
مكلبة
محمد الهادي الحسني
هذه الكلمة التي تزكم الأنوف النظيفة السليمة برائحتها 'الكلبية' النتنة نسبها الكاتب السياسي الفرنسي أندري مالرو لـ'جنراله' المجرم شارل دوغول في كتابه، الذي سماه: 'سقود السنديان'.. وقد شرح معنى هذه الكلمة معرّب هذا الكتاب وهو الدكتور سامي الجندي بقوله: 'المكلبة هي رهط الكلاب وضجيجه'. (ص48).
ومن معاني المكلبة في لساننا العربي هي 'الأرض الكثيرة الكلاب'، كما جاء في معجم اللغة للشيخ أحمد رضا.. وما أكثر الكلاب في فرنسا بنوعيها الحيواني و'البشري'.
لا شك في أن المجرم شارل دوغول كان يقصد بهذه الكلمة 'المكلبة' أولئك الفرنسيين الذين كانوا يعارضونه في سياساته، المثيب فيها والمخطئ، خاصة بعدما أجبره المجاهدون الجزائريون على الاعتراف بنهاية ما سماه ' l'Algérie de papa'، حيث المنى والعيشة الرّغد، وأرغموه على التفاوض في غرفة واحدة، وعلى طاولة واحدة مع من كان الفرنسيون يعتبرونهم 'خارجين عن القانون'، و'فلاقة' وأوصاف أخرى لا يستعملها لقذارتها وحقارتها إلا الفرنسيون المختصون في هذه الأنواع القذرة من الأساليب والأفكار التي يقلدهم فيها أراذلنا وبادي الرأي منا كهذا 'المصنصل' والمسمى 'ناقص داود' ومن قبلهم، ومن مازالوا يعيشون بيننا لتنفيذ ما يؤمرون به.
تذكرت هذه الكلمة 'المكلبة' وأنا أتابع تلك الكلاب النابحة في أوربا عموما وفي فرنسا خصوصا عن هذا 'الكلب' 'المصنصل'، لئيم الطبع، عديم الضمير، خائن الوطن، اللاعق لأحذية أسياده من الفرنسيين والصهاينة.
لقد تأكدت في هذه 'المكلبة الفرنسية' من كلمة صدق وصحة قالها المجاهد الريفي محمد بن عبد الكريم الخطابي، رحمه الله، وهي: 'إن عقلية فرنسا ضيقة، ولا تستوعب التاريخ' (مجلة الدوحة القطرية، ع 77، ماي 1988، ص 338).
لم تنس فرنسا أن الجزائر صيّرتها 'رجل أوربا المريض' كما اعترف المجرم دوغول في (مذكراته الأمل).. فتسلط علينا بين الحين والآخر كلابها والمستكلبين من بني جلدتنا الخائنين لنا.
لقد 'تغوّط' من فمه القذر (عفوا لمن يستحق العفو على التعبير) هذا 'الخائن لدينه وقومه'، وهو يحمل أشرف جواز سفر، لأنه من صنع ملايين الأحرار والحراير من الجاهدين والمجاهدات.. فلو كان 'بشرا سويا' لما حمل جواز سفر وطن يقول عنه تلك الأقوال، ولكنه تصرف تصرّف الأنذال الذين قال فيهم شاعرنا:
أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علّمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
يا 'المنصنصل' ويا 'ناقص داود' ستبقيان عند الفرنسيين الناكرين للجميل محتقرين ونذلين ولو منحوكما رتبة 'جنرال' كالخائن مصطفى ابن إسماعيل لا رتبة 'كولونيل' كـ'ابن داود'.
شارك المقال
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حدث كم
١٩-٠٦-٢٠٢٥
- حدث كم
حفل تكريم لذكرى المقاومين المغاربة في الحرب العالمية الثانية بباريس
نظم، امس الأربعاء بالعاصمة الفرنسية، حفل تكريم لذكرى المقاومين المغاربة الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، وذلك بمبادرة من القنصلية العامة للمغرب بباريس، بشراكة مع بلدية الدائرة الخامسة عشرة للمدينة. ويأتي تزامنا مع النداء التاريخي الذي أطلقه الجنرال دوغول في 18 يونيو 1940، الذي دعا فيه إلى إبقاء 'شعلة المقاومة الفرنسية'، مشتعلة قائلا إن 'فرنسا ليست وحدها!'. وجمع هذا الحدث عدد من أفراد عائلات قدماء المحاربين، ومنتخبين، وأعضاء من الجالية المغربية، وأصدقاء المغرب، بحضور القنصل العام للمملكة بباريس، ندى بقالي حسني، وعمدة الدائرة الخامسة عشرة، فيليب بوجون، ورئيس جمعية قدماء المحاربين المغاربة، ميشيل سكاربونشي، حيث تم وضع أكاليل زهور عند 'نصب الشهداء' بساحة البلدية، قبل أن يتم عزف النشيدين الوطنيين للبلدين. وقال السيد بوجون، في كلمة بالمناسبة، إن 'هذا التكريم داخل مقر بلديتنا يكتسي اليوم طابعا خاصا، أولا لأنه يعكس تشبتنا بالجالية المغربية المهمة المقيمة في الدائرة الخامسة عشرة، والتي تمثلها رسميا القنصل العام للمغرب، وأيضا بالنظر إلى ما تحمله هذه الدائرة من رمزية قوية كفضاء للذاكرة، التي غالبا ما كانت مأساوية، لاسيما خلال الحرب العالمية الثانية'. وبالنسبة لعمدة الدائرة الخامسة عشرة، فإن تنظيم هذا التجمع في هذا المكان، بعد مرور 80 سنة، يهدف إلى 'تكريس واجب الذاكرة الملح، سواء تجاه ضحايا البربرية النازية، أو تجاه أولئك الذين رفضوا، في ليلة الاحتلال الرهيبة، التنازل عن حريتهم وضميرهم، وأوقدوا شعلة الأمل، هؤلاء الرجال والنساء الذين ساهموا في تحرير بلادنا'. وأضاف قائلا: 'إننا نكرم اليوم، بشكل خاص، المقاومين المغاربة الذين كان لهم دور حاسم في استعادة حريتنا. فالشعب المغربي وقف إلى جانب فرنسا في أحلك فترات تاريخها'. من جهتها، أكدت السيدة ندى بقالي حسني على أن هذا الاحتفاء لا يكر م رجالا فقط، بل أيضا القيم الكونية التي دافعوا عنها. وتابعت بالقول: 'إننا نجتمع هنا لنتذكر آلاف المغاربة الذين غادروا، دون تردد، ديارهم وأرضهم لتلبية نداء معركة لم تكن معركة أمة واحدة فحسب، بل معركة من أجل الحرية، والعدالة، والكرامة الإنسانية'. ولم يفت القنصل العام الإشادة بشجاعة المقاومين المغاربة الذين تمكنوا، بكل تفان وتضحية، من كتابة صفحة أساسية في التاريخ المشترك بين فرنسا والمغرب، مبرزة أنهم أبانوا في ساحات المعارك عن 'شجاعة مثالية'، مجسدين 'أسمى قيم الشرف، والوفاء، والأخوة'، حيث وحدوا مصيرهم بمصير الجنود الفرنسيين في 'أخوة سلاح لم يمحها الزمن'. وشددت على أنه 'من واجبنا نقل هذه الذاكرة'، إنها 'ليست مجرد أرشيف بسيط للماضي، بل هي درس وإرث حي، وأساس ترتكز عليه القيم المشتركة بين بلدينا'، معربة عن سعادتها برؤية عدد كبير من التلاميذ وطلبة المدارس والثانويات ضمن الحضور. وأعربت عن ارتياحها لرؤية هذا الرابط التاريخي العميق، الذي تشكل في آلام الحرب، استمر وتعزز في زمن السلم، ليتخذ اليوم 'شكلا جديدا، من خلال التعاون والحوار والصداقة والأخوة بين شعبينا'. وخلصت إلى القول إن 'هذا الرابط الإنساني، الذي غذته أجيال من المغاربة المقيمين في فرنسا، ومن الفرنسيين الذين نسجوا علاقات مع المغرب، هو كنز ينبغي علينا مواصلة رعايته'. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد رئيس جمعية قدماء المحاربين المغاربة، ميشيل سكاربونشي، بهذه المبادرة التي تجمع، ولأول مرة، بين تخليد النداء التاريخي للجنرال دوغول في 18 يونيو 1940، وتكريم الجنود المغاربة الذين ساهموا في تحرير فرنسا. حدث/ومع


الشروق
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- الشروق
عام التطهير
سمّى الجنرال المجرم دوغول عام 1962 l'an de grace، وقد عربها معرب مذكراته، مذكرات الأمل 'عام النعم' (مذكرات الأمل ص (333)، لأن هذا العام هو العام الذي تخلصت فيه فرنسا الصليبية المجرمة من مأزقها في الجزائر، فأنقذت اقتصادها، وماليتها، وعملتها من الموت » (ص 367) . فقد كانت مهددة بحرب أهلية، يكاد يرهقها الإفلاس ونسي العالم صوتها' . ( ص (333)، ولهذا اعتبر المجرم دو غول أن أكبر خدمة قدمها لفرنسا أنه خلّصها من المأزق الجزائري، كما اعترف لصديقه ووزیره آلان پیزفیت. أما العبد لله، فإنني أعتبر العام 1962 عام التحرير والتطهير. فأما التحرير، فلأن فرنسا المجرمة اعترفت مكرهة بأن زعمها الجزائر جزء من فرنسا 'إنما هو حديث خرافة، وحلم عاشت عليه قرنا وثلثا، واستيقنت أن الجزائر – كما قال وكتب إمامنا ابن باديس ليست فرنسا ولن تكون فرنسا، ولن تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت… وإذا كانت فرنسا قد راودتها عودة حلم 'الجزائر فرنسية' في عهد من شهد دوغول المجرم نفسه بحبه فرنسا، أعني بوتفليقة، فقد منّ الله علينا بالحراك المبارك، الذي قبر هذا الحلم نهائيا. وأما التطهير، ففي هذا العام المبارك، تخلصت الجزائر من ثلاث قنابل، لو بقيت في الجزائر لأحدثت فيها مشكلات عميقة سياسيا، ودينيا، ولغويا، واجتماعيا. أولى هذه المشكلات، هي المستوطنون الفرنسيون المجرمون الذين كانوا يتمتعون في الجزائر على حساب أبنائها. ولأنهم أجرموا في حق شعبنا، خشوا أن ينتقم منهم، فحملوا ما خف وزنه وغلا ثمنه، وفروا عائدين إلى فرنسا، وقد قدر عددهم المجرم دوغول بـ 980 ألف. (مذكرات الأمل ص 380) . فلو بقي هذا 'الجرثوم' في وطننا، وفي يده أكثر من 85% من اقتصاد الجزائر، لكانوا أعوص مشكلة للجزائر دينيا، واجتماعيا، ولغويا.. ولكانوا 'مسمارا' في الجسم الجزائري، ولعانت وحدتنا الدينية واللغوية والاجتماعية… فالحمد لله حمدا كثيرا طيباً أن خلصنا من هذا 'السرطان'. وأما المشكلة الثانية، فهي فرار الجالية اليهودية الخائنة، فهم فرنسيون جنسية بعد قرار وزير الداخلية الفرنسي المجرم هريميو، الذي منح اليهود المقيمين في الجزائر الجنسية الفرنسية في سنة 1870 من غير أن يطلبوها، وذلك تكثيرا للفرنسيين في الجزائر. فلما جاء النصر فروا مع الفرنسيين. وأما المشكلة الثالثة، التي تخلصنا منها، فهي هؤلاء الخونة الذين اتخذوا الفرنسيين أولياء، فخانوا دينهم، ووطنهم، وقتلوا 'إخوانهم، وناصروا الفرنسيين، وقد كان بعضهم أشد قسوة على الجزائريين من المجرمين الفرنسيين.. وإذا كانوا قد ابتغوا 'العزة' عند الفرنسيين، فقد رأينا المعاملة التي عوملوا بها من طرف الفرنسيين، لأن الخائن مكروه في جميع الأعراف الاجتماعية. فعلينا، نحن الجزائريين، أن نعض على وحدتنا الدينية، واللغوية، وبهذين الوحدتين نحطم كل مؤامرات الأعداء. ونحمد الله- عز وجل- حمدا كثيرا، على هذا التحرير والتطهير من هذه الجراثيم والسموم.


الشروق
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- الشروق
يوم النصر
باعتبارنا مسلمين، فإننا نؤمن بأن النصر من عند الله، وإن الله أمر المسلمين بالإعداد المادي والاستعداد النفسي وأمرنا بنصره- سبحانه وتعالى- وهو الذي لا يعلم أحد من خلقه عدد جنده.. ففي 19 من هذا الشهر الشمسي من عام 1962 أنجز الله- عز وجل- وعده، فنصر عباده الجزائريين على إحدى كبار الدول الصليبية المستعلية في الأرض بما استولت عليه من بلدان، واستحوذت عليه من خيرات، واستعبدت من شعوب.. وهي التي لم تستطع تحرير نفسها من الألمان. فلله الحمد والشكر على هذا النصر لعباده المؤمنين ودحر الطاغين الفرنسيين، ونترحم على من اتخذهم شهداء منا سواء من استشهد بجهاده باللسان أم بالسنان، ونشكر بقايا المجاهدين الذين لم يثاقلوا إلى الأرض، ونفروا خفافا وثقالاً ليجاهدوا في سبيل الله، ولاسترجاع أرض الجهاد، وتطهيرها من أحفاد الصليبيين، الذين أحيوا جرائم أسلافهم من أمثال اربان الثاني، وقد يسهم لويس وكل المجرمين الصليبيين. إن فرنسا لن تنسى هزيمتها في الجزائر، وذلك لأن الجزائر كما كتب المجرم دوغول في مذكراته 'الأمل' أهم من كل المستعمرات التي احتلتها فرنسا، التي أعطتها الاستقلال لتتفرغ لجهاد الشعب الجزائري، فإذا انتصرت عليه عادت إلى تلك المستعمرات، فنهاية 'الاستعمار الفرنسي كانت على يد الجهاد الجزائري'. كما أن الشعب الجزائري هو الشعب الوحيد الذي استمر يجاهد فرنسا الصليبية طيلة وجودها في أرضه، وإن توقف فترات قصيرة لالتقاط أنفاسه، وتنظيم صفوفه، وإعداد الحد الأدنى من الوسائل، بينما شعوب أخرى لم تقاوم فرنسا، أو قاومتها فترة قصيرة ثم استسلمت… وقد لاحظ المؤرخون أن الشعب الوحيد- مع الفيتنام- الذي استرجع استقلاله، واستعاد حريته بالقوة هو الشعب الجزائري، وإن ادعى الكذاب دوغول وأبواقه أنه 'منح' الاستقلال الجزائر. ولم يسجل التاريخ أن شعبا نقل جهاده إلى أرض عدوه إلا الشعب الجزائري، الذي جعل من فرنسا ولاية سابعة، حتى صرح المجرم ديغول قائلا في كتابة الأمل: 'لقد أصبح مواطنيَّ يُقْتَلُونَ في شوارع باريس'. وأما ما يجعل فرنسا تصاب بـ 'الكلب'، فهو عندما تتذكر أن الشعب الجزائري لم يحاربها تحت أي شعار إلا شعار الإسلام.. وقد صدقت عندما سمتنا مسلمين، سخرية منا، واستهزاء بنا وبالإسلام، فكان هذا الإسلام هو الذي طردها من 'الإمبراطورية الفرنسية'، كما تنبأ أحد شياطين الإنس الفرنسيين، وهو شارل دوفوكو في رسالة بعثها إلى أحد أصدقائه في سنة 1912. قال المجرم دوغول لصديقه ووزيره أندري مالرو: 'إن أعظم مجد في العالم، مجد الرجال الذين لم يستسلموا'. (آندري مالرو: سقوط السنديان. ص 55). أكرر شكر الله، والترحم على شهدائنا، بالقلم وبالسلاح، والدعاء لبقايا المجاهدين وللشعب العظيم الذي صبر، وصابر، ورابط، وجاهد، ولم يستسلم حتى جاء نصر الله، وأعاد الجزائر إلى محمد- صلى الله عليه وسلم- رغم أنف فرنسا.