
أربع ملاحظات سريعة حول بيان أهالي المتهمين وما تضمنه من مضامين ومواقف
بقلم الدكتور حسن البراري:
أولاً: اتسم البيان بصبغة دفاعية وانتقائية وتحريضية واضحة تستهدف من يقفون في صف الوطن ضد العبث بأمنه واستقراره يهدف حشد الرأي العام لتعطيل العدالة. فالاصطفاف مع أمن الوطن لا يحتمل المزايدة أو التشكيك، ومن المؤسف أن يلجأ البعض إلى الانتقائية في قراءة الأحداث بما يخدم أجندات ضيقة.
ثانياً: تصنيع السلاح وليس دعم المقاومة هو المحظور قانونياً، وهذه حقيقة لا تقبل التأويل أو المزايدة. حتى لو افترضنا أن النوايا كانت موجهة للمقاومة،فإن التبرير بهذا الشكل لا يعفي المتورطين من المسؤولية القانونية، فلا يمكن التساهل بالأمن الوطني تحت أي ذريعة.
ثالثاً: التذرع بوجود الفساد لإضعاف موقف المدافعين عن الوطن وكأنهم متورطين أو متهمين ما هو إلا خطوة مكشوفة تنطوي على محاولة للتغطية على الحدث الحقيقي. نعم، الفساد موجود ولا أحد ينكر ضرورة مكافحته، ولكن الانحياز للوطن وأمنه لا يتعارض مع انتقاد الفساد. الحقيقة أن من يخشى على بلده من مغامرات تنظيمية مشبوهة ليس مطالباً بالتخلي عن موقفه الوطني لمجرد أن هناك فساداً قائماً.
رابعاً: من اللافت أن بعض الموقعين على البيان يطالبون بوقف النشر والتعبير الوطني في منشورات متعددة في الوقت الذي تغض فيه أعينهم عن حملات التحريض والتجييش الإقليمية التي تقودها شبكات إخوانية مثل 'رصد'، و'عربي بوست'، و'قناة مكملين'، و'عربي21' ضد الأردن، وصولاً إلى تكذيب التحقيقات الأمنية الوطنية. ويكفي أن نشير إلى تقرير كاذب لشبكة رصد يدعي من دون خجل أن التنسيق بين الأردن والشاباك الإسرائيلي هو الذي مهد الطريق للإبقاع بهذه الشبكة. ولا يمكن تفهم هذا الازدواجية في المعايير، ولا قبول الدعوة لإخراس الوطنيين الذين يرون في أمن واستقرار بلادهم قضية عليا تتجاوز كل المبررات.
وأخيراً: أين كان الإخوان المسلمون عندما تعلق الأمر بالفساد؟ ما هي القضية التي تبنوها وحولوها إلى القضاء؟ كل قضايا الفساد التي حُسمت وصُدرت فيها أحكام جاءت بجهود الدولة، وليس بفضل التنظيم أو تحركاته. كما أن الأمن الوطني ليس مجالاً للمساومة أو التبرير، وأي محاولة لتسييس هذه القضايا تهدد استقرار الأردن وتفتح الباب أمام أجندات لا تخدم مصلحة الوطن.
لا أستنكر حق الأهالي بالمطالبة بمحاكمة عادلة، ولكن لا أرى من اللائق سياسيا ووطنيا أن يتم التجييش ضد الدولة وبخاصة عندما انضمت المنابر الاخوانية خارجة البلاد مع مكتب المرشد العام في مصر للنيل من صدقية وربما شرعية الأردن كدولة والاصرار على أن دعم المقاومة يبرر الدوس على سيادة البلد وانتهاكه

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 7 ساعات
- الغد
صحف عالمية: "إسرائيل" لاعب ثانوي في عالم ترامب وحكومتها حائرة بغزة
تناولت صحف ومواقع عالمية موقع إسرائيل في السياسات الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسط تصاعد الانتقادات لأداء الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة وتراجع جاذبية خطاب "النصر الكامل" في مقابل تزايد الحديث عن أن تل أبيب باتت مجرد لاعب ثانوي لا يملك رسم السياسات، بل يلتزم بها. اضافة اعلان ففي مقال لصحيفة معاريف الإسرائيلية وُصف ترامب بأنه يفرض واقعا عالميا جديدا لم تعد فيه إسرائيل الدولة التي تضع القواعد، بل الدولة التي تنصاع لها. ورأت الصحيفة أن جولة ترامب الأخيرة في الشرق الأوسط كانت بمثابة إشارة واضحة على تغير جوهري في إستراتيجيته تجاه إسرائيل. وأضاف المقال أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدا عاجزا عن إدارة الأمور وفق إرادته في التطورات الإقليمية الأخيرة، مما يشير إلى تراجع نفوذه السياسي وقدرته على التأثير في مسار الأحداث كما كان في السابق. إسرائيل عالقة بغزة من جانبها، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن التصعيد في غزة لا يزال مستمرا رغم انتهاء جولة ترامب في المنطقة، لكنه لم يصل بعد إلى مستوى التهديدات التي أطلقها نتنياهو، وهو ما فسره مراقبون بإعادة تقييم من الأخير لخياراته العسكرية والسياسية. ونقلت الصحيفة عن مايكل كوبلو كبير مسؤولي السياسات في منتدى السياسة الإسرائيلية قوله إن الحكومة الإسرائيلية تبدو "عالقة" في ما تريد فعله بشأن غزة، وسط تضارب الآراء والتردد الواضح في اتخاذ خطوات حاسمة على الأرض. وفي تحليل لصحيفة هآرتس، اعتُبر شعار "تحقيق النصر الكامل" الذي يردده نتنياهو فاقدا لجاذبيته لدى أغلبية الإسرائيليين، في ظل التحول الواضح في المزاج الشعبي الذي بات يفضل سلامة الرهائن على خيار الإبادة الشاملة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأضافت الصحيفة أن استطلاعات الرأي الأخيرة تعكس هذا التحول، مشيرة إلى أن مفهوم "النصر الكامل" لدى نتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف يتجاوز مجرد القضاء على حماس، إذ إنهم لا يعتبرون حتى هزيمتها الكاملة انتصارا إن لم تحقق لهم أهدافا أيديولوجية أوسع. إحباط ترامب أما صحيفة غارديان البريطانية فقد سلطت الضوء على إحباط ترامب المتزايد من نتنياهو، معتبرة أن سبب ذلك يعود إلى فشل الأخير في الإسهام بتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما ينظر إليه ترامب على أنه يتعارض مع المصالح الأميركية. وذكر المقال أن ترامب عبّر أكثر من مرة عن رغبته في إنهاء الحرب على غزة وإبعادها عن شاشات الإعلام، لكن نتنياهو لم يحقق هذا الهدف، مما يزيد التوتر في علاقتهما، ويضعف فرص نتنياهو في الحفاظ على دعم ترامب في المستقبل. وأضافت الصحيفة أن استمرار الحرب دون نتائج واضحة يعزز الانطباع بأن الحكومة الإسرائيلية تفتقر إلى خطة واقعية للخروج من المأزق في غزة، وأن حالة التردد والتناقض تعمق الشعور بالفوضى السياسية داخل إسرائيل. وبينما يواجه نتنياهو انتقادات متزايدة داخليا وخارجيا تشير القراءات الصحفية إلى أنه يفتقد اليوم الغطاء السياسي الذي كان يحظى به من واشنطن، خاصة في ظل توجه ترامب نحو مقاربة أكثر واقعية للمنطقة.


وطنا نيوز
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- وطنا نيوز
أربع ملاحظات سريعة حول بيان أهالي المتهمين وما تضمنه من مضامين ومواقف
بقلم الدكتور حسن البراري: أولاً: اتسم البيان بصبغة دفاعية وانتقائية وتحريضية واضحة تستهدف من يقفون في صف الوطن ضد العبث بأمنه واستقراره يهدف حشد الرأي العام لتعطيل العدالة. فالاصطفاف مع أمن الوطن لا يحتمل المزايدة أو التشكيك، ومن المؤسف أن يلجأ البعض إلى الانتقائية في قراءة الأحداث بما يخدم أجندات ضيقة. ثانياً: تصنيع السلاح وليس دعم المقاومة هو المحظور قانونياً، وهذه حقيقة لا تقبل التأويل أو المزايدة. حتى لو افترضنا أن النوايا كانت موجهة للمقاومة،فإن التبرير بهذا الشكل لا يعفي المتورطين من المسؤولية القانونية، فلا يمكن التساهل بالأمن الوطني تحت أي ذريعة. ثالثاً: التذرع بوجود الفساد لإضعاف موقف المدافعين عن الوطن وكأنهم متورطين أو متهمين ما هو إلا خطوة مكشوفة تنطوي على محاولة للتغطية على الحدث الحقيقي. نعم، الفساد موجود ولا أحد ينكر ضرورة مكافحته، ولكن الانحياز للوطن وأمنه لا يتعارض مع انتقاد الفساد. الحقيقة أن من يخشى على بلده من مغامرات تنظيمية مشبوهة ليس مطالباً بالتخلي عن موقفه الوطني لمجرد أن هناك فساداً قائماً. رابعاً: من اللافت أن بعض الموقعين على البيان يطالبون بوقف النشر والتعبير الوطني في منشورات متعددة في الوقت الذي تغض فيه أعينهم عن حملات التحريض والتجييش الإقليمية التي تقودها شبكات إخوانية مثل 'رصد'، و'عربي بوست'، و'قناة مكملين'، و'عربي21' ضد الأردن، وصولاً إلى تكذيب التحقيقات الأمنية الوطنية. ويكفي أن نشير إلى تقرير كاذب لشبكة رصد يدعي من دون خجل أن التنسيق بين الأردن والشاباك الإسرائيلي هو الذي مهد الطريق للإبقاع بهذه الشبكة. ولا يمكن تفهم هذا الازدواجية في المعايير، ولا قبول الدعوة لإخراس الوطنيين الذين يرون في أمن واستقرار بلادهم قضية عليا تتجاوز كل المبررات. وأخيراً: أين كان الإخوان المسلمون عندما تعلق الأمر بالفساد؟ ما هي القضية التي تبنوها وحولوها إلى القضاء؟ كل قضايا الفساد التي حُسمت وصُدرت فيها أحكام جاءت بجهود الدولة، وليس بفضل التنظيم أو تحركاته. كما أن الأمن الوطني ليس مجالاً للمساومة أو التبرير، وأي محاولة لتسييس هذه القضايا تهدد استقرار الأردن وتفتح الباب أمام أجندات لا تخدم مصلحة الوطن. لا أستنكر حق الأهالي بالمطالبة بمحاكمة عادلة، ولكن لا أرى من اللائق سياسيا ووطنيا أن يتم التجييش ضد الدولة وبخاصة عندما انضمت المنابر الاخوانية خارجة البلاد مع مكتب المرشد العام في مصر للنيل من صدقية وربما شرعية الأردن كدولة والاصرار على أن دعم المقاومة يبرر الدوس على سيادة البلد وانتهاكه


وطنا نيوز
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- وطنا نيوز
البراري …حديث احمد عبيدات عن لقاءات الملك بالاسرائيليين غير مبرر وخارج السياق
نشر الدكتور حسن البراري على حسابه في فيسبوك تفنيدا لرواية دولة الاستاذ احمد عبيدات عن اتصالات الملك حسين بالاسرائيليين ..وقال: تصريحات أحمد عبيدات بشأن لقاءات الملك حسين مع الإسرائيليين تأتي خارج السياق ولا أجد أن تبريراته أو حتى شرحه للحدث كانت مقنعة، ولا يبدو لي أنه كان على اطلاع كافٍ بجوانب القضية. فمن الواضح من تسجيلات الأرشيف الإسرائيلي أن الملك حسين رفض بوضوح خطة ألون، ورفض الخيار الأردني، ورفض فكرة للتنازل عن شبر من الضفة الغربية أو القدس. كان الملك مستعدًا للسلام، ولكن بشرط واضح ومحدد: الأرض مقابل السلام. وكان هناك بين الإسرائيليين من يرى بأن بدء المفاوضات مع الملك حسين هو أسهل لكن شروط الملك للسلام لا يمكن تحقيقها بيد أن بدء المفاوضات مع الرئيس الراحل عرفات كان أصعب سياسيا لكن اسهل من حيث امكانية التوصل إلى اتفاق، وهكذا جاء أوسلو الذي يمكن وصفه بانه اتفاق فرساي. كان ينبغي فهم السياق العام للأحداث، فكانت هناك حرب باردة عربية بين الأنظمة الملكية والجمهوريات، وكما يبدو أن استهداف الأردن من الأنظمة الجمهورية وبخاصة عبدالناصر كانت سببًا رئيسيا لدخول إسرائيل على معادلة الأمن الإقليمي وخلف خيارات عند القيادات ومن ضمنها الملك حسين رحمه الله. إضافة إلى ذلك، يجب التذكير بأن الإسرائيليين لم يقتصروا في اتصالاتهم على الملك حسين فقط، فقد سعوا بعد حرب 1967 إلى إيجاد قيادات محلية بديلة في الضفة الغربية وفشلت المحاولة بعد أن قطعت شوطا طويلا، وقبل ذلك وفتحوا قناة تواصل في باريس مع الرئيس جمال عبد الناصر، والتي أغلقها الأخير بعد فضيحة لافون في 1954. كما أن هناك تاريخًا من اللقاءات السرية بين الوطنيين السوريين والصهاينة، وهو ما وثّقه محمود محارب في كتابه القيّم، وقد وصل الأمر أن عرض حسني الزعيم سلاما مع إسرائيل مع استعداد الزعيم استقبال 300 ألف لاجئ. التركيز الإعلامي الحالي على لقاءات الملك حسين التي تحدث عنها في مقابلة حصرية مع آفي شلايم عام 1996، والتي نُشرت في صحيفة الجارديان يبدو وكأنه إعادة اكتشاف لعجلة قديمة. ينبغي التساؤل عن الأجندات التي تقف وراء هذا التركيز المفاجئ على هذه الجزئية دون غيرها، في سياق تاريخي مليء بالاتصالات المعقدة والمواقف الحاسمة شملت منظمة التحرير أيضا.