50 مترا، أمّا الآن فيجب الحفر ربما حتى عمق 300 متر. الناس يحفرون الآبار ويعتقدون أن هذه الموارد أبدية، لكن هذا غير صحيح علميا. ويزداد الأمر خطورة في ظلّ غياب تقديرات رسمية حديثة لكمية المياه الجوفية المتوفرة... فيما تهبّ عاصفة رملية بحقول الحنطة في صحراء النجف بجنوب العراق، يتفقّد هادي صاحب السنابل التي يرويها بالمياه الجوفية، فيما يُقلق تزايد حفر الآبار الخبراء من خطر استغلالها المفرط في بلد يعاني موجات جفاف متكررة. ويعتمد الفلاحون في هذه الحقول البعيدة من نهرَي الفرات ودجلة، على أنظمة ريّ حديثة تعمل بالرشّ وتقلّل من هدر المياه بما يصل إلى 50% وباتت منتشرة في أوساط مزارعي العراق منذ بضع سنوات. وفي بلد يشهد تراجعا بنسبة المتساقطات وبتدفق الأنهار التي لطالما كانت تحرّك طواحين المياه وقنواتها بهدف الريّ، باتت السلطات تعوّل على المياه الجوفية. وتعتبر الأمم المتحدة أن العراق حيث يقيم اليوم أكثر من 46 مليون شخص، هو من الدول الخمس الأكثر تأثرا ببعض أوجه التغير المناخي. ويقول صاحب (46 عاما) مرتديا دشداشة بيضاء في حقله الواقع بجنوب غرب العراق 'في الماضي كنّا نستخدم مياه الأمطار في الزراعة'، وكانت أرضه الممتدة على عشرة دوانم تُنتج عشرة أطنان من القمح. لكن 'ازدياد الجفاف سنة بعد سنة' و'التصحّر القوي' دفعاه إلى اللجوء إلى تقنيات ري حديثة تدعم الحكومة العراقية أسعارها بهدف ضمان الأمن الغذائي. ووسّع كذلك مساحة الأرض التي يزرعها، لتصل إلى 200 دونم يستأجرها من الدولة بسعر رمزي يبلغ دولارا واحدا للدونم الواحد. وتُنتج هذه المساحة نحو 250 طنّا من الحنطة. ويتابع هذا الأب لاثني عشر ولدا 'يستحيل أن نستمرّ من دون المياه الجوفية (…) ونضوبها سيعني رجوعنا إلى العصور القديمة والاتكال على السقي بمياه الأمطار'. وعند رؤية الحقول من الجوّ، تظهر على شكل دوائر خضراء في وسط الصحراء تتحرك فيها هياكل حديدية ذات عجلات ومرشّات لريّ الزرع. ويحلّ موسم الحصاد في العادة مع تحوّلها إلى اللون الذهبي في أيار/مايو. وبحسب وزارة الزراعة، زُرعت هذا الشتاء في العراق 3,1 ملايين دونم من الأراضي بالاعتماد 'على أنظمة الري الحديثة باستخدام المياه الجوفية'، مقابل 'مليونَي دونم تعتمد على الريّ السطحي'. استراتيجي وبدأت تُستخدم تقنيات الري الحديثة في صحراء النجف منذ أكثر من عقد. وتدعم الحكومة العراقية أسعار أنظمة الريّ بالرشّ، مع تقسيطها على عشرة أعوام، كما تؤجر الأراضي للمزارعين وتشتري محاصيلهم بأسعار تفضيلية. وتحقّق زراعة الحنطة في الصحراء والتي نجحت بفضل أسمدة مخصصة وبذور أكثر مقاومة للظروف المناخية، 'غلّة أكبر من تلك التي تحققها الأراضي الطينية'، بحسب مدير زراعة محافظة النجف منعم شهيد. ويقول شهيد لوكالة فرانس برس إن ذلك يوفر 'مردودا اقتصاديا كبيرا للفلّاح والدولة' التي أعلنت العام الماضي تحقيق اكتفائها الذاتي بإنتاج ستة ملايين و400 ألف طنّ من هذا المحصول 'الاستراتيجي'. ويَتَوقع أن تنتج في هذا الموسم الحقول المرويّة بمياه الأنهار نحو 1,3 طنّ من القمح للدونم الواحد، مقابل '1,7 طنّ كحدّ أدنى' للدونم في الأراضي الصحراوية. وعادت زراعة الحنطة في النجف في موسم 2023-2024 بأرباح أكبر بثماني مرّات مما حققه الموسم السابق، وفق قوله. غير أن شهيد ينوّه إلى ضرورة 'أن نحافظ على كمية المياه الجوفية ونرشّد استخدامها'، مشيرا إلى أن السلطات 'ستشدّد الإجراءات لكي يكون حفر الآبار (…) مجازا ومسيطرا عليه بكمياته للاستخدامات الزراعية فقط'. وفي آذار/مارس، أكّد المتحدث باسم وزارة الزراعة محمد الخزاعي لوكالة الأنباء العراقية أن السلطات تعمل على 'تحديد الآليات التي يتم بموجبها السماح بحفر الآبار في المناطق الصحراوية بحسب وفرة المياه الجوفية ضمانا لعدم هدرها'. كارثة للمستقبل وفي صحراء كربلاء، تدير مؤسسات دينية مثل العتبة الحسينية مشاريع زراعية ضخمة بينها حقول للحنطة منذ 2018. وزرعت العتبة هذا العام أربعة آلاف دونم من الحنطة، فيما تسعى على المدى البعيد إلى زيادة الزراعة حتى 15 ألفا، بحسب رئيس قسم التنمية الزراعية التابع للأمانة العامة للعتبة الحسينية قحطان عوز. وفي أعماق الصحراء الواقعة غرب العراق والممتدة حتى الحدود مع السعودية والكويت، خزّانا الدمام وأم الرضمة الجوفيان اللذان يُعدّان من منابع المياه الرئيسية في المنطقة ويتشاركهما العراق مع السعودية والكويت. وتشير الأمم المتحدة منذ 2013 إلى أن مسنوب المياه الجوفية في هذين الخزانين بدأ ينضب. وكانت السعودية في تسعينات القرن العشرين سادس أكبر مصدّر للقمح في العالم وذلك بفضل 'استخراج المياه الجوفية على نطاق واسع لأغراض الري'، وفقا لتقرير أممي نُشر في العام 2023. غير أن 'الاستخراج المفرط استنزف أكثر من 80% من طبقة المياه الجوفية بحسب التقديرات'، ما جعل الحكومة السعودية تضع حدّا لزراعة القمح بهذا الشكل بعد موسم حصاد 2016. ويقول الخبير العراقي في سياسات المياه والأمن المناخي سامح المقدادي لوكالة فرانس برس 'في الماضي كان يمكننا الوصول إلى المياه الجوفية بحفر على عمق 50 مترا، أمّا الآن فيجب الحفر ربما حتى عمق 300 متر'. ويشير إلى أن 'الناس يحفرون الآبار ويعتقدون أن هذه الموارد أبدية، لكن هذا غير صحيح علميا'. ويزداد الأمر خطورة في ظلّ غياب تقديرات رسمية حديثة لكمية المياه الجوفية المتوفرة في العراق الذي تغطّي الصحراء 40% من مساحته، إذ تعود التقديرات الأخيرة للسبعينات. ويضيف المقدادي 'لا يمكننا إدارة مورد لا نستطيع قياسه'، عازيا غياب التقديرات إلى افتقار للتقنيات اللازمة 'لإجراء مسح جيولوجي دقيق' وغياب 'الإرادة السياسية' في ظلّ 'سوء تنسيق بين مختلف السلطات' يؤدي إلى 'غياب التوعية'. ويشدّد على ضرورة 'استخدام المياه الجوفية فقط في الحالات الطارئة مثل مواسم الجفاف (…) وليس للتوسع التجاري للأراضي الزراعية'، محذرا من أن 'اعتبار المياه الجوفية بديلا للموارد المائية الأخرى' يعني 'كارثة للمستقبل'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store